القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 78
خجل الحبيبُ من العتا
خجل الحبيبُ من العتا / بِ فورَّدَ الخدَّ الخَجَلْ
فخشيتُ منه تغضُّباً / فمسحتُ ذلك بالقُبَلْ
مالي وما لعتاب مَن / لو شاء يقتلني قَتَلْ
إقبالُهُنَّ بشارةُ الإقبالِ
إقبالُهُنَّ بشارةُ الإقبالِ / وحضورُهنَّ حضورُ حُسنِ الحالِ
هُنَّ الغواني بالجمال عن الحُلى / فجمالُهنَّ يفوق حَليَ الحالي
إنعامُهنَّ لنا طليعة نعمةٍ / موصولةٍ بمقدّماتِ وصالِ
شُبنَ الملاحةَ بالدلال وأُشرِبَت / بقلوبهن حلاوةُ الإدلالِ
ذُلُّ اليَسير بطرفهنَّ وفوقه / عَقدُ الحواجب فيه تِيهُ الغالي
واذا اهتزَزنَ لنا تهزُّ قلوبَنا / هيفُ الخصور ورُجَّحُ الأكفالِ
يُشفى العليلُ بأُنسهن كمثل ما / تُشفى العِطاشُ ببارد السلسالِ
فالشَّيب أسخطهنَّ من بعد الرضا / والعُدم علَّمهنَّ صفح الحالِ
قد يُستَفاد المالُ بعد نفاده / والشَّيب أعيا حيلةَ المحتالِ
فطمعتُ في نصف الرضا ويئستُ من / نصفٍ لإعدامي وشيب قذالي
قُم يا غلام فسلِّ قلبي بالتي / فيها السلوُّ عن الملول السالي
كيف الصلاح وقد بُليتُ بشادنٍ / في الحسن منفردٍ بغير مثال
لم أُنصِف المعشوقَ إذ شَبَّهتُه / قَدَّ القضيب وصورةَ التمثال
فإذا تلفَّت أو رنا فارغب به / عن جيد مُغزِلةٍ وعين غزال
وطراز طُرَّتِه ونور جبينهِ / يُنسيكَ كلَّ دجىً وكلَّ هلال
وتشعشع الخدَّين من ماء الحيا / كرحيق خمرٍ مُشرَبٍ بزلال
نزه العيون جلاؤهنَّ من الحيا / ولكل قلبٍ في البصيرة خالِ
تَبلى الرياضُ وكلُ روضٍ وافرٍ / وندى البَريديينَ ليس ببال
عزُّ البريديين أحسن منظراً / للناس فيه حدائق الآمال
إقبالُ دولتهم على كلِّ الورى / مُتَتابِعٌ بعوائد الإقبال
قد كادت الأرزاق تُقفَل فانبرت / بركاتُهم بمفاتح الأقفالِ
وهُمُ الثلاثة شَبَّ فيهم رابعٌ / من ذي المعالي وهو جدٌّ عال
أيّامُكم في العالمين كأنَّها / من حسنها مصقولة بصقال
عظمت كفايتُكم وجلّ غَناؤكم / فبكم تسير سوائرُ الأمثالِ
في الأرض ذلك في السماوات العُلى / تُدعَونَ سادةَ سادةِ العُمّالِ
ما قلتُ زوراً إنَّ بَسطَ نوالكم / في الأرض أفضلُ صالح الأعمالِ
مَن شاء فليقتل لذلك نفسَه / أسفاً وربَّ تأسُّفٍ قَتّالِ
فليرغم الحسّادُ إنَّ خدودهم / حُطَّت لمَوطَأكم نِعَالَ نِعَالِ
هلا أتوا بخلائقٍ كخلائق / فيكم مبرزة بكل كمالِ
لم ينقموا إلا التيقظ منكمُ / وتحفُّظ الغَفَلات والإغفالِ
فرأوا مساعيَهم قرارةَ وهدةٍ / ورأوا مساعيَكم سماءَ معالِ
فبمثل ذا عنَد الحسود وإنما / بسَخى القلوبِ تفاوُتُ الأحوالِ
أوَ ما ترى رجلاً يقوم مقامةً / ما إن يقوم بها ألُوفُ رجالِ
هذا أبو عبد الإله يمدُّه / شكرُ الإله بفضله المتوالي
لو ضُمَّت الدنيا إليه بأسرها / لاقتادها من نعله بقِبالِ
