المجموع : 353
يا سيِّدي شكراً لها من أنعمٍ
يا سيِّدي شكراً لها من أنعمٍ / وقتي بها من بعد مصر خصيب
قسماً لقد أفردت في نظمٍ وفي / ودٍّ ففي الحالين أنتَ حبيب
أشكو لأنعمك التي
أشكو لأنعمك التي / هيَ للعفاةِ سحائب
حالِي التي يرثِي العدوُّ / لها فكيفَ الصاحب
لولا معاني السحر من لحظاتِها
لولا معاني السحر من لحظاتِها / ما طال تردادِي إلى أبياتها
ولما وقفتُ على الديارِ منادياً / قلبي المتيمَ من ورا حجراتها
دارٌ عرفتُ الوجدَ منذُ أتيتها / زمنَ الوصال فليتني لم آتها
حيثُ الظبا وكواعبٌ وحدائقٌ / أنَّى التفتُّ رتعتُ في جناتها
والرَّاح هاديةُ السرور إلى الحشَا / مثل الكواكب في أكفِّ سقاتها
لا أنظم الأحزان في أيَّامها / أو ما ترى كسرى على كاساتها
كم ليلةٍ عاطيت صورته طِلاً / كادتْ تحركُ معطفيه بذاتها
فلئن بكيت فإنَّ هذا الدمعَ من / ذاك الحبابِ يفيضُ من جنباتها
مالي وما للهوِ بعد مفارِقٍ / قد نفّرت غِربانها ببزاتها
والشيب في فودي يخطُّ أهلةً / معنى المنونِ يلوح في نوناتها
سقياً لروضاتِ الشباب وإن جنت / هذي الشجونُ على قلوبِ جُناتها
ولدولةِ الملكِ المؤيدِ إنَّها / جمعت فنونَ المدحِ بعدَ شتاتها
ملكٌ ليمناه عوائدُ أنعُمٍ / ألفتْ نحاةُ الجود فيضَ صِلاتها
ما قال إلاَّ في مبادرَة العطا / وتناولِ الأمداح هاكَ وهاتها
شدَّت لساحته الرحالُ ففعلها / يقضي بنصرِ الحرف نحوَ جهاتها
أكرم بساحته التي لا صَدْحَ من / وُرق الثنا إلاَّ على روْضاتها
غذِيَ الرجاءَ نباتُها فانْظر لمن / وشَّاه من مدحٍ فمُ ابنِ نباتها
واهْرع إلى الشخصِ الذي قد ألفت / كلّ القلوبِ له على رغباتها
وإذا الفتى اجْتذب القلوب سعت إلى / دينار راحتهِ خُطَى حبَّاتها
وإذا حُلى الملكِ المؤيدِ أشرقت / فاخْشع لما تمليهِ من آياتها
شرفٌ مثالُ النجمِ دون مثالهِ / وَلُهاً يضيعُ الغيث في قطراتها
لم يكف أن جلَّى الخطوب عن الورى / حتَّى جلا بعلومه ظلماتها
لله فيهِ سريرةٌ مكنونةٌ / فصفاتها الإعياء دون صفاتها
لا تطلبنَّ من القرائح حصرَ ما / أفضى إليه وَعدِّ عن إعناتِها
ركعتْ لذكراهُ الحروف فلن تكدْ / تتبيَّنُ الألفاتُ من دالاتها
وتقشَّعت أنواءُ كلّ غمامةٍ / وهباتُه تجرِي على عاداتها
يا ابنَ الملوكِ الناشرين لبيتهم / سِيراً تبيّضُ من وجوهِ رُواتها
مُتَّ الفقيرَ إلى يديك بمنةٍ / إذ كان صنع الجودِ من لذَّاتها
وصَبتْ إلى لقياك غير ملولةٍ / نفسٌ رأت جدواك أصلَ حياتها
لا نعتب الأيَّامَ كيفَ تقلَّبت / بالقاطنينَ وأنتَ من حسناتها
بالنصر والإقبال والبركات
بالنصر والإقبال والبركات / سكنى القصور ومنزَهُ الحركات
