المجموع : 47
حَجَبوك عَن مقل الأَنام مخافة
حَجَبوك عَن مقل الأَنام مخافة / مِن أَن تَبوح بِحُسنك الأَنوار
فَغَدَوت بِالستر الجَميل محجباً / كَي لا تَخمش خَدك الأَبصار
وَتوهموك فَلَم يَروك فَأَصبَحَت / آراؤهم في أَمرِها تَحتار
وَتخيلوك بِفكرهم حَتّى بَدَت / مِن وَهمِهُم في خَدك الآثار
مَدَحوا كَليباً بِالبَسالة سابِقاً
مَدَحوا كَليباً بِالبَسالة سابِقاً / وَإِذا المَدائح كُلَها في الزير
وَمَن البَلية أَن في أَيامنا / قام الهزبر لعزة الخَنزير
قولوا لِمَن في الحُكم يَطلب رَشوة
قولوا لِمَن في الحُكم يَطلب رَشوة / جاءَتكَ لَهوة دَعوة المغتاظ
لا بُدَ مِن قَول السَعير لِمَن طَغى / أَنظر لِلمعي وَاِتقاد شَواظي
قالوا اِتخذ لَكَ خادِماً فَأَجبتَهُم
قالوا اِتخذ لَكَ خادِماً فَأَجبتَهُم / أَنّي يَكون لِناظم الشعر الرَقيق
قالوا التمس لَكَ طيب عَيش قُلت لا / يُرجى لِرَبّ اللَفظ وَالمَعنى الدَقيق
أَسلك بِنا سِنن الرَشاد الأَول
أَسلك بِنا سِنن الرَشاد الأَول / وَذر الملام وَترهات المَقول
إِنّ الصَديق إِذا اِستأض عتابه / صَبغ القُلوب بصبغة لَم تنصل
فَلَكُم أَثار العَتَب عَثير تلعة / مشجت وَكادَ غُبارها لَم يَنجل
حَرَثت قَوالبها السَنابك فَاِغتَدى / ماضي سحاها عبرة المُستَقبل
إَن كُنت لا تَرعى الذمام فَإِنَّني / لجز عُقود عَهوده لَم تحلل
وَإِذا تَعَذر صَقل مرآة النُهى / بَعد الوداج صقلتها بِالمنصل
إِني امرؤ مطق المَجَرة سَيفه / وَسِنانه نَجم السماك الأَعزَل
جَلى العَجاجة فَوقَ ظَهر مطيهم / في غَير نَقع راده لَم يُرسَل
لا تَستَطيع الشَمس تَرسُم ظله / عِندَ المَكر يَفوت ريح الشمأل
إِني مِن القَوم الَّذين خُيولَهُم / قَطَعَت حَوافِرَها مَداحل جَلجل
رَكَضوا بِنجد في الصَباح وَسابَقوا / وَقت المَقيل إِلى الحِجاز المُعتَلي
تَرَكوا المَمالك بِالسَنابك هوجة / وَتواحكوها فَاِختَفَت بِالقَسطَل
هَلّا ذكرتم يَوم طفجة وَالوَغا / فَوقَ الغُضَيّ وَيَوم مَصرع نَهشل
لَما مَنحناكُم بِعَفو شامل / مَع قُدرة وَبلاؤُكُم لَم يَنجل
وَالذُل في أَسراكُم وَعَزيزكم / حَل المَضايق تَحتَ صَم الجَندَل
لَكِنَكُم قَوم ثَواد صَوخت / وَلَئن جَهلتم قدرنا لَم نَجهَل
هَلّا اِعتَبَرتُم قَبلَ ذا بجدودَكُم / لَما الِتَقوا بِجدودَنا مِن أَول
هلّا اِعتَبَرتُم بَعدَها وَذَكَرتُم / فَتَحَلَقَت أَعواطكم فيما يَلي
إِن لَم تَحولوا عَن طلاب قَتالنا / فَالمَوت صاب طَعمه كَالحَنظَل
كُنتُم لَدَينا في أَجلّ مَكانة / فَهَوَيتُم تَحتَ الحَضيض الأَسفَل
مَهلاً فَإِن لَنا القَنابل وَالقَنا / وَلنا المَقالد يَومَ ذات الحَرمَل
وَلنا خُيول كَم لَها مِن غارة / بَينَ الغوير وَبينَ صَحرا سجل
كرّت فَمَرّت كَالضَباب عَلَيكُم / وَغَدَت وَادجلالها لَم يُبلل
إِنا بَنو بَكر الَّذين خُيولَهُم / أَزّت كليباً قَبل أَزّ مهلهل
يا مَقعد الحَظ العَظيم
يا مَقعد الحَظ العَظيم / أَبلغ لربك وَاِسأل
هَل يُصدر الأذن الكَريم / لواقف لَم يَدخل
إِن كُنت عَن خَطإٍ جَنيت خَطيئة
إِن كُنت عَن خَطإٍ جَنيت خَطيئة / فَقَد اِعتَرَفت بِها وَأَنت محكم
وَلَئن جَنيت مِن الذُنوب عَظيمها / فَالعَفو أَعظَم وَالسَعيد الأَعظَم
وَرَجَعت للملك العَزيز بِتَوبة / إِن شاءَ حُسن قُبولها أَتَقَدَم
سيان عِندي فَضله أَو عدَله / فَهُوَ المحكم وَالوليّ المنعم
وَالعَبد أَقبَل وَاثِقاً بِقبوله / مِن حَيث سائل فضله لا يحرم
وَيَروم مِن مَولاه رَأفة راحم / أَو لا فَغَير جَنابه مَن يَرحَم