القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 92
دم يا أبا الفضل الكري
دم يا أبا الفضل الكري / م أخا علوٍّ وارتفاعِ
واخلد بهاء الدين مش / كور المواهب والمساعي
مولاي يا مولى الندى / قل لي أما وصلت رقاعي
أم قد غدوتَ تعد شع / ري الجزل من سقط المتاعِ
ما جاز في الميلاد فر / راش بأطباقٍ وساعِ
إلا طربت كما يلو / ح وقلت مسعود القضاعي
مولاي ها أنا قد كشف / ت وكنت مقتنعاً قناعي
وشبعت لكن من نقا / رِ عيالي الهلكى الجياعِ
رزقي ورزقهم علي / ك فليتهم رزق السباعِ
وأنعم بجزل يابس / كالساق منهم والذراع
لا زلت يا طوع الندى / والجود ذا أمر مطاعِ
لك سيرة محمودة الأثر
لك سيرة محمودة الأثر / وعلى ثراها بالفخار ثري
ومكارم تصفو كرائمها / للوفد مِن مَنٍّ ومِن كَدرِ
أنت الذي أفعاله أبدا / في دهمة الأيام كالغررِ
بأبي خلائقك التي خلقت / كالزهر بل كالأنجم الزُهُرِ
وعزائم لك حيث ذكرت / أغنت عن الصمصامة الذكرِ
يا قائدَ الخيل العتاقِ إلى / ليلٍ من الهيجاءِ معتَكِر
ومبيح ثغرٍ كان ممتنعا / ومحكِّم الأرماحِ في الثُّغَرِ
لحديث مجدك والقديم معا / فينا حيث غير مختصرِ
يا طالب المعروف من نَفَرٍ / عن طالبي معروفهم نُفُرِ
زر مادحا عضد الهدى فبه / تستغنِ عن عضدِ وعن وَزرِ
رب الوغى ما إن يزال له / فيها زناد بالنصالِ يري
والسابقات تروح مجفرة / والسابغات تلوح كالغدرِ
وأنزل بساحته وناد ندى / بدر الندى وواهب البِدَرِ
ما استمطرت أنواء راحته / فاحتاجت الدنيا إلى مطرِ
يا ابن المظفر دمت مشتملا / بملأتي نعماكَ والظَّفرِ
وبقيت محسودا ولا نظرت / يوما إليك نواظر الغِيرِ
أنت امرؤ في عودِهِ ثمرُ / يرجى وكم عود بلا ثَمرِ
ما إِن رأينا قبل جودِك ذا / جودا ولا ذا البِشرِ مِن بَشَرِ
فهناك باع ندىً وباع عداً / ضِدّان في طول وفي قِصَرِ
يا أيها المدر الذي عذبت / نعماه لي في الوِرد والمَدَرِ
إسعد بصومكِ وابق ما سَجَعَت / ورقُ الحمامِ بمورِقِ الشَّجَرِ
لي يا بهاء الدين فيك مدائح
لي يا بهاء الدين فيك مدائح / تبقى ومنك مواهب ومنائحُ
إيها أبا الفضل الممدح والذي / ميزانه من كل فضل راجحُ
لك غرة تجلو الخطوبَ كأَنَّها / في كلِّ داجِيَة شهاب لائحُ
ومواقف شهدت بأنك صافح / عن جارمرك أسِنّة وصفائحُ
ويمين صدق أنه ما للندى / وزناده لولا يمينك قادحُ
يا خير من خاضت به بحر الوغى / جرداء سلهبة ونهد سابحُ
ما فات سيفك رامحا شهد الوغى / يوما ولو شهد السماك الرامحُ
مولاي يا ابن محمد نهج العلى / بك يا علي القدر نهج واضحُ
وسماح كفك نحو غاد رائح / يرجوك بالمعروف غاد رائحُ
لي خاطر في وصف مجدك طيع / وإذا انتخيت به سواك فجامعُ
بأبي الجواد ابن المظفر أنه / بحر بماء الجود طام طافحُ
ينهل جودا والاكف جوامد / ويضيء بشرا والوجوه كوالحُ
تنميه من آل الرفيل مرازب / شم الأنوف لدى الهياج جحاجحُ
قوم حصونهم الدروع وبيضهم / أبدا لأقفال الحصون مفاتحُ
قوم إذا ما الخطب أظلم أصبحوا / فيه وهم سرج له ومصابحُ
يا مضحك الأيام وهي عوابس / ومقرب الآمال وهي نوازحُ
وأجل من تحدى إليه قلائص / كوم طلائح فوقهن طلائحُ
يفديك يا ابن الأكرمين معاشر / ما فيهم من فيه يصدق مادحُ
خشب مسندة وإن راقت لهم / يوم السلام مساند ومطارعُ
أغنيتني عن كل جهم كله / لؤم فلا سمح ولا متسامحُ
غمر فلا أنا فارح بلقائه / كلا ولا هو بامتداحي فارحُ
فلأشكرنك ما همت منهلَّة / سحب وما هتف الحمام الصادحُ
شكرا يفوح المسك من أثنائه / فكأنه من طيب نشرك فائحُ
هنّيت بالصوم الشريف فإنَّه / عمل به ترضي الهك صالحُ
وبقيت ما شئت البقاء محسَّدا / ليغم ذو حنق ويرغم كاشحُ
ماذا يحاولُ قدّكَ المجدولُ
ماذا يحاولُ قدّكَ المجدولُ / جدلَ العنانِ وخصرك المتبولُ
لو شئتَ بلّ غليله بك حائمُ / وأبلَّ من داء الغرام عليك
حتام يغريني بهجركِ كاشحُ / ويسومني السلوان عنك عذولُ
ما لي حملت اللَّوم فيك وإنه / عبء على ظهر المحب ثقيل
أجمِل فإني ذقت من ألَمِ الهوى / ما لم يذقه كثيِّر وجميلُ
ولئن أردت على الغرام شهادة / فسل الدموع فإنهن عدولُ
وأغن يحكي الشمس في رأد الضحى / كالليل وارد فرعه المسدولُ
يصبي الحليم بوجنة ماء الصبا / فيها على شعل الحياء تجولُ
يزداد تمويجا إذا أخجلته / حتى يكاد من الأسيل يسيلُ
كم رمت أن أسلو هواه فردني / كفل بتجديد الغرام كفيلُ