ما ذاك في القرطاس نِقساً إنما / هو كشف كربٍ أو حلول وَبالِ
وإذا سمعتَ صرير أقلامٍ له / فزئير أُسدٍ في حمى الأشبالِ
ويبعثر الجيش العرمرم واصفاً / كيداً يصاول صولةَ الأبطالِ
ما أشرف القلم المشرِّفَ أهله / ضخم المَريرة وهو نِضو هُزالِ
يمشي مُكِبّاً والخُطا من مشيه / طُرق الغنى وطوارق الأهوال
ويمجُّ رَعفاً لا يملُّ لسانُهُ / ويفيض بالآمالِ والآجالِ
يا أحمد بن محمدٍ حمداً لمن / جعل الفضائلَ في ذوي الإفضالِ
قال النَّبيُّ يدُ الذي يعطي هي ال / عليا وأنت على الأنام العالي
ويداك قد عَلَتا على أيدي الورى / بجلال قدرك فوق كلِّ جلالِ
ولقد حرستَ مواهبَ اللَه التي / أُوتيتَ بالإحسانِ والإجمالِ
فاللَه بالبركات خصَّك إذ رأى / نعماك قد كَلِفَت بهَدِّ جِبالِ
فمؤمَّل العافين أنت وأنت ذخ / ر الأولياء وكنز بيت المالِ
واللَه يحمل ذاك عنك بأسره / شكراً لأنك حامل الأثقالِ
واللَهُ يؤتي فضلَه ومزيدَه / من شاء غير مُدافَع الأفعالِ
لا زلتَ في نعمٍ تُزاد بشكرها / مدداً من الإعظام والإجلالِ
أرِبَت مودَّتُكم على الأيّامِ
أرِبَت مودَّتُكم على الأيّامِ / فَتَرَ الإخاءُ لفترة الإسلامِ
وإذا أضاع الناسُ ذِمَّةَ دينهم / لم يحفظوا بمودةٍ وذِمامِ
لو أنها دارُ المقام لَعُدِّلَت / لكنها خُلِقت لغير مقامِ
أستودِعُ الرَّحمنَ بَه
أستودِعُ الرَّحمنَ بَه / جَةَ ذل الوجهِ الحَسَنْ
لم أدرِ بعد فراقِهِ / كيف التلذُّذ بالوسَن
يا سالبي ثوبَ السرو / رِ ومُلبسي ثوبَ الحَزَن
خَلَتِ المنازِلُ منكمُ / فخلا من الرُّوحِ البَدَن
سَنَةٌ يُزاد بها الأمير جمالا
سَنَةٌ يُزاد بها الأمير جمالا / إقبالها ينمي لك الإقبالا
سنةٌ وأسبوعٌ وشهرٌ كلُّها / جُدُدٌ تجدِّد أنعماً تتوالى
حَولٌ بحول اللَه يُقضى بالذي / أمَّلته ويزيد حالك حالا
عامٌ يعمُّ لك السرور ولا ترى / في نعمةٍ خللاً ولا إخلالا
يا من أهلَّ له هلالٌ طالعٌ / لازال وجهُك للسعود هلالا
أنت الذي صُنتَ الذي استُرعِيتَه / وجعلتَ مالك للحقوق مُذالا
تُعطي الرغائب إن سكنت كمثل ما / عند الشدائد تركب الأهوالا
حَسبُ الأمير بأن كُلّاً قائلٌ / والكلُّ بَرٌّ في الذي قد قالا
صدق الذي سمَّى الأميرَ محمداً / فهو المحمَّدُ سيرةً وخصالا
هذا أبو حسن الذي إحسانُه / ردَّ الأُجاجَ من الحياة زلالا
هذا ابن يزداد الذي أيامُه / كست البلادَ بشاشةً وجمالا
البصرة الفوزُ العظيم فأمنُها / عمر البقاعَ وثمَّر الأموالا
مَهَّدتَها بالرفق منك وطالما / بالخرق زُلزِل أهلُها زلزالا
فاللَه وفَّاهم بيمنك ما بَغَوا / واللَه بلَّغهم بك الآمالا
فلو استطاعوا وطَّأوك خدودهم / حتى تكون لك الخدودُ نعالا
ويحقُّهم أن يشكروا لمباركٍ / أنساهم الرّوعات والأوجالا
فالحمد للّه الذي كشف الردى / باليُمن منك وجمَّل الأحوالا
أجللتَ نعمةَ ذي الجلال وصُنتَها / فلذاك زادك ذو الجلال جلالا
