المجموع : 66
ذهبت فنونُ مسرَّتي فتنوَّعت
ذهبت فنونُ مسرَّتي فتنوَّعت / في القَلب من وَجدٍ فنونُ شجونِ
يا من بُكاه لفقد فنٍّ واحدٍ / إنّي اِمرؤ أَبكي لفقد فنونِ
قِف بالعُذيب وحيِّ حيَّ قطينِه
قِف بالعُذيب وحيِّ حيَّ قطينِه / واِستسق عَينَك في مراتع عينِهِ
واِحذر هنالكَ من ظِباءِ كناسِه / إِن كنتَ لا تخشى أسودَ عَرينِهِ
وإِن اِدَّعيتَ خلوَّ قلبك في الهَوى / فمن اِبتَلاهُ بوجدِه وحنينِهِ
هَيهات لا يُغني الحذارُ إذا بَدَت / تلك الدُمى بين الحِمى وحجونِهِ
ومحجَّبٍ إِن لاح تحت ردائِه / أَبصرتَ بدرَ التمِّ فوق جَبينِهِ
ما هزَّ ذابلَ قدِّه إلّا غدت / شغفاً تسيل عليه نفسُ طعينِهِ
لا يخدعنَّكَ منه لينُ قوامه / هَذا الَّذي صَدَع القُلوبَ بلينِهِ
قد أَخجل المرّانَ حالي قدِّهِ / وَالبيضَ في الأَجفان سود جفونِهِ
لَولا تلوّنُ ودِّه ما كانَ لي / طَرفٌ يَحار الدَمعُ في تَلوينِهِ
عابَ الكواشحُ مَينَه في وعده / هبهُ يَمينُ أَلَستُ ملكَ يمينهِ
ما هيَّمت قَلبي فنونُ هيامه / حتّى رأى في الحسن حسنَ فنونِهِ
وَكتمتُ عَن نَفسي حَديثَ غرامه / حذراً عليه ولَم أفُه بمصونِهِ
فالقَلبُ لا يَدري بعلَّة وجده / وَالعَقلُ يَجهَلُ من قَضى بجنونِهِ
وَمؤنِّبٍ لي في البكاءِ كأَنَّني / أَبكي إذا جدَّ الأَسى بعيونِهِ
ظنَّ الهَوى سهلَ المرام وما درى / أنَّ المنى في الحُبِّ دون منونِهِ
ماذا عليه وما شجاه ولوعُهُ / إِن باتَ قَلبي مولَعاً بشجونِهِ
زعم النصيحةَ حين أَرشَدني إلى / ترك الهوى من جدِّه ومُجونِهِ
كلّا وعيشِك لو أَراد نصيحتي / لَم يَرضَ لي أَني أَعيشُ بدونِهِ
لِلَّه مدرسةٌ علا بنيانُها
لِلَّه مدرسةٌ علا بنيانُها / وَسَما على فَرق السماء مكانُها
قد شادها ملكُ المُلوك بهمَّةٍ / عَليا فأَصبح في علوٍّ شانُها
سلطانُ شاهِ حسينٍ الملك الَّذي / طابَت به الدُنيا وطاب زَمانُها
فغدت تنافسها السَماوات العُلى / إِذ زاحمت أَفلاكها أَركانُها
آوى بها كلَّ العلوم فأَصبحت / وَطناً لها إذ أَقفرت أَوطانُها
فَلِذا أَتى تاريخُ عامِ تمامها / مغنى هدىً فحوى الهدى بنيانُها
لا زالَ بانيها المَليكُ مؤيَّداً / باللَه ما أَحيا العلومَ بيانُها
وعليٌّ بن نظامٍ الداعي له / بدوام دولته السَعيدِ قِرانُها
هو ناظم الأَبيات يُزري نظمُها / بلآلئ الجيد البهيِّ جُمانُها
ذاكَ الحجازُ وهذه كثبانُهُ
ذاكَ الحجازُ وهذه كثبانُهُ / فاِحفظ فؤادَك إِن رَنَت غزلانُهُ
واِسفَح دموعَك إِن مررتَ بسفحه / شغفاً به إِنَّ الدموعَ جمانُهُ
وَسلِ المنازلَ عن هوىً قضّيتَه / هل عائدٌ ذاكَ الهوى وزمانُهُ
لَهفي على ذاك الزَمانِ وأَهلهِ / وَسَقاهُ من صَوب الحَيا هتّانُهُ
