المجموع : 92
دم يا أبا الفضل الكري
دم يا أبا الفضل الكري / م أخا علوٍّ وارتفاعِ
واخلد بهاء الدين مش / كور المواهب والمساعي
مولاي يا مولى الندى / قل لي أما وصلت رقاعي
أم قد غدوتَ تعد شع / ري الجزل من سقط المتاعِ
ما جاز في الميلاد فر / راش بأطباقٍ وساعِ
إلا طربت كما يلو / ح وقلت مسعود القضاعي
مولاي ها أنا قد كشف / ت وكنت مقتنعاً قناعي
وشبعت لكن من نقا / رِ عيالي الهلكى الجياعِ
رزقي ورزقهم علي / ك فليتهم رزق السباعِ
وأنعم بجزل يابس / كالساق منهم والذراع
لا زلت يا طوع الندى / والجود ذا أمر مطاعِ
لك سيرة محمودة الأثر
لك سيرة محمودة الأثر / وعلى ثراها بالفخار ثري
ومكارم تصفو كرائمها / للوفد مِن مَنٍّ ومِن كَدرِ
أنت الذي أفعاله أبدا / في دهمة الأيام كالغررِ
بأبي خلائقك التي خلقت / كالزهر بل كالأنجم الزُهُرِ
وعزائم لك حيث ذكرت / أغنت عن الصمصامة الذكرِ
يا قائدَ الخيل العتاقِ إلى / ليلٍ من الهيجاءِ معتَكِر
ومبيح ثغرٍ كان ممتنعا / ومحكِّم الأرماحِ في الثُّغَرِ
لحديث مجدك والقديم معا / فينا حيث غير مختصرِ
يا طالب المعروف من نَفَرٍ / عن طالبي معروفهم نُفُرِ
زر مادحا عضد الهدى فبه / تستغنِ عن عضدِ وعن وَزرِ
رب الوغى ما إن يزال له / فيها زناد بالنصالِ يري
والسابقات تروح مجفرة / والسابغات تلوح كالغدرِ
وأنزل بساحته وناد ندى / بدر الندى وواهب البِدَرِ
ما استمطرت أنواء راحته / فاحتاجت الدنيا إلى مطرِ
يا ابن المظفر دمت مشتملا / بملأتي نعماكَ والظَّفرِ
وبقيت محسودا ولا نظرت / يوما إليك نواظر الغِيرِ
أنت امرؤ في عودِهِ ثمرُ / يرجى وكم عود بلا ثَمرِ
ما إِن رأينا قبل جودِك ذا / جودا ولا ذا البِشرِ مِن بَشَرِ
فهناك باع ندىً وباع عداً / ضِدّان في طول وفي قِصَرِ
يا أيها المدر الذي عذبت / نعماه لي في الوِرد والمَدَرِ
إسعد بصومكِ وابق ما سَجَعَت / ورقُ الحمامِ بمورِقِ الشَّجَرِ
لي يا بهاء الدين فيك مدائح
لي يا بهاء الدين فيك مدائح / تبقى ومنك مواهب ومنائحُ
إيها أبا الفضل الممدح والذي / ميزانه من كل فضل راجحُ
لك غرة تجلو الخطوبَ كأَنَّها / في كلِّ داجِيَة شهاب لائحُ
ومواقف شهدت بأنك صافح / عن جارمرك أسِنّة وصفائحُ
ويمين صدق أنه ما للندى / وزناده لولا يمينك قادحُ
يا خير من خاضت به بحر الوغى / جرداء سلهبة ونهد سابحُ
ما فات سيفك رامحا شهد الوغى / يوما ولو شهد السماك الرامحُ
مولاي يا ابن محمد نهج العلى / بك يا علي القدر نهج واضحُ
وسماح كفك نحو غاد رائح / يرجوك بالمعروف غاد رائحُ
لي خاطر في وصف مجدك طيع / وإذا انتخيت به سواك فجامعُ
بأبي الجواد ابن المظفر أنه / بحر بماء الجود طام طافحُ
ينهل جودا والاكف جوامد / ويضيء بشرا والوجوه كوالحُ
تنميه من آل الرفيل مرازب / شم الأنوف لدى الهياج جحاجحُ
قوم حصونهم الدروع وبيضهم / أبدا لأقفال الحصون مفاتحُ
قوم إذا ما الخطب أظلم أصبحوا / فيه وهم سرج له ومصابحُ
يا مضحك الأيام وهي عوابس / ومقرب الآمال وهي نوازحُ
وأجل من تحدى إليه قلائص / كوم طلائح فوقهن طلائحُ
يفديك يا ابن الأكرمين معاشر / ما فيهم من فيه يصدق مادحُ
خشب مسندة وإن راقت لهم / يوم السلام مساند ومطارعُ
أغنيتني عن كل جهم كله / لؤم فلا سمح ولا متسامحُ
غمر فلا أنا فارح بلقائه / كلا ولا هو بامتداحي فارحُ
فلأشكرنك ما همت منهلَّة / سحب وما هتف الحمام الصادحُ
شكرا يفوح المسك من أثنائه / فكأنه من طيب نشرك فائحُ
هنّيت بالصوم الشريف فإنَّه / عمل به ترضي الهك صالحُ
وبقيت ما شئت البقاء محسَّدا / ليغم ذو حنق ويرغم كاشحُ
ماذا يحاولُ قدّكَ المجدولُ
ماذا يحاولُ قدّكَ المجدولُ / جدلَ العنانِ وخصرك المتبولُ
لو شئتَ بلّ غليله بك حائمُ / وأبلَّ من داء الغرام عليك
حتام يغريني بهجركِ كاشحُ / ويسومني السلوان عنك عذولُ
ما لي حملت اللَّوم فيك وإنه / عبء على ظهر المحب ثقيل
أجمِل فإني ذقت من ألَمِ الهوى / ما لم يذقه كثيِّر وجميلُ
ولئن أردت على الغرام شهادة / فسل الدموع فإنهن عدولُ
وأغن يحكي الشمس في رأد الضحى / كالليل وارد فرعه المسدولُ
يصبي الحليم بوجنة ماء الصبا / فيها على شعل الحياء تجولُ
يزداد تمويجا إذا أخجلته / حتى يكاد من الأسيل يسيلُ
كم رمت أن أسلو هواه فردني / كفل بتجديد الغرام كفيلُ
