المجموع : 71
قلبي يَحِنّ إلى لقاك
قلبي يَحِنّ إلى لقاك / وأنا المُتيّم في هواك
ما كُنتُ أحسب أنّني / أبقى صريماً من رِضاك
أفَتاة بغداد الّتي
أفَتاة بغداد الّتي / بالحُسنِ خالقنا حباكِ
هل تَرحمين مُتيّماً / قد باتَ مُضنى الجسم شاكي
هجرَ الرقادَ وطالما / أمسى حليفَ الوجد باكي
للّه درّك إذ حويتَ مَناقباً
للّه درّك إذ حويتَ مَناقباً / دونَ الإنام بها الإلهُ حَباكا
لولاكَ ما خُلِقَ الوجود وإنّما / لم يخلق السبع العُلى لَولاكا
ولقَد سَمَوت إلى العلى بمَفاخرٍ / لا يَستطيع لها الوَرى إِدراكا
أمُحمّد الهادي البشير المصطفى
أمُحمّد الهادي البشير المصطفى / أُهديكَ مَدحي واصفاً معناكا
يا سيّد السادات جِئتُكَ قاصداً / أرجو رِضاكَ وأحتَمي بحِماكا
واللّه يا خير الخلائق إنّ لي / قَلباً مَشوقاً لا يروم سِواكا
فوحقّ جاهك إنّني بكَ مُغرم / واللّه يعلمُ أنّني أهواكا
أنتَ الّذي لولاك ما خلق اِمرؤ / كلّا ولا خُلِقَ الوَرى لولاكا
أنت الّذي مِن نوركِ البدرُ اِكتَسى / وَالشمسُ مُشرقة بنور بهاكا
أنتَ الّذي لمّا رُفِعت إلى السما / بكَ قَد سَمَت وتزيّنت لِلِقاكا
أنتَ الّذي ناداك ربّك مرحباً / وَلَقد دَعاكَ لِقُربهِ وحَباكا
أنتَ الّذي فينا سألت شفاعة / ناداك ربّك لَم تَكُن لِسواكا
أنتَ الّذي لمّا توسّل آدم / مِن ذنبهِ بِكَ فازَ وهو أباكا
ولكَ الخليل دعا فعادَت نارهُ / بَرداً وقد خَمدت بنورِ سَناكا
وَدعاكَ أيّوب لضرٍّ مسّه / فأُزيل عنه الضرّ حين دعاكا
وبكَ المسيحُ أتى بشيراً مُخبراً / بصِفات حُسنك مادِحاً لعُلاكا
وكذاكَ موسى لم يزَل مُتوسّلا / بكَ في القيامة مُرتجٍ لنداكا
وَالأنبياء وكلّ خلقٍ في الورى / والرسل والأملاك تحتَ لِواكا
لكَ مُعجزات أعجَزَت كلّ الورى / وفضائل جلّت فليسَ يحاكى
نَطَق الذِراع بسمّه لك مُعلناً / وَالصبر قد لبّاك حين أتاكا
والذئبُ جاءَك والغزالة قد أتت / بكَ تَستجيرُ وتَحتَمي بِحماكا
وكذا الوحوشُ أتت إليكَ وسلّمت / وَشكا البعيرُ إليكَ حين رآكا
وَدَعوتَ أشجاراً أتَتك مُطيعة / وَسَعت إليكَ مُجيبةً لنداكا
وَالماءُ فاضَ براحتيك وسبّحت / صمّ الحَصى بالفضل في يُمناكا
وَعليكَ ضلّلت الغمامة في الورى / وَالجذع حنّ إلى كريم لِقاكا
وَكذاكَ لا أثر لمشيكَ في الثرى / وَالصخر قد غاصَت بهِ قَدَماكا
وَعليّ مِن رمدٍ بهِ داويته / في خيبر فشُفي بطيب لَماكا
