القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 66
ذهبت فنونُ مسرَّتي فتنوَّعت
ذهبت فنونُ مسرَّتي فتنوَّعت / في القَلب من وَجدٍ فنونُ شجونِ
يا من بُكاه لفقد فنٍّ واحدٍ / إنّي اِمرؤ أَبكي لفقد فنونِ
قِف بالعُذيب وحيِّ حيَّ قطينِه
قِف بالعُذيب وحيِّ حيَّ قطينِه / واِستسق عَينَك في مراتع عينِهِ
واِحذر هنالكَ من ظِباءِ كناسِه / إِن كنتَ لا تخشى أسودَ عَرينِهِ
وإِن اِدَّعيتَ خلوَّ قلبك في الهَوى / فمن اِبتَلاهُ بوجدِه وحنينِهِ
هَيهات لا يُغني الحذارُ إذا بَدَت / تلك الدُمى بين الحِمى وحجونِهِ
ومحجَّبٍ إِن لاح تحت ردائِه / أَبصرتَ بدرَ التمِّ فوق جَبينِهِ
ما هزَّ ذابلَ قدِّه إلّا غدت / شغفاً تسيل عليه نفسُ طعينِهِ
لا يخدعنَّكَ منه لينُ قوامه / هَذا الَّذي صَدَع القُلوبَ بلينِهِ
قد أَخجل المرّانَ حالي قدِّهِ / وَالبيضَ في الأَجفان سود جفونِهِ
لَولا تلوّنُ ودِّه ما كانَ لي / طَرفٌ يَحار الدَمعُ في تَلوينِهِ
عابَ الكواشحُ مَينَه في وعده / هبهُ يَمينُ أَلَستُ ملكَ يمينهِ
ما هيَّمت قَلبي فنونُ هيامه / حتّى رأى في الحسن حسنَ فنونِهِ
وَكتمتُ عَن نَفسي حَديثَ غرامه / حذراً عليه ولَم أفُه بمصونِهِ
فالقَلبُ لا يَدري بعلَّة وجده / وَالعَقلُ يَجهَلُ من قَضى بجنونِهِ
وَمؤنِّبٍ لي في البكاءِ كأَنَّني / أَبكي إذا جدَّ الأَسى بعيونِهِ
ظنَّ الهَوى سهلَ المرام وما درى / أنَّ المنى في الحُبِّ دون منونِهِ
ماذا عليه وما شجاه ولوعُهُ / إِن باتَ قَلبي مولَعاً بشجونِهِ
زعم النصيحةَ حين أَرشَدني إلى / ترك الهوى من جدِّه ومُجونِهِ
كلّا وعيشِك لو أَراد نصيحتي / لَم يَرضَ لي أَني أَعيشُ بدونِهِ
لِلَّه مدرسةٌ علا بنيانُها
لِلَّه مدرسةٌ علا بنيانُها / وَسَما على فَرق السماء مكانُها
قد شادها ملكُ المُلوك بهمَّةٍ / عَليا فأَصبح في علوٍّ شانُها
سلطانُ شاهِ حسينٍ الملك الَّذي / طابَت به الدُنيا وطاب زَمانُها
فغدت تنافسها السَماوات العُلى / إِذ زاحمت أَفلاكها أَركانُها
آوى بها كلَّ العلوم فأَصبحت / وَطناً لها إذ أَقفرت أَوطانُها
فَلِذا أَتى تاريخُ عامِ تمامها / مغنى هدىً فحوى الهدى بنيانُها
لا زالَ بانيها المَليكُ مؤيَّداً / باللَه ما أَحيا العلومَ بيانُها
وعليٌّ بن نظامٍ الداعي له / بدوام دولته السَعيدِ قِرانُها
هو ناظم الأَبيات يُزري نظمُها / بلآلئ الجيد البهيِّ جُمانُها
ذاكَ الحجازُ وهذه كثبانُهُ
