القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 302
يومٌ كأنَّ سماءَهُ
يومٌ كأنَّ سماءَهُ / تحكي جفوني حين بِنتا
لمَّا غدتْ كسحائبٍ / أيقظنَ بالعبراتِ نَبْتَا
مُتَبَسِّماً عن شبه مَبْ / سمِك البَرُود إذا ابتسمتا
مُتنسِّماً عن مثل نَشْ / رِكَ للضجيع إذا انتبهتا
يا غايتي في مُنْيَتي / ماذا يَضُرُّك لو مَنَنَتا
بِرِضاً يعيشُ ببَرْدِهِ / قلبٌ بسُخطك قد أَمَتَّا
ورددتَ غُمضاً صدَّ عَنْ / طَرْفِ المُتيَّم مذ صددتا
وَبسطتَ من أمل بوصْل / لِكَ ما بهجري قد قبضتا
نفسي فداؤكَ إن جَفْو / تَ وإن وصلتَ وإن قطعتا
فاسلم بعيشٍ سالمٍ / من كل بؤسٍ ما سلِمتا
رجلٌ عليه لحيةٌ
رجلٌ عليه لحيةٌ / منها قَرامِلُ زوجتِهْ
لو يجمعِ اللهُ اللِّحى / كانت حُدَافَة لحيتِهْ
وإذا اشتهيت خَرَا فَمَثِّل نتنَهُ
وإذا اشتهيت خَرَا فَمَثِّل نتنَهُ / فعيوبُه تُسليك عن حسناتِهِ
سبحانَ خالقه إذا خَضْخَضتَهُ / ماذا يفوح عليك من نَكهاتِهِ
مِدَحٌ عليكَ ثيابُها فكأنَّما
مِدَحٌ عليكَ ثيابُها فكأنَّما / نَهَلَتْ من المسك الذكيِّ وعَلَّتِ
تاللَّه مَالَكَ أن تَعِيبَ ملابساً / من ذلك العَرقِ الذَّكيِّ ابْتَلَّتِ
هَبْهَا تخلَّتْ من فضائلِ نَفْيها / أتخالها مما أعَرْتَ تَخَلَّتَ
ولقد سئمتُ مآربي
ولقد سئمتُ مآربي / فكأنَّ طيِّبَها خَبِيثْ
إلا الحديث فإنهُ / مثلُ اسمه أبداً حديثْ
قد قلت للعذَّالِ عند تَتَبُّعي
قد قلت للعذَّالِ عند تَتَبُّعي / بالقصِّ شيباً كلَّ يوم يَحدثُ
كثر الخبيثُ من النبات فهُذِّبتْ / منه الأَطايبُ وهي بعدُ ستَخبُثُ
وإخال أنِّي للخضاب محالفٌ / وَهُوَ المحالف لا محالَةَ ينكثُ
أضحى الزمانُ بلمتي مُتَعَبِّثاً / وأمامَ أحداثِ الزمان تَعَبُّثُ
ولما كُرِثْتُ لأن شَيْبيَ شائعٌ / لكنَّ ما يَجْنِي ويُعقِبُ يُكْرِثُ
أصبحتُ في الدنيا أروح وأغتدي / وإخالني في غَيْر أرضي أحرثُ
ولقد تطيبُ مع المشيب معيشةٌ / ويكون من بعد الخُفُوفِ تلبُّثُ
ما في حبائل كيدِهنَّ رَثاثةٌ
ما في حبائل كيدِهنَّ رَثاثةٌ / لكنْ حبالُ وصَالهنَّ رِثاثُ
حورٌ سحرنَ وما نَفَثنَ بِرُقيةٍ / فبلغنَ ما لا يبلغُ النُفَّاثُ
لحظاتُهنَّ إذا رنونَ إلى الفتى / بلوى ولكنْ ريقُهنَّ غياثُ
قل للفُضيل إذا انتحى في نسجه / لا تَنسجنَّ فغَزلُك الأنكاثُ
لهفي على سبك البريةِ في لظى / لتُميَّزَ الصفواتُ والأخباثُ
فخرا فإنك حين تُذكر في الورى / واقلِبْ كمثل المِسك حين يُماثُ
أفعالُك الأنجاسُ غيرَ مُدافعٍ / عنها كما أقوالُك الأرفاثُ
وإذا سألت الناسَ عنك ولم تكنْ / لتطيبَ حين يُثيرُك البحَّاثُ
قالوا فَتى الكُتَّاب إلا أنهُ / من شَرْطهِ الأنصافُ والأثلاثُ
ما إن تزالُ قَنا العبيد صوادراً / عنه على أطرافها الأَرواثُ
لفضيحةٍ أبداً يُحَلُّ إزارُهُ / وعلى الحُلاق مع البِغاء يُلاثُ
من معشرٍ كَسَبوا الحرامَ فكلُّهُمْ / منهُ شِباعٌ والبطونُ غِراثُ
بل عاملٌ من خلفهِ وأمامِهِ / عَمَلان يُقطع فيهما ويُعاثُ
حُرِبَ العواهرُ بالفياشل فيهما / فصرخنَ لو أنَّ الصريخَ يُغاثُ
لولا الرُّشا منه هنالك والرُّقى / قسماً لما غَلب المبَالَ مَراثُ
هَوِّنْ عليك فإن رِجلكَ شُعبةٌ / من أربعٍ تكفيكَهُنَّ ثلاثُ
لك أن تقومَ على ثلاثك مَرْكباً / وعليَّ أن يتفارسَ الأحداثُ
كم بِتَّ بين أيورهم مُتقسَّماً / حتى كأنك بينها ميراثُ
ما أنت عندي للبلاد بزينةٍ / بل أنت فيها للعبادِ أثاثُ
أنت الفراشُ لمن أضلَّ فراشَهُ / وكذاك طِرزُك للذكورِ إناثُ
يا من سَمادُ قَراحهِ من أرضهِ / لا غيرها وغُلامهُ الحرَّاثُ
يا سوأةً أبداً تُواري سوأة / حتى يواري شخصكَ الأجداث
جَدْعاً لآنُفِ معشرٍ تُضحي لهم / رَيحانةً يا أيها الكُرّاثُ
عاهدتَهُ أن لا تخو
عاهدتَهُ أن لا تخو / نَ فما لعهدِك قد نكثتَهْ
بئس البُنَا هِي في المسا
بئس البُنَا هِي في المسا / جد والديار فلا تَلِجْ
لاسِيما لأبي البنا / تِ الناظرات من الفُرَجْ
وإخالُ أنك قائلٌ / فيها لنسوتنا فَرَجْ
وكذاك أنتُم معشرٌ / في عُودِ غَيْرَتِكُمْ عِوَجْ
لو أنَّ قمل رؤوسكم / ذات القرون إذا درجْ
شاء العُرُوجَ إلى السما / ء على قرونكُمُ عَرَجْ