لم يبق غيرُك في البلاد بأسرها / مَن يعشق الإنعامَ والإفضالا
لو أنَّ مالكَ حسب جودك وُسعُه / أوسعتَ كلَّ العالمين منالا
لو أنَّ كلَّ الخَلق رادَكَ رغبةً / كانوا لجودك صبيةً وعيالا
فإذا الأفاضل في الأفاضل عُدِّدت / كنتَ اليمينَ ومَن سواك شمالا
ففضلتهم عند الخطاب مقالا / وفضلتَهم عند الخطوب فعالا
وإذا المحافل في الصفات تفاضلت / ضربوا بحسن صفاتك الأمثالا
عظمت صفاتُك عند كلِّ معظَّمٍ / فرأوا لك الإعظامَ والإجلالا
فعَلام تأخير الصَّبُوح ويومُها / يومٌ يؤلِّف شكلُه الأشكالا
سبت دعوة ذا الحلال مُوَاتراً / سنةً فما تَركُ الصبوح حلالا
وسُبوغُ سيِّدِنا الأجلِّ مراتباً / مَدَّت على الملك الأجلِّ جلالا
هذا لإقبال الأمير وحظه / لينال منه سقط ما قد نالا
فتتابعت نِعَمُ الأمير سوابغاً / عند الأمير تجرِّر الأذيالا
حتى تكون أبَرَّ مَن وطئ الحصى / وأعمَّهم تبغي بعيشك فالا
حتى يقول الحاسدون بغيظهم / زاد الأميرُ على الأمير كمالا
فمن ادَّعى أن قد رأى لك مُشبِهاً / فقد ادَّعى فيما يقول محالا
فإذا مدحتُك قال لي أهلُ الحجى / قُل كيف شئتَ فقد وجدتَ مقالا
نفسُ المُحِبِّ دَواؤها في دائها
نفسُ المُحِبِّ دَواؤها في دائها / ونعيمُها هو من مكان شقائها
فمتى يكون شفاؤها من سقمها / وسقامُها هو من مكان شفائها
في الحبِّ سحر للعقول لأنه / يغشى النفوسَ بدائها ودوائها
صفو الهوى يغذو نفوس ذوي الهوى / والنفسُ لا تُغذى بغير غذائها
إن الهوى هو في اهتزاز غصونها / طيش الحليم وفي لحاظ ظبائها
أهل الهوى هم كالرياحين التي / يبدو الذبول بها لفرقة مائها
بشعورها وثغورها ونحورها / وخصورها أبليننا ببلائها
بخدودها ونهودها وقدودها / نهوي بأنفسنا إلى أهوائها
أعطافُها أردافُها أطرافها / يسبينَ من قدّامِها وورائها
حورية رضوانُ خازِنُ وصلها / لكن توكّلَ مالِكٌ بجفائها
طُوبى لساكن جنةٍ لو أنشئت / حُورُ الجنانِ له على إنشائها
بيضاء سوداء الفروع فليلُها / ونهارها لظلامها وضيائها
معشوقة عشقت عذاب محبها / حسناً وقتلُ الصب أحسن رائها
ما فارقتها العين إلا واصلت / بالشوق بين سهادها وبكائها
إني أمسُّ جوارحي فأظنُّها / جمراً تأجّج في لظى بُرَحائها
إني لأشفق إن ظفرتُ بقربها / من ضم أحشائي إلى أحشائها
لو أنّني لاثمتُها لأذبتُها / بتوقُّد الأنفاس في صُعدائها
أبصرتُ موتاً في الحياة مُصَوَّراً / في مشهدٍ لفراقها ولقائها
قد همتُ بالرقباء لا من حُبِّهم / وصددتُ عنها ليس من بغضائها
فطفقت أرمقها بكل جوارحي / في بعض إقبالي على رُقبائها
فأرى طعامي في الهوى ذا غُصَّةٍ / في قربها منّي وفي إقصائها
فاصبر لعلّك أن تفوزَ فربما / فازت نفوسٌ بعد طُولِ عنائها
دنيا تُزَيِّن للورى شهواتها / فيما يذلُّ رجالُها لنسائها
