المجموع : 83
هل تبلغن لبختيار
هل تبلغن لبختيار / زاكي المروءة والنجار
الأوحد الملك المفضل / عن ذوي الهمم الكبار
إني لقيت صديقنا / حمدان أنحس من قدار
لم يلقني إذ جئته / إلا بمطل واعتذار
حتى كأني عنده / من بعض أنذال التجار
قوم يهم نفوسهم / أن يعصروا دهن الحجار
أفِّ للحيته التي / نبتت على خزي وعار
وقرته فقصدته / فرجعت عنه بلا وقار
لا أستجيز هجاءه / أين الهجاء من الحمار
نعماؤه عارية / أوشك برد المستعار
يا دارُ دارَ عليك سعد المشتري
يا دارُ دارَ عليك سعد المشتري / وجرى عليك زلال نهر الكوثر
ولقد جمعت من المحاسن جملة / لم تتفق لمخبر ومعبر
وقد كسيت من الرخام غلائلاً / نسجت ولكن من نقي المرمر
وكأن حسن بياضه وسواده / ليل تبسم عن صباح مسفر
كمريش الحبرات أو كقلائد / كافورهن مفصل بالعنبر
دارت محاسنه على فسقية / تملا فتحكي مقلة من محجر
وعلى جوانبها بساط خميلة / قد فرزوه بالنبات الأخضر
وعلى دساترها تفور بمائها / فوراً حكى ذيل السحاب الممطر
دار كمثل النجم شرف قدرها / نجم بن شاش ذو الجبين الأزهر
ملك إذا عد الملوك ببنصر / قدمته فعددته بالخنصر
لو رام تعبيساً وحاشا وجهه / منعته شيمة وجهه المستبشر
متهلل أبداً فإن شهداء الوغى / شاهدت بعد اللين قسوة قسور
يا مالكاً أصبحت منسوباً إلى / إحسانه في غيبتي أو محضري
لي عند جودك عادة من كسوة / يعلو بها قدري ويسمو مفخري
فامنن بها لكن من الخلع التي / شرفت بجسمك يا شريف العنصر
نسجت بأسماء الملوك فلم تقع / للبيع في يد بائع أو مشتري
لم يفتحن حمدان وابن مناهب / أعطاف عطفيها ولم تتكسر
يا موقداً نار القرى للساري
يا موقداً نار القرى للساري / ومشب جذوتها بكل منار
بلغت ما ترجوه من نيل المنى / وتنافس الأخطار والأوطار
وتضاعفت أبداً عليك ولا انقضت / بركات هذا الصوم والإفطار
من لي بأن ترد الحجاز وغيرها
من لي بأن ترد الحجاز وغيرها / أخبار طيب مواردي ومصادري
زارت بي الأيام أكرم ساحة / فوق الثرى فغدوت أكرم زائر
ووفدت ألتمس الكرامة والغنى / فرجعت من كل بحظ وافر
فكأن مكة قال صادق فالها / سافر تعد نحوي بوجه سافر
اسمع بذي الفتح المبين وأبصر
اسمع بذي الفتح المبين وأبصر / واقصر عليه خطا الهناء وأقصر
فتح أضاء به الزمان كأنه / وجه البشير وغرة المستبشر
فتح يذكرنا وإن لم ننسه / ما كان من فتح الوصي بخيبر
فتح تولد يسيره من عسرة / طالت وأي ولادة لم تعسر
حملت به الأيام إلا أنها / وضعته تما عن ثلاثة أشهر
تلقاه أول فارس إن أقدمت / خيل وأول راحل في العسكر
هانت عليه النفس حتى إنه / باع الحياة فلم يجد من يشتري
ضجر الحديد من الحديد و شاور / في نصر آل محمد لم يضجر
حلف الزمان ليأتين بمثله / حنثت يمينك يا زمان فكفر
يا فاتحاً شرق البلاد وغربها / يهنيك أنك وارث الإسكندر
أنسيم عرفك أم شميم عرار
أنسيم عرفك أم شميم عرار / وسقيم طرفك أم صفيح غرار
جادت محلك بالغميم غمامة / لما دعا والشعر فيه شعاري
لبيك من داع أتيت ملبياً / لما دعا والشعر فيه شعاري
وردت أوامره علي فمذ أتا / ني أمره لم يستقر قراري
فارقت في قصدي لبابك حضرة / شرفت بها مصر على الأمصار
متيقناً أني بقصدك لم أغب / عنها ولا عن مجلس السفار
لك من بني رزيك بيت حلقت / أقداره بقوادم الأقدار
إن أيدوك وأيدوا بك ملكهم / فلكم يمين أيدت بيسار
لما غدوت أبا المهند عندهم / سر الضمير وفارس المضمار
عقدوا عليك خناصر الثقة التي / نزهت صافيها عن الأكدار