وَشَفيتَ ذا العاهات مِن أمراضهِ / وَمَلأت كلَّ الأرض من جَدواكا
وَسألتَ ربّك في اِبن جابر بعدما / قد ماتَ أحياه وَقد أرضاكا
وَمسستَ شاةً لاِمّ معبد بعدما / نشفت فدرّت مِن شفار قباكا
ودَعوتَ عام المحلِ ربّك معلناً / فاِنهلّ قطرُ السحب عندَ دُعاكا
وَدَعوتَ كلَّ الخلق فاِنقادوا إلى / دَعواكَ طوعاً سامعينَ نِداكا
وَخَفضت دينَ الكفر يا علم الهدى / وَرَفَعت دينك فاِستقامَ هناكا
في يوم بدر قد أَتَتك ملائك / مِن عندِ ربّك قاتَلت أعداكا
وَالفتح جاءَك يوم فتحك مكّة / وَالنصر في الأحزابِ قَد وافاكا
هود ويونس مِن بهاك تجمّلا / وَجمال يوسف من ضياءِ سَناكا
قد فُقتَ يا طه جميعَ الأنبيا / نوراً فسبحانَ الّذي سوّاكا
واللّه يا ياسين مثلك لم يكن / في العالمين وحَقِّ مَن أنباكا
عن وَصفِك الشعراء يا مدّثّر / عَجزوا وكلّوا عن صفات علاكا
إنجيلُ عيسى قد أتى بك مُخبراً / وأتى الكتابُ لنا بمدحِ علاكا
صلّى عليك اللّه يا خيرَ الورى / ما حنّ مُشتاقٌ إلى مَثواكا
وَعَلى صَحابتك الكِرام جميعهم / والتابعين وكلّ من والاكا
لا زلتُ أشكُر منكَ فضلا
لا زلتُ أشكُر منكَ فضلا / يا مَن حوى شَرفاً ونبلا
يا مَن عليّ له يد / تحكي السحابَ إذا اِستهلّا
آيات فضلك أصبَحَت / ما بينَ أهلِ الفضلِ تُتلى
حُزتَ الفضائلَ كلّها / وَعَلى السِماك وضعتَ رِجلا
يُمناكَ غيث للورى / فاضَت له جوداً وبذلا
نَشتاقُ شخصك دائماً / وَنروم بعدَ القطعِ وصلا
يا مَن تَسامى قدرهُ / وَعلا على الجَوزا محلّا
أخليل يا اِبنَ محمّد / أصبَحتَ للعلياءِ خلّا
فيكَ الإدارة قد زَهَت / بشراً غداةَ رَأتك أهلا
شَكَرت مَساعيك البلا / دُ ملَأتَها قِسطاً وعدلا
قد كنتَ للضُعفاء كه / فاً حيثُ فيك الكربُ يُجلى
طوّقتهم بِعميمِ لُط / فِكَ إذ لَهُم أوضَحتَ سبلا
هُم يَشكروكَ ويَهتفوا / لكَ بالدُعا صبحاً وليلا
عِش دائماً طول الزما / نِ فلا أراك الدهرُ ذُلّا
واِقبل هديّتي الّتي / قلّت وشأنك لَن يقلّا
طوّقتني بجميلك الس / سامي فَجيدي قد تحلّى
لكَ في الفؤادِ مودّة / طول الليالي ليس تبلى
فاِقبَل تحيّة مخلصٍ / شربَ الولا عَذباً ونهلا
وَرد الحُسين ووجهه يتهلّلُ
وَرد الحُسين ووجهه يتهلّلُ / وبنورِ غرّتهِ أضاء المحفلُ
بدرٌ تجلّى طالعاً بسما الهدى / فلهُ على هامِ المجرّة منزلُ
أهلاً بمقدمهِ الكريم فإنّه / بالعزّ والنصر العظيم مكلّلُ
أهل العلوم تَباشرَت بِقدومهِ / وبهِ ترحّب بالهنا وتبجّلُ
