المجموع : 102
دَنِفُ العزاء فؤادُهُ دَنِفُ
دَنِفُ العزاء فؤادُهُ دَنِفُ / ظَفِرَت بهِ الحَسراتُ والأسَفُ
حَيران ليسَ لطرفهِ أنسٌ / إلا السهادُ وعبرةٌ تكِفُ
في كلِّ جزءٍ منهُ مؤتلفٌ / وجدٌ بطولِ الشوقِ مؤتلِفُ
فالكلُّ مطويٌّ على سقمٍ / فوقَ الشفاء وفوقَ ما تصِفُ
يا مَن يَصدُّ تركتَ قلبي مُدنفاً
يا مَن يَصدُّ تركتَ قلبي مُدنفاً / جزِعاً وغايةُ مثلهِ أن يكلَفا
يا مَن تحيرَ حسنُهُ في وجههِ / أينَ الوِصالُ وأين أيامُ الصفا
يا من وفى قلبي له وتضمنت / نفسي له مقةَ الحبيبِ وما وفى
ما كانَ صبركَ حينَ اسمَعكَ الهوى / شَكوى المحبِّ الليل أن تتعطفا
يا قلب كم أبكي عليكا
يا قلب كم أبكي عليكا / جزعاً وإشفاقاً عليكا
لو لم تكن فارقتني / لرميتُ من شوقٍ إليكا
يا من حواني ملكُهُ / أنعِم على من في يديكا
يا من دعته مقلتا / هُ بما رأى في مقلتيكا
أثرى الذي منّ المشوق عليكا
أثرى الذي منّ المشوق عليكا / لا جارياً بي بالسقامِ إليكا
حاشاكَ بل حاشاهما أن يَقدرا / لسوى المنامِ وما تجن عليكا
إنَّ الفؤادَ وما يَليه مدنفٌ / وشفاؤهُ مما بهِ بيديكا
فوحسنِ وجهِكَ ما بدَت لي زهرةٌ / فنسبتُها إلا إلى خدَّيكا
يا عينُ كم أدعو علي
يا عينُ كم أدعو علي / كِ ولا يُريحُ اللَهُ منكِ
ما كانَ أفقرَني إلى / قلبي وأغنى القلبَ عنكِ
كم خُنتِني وخذلتِ قَل / باً لم يَخنكِ ولم أخُنكِ
يا ليلةً بل ليلتي / لم أأتمنكِ وما أتامنك
لا نالَ جسمكَ ما بطرفِك
لا نالَ جسمكَ ما بطرفِك / مما أضرَّ بجسمِ إلفك
ذَهبت معاتبهُ وكل لسا / نهُ عن كُنهِ وصفِك
حيرانُ أثقلهُ الهوى / إثقالَ نصفِكَ ما بنصفِك
أمنُن عليهِ بوصلهِ / أو خلِّ ما أضحى بكفِّك
في القلبِ نارٌ من صُدودِك
في القلبِ نارٌ من صُدودِك / فأعِذ بوعدِكَ من وعيدِك
يا واحداً في حسنهِ / ماذا أردتَ إلى وحيدِك
بفتورِ لحظكَ راعِهِ / من مقلتيكَ وحسنِ جيدِك
إلا بذلت له الوصا / لَ وما يؤمِّلُ من مزيدِك
نفسي الفداءُ لمقلتَي
نفسي الفداءُ لمقلتَي / كَ وعارضيكَ ووَجنَتيكا
ولبهجةٍ دعتِ القلو / بَ فأقبلت طوعاً إليكا
ولمُشرقٍ من نور حس / نٍ لم يَزَل وقفاً عليكا
أنا طوعُ حبِّكَ لا عَدِم / تُكَ ما حييتُ وفي يديكا
يا شَاهِداً في القلبِ شَاهد فيض عَي
يا شَاهِداً في القلبِ شَاهد فيض عَي / نَيهِ بحسنِ عيانهِ وعيانِك
واللهِ لو كانت تساعدُهُ المُنى / لرآكَ منهُ في مكانِ مكانِك
لولا الهَوى ما كانَ في أوطانهِ / قلبٌ ولم ينزع إلى أوطانِك
ذلَّت صُعوبتُهُ وذلَّ عنانُهُ / شوقاً فكان لهُ بلينِ عنانِك
يا سائِلي عَن لَذَّةٍ ألبستها
يا سائِلي عَن لَذَّةٍ ألبستها / طولَ الهَوى تَدعُ العزيزَ ذَليلا
انظر سلمتَ من الصّبابة هل ترى / إما عرضتَ إلى الحبيبِ سَبيلا
فوَحسن مَن أخذَ الفؤادَ بطرفهِ / ما إِن سلوتُ ولا أردتُ بَديلا
يا وَجهَ من أهوى فكن لي شافِعاً / نفسي فداؤكَ شافِعاً ورَسولا
يا من رأى نفسي موكلةً بهِ