ذاكَ الحجازُ وهذه كثبانُهُ / فاِحفظ فؤادَك إِن رَنَت غزلانُهُ
واِسفَح دموعَك إِن مررتَ بسفحه / شغفاً به إِنَّ الدموعَ جمانُهُ
وَسلِ المنازلَ عن هوىً قضّيتَه / هل عائدٌ ذاكَ الهوى وزمانُهُ
لَهفي على ذاك الزَمانِ وأَهلهِ / وَسَقاهُ من صَوب الحَيا هتّانُهُ
إِذ كانَ حبلُ الوصل متّصلاً بنا / وَالعيشُ مورقةٌ به أَغصانُهُ
وإذِ المعاهدُ مشرقاتٌ بالمنى / وَالسفحُ مَغنىً لم يبن سكّانُهُ
يا عاذليَّ دَعا فؤادي والجَوى / لا تعذُلاه فإنَّه دَيدانُهُ
وارحمتا لمتيَّمٍ قذفَت به / أَيدي النوى وَتباعدَت أَوطانُهُ
هبَّت له من نحو نجدٍ نسمةٌ / فتزايدَت لهبوبها أَشجانُهُ
يُمسي وَيُصبحُ بالفراق موجَّعاً / تَبكي عليه من الضَنى أَخدانُهُ
ما إِن تذكَّر بالحجاز زمانَهُ / إلّا وشبَّت في الحشا نيرانُهُ
فسَقى الحجازَ ومن بذيّاكَ الحِمى / صوبُ المدامع هاطِلاً هملانُهُ
لا كفَّ للدَمع الهتون تَقاطرٌ / بعد الحجاز ولا رَقت أَجفانُهُ
هجرَ الحبائبُ جانبي
هجرَ الحبائبُ جانبي / ونزلنَ مُنعرَجَ اللوى
فَظللتُ أَعسِفُ في الهَوا / جرِ سائِراً النَوى
وَصَلى الهوى قَلبي فَوا / كرباهُ مِن حرِّ الهَوا
ما بالُ قَلبِك لا يَزالُ مُولَّها
ما بالُ قَلبِك لا يَزالُ مُولَّها / لا الحلمُ يردعُه الغداةَ ولا النُهى
أَأَعادَ عيدَ غرامه طيرٌ شَدا / فَغَدا يحنُّ إِلى زَمانٍ قد زَها
ما زادَه اللاحون عذلاً في الهَوى / إِلّا وَزادَ تولُّعاً وتولُّها
وتوجُّعاً وتحزُّناً وتَملمُلاً / وَتشوُّقاً وتحرُّقاً وتأَوُّها
ما أَنتَ أَوَّل من نأى عن دارِه / وَرَمَت به أَيدي النَوى فتدلَّها
قد آن أَن تَثني غرامَك سلوةٌ / فَتُفيقَ منه طائعاً أَو مُكرَها
أَصَفا لدمعِكَ أَن يَبيتَ مُرقرقاً / وَحَلا لِقَلبكَ أَن يظلَّ مولَّها
عبثت صروفُ النائبات به فَلا / جزع يأَوِّبُه ولا صَبرٌ وهى
ما إِن شَدت ورقاءُ فوق أَراكة / إلّا وَكانَ له حَنينٌ مثلَها
وَلَقَد نَهاهُ الناصحون عَن الهَوى / فأَبى وَكان هو الرَشيدَ لو اِنتَهى
سَفهاً لرأيكَ أَن رجوتَ لما مَضى / رَجعاً وقد وزَعَ المشيبُ ونهنا
هَيهات أَيّامُ الشَباب وعهدُه / إِذ كنتَ في ظلِّ الشَبابِ مُرفَّها
لا تحسبَن أَنَّ المعاهدَ بالحِمى / تلكَ المعاهدِ والمها تلك المَها
قد أَقفرَت تلك الربوعُ وفُرِّقَت / تلك الجموعُ فلا البهيُّ ولا البَها
أَقصِر فَقَد خَلَت الديارُ فَلا هَوىً / يُصبى إليه ولا مَليحٌ يُشتَهى
لَم تبق إِلّا لَوعَةٌ أَو حَسرَةٌ / يُمسي بها الصَخرُ الأَصَمُّ مدلّها