خنث الشمائل ليس يصحو طرفه / وعلام يصحو والرضاب شمولُ
ينآد من سكر الشباب وأنا / يحلو اعتدال الغصن حين يميلُ
أهوى زيارته ولو أن الدجى / جيش يمانع والنجوم نصولُ
ويشوقني نفس العرار تسوقه / بالغور من قبل الحَبيب قبولًُ
طربا إلى ذاك الجناب ودونَه / عرض الفلاة وتيهها المجهولُ
ورجال هيجاء أعلوا سمرهم / مهج النفوس فما إليه سبيلُ
يهتز في كف المدجج منهم / لدن كأنَّ سنانه قنديلُ
وسليل برق ليس يمنع حدّه / تحت العجاجة مغفر وشليلُ
ماض كعزم الماجد ابن محمد / وكوجهه بشرا غداة ينيلُ
ملك توقَّلَ من علاه ذروة / يرتد عنها الطرف وهو كليلُ
متواضع فإذا بدا لمتوح / فشعاره التعظيم والتبجيلُ
يهب الكواعب في الحجال وسُبقا / قد زانها غرر لها وحجولًُ
لا يبلغ المدَّاح كنه صفاتهِ / عجزا ويبلغ من نداه السولُ
أسد له البِيض الحِدادُ أظافر / إن صال والسمر الذوابل غيلُ
ومؤنب أبدا على بذل اللهى / تأبى المسامع إن لحاه عذولُ
ما إن مسائله إليه وسيلة / إلا الرجاء عليه والتعويلُ
فالورد أعذب والحِجاب مسهل / والوجه طلقُ والعطاء جزيلُ
واشمّ أَروع لا يرَّوع جاره / فنزيله للفرقدين نزيلُ
غيث على سؤَّاله متهلل / سيف على أعدائه مسلولُ
رقت شمائله فهن شمول / وجرت مواهبه فهن سيولُ
بطل عتاداه لكل كريهة / بيض تخال بوارقا وخيول
وسوابغ كالغدر تمسكها العرى / وتكاد بالأرض العراء تسيلُ
لك يا بهاء الدين يا ابن محمد / بشر على كرم الطباع دليلُ
بشر به يوري زنادَ المجتدي / فيرى وعورَ الجودِ وهي سهولُ
يفديك من يده قرارة وفره / يا من يداه لما اقتناه مسيلُ
ما إن يرى إلا مخلاًّ بالندى / لؤما وإنك للندى لخليلُ
أبني الرفيل ومن ملابسُ مجدهم / فيها لهم عمر الزمان رفولُ
لا غروَ إِن طبتم فأنتم معشر / طابت فروع منكم وأصولُ
لكم الرجاحة والسماحة والحجى / والبذل والأنعام والتنويلُ
ما للمطيّ إلى سِوى أبوابكم / عَنَق لَوى أَعناقَها وذميلُ
فاسلم أبا الفضل الذي ما في الورى / إلا امرؤ بنواله مفضولُ
وتهنّ شهرَ الله فهو بكل ما / ترجوه عن كثب إليك رسولُ
لا زلت مطروق الفناء تجود لي / وأجيد فيك مدائحي فأقولُ
لا زال ربعك للعفاة ربيعا
لا زال ربعك للعفاة ربيعا / طلقا ومرعى راحتيك مريعا
يا واهب الوجناء ملءَ نسوعهِها / والخوف فتلاءَ الوضاحِ شموعا
لك راحة وطفاء يا ابن محمد / قد رحت ضرارا بها ونفوعا
قسما بهاء الدين إنك لم تزل / بالرفد اغزر منعم ينبوعا
يا ابن الذي مازال مشفوع الندى / كن لي إليه لا عدِمتَ شفيعا
فهو الذي غدت البرية طوعه / طراً وأضحى للسماح مطيعا
ملك يرق بالندى شمل اللهى / فيريه شمل علائه مجموعا
قل فإنه قد كان رب جِرايَةٍ / وقد اغتدى موصولها مقطرعا
فاكسب لديه الأجر في إجرائها / حاشاك يشبع في زمانك جوعا
فلو انتجعتُ من الأنام سواكما / لبكيتُ من بعد الدموع نجيعا
أسفا على مدح تضوع نشره / وغدا له ولي الجهول مضيعا
ابني الرفيل وأنتم من معشر / طابوا أصولا في العلى وفروعا
يا لابسي الأحساب يوم كريهة / عوض الدروع السابغات دروعا
من ذا يؤمل أن يجاريكم إلى / أَمد أَيلحق تابع متبوعا
فوقيتم صرف الردى وبقيتم / تُغشَون ما هزم الضياء هزيعا
أصبحت عضد الهدى والدين
أصبحت عضد الهدى والدين / مال الفقير وموئل المسكينِ
يا من إذا ما الخطب أظلم أشرقت / لك غرتا رأي به وجبينِ
يا من له بشر معين ماؤه / بالنجح راح مبشري ومعيني
سبحان من سواك وحدك من ندى / ويرى البرية كلها من طينِ
فبشاشة في نجده وسماحة / في عفة وشراسة في لينِ
قد قلت للمنضي الطلاح مشمرا / يطوي سهول مهامه وحزونِ
في كل يوم أنت واصل نية / قذف تبين بها وقاطع بينِ
انزل بربع ابن المظفر تسترح / وترح نياقك من سرى وبرين
سحَّاب أذيالِ الدروع محاربا / وسحاب جود في الجدوب هتونِ
شفع السماحة متبعا أبكارها / بمكارم ملء الحقائب عونِ
بأبي أبي الفرج المفرج بالندى / والجود منا هم كل حزينِ
بعت الأنام ولم أك والذي / يبقيه لي في ذاك بالمغبونِ
الواهب الجرد السلاهب والظبي / والبيض أمثال الظباء العينِ
ملك يرى في كل عام أشهب / خضل المرابع ذا أثاف جونِ
ما منه بمكدر كلا ولا / إحسانه بمقدر ممنونِ
ويمين بر ما السحائب ثرة / يوما باندى منه صوب يمينِ
ثبت إذا هزت زعازع نكبة / محذورة أعطاف كل رزينِ
فبثوب كلِ نزاهة متجلب / وبثدى كل نباهة ملبونِ