إِذ كانَ حبلُ الوصل متّصلاً بنا / وَالعيشُ مورقةٌ به أَغصانُهُ
وإذِ المعاهدُ مشرقاتٌ بالمنى / وَالسفحُ مَغنىً لم يبن سكّانُهُ
يا عاذليَّ دَعا فؤادي والجَوى / لا تعذُلاه فإنَّه دَيدانُهُ
وارحمتا لمتيَّمٍ قذفَت به / أَيدي النوى وَتباعدَت أَوطانُهُ
هبَّت له من نحو نجدٍ نسمةٌ / فتزايدَت لهبوبها أَشجانُهُ
يُمسي وَيُصبحُ بالفراق موجَّعاً / تَبكي عليه من الضَنى أَخدانُهُ
ما إِن تذكَّر بالحجاز زمانَهُ / إلّا وشبَّت في الحشا نيرانُهُ
فسَقى الحجازَ ومن بذيّاكَ الحِمى / صوبُ المدامع هاطِلاً هملانُهُ
لا كفَّ للدَمع الهتون تَقاطرٌ / بعد الحجاز ولا رَقت أَجفانُهُ
هجرَ الحبائبُ جانبي
هجرَ الحبائبُ جانبي / ونزلنَ مُنعرَجَ اللوى
فَظللتُ أَعسِفُ في الهَوا / جرِ سائِراً النَوى
وَصَلى الهوى قَلبي فَوا / كرباهُ مِن حرِّ الهَوا
ما بالُ قَلبِك لا يَزالُ مُولَّها
ما بالُ قَلبِك لا يَزالُ مُولَّها / لا الحلمُ يردعُه الغداةَ ولا النُهى
أَأَعادَ عيدَ غرامه طيرٌ شَدا / فَغَدا يحنُّ إِلى زَمانٍ قد زَها
ما زادَه اللاحون عذلاً في الهَوى / إِلّا وَزادَ تولُّعاً وتولُّها
وتوجُّعاً وتحزُّناً وتَملمُلاً / وَتشوُّقاً وتحرُّقاً وتأَوُّها
ما أَنتَ أَوَّل من نأى عن دارِه / وَرَمَت به أَيدي النَوى فتدلَّها
قد آن أَن تَثني غرامَك سلوةٌ / فَتُفيقَ منه طائعاً أَو مُكرَها
أَصَفا لدمعِكَ أَن يَبيتَ مُرقرقاً / وَحَلا لِقَلبكَ أَن يظلَّ مولَّها
عبثت صروفُ النائبات به فَلا / جزع يأَوِّبُه ولا صَبرٌ وهى
ما إِن شَدت ورقاءُ فوق أَراكة / إلّا وَكانَ له حَنينٌ مثلَها
وَلَقَد نَهاهُ الناصحون عَن الهَوى / فأَبى وَكان هو الرَشيدَ لو اِنتَهى
سَفهاً لرأيكَ أَن رجوتَ لما مَضى / رَجعاً وقد وزَعَ المشيبُ ونهنا
هَيهات أَيّامُ الشَباب وعهدُه / إِذ كنتَ في ظلِّ الشَبابِ مُرفَّها
لا تحسبَن أَنَّ المعاهدَ بالحِمى / تلكَ المعاهدِ والمها تلك المَها
قد أَقفرَت تلك الربوعُ وفُرِّقَت / تلك الجموعُ فلا البهيُّ ولا البَها
أَقصِر فَقَد خَلَت الديارُ فَلا هَوىً / يُصبى إليه ولا مَليحٌ يُشتَهى
لَم تبق إِلّا لَوعَةٌ أَو حَسرَةٌ / يُمسي بها الصَخرُ الأَصَمُّ مدلّها
عَجباً لمن منَّ الحَبيبُ عليه
عَجباً لمن منَّ الحَبيبُ عليه / وَحَباهُ بالتَقبيل وهو لَديهِ
كَيفَ اشتَكى ضعفَ الفؤاد من الجوى / ومفرِّحُ الياقوتِ في شَفتَيهِ
تَفديك لو قبِلَ المنونُ فِداها
تَفديك لو قبِلَ المنونُ فِداها / نَفسٌ عليكَ تقطَّعت بأساها
يا كوكباً قد خرَّ من أفق العُلى / في لَيلَةٍ كَسَت الصباحَ دُجاها
كانَت حياتُك للنواظر قرَّةً / وَاليومَ موتُك للعيون قَذاها