خنث الشمائل ليس يصحو طرفه / وعلام يصحو والرضاب شمولُ
ينآد من سكر الشباب وأنا / يحلو اعتدال الغصن حين يميلُ
أهوى زيارته ولو أن الدجى / جيش يمانع والنجوم نصولُ
ويشوقني نفس العرار تسوقه / بالغور من قبل الحَبيب قبولًُ
طربا إلى ذاك الجناب ودونَه / عرض الفلاة وتيهها المجهولُ
ورجال هيجاء أعلوا سمرهم / مهج النفوس فما إليه سبيلُ
يهتز في كف المدجج منهم / لدن كأنَّ سنانه قنديلُ
وسليل برق ليس يمنع حدّه / تحت العجاجة مغفر وشليلُ
ماض كعزم الماجد ابن محمد / وكوجهه بشرا غداة ينيلُ
ملك توقَّلَ من علاه ذروة / يرتد عنها الطرف وهو كليلُ
متواضع فإذا بدا لمتوح / فشعاره التعظيم والتبجيلُ
يهب الكواعب في الحجال وسُبقا / قد زانها غرر لها وحجولًُ
لا يبلغ المدَّاح كنه صفاتهِ / عجزا ويبلغ من نداه السولُ
أسد له البِيض الحِدادُ أظافر / إن صال والسمر الذوابل غيلُ
ومؤنب أبدا على بذل اللهى / تأبى المسامع إن لحاه عذولُ
ما إن مسائله إليه وسيلة / إلا الرجاء عليه والتعويلُ
فالورد أعذب والحِجاب مسهل / والوجه طلقُ والعطاء جزيلُ
واشمّ أَروع لا يرَّوع جاره / فنزيله للفرقدين نزيلُ
غيث على سؤَّاله متهلل / سيف على أعدائه مسلولُ
رقت شمائله فهن شمول / وجرت مواهبه فهن سيولُ
بطل عتاداه لكل كريهة / بيض تخال بوارقا وخيول
وسوابغ كالغدر تمسكها العرى / وتكاد بالأرض العراء تسيلُ
لك يا بهاء الدين يا ابن محمد / بشر على كرم الطباع دليلُ
بشر به يوري زنادَ المجتدي / فيرى وعورَ الجودِ وهي سهولُ
يفديك من يده قرارة وفره / يا من يداه لما اقتناه مسيلُ
ما إن يرى إلا مخلاًّ بالندى / لؤما وإنك للندى لخليلُ
أبني الرفيل ومن ملابسُ مجدهم / فيها لهم عمر الزمان رفولُ
لا غروَ إِن طبتم فأنتم معشر / طابت فروع منكم وأصولُ
لكم الرجاحة والسماحة والحجى / والبذل والأنعام والتنويلُ
ما للمطيّ إلى سِوى أبوابكم / عَنَق لَوى أَعناقَها وذميلُ
فاسلم أبا الفضل الذي ما في الورى / إلا امرؤ بنواله مفضولُ
وتهنّ شهرَ الله فهو بكل ما / ترجوه عن كثب إليك رسولُ
لا زلت مطروق الفناء تجود لي / وأجيد فيك مدائحي فأقولُ
لا زال ربعك للعفاة ربيعا
لا زال ربعك للعفاة ربيعا / طلقا ومرعى راحتيك مريعا
يا واهب الوجناء ملءَ نسوعهِها / والخوف فتلاءَ الوضاحِ شموعا
لك راحة وطفاء يا ابن محمد / قد رحت ضرارا بها ونفوعا
قسما بهاء الدين إنك لم تزل / بالرفد اغزر منعم ينبوعا
يا ابن الذي مازال مشفوع الندى / كن لي إليه لا عدِمتَ شفيعا
فهو الذي غدت البرية طوعه / طراً وأضحى للسماح مطيعا
ملك يرق بالندى شمل اللهى / فيريه شمل علائه مجموعا
قل فإنه قد كان رب جِرايَةٍ / وقد اغتدى موصولها مقطرعا
فاكسب لديه الأجر في إجرائها / حاشاك يشبع في زمانك جوعا
فلو انتجعتُ من الأنام سواكما / لبكيتُ من بعد الدموع نجيعا
أسفا على مدح تضوع نشره / وغدا له ولي الجهول مضيعا
ابني الرفيل وأنتم من معشر / طابوا أصولا في العلى وفروعا
يا لابسي الأحساب يوم كريهة / عوض الدروع السابغات دروعا
من ذا يؤمل أن يجاريكم إلى / أَمد أَيلحق تابع متبوعا
فوقيتم صرف الردى وبقيتم / تُغشَون ما هزم الضياء هزيعا
أصبحت عضد الهدى والدين
أصبحت عضد الهدى والدين / مال الفقير وموئل المسكينِ
يا من إذا ما الخطب أظلم أشرقت / لك غرتا رأي به وجبينِ
يا من له بشر معين ماؤه / بالنجح راح مبشري ومعيني
سبحان من سواك وحدك من ندى / ويرى البرية كلها من طينِ
فبشاشة في نجده وسماحة / في عفة وشراسة في لينِ
قد قلت للمنضي الطلاح مشمرا / يطوي سهول مهامه وحزونِ
في كل يوم أنت واصل نية / قذف تبين بها وقاطع بينِ
انزل بربع ابن المظفر تسترح / وترح نياقك من سرى وبرين
سحَّاب أذيالِ الدروع محاربا / وسحاب جود في الجدوب هتونِ
شفع السماحة متبعا أبكارها / بمكارم ملء الحقائب عونِ
بأبي أبي الفرج المفرج بالندى / والجود منا هم كل حزينِ
بعت الأنام ولم أك والذي / يبقيه لي في ذاك بالمغبونِ
الواهب الجرد السلاهب والظبي / والبيض أمثال الظباء العينِ
ملك يرى في كل عام أشهب / خضل المرابع ذا أثاف جونِ
ما منه بمكدر كلا ولا / إحسانه بمقدر ممنونِ
ويمين بر ما السحائب ثرة / يوما باندى منه صوب يمينِ
ثبت إذا هزت زعازع نكبة / محذورة أعطاف كل رزينِ