ينميه من آل الرفيل مساعر / بيض أعادوا البيض حمر متونِ
أطواد أحلام بدور أسرة / أنواء عارفةٍ ليوث عرين
يا ابن المظفر والذي ظفرت يدي / منه بطود على أشم كين
يا قائد الخيل العناقِ ضوامرا / شما هواديهن قب بطونِ
تجري به جري الرياح سوابقا / في كل شهباء السلاح زبونِ
يا دوحة الكرم التي قد فرغت / هم القلوب وفرعت بصغونِ
صدقت جوداً ظن كل مؤمل / وارحته من مدح كل ضنينِ
وجعلت شكي في نوال معاشر / لما رجوت نداك جد يقينِ
فحماك ممنوع ومالك مهمل / هذا يصان وذاك غر مصونِ
وظباك يا ابن أبي الفتوح معاقل / لمن التجا ومفاتح لحصونِ
فاسعد بعيد عائد بسعادة / مقرونة بالعز والتمكينِ
أرضابُه مسكٌ وراح
أرضابُه مسكٌ وراح / أم وجهه ليلا صباح
وقوامه أم بانَة / ولعبت بعطفيها الرياحُ
رشأ لصارم لحظه / في كل جارحة جراحُ
وَسنان أمرضَت الحِشا / أَجفانه المرضى الصحاحُ
مازحته فومقته / والحب أوله مزاحُ
ولرب أسمر مخطَفٍ / رقباؤه السمر الرماحُ
ما للضنى من خصره / أبدا ولا جسمي براحُ
يا من له عندي حمى / لا والهوى ما يستباحُ
بي غلة ما تنطفي / بِسوى رضابك والتياحُ
رفقا بصب ما له / عن ربع صبوته انتزاحُ
قلق كأن فؤاده / لك يا معذبه وشاحُ
هيهات يخفى شأنه / وله من الشانِ افتضاحُ
بأبي ملاحتك التي / من بعضِها خُلِق السِلاحُ
جمعا كما من بعض سي / ب محمدٍ خلِق السماحُ
الملك عضد الدين أك / رم من له وفر مباحُ
ملك إلى أبوابه / تنضي المخيّةُ الطلاحُ
المستباح حِمَى الموا / هب والاغر المستصاحُ
جذلان من خمر الثنا / ء له اغتباق واصطباحُ
غيث لديمته انصباب / وانسكاب وانسحاحُ
لولاه لم يك مع مضي / ق الرزق للأمل انفساحُ
ليث إذا دعيت نزا / ل وجد بالقوم الكفاحُ
يعنو لسواد صحائف / في كفه البيض الصفاحُ
وكأنما عزماته / لمضائها القدر المتاحُ
بيديك يا ابن أبي الفتو / ح لمغلق الجود افتتاحُ
بالعفو والإسجاح قد / عرفت خلائقك السجاحُ
أنت الذي حركاته / للدين والدنيا صلاح
أنت الذي ما زنده / إن أصلدَت أيدٍ واطِّراحُ
أنت الذي ما عنده / للوفد منع واطِّراحُ
بل عنده لعداته / والمال قمع واجتياحُ
ما لي على الأيام ال / لا أن تدوم كذا اقتراحُ
أسعد بعيدك وابق لي / ما غرد العُجمُ الفِصاحُ
يا من لواحظه مناصل
يا من لواحظه مناصل / دع هجرك المضني وواصل
يا فارغا من لوعتي / وهواي شغلي فيك شاغل
أنا بين صدكَ والبعا / د لأكؤسِ الهجران ناهل
وبسوء حال في بحار / من جفاك بلا سواحل
واغن حال من فنو / ن جماله حلو الشمائل
تلقاه بدرا في دجى / شعر وغصنا في غلائل
في فيه حمرة بابل / ولطرفه نفثات بابل
ويريك خصرا مدنفا / نضوا كجسم الصب ناحل
يا سائلي عن ظبي ذُهلٍ / عنه قلبي غير ذاهل
نطقت مناطقه فَاخ / رس عاذلي خرص الخلاخل
أحببت ذلي في هوا / ه ولم أحل عما يحاول
ورددت لوم لوائمي / فيه على عذل العواذل
ولقد تسديت الظلا / م ونجمه في الغرب مائل
من فوق عود مشرف / عال علو الطود بازل
مرح إذا حث النجا / ءُ حسبت خطوته مراحل
حتى أتيت جناب أر / وع شيمتا على ونائل
أعني بهاء الدين خل / السودد الطلق المخايل
ملك مكارمه وسا / ئل مجتد منا وسائل
متسنم يوم الفخا / ر سنام كل على وكاهل
أهل لأن يرجى ندا / ه فربعه بالوفد آهل
أخلاقه زهر النجو / م خلاله زهر الخمائل
بدر المحافل حين يب / دو باشرا أسد الجحافل
من معشر فضلوا الأوا / خر بالسماحة والأوائل
حمر الأسنة والظبي / سود القساطل والمراجل
ما فيهم إلا مصو / ن عرضه للوفر باذل
أأخا العلى وابن الأولى / ركبوا من المجد الكواهل
يا واهب الكوم الهجا / ئن والصريحات العقائل
والصافيات كأنها / رسل القطا أو كالأجادل
ومثيرها مبثوثة / كنعائم الدو الجوافل
خجلت سبعة أبحر ال / أرضين بالعشر الأنامل
وغدوت منتجع اليتا / مى والأيامي والأرامل
لا زلت يا ابن محمد / في ظل ملك غير زائل
وسلمت تحيا يا أبا ال / فضل الكريم بك الفضائل
وأتاك عيدك ضامنا / ببلوغ ما تهواه كافل
وحلت هباتك للعفا / ة ولا خلت منك المحافل
وحياة عطفة صدغه لو يعطف
وحياة عطفة صدغه لو يعطف / لا فاق ذو شجن وافرق مدنفُ
بدر وما للبدر خد أحمر / ظبي وما للظبي قد أهيفُ
أغضي علىالغضب الذي أرضى به / منه ويجفو في العتاب والطف
مستهتر بالصد يحلف أنه / يوفي بميعاد الوصال ويخلف