يا لَيتَني غُيّبتُ قبلَك في الثَرى / وَسُقيتُ كاسَ الموت قبل تَراها
أَو ليتَ عيني قبلَ تبصرُ يومَك ال / محتوم كحَّلها الردى بعَماها
لَم لا تَمنّى الموتَ دونك مهجةٌ / قد كنتَ تجهدُ طالباً لرضاها
أَم كَيفَ لا تَهوى العَمى لك مقلةٌ / قد كنتَ قرَّتها وكنت سَناها
آهٍ ليومكَ ما أَمضَّ مُصابَه / وأَحرَّ نارَ مصيبةٍ أَوراها
لا وَالَّذي أَبكى وأضحكَ والَّذي / أَفنى نفوساً بعدما أَحياها
لَم يَبقَ لي في العيش بعدَك رغبةٌ / ما لي وللدنيا وطولِ عَناها
هَيهات ترغبُ في الحياة حشاشةٌ / قد كنتَ أَنتَ حياتَها وَمُناها
كانَت تؤمِّل أَن تَكونَ لك الفِدا / فأَبيتَ إلّا أَن تَكونَ فداها
وَبررتَها حتّى كأَنَّك رأفَةٌ / وَتعطُّفاً كنتَ اِبنها وأَباها
أفٍّ لها إِذ لم تشاطِركَ الرَدى / ما كانَ أَغلظَها وما أَقساها
قسماً بربِّ العاكفين بمكّةٍ / والطائفين بِحجرها وَصفاها
لَولا يقيني أَنَّني بك لاحقٌ / لقهرتُها حتّى تذوقَ رداها
تاللَّه خابَ السعيُ واِنفصمت عُرى ال / آمال مِمّا نابَها وَعَراها
لا مُتِّعَت بالعيش بعدَكَ أَنفسٌ / كانَت حياتُك روضَها وَجَناها
بَل لا هَنا للقَلب غيرُ غليله / أَبَداً ولا للعين غيرُ بُكاها
يا دوحةً للمجد مثمرةَ العُلى / ذَهبت نَضارتُها وجفَّ نَداها
قد كنتَ ساعديَ الَّذي أَسطو به / وَيدي الَّتي يَخشى الزَمانُ سُطاها
تَنفي الأَسى عنّي وتحمي جانبي / من كُلِّ كارثةٍ يعمُّ أَذاها
وَاليومَ قد هجمت عليَّ حوادثٌ / ما كُنتُ أَحذرُها ولا أَخشاها
طوبى لأَيّام الوصال وطيبها / ما كانَ أَحلاها وما أَهناها
أَيّام لي من حسنِ وجهك بَهجةٌ / بجمالها بين الوَرى أَتَباهى
فإذا جلستَ بجانبي فكأَنَّني / قارنتُ من شمس النهار ضُحاها
وإذا رأَيتُك بين آل المُصطَفى / عوَّذتُ منظَرك الجَميل بطاها
كانَت بقُربكَ في الزَمان مواردي / تَصفو ويعذُبُ وردُها ورواها
فمُنيتُ من حرِّ الفِراق بغلَّةٍ / حكم الرَدى أَن لا يبلَّ صَداها
وَبُليتُ من أَرزائِه برزيَّةٍ / عظُمت مصيبتُها وَطالَ جَواها
إنّي ليملكني التأَسُّفُ والأَسى / فيعزُّ من نَفسي عليكَ عزاها
فإذا ذكرتُ فناءَ دُنيانا الَّتي / لا لفظها يَبقى ولا مَعناها
خفَّ الأَسى عنّي وهان عليَّ ما / أَلقاه من أَهوالها وَبَلاها
كَيفَ البَقاءُ بهذه الدار الَّتي / من قد بَناها للفَناءِ بناها
دارٌ قَضَت أَن لا يَدومَ نعيمُها / لا كانَ مسكنُها ولا سُكناها
لا يُسرُها باقٍ ولا إِعسارُها / سيّانَ حالا فقرها وغناها
مقرونةٌ خَيراتُها بشرورِها / وَنَعيمُها بعنائِها وَشَقاها
إِن أَضحكت أَبكت وإِن برَّت بَرَت / وإِذا شَفَت شفَّت عليلَ ضَناها
