القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 88
البرقُ يلمعُ والرعود تسبح
البرقُ يلمعُ والرعود تسبح / والغيثُ ينزل والمنازلُ تصبحُ
مخضرةٌ هاماتها وبقاعُها / والزهر في روضاتها يتفتح
فترى جنانَ الخلد أنشأها لنا / بصدور أعلام إذا هي تشرح
وقطوفها تدنو فتطعم من له / ذوق إذا هي بالعبارة تفصح
فالخلق منه إذا نظرت مهللٌ / ومكبِّر ومعظِّمٌ ومُسَبِّح
والكل مثن بالذي هو أهلُه / فالله يُعطي مَن يشاء ويمنحُ
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما / شاهدتَ منه اللوحَ والأقلاما
فترى المعارفَ بالكتابةِ تنجلي / لعيونِ أهلِ كشوفِه أعلاما
ويكون ذاك الكشفُ من إعطائه / ما ينبغي أعلامه أعلاما
ويزيدني علمي به من عنده / صدقاً لما قد قاله إعظاما
إنَّ السماءَ برجمها محفوظة
إنَّ السماءَ برجمها محفوظة / من كلِّ شيطانٍ وكلِّ رجيم
أوحى الإله الحق فيها أمرها / لتنزلَ الأرواحُ بالتعليم
منها إلينا ثم تبقى أعصراً / في عالم الأركانِ بالتدويم
حتى إذا ما ينقضي الأمد الذي / قلناه جاء إليّ بالتفهيم
فتراه أبصار العباد مشاهداً / في عالمِ الأخلاطِ والتجسيم
ما الحفظ إلا للذي فيها من ال / وحي الذي حملته من معلوم
ثم القوابلُ قسمته بذاتها / ما بين معلومٍ وبين عليم
الوحي علمُ الكون إلا أنه
الوحي علمُ الكون إلا أنه / يخفى على العلماء بالأنواعِ
ولذاك ينكره الذي ما عنده / علم بما فيه من الأفظاع
فإذا يسطره اللبيبُ بكشفِه / أو فكره ليلذ بالأسماع
يدري به من ذاقه طعماً ولم / يكفر به إلا لضيق الباع
من يتخذ غيرَ الإله جلياً
من يتخذ غيرَ الإله جلياً / أضحى عليه مُقدَّماً ورئيسا
وبحكمةٍ يجري فإنْ بلغَ المدى / أمسى لرَّبات الحجال حبيسا
فإذا انجلى ذاك الجليسُ لقلبه / ظهرَ الخسيسُ مع الجلاء نفيسا
ودرى بأنَّ الحقَّ فيه فلم يكن / لسوى الإله مع الشهودِ جليسا
لما علمتُ بع علمتُ حقيقتي / فأبحت قلبي من أراد جلوسا
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ / ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ محمدا
عمَّ المقاماتِ الجسامِ عروجُه / وبذاك أضحى في القيامةِ سيِّدا
صلَّى عليه الله من رحموته / ومن أجله الروحُ المطهر أسجدا
لأبيه آدم والحقائقُ نوَّمٌ / عن قولنا وعن انشقاقٍ قد هدى
فجوامعُ الكلم التي أسماؤها / في آدمِ هي للمقرَّبِ أحمدا
جمعُ الإناث إلى الذكورِ كلامُه / بأخصِّ أوصافِ الثناءِ وقيدا
إنَّ الأنوثةَ عارضٌ متحققٌ / مثلَ الذكورةِ لا تكن متردِّدا
الحدُّ يجمعنا إذا أنصفتني / هنَّ الشقائقُ لا تجب من فندا
لا تحجبنَّ بالانفعالِ فإنه / قد كان عيسى قبلها فتأبدا
قولي وعيسى لا يشك بكونه / روح الإله مقدَّساً ومؤيدا
الله يعلمُ صدقَ ما قد قلته / لن يصلحَ العطَّارُ ما قد أفسدا
مثلٌ أتاك ولا أسمِّيه لما / قد جاء في نصِّ الشريعةِ مُسندا
أدباً مع الله العظيمِ جلالُه / فالدهر للذاتِ النزيهةِ كالرَّدا
الكافُ في التشبيه يعمل حكمها / وتكون زائدةً إذا أمرٌ بدا
مثل الذي قد جاء ليس كمثله / في سُورة الشورى وخاب من اعتدى
إن الظنونَ على الوجوهِ مُحالُ
إن الظنونَ على الوجوهِ مُحالُ / أهل التفكير هكذا قد قالوا
والكشفُ يقضي أنها لحياتها / فيها لها عند الشهود مجالُ
شهدتْ بذلكم الجوارحُ عندنا / في النور إذ جاءت بها الأرسال
إن سيرت صمّ الجبال سراباً