لولا الجوارُ وحفظُهُ / حدَّثتُ عنك ولا حرجْ
إغضاؤُهُ عمَّن يُقرُّ بذنبه
إغضاؤُهُ عمَّن يُقرُّ بذنبه / وحلول نقمته بكلِّ مُداجي
رجل يحب الصادقين لصدقهم / والصدقُ أفضل نَجوةٍ للناجي
صَدقَتْهُ أمُّ عياله عمّا بها / من شهوة الإِيلاج والإِخراجِ
فأباحها شهواتِها وأَجَرَّها / حبلَ السِّفاح كأكرم الأزواجِ
أنشأت تنطق بالصواب ولم تزل
أنشأت تنطق بالصواب ولم تزل / قِدْماً وسهمُك في الصواب الأفلجُ
فشكرتَ سيِّدَنا وقلتَ بفضله / ولقائِل الحق المبَيَّنِ منهجُ
ولئن نطقت بحكمةٍ وبلاغةٍ / ومن الكلام محقَّق ومُثبّجُ
فلقد وجدتَ لمن مدحت مآثراً / من مثلها يُبْنَى المديح وينسجُ
ما زال يلبس مذ تأَزَّر وارتدى / مِدَحاً تُحبَّر باسمه وتُدبَّجُ
ولَيُجزلنَّ لك الثوابَ ولم يكن / لخليقة منه نَتيجٌ مُخْدَجُ
وليقبلنَّ صحيح وُدِّك إنه / لا يدفع الحسنى بما هو أسمجُ
وليشكرنَّك وهو أعلم عالمٍ / أن المديح به ينير ويَبْهجُ
وبأن ما حَلَّيته من منطقٍ / حسنٍ فمن فَعلاته يُسْتنتجُ
فاعجب لشكر البحر إنْ حلَّيته / والحَلْيُ من بُطنانه يُستخرجُ
أبشرْ أجارك من زمانك ماجدٌ / حبلُ الجوار لديه حبل مدمجُ
ما دون معروفِ العلاء وعفوهِ / عند الرجوع إليه بابٌ مُرْتَجُ
إن العلاء لَمَاجِدٌ ولِمَاجِدٍ / من معشر طلبوا العلاء فأدلجوا
ملك إذا الكُرَبُ الشداد تظاهرت / فبوجهه وبرأيه تَتفرَّجُ
ممن إذا أبت الخطوبُ أو الْتَوَتْ / عاج الأبيُّ به وقام الأعوجُ
لا عيبَ في نُعماه إلا أنها / للخاطبين وغيرِهم تتبرّجُ
أو أنها تصفو لنا وتعمُّنا / حتى يُخَيَّل أننا نُسْتَدرَجُ
أضحى الملوك وهم مَجاز نحوه / للطالبين الخيرَ وهو مُعَرَّجُ
ومجردٍ كالسيف جَرَّد نفسه
ومجردٍ كالسيف جَرَّد نفسه / لمجرّد يكسوه ما لا يُنسَجُ
ثوبٌ تمزِّقه الأناملُ رقةً / ويُذيبه الماء القَراح فينْهَجُ
فكأنه لما استوى في خصره / نصفان ذا عاجٌ وذا فيروزجُ
تتجمَّل الحسناءُ كلَّ تجملٍ
تتجمَّل الحسناءُ كلَّ تجملٍ / حتى إذا ما أُبرز المفتاحُ
نَسيتْ هناك حياءها وَخَلاقَها / شَبَقاً وعند الماح يُنسى الداحُ
قدَّمتَ لي وعداً فأين نجاحُهُ
قدَّمتَ لي وعداً فأين نجاحُهُ / قَدْ حان يا ابنَ الأكرمينَ سَرَاحُهُ
لا يعجبنَّك حسنُ ما قدَّمتَه / فتسيءَ بعدُ إساءةً تجتاحُهُ
واعلم بأنك إن فترتَ عن الذي / أسلفت من عُرفٍ خبا مصباحُهُ
ليس الجواد بمن يجود غُدُوُّهُ / حتى يجودَ غدوُّهُ ورَواحُهُ
ويطول بين السائلين بَقاؤه / وكأن خاتم جوده مِفْتاحُهُ
لا يستحيل ولا يغيِّرُ عهدَه / إمساؤهُ أبداً ولا إصباحُهُ
ماذا أجيب به الَّتي عوّدتَها / عادات نائلك الذي تمتاحُهُ
أأقول ويحكِ حالَ بعدَك بخلُهُ / أم حال بعدك جوده وسماحُهُ
لولا عبيدُ الله قلْ
لولا عبيدُ الله قلْ / ت ولم أخف رَهَق الجُناحِ
يا مادحَ القوم اللئا / م وطالباً نيل الشِّحاحِ
ما أنت في زمن المدي / ح ولا الهجاء ولا السماحِ
حَدثت أكفٌّ ليس يُن / بط ماءَها إلا المَساحي
وجلود قوم ليس تأ / لم غير أطراف الرماحِ
ما شئتَ من مالٍ حِمىً / يأوي إلى عِرْضٍ مباحِ
فاشغل قريضك بالنسي / ب وبالفكاهة والمزاحِ
لما رأيت الشعر أصبح خاملاً
لما رأيت الشعر أصبح خاملاً / نبَّهتُهُ بفتىً أغرَّ صريحِ
لم أمتدحْه لخَلَّةٍ أبصرتُها / في مجده فسددتها بمديحِ
الحُبُّ ريحانُ المُحبِّ وراحه
الحُبُّ ريحانُ المُحبِّ وراحه / وإليه إنٍ شحطتْ نَواهُ طِمَاحُهُ
يغدو المحب لشأنه وفؤادُهُ / نحوَ الحبيب غُدُوُّهُ ورواحهُ
عندي حديثُ أخي الصبابة عن حَشَا / لي لا تزال كثيرةً أتراحُهُ
وبحيث أرْيُ النحل حَدُّ حُماتها / وبحيث لذاتُ الهوى أبراحُهُ
أصبحتُ مملوكاً لأحسن مالك / لو كان كمَّل حُسْنَهُ إسجاحُهُ
لم يَعْنه أرَقِي وفيه لقيتَهُ / حتى أضرَّ بمقلتي إلحاحُهُ
كلا ولا دمعي وفيه سفحته / حتَّى أضرَّ بوجنتي تَسْفَاحُهُ
لا مَسَّه بعقوبة من رَبِّه / إقْلاقُهُ قلبي ولا إقراحُه
لولا يُدَالُ من الحبيب مُحبُّهُ / فتُدال من أحزانِهِ أفراحُه
يا ليت شعري هل يبيتُ مُعانِقِي / ويدايَ من دون الوشاح وشاحهُ
ويُشمُّني تُفَّاحهُ أو وَرْدَهُ / ذاك الجَنِيُّ ووردُه تفاحهُ