وإليهِ مِن فرطِ السرور تسابَقَت / وَلديهِ آيات الثناء تزمّلُ
جاءَت تحيّيه بشاهد طلعةٍ / غرّاء بدر التمّ منها يخجلُ
أكرم بهِ مِن سيّد ذي مفخر / بينَ الأنام ومحتد لا يجهلُ
إن ساد ساد الفضل يقفو إثرهُ / وحليفه المعروف أنّى يرحلُ
ترنو لهُ كلّ العيون مهابةً / وإذا رَأته الناس عنه تسألُ
فيُقال مَن هذا الفتى فيقال ذا / شهمٌ همام فاضل متفضّلُ
هذا اِبن سيّدنا المطاع المقتدى / مَن كفّه علم الشريعة تحملُ
هذا أبو حسن أبوه أحامنا / هو في الإمامة للنبيّ ممثّلُ
مولى إذا عدّت فضائل غيرهِ / سبَقَ الورى للفضل وهو الأفضلُ
أو عُدّ أرباب الكمال فإنّه / بالنصّ والإجماع فردٌ أكملُ
إن حلّ يوماً في الشريعة حادث / يُجلى به وبه يحلّ المشكلُ
أبناؤهُ الغرُّ الكرام ضراغم / فهمُ لليثِ الغاب كلّ أشبلُ
مِنهم عليّ ذو العلا علّامة / حبرٌ تقيّ في الفضائل أوّلُ
صنو الحسين ومَن بنورِ جبينهِ / يجلى الدُجى إن جنّ ليل أليلُ
قد سرّ حين إليه عاد شقيقه / ملكاً بأبراد السعادة يرفلُ
كَم شاهدَت إيران منه سماحه / وسخاء كفّ كالسحائب يهطلُ
وَبِطوس قد زارَ الرِضا فحظي بما / قد كانَ يرجوهُ ومنه يأملُ
إنّ الرِضا ضَمِنَ الجنان لوفدهِ / ولَهُم بها متعهّد متكفّلُ
يا جامِعاً في الفضل جمّ مناقبٍ / في كلّ مجتمع شريف تفضلُ
يا مَن تفرّع مِن ذُؤابةِ هاشمٍ / ونَماه للشرفِ النبيّ المرسلُ
أنتم أناس قَد تسامى شأنُكم / وَبِفَضلكم نَطَقَ الكتاب المنزلُ
ولَكُم بيوتٌ شادَها ربّ السما / وَملائك الرحمن فيها تنزلُ
أنتُم ملاذٌ للأنام ومفزع / مِن ماء حبّكم البريّة تنهلُ
وَعلى جميعِ الناس أوجب حبّكم / وَلَكم إليه لم نزل نتوسّلُ
وأبوك في دستِ الزعامة قائمٌ / فهو الأمير بما يقول ويفعلُ
هو غوث أبناء العلوم وكهفهم / وله عليهم منّةٌ وتفضّلُ
ونراهُ يستسقى الغمام بوجههِ / ويدٌ على رغم الأنوف تقبّلُ
بالنصرِ قد نَشر الإله لواءهُ / وعلى جميع المسلمين يظلّلُ
وَحفيدهُ موسى سليل المُجتبى / هو للفضائلِ والمحاسن هيكلُ
قُلنا بهِ الأمل الوطيد وإنّنا / نرجو يكون لنا به مستقبلُ
أحُسين يا مَن حاز فضلاً بعدما / منهُ لنيلِ الفضل مُدّت أنملُ
الطفّ فيك زَهَت وتمّ سرورها / وبكَ التهاني والمسرّة تكملُ
عِش أنت والمولى أبوك مؤيّداً / نعمَ الملاذُ لنا ونعمَ الموئلُ
أمحمّد الحسن الرفيع مقامهُ
أمحمّد الحسن الرفيع مقامهُ / ومَنِ اِرتقى دستَ المكارمِ والعلى