حظُّ الرجال من النساء بأن يُرى / أحرارُ سادتها عبيدَ إمائها
ماذا يكون جمالَ نفسٍ حُرَّةٍ / يوماً إذا سُلبت جميلَ عزائها
تاللَهِ لا شرف الشريف بنسبةٍ / إلا بما يُعتَدُّ من آلائها
وكذا القبائل من نزارٍ حظُّها / في الفخر حَسبُ سماحِها وغنائها
أما ربيعةُ لا يضيع ذمامُها / أبداً ولا ينحلُّ عقدُ وفائها
فربيعةُ الفَرَسِ التي تَقري القِرى / وتُعيد عند صباحِها ومسائها
إن زُوحِمت في المكرمات فإنها / ما زُحزِحَت عن بأسِها وسخائها
قدم الرَّبيع فحطَّ في آذارِ
قدم الرَّبيع فحطَّ في آذارِ / بعساكرٍ للزهر والأنوارِ
فتناثرت لقدومها بتفصحٍ / بعد العجومةِ ألسُن الأطيارِ
وكأنَّ إقبالَ الزمان من الشتا / إقبالُ مسحور من الأسحار
ومضى الشتاء بقرِّه فتسربلت / بعد التجمُّد حَيَّةُ الأنهارِ
خلعَ الربيعُ على الرياض وألبَسَت / خِلَع الربيعِ مُشَهَّرَ الأقطارِ
فيها رُفُوضٌ كالعيون تفتَّحت / بعد الغُموض كليلةَ الأبصارِ
وكأنَّما للأُقحوانة مُقلةٌ / حَبّات دُرٍّ طُفنَ بالدِّينارِ
ترنو إلى ساقٍ لها من حالِقٍ / سمحٍ يجود بواكفٍ مدرارِ
ومُدير كأسٍ ديره في خصره / خَصرٌ يحاكي دقَّةَ الزُّنّارِ
وكأنَّ إبريقاً يصبُّ بكأسه / بازٌ يصبُّ دماً من المنقارِ
وتُخال إذ سُكبت لصفو مزاجها / ذوبَ اللجينِ على مُذاب نُضارِ
فانفِ الهمومَ عن الفؤاد بقهوةٍ / عذراء صافيةٍ كلون النارِ
يسقيكها حلو اللِّثام مُقَرَّطٌ / خَدَاه مصبوغٌ كصبغ عُقَار
والعندليب مُغَرِّدٌ بصَفيره / يحكي معاني رنَّة الأوتارِ
وكَرِينَةٌ عَذراءُ يونانيَّةٌ / كالبدر غُرَّتها لذي إقمار
والعودُ يبكي كالحنين بحجرها / وتلفُّ أُذنَيه كفعل صِرارِ
والشاهجان فما ألذَّ بكاءه / يحكي أَغاني ساكن الأشجارِ
عيدُ الأمير على الزمان أميرُ
عيدُ الأمير على الزمان أميرُ / وكذاك تأثيرُ الخطيرِ خَطيرُ
يا زينةَ الأعياد عِش لتزينها / أبداً فعيشك للزمان حَبِيرُ
باليمن والبركات ظَلتَ مُعَيِّداً / وظِلالُ عيدِك غبطةٌ وسرورُ
روضُ المحاسنِ نزهةُ الأبصارِ
روضُ المحاسنِ نزهةُ الأبصارِ / والعيشُ تحت معاقِدِ الأزرارِ
وإذا تَنَزَّه ناظري في روضةٍ / حَنَّ الفؤادُ إلى جَنى الأثمارِ
فلذاك صار اللحظُ في حكم الهوى / مستشهَداً عن غامض الأسرارِ
قد يُستَدَل بظاهرٍ عن باطنٍ / حيث الدُّخان فثَمَّ موقد نارِ
سمجٌ بمثلك صحبة الأشرارِ / وإخاءُ كلِّ مُهَتَّك الأستارِ
فتجنّبِ الأشرارَ تُكفى شرَّهم / واختر لنفسك صحبةَ الأخيارِ
مَن لاذ بالفُجّارِ يُدعى فاجراً / ومُبَرَّراً مَن لاذَ بالأبرارِ
لازال مَدعوراً أبوه وأُمُّه / مَن لا يزال مُحالفَ الدُّعّارِ
ولأهله شَرَطٌ أذاه وعيبُه / مَن أعجَبَته مذاهبُ الشُّطّارِ
بَهرَجتَ نفسَك والعيون بهارجٌ / عكفت عليك وأنت كالدِّينارِ
ما بال ذكرِكَ للمسامع مُكرَهاً / قبحاً ووجهك نزهة الأبصارِ
