المجموع : 88
البرقُ يلمعُ والرعود تسبح
البرقُ يلمعُ والرعود تسبح / والغيثُ ينزل والمنازلُ تصبحُ
مخضرةٌ هاماتها وبقاعُها / والزهر في روضاتها يتفتح
فترى جنانَ الخلد أنشأها لنا / بصدور أعلام إذا هي تشرح
وقطوفها تدنو فتطعم من له / ذوق إذا هي بالعبارة تفصح
فالخلق منه إذا نظرت مهللٌ / ومكبِّر ومعظِّمٌ ومُسَبِّح
والكل مثن بالذي هو أهلُه / فالله يُعطي مَن يشاء ويمنحُ
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما / شاهدتَ منه اللوحَ والأقلاما
فترى المعارفَ بالكتابةِ تنجلي / لعيونِ أهلِ كشوفِه أعلاما
ويكون ذاك الكشفُ من إعطائه / ما ينبغي أعلامه أعلاما
ويزيدني علمي به من عنده / صدقاً لما قد قاله إعظاما
إنَّ السماءَ برجمها محفوظة
إنَّ السماءَ برجمها محفوظة / من كلِّ شيطانٍ وكلِّ رجيم
أوحى الإله الحق فيها أمرها / لتنزلَ الأرواحُ بالتعليم
منها إلينا ثم تبقى أعصراً / في عالم الأركانِ بالتدويم
حتى إذا ما ينقضي الأمد الذي / قلناه جاء إليّ بالتفهيم
فتراه أبصار العباد مشاهداً / في عالمِ الأخلاطِ والتجسيم
ما الحفظ إلا للذي فيها من ال / وحي الذي حملته من معلوم
ثم القوابلُ قسمته بذاتها / ما بين معلومٍ وبين عليم
الوحي علمُ الكون إلا أنه
الوحي علمُ الكون إلا أنه / يخفى على العلماء بالأنواعِ
ولذاك ينكره الذي ما عنده / علم بما فيه من الأفظاع
فإذا يسطره اللبيبُ بكشفِه / أو فكره ليلذ بالأسماع
يدري به من ذاقه طعماً ولم / يكفر به إلا لضيق الباع
من يتخذ غيرَ الإله جلياً
من يتخذ غيرَ الإله جلياً / أضحى عليه مُقدَّماً ورئيسا
وبحكمةٍ يجري فإنْ بلغَ المدى / أمسى لرَّبات الحجال حبيسا
فإذا انجلى ذاك الجليسُ لقلبه / ظهرَ الخسيسُ مع الجلاء نفيسا
ودرى بأنَّ الحقَّ فيه فلم يكن / لسوى الإله مع الشهودِ جليسا
لما علمتُ بع علمتُ حقيقتي / فأبحت قلبي من أراد جلوسا
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ / ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ محمدا
عمَّ المقاماتِ الجسامِ عروجُه / وبذاك أضحى في القيامةِ سيِّدا
صلَّى عليه الله من رحموته / ومن أجله الروحُ المطهر أسجدا
لأبيه آدم والحقائقُ نوَّمٌ / عن قولنا وعن انشقاقٍ قد هدى
فجوامعُ الكلم التي أسماؤها / في آدمِ هي للمقرَّبِ أحمدا
جمعُ الإناث إلى الذكورِ كلامُه / بأخصِّ أوصافِ الثناءِ وقيدا
إنَّ الأنوثةَ عارضٌ متحققٌ / مثلَ الذكورةِ لا تكن متردِّدا
الحدُّ يجمعنا إذا أنصفتني / هنَّ الشقائقُ لا تجب من فندا
لا تحجبنَّ بالانفعالِ فإنه / قد كان عيسى قبلها فتأبدا
قولي وعيسى لا يشك بكونه / روح الإله مقدَّساً ومؤيدا
الله يعلمُ صدقَ ما قد قلته / لن يصلحَ العطَّارُ ما قد أفسدا
مثلٌ أتاك ولا أسمِّيه لما / قد جاء في نصِّ الشريعةِ مُسندا
أدباً مع الله العظيمِ جلالُه / فالدهر للذاتِ النزيهةِ كالرَّدا
الكافُ في التشبيه يعمل حكمها / وتكون زائدةً إذا أمرٌ بدا
مثل الذي قد جاء ليس كمثله / في سُورة الشورى وخاب من اعتدى
إن الظنونَ على الوجوهِ مُحالُ
إن الظنونَ على الوجوهِ مُحالُ / أهل التفكير هكذا قد قالوا
والكشفُ يقضي أنها لحياتها / فيها لها عند الشهود مجالُ
شهدتْ بذلكم الجوارحُ عندنا / في النور إذ جاءت بها الأرسال
إن سيرت صمّ الجبال سراباً