ظَبْيٌ أُصِحَّ وأُمرضتْ ألحاظُه / والحسن حيث مِراضه وصحاحُه
يغدو فتكثر باللحاظ جراحُنا / في وجنتيه وفي القلوب جراحُه
مَنْ قائلٌ عني لمن أحبَبْتُهُ / هل يُنقَعُ اللَّوح الذي ألتاحُه
هل أنت مُنْصِفُ عاشقٍ مُتَظَلِّم / طولُ النَّحيب شَكَاتُه وصِياحُه
قَسَماً لقد خيَّمْتُ منك بِمنزلٍ / لي حَزْنُهُ ولمن سِوايَ بطاحُهُ
ما بال ثغرِك مَشْرَباً لي سُكْرُهُ / ولمن سواي فدتك نفسي راحُهُ
نفسي مُعَذَّبة بِهِ من دونِهِ / ويُبَاحُهُ دوني ولست أُباحُه
مِن دونِ ما قد سُمْتَنِي نسكَ الهوى / وغدا الصِّبا ولَبُوسه أمساحُه
ولكم أَبَيْتُ النصح فيك ولم يكن / مِثلي يَعَاف العذبَ حين يُمَاحُه
ولقد أَقول لِمن ألحَّ يلومني / وإخاله لِحياطتي إلحاحُه
ولقد أَقول لِعاذِلِي مُتَنَمِّراً / كالمسْتَغِشِّ وحقُّه استِنصاحُه
يا من يُقَبِّحُ عند نفسي حبَّها / أرِنِي لحاك الله أين قُبَاحُه
أصدوده أم دَلُّهُ أم بُخلُه / أخطأتَ تِلك مِلاحه وصِباحُه
لولا التعزُّز في الحبيب وملحه / ما حَلَّ للمستملِح استملاحُه
وجَدا الأحبةِ طيِّبٌ محظورُهُ / عند المحب ولن يطيب مباحُه
أكفأتُ لومَك كلَّه ومججتُهُ / يا لائمي فأَمِحْهُ من يمتاحُه
وعساك تنصحني وليس لعاشِق / عين تريه ما يرى نُصَّاحُه
ما كان أحْذَقَني بِصُرْمٍ معذِّبي / لولا مهَفْهَفُ خلقِهِ وَرَدَاحُه
لكنه كالعيشِ سائِغُ شُهدِهِ / يُصبى إليه وإن أغصَّ ذُباحُه
ما لي ومالَكَ هل أفوزُ بِلَذَّتي / وعليك وزر قِرافِها وجُنَاحُهُ
كلا فلا تُكْثرْ مَلامك واطّرِح / عنك الهُذَاءَ فإنني طَرَّاحُهُ
وأما لقد ظُلِمَ المعذَّل في الهوى / أَإليه مصروفُ الهوى ومُتاحُهُ
أنَّى يكون كما يشاء مُدَبَّرٌ / بِيَدَيْ سِواه سَقَامُهُ وصَحَاحُهُ
مِنِّي اللَّجاجة في الهوى وسبيله / وَمِن العَذولِ هِريره وَنباحُهُ
وَإِلى ابن إسماعيل مِنهُ مُهاجري / ومِن الزمان إذا أُلِيحَ سلاحُهُ
حَسَنٍ أخي الإحسان والخُلق الذي / يبني المكارمَ جِدُّهُ ومُزَاحُهُ
ومُسَائِلٍ لي عنه قلت فداؤه / في عصرِنا سُمحاؤه وشِحاحُهُ
ذاك امرؤ يلقاك منه فتى الندى / غِطرِيفه كَهْلُ الحجا جَحْجَاحُهُ
حَسنُ المحيّا كاسمه بَسَّامه / ضَحَّاكه لجليسه وضّاحُهُ
يُمْسي ويُصْبِحُ من وَضاءة أمرِهِ / وكأنِّما إمساؤه إصباحُهُ
عَادَاتُه في ماله اسْتِفْسَادُهُ / وسبيلُه في مجده استصلاحُهُ
يُرْجَى فيُوفِي بالمُؤَمَّلِ عنده / لا بل يَفُتٌّ وفاءه إرجاحُهُ
ومتى تعذَّر مطلب في مالِهِ / فبجاهِهِ وبيُمنِهِ استنجاحُهُ
إن ابن إسماعيلَ مَفْزَعُ هارب / قِدماً وَمَفْدَى طالِبٍ وَمَراحُهُ
دفَّاعُ جارِ حِفاظِهِ منَّاعُهُ / نَفَّاحُ ضيفِ سَمَاحِهِ منَّاحُهُ
في شِيْمَتَيْهٍ صرامة وسلامة / فهناك حَدَّا مُنْصُلٍ وصِفاحُه
والسيفُ ذو متن يَلذُّ مِسَاسُه / لكنْ له حَدٌّ يُهَاب كفاحُه
لِرجاله منه اثنتانِ تتابعتْ / بهما له وتسايرت أمداحُه
فَلِرَاهِب ألَّا يَرِيثَ أمانُهُ / ولراغب ألّا يريث نجاحُه
في ظله أمِنَ النَّخِيبُ فؤادُه / وبجوده انجبر الكسيرُ جَنَاحُهُ
هذا له إكرامُه ومقامُه / ولذاك عاجلُ رفدِه وسراحُه
فإليه ينتعل القريبُ حذاءَه / وإليه يمسح سَبْسَبَاً مُسَّاحُه
كم سائقٍ ساقَ المطيَّ يؤمُّهُ / حتى اقتدى بذلولِهِ ممْراحُه
ولقد ترانا نَنْتَحِيهِ ودونَه / للعيس أغبرُ واسعٌ قِرْواحُه
فيظل يَقْصُرُ للمسير طويلُه / ويبيت يُقْبَض للسُّرَى رحراحُه
يطوي مدى السَّفر المُيَمَّم سَفْرُهُ / حَسَناً فيقرُبُ عندهم طَمَّاحُه
وأحقُّ مطويٍّ مداه لقاطع / سَفَرٌ تلوح لتاجرٍ أَرْباحُه
ولكم كَسَتْ ظلماءُ ليلٍ وفدَه / ثوباً جديداً لم يَحِن إمحاحُه
فهدتْ عيونهم له أضواؤه / وهدت أنوفَهمُ له أرواحُه
شملَ التنوفَةَ فائحٌ من نشره / قطعَ الفضاءَ إلى الأُنوف مَفَاحُه
وَجَلا الدُّجُنَّةَ لائحٌ من نوره / كشف الغطاء عن العيون مِلاحهُ
لا تُخْطِئنَّ أبا عليٍّ إنه / بابُ الغنى وسؤاله مفْتاحُه
غيث أظلَّ فبشَّرتْك برُوقُه / وَمَرَتْ لك النفحاتِ منه رياحُه
ما زال يتبعُ بشرَهُ معروفُه / والغيثُ يتبعُ بَرْقَهُ تَنْضَاحُهُ
أصبحتُ أشكره وإن لم يُرضني / إسقاطُه شأوي ولا إرزاحُه