لما وليت على البحيرة أصبحت / حرماً رخيص الأمن والأسعار
أمنتها حتى توهم أهلها / أن لا يروع ليلهم بنهار
وحميت قطريها فليس بجوها / ريح تهب ولا خيال سار
من مبلغ العواذل أنني / ضيف لرحب الباع رحب الدار
ملك إذا ما عيب عيب أنه / عاري المناكب من ثياب العار
قصدته من حسن الثناء قصائد / ركبت إلى التيار في التيار
قد قلت إذ قالوا أجدت مديحه / شكر الرياض يقل للأمطار
مختار قيس حاز مختار الثنا / ما أحسن المختار في المختار
أسفي لملك عاضدي عطلت
أسفي لملك عاضدي عطلت / حجراته بعد الندى والباس
أخذت بنان الدهر من أمواله / ورجاله بمخانق الأنفاس
وعسى الليالي أن ترد زمانكم / لدناً كعود البانة المياس
أبني علي والبتول وأحمد / وكواكب الدنيا وخير الناس
قلب الزمان على الخلافة قاسي
قلب الزمان على الخلافة قاسي / ما للزمان جرى بغير قياس
قطعت يد أضحت قصوركم بها / مهجورة بعد الندى والباس
هذي حصون الروم عطل غزوها / وغزت دياركم بنو العباس
حتى متى لا ينتهي عن ظلمكم / أبداً وما لجراحكم من آسي
قلب كفاه من الصبابة أنه
قلب كفاه من الصبابة أنه / لبى دعاء الظاعنين وما دعي
ومن الظنون الفاسدات توهمي / بعد اليقين بقاءه في أضلعي
لبيك تلبية الحجيج إلى الصفا
لبيك تلبية الحجيج إلى الصفا / يا داعي الكرم المقيم بسندفا
جود تشرف ناظراه فزارني / كرماً ولم أك نحوه متشوفا
نزهته عن موعد يغدو الندى / بنجازه لي آملاً ومسوفا
وافى كباردة الغمام إذا سرت / فتقدمت عن رعدها وتخلفا
قل لي فداك الأكرمون ولا غدت / طير المنى إلا ببابك وكفا
أمن السماحة أن تبيت مقدماً / ثمن المدائح قبلها ومسلفا
وكتبت تسأل في قبول مثوبة / منها ببابك منعماً ومشرفا
من كل فدم ما يزال لسانه
من كل فدم ما يزال لسانه / مغرى بحرف الراء أو بالقاف
إن كان يحسب أن خسة أصله / تحميه من حمتي ومر ذعافي
فالأسد تفترس الكلاب إذا عدت / أطوارها والأسد غير ضعاف
دعني أثقل بالهجاء لجامه / إن البغال كثيرة الإخلاف
لا تأمنن أبا الرذائل بعدها / واحذر أمانة سارق خطاف
فالمرتجي عند اللئام أمانة / كالمرتجي ثمراً من الصفصاف
هل تعلمان طريقة لم تطرق
هل تعلمان طريقة لم تطرق / أو مورداً للشكر غير مرنق
فأقابل الكرم الذي سبق المنى / نحوي بشكر نحوه لم يسبق
من كل ناطقة المحاسن حرة / أجرى عليها الرزق حر المنطق
راحت شرود الذكر ينشر طيها / كرم يقيد بالثناء المطلق
واخترتها شكراً لمنة منعم / يختار للمنن الرجال وينتقي
تستعبد الأحرار منه صنائع / الحقن منهم عاطلاً بمطوق
نعم أقرتهم على طبقاتهم / وسقت جميعهم بنوء مطبق
من خاطب صلت المعاني مصقع / أو شاعر ثبت المباني مفلق
ملك إذا أسدى يداً حلت به ال / أيدي الجسام محل تاج المفرق
تحتل من غسان حيث تجمعت / شعب تفرق في الفخار لتلتقي
تقرأ المدائح من صحائف مجده / كرم الأصول من الفروع البسق
لما سعى نحو العلى فات المدى / عفواً وصفحة خده لم تعرق
مسحت بنو رزيك غيرة لاحق / ما أملوه بسابق لم يلحق
ونضت يمين الله منه صارماً / عاداته تفليق هام الفيلق
لم يلق نازلة بقلب خافق / أبداً ولم يرجع بسعي مخفق
داحي مجال الصبر أوسع ما ترى / صبراً وصدراً في المجال الضيق
تدري مواقفه الحميدة أنه / خرق له فيهن جرأة أخرق
تنهل في الأزمات حمة مشفق / منه وفي العزمات صولة محنق
كفل الجواد المستقل بسرجه / محراب عسكره وحصن المتقي
قد قلت للآمال وهي مسرة / عزاً يخاف مذلة المسترزق
الغاية القصوى أمامك فاحضري / جيش المنى واستوعبي واسترزقي