يا من يكلفني بعذل سلوة / أقصر فما كلفي عليه تكلفُ
قلبي الذي ينزو وقلبك ساكن / ودموع عيني لا دموعك تنزفُ
يا كاسفا بدر السماء بحسنه / لم يبق للمشتاق بال يكسفُ
ما لي ضفت عن الغرام وحمله / حتى ظننت بأن خصرك أضعفُ
فإلام تسرف في الملام عواذلي / والوجد بي منهم ألج وأسرف
ولرب أعرابية نشوى الخطى / عرفت برقبتها الرماح الرعفُ
لما ضفت ظلل الوصالِ وبيننا / عتب كما صفت السالف القرقفُ
ظن الوشاة بنا فأوجف قلبها / خوفا ولي قلب عليها أَخوَفُ
ثم اتقتهم بالنصيف وأعرضت / إن النصيف مجن من لا ينصفُ
كم لي عليها لائم وعلى الندى / لابن المظفر عاذل ومعنِّفُ
ملك بما ملكت يداه من اللهى / ما زال يسعد آمليه ويسعف
غمر الرداء له رواء باهر / ويد مؤيدة وري محصف
من ليس يصرف عن عدو بأسه / حتى يرى للحرب نابا تصرفُ
جذلان يسرف في العطاء لعلم / ان ليس يشرف قدر من لا يسرفُ
متعسف طرق المعالي دهره / أإن الكريم لمثلها متعسفُ
وإذا تفرعنت الطغاة فسيفه / يوم الوفي ثعبانها المتلقفُ
فالجور مفترق به متبدد / والعدل مجتمع به متآلفُ
وعتاده الحرب أبيض صارم / ومثقف لدن ونهد مشرف
وفضول محكمة القتير كأنها / صرح توشيه الصبا وتفوقُ
لا زلت يا عضد الممالك والهدى / والدين بالمعروف فينا تعرفُ
أقسمت إنك يا محمد قادر / تهفو وفيك مع الحياء تعفف
بالجد والتشمير أدركت العلى / وسواك عنها عاجز متخلفُ
لله أنت فأنت جودا حاتم / وشدجاعة عمرو وحلما أَحنفُ
يوري زنادك ما قدحت ولا ترى / إثر العطايا نادما تتسفُ
كم قد كشفت عن الرعية غمَّة / طخياء ما كانت بغيرك تكشفُ
يا من صرفت إليه وجه مطالبي / وعلمت أني بالمراد سأصرفُ
في كل يوم لي بربعك وقفة / تعطي المنى فيها ولا تتوقفُ
أهب الذي أوهبتَنيه من اللهى / ثقة بأنك مخلف ما أُتلفُ
فاسمع بمحكمة النظام كأنها / در على أجياد مجد يرصفُ
يرتاح سامعها أنها فكأنه / صب سقاه الراح أحوى مخطفُ
واسعد بشهر الصوم وأسلم ما دعت / في رقة الأسحار ورق هُتفَ
قلب أَلمَّ به الأَلم
قلب أَلمَّ به الأَلم / ومدامع دمها ديم
وهوى تأجّج وقَدُه / بين الجوانح فاضطرم
أمسى يعذبني به به / جذلان عذب المبتسم
جسمي ودقة خصره / متحالفان على السقم
لهفي على ظلم بفي / ه أعانه حتى ظلم
يا هاجرا لي دهره / من غير جرم لا جرم
أني أبيت مسهدا / بجفون صب لم تنم
ولقد سكنت إلى الهوى / ورضيت منه بما حكم
ووقفت في تلك الرسو / م مع الغرام كما رسم
قل للصبا سلم على / بانات سلع والسلم
وأعلم بفرط صبابتي / والوجد مكان العلم
ولقد أقول لمعتفيه / ن تدرّعوا جنح الظلم
درعوا الفلا بعرامس / لا تشتكي مس السام السام
طي الأكام أعادها / شبحا وكانت كالأكم
أمواندي ابن محمد / وخذوا المواهب عن أممِ
شيموا سحابة كفِّهِ / واستمطروا تلك الشِيَم
تجدوه أضيع لهى / خلقاً طاح الهمم
ملك بعيد مدى العلى / والمجد طاح الهمم
أمواله نعم العفا / ة وقوله أبدا نعم
وصال بذل المكرما / ت إذا البخيل لها صرم
فلكم بنى مجدا وكم / لبناء جبار هدم
ولكم عفا عن جارم / كرما ولو شاء انتقم
ذو نائل متمزق /
رخص المديح وأنه / بجنابه غالي القيم
وإذا طمى يوم الوغى / بحر المنية والتطمُ
ورأيت بيض سبوفه / محمرة بدم القسم
وسمعت قول كماتها / في شدها اشتدّي زيمُ
كالأسد تحمل حين ت / مل من عواليها أجَم
ألفيت في هيجائها / متقدَّما ثبت القَدَمُ
بك يا بهاء الدين ال / لف شمل حظي وانتظم
بأبي خلائقك التي / كالروض راضتها الرهم
وشمائل لك كالشمو / ل إذا الشمال بها نسم
يا من وجدت به الغنى / يا من عدمت به العدم
خلق الورى من طينة / وخلقت وحدك من كرم
طوبى لجارك فهو من / جور الليالي في حرم
أسعد بعيدك وابق لي / ما غاب نجم أو نجم
وانحر عداك فإنهم / أولى بذاك من النَّعم
يا دار جد ثراك كل سحاب
يا دار جد ثراك كل سحاب / دان عليك لذيله سحاب
وحبيت ربك من حبي باكر / زجل الرواعد ضاحك صخاب
فلقد قسمت العيش فيك معدلا / قسمين بين صبابة وتصابي
أيام أوقفني الهوى بك وقفة / أفضي العتاب بها إلى الأعتابِ
أيام فودي فأحم يصبي الدمى / جون وبازي ما أطار غرابي
أيام لا طرف المشيب مردد / نحوي ولا طرف الشبيبة كأبي
أيام زرت الخمر في حاناتها / وغدوت زير كواعب أترابِ
من كل من لولا عذوبة ثغرها / لم أستطب فيها أَليم عذابي
محجوبة لم تنتقب وجناتها / إذ هن من ورد الحيا بنقابِ