فبثوب كلِ نزاهة متجلب / وبثدى كل نباهة ملبونِ
ينميه من آل الرفيل مساعر / بيض أعادوا البيض حمر متونِ
أطواد أحلام بدور أسرة / أنواء عارفةٍ ليوث عرين
يا ابن المظفر والذي ظفرت يدي / منه بطود على أشم كين
يا قائد الخيل العناقِ ضوامرا / شما هواديهن قب بطونِ
تجري به جري الرياح سوابقا / في كل شهباء السلاح زبونِ
يا دوحة الكرم التي قد فرغت / هم القلوب وفرعت بصغونِ
صدقت جوداً ظن كل مؤمل / وارحته من مدح كل ضنينِ
وجعلت شكي في نوال معاشر / لما رجوت نداك جد يقينِ
فحماك ممنوع ومالك مهمل / هذا يصان وذاك غر مصونِ
وظباك يا ابن أبي الفتوح معاقل / لمن التجا ومفاتح لحصونِ
فاسعد بعيد عائد بسعادة / مقرونة بالعز والتمكينِ
أرضابُه مسكٌ وراح
أرضابُه مسكٌ وراح / أم وجهه ليلا صباح
وقوامه أم بانَة / ولعبت بعطفيها الرياحُ
رشأ لصارم لحظه / في كل جارحة جراحُ
وَسنان أمرضَت الحِشا / أَجفانه المرضى الصحاحُ
مازحته فومقته / والحب أوله مزاحُ
ولرب أسمر مخطَفٍ / رقباؤه السمر الرماحُ
ما للضنى من خصره / أبدا ولا جسمي براحُ
يا من له عندي حمى / لا والهوى ما يستباحُ
بي غلة ما تنطفي / بِسوى رضابك والتياحُ
رفقا بصب ما له / عن ربع صبوته انتزاحُ
قلق كأن فؤاده / لك يا معذبه وشاحُ
هيهات يخفى شأنه / وله من الشانِ افتضاحُ
بأبي ملاحتك التي / من بعضِها خُلِق السِلاحُ
جمعا كما من بعض سي / ب محمدٍ خلِق السماحُ
الملك عضد الدين أك / رم من له وفر مباحُ
ملك إلى أبوابه / تنضي المخيّةُ الطلاحُ
المستباح حِمَى الموا / هب والاغر المستصاحُ
جذلان من خمر الثنا / ء له اغتباق واصطباحُ
غيث لديمته انصباب / وانسكاب وانسحاحُ
لولاه لم يك مع مضي / ق الرزق للأمل انفساحُ
ليث إذا دعيت نزا / ل وجد بالقوم الكفاحُ
يعنو لسواد صحائف / في كفه البيض الصفاحُ
وكأنما عزماته / لمضائها القدر المتاحُ
بيديك يا ابن أبي الفتو / ح لمغلق الجود افتتاحُ
بالعفو والإسجاح قد / عرفت خلائقك السجاحُ
أنت الذي حركاته / للدين والدنيا صلاح
أنت الذي ما زنده / إن أصلدَت أيدٍ واطِّراحُ
أنت الذي ما عنده / للوفد منع واطِّراحُ
بل عنده لعداته / والمال قمع واجتياحُ
ما لي على الأيام ال / لا أن تدوم كذا اقتراحُ
أسعد بعيدك وابق لي / ما غرد العُجمُ الفِصاحُ
يا من لواحظه مناصل
يا من لواحظه مناصل / دع هجرك المضني وواصل
يا فارغا من لوعتي / وهواي شغلي فيك شاغل
أنا بين صدكَ والبعا / د لأكؤسِ الهجران ناهل
وبسوء حال في بحار / من جفاك بلا سواحل
واغن حال من فنو / ن جماله حلو الشمائل
تلقاه بدرا في دجى / شعر وغصنا في غلائل
في فيه حمرة بابل / ولطرفه نفثات بابل
ويريك خصرا مدنفا / نضوا كجسم الصب ناحل
يا سائلي عن ظبي ذُهلٍ / عنه قلبي غير ذاهل
نطقت مناطقه فَاخ / رس عاذلي خرص الخلاخل
أحببت ذلي في هوا / ه ولم أحل عما يحاول
ورددت لوم لوائمي / فيه على عذل العواذل
ولقد تسديت الظلا / م ونجمه في الغرب مائل
من فوق عود مشرف / عال علو الطود بازل
مرح إذا حث النجا / ءُ حسبت خطوته مراحل
حتى أتيت جناب أر / وع شيمتا على ونائل
أعني بهاء الدين خل / السودد الطلق المخايل
ملك مكارمه وسا / ئل مجتد منا وسائل
متسنم يوم الفخا / ر سنام كل على وكاهل
أهل لأن يرجى ندا / ه فربعه بالوفد آهل
أخلاقه زهر النجو / م خلاله زهر الخمائل
بدر المحافل حين يب / دو باشرا أسد الجحافل
من معشر فضلوا الأوا / خر بالسماحة والأوائل
حمر الأسنة والظبي / سود القساطل والمراجل
ما فيهم إلا مصو / ن عرضه للوفر باذل
أأخا العلى وابن الأولى / ركبوا من المجد الكواهل
يا واهب الكوم الهجا / ئن والصريحات العقائل
والصافيات كأنها / رسل القطا أو كالأجادل
ومثيرها مبثوثة / كنعائم الدو الجوافل
خجلت سبعة أبحر ال / أرضين بالعشر الأنامل
وغدوت منتجع اليتا / مى والأيامي والأرامل
لا زلت يا ابن محمد / في ظل ملك غير زائل
وسلمت تحيا يا أبا ال / فضل الكريم بك الفضائل
وأتاك عيدك ضامنا / ببلوغ ما تهواه كافل
وحلت هباتك للعفا / ة ولا خلت منك المحافل
وحياة عطفة صدغه لو يعطف
وحياة عطفة صدغه لو يعطف / لا فاق ذو شجن وافرق مدنفُ
بدر وما للبدر خد أحمر / ظبي وما للظبي قد أهيفُ
أغضي علىالغضب الذي أرضى به / منه ويجفو في العتاب والطف
مستهتر بالصد يحلف أنه / يوفي بميعاد الوصال ويخلف