أُهدي إليكَ تهانياً بنيابة / أصبَحتَ فيها للرئيس ممثّلا
يا قاصِداً لزيارتي في كربلا
يا قاصِداً لزيارتي في كربلا / هذا حِمى اللاجي وكرّ المُبتلى
إن زرتَ أرض الطفّ أشرف بقعة / قِف عندَ بابٍ للولا متوسّلا
إنّي بذلتُ لسبط أحمد مُهجتي / وقدِ اِتّخذت على الشريعة منزلا
أسلمتُ نَفسي للسيوفِ وللقنا / حتّى بقيتُ بلا يدين مجدّلا
فحبانيَ المَولى الكريم كرامةً / منهُ فأنزَلني المحلّ الأفضلا
ولعمّيَ الطيّار صرت مُسابقاً / فأثابَني السُكنى بجنّات العلى
وأقامَ قبري للمؤمّل منسكاً / وحِمىً وكهفاً للمخوف وَمَوئلا
فاللّه يَجزي رائدي خير الجزا / وهوَ القمين له بِما قد أمّلا
يا زائري اِذكُرني لكلّ ملمّة / فأنا المعدّ لدى الشدائدِ والبلا
واِطلُب منَ اللّه الحوائج كلّها / فاللّه يُعطيك الكثير وإن غَلا
واِذكُر رؤوف بن الحميد وفتحه / باباً يممت شرفا على السبع العلا
باب بها نيل المرادِ وإنّها / باب الولاء لمَن أراد توصّلا
واِكتُب عليه وأرّخنّ ببابه / شرع الرؤوف لمشهدي باب الولا
في الطفِّ نورُك قد تجلّى
في الطفِّ نورُك قد تجلّى / قالَت لهُ العلياءُ أهلا
أهلاً بسيّدنا الشري / فِ ومَن سَما شَرَفاً ونبلا
يا اِبنَ الّذين بِفَضلهم / سادوا الأنام علاً وفضلا
آل النبيّ ومَن بهم / قد أنزلَ الرحمنُ قُل لا
مِن سادةٍ أعراقهم / قِدماً زَكَت فَرعاً وأصلا
سَبَقَ الأنام إلى العلى / وَعلى السُهى قد حطّ رِجلا
شهمٌ تزيّن بالفخا / رِ وَبالفضائلِ قد تحلّى
لم يتّخذ في دهرهِ / رَوضاً سوى العلياءِ ظلّا
وَإِذا سُئِلتَ فلَن تجد / أزكى وأطهر منه فعلا
فيه المَكارمُ رجعت / لمّا رأتهُ لها محلّا
لمّا أَتانا زائِراً / دونَ الأنام بهِ اِستقلّا
أكرِم بهِ مِن زائرٍ / بالسعدِ والإقبالِ حلّا
عاشَ الهمامُ مؤيّداً / ولهُ أدامَ اللّه ظلّا
وأمدّ فيه العمرَ حي / ث له جميل الذِكر يُتلى
ماذا يقولُ المادحونُ بفضلِ من
ماذا يقولُ المادحونُ بفضلِ من / مَلَأ الوجودَ فَضائلاً وكمالا
حاكى أخاهُ أبا محمّد هيبة / وَحَكى أخاه أبا العليّ كمالا
سبط النبيّ أبو الأئمّة
سبط النبيّ أبو الأئمّة / مَن للخلائقِ جاءَ رَحمه
هذا الحُسين ومَن بسا / ق العَرشِ خطّ اللّه إِسمه
وَبِقلبِ كلّ موحّد / قَد صوّر الرحمنُ رَسمه
هذا سليلُ محمّدٍ / لِبني الولا كهفٌ وعِصمَه
هذا اِبن بِنتِ المُصطفى / مَولىً له شأنٌ وحُرمه