في ظلّ ملك بالسعود تمنحت / في سائر الحركات والسكنات
وعمائر موصولة بعمائرٍ / طيارة في الذكر والغرفات
والناسُ إما مادحٌ أو مطربٌ / بثنائه الموصول بالنغمات
والكل بين يديك خادمُ صنعةٍ / ينشي وينشد والزمان مؤاتي
يا جودَ سلطان العبادِ ومدحنا / طابَ الصبوحُ لنا فهاك وهات
وأرى صبوحك كاس أجر أو ثنىً / فاشرب هنيئاً يا أخا اللذات
بثّ المشيبُ على الشجيّ بزاته
بثّ المشيبُ على الشجيّ بزاته / وبدا فنفّر ظبيه ومهاته
لا مت يا لاحي الشجي على الأسى / وحييت بعد الظاعنين حياته
أو عشت عيشي عند جفوةَ سيدٍ / عوّدت منه ميله ولهاته
هذاك قد خصف الحيا أوراقه / وأنا الذي هشم الجفاءُ نباته
وأتى إلى حجر الكرام فطاف في / حجّ الرجاءِ معاوذا ميقاته
سادوا الزمانَ كما ترى عباده / وسرَاته وهداتهُ وكماته
لا زال سارٍ نور بيتهمُ ولا / عدِمَ النزيلُ وسامع أبياته
فاز الذي شغل الأسى أوقاته
فاز الذي شغل الأسى أوقاته / لو كان أشبعه الأسى أوقاته
يا ليت لو كان المنام معاشه / طيفاً ولا كان النهار سباته
قيراط وصل كنت أجعله على / قنطار هجرانٍ يُغير ذاته
يا سيدَ الأدباءِ لا شكاً لقد / جازاك من لم يدرِ منك شكاته
أنظر لخليك اللذين تحاربا / أدباً وهب لكليهما ما فاته
من كان من قشٍّ ترعرع نبته / أو كان من حجرٍ ألنتَ صفاته
عذراً لمن هزت هباتك طودَهُ / ولمن أطاشَ ندىً يديك نباته
أهلاً بركب القادمي
أهلاً بركب القادمي / ن زها وأزهر وقته
لبني عليّ إنه / نعم الولي علمته
يا قادماً ما زلت في / نعماه منذ عرفته
ومُدِحت حين قصدته / وقصدت حين مدحته
هنئت حجاً من شذا / عرفات قد عرفته
وبعثت من فرحي خرو / فاً لو قدرت لزدته
لو أنه ابن خروف نح / ويّ النحاة بعثته
لم يبقِ شيبي لذةً لحياتي
لم يبقِ شيبي لذةً لحياتي / والشيبُ صبحٌ قاطعُ اللذات
فارقت أيمنَ زوجةٍ وعدمت من / مغنى حماه عوائدي وصِلاتي
حيّي الحيا أوقات تلك وهذه / وسقى معاهد زوجتي وحماتي
ولقد محا قاضي القضاةِ وتاجهم / عني مصاب الحسن والحسنات
فاضت مواهبه عليّ ولم أسل / وسقتْ مواطره الغِزارُ نباتي
وسجعت مدحاً حين طوّقني ندىً / إنّ المطوّق ساجعُ النغمات
ولئن أقل للعجز دعوى مدحتي / فلتكثرنّ بصالحٍ دعواتي
يا شمسَ فضلٍ واضحٍ لي حسَّدٌ
يا شمسَ فضلٍ واضحٍ لي حسَّدٌ / بولاية المُجدِي كانوا كالشُّمت
شكراً لأنعمك التي قد أفصحتْ / عن شكرِها حتَّى جوارِحي الصُّمت
مزجت بنطقِي في الورى وجوارحِي / فلأشكرَنَّك ما حييتُ وإن أمت
مولايَ إنَّ الحالَ قد وصلتْ إلى
مولايَ إنَّ الحالَ قد وصلتْ إلى / سطرين من بيتينِ قد ضمنّها
لم يبقَ عندِي ما يباع بدرهمٍ / إلاَّ بقيَّة ماء وجهٍ صُنَّها