يا من يكلفني بعذل سلوة / أقصر فما كلفي عليه تكلفُ
قلبي الذي ينزو وقلبك ساكن / ودموع عيني لا دموعك تنزفُ
يا كاسفا بدر السماء بحسنه / لم يبق للمشتاق بال يكسفُ
ما لي ضفت عن الغرام وحمله / حتى ظننت بأن خصرك أضعفُ
فإلام تسرف في الملام عواذلي / والوجد بي منهم ألج وأسرف
ولرب أعرابية نشوى الخطى / عرفت برقبتها الرماح الرعفُ
لما ضفت ظلل الوصالِ وبيننا / عتب كما صفت السالف القرقفُ
ظن الوشاة بنا فأوجف قلبها / خوفا ولي قلب عليها أَخوَفُ
ثم اتقتهم بالنصيف وأعرضت / إن النصيف مجن من لا ينصفُ
كم لي عليها لائم وعلى الندى / لابن المظفر عاذل ومعنِّفُ
ملك بما ملكت يداه من اللهى / ما زال يسعد آمليه ويسعف
غمر الرداء له رواء باهر / ويد مؤيدة وري محصف
من ليس يصرف عن عدو بأسه / حتى يرى للحرب نابا تصرفُ
جذلان يسرف في العطاء لعلم / ان ليس يشرف قدر من لا يسرفُ
متعسف طرق المعالي دهره / أإن الكريم لمثلها متعسفُ
وإذا تفرعنت الطغاة فسيفه / يوم الوفي ثعبانها المتلقفُ
فالجور مفترق به متبدد / والعدل مجتمع به متآلفُ
وعتاده الحرب أبيض صارم / ومثقف لدن ونهد مشرف
وفضول محكمة القتير كأنها / صرح توشيه الصبا وتفوقُ
لا زلت يا عضد الممالك والهدى / والدين بالمعروف فينا تعرفُ
أقسمت إنك يا محمد قادر / تهفو وفيك مع الحياء تعفف
بالجد والتشمير أدركت العلى / وسواك عنها عاجز متخلفُ
لله أنت فأنت جودا حاتم / وشدجاعة عمرو وحلما أَحنفُ
يوري زنادك ما قدحت ولا ترى / إثر العطايا نادما تتسفُ
كم قد كشفت عن الرعية غمَّة / طخياء ما كانت بغيرك تكشفُ
يا من صرفت إليه وجه مطالبي / وعلمت أني بالمراد سأصرفُ
في كل يوم لي بربعك وقفة / تعطي المنى فيها ولا تتوقفُ
أهب الذي أوهبتَنيه من اللهى / ثقة بأنك مخلف ما أُتلفُ
فاسمع بمحكمة النظام كأنها / در على أجياد مجد يرصفُ
يرتاح سامعها أنها فكأنه / صب سقاه الراح أحوى مخطفُ
واسعد بشهر الصوم وأسلم ما دعت / في رقة الأسحار ورق هُتفَ
قلب أَلمَّ به الأَلم
قلب أَلمَّ به الأَلم / ومدامع دمها ديم
وهوى تأجّج وقَدُه / بين الجوانح فاضطرم
أمسى يعذبني به به / جذلان عذب المبتسم
جسمي ودقة خصره / متحالفان على السقم
لهفي على ظلم بفي / ه أعانه حتى ظلم
يا هاجرا لي دهره / من غير جرم لا جرم
أني أبيت مسهدا / بجفون صب لم تنم
ولقد سكنت إلى الهوى / ورضيت منه بما حكم
ووقفت في تلك الرسو / م مع الغرام كما رسم
قل للصبا سلم على / بانات سلع والسلم
وأعلم بفرط صبابتي / والوجد مكان العلم
ولقد أقول لمعتفيه / ن تدرّعوا جنح الظلم
درعوا الفلا بعرامس / لا تشتكي مس السام السام
طي الأكام أعادها / شبحا وكانت كالأكم
أمواندي ابن محمد / وخذوا المواهب عن أممِ
شيموا سحابة كفِّهِ / واستمطروا تلك الشِيَم
تجدوه أضيع لهى / خلقاً طاح الهمم
ملك بعيد مدى العلى / والمجد طاح الهمم
أمواله نعم العفا / ة وقوله أبدا نعم
وصال بذل المكرما / ت إذا البخيل لها صرم
فلكم بنى مجدا وكم / لبناء جبار هدم
ولكم عفا عن جارم / كرما ولو شاء انتقم
ذو نائل متمزق /
رخص المديح وأنه / بجنابه غالي القيم
وإذا طمى يوم الوغى / بحر المنية والتطمُ
ورأيت بيض سبوفه / محمرة بدم القسم
وسمعت قول كماتها / في شدها اشتدّي زيمُ
كالأسد تحمل حين ت / مل من عواليها أجَم
ألفيت في هيجائها / متقدَّما ثبت القَدَمُ
بك يا بهاء الدين ال / لف شمل حظي وانتظم
بأبي خلائقك التي / كالروض راضتها الرهم
وشمائل لك كالشمو / ل إذا الشمال بها نسم
يا من وجدت به الغنى / يا من عدمت به العدم
خلق الورى من طينة / وخلقت وحدك من كرم
طوبى لجارك فهو من / جور الليالي في حرم
أسعد بعيدك وابق لي / ما غاب نجم أو نجم
وانحر عداك فإنهم / أولى بذاك من النَّعم
يا دار جد ثراك كل سحاب
يا دار جد ثراك كل سحاب / دان عليك لذيله سحاب
وحبيت ربك من حبي باكر / زجل الرواعد ضاحك صخاب
فلقد قسمت العيش فيك معدلا / قسمين بين صبابة وتصابي
أيام أوقفني الهوى بك وقفة / أفضي العتاب بها إلى الأعتابِ
أيام فودي فأحم يصبي الدمى / جون وبازي ما أطار غرابي
أيام لا طرف المشيب مردد / نحوي ولا طرف الشبيبة كأبي
أيام زرت الخمر في حاناتها / وغدوت زير كواعب أترابِ
من كل من لولا عذوبة ثغرها / لم أستطب فيها أَليم عذابي
محجوبة لم تنتقب وجناتها / إذ هن من ورد الحيا بنقابِ