مِن أهلِ بيتٍ زانهم / كرمٌ ومعروفٌ وحِشمه
مِن أُسرةٍ علويّةٍ / هيَ في البريّة خير أمّه
هُم عترة لمحمّدٍ / وقرابة قربى ولحمه
هو للموالي رحمة / وعَلى العِدى سخط ونِقمه
لبسَ الفخارَ مُحبّه / وكُسي ثيابَ العارِ خصمه
في شهر شعبان علي / نا الخير خالقنا أَتمّه
وُلِدَ الحُسين ونورهُ / مُذ شعّ أذهب كلّ ظُلمه
جبريل هنّأ جدّهُ / وأباهُ والزهراء أمّه
أضحى يهزّ لمهدهِ / طَوعاً وقام لهُ بخِدمه
طوراً يُناغيهِ ويس / معهُ الثنا بأرقّ نغمَه
أزكى الأنام أباً وأمّاً / وَخيارهم عمّاً وعمّه
كانَ النبيّ إذا رآ / هُ إليهِ أدناه وضمّه
غذّاهُ مِن إبهامهِ / لَبَناً وقبّله وشمّه
فيه تبرّك فطرس / وبهِ مَحى الرحمنُ جرمه
وكذاكَ دردائيل أع / تقهَ وأذهبَ عنهُ إثمه
ولهُ أجلّ مناقبٍ / وفضائلٍ في الدهرِ جمّه
كَم قَد أفاضَ على الورى / مِن جودهِ فضلاً ونِعمه
هو ذُخرنا في النائِبا / تِ وغوثنا في كلّ أزمَه
هو في الشدائدِ مَفزعٌ / يشكو المظامُ إليه هضمه
ما خابَ مَن فيهِ تمس / سَكَ إن تحلّ به ملمّه
أو يقصد الجاني إلي / هِ لا يعدّ عليه جرمه
وإِذا أتاهُ لاجئ / يوماً كفاهُ ما أهمّه
فَلَكم مريضٌ جاءه / فأزالَ شكواهُ وسقمه
وله ضريحٌ طالما / تَتعاهدُ الزوّار لَثمه
وَيضوعُ مِسكاً كلّما / هبّت علينا منهِ نسمَه
بِجهادهِ في اللّه صب / راً سدّ للإسلام ثلمه
للدينِ شادَ بناءهُ / مُذ حاوَلَ الأعداءُ هَدمَه
مولىً تجلّى نورهُ / فَأزال عنّا كلّ غمّه
قَد شعّ نور جبينهِ / فجَلى الليالي المُدلهمّه
رامَ العِدا إِطفاءهُ / واللّه شاءَ بأن يُتمّه
قد قامَ فيهم ناشراً / في الحقّ مَوعظةً وحِكمه
كَم غامضٍ مِن سرّه / لا تُدرك الألباب فهمَه
إذ ليسَ غير اللّه يع / رف فضلهُ السامي وعظمه
مَن ذا يُجاريهِ علاً / بمَكارمٍ وعلوّ همّه
فَلَقد سَما بفخارهِ / وَرَقى منَ العلياءِ قمّه
بُشراكمُ بولادةِ الس / سبطِ الحُسين أبي الأئمّة
فهوَ الإمام اِبن الإما / مِ أخو الإمام أبو الأئمّة
وأبوه يوم الحرب ضر / غامٌ هِزَبرٌ ليث أجمه
للحربِ قام مُشمّراً / لمّا أثارَ القومُ عزمه
وَسَطا ففرّق جمعَهم / وَبِسيفهِ قد فلّ نظمَه
وَتَرى ملائكةَ السما / ء تزورهُ صُبحاً وعتمه
لهفي عليه فصيّرت / جثمانه للبيض طعمه
لم يرقُبوا لمحمّدٍ / في أهلهِ إلّاً وذمّه
وَعَلى لسانِ نبيّه / ربّ السما في الذكرِ ذمّه
بيتٌ لبنت المُصطفى / هَجَمَت عليه القومُ هجمَه