لا عيبَ في بعضِ الكرامِ سوى ندًى
لا عيبَ في بعضِ الكرامِ سوى ندًى / متعمّق للمرءِ عند صِلاته
يُعطيه من إحسانهِ ولربَّما / آذاهُ كي يعطيه من حسناته
يا شهدُ لا والله اق
يا شهدُ لا والله اق / نع أن أعاودَ قُبلَتك
ما أنتَ عندِي شهدة / حتَّى أذوق عسيلتك
عندِي استفاد ذوو التأدُّب والذكى
عندِي استفاد ذوو التأدُّب والذكى / قولاً نباتياً رَعوا روضاته
فأنا الحقيق بقول أحمد من إذا / قطفَ الرجال القول عند نباته
ومطالع السعديّ في أُفق العُلى
ومطالع السعديّ في أُفق العُلى / والملك نعم القصد والحركات
من حيث يرقم إسمه وفعالهُ / فالعزُّ والإقبال والبركات
كانت للفظي رقَّةٌ
كانت للفظي رقَّةٌ / ضنَّ الزمان بما اسْتحقت
فصرفتها عن قدرتِي / وقطعتها من حيث رقَّت
في شعرِ مولانا السنا العالي وفي
في شعرِ مولانا السنا العالي وفي / إنشائِه الأشهى مزاج القهوة
فمتى تقل بيتاً فقلْ إنَّ الذي / ومتى يُدِرْ سجعاً فقلْ إنَّ التي
يا قادماً باليمن للمهتاج في
يا قادماً باليمن للمهتاج في / أحوالِه والمنّ للمحتاج
قسماً بسؤددك الجليّ فإنَّه / منهاجُ فضلٍ ما له من هاج
ما ترفعُ الأيَّام رأس رياسةٍ / إلا إذا وسمت بهذا التاج
وافى إليَّ بمدحةٍ قد أخبرت
وافى إليَّ بمدحةٍ قد أخبرت / عن كلّ بيتٍ جيدٍ من أينَ جَا
فسكتُّ عنه فجاءني بهجائهِ / لأجيبه هيهات أخلفه الدجى
من كانَ في حالِ المدائح ساقطاً / عندِي فكيفَ يكون في حال الهجا
إنسان عيني ساهر بك سافح
إنسان عيني ساهر بك سافح / يا أيُّها الإنسان إنكَ كادح
وجوانح ملئتْ عليكَ تحسراً / هذا وهنّ إلى لقاكَ جوانح
يا معرضاً قلبي عليه ومدمعي / هذا مقيم هوًى وهذا نازح
يا يوسف الحسن البديع جماله / والله ما عيشي بهجرك صالح
إن كان وجهك بدر سعد إنَّه / من لحظك الفتَّاك سعدُ الذابح
ما ضرَّ مثلك لائم إلاَّ كما / قد ضرَّ أقمار الدجنَّة نابح
ولقد يجدد فيك جرح حشاشتي / طيرٌ على البان المرنَّح صادح
يا فرط ضعفي حيث صرت فريسة / وحمام بانات الحمى لي جارح
عجباً لشخصك نافراً جرح الحشا / فهو الغزال لديَّ وهو الجارح
وتغزل الأشعار فيك كواسد / ولهنَّ في مدح الجمال منادح
وفي ابن محمود المحامد حقها / فغدت إلى علياه وهي طوامح
وزكت أحاديث الورى عن مجدِهِ / فجميع ما يحكون عنهُ مدائح
الكاتم الصدقات وهي شهيرةٌ / كالمسك يكتم وهو شيء فائح
والقائل الكلمات يقدر قدرها / سوَر الكلام كأنهنَّ فواتح
من كلِّ ساجعة السطور كأنما / همزاتها وُرْقٌ هناك صوادح
وفريدة قد أقرحت عن مثلها / فطن الورى فلذاك قيل قرائح
وَارِي الزنادِ فضائلاً وفواضلا / هذا وما فيه لعمرك قادح