كالظبية الجيداء لولا ما بها / من صمت خلخال ونطق حقابِ
جمعت لنا من خدها وبنانها / بين الشقيق الغض والعنابِ
لله سرب مها شجاني بعده / فبكيته بمدامع أسرابِ
لما سللن ظبي اللحاظ ظباؤه / وقصدن قتلي كن غير نوابي
فكأنهن صاء رأي محمد / مجد الملوك الماجد الوهابِ
المستضاء برايه وروائِهِ / في كل خطب حالك الجلبابِ
أثرى الورى في الفخر تربة منصب / زاك وأجرى الناس سيل شعابِ
غيث تقهقه للعفاة رعوده / ليت تقمهقر عنه ليث الغابِ
طلق اليدين سلاحه وسماحه / هلك البغاة وبغية الطلابِ
ندب فريد السخط مشفوع الرضا / عاري أديم العرض من أندابِ
في الحرب فتاك فإن سكن الوغى / لاحت عليه سكينة الأوابِ
ولاح أندية المكارم والندى / فراج خطب فادح بخطابِ
لا سر به يوم الحفاظ مروع / كلا ولا جدواه لمع سرابِ
هذا ورب كتيبة ملومة / شعواء فرق شملها بكتابِ
يقظان تلحقه بآجال العدا / قب البطون لواحق الأقرالبِ
ومبيدهم قسرا بكل مهند / يعري فيغمد في طلي ورقابِ
آيات من يقني ويفني دائما / ما بين عفو لا يني وعقابِ
ما الروض مطلول أربَّ بنوره / واهي الكلى ذو هيدب وربابِ
رقم النسيم الرطب ماء غديره / فأراك بُرد الأرقم المنسابِ
وافتر ثغر الأقحوان بجوه / فذكرت مبسم زينب وربابِ
يوما بأطيب منك يا عضد الهدى / والدين فرع أرومة ونصابِ
يا ابن المظفر دم كذا مستعدا / بالشهر بل بالسهر والأحقابِ
واسلم على رغم الحسود مخلدا / جم الندى ضربا بلا إضرابِ
غودرت مذ قيل الفراق غدا
غودرت مذ قيل الفراق غدا / ذا حيرة لا أملك الجَلَدا
أسيان أجحد ما أكابده / والدمع أصدق شاهد شهدا
أصبو إلى الأغواء ما نسمت / من عالج فأعالج الكَمَدا
يا دار علوة لا عدا زجل / علياءك الموموق والسندا
ومحل أُنسٍ فيك لا أنِسَت / عيني بشيء بعده أَبدا
أَيام تحيي الصب قاتلة / بلواحظ لا تحذر القودا
يرتج مثل غدير غادية / لعبت به الأرواح فاطّردا
وكأن من فيها وقد بسمت / سرق الغمام البرق والبردا
كالظبية الأدماء سانحة / لكنها تتصيد الأسدا
نادمتها والطل منتثر / كمدامعي والظل قد بردا
كالظبية الأدماء سانحة / لكنها تتصيد الأسدا
نادمتها والطل منتثر / كمدامعي والظل قد بردا
والماء خوف الرعد مرتعد / والريح تلبس متنبه زردا
يا صاح طف بالراح يرقصها / شعري فتكسو كاسها زَبدا
محمرة تذر المدير لها / كالورد خدا والشقيق رِدا
ومعنف في العدم لي أسفها / أضحى يقول ويكثر الفَنَداء
قم في طلاب الوفر مجتهدا / قعد الفضاء برزق من قَعَدا
فاجبته لا أعتضت مغتربا / ما عشته عن بلدتي بلدا
أأزول عن وطن وجدت به / نعمى بهاء الدين لي صَفَدا
ملك غدا بالمجد متحدا / وجملة الإحسان منفردا
ذو صفحة غراء يوم ندى / وصفيحة حمراء يوم رَدى
كم غاب عن جدواه ذوامل / وأتى فالفاه كما عهدا
جذلان يعطي غير مقتصد / جودا يحقق ظن من قصدا
نهَّاب أرواح الكماة إذا / أبلى ووهاب لما وجدا
لا يعذر الراجي اللحقا به / يوما ويعذر من له حسدا
عدد الحصى والرمل أنعمه / فمن الذي يحصي لها عددا
ينسي الوعيد ولا يرى أبدا / متناسيا إنجاز ما وعدا
ما إن طغى عفريت ملحمةٍ / إلا وكان شبابه الرصدا
لولا ندى كفيه ما سكنت / روح المكارم والعلى جسدا
فالجود موجود لسائله / والعدم معدوم قد افتقدا
دم يا أبا الفضل الجواد أخا / عمر به تستنفد الأبدا
بخلائق تلفى إذا خلقت / أيامنا مصقولة جددا
وتهن بالشهر الأصم وعش / ما شئت عيشا رائقا رغدا
يا واحد الكرماء قاطبة / قد قلت لا مستثنيا أحدا
قد جدت حتى لم تدع جدة / وبذلت مطرفا ومتلدا
وصدوت عن من لام في كرم / وغدوت من راجي الندى صددا
فمناى أن يبقيك ربي لي / أبدا وإن يبقي لك العضدا
العارض بالغور أَبرق
العارض بالغور أَبرق / فأضاء أجراعا وأبرقَ
ظلت جفونك يوم شر / قي الحمى بالدمع تشرق
أسفا على بعد الفري / ق وشمل الفتنا المفرّق
ومعربد اللحظات من سكر الص / صبا خنث مقرطق
حلوا الشمائل كالشمو / ل سلاف ريقته وأروق
قمر يدل بحسنه ال / موموقِ والدل المعشق
حرج السوار وشاحه / كفؤاد عاشقه وأقلق
رشق القلوب ومر بي / كالغصن مختالا وأرشق
نادمته والنجم في / إذن الدجى قرط معلق
والطل في ورق الشقا / ئق جائل والظل أورق
وصبحته في روضة / بات بصوب المزن تغبق
ذهبية لهبية / كالبرق تحت دجى تألق
يخطو المدير لكأسها / في دستبانات ويلمق
نفخت فخلت نسيمها / مسكا ذكيا حين ينشق