دَمعُ المَحاجرِ قد تفايضَ بالدم
دَمعُ المَحاجرِ قد تفايضَ بالدم / لمُصاب مظلومين طفلَي مسلمِ
بدران مِن بيت النبوّة أشرَقا / كالفرقَدين بجنحِ ليل مظلمِ
جارَ الدعيّ عليهما في سجنهِ / وَقَسا ولَم يعطف ولم يترحّمِ
مَكَثا بقعرِ السجنِ عاماً كاملاً / وغَدا مصيرُهما لرجس ألأمِ
رقّت لحالهما العجوزُ وأفردت / بيتاً لكي تأويهما بتكتّمِ
فإذا الشقيّ عليه قد غلب الشقا / يرجو العطاء منَ الدنيّ الآثمِ
لَم يستقرّ وبات يحرس دارهُ / حتّى تحرّى ما بها مِن أرسمِ
فإذا الشقيقُ معانق لشقيقهِ / وهُما على خوفٍ وقلب موجمِ
فَدَنا وشدّ بحبله كنفيهما / ظُلماً كشدّ عرى وثيق محكمِ
وَرَمى الحسام لعبدهِ أن خُذهُما / نحوَ الفرات مبكّراً لا تحجمِ
فالعبدُ حين رأى سليلَي مسلم / ولّى ولم يكُ حين ذاك بمقدمِ
ودَعى لذبحِهما اِبنه فعصى له / أمراً وللطفلَين لم يتقدّمِ
فَهُناك شدّ عليهما بحسامهِ / إذ لا مُعين ولا نصير ولا حمي
قالا لهُ يا شيخ هل ترعى لَنا / صغراً وقرباً للرسول الأكرمِ
للسوقِ خُذنا ثمّ بِعنا كَي بما / كَسبت يداكَ من التجارة تغنمِ
تَجري الدموعُ بزفرةٍ وتألّم
تَجري الدموعُ بزفرةٍ وتألّم / لمُصابِ مظلومين طفلَي مسلمِ
وبَكَت عيونُ المسلمينَ لفادحٍ / فيه بَكَت عينُ الهداية بالدمِ
طِفلان بعد أبيهما قد أصبَحا / في سجنِ ملعونٍ خبيث مجرمِ
وبِسجنهِ جولا أقاما حيث لا / مِن شربِ ماءٍ سائغ أو مطعمِ
وغداةَ خلّا عنهما سارا إلى / دارِ العجوز بِجُنح ليل مُظلمِ
حيّ الشريفَ بني الأكارم
حيّ الشريفَ بني الأكارم / قمر العُلى مِن آلِ هاشم
فرع النبوّةِ والهُدى / رمز المفاخِرِ وَالمكارِم
مَولىً لهُ الشرف الرفي / ع منَ البهاليلِ الخضارِم
شهم أبيّ ما رَأى / غيرَ العلاءِ له مُنادِم
هذا عظيم المُرتجى / عندَ الملمّات العظائِم
مِن آل عدنان الأبا / ةِ السادةِ الصيدِ الضراغِم
آل النبيّ المُصطفى / مَن جدّهم للرُسلِ خاتم
بيتُ الرسالةِ بيتُهم / جبريلُ فيه كانَ خادِم
هُم سادةٌ قد أُنزِلَت / في فَضلِهم سورُ العزائِم
مَن لَم يَكُن مِن حزبِهم / يلقى المُهيمن وهوَ آثِم
وكَذا المُسيء إليهمُ / قد راحَ يقرعُ سنّ نادِم
هُم للبريّة رحمةٌ / وَبِحبّهم تُمحى الجرائِم
إنّي بحبّهم اِعتصم / تُ فلَستُ أخشى لومَ لائم
لَقد اِحتَفلنا بالشري / ف اِبن الأعزّاء الأعاظِم
مِن آلهِ الأطهارِ قد / لاحَت بغرّتهِ علائِم
فَحباهُ والدهُ علي / يٌ هيبة الأسدِ الضياغِم