وتيقني أن قد وقعت بموقف / أدنى مراتبه العلى وتحققي
أعزيز مصر دعوة من واثق / نفست عنه خناق حظ موثق
أعتقه من رق الزمان وخله / وقف الثناء على ولاء المعتق
واسمع محاسن لفظه لا حسنه / كالدر بل أنقى من الدر النقي
ما شأن عقد نظامها ضيق ولا / أزرت عليها عقدة من منطق
إن أحسنت فلأجل إحسان سرت / آمالها في صورة المتألق
لولا ندى ماء السماحة ما غدا / ماء الفصاحة مهرقاً في مهرق
لما أدار مدامة الأحداق
لما أدار مدامة الأحداق / دبت حميا نشوة الأخلاق
جار المدير لها ولو عدل الهوى / في حكمه لامت جوار الساقي
ظبي أعار الليل طرة شعره / وأمد ضوء الصبح بالإشراق
وسنان ذاب السحر في آماقه / وأذاب ماء الروح في آماقي
كتب الجمال على صحيفة خده / عذر المحب وحجة المشتاق
ما كنت أدري قبل رؤية وجهه / أن الخدود مصارع العشاق
أشفقت من إعراضه وصدوده / فوقعت فيما خفت من إشفاقي
وافقته مذ كان وهو مخالفي / فأعجب لطول خلافه ووفاقي
خلق من الأيام معروف لها / مازال يجزي طاعة بشقاق
وافقتها زمن الشباب فأقسمت / لا كان رفق العيش بعض رفاقي
وصحبتها بعد المشيب فأخفقت / منها المطامع أيما إخفاق
ولقد كشفت لها قناع قناعة / خلعت رداء العجز والإملاق
وركبت أعجاز القوافي طالباً / بصدورها شرف الحياة الباقي
وإلى أبي الغارات واهنت الخطا / أيدي جيادي بالثناء رباقي
مولى الملوك الصالح الهادي إلى / شرع الندى ومكارم الأخلاق
يممت ساحته التي لاقى الغنى / فيها كساد مدائحي بنفاق
ولثمت راحته التي قسمت بها / معلومة الآجال والأرزاق
أحيا بها وأمات حتى خلتها / جمعت زعاف السم والدرياق
والغيث ينبوع الحياة وطالما / وافى مع الإغراق بالإحراق
ملك أصوغ مديحه من شعره / فصلاته عندي بلا استحقاق
لما علقت به وثقت بمنعم / أمسى كريم العهد والميثاق
أعتقت من رق الملوك مطامعي / ورميت عصمة ودهم بطلاق
أما وقد أصبحت من خدامه / فالشام شامي والعراق عراقي
فإذا حنت مصر علي وربها / فالأرض داري والسماء رواقي
من مبلغ اليمن الذي فارقته / ما غاب عنه من حديث فراقي
إني وردت الجود يفهق بحره / وشربت من كأس الغنى بدهاق
في ظل فياض المواهب أبلج / حلت يداه من الزمان وثاقي
أنسيت حين وردت غمر نواله / ما اعتدت من ثمد ومن رقراق
للناصر بن الصالح الشرف الذي / فاقت به مصر على الآفاق
ملك إذا استثنى أباه وجده / فضل الورى طرأً على الإطلاق
أنظره أو فانظر أباه تجدهما / سيين في شرف وفي أخلاق
من آل رزيك الذين سما بهم / شرف لنيل العز والأعراق
من دوحة المجد التي أغصانها / مجحدية الثمرات والأوراق
آساد حرب لم ترع بكريهة / وبدور مجد لم تشن بمحاق
أضحى بمحيي الدين كل معاند / وفؤاده كلوائه الخفاق
عضد الإمام ومجد الإسلام الذي / يرمي عيون عداه بالإطراق
الفارس المزري بكل منازل / في يوم معركة ويوم سباق
والواضع الأرماح بعد نباله / في الدرع بين ترائب وتراق
من لا يروعه الهياج إذا التقى / والتف ساق في الجلاد بساق
شاهدت في الميدان مثل فعاله / في الحرب بين ذوابل ورقاق
يرمي ويطعن جامعاً في حالة / عمل النصال الزرق والأفواق
بموارق من نبله شبهتها / برماحه في المعشر المراق
في ظهر وردي الأديم كأنه / برق تألق في متون براق
ملك إذا جادت سماء نواله / أزرت بصوب الوابل الغيداق
لا أشتكي ظمأ الأماني بعدما / روت سحائبه ثرى إملاقي
من شاكر عني نداه فإنني / عن شكر ما أولاه ضاق نطاقي
منن تخف عليه إلا أنها / نقلت مؤونتها على الأعناق