أو طيب ما أثني به / من رائق المدح المنسق
أَبدا على المولى البها / ء ونشره أذكى وأعبق
بحر يعوم البحر في / جدوى أنامله فيغرق
ليث يخاف الليث يو / م الروع سطوته ويفرق
ذو العزم يمضي في الخطو / ب مضاء مصقول مذلق
لا رفده صعب ولا / معروفه كدر مرنق
إن ما مادح غيره / ألفيت مادحه يصدقُ
أو أظلمت شيم اللئا / م أضاء من كرم وأشرق
بيراعه راع العدو / وفجنه خوفا مؤرقٌ
واقام للأشعار بع / د كسادها سوقا ونفق
لولاه لم تر في العرا / ق مروجا بالمدح يعرق
بك يا أبا الفضل الجوا / د غدا غدير الجود متأق
يا ابن الذي عم البلا / د وأهلها عدلا وطبق
عضد الإله الدين منه / بماجد ندس موفق
آراؤه سور لدو / لة آل عباس وخندق
ومناضل عنها بسه / م في النوائب غير أفوق
خفاق ألوية النّدى / ما أمّه راجٍ فأخفق
ذو راحة فتحت لنا / باب السماحة وهو مغلق
وخلائق كالراح بال / ماء القراح غدت تصفق
يهمي إذا سئل الندى / فكأنه سيل تدفق
كم فك من أَسرِ الخطو / ب وكيدها عان واطلق
يا موئل الجاني الطري / د ومآل من أكدى وأملق
خذ من لساني مدحة / قلب الحسود بها محرق
غراء محدثه لها / فعل المدام أما يعتق
لو أنها طرقت حيا / ء سمع بشار لا طرق
تبقى مجدددة ملا / بسها إذا ما الدهر أخلق
واسعد بعيد الفطر وأب / ق لظنّ ذي أمل تحقق
لا زال شأوك في العلى / شأوا امرىء هيهات يلحق
لك في المعالي همة تتصعد
لك في المعالي همة تتصعد / ويد نداها العد ليس يعدد
وسماحة أعطتك قاصية المنى / يبلى الزمان وذكرها يتجدد
بددت شل الجور وهو مجمع / وجمعت شمل العدل وهو مبددُ
وغدوت تنجد معتفيك بنائل / ما زال يتهم في البلاد وينجد
وغدوت تنجد معتفيك بنائل / ما زال يتهم في البلاد وينجد
عضد لدين الله أنت وأنه / لك ما حييت بكل لطف يعضد
فلك العوارف لم تزل معروفة / في الناس والفضل الذي لا يجحدُ
يبيض وجهك للوفود طلاقة / والعام باللزبات عام أسود
قسما بمن سمك السماء بقدرة / وبمن له تعنو الوجوه وتسجد
إن البخيل بفعله لمذمم / أبدا وإن محمدا لمحمدُ
ملك رقود الحلم يقظان السطا / حلو الرضا مر العداوة أَصَيدُ
متجرد يوم اللقاء كأنه / سيف على عنق العدو مجَرَّدُ
غير أن تنصره على أعدائه / والبيض تلمع والفرائص ترعدُ
نفس مشبعة وعزم ثاقب / ويد مؤيدة ورأي محصدُ
يخضر عودا والنبات مصوح / ويذوب جودا والغمام مصرّدُ
رب الرواء الطلق والرأى الذي / بسداده شعب الأمور تسدد
فعتاده في الروع أبيض صارم / ومثقف لدن ونهد أجردَ
وفضول محكمة القتير كأنها / صن على متن الكمي ممردُ
ما روضة بالحزن حياها الحيا / فغصونها مطلولة تتأودُ
فيها لثغر الأقحوان تفلج / ولوجنة الورد الجني توردُ
والماء ما سكن النسيم صفيحة / وإذا استمر على الهبوب فمبردُ
يوما بأحسن من نداك وأنه / اندى على كبد الفقير وأبردُ
يا من إذا الشعراء راموا وصفه / نفد الكلام ووصفه لا ينفدُ
نفقت بضائعهم عليك وربما / أضحت على أبواب غيرك تكسدُ
كم منة لك لا أقوم بشكرها / ويد من المعروف تتبعها يدُ
يا خير من تحدى إلى أبوابه / خوص يراهن البرى والفدفدُ
أسعد بعيد الفطر يا متطولا / شكري له كندي يديه سرمدُ
واسلم على مر الليالي ما دجت / سدف الظلام وما أضاء الفرقدُ
كيف الشفاء ومن جفونك دائي
كيف الشفاء ومن جفونك دائي / يا طاعن النجلاء بالنجلاءِ
أغربتَ في الهجران حتى أعربت / رسل المدامع عن جوى البرحاءِ
بعد السلو وقد بليت بوجنة / حمراء منك ومقلة حوراءِ
اخجل بقامتك الغصون تثنيا / واكسر بلحظك سورة الصهباءِ
وأما وخمر من رضابك حشوة / برد يبرد غلة الأحشاءِ
لا خالفن العاذلات على الهوى / وأحالفن صبابتي وعنائي
هيهات أن ينسى الغرام متيم / ذكر الكثيب الفرد من تيماءِ
ذو عيشة لم تحل بعد فراقه / وجوانح لم تخل من برحاءِ
عقلته من بعد الفكاك بجوه / الحاظ كل عقيلة حسناءِ
سكرى الجفون كأن صبح جبينها / من فرعها في ليلة ليلاءِ
تبدو كما تبدو الغزالة في الضحى / وتريك جيد غزالة جيداءِ
ومدامة حمراء من يد طفلة / بيضاء رضت بروضة خضراءِ
غناء للورق السواجع في ذري / أوراق دوحتها الذّغناءِ
والأقحوان الطلق في أرجائها / ريان يضحك من بكاء الأنواءِ
ردت جداولها ذكاء عسجدا / أصلا وكن كفضة بيضاءِ
ومهومين على الرحال تناقلوا / تحت الظلام سلافة الأعياءِ
قد أنكحوا أخفاف كل مطية / أجواز كل تنوفه عذراءِ