يلقى الوُفودَ ووجههُ / مُتهلّلٌ والثغرُ باسِم
وإذا أرادَ فعزمهُ / أَمضى منَ البيضِ الصوارِم
وَلَدى العطاءِ يمينهُ / قد أخجَلَت صوبَ الغمائِم
قَد سرّ قلبُ محبّهِ / ولأنفِ مَن عاداهُ راغِم
جيشُ العراق بسيفهِ / قد عادَ مُرتفع الدَعائِم
وَالشعبُ يهتفُ باِسمهِ / وَلحبّه أبداً مُلازِم
حيّيتَ يا زين الورى / مِن زائرٍ للطفّ قادِم
حقّاً بيوم قدومكَ ال / ميمونِ يفطر كلّ صائِم
إذ أنّه عيدٌ سعي / دٌ فيهِ قَد نِلنا الغنائِم
يا ربّنا اِحفظ شعبَنا / مِن كلِّ طاغية وغاشِم
واِحرس بعينك ظلّهُ / واِجعلهُ طولَ الدهرِ سالِم
فتكَ الزمانُ بِنا وسلّ حُساما
فتكَ الزمانُ بِنا وسلّ حُساما / فأصابَ منّا الضيغَمِ الضِرغاما
أَردى لنا الليثَ السميدع أصيداً / قرماً كميّاً باسلاً مِقداما
أُسدُ العرين له تَذِلُّ مهابةً / ولبأسهِ فرقاً تُطأطئ هاما
وله بيومِ الروعِ أكبر موقف / فيه أذاقَ الخائنينَ حماما
إن صالَ في يومِ الكفاحِ تخاله / ليثاً يصبّ على الكماةِ زُؤاما
وَلَدتهُ أمّ الحربِ وهو بِحِجرها / قد علّمتهُ الكبرَ والإقداما
وَالناسُ في الهيجاءِ مهما قطّبت / تلقاهُ فيها ضاحكاً بسّاما
إن سعّرت نار الحروب يخوضُها / وعليه بَرداً أصبَحَت وسلاما
يلقى الوفودَ ولا يخافُ عديدها / بل كانَ يُرغِمُ أنفها إرغاما
ما أنتَجت أمّ المعالي مثله / بل تَشتكي مِن بعد ذاكَ عقاما
ولَقد حَوى جمّ المَفاخرِ والعلى / مُذ كانَ في حجر الفخارِ غُلاما
فَقَضى فأبكى كلّ عينٍ بعده / وَنَعت عليه أرامل ويَتامى
أَبقى لنا في كلّ قلبٍ قرحة / شَجواً وأورى في القلوبِ ضِراما
ولهُ أقيمت في العراق مآتمٌ / أبناؤه تبكي عليه دَواما
ولفارسٍ والهند أشجى نعيُ من / فجعَ العراق بنعيهِ والشاما
هذي الطفوف عليه بادٍ حُزنها / تبكيهِ ناشرةً له أعلاما
سِر في أمانِ اللّه سالم
سِر في أمانِ اللّه سالم / يا ذا المَفاخِر والمَكارِم
واِذهَب فذِكرُكَ بيننا / باقٍ وحسن ثناكَ دائِم
مهما تحلّ فإنّ في / مَغناك طير السعدِ حائِم
الشعبُ يَفدي بالنفوس مليكَهُ
الشعبُ يَفدي بالنفوس مليكَهُ / ويمدّ كفّ مساعد لزعيمهِ
ويُعاضد الجيشَ المجاهد دونهُ / ليعيشَ مَنصوراً برغم خصيمهِ
يا أيّها الأزريّ يا اِبن أكارم
يا أيّها الأزريّ يا اِبن أكارم / شهدَ البريّة أنّهم لكرامُ
إن تَرتَحِل عن بيننا أو تنتَقِل / فقُلوبنا لك منزل ومقامُ