إن سيرت صمّ الجبال سراباً / وتفتحت أفلاكها أبوابا
يبدو لنا من لم تزل سبحاته / تفني الحجابَ وتحرقُ الحجابا
فعرفته بالنفي لم أعرفه بالإ / ثبات ما إنْ لم أكن مرتابا
فأذاقني من حيرة قامتْ بنا / لشهودِه في الأكثرين عَذابا
فلبثت في نار الطبيعة عنده / من أجل هذا مدَّةً أحقابا
لما خصصت الأكثرين ولم أقل / عم الوجودَ مظاهر أكبابا
إني طمعت من الشهودِ مطاعما / وشربتُ ماءَ المعصراتِ شرابا
وشهدته في غيرِ صورةِ عقدنا / فرأيتُ أمراً في الشهود عجابا
فوددت اني لم أزل في غيبة / في غيبِه أو لا أزالُ تُرابا
فدعا بديوانِ الوجودِ ورأسه / عند التقي وأرادَ منه حسابا
فأجابه لما دعاه ملبِّياً / سَمعاً وطوعاً ثم قال صَوابا
أوحى إليه أن اتخذ دارَ الشقا / للمسرفينَ المجرمين مآبا
جلَّ الإله الحقُّ إجلاله / قدساً وتعظيماً وعزَّ جنابا
فإذا أتته من المهيمنِ تحفةٌ / قطع الثيابَ وقطعَ الأسبابا
صفة الإله لكلِّ شخصٍ مبتغى
صفة الإله لكلِّ شخصٍ مبتغى / في كلِّ موجودٍ تواضعَ أو طغا
والمبتغى المعتوبُ في أعراضه / عن نفسِه وقبوله لمن ابتغى
منه القيادُ لربه طمعاً به / من أجل أتباع له لما بغى
فيعود إكسيراً يردُّ حديدهم / للفضةِ البيضا إذا سَقْبٌ رغا
فكذا تعين قصدُه فيما جرى / وهو المراد وذاك عين المبتغى
إني لأعلم أن شيئاً ما هنا
إني لأعلم أن شيئاً ما هنا / ويقالُ لي ما أنت عنه بغائبِ
وتحقق الأمرين عبدٌ مؤمنٌ / بمغيبة عنا وقولُ الصاحبِ
فتراه في هذا وذاك مقلِّداً / والقولُ بالحكمين ضربةُ لازبِ
كالنفي في الرمي الذي شهدوا له / ثبتاً من الرامي الإمام النائب
لا يمترون ولا يشك بأنه / لم يرمِ إلا الحق في يد حاجب
فالحكم في هذا وذاك كمثله / في قصة المغصوب مع يد غاضب
دور غريب ليس يعرف سرَّه / إلا الذي يأتي بصورة ذاهب
الربَّ يعرفُ مُطلقاً ومقيداً
الربَّ يعرفُ مُطلقاً ومقيداً / من حيث أسماءٌ له وصفاتْ
ولو انتفى التقييد كان مُقيداً / بحقيقةِ الإطلاق في الإثباتْ
فالربُّ ربُّ الاعتقاد لديهمُ / وهو الذي قد جاء في الآيات
فلكل عقد في الإله علامة / وبها تحلى نفسه إذ ياتي
حتى يقولوا إنَّ هذا ربنا / جلَّ الإله عن الحلولِ بذات
فله من الوجه القريبِ تعلقٌ / وله الغنى عن كوننا بالذات
ولذا أتى حكم التضايف بيننا / ما بين جمع كائنٍ وشتات
فرأيتُ موجوداً بنعتِ وجودنا / وعرفت موجوداً بغير سماتِ
غار الإله لبيته وحريمه
غار الإله لبيته وحريمه / فلذاك ما حَصَبَ الذي يبغيه
بالسوءِ ثم تراه من إحسانه / بعباده يلغي الذي يلغيه
إن اللئيم الطبعِ إنْ أكرمتَه / لم يلتفتْ فبجورةِ يطغيه
إن القبولَ للاقتدارِ مُعين
إن القبولَ للاقتدارِ مُعين / فيعانُ في حكم النهى ويُعين
فالأمر ما بيني وبين مقسمي / فهو المعين وإنني المعين
الحقُّ حقٌّ فالوجودُ وجودُه / وأنا الأمينُ وما لديّ أمين
دفعُ اليتيمِ مُحرَّمٌ في شرعِنا / والشرعُ جانبه إليه يلينُ
العلمُ بحرٌ ما له من ساحل
العلمُ بحرٌ ما له من ساحل / عذبُ المشارب حكمه في النائلِ
بالجمعِ جاء من الذي أعطاكَه / ما سَلطَن المسؤول غير السائل
لما دعاه دعا له في نفسه / بالمنحر الأعلى الكريمِ القائل
واستخلص الشخصُ الذي قد ذمه / بهواه لما أنْ دعا بالحائلِ
ليصيد من شَرَك العقولِ صيودها / بشريعةٍ جلتْ عن المتطاولِ
فلذاك لم يعقبُ واعقب من له / كل الفضائلِ فاضلاً عن فاضلِ