وأذيع شكواه وإن لم يُشكِنِي / إنزارُهُ صَفَدِي ولا إيتَاحُه
ألقى الكسوفَ على المديح وسيْبُهُ / كاسي المديح جَمَالَه فضَّاحُه
فبما اعتلاه بدا عليه كسوفُه / وبما كساه تَلألأتْ أوضاحُه
كائنْ لهُ حَزْمٌ إليَّ يروقني / حُسْناً ويَقْبُحُ عندي استقباحُه
أنشدْته مدحي فأنشد طَوْلَهُ / تَئِقُ السَّمَاح بمالِه نَفَّاحُه
صبُّ الفؤاد إلى الندى مُشْتَاقُه / طِرب الطِّباع إلى الثَّدَى مرتاحُه
بعثَ الجَدا فجرت إليَّ رِغابه / من بعد ما عَسُرتْ عليَّ وِتَاحُه
طِرْفٌ يغولُ الجهدَ منِّيَ عفوُه / بحرٌ يُغَرِّقُ لُجَّتي ضَحْضَاحُه
فكأَنَّ نائله أرادَ فَضِيحتي / مما اعتلى مَتْحِي هناك مِتَاحُه
وإذا الجدا فضح المديح فَمُقْبِحٌ / يُعْتَدُّ من إحسانه إقباحُه
يا آل حمَّاد تَقَاعَسَ أمركم / عن خَتْمِهِ وتجدَّد استفتاحُهُ
أنتم حقيقةُ كلِّ شيء فاضل / وذوو الفضائل غَيْرَكُمْ أَشباحُهُ
والعلمُ مُقْتَسَمٌ فعندَ سواكُمُ / أقْيَاضُهُ ولديكُم أَمحاحُه
أصبحتُمُ بيتَ القضاء فنحوَكُمْ / تَهْوِي بطالِب فَيْصَلٍ أطْلاحُه
وبِعَدْلِكُمْ أضحى مَراداً واسعَ ال / بُنْيان فيه سُرُوحه وسَرَاحُه
أصحابُ مالكٍ الذي لم يَعْدُهُ / من كُلِّ علم محضُه وصُراحُه
ذاك الذي ما اشتد قفْلُ قضية / إلا ومن أصحابه فُتَّاحُه
ولكم بحمَّادِ بن زيد مَمْتَحٌ / في العِلم يصدرُ بالرضا مَتَّاحُه
لا يُخْدَع المتَعلِّلُون ولا يعُمْ / في البحر إلى الحوتُ أو سُبَّاحُه
بحديث حمَّادٍ ومَقْبَسِ مالكٍ / يَشْفي الأُحَاحَ من استَحَرَّ أحَاحُه
لا يَبْعُدا من حالبَيْن كلاهما / يمْرِي الشفاء فَتَسْتَدِرُّ لِقاحُه
وكأنما هذا وذاك كلاهما / من في محمّدٍ استَقَتْ ألواحُه
ومُخَالِفٍ أضحى بكم مَغْمُودَةً / أسيافُه مَرْكُوزَةً أرماحُه
خاطبْتُمُوه بالجليَّةِ فاتَّقى / بيَدِ السَّلام وقد أظلَّ شِيَاحُه
قسماً لقد نظر الخليفةُ نَظرَةً / فرأى بنور الله أين صلاحُه
وإذا امرؤٌ وصل الفلاحَ بسعيكم / فهو الخليق لأن يَتمَّ فلاحُه
أنَّى يخيبُ ولا يفُوزُ مُسَاهِمٌ / والحاكمون الفاصلون قِداحُه
علماءُ دين محمَّدٍ فقهاؤُه / صلحاؤه صُرحاؤه أقحاحُه
والله أعلم حيث يجعل حكمه / وإن امترى شَغِبُ المراء وقَاحُه
ولئن مَحَضْتُمْ للخليفة نصحكم / ولَشرُّ ما يَقري النَّصيحَ ضَياحُه
فلقد قدحتم لابن ليث قَدْحَكُمْ / حتى توقَّد في الدجى مصباحُه
فرأت به عيناه أين خساره / ورأت به عيناه أين رَبَاحُه
لمَّا استضاء بنوركم في أمره / عَمْروٌ أضاء مساؤه وصباحُه
لولا مشورتكم لَنَاطَحَ جَدَّه / جدٌّ يُبِيرُ مُنَاطِحِيه نِطاحُه
يا ليت شعري حين يُمْدَحُ مِثْلُكُمْ / ماذا تَراه يزيده مُدَّاحُه
لكنكم كالمسك طاب لعينه / ويزيد حين تخوضه جُدَّاحُه
لا زلتُمُ من كل عيشٍ صالحٍ / أبداً بحيث دِماثُهُ وفِسَاحُه
بأبي يَدٌ لَكُمُ صَنَاعٌ أصلحت / دهري وقد أعيا يدي إصلاحُهُ
بيضاءُ وَادَعَني بها وثَّابُه / عمري وضاحكني بها مِكْلاحُهُ
تالله لا أنسى دفاع أكُفِّكُم / عنِّي البوارَ وقد هوى مِرْضَاحُه
وإذا أظلَّنيَ البلاءُ دعوتكم / فَبِكُمْ يكون زواله ورواحُه
وشريدِ مدحٍ لا يزال مبارياً / سَيّاحُ سَيْبِ أكفِّكم سيّاحُه
قد قُلْتُهُ فيكم ولم أر قائلاً / أنْبَأتَ عن غيبٍ فما إيضاحُه
والشكر مَنْتُوجٌ عليَّ نَتَاجُه / وعليكُمُ بالعارفاتِ لِقَاحُه
والعرفُ أعجمُ حين يُولَى مُفْحَماً / وبأن يُضَمَّنَ شَاعِراً إفصاحُه
أسْمَعْت يا حَسنَ المكارم فاستمعْ / واكبِتْ عدوَّك أُسْمِعَتْ أنواحُه
أرِهِ مكارمَكَ اللواتي لم تزل / منها يطول ضُغاؤُهُ وضُباحُه
خُذْهَا هديةَ شاعرٍ لك شاكرٍ / نطقت بمدحك عُجْمُهُ وفِصَاحُه
نحوَ المُعَشَّقِ من حديثك سَمْعُهُ / أبداً ونحو نسيمِكِ استِرْواحُه
أهدى إليك عقيلةً من شعره / بكْراً يَقِلُّ بمثلها إسماحُه
فَامْهَرْ كريمَتَه التي أُنْكِحْتَها / كَيْمَا يطيب لدى النِّكاحِ نِكاحُه
لا تمنعنَّ مَهيرَةً من مهْرها / إن السَّرِيَّ من الفرِيِّ سِفَاحُهُ
بَكَرَتْ عليك سلامةٌ وكرامةٌ / وعلى عدوِّك آفةٌ تجتاحُه
يا لائمي في الرَّاح غيرَ مُقَصِّرٍ