يجدي ويسبح في الثناءِ فيحتوي / أمد العلى فهو الجواد السابح
ويزين رفعة بيته بجلالهِ / فكأنَّما هي في السماء مصابح
في كفِّهِ قلمٌ كأنَّ رِشاءه / للرزقِ والدرر النفيسة مائح
خافت مهابته الرماح فأذعنتْ / حتَّى تخوّفه السماكُ الرامحُ
يا مانحي غرر اللهى متبسِّماً / والعام مغبرّ الأسرَّة كالح
جرَّدتني سيفاً بمدحك قائماً / حتى تضمّ عليَّ ثرايَ صفائح
فلأشكرنَّك في القريض بسبّق / مع أنها عمَّا بلغت طلائح
ومن المكارم أن تسامح عجزها / إنَّ الكريم ابنَ الكريم مسامح
هل بعد وجهك للرجاءِ نجاح
هل بعد وجهك للرجاءِ نجاح / أو بعدَ شخصك في الحياة صلاح
يا راحلاً تجبُ القلوبُ لفقده / الصبر يمنع والبكاء يباح
لا غَرْوَ أن تذري الدموع أجاجها / ونداكَ عذبٌ في الأكُّفِ قراح
لهفي عليكَ لراحةٍ مزنيةٍ / تعيي الغيوث وغيثُها سحاح
لهفي عليكَ لهمَّةٍ علويةٍ / تغضي النجوم وطرفها طماح
لهفي عليكَ لئن خلعت شبيبةً / كانَ الزمان لحسنها يرتاح
لهفي عليكَ لئن أثرت مراثياً / كنَّا نؤمل أنَّها أمداح
ما كان سلخ العام إلاَّ طالعاً / لقلوبِنا فيه عليك جراح
آهاً لفقدك إنَّه الفقد الذي / نسخت بيوم عزائهِ الأفراح
ما كانَ يا ابن الفتح يومك بالذي / فيهِ لِباب تصبرٍ مفتاح
تبكي عليكَ يراعةٌ وبراعةٌ / وفصاحةٌ وزجاجةٌ وسماح
تبكي عليكَ من العلوم صحائفٌ / ومن الجيوش أسنَّةٌ وصفاح
تمسي إذا ذكرت يراعك بينها / ودموعها بدل السلاح سلاح
تبكيكَ للنعماءِ آل مقاصدٍ / كانت بسجلك في الندى تمتاح
تبكيك للودّ الصحيح صحابةٌ / لبكائِها نسبٌ عليكَ صراح
هذاك عوَّام بدمعِه وذا / حدّ الهموم لقلبهِ جراح
تبكي عليك منازلٌ بالرُّغم أن / هبط الترابَ هلالها الوضاح
كانَ الحمامُ بها يغرِّد فرحةً / فاليوم تغريد الحمام نواح
هل تعلم الورقاء أنِّيَ مثلها / لو كانَ لي بعد الفقيد جناح
واحسرتاه لجوهريّ فضائل / ما بعد رؤياه القلوب صحاح
أيَّام كمل فضله وتباشرت / قصَّاده فغدوا إليه وراحوا
وثناه عن عذلِ العواذِل في الندى / رأيٌ يرى أن السماح رباح
وغدا ودولة عيشه أمويةٌ / حتَّى أنتضي سيف الردى السفاح
هنَّ الليالي الضاربات على الورى / بنجومِها فكأنَّهنَّ قداح
يسطو على الآجالِ رمح سماكها / ولتسطونَّ على السماك رماح
ما أعدلَ الدُّنيا وإن جارت بنا / لم يبقَ مِجزاع ولا مِفراح
أعظم بها من حكمةٍ محجوبةٍ / ما للتعمُّق نحوها إيضاح
أمَّا الجسوم فللتراب غيابها / وإلى مقدّر خلقها الأرواح
جادت صلاح الدِّين تربك مزنةٌ / فيها لأحوال الثرى إصلاح
تبكي على خدِّ التراب غيومها / فتظلُّ باسمة ربىً وبطاح
حتَّى كأنَّ ربيعها ونسيمها / نعمى يديكَ وذكركَ الفيَّاح