وافوا على خوص برتهن البرى / فرأيت أنضاء على أنضاءِ
أموا بها نادى أبي الفرج الذي / أضحى نداه مفرج الغماءِ
رب اليد البيضاء عام الجدبة الش / هباء والأثفية السوداءِ
لك من أنامله سماء ثرة / بل من خلائقه نجوم سماءِ
صدر كصِرِ السيف أطلق حده / طلق الرواء مشيع الآراءِ
ذو همة قد جاوزت بعلوها / فرق السماك وهامة الجوزاءِ
في نوء راحته وصفحة خده / ما شئت من صوبي حيا وحياءٍ
مثر من المدح الذي بطلابه / أضحى أخا عدمٍ من الإثراءِ
ألقى عليه من القلوب محبَّة / ما عنده للهاه من بغضاءِ
تلقاه يوم الحرب خائض غمرة / وتراه يوم السلم غمر رداءِ
كلفا بسمراء الإهاب يعيدها / حمراء تحت عجاجة كلفاءِ
أحرى الورى في حلمه برزانة / أضحت تخف بها متون حراءِ
حلو السجايا والخلال مؤمل / مرا الآباء ممدح الآباءِ
يا ابن الدوامي من يقيسك غالط / بالغيث أو بالليث والدأماءِ
أزرت يمينك بالسحاب لأنها / تندى بمال والسحاب بماءِ
وصبا لك المرهوب فالليث الذي / في الغاب غاب مخافة الهيجاءِ
ونداك بالبحر الممنع ماؤه / وحليه بملوحة وشقاءِ
يا ماجدا تأتي مكارم كفه / سؤاله شفعا بلا شفعاءِ
أسلم تقلد كل طوق منة / منا كطوق حمامة ورقاءِ
ما كنت قبل اليوم أدري
ما كنت قبل اليوم أدري / إن الملامة فيك تغري
يا جامعا من شعره / والثغر بين دجى وفجرِ
يا من يحرم زورتي / متعمدا ويحل هجري
لك مقلة فتانة / كحلاء قد كحلت بسحرٍ
وروادف حملت ما / زرهن ثقلا مثل وزري
بأبي وبي من قده / هيفا على الأغصان يزري
كالبدر بين عواذلي / فيه وبيني حرب بدرٍ
عانقته ولثمته / ناهيك من خصر وخصرِ
وأما وبرد رضابك ال / ممزوج من برد وخمرِ
وتجمع الضدين في خدي / ك من ماء وجمرِ
وعذارك اللام الذي / مذ لاح لاح وقام عذري
لقد استدام ابن الدوا / مي بالندى ما عشت شكري
علقته متمسكا / منه بطود عُلى وفخرِ
بمهذب الأخلاق لل / ق ماجد سمح أغرِ
غمر العفاة وعمهم / بسماح كف منه غمرِ
ومواهب كالفطر تح / يي المعتفين بكل قطرِ
متطول ما زال يب / دِل عسر آمله بيسرِ
تلقاه رب صنائع / ومرابع بيض وخضرِ
إِيها أبا الفرج الذي / أضحى مفرج كل ضرِ
لك غرة كالبدر ريش / رق بشرها ويد كبحرِ
كم من مقل مقتر / أضحى بجودك وهو مثري
رد من ندى كف به أس / تغنيت عن زيد وعمروِ
إن كنت أكفر من صلا / تك نعمة فاقطع بكفري
والله ما فرحي بعي / د الفطر قط وأنت تدري
إلا لرسم لي علي / ك جزاؤه ونظمي ونثري
حتام أعذل في الهوى وألام
حتام أعذل في الهوى وألام / وإلام تسهر مقلتي وينامُ
قمر غريمي في هواه تفجع / ما ينقضي وتوجع وغرامُ
كالريم يغتال الأسود إذا رنا / بلواحظ تعنو لها الآرام
جذلان يغلي وصله متيقظا / وتبيت ترخصه لي الأحلامُ
في مثل خط عذاره ذاك الذي / كاللام حسنا تعذر اللوامُ
يا عاذلي دعا ملامة مغرم / قد شاب والوجد القديم غلامُ
يصبو إذا هبت صبا من عالج / ويحن إن جاد الغميم غمامُ
شوقا إلى بيض الوجوه نواعم / كالبيض الحفه الجناح نعامُ
ألحاظهن الساجيات سواحر / ورضا بهن مع السحير مدامُ
من كل ظامية الموشح وجهها / صبح وفاحمها الأثيث ظلامُ
خود تمائمها الأسنة والظبى / تبدو فيخفي البدر وهو تمامُ
للورد منها وهو أحمر ناصع / خد وللغصن الرطيب قوامُ
يا دار سلمى لاعدتك تحية / وطفاء من دمع الحيا وسلامُ
وعلام تستجدى سوى يد منعم / خرق لديمة راحتيه دوامُ
الصاحب الملك الذي إحسانه / طبع وغامر جوده الهامُ
ذي النائل الفضفاض والمنن التي / خفت بها الأثقال وهي جسامُ
إن أظلمت شيم اللئام فوجهه / طلق يضيء وثغره بسامُ
واغرا روع لا يروع جاره / يوما وينهك ما له ويضامُ
يا أيها الذمر الشجاع أخا الوغى / وابن القنا المتقحم الهجامُ
لا ترج من يده السلامة ما أرتدى / حصداء أحكم نسجها سلامُ
كالبحر يغرق في أنامله الحيا / كرما ويفرق بأسه الضرغامُ
رب الرواء وواحد الرأى الذي / أضحى يفل السيف وهو حسامُ
تلقاه يوم الحرب ثبتا مقدما / متقدما إن زلت الأقدامُ
وتراه عام الجدب رب مرابع / يأوى إليها المعتم المعتامُ
وفصيح أقوال فتس عنده / حصر اللسان مجمجم تمامُ
لله همته التي يسمو بها / منه فتى جزل العطاء همام
غمر الندى لولا فواضل كفه / لم يعرف المعروف والأنعام
مولاي مجد الدين يا طودا رسا / حلما يخف له حرا وشمام
يا كعبة الجود التي في ربعها / ربع المكارم تغفر الأجرام
