المجموع : 61
وكأنَّما تَرنو بعينِ غزالةٍ
وكأنَّما تَرنو بعينِ غزالةٍ / فَقدتْ بأعلى الرَّبْوتينِ غزالَها
بيضاءُ تُستَرُ بالحجالِ ووَجْهُها / كالشمسِ يستُرُ بالضياءِ حِجالَها
يا ابْنَ الخلائفِ والعُلا للمُعْتلي
يا ابْنَ الخلائفِ والعُلا للمُعْتلي / والجودُ يُعرفُ فَضلُهُ للمُفْضِلِ
نَوَّهْتَ بالخلفاءِ بل أَخْمَلتَهم / حتى كأنَّ نَبيلَهُم لم يَنْبُلِ
أَذكرتَ بل أَنْسَيتَ ما ذَكرَ الأُلى / في فِعلهم فَكأنَّهُ لم يُفعلِ
وأَتيتَ آخِرَهُم وشأوُكَ فائتٌ / للآخِرين ومُدرِكٌ للأوَّلِ
الآنَ سُمِّيَتِ الخلافَةُ باسْمِها / كالبدْرِ يُقرَنُ بالسِّماك الأَعزلِ
تأبَى فَعالُكَ أَنْ تُقرَّ لآخِرٍ / منهمْ وجودُكَ أن يكونَ لأَوَّلِ
قُلْ ما بَدا لكَ وافْعلِ
قُلْ ما بَدا لكَ وافْعلِ / واقْطعْ حِبالكَ أو صِلِ
هذا الرَّبيعُ فحيِّهِ / وانزلْ بأكرمِ منزِلِ
وصِلِ الذي هو واصِلٌ / وإذا كرِهْتَ فَبدِّلِ
وإذا نَبا بك منزلٌ / أو مسكنٌ فتحوَّلِ
وإذا افْتقرتَ فلا تَكُنْ / مُتخشِّعاً وتجمَّلِ
بأبي غزالٌ صَدَّ بعدَ وِصالهِ
بأبي غزالٌ صَدَّ بعدَ وِصالهِ / وزَها عليَّ بحُسنِهِ وجمالِهِ
سَلبَ الكرَى عَيني وألبَسَها الكَرى / وحَمى خَيالي مِن لقاءِ خيالِهِ
بل ربَّ مُذْهبةِ المزاجِ ومُذْهَبٍ
بل ربَّ مُذْهبةِ المزاجِ ومُذْهَبٍ / راحا براحةِ ريمهِ وغزالهِ
وكأنَّ كفَّ مُديرِها ومُديرِهِ / فَلكٌ يدورُ بشمسهِ وهلالهِ
يا مَن يُجرِّدُ مِن بَصيرتهِ
يا مَن يُجرِّدُ مِن بَصيرتهِ / تحتَ الحوادثِ صارمَ العَزْمِ
رُعتَ العدوَّ فَما مثُلتَ لهُ / إلا تفزَّعَ منكَ في الحُلمِ
أضْحى لكَ التَّدبيرُ مُطَّرداً / مثلَ اطَّرادِ الفعلِ للاسمِ
رفعَ الحسودُ إليكَ ناظِرهُ / فرآكَ مُطَّلعاً معَ النَّجْمِ
قالوا شَبابُكَ قد مضَتْ أَيامُهُ
قالوا شَبابُكَ قد مضَتْ أَيامُهُ / بالعيشِ قلتُ وقد مَضت أَيامي
للَّه أيَّةُ نعمةٍ كانَ الصِّبا / لو أَنَّها وُصلتْ بِطولِ دَوامِ
حسَرَ المشيبُ قِناعَهُ عن رأسِهِ / وصَحا العواذلُ بعدَ طُولِ مَلام
فكأنَّ ذاكَ العيشَ ظلُّ غَمامَةٍ / وكأنَّ ذاكَ اللهوَ طَيفُ مَنامِ
يا وجهَ مُعتذرٍ ومُقلةَ ظالمِ
يا وجهَ مُعتذرٍ ومُقلةَ ظالمِ / كم من دَمٍ ظُلماً سَفكتَ بلا دَمِ
أوَجدْتِ وَصْلي في الكتاب مُحرَّماً / ووجدْتِ قَتْلي فيهِ غيرَ مُحرَّمِ
كم جنَّةٍ لكِ قد سكنْتُ ظِلالَها / مُتفكِّهاً في لذَّةٍ وتَنعُّمِ
وشربتُ في خمرِ العيونِ تعلُّلاً / فإذا انتشَيْتُ أجودُ جودَ المِرْزَمِ
وإذا صحَوْتُ فما أقصِّرُ عن ندى / وكما علمتِ شَمائلي وتكرُّمي
أزِفَ الرَّحيلُ فودَّعتْني مُقْلةٌ
أزِفَ الرَّحيلُ فودَّعتْني مُقْلةٌ / أوْحتْ إليَّ جُفونُها بسَلامِ
وتَطلَّعتْ بينَ الحُدوجِ كأنَّها / شمسٌ تَطلَّعُ في خِلالِ غَمامِ
وشكَتْ تَباريحَ الصَّبابةِ والهَوى / بمدامعٍ نَطقتْ بغَيرِ كلامِ
كمهاةِ رَملٍ قد تَربَّعتِ الحِمَى / بينَ الظُّباءِ العُفر والآرامِ
حتَّى إذا ضَربَ المصيفُ رُواقَهُ / صافَتْ بظلِّ أراكَةٍ وبشامِ
ما كلَّما بل ربَّما عبثَ البُكا