قد كنت حراً قبل أنعمه التي / حكمت عوارفهن باسترقاقي
فالله يبقيه ووالده فقد / سادا ملوك الأرض باستحقاق
ما هاج مزنة دمعه المترقرق
ما هاج مزنة دمعه المترقرق / إلا تألق بارق بالأبرق
برق يذكرني وميض مباسم / يسري الهوى في ضوئها المتألق
من كل ثغر مثل ثغر مخافة / خاف طريق رضابه لم يطرق
نسج العفاف عليه ثوب صيانة / هم الخيانة عندها لا يرتقي
سقياً لأيام الشباب فإنها / روض الحياة وزهرة المستنشق
أيام يصطحب الغواني والغنى / في ظل أغصان الشباب المورق
ومواطن اللذات حالية الثرى / تثني على نعم السحاب المغدق
والليل يخضب فرقه بممسك / والصبح يمسح لونه بمخلق
ويد النعيم تخط فوق عراصها / من لم يقض بك الحياة فقد شقي
واللوم يفرق أن يلم بمسمعي / برق متى ما لم يلاطف يبرق
تندى أسرة وجهه فكأنه / ريان من ماء النضارة قد سقي
كالبدر إلا أنه مستوهب / نور المحيا من سواد المفرق
عبث الفراق بشمله فتمزقت / أثواب ذاك العيش كل ممزق
واعتاض بعد نمارق مصفوفة / حر الهواجر وافتراش النمرق
مستبدلاً بلذيذ عيش مونق / وصدور أندية ظهور الأنيق
يا حادي القلص النواجي قل لها / نصي إلى صدر الزمان واعنقي
وتجنبي ثمد النطاف وأوردي / هيم المنى بحر الموفق تستقي
وخذي أماناً من يديه ففيهما / شعب السلامة والمهالك تلتقي
يجد المسائل والرسائل ربها / من علمه ونواله المتدفق
وتروع أفئدة الملوك يراعه / في كفه كالأفعوان المطرق
تمضي إذا نبت الظبي وتطول إن / قصر القنا وتفل غرب الفيلق
يخشى ويرجى بؤسها ونعيمها / فالدهر مجموع بها في مهرق
كم أطلقت من أسر كل بلاغة / في الخافقين وقيدت من مطلق
وتقلدت منها الطروس محاسناً / تحكي بجوهرها نطاق المنطق
أهدت له طوق الثناء مناقب / أعربن في تقليل كل مطوق
حجت أبا الحجاج نحوك همة / تختار أفراد الزمان وتنقي
جعلتك جنتها وجنتها التي / ضمنت أمان المنتقى والمنتقي
ترتاد روض الورد لا روض الندى / رفعاً لها عن وبله المترقرق
فاجعل قبولك للمديح ثوابه / وانشر مطارفه على العرض النقي
إن قلت قد خرست خلاخل ساقها
إن قلت قد خرست خلاخل ساقها / فاسمع لما يوحيه نطق نطاقها
هيفاء حابى الحسن صورة وجهها / حتى كأن الحسن من عشاقها
تلقى اللثام بوردة شفقية / تشتق عند اللثم من إشفاقها
عجب الهوى لثلاثة لم تتفق / إلا لها فاعجب لحسن وفاقها
السقم من ألحاظها والسحر من / ألفاظها والضعف من ميثاقها
لولا سكون السكر في أجفانها / ما نابت الأقداح عن أحداقها
شمس إذا شرق الدجى بجبينها / حيث بأخت الشمس في إشراقها
بكر إذا عقد الزلال نكاحها / فألهم أول خائف لطلاقها
وإذا الدجى حيتك حية همه / بزعافها فأفزع إلى ترياقها
كرمية تسقي العروق مجاجة / كرم الثرى قد مج في أعراقها
كالنار يكتب نورها بشعاعه / أمناً على الوجنات من إحراقها
كالبرق مازجه الغمام بمزنة / تتلهب الجمرات من رقراقها
أخلاق حضرة أحمد بن محمد / أحلى وأعذب من مدار مذاقها
هو رحلة الدنيا التي عقدت له / فوق الهدى ما انحل من أصفاقها
وكأنما الإسكندرية مكةٌ / والرفق والتوفيق زاد رفاقها
من مشرق الدنيا ومغربها إلى / يمنيها مع شامها وعراقها
وفد إليك وطالبون ودائعاً / قيدت ما جهلوه من إطلاقها
هجروا الديار وكل واضحة الطلى / ذاقوا افتراق العيش يوم فراقها
وتعوضوا عنها بقصدك زلفة / فكوا بها الأعناق من أرباقها
بيض الركائب والوجوه كأنما / خلع الأنوق عليه لون نياقها
يتزاحم الركبان في أكوارها / كتزاحم الأعناق في إعناقها