أَينَ المُلوكُ المالكون لأَمرها / والعامِرو أَمصارِها وقُراها
أَينَ القياصرُ والأَكاسرةُ الألى / شادوا مَباني عزِّها وَعُلاها
أَينَ الخواقينُ الَّذي تمسَّكوا / بعهودِها واِستمسَكوا بعُراها
غَرَّتهم بشَرابها وَسَرابها / حتّى اِنتشوا من كأسِها وطلاها
بطشت بهم بطشَ الكمين بِغرَّةٍ / اللَه أَكبَرُ ما أَقلَّ وَفاها
قَد ضَلَّ رشدُ من اِطّباه جمالُها / فَصَبا إِليها واِزدَهاهُ زُهاها
يَهوى الأَنامُ بها البقاءَ وإنَّما / شاءَ الإلهُ بقاءَهم بِسواها
ما هذه الأَيّامُ غيرُ مراحلٍ / تُطوى وأَنفاسُ النفوس خُطاها
حتّى إِذا بلغت نهايةَ سَيرها / أَلقَت عَصاها واِستقرَّ نَواها
يا قُرَّةً للعين أَسخَنها الرَدى / وعزيمةً للقَلب فَلَّ شَباها
تَبكي عليكَ النفسُ من فرط الأَسى / وَتَنوحُ وجداً من عظيم شَجاها
وَتَقولُ حقّاً حين يَنكشفُ العَمى / عنها وَتبصرُ رشدَها وَهُداها
وُفِّقتَ حين رَفضتَ ألأَمَ منزلٍ / ورقيتَ من عُليا الجنان ذُراها
جارَيتَني فبلغتَ قَبلي غايةً / للحقِّ لم يبلغ أَبوكَ مَداها
ما زلتَ تسهر كلَّ لَيلَةِ جمعةٍ / لِلَّه إِذ يَغشى العيونَ كَراها
حَتىّ دَعاكَ اللَهُ فيها راضياً / لِتَنالَ منه مثوبةً تَرضاها
لِلَّه همّتُك الَّتي فاقَت عَلى / هِمم الأَعاظِم شيخِها وَفَتاها
سعت الرجالُ لنيل دُنياها الَّتي / قد دُنِّست فعزفت عن دُنياها
وَسعيتَ للأخرى المقدَّسة الَّتي / لَم يرعَ غيرُ الطاهرين حِماها
فحويتَها وَالعمرُ مُقتَبل الصِبا / واهاً لهمَّتك العليَّة واها
إِن كنتَ أحلِلتَ الجنانَ منعَّماً / فأَبوكَ حلَّ من الهموم لَظاها
حزِنت لموتك طيبةٌ وبقيعُها / وَبكت لفوتِكَ مكَّةٌ ومِناها
وَغَدا الغريُّ عليك يُغري بالأَسى / طُوساً وبغداداً وسامرّاها
أَقررتَ أَعينَ من بها بنزاهَةٍ / حلَّتكَ في سنِّ الصِبا بحُلاها
صَلّى عليكَ اللَهُ من مُستودَعٍ / في رَوضَةٍ ضمَّ الكمالَ ثَراها
وَتواتَرت رحماتُ ربِّك بُكرةً / وَعشيَّةً يَسقي ثَراك حَياها
ما حنَّ مُشتاقٌ إِلى أَحبابِه / وتذكّرت نفسٌ أهَيلَ هَواها
لِلَّه مهجةُ والهٍ لم يَثنِها
لِلَّه مهجةُ والهٍ لم يَثنِها / عَذلُ العواذل من لواعج حُزنها
ذكرت صبابَتها وَمَعهد فنِّها / وَمليحةً تَسبي الأَنام بحسنها
وَمهفهفاً عبثَ الدلالُ بقدِّهِ /
لَمّا رأَته من المحاسِن فردَها / أَورَت عليه من الصَبابة وقدها
حتّى إِذا ما جرَّعته صدَّها / أَهوى يقبِّلُها وَيلثم خدَّها
حنِقَت عليه وأَسرعت في ردِّهِ /
فاِزداد إِذ ردَّته عظمَ نِكايةٍ / فأَباحَ ما أَخفاه دون كناية
لَمّا رأَت لا يَنتَهي عن غايَةٍ / لطمت عوارضَه بغير جناية
منه فأَثَّر كفُّها في خَدِّهِ /