يا لائمي في الرَّاح غيرَ مُقَصِّرٍ / لا زال رأيكَ سيِّئاً في الرَّاحِ
فَأقَلُّ ما في ترك مثْلِكَ شُرْبَهَا / تَوْفيرُها وطهارةُ الأقداحِ
ما سرني بَدَلاً بما وفَّرْتهُ / منها مَكانُكَ واصلاً لجناحي
أرْبَحْتَني منها نَصِيبَكَ مُحْسِناً / فربحتُ خيراً منكَ في الأرباحِ
ما مَدْمَعي حَذرَ النَّوى بقريحِ
ما مَدْمَعي حَذرَ النَّوى بقريحِ / فدعِ الغُرابَ يَصِيحُ كلَّ مَصيحِ
شُغْلي بإطراءِ الذي مَهْمَا ادَّعَى / مُطْرِيهِ أعربَ عنه بالتَّصْحيحِ
أعني المُسَمَّى باسم أصدقِ واعِدٍ / وَعْداً ذَبيحَ الله خَيْرَ ذبيحِ
للّه إسماعيلُ جِدلُ كتَابَةٍ / أعني أخا شَيْبَان لا ابن صَبيحِ
حمل الفَوادحَ فاستقلَّ ومثْلُه / حمل الفوادح غَيْر ذي تَبليحِ
ما ضرَّ من زمَّ الكتابةَ زَمَّةً / أن كان مَنْبتُهُ بأرض الشِّيحِ
ما ضرَّه أن لم تكن سَمُرَاتُهُ / نَخْلاً يُلَقِّحُهُ ذوو التلقيحِ
حَلَّ العِصَاب عن الذين يليهُمُ / وأدَرَّ بالإبْساسِ والتَّمْسيحِ
وأراحَ من أهل الفداء فأصبحتْ / غاراتُهم مأمُونَةَ التصبيحِ
إلَّا يُزِحْ عِلَلَ الرَّعيَّةِ عَدْلُهُ / فيهمْ فما شَيْءٌ لها بمُزيحِ
ولقدْ بلاَهُ إمامُهُ وأميرُه / فكلاهما ألْفَاهُ حَقَّ نَصيحِ
وأراهُ لا يِنْسى الوفاءَ لشدةٍ / تُنْسي الوفاءَ ولا لفتْرَةِ ريحِ
كم ضربةٍ رَعْلاَءَ بل كم طعنةٍ / نجلاء بل كم رَمْيَةٍ إذْبيحِ
خطرتْ بها كفَّاهُ دون إمامِه / في ظلِّ يوْمٍ للأكفِّ مُطيحِ
سائل بذلك عَنْه حربَ المهتدِي / وكباشَهَا من ناطح ونطيحِ
فلتخبرنَّك عن جِلاَدِ مُغَامِسٍ / ولتخبرنَّك عن طِرَادِ مُشِيحِ
ولتخبرنَّك عن نضال مُطَمَّح / باليَثْربيَّة أيَّما تطميحِ
ممن إذا حَفَزَ السهامَ بِقوسه / فَحَّتْ أفاعِيهنَّ أيَّ فحيحِ
أعطى الكريهَةَ حقَّها عَنْ غيْرِهِ / وكفَى كِفَاحَ الموتِ كُلَّ كَفِيحِ
والحربُ تَعْذِمُ بالسيوف مُدِلَّةً / دَلّاً على الخُطَّابِ غيرَ مَلِيحِ
صَعْبٍ إذا صَعُبَتْ عليه قرينةٌ / حَتَّى تُسمِّحَ أيَّمَا تسميحِ
فإذا القرينةُ سَمَّحَتْ لمْ يُولِها / خُلُقْاً من الأخلاَقِ غيرَ سجيحِ
خُلِقَتْ يداه يَدٌ لتجرَحَ في العدا / ويدٌ لِتَأْسُوَ جُرْحَ كُلِّ جريحِ
وإذا ارْتأى رَأياً فأثْقَبُ ناِظرٍ / نظراً وأبْعَدُهُ مَدَى تطريحِ
تُبدِي له سِرَّ الغُيوُبِ كَهَانةٌ / يوُحِي بها رِئْيٌ كَرِئْيِ سطيحِ
سَبَقَتْ بحُنْكتِهِ التجارِبَ فطرةٌ / كالشَّوكَةِ اسْتَغْنَتْ عن التنقيحِ
لو لا أبُو الصقر الفسيحُ خَلائِقاً / أضحى فَسِيحُ الأرض غيرَ فسيحِ
رحُبَتْ به الدنيا على سُكَّانِها / من بعدما كانت كَخَطِّ ضريحِ
طَلْقُ المُحَيِّا واليدين سَمَيْدَعٌ / سَهْلُ المَبَاءَةِ ذو عِراضٍ فِيحِ
نَهَكَ الحياءُ جُفُونَهُ وكلامَهُ / فغدا مريضاً في ثيابِ صحيحِ
لا من قِراف دَنيَّةٍ لكنه / كرم بلا مَذْق ولا تضييحِ
تبدُو لسائله صَفيحَةُ وجهه / وكأنها سَيْفٌ بِكَفِّ مُلِيحِ
وكأنَّ فيهِ أرْيَحِيَّةَ نَشْوَةٍ / من قهْوَةٍ تُرْخي الإِزارَ قَدِيحِ
أعلى المحامدَ بعد رُخْصٍ إنه / يبْتاعُ كاسدها بِكُلِّ ربيحِ
بذل الكرائمَ في المكارم تاجِرٌ / جَلَّتْ تجارَتُهُ عن التَّرْقِيحِ
حَامٍ حَقِيقَتَهُ مُبِيحٌ مَالَهُ / ناهيكَ من حام به ومُبيحِ
يعطي اللَّهَا إعطاءَ سمْحٍ باللُّهَا / لَحزٍ على الحَسَبِ التَّلِيدِ شحيحِ
إلّا يُتِحْ صَرْفُ الزمان لمالِهِ / حَيْناً يُتِحْهُ دونَ كل مُتيح
أضحت حِيَاضُ المُعْطِشينَ بجوده / فَهَفَتْ جَوَانِبُها من التَّطْفِيح
وردوا مناهِلَه فَمَاحُوا واسْتَقَوْا / منهنّ أعذبَ مُسْتقىً وَمُمِيحِ
لو أنه وَسَمَ الرياضَ بجودِهِ / أَمِنَتْ حَدائِقُها من التَّصْوِيحِ
ذو صُورَةٍ قَمَريَّةٍ بَشَرِيَّةٍ / تَسْتَنْطِقُ الأفواهَ بالتسبيح
وإذا تأمَّلَ نَفْسَه لمْ يقْتَصِرْ / منها على التصوير والتَّشْبِيحِ
حتى يُزَيِّنَهَا بزينةِ ماجدٍ / ليست بتطويقٍ ولا توشيحِ
بَرَعَتْ محاسِنُه فَأقْسَمَ صادقاً / أنْ لا يُعَرِّضَهُنَّ للتّقْبِيحِ
لكن لِتَلْويح الهَواجِرِ طالباً / إسْفَارَهُنَّ بذلك التلويح
ما زال يبعث بالعُطاس ركابه / ويروع قائلهنَّ بالترويحِ