عصب إذا خفقت ملائكة السما / من فوقها لم أخش من إخفاقها
قصرت خطا الإسناد عنك ولم تطل / ونقلت ما تطويه عن حذاقها
درجوا وجئت من الرواية عنهم / بطرائق قربت على طراقها
فالمستقي بين النبي وبينها / داني الرشاء لواردي أعماقها
ولقد طويت السابقين بهمة / سيان خاطف برقها وبراقها
وحملت أوساق الرياسة عالماً / أن الفحول تضج من أوساقها
وأبى كمالك أن يحوز نقيصة / حاز الرجال جذاعها بحقاقها
وكأنها فرض يرد بردة / ألزمتهم بعقالها وعناقها
ولرب غامضة إذا ما استقبلت / كشفت بالبرهان من إغلاقها
ويد من المعروف لما استبهمت / أبوابها فتحت من أغلاقها
أحرزت دينك خلف ظهرك والتقى / يمتاز أهل الصدق عن مذاقها
ورقعت نفسك أن تبيت مزاحماً / لمناكب الأخلاط في أسواقها
وتنافست في الرزق أنفس معشر / كان اليسير يكف من أرزاقها
أطفا تكاثرها سنا أنوارها / فأضاء نور تقاك عند محاقها
وإذا تعقدت النوائب والتوت / أشطانها حللت عقد وثاقها
وعظيمة يشكو المخنق ضيقها / وسعت منه بعد ضيق خناقها
هذا ارتجال روية يعنو لها / عصف الرياح الهوج يوم سباقها
لو راهنت خطراتها طيف الكرى / لا عتاق في المضمار دون عتاقها
تفنى على الإنفاق كل ذخيرة / وكنوزها تنمو على إنفاقها
وهني الإماء عقيدة دينية / إن لم ترع أسماعها بعتاقها
وهي الحرائر إن برمت برقها / متفضلاً وبخلت باسترقاقها
وصداقها صدق المودة وحده / إن المودة من أجل صداقها
وإذا دعوت لها فقد وفيتها / بل زدتها شرفاً على استحقاقها
لا تحسبن أني هجو
لا تحسبن أني هجو / تك فالهجاء يجل عنكا
لكن صفعت بك الذي / نفثاته يعرفن منكا
إن حارت الأفكار كيف تقول
إن حارت الأفكار كيف تقول / في ذا المقام فعذرها مقبول
بهر الجمال العاضدي خواطراً / خطر الخلافة عندهن جليل
عظمت مهابتنا لموقفك الذي / يهدي له التعظيم والتبجيل
حرم تقابل منك فيه قبلة / بفنائها يتزاحم التقبيل
تتغاير الأفواه فوق بساطه / فكأنما هو مبسم معسول
ما كل طرف القول عن هذا الندى / إلا وطرف اللحظ منه كليل
سامح بفضلك ما دحيك فمالهم / أبداً إلى ما تستحق سبيل
إن كان لا يرضيك إلا محسن / فالمحسنون إذا انتقدت قليل
لا يبلغ البلغاء وصف مناقب / أثنى على إحسانها التنزيل
شيم بكم غر أتى بمديحها ال / فرقان والتورات والإنجيل
سير نسخناها من السور التي / ما شأنها نسخ ولا تبديل
قامت خواطرنا بخدمة نظمها / فيكم وقام بنثرها جبريل
شرف تبيت به قريش كلها / عولاً لكم وعليكم التعويل
إن الرسول أبوكم من دونها / فمن الذي منها أبوه رسول
ولقد ورثت مقام قوم يستوي / منهم شباب في العلى وكهول
وجمعت شمل خلافة لم يختلف / في فضلها المعقول والمنقول
لما برزت إلى المصلى معلناً / وشعارك التكبير والتهليل
وخطبت فيه المؤمنين خطابة / ذابت عيون عندها وعقول
وسللت غرب فصاحة نبوية / شهدت بأنك للنبي سليل
أذكرتنا سنن الرسول وهديه / إذ كان بين السنتين شكول
وجلوت من تحت المظلة غرة / يبدو عليها التاج والإكليل
فتعجب الراؤون كيف علت على / من ظله فوق الأنام ظليل
فأجبتهم لا تعجبوا لصعودها / فصعودها لو تعلمون نزول
والجفن يعلو العين تكرمة لها / ويصون متن السيف وهو صقيل
ويستر البيت الحرام وقدره / يعلو على أستاره ويطول
شرفت عيد الفطر حتى إنه / سحبت له فوق السحاب ذيول
ألبسته ثوب القبول فأشرقت / في صفحتيه بهجة وقبول
مضى الصيام وفي صميم فؤاده / أسفاً عليك صبابة وعويل
لم يغنه نقص المحاق وإنما / أفناه من حذر الفراق نحول
