المجموع : 47
خَطَرَتْ لِذِكرِكِ يا أُمَيمَةُ خَطرَةٌ
خَطَرَتْ لِذِكرِكِ يا أُمَيمَةُ خَطرَةٌ / بِالقَلبِ تَجلِبُ عَبرَةَ المُشتاقِ
وَتَذودُ عَن قَلبي سِواكِ كَما أَبَى / دَمعي جَوازَ النَّومِ بِالآماقِ
لَم يُبقِ مِنّي الحُبُّ غَيرَ حُشاشَةٍ / تَشكو الصَبابَةَ فاِذهَبي بِالباقي
أَيُبِلُّ مَن جَلَبَ السَّقامَ طَبيبُهُ / وَيُفيقُ مَن سَحَرَتهُ عَينُ الرَّاقي
إِن كانَ طَرفُكِ ذاقَ ريقَكِ فالَّذي / أَلقى مِنَ المَسقيِّ فِعلُ السَّاقي
نَفسي فِداؤُكِ مِن ظَلومٍ أُعطيَتْ / رِقَّ القُلوبِ وَطاعَةَ الأَحداقِ
فَلِقِلَّة الأَشباهِ فيما أُوتِيَتْ / أَضحَت تُدلُّ بكثرةِ العشُّاقِ
طَرَقَت أُمَيمَةُ وَالكَواكِبُ جُنَّحٌ
طَرَقَت أُمَيمَةُ وَالكَواكِبُ جُنَّحٌ / وَاللَيلُ يَسحَبُ بِالحِمى أَذيالا
في خُرَّدٍ بيضِ التَّرائِبِ أَقبَلَتْ / تَشكو إِليَّ خُصورُها الأَكفالا
وَتُجِدُّ لي وَالفَجرُ يَنهَضُ بِالدُّجى / هَجراً وَإِن جَثَمَ الظَّلامُ وِصالا
طَلَعَتْ عَليَّ مِنَ الحِجالِ غَزالَةً / وَرَنَتْ إِليَّ مِنَ الدَّلال غَزالا
فَلَثَمتُها وَالحَلْيُ يَكتُمُ بَعضُهُ / سِرِّي وَيُخبِرُ بَعضُه العُذّالا
وَظَلَلتُ إِذ نَشَرَ الصَّباحُ رِداءَهُ / أَشكو الوِشاحَ وَأَشكُرُ الخَلخالا
وَغَريرَةٍ كالظَّبيِ لاحَظَ قانِصاً
وَغَريرَةٍ كالظَّبيِ لاحَظَ قانِصاً / فاِنصاعَ يَختَلِسُ الخُطا وَيَروغُ
تَكسو بَياضَ الوَجهِ صُدغاً حالِكاً / ذَيلُ الدُّجى بِسوادِهِ مَصبوغُ
وَأَنا اللَّديغُ بِهِ فَهَل مِن ريقِها / لي نَهلَةٌ يَشفى بِها مَلدوغُ
يا نَجدُ ما لِأَحِبَّتي شَطُّوا
يا نَجدُ ما لِأَحِبَّتي شَطُّوا / لَم يَحْمِ أَرضَكِ مِثلُهُم قَطُّ
ظَعَنوا فَما لَكَ لا تُفارِقُهُم / يا قَلبُ إِن رَحَلوا وَإِن حَطُّوا
وَكأَنَّ عِيسَهُمُ عَلى حَدَقٍ / تُدمِي الجُفونَ دُموعُها تَخطو
أَلِفَتْ جِوارَ الرَّكبِ غانيَةٌ / يأبى جِوارَ عُقودِها القُرطُ
وَالعَينُ مِمّا الهِندُ تَطبَعُهُ / وَالقَدُّ مِمّا يُنبِتُ الخَطُّ
رَبَعيَّةُ الآباءِ إِن نُسِبَتْ / فَلَها أَراقِمُ وائِلٍ رَهْطُ
يا سَلْمُ شَفَّ الجِسمَ وَعدُكِ لِي / بِرضىً يَشِفُّ وَراءَهُ سُخطُ
وَمَلاثِ مِرطِكِ إِنَّهُ قَسَمٌ / بَرٌّ يُخَصُّ بِمِثلِهِ المِرطُ
إِنّي لأُحيي اللَيلَ مُكتَئِباً / حَتىّ يُرى وَفُروعُهُ شُمطُ
في مَنزِلٍ أَودَعْتِ عَرصَتَهُ / مِسكاً يَمُجُّ فَتِيتَهُ المِشطُ
واهاً لِلَيلَتِنا عَلى عَذَبِ الحِمى
واهاً لِلَيلَتِنا عَلى عَذَبِ الحِمى / وَدموعُنا شَرِقَتْ بِها الأَلحاظُ
وَالعاذِلاتُ هواجِعٌ خاضَ الكَرى / أَجفانَها وَذوُو الهَوى أَيقاظُ
فَسَقى الحَيا وَمدامعي رَبعاً بِهِ / قَسَتِ القُلوبُ وَرَقَّتِ الأَلفاظُ
زُرتُ المَليحَةَ وَالرَّقِي
زُرتُ المَليحَةَ وَالرَّقِي / بُ يَروعُني ذاكَ الخَبيثُ
في لَيلَةٍ ما كانَ مِن / هُ سِوى دُجاها مَن يُغيثُ
فَلَقيتُ سَلمى وَالكَرى / في عَينِهِ فُقِئَتْ يَعيثُ
وَالفَجرُ في أَثَرِ الظَلا / مِ يَهُزُّهُ العَنَقُ الحَثيثُ
ثُمَّ اِنصَرَفتُ وَلَم يَكُن / إِلّا عِناقٌ أَو حَديثُ
وَأَوانِسٍ تَدنو إِذا اِجتَدِيَتْ
وَأَوانِسٍ تَدنو إِذا اِجتَدِيَتْ / بِحَديثها وَعَن الخَنى شُمْسِ
تَطوي إِليَّ الأَرضَ في خَفَرٍ / تَحتَ الظَّلامِ بأَوجُهٍ مُلْسِ
نَطَقَتْ نَواعي اللَّيلِ فاِنصَرَفَتْ / تطأ الدُّجى بِخَلاخِلٍ خُرْسٍ