وتقود كلَّ نَوَى شَطُون هِمَّةٌ / ونوى الكريم بعيدةُ التَطْويحِ
حتى تَعَمَّمَ بالسيادة ناشئاً / ولِذَاك رشَّحَهُ ذوو الترشيحِ
عَشِقَ العلا وَعَشِقْنَهُ فكأنما / وافى هوى لُبْنَى هوى ابن ذَرِيحِ
وَهَبَتْ له القلمَ المُعلّى هِمَّةٌ / رَفَضتْ من الأقلام كلَّ مَنِيحِ
لم أمتدحه لِخلَّةٍ ألفَيْتُهَا / في مجده فَسَدَدْتُهَا بمَدِيحِ
لكنْ لكْي تَزْهى محاسنُ وصْفِهِ / شعري فيحسُنَ منه كلُّ قبيحِ
حَبَّرْتُ شعري باسمه إنَّ اسمَهُ / في الشِّعْر كالتَّحْبير والتسبيحِ
لما رأيتُ الشعرَ أصبحَ خاملاً / نَبَّهْتُه بفتى أغرَّ صريحِ
لاّ يَضْربُ الركبُ الطلائحَ نحوَهُ / بل باسمه يُزْجونَ كلَّ طَليحِ
تُحْدَى الرِّكابُ بذكره فترى الحصَى / منْ بين مَنْجُول وبين ضَريحِ
وَيَهُزُّ كلُّ مُبَلَّدٍ أَعْطافَه / طَرَباً كفعل الشَّارب المِرِّيحِ
مِنْ بعد ما انْتُقيتْ أواخِرُ مُخِّه / وَخَوتْ مَحَاجرُهُ من التقديحِ
ثِقَةً بِسَيْبٍ منه ليس يعوقُهُ / مهما جرى من سَانح وبريحِ
مَلِكٌ إذا الْحاجاتُ شدَّ عِقَالُهَا / وَثقَتْ لديه بعاجل التسريحِ
مِمَّا تراه الدهْرَ يُصْدر وارداً / عن نَائلٍ قَبْلَ السؤال نجيحِ
يا من إذا التَّعْريضُ صافح سَمْعَهُ / غَنِي العُفاةُ به عن التصريحِ
أشْكُو إليك خَصَاصَةً وتَجَمُّلاً / قَدْ بَرَّحَا بي أَيمَا تبريحِ
لتَصُونَ وَجْهِي عَن وُجُوهٍ وُقِّحتْ / بالرَّدِّ تَوْقيحاً على توقيحِ
سُئِلَتْ وقد سَالتْ ففي صفحاتها / لِلرَّدِّ تَكْدِيحٌ على تكديحِ
يا مَنْ أراحَ عَوَازِبَ الشِّعْرِ التي / لَوْلاَهُ أعْزَبَهُنَّ كلُّ مُرِيحِ
أنطَقْتَ مُفْحَمَنَا فأصبح شاعراً / وأَعَرْتَ أَعْجَمَنَا لسانَ فصيحِ
بِلُهاً فتحْنَ لُهَا الرجالِ فَكُلُّهُمْ / ذو منطقٍ سَلِسٍ عليه سَرِيح
أَحْيَيْتَ ميْتَ الشِّعْر بعدَ ثَوَائِهِ / في الرَّمْسِ تحت جنادلٍ وصفيحِ
حتى لَقال الناسُ فيكَ فأكثروا / هذا المسيح وَلاَتَ حينَ مَسِيحِ
قل للحكيم أبي الحسين ومن جَلاَ
قل للحكيم أبي الحسين ومن جَلاَ / ليلَ الشُّكُوك عن القلوب فأَصْبَحَا
وَتَتَبَّعَ الإِخوانَ يَنْعَشُ عَثْرَةً / منهم ويسْتُر عَوْرَةً أن تُفْضحا
للَّه أنتَ لسائلٍ ومُسَائلٍ / ما أسْرَحَ الرِّفْدَيْنِ منكَ وأنجحا
أنت الذي إن قيل جُدْ غَمر المُنَى / بنواله أو قيل أوْضِحْ أوضَحا
ما إنْ تَزَالُ مُنَوِّراً وَمُنَوِّلاً / كالغيْث أبرق في الظلام وسَحْسَحَا
تُزْجيه ريحٌ وُكِّلَتْ بشُؤُونِهِ / تُذْكِي سَنَاهُ وَتَمْتَرِيهِ ليسفحا
فَيَشُبُّ آوِنَةً بُرُوقاً لُمَّحاً / ويَصُبُّ آونةً غُرُوباً نُضَّجا
مُتضمِّناً كشفَ الغُيُوب وتارةً / سَحَّ السُّيُوبِ دَوَافقاً لا رُشَّحَا
وأقولُ إنك حين تَدْأَبُ دَأْبَةً / أَرْوَى لمُسْتَسقٍ وأوْرَى مَقْدَحَا
مازلتَ قبْلَ العَشْر أوْ لكمالها / تَعْلُو الْعلاة وتَسْتَخفُّ الرُّجَّحا
مُسْتَرْفَداً ضخم اللُّهَا مُسْتَرْشَداً / جَمَّ النُّهَى مُسْتَمْنَحاً مُسْتَفْتَحَا
عُرْفاً وَمَعْرِفَةً تَبَجَّحَ مَعْشَرٌ / عَدِمُوهما وعلوتَ أن تَتَبَجَّحا
أَسمِيَّ مَنْ أمَرَ الإِلهُ بِذَبْحِهِ / حتَّى إذا أشْفَى نَهَى أنْ يُذْبَحَا
فُزْ فَوْزَهُ واسْعَدْ بمثل نجاته / ووقاك شانِئُكَ البوارَ المِجْوَحَا
مَعَ أنَّه ذِبْحٌ يُقَصَّرُ قَدْرُهُ / عن أن يقوم مقامَ كَبْشٍ أمْلَحَا
مُتَخَيَّرٌ لا للزَّكاءِ أَلِيِّةً / لكنْ ليُجرَحَ دونَ نَفْسِك مُجْرَحا
فاعذر أخاكَ وإن فداك بِتَافِهٍ / مَحْضِ الخساسةِ طالباً لك مَصْلَحَا
لوْلاَ هَوَايَ رَدَى عَدُوِّكَ لم أكُنْ / أرْضَى لِفديتِك الأخَسَّ الأَوْتَحَا
أكرمْ بنائِلِك الذي أمْتَاحُهُ / عَنْ أَيِّ ما ضَرَعٍ وذُلٍّ زحزحا
لو لم تصُنْ وجهي به وتكفُّهُ / أمسَى وأصبحَ بالهوانِ مُلَوَّحَا
أعْفَيْتَ وجهَ مُحَرَّم لم يعتقد / وَفْراً ولم يَكُ بالسؤالِ مُوَقَّحا
أبْصَرْتَ عُودِي عَارياً فكَسَوْتَهُ / وقَدِ الْتَحَى مِنْهُ زَمَانِي مَا الْتَحَى
لا أسْتَزِيدُكَ غيرَ إذْنِكَ أن تَرَى / مَدْحِي عَليْكَ مُحَبَّراً ومُسَيَّحَا
بَدَأَ امتِنَانُكَ فاهْتَزَزْتَ ورُعْتَنِي / عن نشر ما تُسدِي فَمِدْتُ مُرَنَّحَا