كالظبية الجيداء لولا ما بها / من صمت خلخال ونطق حقابِ
جمعت لنا من خدها وبنانها / بين الشقيق الغض والعنابِ
لله سرب مها شجاني بعده / فبكيته بمدامع أسرابِ
لما سللن ظبي اللحاظ ظباؤه / وقصدن قتلي كن غير نوابي
فكأنهن صاء رأي محمد / مجد الملوك الماجد الوهابِ
المستضاء برايه وروائِهِ / في كل خطب حالك الجلبابِ
أثرى الورى في الفخر تربة منصب / زاك وأجرى الناس سيل شعابِ
غيث تقهقه للعفاة رعوده / ليت تقمهقر عنه ليث الغابِ
طلق اليدين سلاحه وسماحه / هلك البغاة وبغية الطلابِ
ندب فريد السخط مشفوع الرضا / عاري أديم العرض من أندابِ
في الحرب فتاك فإن سكن الوغى / لاحت عليه سكينة الأوابِ
ولاح أندية المكارم والندى / فراج خطب فادح بخطابِ
لا سر به يوم الحفاظ مروع / كلا ولا جدواه لمع سرابِ
هذا ورب كتيبة ملومة / شعواء فرق شملها بكتابِ
يقظان تلحقه بآجال العدا / قب البطون لواحق الأقرالبِ
ومبيدهم قسرا بكل مهند / يعري فيغمد في طلي ورقابِ
آيات من يقني ويفني دائما / ما بين عفو لا يني وعقابِ
ما الروض مطلول أربَّ بنوره / واهي الكلى ذو هيدب وربابِ
رقم النسيم الرطب ماء غديره / فأراك بُرد الأرقم المنسابِ
وافتر ثغر الأقحوان بجوه / فذكرت مبسم زينب وربابِ
يوما بأطيب منك يا عضد الهدى / والدين فرع أرومة ونصابِ
يا ابن المظفر دم كذا مستعدا / بالشهر بل بالسهر والأحقابِ
واسلم على رغم الحسود مخلدا / جم الندى ضربا بلا إضرابِ
غودرت مذ قيل الفراق غدا
غودرت مذ قيل الفراق غدا / ذا حيرة لا أملك الجَلَدا
أسيان أجحد ما أكابده / والدمع أصدق شاهد شهدا
أصبو إلى الأغواء ما نسمت / من عالج فأعالج الكَمَدا
يا دار علوة لا عدا زجل / علياءك الموموق والسندا
ومحل أُنسٍ فيك لا أنِسَت / عيني بشيء بعده أَبدا
أَيام تحيي الصب قاتلة / بلواحظ لا تحذر القودا
يرتج مثل غدير غادية / لعبت به الأرواح فاطّردا
وكأن من فيها وقد بسمت / سرق الغمام البرق والبردا
كالظبية الأدماء سانحة / لكنها تتصيد الأسدا
نادمتها والطل منتثر / كمدامعي والظل قد بردا
كالظبية الأدماء سانحة / لكنها تتصيد الأسدا
نادمتها والطل منتثر / كمدامعي والظل قد بردا
والماء خوف الرعد مرتعد / والريح تلبس متنبه زردا
يا صاح طف بالراح يرقصها / شعري فتكسو كاسها زَبدا
محمرة تذر المدير لها / كالورد خدا والشقيق رِدا
ومعنف في العدم لي أسفها / أضحى يقول ويكثر الفَنَداء
قم في طلاب الوفر مجتهدا / قعد الفضاء برزق من قَعَدا
فاجبته لا أعتضت مغتربا / ما عشته عن بلدتي بلدا
أأزول عن وطن وجدت به / نعمى بهاء الدين لي صَفَدا
ملك غدا بالمجد متحدا / وجملة الإحسان منفردا
ذو صفحة غراء يوم ندى / وصفيحة حمراء يوم رَدى
كم غاب عن جدواه ذوامل / وأتى فالفاه كما عهدا
جذلان يعطي غير مقتصد / جودا يحقق ظن من قصدا
نهَّاب أرواح الكماة إذا / أبلى ووهاب لما وجدا
لا يعذر الراجي اللحقا به / يوما ويعذر من له حسدا
عدد الحصى والرمل أنعمه / فمن الذي يحصي لها عددا
ينسي الوعيد ولا يرى أبدا / متناسيا إنجاز ما وعدا
ما إن طغى عفريت ملحمةٍ / إلا وكان شبابه الرصدا
لولا ندى كفيه ما سكنت / روح المكارم والعلى جسدا
فالجود موجود لسائله / والعدم معدوم قد افتقدا
دم يا أبا الفضل الجواد أخا / عمر به تستنفد الأبدا
بخلائق تلفى إذا خلقت / أيامنا مصقولة جددا
وتهن بالشهر الأصم وعش / ما شئت عيشا رائقا رغدا
يا واحد الكرماء قاطبة / قد قلت لا مستثنيا أحدا
قد جدت حتى لم تدع جدة / وبذلت مطرفا ومتلدا
وصدوت عن من لام في كرم / وغدوت من راجي الندى صددا
فمناى أن يبقيك ربي لي / أبدا وإن يبقي لك العضدا
العارض بالغور أَبرق
العارض بالغور أَبرق / فأضاء أجراعا وأبرقَ
ظلت جفونك يوم شر / قي الحمى بالدمع تشرق
أسفا على بعد الفري / ق وشمل الفتنا المفرّق
ومعربد اللحظات من سكر الص / صبا خنث مقرطق
حلوا الشمائل كالشمو / ل سلاف ريقته وأروق
قمر يدل بحسنه ال / موموقِ والدل المعشق
حرج السوار وشاحه / كفؤاد عاشقه وأقلق
رشق القلوب ومر بي / كالغصن مختالا وأرشق
نادمته والنجم في / إذن الدجى قرط معلق
والطل في ورق الشقا / ئق جائل والظل أورق
وصبحته في روضة / بات بصوب المزن تغبق
ذهبية لهبية / كالبرق تحت دجى تألق
يخطو المدير لكأسها / في دستبانات ويلمق