صوم وفطر كل وقت منهما / في ظل عدلك بكرة وأصيل
شهران لولا شرع جدك فيهما / لم يعرف التحريم والتحليل
إن قلت إنك للنبوة وارث / فعليك منها شاهد ودليل
شيم كفلت بهن ملة أحمد / والصالح الهادي لهن كفيل
كاف هو الباب الذي من لم يصل / منه فليس له إليك وصول
أمنت خلافتك الخلاف وقد غدت / تسطو بماضي عزمة وتصول
هو طودها الراسي وصالحها الذي / حد الفساد بحده مفلول
شملت حقيقة نهته أقطارها / فبكل قطر للصلاح شمول
ألقاب صدق جملتها همة / طرف السها بغبارها مكحول
إن راق معناها الشريف ولفظها / فلذلك الصفح الجميل جميل
مللت إذا ذكرت نباهة قدره / أزرى بأهل الخافقين خمول
أطراف دولته بأطراف القنا / ممنوعة ونواله مبذول
أحيا بمحيي الدين حسن مآثر / فضل الملوك بحسنهن فضول
فات الكهول من الملوك وقد يرى / ماء الصبا في وجنتيه يجول
عقدت أمور الملك منه بأروع / عقد النفاق بسيفه محلول
للشعر بين جماله وجميله / شرح وإن قصرت منه طويل
يكفيه من شرف المساعي أنه / لك يا أمير المؤمنين خليل
وبأنه الذخر الذي يرجو الهدى / أن الأمور إليه سوف تؤول
فالله يحرس ذا الجمال على الورى / ما قابلت ريح الجنوب قبول
من أجل هيبة ذا المقام المذهل
من أجل هيبة ذا المقام المذهل / لم تغن عن أحد شجاعة مقول
يا لائم الشعراء في تقصيرهم / ويل لما يلقى الشجي من الخلي
عنفتهم ولو ابتليت عذرتهم / لا يعذر المبلي إلا من بلي
أنكرت ما عرفوه من مضغ الحصى / فلأجل ذا سهلت ما لم يسهل
وأشد ما كلفت خاطر شاعر / صعب المعاني في الكلام الأسهل
لكن مدح العاضد بن محمد / مفتاح أبواب الكلام المقفل
أقسمت بالفقر التي أرواحها / من سلسل وجسومها من جندل
لو كنت أمدح غير آل محمد / لرفعته فوق السماك الأعزل
لكن دفعت إلى مديح خلائف / بمديحهم آتى الكتاب المنزل
فلذاك أبذل فوق ما في قدرتي / مدحاً لهم وكأنني لم أبذل
والشعر بالقرآن يخفى نوره / كالنجم يخفى بالضياء المنجلي
قوم إذا ما أسندوا خبر العلى / جاؤوا بأصدق مسند عن مرسل
من كل ملثوم البساط غدت به / قمم الرؤوس حواسداً للأرجل
حتى كأن ثراه ساحة قبلة / بل ثغر معسول الرضاب مقبل
الشائدون من المعالي رتبة / أضحت بهم فوق المعالي تعتلي
ورثوا الإمامة حاضراً عن غائب / وتداولوها آخراً عن أول
من ظافر أو فائز أو عاضد / بيت خلافته على النص الجلي
أوصى إليك بها ابن عمك بعده / نصاكما نص النبي على علي
فتيقن العصر الذي لك أنه / من كنت حجة عصره لم يخجل
وتيقنت رتب الخلافة أنها / سعدت بطلعة وجهك المتهلل
أو ما ترى رجباً بقيت بقاءه / من بعد عامك ألف عام مقبل
وافى إليك مهنئاً ومعزياً / عن شيمتي زمن مسيء مجمل
فهناؤه بالناصر الذخر الذي / مذ قام في نصر الهدى لم يخذل
وعزاؤه بالصالح الهادي فوا / أسفي عليها غمة لا تنجلي
إن الرزية والعطية فيهما / مزجت بطعم الشهد طعم الحنظل
وإذا نظرت إلى الرزية كدرت / بقبيحها الماضي يد المستقبل
وإذا نظرت إلى العطية منصفاً / قامت بعذر التائب المتنصل
أما جراحك يا زمان فإنها اندمل / ت ولكن بعد حز المفصل
يا راحلاً عنا وفي أكبادنا / حرق عليه مقيمة لم ترحل
نقص الكمال وقد قضت بك في / سنة عداد شهورها لم تكمل
عجل الرثاء إليك قبل تمامها / والذم يلزمنا إذا لم تعجل
إن يبل من ذاك الجبين جماله / فجميله عند الخليقة ما بلي
سافر بطرفك لا تجد إلا يداً / مخضوبة بيد له لم تنصل
أو وجنة ذبلت طراوتها أسى / أو روضة بنوالها لم تذبل