فبدت محاسنُ للجمال ببطشِها / وَفشت سرائرُ للهوى لم يُفشِها
إِذ أَثَّرت في وجنتيه بخدشِها / فاِخضرَّ آسُ عذاره من نقشِها
واِحمرَّ باطنُ كفِّها من وردِهِ /
وَلَقَد حَلَلتُ من المَنازِل وادياً
وَلَقَد حَلَلتُ من المَنازِل وادياً / مَحلَ الجوانب إسمُه البَيضاءُ
فرحلتُ عنه وَقُلتُ للركب اِرحَلوا / عنه عليه الرايةُ السَوداءُ
يا أَيُّها المولى الَّذي
يا أَيُّها المولى الَّذي / أَضحى بِمَجدٍ مُستَطابِ
ما كان ردّي للكتاب / وحقِّ فضلكَ وَالكتابِ
إلّا لعلمكَ أنَّه / قِشرٌ وسُمّيَ باللُبابِ
فاِصفَح بفضلك عَن فَتىً / قَد ضَلَّ في لَيلِ الشَبابِ
وَالشيخُ أولى من عَفا / عن ذَنبِ غِرٍّ في التَصابي
أَفديه من رَشأ تَبدّى واِختَفى
أَفديه من رَشأ تَبدّى واِختَفى / كالبَدرِ عند طُلوعه ومغيبهِ
يَجفو وَيهجرُ مُعرضاً متدلِّلاً / وَيصدُّ معتذراً بخوفِ رقيبهِ
نَفسي الفِداءُ له فقد حَسُن الهوى / فيه وطابَ بحسنه وبطيبهِ
ما شاءَ فَليصنَع فَقَلبيَ طوعُهُ / ودَع العذولَ يلجُّ في تأَنيبهِ
هُوَ طودُ عِلمٍ لا يُبارى رفعَةً
هُوَ طودُ عِلمٍ لا يُبارى رفعَةً / وَمحيطُ فَضلٍ لا يَزال مَديدا
عَلمٌ إِذا جارَت صوائبُ غيره / أَبدى لنا رأياً لَديه سَديدا
أَحيا رِباع المكرُمات بفَضله / مِن بعد أَن كانَت مَهامِهَ بيدا
وإليهِ أَلقى الفَضلُ صعبَ زِمامِه / وَدَنا له طوعاً وكانَ بَعيدا
كَم حجَّةٍ في الخَلق شادَ عِمادَها / كَرهاً وأَرضى العدلَ والتَوحيدا
من ذا الَّذي شَرع المحب
من ذا الَّذي شَرع المحب / بة والتواصلَ والوداد
فكأَنَّه لم يَدرِ ما / محنُ التفرُّقِ والبِعاد
أَمَعادُ هَل يُفضي إليكِ مَعادي
أَمَعادُ هَل يُفضي إليكِ مَعادي / يَوماً برغم مُعاندٍ ومُعادِ
فأَفوزَ منكِ بكلِّ ما أمّلتُه / ذُخراً لآخرتي ويوم معادي
يا حبَّذا الفيلُ الَّذي شاهَدتُه
يا حبَّذا الفيلُ الَّذي شاهَدتُه / وَشهدتُ منه ما نَمى لي ذِكرُهُ
فكأَنَّه وكأَنَّ أَبيضَ نابه / لَيلٌ تبلَّج للنواظِر فَجرُهُ
لا تحسبنَّ فرِندَ صارِمه به
لا تحسبنَّ فرِندَ صارِمه به / وَشياً أَجادَتهُ القيونُ وجَوهَرا
بل ذاكَ غَيلُ الماءِ أَزعجه الَّذي / كَسَر النَدى فجرى به مُتكسِّرا
إِن لَم تَفُز يَوماً بقرب مَزارِه
إِن لَم تَفُز يَوماً بقرب مَزارِه / فاِقنع بما شاهدتَ من آثارِهِ
واِكحل جُفونَك من مواطئِ نعله / واِسفح دموعَك في رسوم ديارِهِ
قسماً بخصركَ وهو واهٍ واهن
قسماً بخصركَ وهو واهٍ واهن / وبروضِ خدِّك وهو زاهٍ زاهرُ
إِنّي لأَهوى ما تحبُّ وإنَّما / أَنا فيه بينَ الناس شاكٍ شاكرُ
وَلَئن قَضيتَ لنا بشرب مدامة
وَلَئن قَضيتَ لنا بشرب مدامة / يا ربّ فلتَكُ من لَماهُ الأَلعَسِ