فبحسن وجهك كن لعرضك صائناً / عمّن يُعَرِّض عرضَه للعارِ
إنَّ القرين هو النظير فإن تكن / حُرّاً فدونك صحبة الأحرار
بفتور طرفِكَ واحوِرارِهْ
بفتور طرفِكَ واحوِرارِهْ / وبنور خدِّك واحمِرارِهْ
وضياء عارِضِكَ الذي / فيه ظلامٌ من عِذارِهْ
وعُقَار ثغرِك إنَّ بي / طَلَباً يطول إلى عُقَارِهْ
وبحسن قَدٍّ راعني / فاق القضيب لدى اخضِرارِهْ
لا تُبلِ قلبي بالفرا / قِ ولا تُعَذِّبه بنارِهْ
أيُقاس قَدُّك يا أبا العبّاسِ
أيُقاس قَدُّك يا أبا العبّاسِ / بقضيب آسٍ ليس ذا بقياسِ
جسمٌ شمائله تضاهي لؤلؤاً / رطباً يقاس إلى قضيب الآسِ
بدرٌ يكاد يذوب من تمريعه / لولا تماسكه وقلبٌ قاسِ
ذكراك أسلمني إلى الوسواسِ / يا سيدي وهواك شيّبَ راسي
وحديثك الحَسَنُ المُقَطّع إنه / أهدى إليَّ تقطُّعَ الأنفاسِ
ماذا يضرُّك لو رثيتَ لعاشقٍ / متحيِّرٍ بين الرَّجا والياس
مولاي عبدك صار مذ فارقته / ممّا به أحدوثةً للناسِ
لو مات كان الموتُ أيسرَ عنده / مما يكابد في الهوى ويقاسي
ما إن يقضِّي ليلَه ونهاره / إلا بذكرك يا أبا العباسِ
ولقد دخلتُ الدير أطلب شخصه
ولقد دخلتُ الدير أطلب شخصه / فرأيتُ ثمَّ أهِلَّةً وشموسا
ورأيتُه فحسبتُه من بينهم / لما بدا لجماله بلقيسا
فشهقت ثم صعقت ثم سألتُه / ما الاسم قال وقد تبسم موسى
قلتُ استمع منّي بحرمة من مضى / أعني أخاك أبا المكارم عيسى
قُل لي فإني مذ عشقتُكَ سيدي / قد ظَلتُ في شَرَك الهوى محبوسا
فأجابني أو ما علمتَ بأنّني / ذوَّبتُ قبلك في هواي نفوسا
اذهب فلستَ بنائلٍ ما رمتَه / حتى تُغَيَّب في الثرى مرموسا
ثم انثنى يتلو الزبور تشاغُلاً / عنّي وخافَ رَهابِناً وقُسُوسا
واللَهِ لولا اللَهُ أحذرُ سخطَهُ / حقاً لصرتُ لأجله قسيِّسا
ناولتُه تفّاحةً بتحيَّةٍ
ناولتُه تفّاحةً بتحيَّةٍ / يوماً فقال ولِم بها تخديشُ
فكأنها خدُّ الحبيب وقد يُرى / للعاشقين بصحنه تجميشُ
فكأنَّ مكرَكَ بي ودَم
فكأنَّ مكرَكَ بي ودَم / عَكَ إذ تجود بذارِفِهْ
مَكرُ ابن هندٍ بالوَصي / يِ ورَفعُه لمَصاحِفِهْ
يا مَن على وجناتِهِ
يا مَن على وجناتِهِ / من كلِّ نابتةٍ طريفَهْ
للشكل فيك لطائفٌ / يلعَبنَ بالفِطَن اللطيفَهْ
طرَّزنَ منك محاسناً / بطراز ألفاظٍ ظريفَهْ
ما آفة المحبوب من / ك سوى لواحظك الضعيفَهْ
عاقبتُ قلبي في هوا / كَ عقابَ مَن قَتَل الخليفَهْ
إن أعرضوا فهم الذين تعطَّفوا
إن أعرضوا فهم الذين تعطَّفوا / كم قد وَفَوا فاصبر لهم إن أخلَفوا
كم قد تصدَّوا للِّقاء فصنتُهم / عنه لمعرفتي بما لم يعرفوا
وحملتُ أثقال الفراق مخافةً / أن يحملوا ثقلَ العتاب فيضعفوا
فالآن قد خرج الهوى بأخيكمُ / عمّا يريد فساعِدوا وتلطَّفوا
هاتيكم دار الأحبَّة فاقصدوا / وقِفُوا بها لي وقفةً وتعرَّفوا
وصِفوا له شوقي إليه فما أرى / طبّاً يداوي علَّةً لا توصَف