وذا أردت على مقالي شاهداً / فشهود قولي أهل ذاك المحفل
ما منهم إلا امرؤ بلغت به / نعمى أبي الغارات أرفع منزل
ولكثرة المعروف أنكر نفسه / فأعاد فيها نظرة المتأمل
يا صاحبي وما سألت جهالة / كم سائل عن علم ما لم يجهل
هل نشأة الزمن القديم أعادها / منشي الخليقة في الزمان الأول
لو لم يكن هذا المقام نهاية الش / رق الرفيع وغاية المتمثل
لظننت أن الفتح أصبح قائماً / فينا بدولة جعفر المتوكل
أو أن عصر الآمر ابتسمت به ال / أيام عن هادي الدعاة الأفضل
ولئن أتيت أبا شجاع بعدهم / فلأنت أول سابق متمهل
كالشمس بعد الفجر أو كالوبل بع / د الطل أو كالبحر بعد الجدول
أحييت بالحسنات سالف ذكركم / لا ينكر الوسمي عارفة الولي
وطلعت في ذا الدست بعد طلائع / ذخراً لأبناء النبي المرسل
وكفلتهم وكفلت عنهم للورى / نعماً عممت بهن كل مؤمل
ووصلت حبلك في الحياة بحبلهم / صلة الأشاجع ركبت في الأنمل
سبب غدا نسباً وأنت وصلته / منهم بعصمة عقدة لم تحلل
ورأيت ملك أبيك وتراً مفرداً / فشفعت منه مؤثلاً بمؤثل
وحفظت منصبه الكريم ولم يكن / أحد سواك لنيلها بمؤهل
فطل الملوك وقد فعلت ممتعاً / بدوام عزك في البقاء الأطول
فقت الملوك مهابة وجلالاً
فقت الملوك مهابة وجلالاً / وطرائقاً وخلائقاً وخلالا
وسجاحة ورجاحة وفصاحة / وصباحة وسماحة ونوالا
أخجلت أفراد الزمان إنالة / وكفالة ومقالة وفعالا
فغدا الثناء على علاك حقيقة / وغدا مجازاً فيهم ومحالا
ضربت بك الأمثال في الأمم التي / عدمت لك الأضراب والأمثالا
لم يبق بعد غناك آمال الورى / شيئاً سوى أن تخلق الآمالا
لو بان شخص المجد كنت يمينه ال / طولى وكان العالمون شمالا
أو صورت حسنات مجدك لم تكن / إلا جميلاً فائصاً وجلالا
وكأنما صدئت صحيفة دهرنا / فأتى زمانك للزمان صقالا
أضحى الكفيل أبو شجاع لا خلت / منه الليالي عصمة وثمالا
أندى الملوك يداً وأكرم دوحة / وأتم أغصاناً وأشرف آلا
من آلا رزيك الذين تقبلوا / شرفاً يمد على الزمان ظلالا
سادوا وسادهم أغر متوج / خلق الورى نقصاً وجاء كمالا
الناصر بن الصالح الهادي الذي / ملأ الليالي نعمة وجمالا
صليت إذ جلى أبوك ولم تزل / أفعاله لك قبلة ومثالا
خففت ثقل المجد عند وجوده / وحملت عند مغيبه الأثقالا
وعممت بالمنن الجسام كأنما / خلق الأنام على نداك عيالا
وبسطت عدلاً لو أذم على الصبا / ما راع شيب للشباب قذالا
وقربت منا نائلاً وبشاشة / وبعدت قدراً في العلى ومنالا
فاستقبل العمر السعيد ودولة / تستخدم التأييد والإقبالا
وتمل بالملك العظيم ولا رأت / عين الزمان لذا الجلال زوالا
لك أن تقول إذا أردت وتفعلا
لك أن تقول إذا أردت وتفعلا / ولمن سعى في ذا المدى أن يخجلا
لم يبق غير أبيك خلد ملكه / أحد تقر له بقاصية العلى
أصبحت للإسلام مجداً باذخاً / وذخيرة ترجى وباعاً أطولا
خلفت خلفك كل سابق حلبة / يسعى وجئت أمامه متمهلا
مسحت بنو رزيك غرتك التي / جعلتك عزتها أغر محجلا
فإذا عددنا أولاً أو آخراً / في البأس والإحسان كنت الأولا
جملت قومك واصطنعت سواهم / لا زلت دهرك مجملاً ومجملا
واستسعدوا بجبين وجهك فاغتدوا / يستفتحون بك الرجاء المقفلا
وتيقنوا بحميد سعيك أنهم / ولدوا معماً في المعالي مخولا
ما أنجب الوزراء قلبك فاضلاً / إلا غدوت أجل منه وأفضلا
أبدى كمالك نقصهم فاستوجب / حسنات فعلك أن تكون الأكملا
قد أدركوا شرف الحياة وشيدوا / مجداً فأما مثل مجدك ذا فلا
بين الثريا والثرى بون إذا / عاينته أغناك أن تتأملا