مِنْ تَرْحَةٍ كَادَتْ تُكَدِّرُ فَرْحَةً / وأراكَ تكره أن أعيشَ مُتَرَّحَا
وإذا أَبيتَ الشُّكْرَ مِن مُتَقَبِّلٍ / جَدْوَى يديْكَ حَمَيْتَهُ أنْ يفرحا
ومتى رَدَدْتَ القيل في فَم قائلٍ / لَفَح الفؤادَ وحَقُّه أنْ يَلْفَحَا
هي ضربةٌ بالسيف إلا أنه / سيفٌ ضرْبتَ به وَلِيَّكَ مُصْفَحَا
وإذا ضربْتَ بِصَفْح سيفك صَاحِباً / خافَ الشَّبَا والموتُ فيه إن انْتَحَى
وكأنَّ مَنْ عَذَلَ امرأً في مَدْحِهِ / إيَّاكَ من عَذَلَ امرَأً إنْ سَبَّحَا
قُلْ لي وقد أيْقَنْتَ أَنِّي عارف / بالحقِّ مُعْطىً في البَلاَغةِ مَنْدَحَا
أَأُمِيتُ ذِكْرَى مَنْ حَيِيتُ بفضله / وَرَعَيْتُ بعد الجدْبِ مَرْجاً أَفْيَحا
ما ذاكَ في حُكْمِ الحكيم بجائز / إنْ كان يعلمُ ما وعَى مِمَّا وَحَى
أوْليْتَ صالحةً وليتَك لا تزل / بالصَّالحاتِ مُبَيَّتاً ومُصَبَّحَا
وأمرْتَهُ أنْ لا يَفُوهَ بذكرها / في الناطقين وغيرُ ذلك رُشِّحا
وإذ اصْطَنَعْتَ صَنِيعةً وكتمتَها / وطَوَيْتَها فجديرةٌ أن تُمْصَحَا
وكأنَّها عارٌ تحاول ضَرْحَهُ / عَنَّا وما يُسْدَى الجميلُ لِيُضْرَحَا
ما حَقُّ عُرْفٍ لم يُذِعْهُ وَليُّهُ / أنْ يَصْمِتَ المُوْلاَهُ بل أنْ يَصْدَحا
أوْلَى بطُول الجَحْد عُرْفُ مُبَخَّلٍ / مَنَّانِهِ رَفَضَ الفِعال ورَقَّحا
يُغْشَى فَيَنْبَحُ كلْبُهُ دون القِرى / لُؤْماً ويَخْرسُ كلبُهُ مُسْتَنْبَحَا
ولقد هَمَمْتُ بطيِّ عُرْفِكَ طاعةً / فَغَدَت شَواَهِدُهُ بِسِرِّي بُوَّحَا
إنِّي أعيذُكَ أن تُوهِّم حاسداً / أن قد طرحتَ ثَنَاءَ حُرٍّ مَطْرَحَا
أغَرَسْتَ عِنْدي نعمةً وأمرتَنِي / ألّا أذِيعَ بها الثناءَ الأفصحا
هَيْهَاتَ قَدْ سُمْتُ الذي حَاوَلتهُ / نَفْسِي فَعَزَّ جُمُوحُهَا أن يُكْبَحَا
إن التي أسْدَيْتَهَا رَيْحَانَةٌ / أنْشَأتَهَا لا بدَّ مِنْ أنْ تَنْفَحا
لا تُعْنتنّي بعد مَلْئِكَ باطني / شكراً بمنعك ظاهري أن يطفحا
أعيا عَلَيَّ فَلَو أُجَمجِمُ بَيَّنَت / عنهُ حُلاهُ وَلَو أُعَرِّضُ صَرَّحا
كَفكِف يَدَيكَ عَنِ النَوالِ وَبذلِهِ / حتَّى أكَفْكِفَ مِقْوَلِي أن يمدحا
كلا لقدْ رُمْنَا خلافَ سبيلنا / فغدا كِلاَ الخِيمَيْنَ يَجْمَعُ مَجْمَحَا
لم أسْتَطِعْ كفراً كما لم تَسْتطِع / بُخْلاً ولم تجنحْ إليه مَجْنَحَا
ولو اهْتَبلْتَ الصمتَ إذ زاولتَه / لَحسبْتَ وُدِّيكَ الصَّرِيحَ مُضَيَّحا
عَجَباً لمنعِك مِقْوَلي مِن شَأنِهِ / ولقدْ جعلتُ له بفضلِك مَسْرحا
أَأَردْتَ ترفيهي فلم يَكُ فَادِحٌ / أَرْجُو بهِ الزُّلْفَى لديك ليَفْدَحا
وأنا أمْرُؤٌ أجدُ الثناءَ على الذي / يُولِينيَ النُّعْمَى أخفَّ وأروحا
وأراكَ تحسِب مَنْطقي مُسْتَكْرَهاً / يَأْتي وقد كدَّ الضميرَ وبرَّحا
كَلاَّ ولوْ أضحَى كذاكَ ورُضْتُهُ / بِنَداك أذعن لِي هُنَاك وسَمَّحا
هَوِّنْ عليك فإنَّ مَدْحَكَ مُسْعِدِي / عَفْواً ولم أكدحْ بفكريَ مَكْدحا
ما رمتُ بالميْسُورِ مدْحُكَ مرَّةً / إلا رأيْتُ وجُوهَهُ لي سُنَّحا
أمْ خِلْتَ أَنِّي إن مدحتُكَ خِلْتنِي / كافأتُ طَوْلَكَ حَاشَ لِي أَنْ أَطمَحا
فأروحُ أُظْهرُ شاهداً مُسْتَحْسَناً / مِنِّي وأُبطنُ غائباً مُسْتَقْبَحا
إنِّي إذاً إن كانَ ذاكَ لَكالذي / لاقى بمُبْتسمٍ وأضمر مكلَحا
أمْ خفْتَ إن جُمِعَتْ لِنفْسِي نعْمَتَا / حَظٍ وشُكْرٍ ناطِقٍ أن أمرحا
تاللَّه أنحُو نحو ذلك ما هدَى / نَفْسِي هُدَاك وإن نَحاهُ مَنْ نحا
لا بلْ حَقَرْتَ لِيَ الجزيلَ من الجدا / في جنبِ همَّتك البعيدةِ مَطْمَحا
ورأيْتَ شُكْري فوقَ ما أوليتني / فَكَرهْتَ غَبْنَ مُكاتَبٍ قدْ بَلَّحا
وكذا يَرَى مَنْ لا يزالُ إذا جَرَى / مَسَحَتْ به الأيدِي جواداً أقْرَحا
ولَمثْلُ وجْهكَ لاحَ أوَّل سَابِقٍ / وَغَدَا مُفَدَّىً في الكرام مُمَسَّحا
وعليَّ إذْ أكْبَرْتَ شكري أنني / أبغي الزيادة فيه حتى أطْلحا
إنْ أبتسمْ عَمَّا فعلتَ فَزينَةٌ / أوْ لاَ فما وَارَيْتُ ثَغْراً أقلحا
يَفْديك كُتُّابُ الملوكِ وإن لحا / في ذاك مِنْ حُسَّادِ فضلك من لحا
يا خَيْرَهُمْ نَفْساً وأنداهُمُ يداً / وأجَمَّهُمْ علماً وأرْسَاهُم رَحَى