يا من رأى نفسي موكلةً بهِ / ورأى اللسانَ بذكرهِ مَشغولا
انظر إليَّ برحمةٍ وتعطفٍ / تشفي من القلب الكئيبِ عليلا
فوحسنِ وجهكَ والذي خلقَ الهوى / ما إن يضركَ أن تكونَ وصولا
يا مالكاً لو شاءَ أعتقَ عبده / نفسي فداؤكَ مالكاً وخليلا
أعزز عليَّ بأن أراكَ عليلا
أعزز عليَّ بأن أراكَ عليلا / أو أن يكونَ بكَ السقامُ نزيلا
فوددتُ أني مالكٌ لسلامتي / فأبيحُها لك مؤثراً تفضيلا
فتكون تشفي سالماً بسلامتي / وأكونُ فيها قد عراكَ بديلا
هذا أخٌ لكَ يشتكي أو يُشتكى / وكذا الخليلُ إذا أجلَّ خليلا
يا أيُّها المولى المؤول
يا أيُّها المولى المؤول / والمسترقُ المستطيلُ
أنت المليكُ ولا ترقُّ / لمن ملكتَ ولا تنيلُ
يا غايتي هل بالصدو / دِ على الهوى يجزى الوصولُ
كن كيف شئتَ فلي وإن / أفنيتني أملٌ طويلُ
أعِن محبك واعصِ من عذلا
أعِن محبك واعصِ من عذلا / ليسَ الصدودُ جزاءَ من وَصلا
لا نالَ منكَ منىً يُسرُّ بها / إن لم تكن لفؤادهِ شُغلا
يا غايةً في حسنهِ مثلا / صِل مُدنفاً صَيرتهُ مثلا
فوعزةٍ سكَنت جوانحَهُ / ما إن سَلاكَ ولا ابتَغى بدلا
هجمَ الفراقُ على محبٍّ عاقلِ
هجمَ الفراقُ على محبٍّ عاقلِ / فرمَى مقاتلَهُ بسهمٍ قاتلِ
وشَفى العذولَ وحاسديهِ بالذي / ما زالَ منهُ بحاسدٍ أو عاذلِ
حلَّ الفراقُ بمن يلومُ على الهَوى / لومَ الكئيبِ المستهامِ الناحِلِ
نزلَ الفِراقُ بهِ ففارقَ روحَهُ / وأجابَ زفرتَهُ بدمعٍ هاملِ
ويدٌ لحسنكَ لا أقومُ بشكرِها
ويدٌ لحسنكَ لا أقومُ بشكرِها / في بعدِ معذرَتي وخَصمِ العاذلِ
الناسُ فيكَ على مِثالٍ واحدٍ / يلقونَ من عينيك ما بِمقاتِلي
بأبي ونفسي أسهمٌ فوقتَها / بالسحرِ من طَرفِ المُصيبِ النَّاضلِ
لو كنتَ ذقتَ كما أذقتُ من الهوى / لَعلمتَ أنَّ هواكَ ليسَ بِباطلِ
مثلٌ إليهِ يَنتَهي المثلُ
مثلٌ إليهِ يَنتَهي المثلُ / نِصفانِ مرتجٌّ ومعتدلُ
غصنٌ كأن الحسنَ يخنقُه / بالنورِ ملتثمٌ ومشتملُ
ومحببٌ صنع النعيم له / خداً يفتتح ورده الخجلُ
قبلتهُ باللحظِ مسترِقاً / يا طيبِها لو أنَّها قبلُ
يا مُشرِقاً مَلأَ العيو
يا مُشرِقاً مَلأَ العيو / نَ فَلحظُها ما يستقلُّ
أَوفى عَلى شَمسِ الضُّحى / حتَّى كأنَّ الشمسَ ظِلُّ
يا زينةَ الدُّنيا ومن / مُلكُ الأنامِ لهُ يَقلُّ
لا تقتلنِّي بالجَفاء / فإنَّ قَتلي لا يَحلُّ
كيفَ السلوُّ وأنتَ تعلمُ أنَّني
كيفَ السلوُّ وأنتَ تعلمُ أنَّني / لا أستطيعُ إلى السُّلوِّ سَبيلا
والنارُ يُؤلمُها حشايَ فحرُّها / وتزيدُ قلبي في الغليلِ غَليلا
نارٌ من اللحظاتِ مني لم تُرد / عيناك إلا أن أكونَ قتيلا
لو أنَّ هجركَ كانَ وَصلاً كلَّهُ / مَع ما أقاسي منكَ كان قليلا
هل كانَ طرفُكَ يعرفُ الخُيَلا
هل كانَ طرفُكَ يعرفُ الخُيَلا / أو كانَ لحظُكَ مُلِّكَ الأجَلا
الناظريكَ فداكَ مُذ رميَا / سَوداءَ مهجتهِ ومَن قَتَلا
أن يأخذا قيساً بلحظهِما / من ليسَ يقبلُ في الهَوى عَذلا
ما كان ضرَّهما وَقد ملكا / أن يَنعَما بالعطفِ أو يصِلا