أنّى حَللتَ فأنتَ بدرٌ نيّر / يَبدو ولا يخفي سناه غمامُ
عِش لابِساً بردَ المهابة والعلى / ولكَ السعادةُ مبدأ وختامُ
ولتحيَ والإقبال حلفك دائماً / وعَليك منّي ما حييتَ سلامُ
برهانُ فضلكَ ساطعٌ معلوم
برهانُ فضلكَ ساطعٌ معلوم / فيه اِستنارت أربع ورسومُ
وحديثُ علمك شائعٌ بين الورى / عنه يحدّث حادث وقديمُ
أنتَ المؤسّس للرجال ثقافةً / وإليكَ يُعزى العلم والتعليمُ
وفَتحتَ للطلّاب بابَ علومِها / إذ أنتَ في طرق الرشاد عليمُ
ولأنتَ قطب رحى العلوم / وإليكَ تجثوا أهلها وتقومُ
أمحمّد الندب العليّ ومَن له / نسبٌ منَ الهادي الرسول كريمُ
هبة لدينِ اللّه أَنتَ وإنّما / قد بتّ للدين الحنيف تقيمُ
لك جمّ آيات وجمّ فضائلٍ / كالمسكِ تنشر إن يهبّ نسيمُ
بِجَبينكَ الوضّاح أضحت كربلا / تَزهو وفيكَ لها هنا ونعيمُ
سرّت بمقدمك البلادُ وأهلُها / وبكَ اِنجَلَت عمّن لقيت عمومُ
ما غبتَ عنّا مدّة لكنَّها / في القلبِ حبّك إن بعُدتَ مُقيمُ
وَمناقب جلّت وإنّي قاصر / عَن عدّها إذ إنّها لنجومُ
بكَ رحّبت إيران حين قصدتها / وإليكَ منها قدّم التعظيمُ
قَد زُرت في طوس إماماً ثامناً / بِحِماه أملاكُ السماء تحومُ
آباؤهُ الغرّ الميامين الألى / بهم تشرّف زمزم وحطيمُ
وبِفَضلهم نَطَقَ الكتاب وشأنهم / شأن لدى ربّ السماءِ عظيمُ
فهو اِبن موسى من يَزُره يفوزُ في / روض الجنانِ يحفّه التكريمُ
يُسقى بأكوابٍ تطوف عليه من / ولدانِها ورحيقُها مختومُ
أنّى يخافُ الزائرون منَ الأذى / وَشفيعهم ذاك الرضا المعصومُ
أدركت مِن مسعاكَ أكبر لذّة / عَنها سِواك أخا الفدا محرومُ
وَقَطفتَ مِن ثمَرِ العلوم فواكها / وَعقود درّ سَبكُها منظومُ
يا فيلسوف العرب يا هادي الورى / لمنارِ علمٍ أنت فيه حكيمُ
بك عينُ ذي المجد الأثيل قريرةٌ / قرّو العلى في المهد إبراهيمُ
شهمٌ همام حازمٌ من عزمهِ / غير المكارم قطّ ليس يرومُ
يا سيّداً بالفضل قد سبق الورى / واللّه حقّ إنّه لزعيمُ
وإليكَ أُهديها قصيدة مخلصٍ / لك منه حبّ في الفؤاد حميمُ
فإليه أهدي ما حييت تحيّتي / وَلَك المسرّة والهناء يدومُ
مَن لم يقرّ بمُعجزات المرتضى
مَن لم يقرّ بمُعجزات المرتضى / صنو النبيّ فليس ذاك بمسلمِ
فَتَحت لنا الأبوابَ راحة كفّه / أكرِم بتلك الراحتين وأنعمِ
إذ قد أرادوا منعَ أرباب العزا / بوقوعِ ما يجري الدما بمحرّمِ
فإذا الوصيّ براحتيه أرّخوا / أوما ففكّ الباب حفظاً للدمِ