أنست بعد لك بعد جور عمها / دار السلام وأيد الإسلام
وشددت أزر الملك شد مؤازر / ما أنحل منه وقد شددت نظام
ونرى بجودك يا أبا الفضل الذي / سن المكارم يُعدم الإعدامُ
أنت الذي ما زال مورد جوده / عذبا عليه للعفاة زحامُ
أنت الذي جعلته فذا في الورى / نعم تواتر من يديه تؤامُ
بك تفخر الدنيا وأنت نعيمها / والدهر أنت وجندك الأيامُ
لك معمر أفنى العشار قراهم / كرما وقوم بالعلى قوامُ
أسد لها البيض الحداد أظافر / والسمهرية ذبلا آجامُ
خدمتهم الأملاك في تيجانها / خضعا وهم لضيوفهم خدامُ
فسلمت ما عنت بروق بالحمى / وهنا وغنت في الحصون حمامُ
نحن الحمام وجودك الأطواق
نحن الحمام وجودك الأطواق / فارفق فحمل نداك ليس يطاقُ
يا خير من حديث إلى أبوابه / كوم براها الوخد والأعناقُ
أيها بهاء الدين يا ملكا زكت / منه الخلال وطابت الأعراقُ
أنت الذي تبدو فتخشع هيبة / منا القلوب وتخضع الأعناقُ
أنت الذي فاق الكرام سماحة / فبذكره تتجمل الآفاق
فرباعه للقاصدين فسيحة / وجفانه للطارقين عماقُ
ذو صفحة ما إن تزال ببشرها / تقوى النفوس وتمسك الأرماقُ
فسوى الذي يرجو سماحك مخفق / يوما وغير فؤاده الخفاقُ
يا من يرق لسائليه وفي الوغى / يقسو ويصلب والدماء تراقُ
قد كنت أطرق قبل مدحك معشرا / واليوم يغشى بأبي الطراقُ
فتهن عيدك وابق ما هبت صبا / وصبا إلى أحبابه مشتاقُ
زنت المواهب منك بالتكرير
زنت المواهب منك بالتكرير / وغدوت بالإحسان جد جديرِ
يا خير خلق نحن من أخلاقه / وسماحه في روضة وغديرِ
يا غيث جدب في الوغى يحمي حمى / ليث كثيف اللبدتين هصورِ
يا من أرى نصر الإله وفتحه / قد أحدقا بلوائه المنصورِ
قسما لقد سست الرعية آخذا / بالراي يشفع منك بالتدبيرِ
ولقد ونى الوانون عن طلب العلى / وبلغتها بالجد والتشميرِ
قد قلت للمنضي الطلاح أذابها / إيصالها الدلجات بالتهجيرِ
لا تعد ربع ابن المظفر مادحا / وأنزل بخير موازر ووزير
بمظفر الرايات يشرق رأيه / في كل خطب مظلم الديجورِ
حلو كطعم الشهد يوم مكارم / وندى ومر في الحروب مرير
يضحي وجر السمهرية دابه / في كل ذي عجاجة مجورِ
ما جردّت أسيافه في مأزق / ألا لتغمد في طلىً ونحورِ
أجرى من الريح الهبوب إلى ندى / ووغى وأثبت من حرا وثبير
عضد الهدى والدين يا ملكا صفت / نعماه للعافي من التكديرٍِ
يا من أخفت به الزمان وصرفه / وآمنت ما أخشاه من محذورِ
لك يا طويل الباع يوم كريهة / أقدام عنترة وراى قصير
يا خير من حاز المعالي والعلى / في أول من مجده وأخيرِ
أقسمت ما أوليتني من نعمة / إلا وكنت لها أبر شكورِ
يا أجود الأجواد يا مولى علا / في مجده عن مشبه ونظيرِ
أنا مذ عرفت بمدحكم وولائكم / ووصفت بالمنظوم والمنثورِ
في طود عز من ذمامك شامخ / عال وبحر من نداك غزيرِ
زادت مطاعمك الهنيئة واعتلت / قدرا عن الإحصاء والتقديرِ
فلمفطر مما تعد له قرى / أضعاف أجر الصائم المبرورِ
لا زلت طلق الوجه مرهوب السطا / ماضي الصريمة حازم التدبيرِ
أبشِر بعز مؤذن بدوام
أبشِر بعز مؤذن بدوام / وصعادة تبقى على الأيامِ
لا زلت من صرف الحمام مسلما / ما غردت في الأيك ورق حمامِ
يا عصمة اللاجي لك النفس التي / أفعالها تزري بنفس عصامِ
يا خير من تحمي عليه مفاضة / حصداء محكمة غداة يحامي
ما أنت إلا طود حلم شامخ / نأوي إليه وبحر علم طامي
أبشر فجد عداك يا مولى الندى / بالذل مخفوض وجدك سامي
يا قائد الخيل العتاق لواحقا / تجري باسد كالسهام سهامِ
كم فل باسك يوم حرب جحفلا / لجبا وبل نداك غلة ظامي
أعتقت من قصد اللئام قصائدي / وكفيتني بالبر والأنعامِ
ونقعت منك بماء بشرك أنه / مما يبشر بالنجاح أوامي
فلأشكرنك في المحافل دائما / شكر الرياض لصوب كل غامِ
نفسي غذاؤك من وزير عادل / في حكمه لثرائه ظلام
ترضى الغداة عداته وعفاته / منه بأي مطاعن مطعام
قوام ليلة كل صر قرة / ولطول كل ظهيرة صوامِ
عضد الهدى والدين يا من رأيه / في الخطب أمضى من غرار حسامِ
لك صروة الشمس المنيرة جالسا / وإذا ركبت فسورة الضرغام
هامي عزالي الجود أنت مسالما / ومحاربا ما زلت ضارب هامِ
فبقيت أعلى الناس هامة همة / وسلمت ملك أغر همامِ
نلقاك فذا لا نرى لك توأما / في سؤدد يا كافل الأيتامِ
في دولة ما تنقضي أيامها / أبدا وعز ثابت الأقدامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025