ما أغْفَلَ القلمَ الموشَّحَ خصْرُهُ / يُمْنَاكَ عن كَرَمٍ هناكَ توشَّحا
قلمٌ إذا جَدَح الدَّوَاةَ رأيْتَهُ / لجميع ما تحت السياسَةِ مِجْدَحَا
تتحرَّكُ الأشياءُ بعد سكُونها / عند احتثَاثِكَهُ ذَنُوباً أَرْسَحا
للَّه منْ قَلمٍ هناكَ إذا جَرَى / أجرى المنافِعَ المضَايِر سُيَّحَا
بيد امرىءٍ إنْ شاءَ كان مُعَسَّلاً / يشْفِي الجوَى أو شاء كان مُذَرَّحَا
يَسقِي به ماء الحياةِ وربَّمَا / عادَى فَقَلَّبِ منه صِلّاً أفْطَحَا
تَلقَى هُنَاكَ مُنجَّداً ومُنَجِّداً / تَأْتَالُهُ ومُنَقِّحاً ومُنَقَّحا
لو وَازَرَ الماءَ اسْتَفَادَ قُوَى الصَّفَا / جَلَداً ولو كادَ الصَّفا لَتَضَيَّحَا
كمْ مِنْ ذَليلٍ قد أعزَّ وما اعْتَدَى / حَقّاً وكائن مِنْ عزيز طَحْطَحَا
ما زلت مُذْ زايَلْتُ ظلَّكَ لابِساً / ظلَّ النَّدامةِ ضَاحِياً فيمن ضحا
وأعدُّ محمودَ العهودِ فلا أرَى / فيها كَعَهْدِكَ لا أمَحَّ ولا امَّحَى
ما كنتُ عند بليتي إذ شُبِّهَتْ / وجليتي إلّا كذي سُكْرٍ صَحَا
أثْنِي عليكَ بأنَّ كُلَّ مُطَالِبٍ / جدواكَ قد أَضحى يُلقَّبُ أفْلَحَا
وبأنَّ عرضَك لا يزالُ مُمَنَّعاً / وبأنَّ مالك لا يزال مُمَنَّحَا
ولقد أَطافَ بك البُغَاةُ ولم تَكُنْ / وَرعاً ولا عِرّيض شَرٍّ مِتْيَحَا
فَلَقُوا وراءَ الحلم منك شَكِيمَةً / تَثْنِي المذَاكِيَ مِنْهُمُ والقُرَّحَا
ورأوْكَ مثل الطَّوْدِ ليْسَ بِنَاطِحٍ / لكنَّهُ يوهِي الرُّؤُوسَ النُّطَّحَا
فاَسْلَمْ وما يَدْعُو بها إلا امْرؤٌ / لم يدَّخِرْ عن نفسه لك مَنْصَحَا
نَصَحَ المُحِبُّ لك السَّلامَةَ نَفْسَه / قَسَماً وإيَّاهَا بِذَاك اسْتَصْلَحَا
وأراكَ في الغُرَرِ الثَلاثَةِ كُلَّ مَا / تَهْوى وإن ساء العُدَاةَ الكُشَّحَا
مُلِّيتَهُمْ حتَّى تُحَقَّ كُنَاهُمُ / فَتَرَى بنيهِمْ باكِرينَ وَرُوَّحَا
مُسْتَوْسِقِينَ على سبيلك كُلُّهُمْ / يَهدي ذَوِي عَمَهٍ ويُنْهِضُ رُزَّحَا
لا يَعْدَمُونَ مقَالَةً من قائلٍ / ما أَحْسَنَ الصَّفَحَاتِ والمُتصَفَّحا
فَتُدَرَّعُ اليومَ القصيرَ بأُنْسِهِمْ / وتُعَمَّرُ العمْرَ الطويل مُصَحَّحا
مِنْ حَيْثُ لا مِرَرُ الطِّبَاعِ تَنَقَّضَتْ / كِبْراً ولا وَرَقُ الشَّبَابِ تَصَوَّحَا
لِمَ لا نَوَدُّ لكَ البقاءَ مُنَفَّلاً / طولَ السَّلامةِ والمعاشَ الأفسحا
وإذا أبَى المسؤولُ إلّا قولَ لا / للسَّائِلِ اسْتَحْيَيْتَ أن تتنحْنَحَا
وإذا أجَدَّ جوادُ قَوْمٍ في النَّدى / ومَزَحْتَ أنتَ فحسْبُنَا أنْ تمزحا
وإذا تأمَّلَ نَاظِرٌ في خُطَّةٍ / ولمحْتَ أنتَ فحسبُنَا أنْ تلمحا
يا سائلي بأبي الحسين وفضْلِهِ / تكْفِيكَ جُمْلَةُ ذكْرهِ أن تُشْرَحَا
أعجِبْ بأنكَ تَجْتَلِي بِشُعَيْلَةٍ / وجْهَ الصباح وقد بَدَا لكَ أجْلَحَا
سَاءَلْتُهُ وسَأَلْتُهُ فوجدته / كالبحْرِ يَعْظُمُ قدرهُ أنْ يُنْزَحَا
وَتَضَحْضَحَتْ حَوْلِي بحورٌ جَمَّةٌ / وأَبَى ابنُ إبراهيم أنْ يَتَضَحْضَحَا
لم ألْقَ في غمراتِ قومٍ مَشْرَباً / ووجدتُ في ضَحْضَاحِهِ لِي مَسْبَحَا
مَنْ كان شُبِّهَ لِي وشُبِّحَ باطلاً / فَسِوَاهُ كانَ مشَبَّهاً ومُشَبَّحَا
ما كانَ مثل الآلِ خَيَّلَ لُجَّةً / ثم اسْتُغِيثَ بِهِ فأبْرَزَ ضَحْضَحَا
جبل بناه اللَّه حول حريمِهِ / لِيَحُوطَ من يرعى ويُثْبِتَ ما دَحا
شَهِدَتْ مَآثِرُهُ الجميلَةُ أنه / مِمَّنْ تَمَكَّن في العلا وَتَبَحْبَحَا
كم مِنْ عَلاَءٍ قدْ علاهُ لَوِ ارْتَقَى / مَرْقَاتَهُ أَحَدٌ سِوَاهُ تَطَوَّحَا
باعَ المنَاعِمَ بالمكارِمِ رابحاً / وابْتَاعَ حَمْدَ الحامدين فأرْبَحَا
مَلَكَ الرِّقَابَ بِفَكِّهَا وبأنَّهُ / مَا مُلِّكَ الأحْرَارَ إلا أسجَحَا
لا تَغمُرُ النعمُ الجلائِلُ قَدْرَهُ / كلا ولا تَزْهَاهُ حتَّى يمرحا
لا بَلْ تُقَاسُ بقَدْرهِ فَيَطُولُها / أَلْوَى تُصَادِفُهُ الملابسُ شَرْمَحَا
أضحَتْ بمجدِ أبي الحسين وجُودِهِ / عِلَلُ المُمَجَّدِ والمؤَمَّلِ زُوَّحَا
فإذا مدَحْتَ أصاب مدحُكَ مَمْدَحاً / وإذا مَنَحْتَ أصابَ منحُك مَمْنَحَا
خذْهَا نَتِيجَةَ هَاجِسٍ ألْقَحْتَهُ / وبحقِّه نَتَج امرؤٌ ما ألقحا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025