عَجباً لمن منَّ الحَبيبُ عليه
عَجباً لمن منَّ الحَبيبُ عليه / وَحَباهُ بالتَقبيل وهو لَديهِ
كَيفَ اشتَكى ضعفَ الفؤاد من الجوى / ومفرِّحُ الياقوتِ في شَفتَيهِ
تَفديك لو قبِلَ المنونُ فِداها
تَفديك لو قبِلَ المنونُ فِداها / نَفسٌ عليكَ تقطَّعت بأساها
يا كوكباً قد خرَّ من أفق العُلى / في لَيلَةٍ كَسَت الصباحَ دُجاها
كانَت حياتُك للنواظر قرَّةً / وَاليومَ موتُك للعيون قَذاها
يا لَيتَني غُيّبتُ قبلَك في الثَرى / وَسُقيتُ كاسَ الموت قبل تَراها
أَو ليتَ عيني قبلَ تبصرُ يومَك ال / محتوم كحَّلها الردى بعَماها
لَم لا تَمنّى الموتَ دونك مهجةٌ / قد كنتَ تجهدُ طالباً لرضاها
أَم كَيفَ لا تَهوى العَمى لك مقلةٌ / قد كنتَ قرَّتها وكنت سَناها
آهٍ ليومكَ ما أَمضَّ مُصابَه / وأَحرَّ نارَ مصيبةٍ أَوراها
لا وَالَّذي أَبكى وأضحكَ والَّذي / أَفنى نفوساً بعدما أَحياها
لَم يَبقَ لي في العيش بعدَك رغبةٌ / ما لي وللدنيا وطولِ عَناها
هَيهات ترغبُ في الحياة حشاشةٌ / قد كنتَ أَنتَ حياتَها وَمُناها
كانَت تؤمِّل أَن تَكونَ لك الفِدا / فأَبيتَ إلّا أَن تَكونَ فداها
وَبررتَها حتّى كأَنَّك رأفَةٌ / وَتعطُّفاً كنتَ اِبنها وأَباها
أفٍّ لها إِذ لم تشاطِركَ الرَدى / ما كانَ أَغلظَها وما أَقساها
قسماً بربِّ العاكفين بمكّةٍ / والطائفين بِحجرها وَصفاها
لَولا يقيني أَنَّني بك لاحقٌ / لقهرتُها حتّى تذوقَ رداها
تاللَّه خابَ السعيُ واِنفصمت عُرى ال / آمال مِمّا نابَها وَعَراها
لا مُتِّعَت بالعيش بعدَكَ أَنفسٌ / كانَت حياتُك روضَها وَجَناها
بَل لا هَنا للقَلب غيرُ غليله / أَبَداً ولا للعين غيرُ بُكاها
يا دوحةً للمجد مثمرةَ العُلى / ذَهبت نَضارتُها وجفَّ نَداها
قد كنتَ ساعديَ الَّذي أَسطو به / وَيدي الَّتي يَخشى الزَمانُ سُطاها
تَنفي الأَسى عنّي وتحمي جانبي / من كُلِّ كارثةٍ يعمُّ أَذاها
وَاليومَ قد هجمت عليَّ حوادثٌ / ما كُنتُ أَحذرُها ولا أَخشاها
طوبى لأَيّام الوصال وطيبها / ما كانَ أَحلاها وما أَهناها
أَيّام لي من حسنِ وجهك بَهجةٌ / بجمالها بين الوَرى أَتَباهى
فإذا جلستَ بجانبي فكأَنَّني / قارنتُ من شمس النهار ضُحاها
وإذا رأَيتُك بين آل المُصطَفى / عوَّذتُ منظَرك الجَميل بطاها
كانَت بقُربكَ في الزَمان مواردي / تَصفو ويعذُبُ وردُها ورواها
فمُنيتُ من حرِّ الفِراق بغلَّةٍ / حكم الرَدى أَن لا يبلَّ صَداها