للدهر ما بين الأنام وَزِيفُ
للدهر ما بين الأنام وَزِيفُ / ولصَرفه بين الورى تصريفُ
تلك النوائب وهي مأدبَة الفَتى / والزاعِبيُّ يقيمه التثقيفُ
غِيَرٌ تُحاجي ذا الحجا عن صبرِهِ / فإذا عرى فقويُّهنَّ ضعيفُ
وإذا تنكَّرتِ الليالي لن يُرى / نكرانُها إن يُعرَف المعروفُ
ما تُثقِل الأعناقَ إلا مِنَّةٌ / لفتىً له عن مُثقَلٍ تخفيفُ
نظرتْ إليَّ الحادثاتُ فرَدَّها / عنّي الأميرُ وطرفُها مطروفُ
لمّا استعنتُ على الزمان بأيِّدٍ / نكص الزمان فصَرفُه مصروفُ
لولا خلائق في الكريم كريمةٌ / لم يستَبِن أنَّ الشريف شريفُ
هذا نزارٌ زان فرعَ أرومةٍ / هو تالدٌ في المكرمات طريفُ
تنميه صِيدٌ أُسدُ حربٍ ما لهم / إلا القواضب والرماح غَرِيفُ
يمشون في الحَلَق الحَصِيف وتحتها / نَسجُ الشجاعةِ في القلوب حَصيفُ
لو أنهم عدمو السيوفَ تحدَّرَت / عزماتُهم في الروع وهي سيوفُ
تُجري النَّدى مجرى الدماء أكُفُّهم / فهمُ حياةٌ للورى وحتوفُ
مَن كان وهّابَ الأُلوف ولم يكن / ليروضه يومَ العِطاف أُلوفُ
يقسو ويعنُفُ في الحروب وشأنُه / في السلم بَرٌّ بالأنام رؤوفُ
يدنو ويبعد هيبةً وتواضعاً / فيجلُّ وهو مع الجلال لطيفُ
يا ابن المكارم إنَّ أولى ما به / تُبنى المكارمُ أن يُغاثَ لهيفُ
وإذا المَنَاسِب لم تكن معدودةً / لصنائع فبَدِينُهُنَّ نحيفُ
ذاك الفخار على المساعي دائرٌ / وله إذا وقف السُّعاة وقوفٌ
وجهٌ تكامَلَ حُسنُه
وجهٌ تكامَلَ حُسنُه / لمّا تطرَّفَه عِذَارُهْ
والسيف أحسن ما يُرى / ما كان مُخضَرّاً غِرَارُهْ
غصنٌ شقيتُ بغرسه / فالآن حين زكت ثِمارُهْ
عطف الوشاةُ فُرُوعَهُ / عنّي وفي قلبي قرارُهْ
كن في أمورك ساعياً
كن في أمورك ساعياً / فالشيءُ يقهره القَدَرْ
ليس التحرُّز نافعاً / ولَقَلَّ ما يُغنى الحَذرْ
كلُّ الأُمور إلى القدَرْ / فإذا أتى غَشّى البَصَرْ
والكأس فيه يديرها
والكأس فيه يديرها / سَعدٌ من الفَلَك المُدارِ
أو ما ترى نَورَ الرَّبي / ع مُضاحكاً نارَ العُقَارِ
نسج الربيعُ بكفِّه / حُلَلاً لأغصان العَرارِ
بين ابيضاضٍ واحمرا / رٍ واصفرارٍ واخضرارِ
كالدرِّ والياقوت وال / مرجان في حَليِ العَذَاري
وكأنَّما العِشق المُبَر / رِحُ صابغٌ لونَ البَهَارِ
وكأنَّ آذَريُونَهُ / لمّا تَبَسَّطَ للنهارِ
وشقائق مثل الخدو / دِ لُطِمنَ فاشتعلت بنارِ
وترى الغصون ترفُّ بال / أنوارِ مُسبلة الإزَارِ
كقدود غلمانٍ رشا / قٍ فوقها غُرَرُ الجواري
وكأنها عند التَّعَط / طُفِ مُصغياتٌ للسَّرارِ
ونسيم ريحٍ كالمُغا / زِلِ للغصون أو المُداري
وكأنهنَّ مع النَّسا / ئم في عتابٍ واعتذارِ
فاشرب هنيئاً في سرو / رٍ بالصِّغار وبالكبارِ
وبقيتَ ما بقيَ الزَّما / نُ أميرَ عزٍّ واقتدارِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025