نفخت فخلت نسيمها / مسكا ذكيا حين ينشق
أو طيب ما أثني به / من رائق المدح المنسق
أَبدا على المولى البها / ء ونشره أذكى وأعبق
بحر يعوم البحر في / جدوى أنامله فيغرق
ليث يخاف الليث يو / م الروع سطوته ويفرق
ذو العزم يمضي في الخطو / ب مضاء مصقول مذلق
لا رفده صعب ولا / معروفه كدر مرنق
إن ما مادح غيره / ألفيت مادحه يصدقُ
أو أظلمت شيم اللئا / م أضاء من كرم وأشرق
بيراعه راع العدو / وفجنه خوفا مؤرقٌ
واقام للأشعار بع / د كسادها سوقا ونفق
لولاه لم تر في العرا / ق مروجا بالمدح يعرق
بك يا أبا الفضل الجوا / د غدا غدير الجود متأق
يا ابن الذي عم البلا / د وأهلها عدلا وطبق
عضد الإله الدين منه / بماجد ندس موفق
آراؤه سور لدو / لة آل عباس وخندق
ومناضل عنها بسه / م في النوائب غير أفوق
خفاق ألوية النّدى / ما أمّه راجٍ فأخفق
ذو راحة فتحت لنا / باب السماحة وهو مغلق
وخلائق كالراح بال / ماء القراح غدت تصفق
يهمي إذا سئل الندى / فكأنه سيل تدفق
كم فك من أَسرِ الخطو / ب وكيدها عان واطلق
يا موئل الجاني الطري / د ومآل من أكدى وأملق
خذ من لساني مدحة / قلب الحسود بها محرق
غراء محدثه لها / فعل المدام أما يعتق
لو أنها طرقت حيا / ء سمع بشار لا طرق
تبقى مجدددة ملا / بسها إذا ما الدهر أخلق
واسعد بعيد الفطر وأب / ق لظنّ ذي أمل تحقق
لا زال شأوك في العلى / شأوا امرىء هيهات يلحق
لك في المعالي همة تتصعد
لك في المعالي همة تتصعد / ويد نداها العد ليس يعدد
وسماحة أعطتك قاصية المنى / يبلى الزمان وذكرها يتجدد
بددت شل الجور وهو مجمع / وجمعت شمل العدل وهو مبددُ
وغدوت تنجد معتفيك بنائل / ما زال يتهم في البلاد وينجد
وغدوت تنجد معتفيك بنائل / ما زال يتهم في البلاد وينجد
عضد لدين الله أنت وأنه / لك ما حييت بكل لطف يعضد
فلك العوارف لم تزل معروفة / في الناس والفضل الذي لا يجحدُ
يبيض وجهك للوفود طلاقة / والعام باللزبات عام أسود
قسما بمن سمك السماء بقدرة / وبمن له تعنو الوجوه وتسجد
إن البخيل بفعله لمذمم / أبدا وإن محمدا لمحمدُ
ملك رقود الحلم يقظان السطا / حلو الرضا مر العداوة أَصَيدُ
متجرد يوم اللقاء كأنه / سيف على عنق العدو مجَرَّدُ
غير أن تنصره على أعدائه / والبيض تلمع والفرائص ترعدُ
نفس مشبعة وعزم ثاقب / ويد مؤيدة ورأي محصدُ
يخضر عودا والنبات مصوح / ويذوب جودا والغمام مصرّدُ
رب الرواء الطلق والرأى الذي / بسداده شعب الأمور تسدد
فعتاده في الروع أبيض صارم / ومثقف لدن ونهد أجردَ
وفضول محكمة القتير كأنها / صن على متن الكمي ممردُ
ما روضة بالحزن حياها الحيا / فغصونها مطلولة تتأودُ
فيها لثغر الأقحوان تفلج / ولوجنة الورد الجني توردُ
والماء ما سكن النسيم صفيحة / وإذا استمر على الهبوب فمبردُ
يوما بأحسن من نداك وأنه / اندى على كبد الفقير وأبردُ
يا من إذا الشعراء راموا وصفه / نفد الكلام ووصفه لا ينفدُ
نفقت بضائعهم عليك وربما / أضحت على أبواب غيرك تكسدُ
كم منة لك لا أقوم بشكرها / ويد من المعروف تتبعها يدُ
يا خير من تحدى إلى أبوابه / خوص يراهن البرى والفدفدُ
أسعد بعيد الفطر يا متطولا / شكري له كندي يديه سرمدُ
واسلم على مر الليالي ما دجت / سدف الظلام وما أضاء الفرقدُ
كيف الشفاء ومن جفونك دائي
كيف الشفاء ومن جفونك دائي / يا طاعن النجلاء بالنجلاءِ
أغربتَ في الهجران حتى أعربت / رسل المدامع عن جوى البرحاءِ
بعد السلو وقد بليت بوجنة / حمراء منك ومقلة حوراءِ
اخجل بقامتك الغصون تثنيا / واكسر بلحظك سورة الصهباءِ
وأما وخمر من رضابك حشوة / برد يبرد غلة الأحشاءِ
لا خالفن العاذلات على الهوى / وأحالفن صبابتي وعنائي
هيهات أن ينسى الغرام متيم / ذكر الكثيب الفرد من تيماءِ
ذو عيشة لم تحل بعد فراقه / وجوانح لم تخل من برحاءِ
عقلته من بعد الفكاك بجوه / الحاظ كل عقيلة حسناءِ
سكرى الجفون كأن صبح جبينها / من فرعها في ليلة ليلاءِ
تبدو كما تبدو الغزالة في الضحى / وتريك جيد غزالة جيداءِ
ومدامة حمراء من يد طفلة / بيضاء رضت بروضة خضراءِ
غناء للورق السواجع في ذري / أوراق دوحتها الذّغناءِ
والأقحوان الطلق في أرجائها / ريان يضحك من بكاء الأنواءِ
ردت جداولها ذكاء عسجدا / أصلا وكن كفضة بيضاءِ
ومهومين على الرحال تناقلوا / تحت الظلام سلافة الأعياءِ