إن سيرت صمّ الجبال سراباً / وتفتحت أفلاكها أبوابا
يبدو لنا من لم تزل سبحاته / تفني الحجابَ وتحرقُ الحجابا
فعرفته بالنفي لم أعرفه بالإ / ثبات ما إنْ لم أكن مرتابا
فأذاقني من حيرة قامتْ بنا / لشهودِه في الأكثرين عَذابا
فلبثت في نار الطبيعة عنده / من أجل هذا مدَّةً أحقابا
لما خصصت الأكثرين ولم أقل / عم الوجودَ مظاهر أكبابا
إني طمعت من الشهودِ مطاعما / وشربتُ ماءَ المعصراتِ شرابا
وشهدته في غيرِ صورةِ عقدنا / فرأيتُ أمراً في الشهود عجابا
فوددت اني لم أزل في غيبة / في غيبِه أو لا أزالُ تُرابا
فدعا بديوانِ الوجودِ ورأسه / عند التقي وأرادَ منه حسابا
فأجابه لما دعاه ملبِّياً / سَمعاً وطوعاً ثم قال صَوابا
أوحى إليه أن اتخذ دارَ الشقا / للمسرفينَ المجرمين مآبا
جلَّ الإله الحقُّ إجلاله / قدساً وتعظيماً وعزَّ جنابا
فإذا أتته من المهيمنِ تحفةٌ / قطع الثيابَ وقطعَ الأسبابا
صفة الإله لكلِّ شخصٍ مبتغى
صفة الإله لكلِّ شخصٍ مبتغى / في كلِّ موجودٍ تواضعَ أو طغا
والمبتغى المعتوبُ في أعراضه / عن نفسِه وقبوله لمن ابتغى
منه القيادُ لربه طمعاً به / من أجل أتباع له لما بغى
فيعود إكسيراً يردُّ حديدهم / للفضةِ البيضا إذا سَقْبٌ رغا
فكذا تعين قصدُه فيما جرى / وهو المراد وذاك عين المبتغى
إني لأعلم أن شيئاً ما هنا
إني لأعلم أن شيئاً ما هنا / ويقالُ لي ما أنت عنه بغائبِ
وتحقق الأمرين عبدٌ مؤمنٌ / بمغيبة عنا وقولُ الصاحبِ
فتراه في هذا وذاك مقلِّداً / والقولُ بالحكمين ضربةُ لازبِ
كالنفي في الرمي الذي شهدوا له / ثبتاً من الرامي الإمام النائب
لا يمترون ولا يشك بأنه / لم يرمِ إلا الحق في يد حاجب
فالحكم في هذا وذاك كمثله / في قصة المغصوب مع يد غاضب
دور غريب ليس يعرف سرَّه / إلا الذي يأتي بصورة ذاهب
الربَّ يعرفُ مُطلقاً ومقيداً
الربَّ يعرفُ مُطلقاً ومقيداً / من حيث أسماءٌ له وصفاتْ
ولو انتفى التقييد كان مُقيداً / بحقيقةِ الإطلاق في الإثباتْ
فالربُّ ربُّ الاعتقاد لديهمُ / وهو الذي قد جاء في الآيات
فلكل عقد في الإله علامة / وبها تحلى نفسه إذ ياتي
حتى يقولوا إنَّ هذا ربنا / جلَّ الإله عن الحلولِ بذات
فله من الوجه القريبِ تعلقٌ / وله الغنى عن كوننا بالذات
ولذا أتى حكم التضايف بيننا / ما بين جمع كائنٍ وشتات
فرأيتُ موجوداً بنعتِ وجودنا / وعرفت موجوداً بغير سماتِ
غار الإله لبيته وحريمه
غار الإله لبيته وحريمه / فلذاك ما حَصَبَ الذي يبغيه
بالسوءِ ثم تراه من إحسانه / بعباده يلغي الذي يلغيه
إن اللئيم الطبعِ إنْ أكرمتَه / لم يلتفتْ فبجورةِ يطغيه
إن القبولَ للاقتدارِ مُعين
إن القبولَ للاقتدارِ مُعين / فيعانُ في حكم النهى ويُعين
فالأمر ما بيني وبين مقسمي / فهو المعين وإنني المعين
الحقُّ حقٌّ فالوجودُ وجودُه / وأنا الأمينُ وما لديّ أمين
دفعُ اليتيمِ مُحرَّمٌ في شرعِنا / والشرعُ جانبه إليه يلينُ
العلمُ بحرٌ ما له من ساحل
العلمُ بحرٌ ما له من ساحل / عذبُ المشارب حكمه في النائلِ
بالجمعِ جاء من الذي أعطاكَه / ما سَلطَن المسؤول غير السائل
لما دعاه دعا له في نفسه / بالمنحر الأعلى الكريمِ القائل
واستخلص الشخصُ الذي قد ذمه / بهواه لما أنْ دعا بالحائلِ
ليصيد من شَرَك العقولِ صيودها / بشريعةٍ جلتْ عن المتطاولِ
فلذاك لم يعقبُ واعقب من له / كل الفضائلِ فاضلاً عن فاضلِ