لو شاهدوا الهمم التي لك أيقنوا / أن قد خلا عن مثلها عصر خلا
أمسيت في قمم الرؤوس محكماً / وغدوت في همم النفوس مبجلا
فلذاك أثقال الوزارة لا ترى / لمحطها إلا عليك معولا
ما زلت يا عضد الإمام لنيلها / أهلاً وللشرف الرفيع مؤهلا
ربتك في حجراتها بل حجرها / ولبست حلة فخرها متسربلا
فنشأت يا شبل المظفر مثله / متخمطاً عبل السواعد أفتلا
فتركت دار عداك قاعاً صفصفاً / وجعلت خيس الملك خيساً مشبلا
ونصرت دين الله بالعزم الذي / أمن الهدى من بعده أن يخذلا
ونشرت من حسن الطوية ما انطوى / وجلوت ديجور الدياجر فانجلى
فأضف إلى هبة الجرائم هيبة / مجدية يملا وقائعها الملا
واجعل من الصفح الجميل عقوبة / حمراء جمرة نارها لا تصطلى
لتكون مثل الدهر في أحواله / إن مر في إحدى مواطنه حلا
فالشهد لا يزداد موقع قدره / عند الورى حتى تذوق الحنظلا
وابذل لمن أصفاك محض ولائه / بشراً تحسن عنده حسن الولا
ما خاب مصطنع الرجال فإنهم / أبداً بهم يسمو ويعلو من علا
وهم الذين لو اشترى إخلاصهم / ملك بما تحوي يداه ما إلا
وبفقدهم خرج النبي محمد / من مكة واختار يثرب منزلا
حتى إذا ملك الرجال وقادهم / بلغوا له من فتحها ما أملا
فاعمر قلوب الأولياء تجدهم / حصناً إذا ناب الزمان ومعقلا
وتخير الأحرار دون سواهم / فالحر يبلي العذر ساعة يبتلى
وامهد لهم أكناف هيبتك التي / جعلت تذللهم عليك تدللا
واخفض جناح العز فهو تحية / أمر الإله بها النبي المرسلا
وقد الجياد الأعوجية شزباً / وأثر بها في كل أرض قسطلا
وانشر بعثيرها رداء داكناً / يضحي بزرق السمهرية مخملا
واجعل رواقك كلما منع الضحى / نفقاً يرد الصبح ليلاً أليلا
نقع ترى الفرسان فيه كأنما / رفعت ذوابلها ذبالاً مشعلا
خيل إذا طلعت عليك وجوهها / قابلت وجه النصر منها مقبلا
ومن كل منتصب القذال كأنه / لولا السكون إليه من وحش الفلا
يحملن فوق متونهن فوارساً / مجدية عاداتها ضرب الطلى
قوم إذا ظمئت شفار سيوفهم / جعلوا لها مهج الأعادي منهلا
فإذا الرماح أردن منهم نجعة / لم يرتضوا كلأ لها غير الكلى
أسد تغادر أسد كل كريهة / إن لم تعاقرها نعاماً جفلا
يرمي بها الثغر المخوف جنابه / فيسد مفتوحاً ويفتح مقفلا
ويزينها ملك أغر متوج / أبداً يشرف محفلا أو جحفلا
ما خاب من يرجو نداه وإنما / أمسى على الراجي به متطفلا
والشمس لو لم يعترف بجميله / ما ظل منها بالقنا متظللا
ولقابلتها من أسرة وجهه / شمس تكلف وجهها أن يخجلا
للناصر بن الصالح الشرف الذي / طالت ذوائبه السماك الأعزلا
ملك تظل يمينه منهلة / يوم الندى وجبينه متهللا
لو جاز أن يهب الحياة رأيته / لا راجعاً فيها ولا متأولا
هاجر إلى ساحاته ورحابه / إن خفت قلاً من زمانك أو قلى
ملك جعلت المدح فيه فريضة / وجعلته فيمن سواه تنفلا
واستنطقتني في علاه صنائع / صانت لسان المدح أن يتقولا
منن كأن وجوهن من الحيا / يسألن وافدهن أن لا يسألا
خفت على يد جوده ولقد غدت / عندي من الجودي أثقل محملا
فشكرت منه جملة تفصيلها / كرم أتاني مجملاً ومفصلا
متتابع كالغيث إلا أنه / يهمي ولا ينسى أخير أولا
يا من إذا وعد المثوبة عجلا / وإذا توعد بالعقوبة أجلا
إن الصيام مضى وقد أودعته / عملاً كما شاء التقى متقبلا
أجزلت حظ صلاته وصلاته / فغدا يسر لك الثواب الأجزلا
وقضيت حق صيامه وقيامه / ورعيت من حرماته ما أهملا
فاسعد بعيد آذنتك سعوده / بدوام ملك لا يزال مؤثلا
وتمل في ظل السعادة دولة / مدت على الأيام ستراً مرسلا