التَّبُّ من صفةِ اليدين لأنها
التَّبُّ من صفةِ اليدين لأنها / جادتْ على الكفار بالإنفاقِ
وكلاهما عينُ الهلاك ونفسه / فالهلك في الأملاكِ والإرفاقِ
نفقتْ يميني وهو عين هلاكها / أين الهلاكُ من اسمه الخلاَّقِ
لولا وجودُ القبضِ ما انبسطتْ لنا / كفُّ الكريمِ بسِيبهِ الغَيداقِ
أنتم لكل فضيلة أهلُ
أنتم لكل فضيلة أهلُ / وأنا لكل رذيلةٍ أصلُ
فافعلْ وأفعلُ فالفروعُ بأصلها / فالكلُّ يفعلُ ما هو الأهل
حمد الإله بقدّس الأرواحا
حمد الإله بقدّس الأرواحا / باللام لا بالباء والأشباحا
حمد سرى نحو المهيمنِ سرُّه / ليشاهد الأقلامَ والألواحا
حياه عند نزوله في لا ولا / من شرَّفَ المشكاةَ والمصباحا
حتى يراقبَ نشأةً ممزوجة / ويواصل الإمساءَ والإصباحا
حرّ عن الأغيارِ عبد للذي / جلى إليه وجهه الوضَّاحا
حاذر غوائلَ مكره في بسطه / لا تأمن الرزاق والفتَّاحا
حنتْ إليه ركائب من شوقه / منحته فتحَ البابِ والمفتاحا
حاميم يتلوها طواسمُ رمزِه / ليسخر الأفلاك والأرواحا
حاربتُ من أهواه فيه بأمره / لأحصّلَ الأكساب والأرباحا
حتى أوافي الضدّ صحبةَ عاشقٍ / وأُجانب العذالَ والمنصاحا
ذَلِّلْ وجودَك لا تكن ذا عِزَّةٍ
ذَلِّلْ وجودَك لا تكن ذا عِزَّةٍ / حتى تصيرَ نشأتيك جُذاذا
ذنباً عظيماً قد أتى وكبيرة / من يتخذ غير الإله ملاذا
ذنب ولا تعد التأخر واتضع / إنَّ المذنبَ يثبتُ الأستاذا
ذابت حشاشتُه وعمَّ بلاؤه / لما سقاه وابلاً ورَذَاذا
ذهبتْ به أيّامه في غفلةٍ / إذ لم تكن عينُ الثبوتِ معاذا
ذهبَ الذين يشاهدون ذواتهم / وتسللوا منه إليه لو اذا
ذبُّوا إلى العلم الغريبِ بظاهر / لم يبرحوا في ذاتهم أفذاذا
ذكرهمُ بوجودِهم في بهتهم / حتى يروه ملجأ وعياذا
ذاك الإمام وما سواه فسُوقةٌ / فإذا رأوه فيه قالوا ماذا
ذهلوا بمجلاه ولم يك غيرهم / ليس القديمُ مع الحديثِ يُحاذى
طابتْ مطاعم من يحقر قدره
طابتْ مطاعم من يحقر قدره / فمضى على حكم الوجودِ وما سطا
طِّنب ففي التطنيب إن حققته / متوّسِّماً بسماته كشفَ الغطا
طبتم فطاب بك النعيمُ بحضرةٍ / فاحذر من التحريفِ كن متوسِّطا
طوبى له من مالكٍ متملكٍ / جوَّابِ آفاقِ وعدٍ لا مُسقطا
طاعاته مردودةٌ في وجهه / لما أطاع وما رأى عين العطا
طافَ اللبيبُ ببيته متديناً / متواضعاً متهذباً متثبطا
طربت به أيامه لما رأتْ / أن الخليفة في الحكومةِ أقسطا
طفئت مصابيح الهدى بهوائه / وعلى مطا طرق العماء قد امتطى
طاشتْ عقول ذوي النُّهى من سيره / لما أتاه محرِّضاً ومنشطا
طهِّر ثيابك فالطهور شريعةٌ / جاءت بها الأرسال في ضَفَفِ الخطا
لاتتخذ غيرَ الإله وكيلاً
لاتتخذ غيرَ الإله وكيلاً / ولتتخذ نحو الإله سبيلا
لا تنه عن أمرٍ وأنت تريده / واعكِف عليه بُكرةً وأصيلا
لاغروانك إنْ عملت بنصِّ ما / أخبرتكم أرشدت أقوم قيلا
لا تبتغي عنه فإنك عينه / ولذاك أودِع حكمه التنزيلا
لاتعصِيَنْ أهل الحجابِ فإنهم / قد أحكموا الإجمالَ والتفصيلا
لاذوا بأحمى جابر وأعزه / وبذاك نالوا الفضل والتفضيلا
لاثوا العمائم فوقَ أرؤسِهم وما / ستروا بها قِرطاً ولا إكليلا
لاكوا بألسنةٍ حديثَ متيم / يشكو الغليلَ ويكثر التعليلا
لا بارك الرحمن فيهم إنهم / قد بدَّلوا فرقانه تبديلا
لا نصَّ أجلي من نصوص كتابه / قد رتلتْه رُسله ترتيلا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025