قد أنكحوا أخفاف كل مطية / أجواز كل تنوفه عذراءِ
وافوا على خوص برتهن البرى / فرأيت أنضاء على أنضاءِ
أموا بها نادى أبي الفرج الذي / أضحى نداه مفرج الغماءِ
رب اليد البيضاء عام الجدبة الش / هباء والأثفية السوداءِ
لك من أنامله سماء ثرة / بل من خلائقه نجوم سماءِ
صدر كصِرِ السيف أطلق حده / طلق الرواء مشيع الآراءِ
ذو همة قد جاوزت بعلوها / فرق السماك وهامة الجوزاءِ
في نوء راحته وصفحة خده / ما شئت من صوبي حيا وحياءٍ
مثر من المدح الذي بطلابه / أضحى أخا عدمٍ من الإثراءِ
ألقى عليه من القلوب محبَّة / ما عنده للهاه من بغضاءِ
تلقاه يوم الحرب خائض غمرة / وتراه يوم السلم غمر رداءِ
كلفا بسمراء الإهاب يعيدها / حمراء تحت عجاجة كلفاءِ
أحرى الورى في حلمه برزانة / أضحت تخف بها متون حراءِ
حلو السجايا والخلال مؤمل / مرا الآباء ممدح الآباءِ
يا ابن الدوامي من يقيسك غالط / بالغيث أو بالليث والدأماءِ
أزرت يمينك بالسحاب لأنها / تندى بمال والسحاب بماءِ
وصبا لك المرهوب فالليث الذي / في الغاب غاب مخافة الهيجاءِ
ونداك بالبحر الممنع ماؤه / وحليه بملوحة وشقاءِ
يا ماجدا تأتي مكارم كفه / سؤاله شفعا بلا شفعاءِ
أسلم تقلد كل طوق منة / منا كطوق حمامة ورقاءِ
ما كنت قبل اليوم أدري
ما كنت قبل اليوم أدري / إن الملامة فيك تغري
يا جامعا من شعره / والثغر بين دجى وفجرِ
يا من يحرم زورتي / متعمدا ويحل هجري
لك مقلة فتانة / كحلاء قد كحلت بسحرٍ
وروادف حملت ما / زرهن ثقلا مثل وزري
بأبي وبي من قده / هيفا على الأغصان يزري
كالبدر بين عواذلي / فيه وبيني حرب بدرٍ
عانقته ولثمته / ناهيك من خصر وخصرِ
وأما وبرد رضابك ال / ممزوج من برد وخمرِ
وتجمع الضدين في خدي / ك من ماء وجمرِ
وعذارك اللام الذي / مذ لاح لاح وقام عذري
لقد استدام ابن الدوا / مي بالندى ما عشت شكري
علقته متمسكا / منه بطود عُلى وفخرِ
بمهذب الأخلاق لل / ق ماجد سمح أغرِ
غمر العفاة وعمهم / بسماح كف منه غمرِ
ومواهب كالفطر تح / يي المعتفين بكل قطرِ
متطول ما زال يب / دِل عسر آمله بيسرِ
تلقاه رب صنائع / ومرابع بيض وخضرِ
إِيها أبا الفرج الذي / أضحى مفرج كل ضرِ
لك غرة كالبدر ريش / رق بشرها ويد كبحرِ
كم من مقل مقتر / أضحى بجودك وهو مثري
رد من ندى كف به أس / تغنيت عن زيد وعمروِ
إن كنت أكفر من صلا / تك نعمة فاقطع بكفري
والله ما فرحي بعي / د الفطر قط وأنت تدري
إلا لرسم لي علي / ك جزاؤه ونظمي ونثري
حتام أعذل في الهوى وألام
حتام أعذل في الهوى وألام / وإلام تسهر مقلتي وينامُ
قمر غريمي في هواه تفجع / ما ينقضي وتوجع وغرامُ
كالريم يغتال الأسود إذا رنا / بلواحظ تعنو لها الآرام
جذلان يغلي وصله متيقظا / وتبيت ترخصه لي الأحلامُ
في مثل خط عذاره ذاك الذي / كاللام حسنا تعذر اللوامُ
يا عاذلي دعا ملامة مغرم / قد شاب والوجد القديم غلامُ
يصبو إذا هبت صبا من عالج / ويحن إن جاد الغميم غمامُ
شوقا إلى بيض الوجوه نواعم / كالبيض الحفه الجناح نعامُ
ألحاظهن الساجيات سواحر / ورضا بهن مع السحير مدامُ
من كل ظامية الموشح وجهها / صبح وفاحمها الأثيث ظلامُ
خود تمائمها الأسنة والظبى / تبدو فيخفي البدر وهو تمامُ
للورد منها وهو أحمر ناصع / خد وللغصن الرطيب قوامُ
يا دار سلمى لاعدتك تحية / وطفاء من دمع الحيا وسلامُ
وعلام تستجدى سوى يد منعم / خرق لديمة راحتيه دوامُ
الصاحب الملك الذي إحسانه / طبع وغامر جوده الهامُ
ذي النائل الفضفاض والمنن التي / خفت بها الأثقال وهي جسامُ
إن أظلمت شيم اللئام فوجهه / طلق يضيء وثغره بسامُ
واغرا روع لا يروع جاره / يوما وينهك ما له ويضامُ
يا أيها الذمر الشجاع أخا الوغى / وابن القنا المتقحم الهجامُ
لا ترج من يده السلامة ما أرتدى / حصداء أحكم نسجها سلامُ
كالبحر يغرق في أنامله الحيا / كرما ويفرق بأسه الضرغامُ
رب الرواء وواحد الرأى الذي / أضحى يفل السيف وهو حسامُ
تلقاه يوم الحرب ثبتا مقدما / متقدما إن زلت الأقدامُ
وتراه عام الجدب رب مرابع / يأوى إليها المعتم المعتامُ
وفصيح أقوال فتس عنده / حصر اللسان مجمجم تمامُ
لله همته التي يسمو بها / منه فتى جزل العطاء همام
غمر الندى لولا فواضل كفه / لم يعرف المعروف والأنعام
مولاي مجد الدين يا طودا رسا / حلما يخف له حرا وشمام