ما كلَّما بل ربَّما عبثَ البُكا / بدموعِ عينِكَ من بُكاءِ حَمامِ
وإذا الشمالُ معَ العشيِّ تنسَّمتْ / هاجَ التنسُّمُ لي دفينَ سقامِ
ومُدامةٍ صلَّى الملوكُ لوجهِها
ومُدامةٍ صلَّى الملوكُ لوجهِها / من كثرةِ التَّبجيلِ والتّعظيمِ
رقَّتْ حُشاشَتُها ورقَّ أديمُها / فكأنها شِيبتْ من التَّسنيمِ
وكأنَّ عينَ السَّلسبيلِ تَفجَّرتْ / لكَ عن رحيقِ الجنّةِ المختومِ
راحٌ إذا اقترنتْ عليكَ كؤوسُها / خِلتَ النُّجومَ تَقارنتْ بنجومِ
تجري بأكنافِ الرِّياضِ وما لها / فلكٌ سِوَى كفِّي وكفِّ نديمي
حتّى تخالَ الشمسَ يُكسَفُ نورُها / والأرضَ تُرعدُ رِعدةَ المحمومِ
مظلومةٌ باللَّحظِ وَجْنتُها
مظلومةٌ باللَّحظِ وَجْنتُها / وجفونُها جُبلتْ على الظُّلْمِ
وكأنَّ عينَيْها تَضمَّنتا / ما في فؤادكَ من جوَى السُّقْمِ
ولَّى الشَّبابُ وكنتَ تَسكنُ ظِلَّهُ
ولَّى الشَّبابُ وكنتَ تَسكنُ ظِلَّهُ / فانظُرْ لنفسِكَ أيَّ ظِلٍّ تسكُنُ
ونَهَى المَشيبُ عن الصِّبا لو أنَّهُ / يُدْلي بحُجَّتهِ إلى مَن يَلْقَنُ
بَكَرتْ عليَّ عَواذلي يَلْحيْنَني
بَكَرتْ عليَّ عَواذلي يَلْحيْنَني / وعَلى الذي لم يَعْدُ بي أَعْدَيْنَني
إِيهاً عليكَ فقد كبرتَ عن الصِّبا / ونَهى المشيبُ عنِ الذي يَنْهَيْنَني
أَنَّى وكيفَ وقد رأينَ تغيُّري / عن عهدِهِنَّ إِذا العيونُ رأيْنَني
وعلى مُفارَقَةِ الشَّبابِ شَمتْنَ بي / وعلى مُعاداةِ الصِّبا عادَينَني
أدْنَيْنَني حتّى إذا التَهبَ الجَّوى / أقْصَيْنَني أضعافَ ما أدْنَينَني
وفَتَنَّني بِلواحظٍ تَشكو الضَّنى / دائي بِهنَّ وربَّما داوَيْنَني
يُذْكينَ في قَلبي وبَيْنَ جَوانحي / حُرَقاً بنارِ جَحيمِها أصْلَيْنني
يا ابْنَ الخَلائفِ إِنَّ أيّامَ الغِنى / أيَّامُكَ الغُرُّ التي أَغْنَيْنَني
بِنوالِها وسجالِها وثِمالِها / أسْقَيْنني حتّى لقد أرْوَيْنني
أَلحاظُ عيني تَلْتهي
أَلحاظُ عيني تَلْتهي / في رَوضِ وردٍ يَزْدَهي
رَتَعتْ بها وتَنزَّهتْ / فيها ألذَّ تَنزُّهِ
يا أيُّها الخَنِثُ الجفو / نَ بنَخْوةٍ وتَكرُّهِ
والمُكْتسي غَنَجاً أما / تَرثي لأَشعثَ أَمرهِ
أَدَبٌ كمِثْلِ الماءِ لَوْ أفْرَغْتَهُ
أَدَبٌ كمِثْلِ الماءِ لَوْ أفْرَغْتَهُ / يَوْماً لَسَالَ كما يَسيلُ الماءُ
ولربَّ نائحةٍ على فَنَنٍ
ولربَّ نائحةٍ على فَنَنٍ / تُشْجي الخليَّ وما بهِ شَجوُ
وتَغرَّدتْ في غصنِ أيكتِها / فكأنما تغريدُها شَدْوُ
أَطفت شَرارةَ لهوي
أَطفت شَرارةَ لهوي / ولَوتْ بشدَّةِ عَدْوي
شُعَلٌ عَلَوْنَ مَفارقي / ومَضتْ ببهْجَةِ سَرْوي
لما سَلكْتُ عَروضَها / ذهبَ الزِّحافُ بِحَذوي
يا أيُّها الشادِي صَهٍ / ليْسَتْ بساعةِ شَدْوِ
حَوْراءُ داعَبَها الهوى في حورِ
حَوْراءُ داعَبَها الهوى في حورِ / حكَمَتْ لوَاحِظُها على المَقْدورِ
نَظرتْ إِليَّ بِمُقْلَتَيْ أُدمانَةٍ / وَتَلَفّتتْ بِسوالفِ اليَعْفُورِ
وَكأنَّما غاضَ الأَسى بجُفُونها / حَتَّى أتاكَ بِلؤلؤٍ مَنْثُورِ
فلَئِنْ سَمِعتَ نَصيحَتي وَعَصيْتَها
فلَئِنْ سَمِعتَ نَصيحَتي وَعَصيْتَها / ما كُنتُ أَوَّلَ ناصِحٍ مَعْصيِّ