التَّبُّ من صفةِ اليدين لأنها
التَّبُّ من صفةِ اليدين لأنها / جادتْ على الكفار بالإنفاقِ
وكلاهما عينُ الهلاك ونفسه / فالهلك في الأملاكِ والإرفاقِ
نفقتْ يميني وهو عين هلاكها / أين الهلاكُ من اسمه الخلاَّقِ
لولا وجودُ القبضِ ما انبسطتْ لنا / كفُّ الكريمِ بسِيبهِ الغَيداقِ
أنتم لكل فضيلة أهلُ
أنتم لكل فضيلة أهلُ / وأنا لكل رذيلةٍ أصلُ
فافعلْ وأفعلُ فالفروعُ بأصلها / فالكلُّ يفعلُ ما هو الأهل
حمد الإله بقدّس الأرواحا
حمد الإله بقدّس الأرواحا / باللام لا بالباء والأشباحا
حمد سرى نحو المهيمنِ سرُّه / ليشاهد الأقلامَ والألواحا
حياه عند نزوله في لا ولا / من شرَّفَ المشكاةَ والمصباحا
حتى يراقبَ نشأةً ممزوجة / ويواصل الإمساءَ والإصباحا
حرّ عن الأغيارِ عبد للذي / جلى إليه وجهه الوضَّاحا
حاذر غوائلَ مكره في بسطه / لا تأمن الرزاق والفتَّاحا
حنتْ إليه ركائب من شوقه / منحته فتحَ البابِ والمفتاحا
حاميم يتلوها طواسمُ رمزِه / ليسخر الأفلاك والأرواحا
حاربتُ من أهواه فيه بأمره / لأحصّلَ الأكساب والأرباحا
حتى أوافي الضدّ صحبةَ عاشقٍ / وأُجانب العذالَ والمنصاحا
ذَلِّلْ وجودَك لا تكن ذا عِزَّةٍ
ذَلِّلْ وجودَك لا تكن ذا عِزَّةٍ / حتى تصيرَ نشأتيك جُذاذا
ذنباً عظيماً قد أتى وكبيرة / من يتخذ غير الإله ملاذا
ذنب ولا تعد التأخر واتضع / إنَّ المذنبَ يثبتُ الأستاذا
ذابت حشاشتُه وعمَّ بلاؤه / لما سقاه وابلاً ورَذَاذا
ذهبتْ به أيّامه في غفلةٍ / إذ لم تكن عينُ الثبوتِ معاذا
ذهبَ الذين يشاهدون ذواتهم / وتسللوا منه إليه لو اذا
ذبُّوا إلى العلم الغريبِ بظاهر / لم يبرحوا في ذاتهم أفذاذا
ذكرهمُ بوجودِهم في بهتهم / حتى يروه ملجأ وعياذا
ذاك الإمام وما سواه فسُوقةٌ / فإذا رأوه فيه قالوا ماذا
ذهلوا بمجلاه ولم يك غيرهم / ليس القديمُ مع الحديثِ يُحاذى
طابتْ مطاعم من يحقر قدره
طابتْ مطاعم من يحقر قدره / فمضى على حكم الوجودِ وما سطا
طِّنب ففي التطنيب إن حققته / متوّسِّماً بسماته كشفَ الغطا
طبتم فطاب بك النعيمُ بحضرةٍ / فاحذر من التحريفِ كن متوسِّطا
طوبى له من مالكٍ متملكٍ / جوَّابِ آفاقِ وعدٍ لا مُسقطا
طاعاته مردودةٌ في وجهه / لما أطاع وما رأى عين العطا
طافَ اللبيبُ ببيته متديناً / متواضعاً متهذباً متثبطا
طربت به أيامه لما رأتْ / أن الخليفة في الحكومةِ أقسطا
طفئت مصابيح الهدى بهوائه / وعلى مطا طرق العماء قد امتطى
طاشتْ عقول ذوي النُّهى من سيره / لما أتاه محرِّضاً ومنشطا
طهِّر ثيابك فالطهور شريعةٌ / جاءت بها الأرسال في ضَفَفِ الخطا
لاتتخذ غيرَ الإله وكيلاً
لاتتخذ غيرَ الإله وكيلاً / ولتتخذ نحو الإله سبيلا
لا تنه عن أمرٍ وأنت تريده / واعكِف عليه بُكرةً وأصيلا
لاغروانك إنْ عملت بنصِّ ما / أخبرتكم أرشدت أقوم قيلا
لا تبتغي عنه فإنك عينه / ولذاك أودِع حكمه التنزيلا
لاتعصِيَنْ أهل الحجابِ فإنهم / قد أحكموا الإجمالَ والتفصيلا
لاذوا بأحمى جابر وأعزه / وبذاك نالوا الفضل والتفضيلا
لاثوا العمائم فوقَ أرؤسِهم وما / ستروا بها قِرطاً ولا إكليلا
لاكوا بألسنةٍ حديثَ متيم / يشكو الغليلَ ويكثر التعليلا
لا بارك الرحمن فيهم إنهم / قد بدَّلوا فرقانه تبديلا
لا نصَّ أجلي من نصوص كتابه / قد رتلتْه رُسله ترتيلا