يا كعبة الجود التي في ربعها / ربع المكارم تغفر الأجرام
أنست بعد لك بعد جور عمها / دار السلام وأيد الإسلام
وشددت أزر الملك شد مؤازر / ما أنحل منه وقد شددت نظام
ونرى بجودك يا أبا الفضل الذي / سن المكارم يُعدم الإعدامُ
أنت الذي ما زال مورد جوده / عذبا عليه للعفاة زحامُ
أنت الذي جعلته فذا في الورى / نعم تواتر من يديه تؤامُ
بك تفخر الدنيا وأنت نعيمها / والدهر أنت وجندك الأيامُ
لك معمر أفنى العشار قراهم / كرما وقوم بالعلى قوامُ
أسد لها البيض الحداد أظافر / والسمهرية ذبلا آجامُ
خدمتهم الأملاك في تيجانها / خضعا وهم لضيوفهم خدامُ
فسلمت ما عنت بروق بالحمى / وهنا وغنت في الحصون حمامُ
نحن الحمام وجودك الأطواق
نحن الحمام وجودك الأطواق / فارفق فحمل نداك ليس يطاقُ
يا خير من حديث إلى أبوابه / كوم براها الوخد والأعناقُ
أيها بهاء الدين يا ملكا زكت / منه الخلال وطابت الأعراقُ
أنت الذي تبدو فتخشع هيبة / منا القلوب وتخضع الأعناقُ
أنت الذي فاق الكرام سماحة / فبذكره تتجمل الآفاق
فرباعه للقاصدين فسيحة / وجفانه للطارقين عماقُ
ذو صفحة ما إن تزال ببشرها / تقوى النفوس وتمسك الأرماقُ
فسوى الذي يرجو سماحك مخفق / يوما وغير فؤاده الخفاقُ
يا من يرق لسائليه وفي الوغى / يقسو ويصلب والدماء تراقُ
قد كنت أطرق قبل مدحك معشرا / واليوم يغشى بأبي الطراقُ
فتهن عيدك وابق ما هبت صبا / وصبا إلى أحبابه مشتاقُ
زنت المواهب منك بالتكرير
زنت المواهب منك بالتكرير / وغدوت بالإحسان جد جديرِ
يا خير خلق نحن من أخلاقه / وسماحه في روضة وغديرِ
يا غيث جدب في الوغى يحمي حمى / ليث كثيف اللبدتين هصورِ
يا من أرى نصر الإله وفتحه / قد أحدقا بلوائه المنصورِ
قسما لقد سست الرعية آخذا / بالراي يشفع منك بالتدبيرِ
ولقد ونى الوانون عن طلب العلى / وبلغتها بالجد والتشميرِ
قد قلت للمنضي الطلاح أذابها / إيصالها الدلجات بالتهجيرِ
لا تعد ربع ابن المظفر مادحا / وأنزل بخير موازر ووزير
بمظفر الرايات يشرق رأيه / في كل خطب مظلم الديجورِ
حلو كطعم الشهد يوم مكارم / وندى ومر في الحروب مرير
يضحي وجر السمهرية دابه / في كل ذي عجاجة مجورِ
ما جردّت أسيافه في مأزق / ألا لتغمد في طلىً ونحورِ
أجرى من الريح الهبوب إلى ندى / ووغى وأثبت من حرا وثبير
عضد الهدى والدين يا ملكا صفت / نعماه للعافي من التكديرٍِ
يا من أخفت به الزمان وصرفه / وآمنت ما أخشاه من محذورِ
لك يا طويل الباع يوم كريهة / أقدام عنترة وراى قصير
يا خير من حاز المعالي والعلى / في أول من مجده وأخيرِ
أقسمت ما أوليتني من نعمة / إلا وكنت لها أبر شكورِ
يا أجود الأجواد يا مولى علا / في مجده عن مشبه ونظيرِ
أنا مذ عرفت بمدحكم وولائكم / ووصفت بالمنظوم والمنثورِ
في طود عز من ذمامك شامخ / عال وبحر من نداك غزيرِ
زادت مطاعمك الهنيئة واعتلت / قدرا عن الإحصاء والتقديرِ
فلمفطر مما تعد له قرى / أضعاف أجر الصائم المبرورِ
لا زلت طلق الوجه مرهوب السطا / ماضي الصريمة حازم التدبيرِ
أبشِر بعز مؤذن بدوام
أبشِر بعز مؤذن بدوام / وصعادة تبقى على الأيامِ
لا زلت من صرف الحمام مسلما / ما غردت في الأيك ورق حمامِ
يا عصمة اللاجي لك النفس التي / أفعالها تزري بنفس عصامِ
يا خير من تحمي عليه مفاضة / حصداء محكمة غداة يحامي
ما أنت إلا طود حلم شامخ / نأوي إليه وبحر علم طامي
أبشر فجد عداك يا مولى الندى / بالذل مخفوض وجدك سامي
يا قائد الخيل العتاق لواحقا / تجري باسد كالسهام سهامِ
كم فل باسك يوم حرب جحفلا / لجبا وبل نداك غلة ظامي
أعتقت من قصد اللئام قصائدي / وكفيتني بالبر والأنعامِ
ونقعت منك بماء بشرك أنه / مما يبشر بالنجاح أوامي
فلأشكرنك في المحافل دائما / شكر الرياض لصوب كل غامِ
نفسي غذاؤك من وزير عادل / في حكمه لثرائه ظلام
ترضى الغداة عداته وعفاته / منه بأي مطاعن مطعام
قوام ليلة كل صر قرة / ولطول كل ظهيرة صوامِ
عضد الهدى والدين يا من رأيه / في الخطب أمضى من غرار حسامِ
لك صروة الشمس المنيرة جالسا / وإذا ركبت فسورة الضرغام
هامي عزالي الجود أنت مسالما / ومحاربا ما زلت ضارب هامِ
فبقيت أعلى الناس هامة همة / وسلمت ملك أغر همامِ
نلقاك فذا لا نرى لك توأما / في سؤدد يا كافل الأيتامِ
في دولة ما تنقضي أيامها / أبدا وعز ثابت الأقدامِ