وَبُليتُ من أَرزائِه برزيَّةٍ / عظُمت مصيبتُها وَطالَ جَواها
إنّي ليملكني التأَسُّفُ والأَسى / فيعزُّ من نَفسي عليكَ عزاها
فإذا ذكرتُ فناءَ دُنيانا الَّتي / لا لفظها يَبقى ولا مَعناها
خفَّ الأَسى عنّي وهان عليَّ ما / أَلقاه من أَهوالها وَبَلاها
كَيفَ البَقاءُ بهذه الدار الَّتي / من قد بَناها للفَناءِ بناها
دارٌ قَضَت أَن لا يَدومَ نعيمُها / لا كانَ مسكنُها ولا سُكناها
لا يُسرُها باقٍ ولا إِعسارُها / سيّانَ حالا فقرها وغناها
مقرونةٌ خَيراتُها بشرورِها / وَنَعيمُها بعنائِها وَشَقاها
إِن أَضحكت أَبكت وإِن برَّت بَرَت / وإِذا شَفَت شفَّت عليلَ ضَناها
أَينَ المُلوكُ المالكون لأَمرها / والعامِرو أَمصارِها وقُراها
أَينَ القياصرُ والأَكاسرةُ الألى / شادوا مَباني عزِّها وَعُلاها
أَينَ الخواقينُ الَّذي تمسَّكوا / بعهودِها واِستمسَكوا بعُراها
غَرَّتهم بشَرابها وَسَرابها / حتّى اِنتشوا من كأسِها وطلاها
بطشت بهم بطشَ الكمين بِغرَّةٍ / اللَه أَكبَرُ ما أَقلَّ وَفاها
قَد ضَلَّ رشدُ من اِطّباه جمالُها / فَصَبا إِليها واِزدَهاهُ زُهاها
يَهوى الأَنامُ بها البقاءَ وإنَّما / شاءَ الإلهُ بقاءَهم بِسواها
ما هذه الأَيّامُ غيرُ مراحلٍ / تُطوى وأَنفاسُ النفوس خُطاها
حتّى إِذا بلغت نهايةَ سَيرها / أَلقَت عَصاها واِستقرَّ نَواها
يا قُرَّةً للعين أَسخَنها الرَدى / وعزيمةً للقَلب فَلَّ شَباها
تَبكي عليكَ النفسُ من فرط الأَسى / وَتَنوحُ وجداً من عظيم شَجاها
وَتَقولُ حقّاً حين يَنكشفُ العَمى / عنها وَتبصرُ رشدَها وَهُداها
وُفِّقتَ حين رَفضتَ ألأَمَ منزلٍ / ورقيتَ من عُليا الجنان ذُراها
جارَيتَني فبلغتَ قَبلي غايةً / للحقِّ لم يبلغ أَبوكَ مَداها
ما زلتَ تسهر كلَّ لَيلَةِ جمعةٍ / لِلَّه إِذ يَغشى العيونَ كَراها
حَتىّ دَعاكَ اللَهُ فيها راضياً / لِتَنالَ منه مثوبةً تَرضاها
لِلَّه همّتُك الَّتي فاقَت عَلى / هِمم الأَعاظِم شيخِها وَفَتاها
سعت الرجالُ لنيل دُنياها الَّتي / قد دُنِّست فعزفت عن دُنياها
وَسعيتَ للأخرى المقدَّسة الَّتي / لَم يرعَ غيرُ الطاهرين حِماها
فحويتَها وَالعمرُ مُقتَبل الصِبا / واهاً لهمَّتك العليَّة واها
إِن كنتَ أحلِلتَ الجنانَ منعَّماً / فأَبوكَ حلَّ من الهموم لَظاها
حزِنت لموتك طيبةٌ وبقيعُها / وَبكت لفوتِكَ مكَّةٌ ومِناها
وَغَدا الغريُّ عليك يُغري بالأَسى / طُوساً وبغداداً وسامرّاها
أَقررتَ أَعينَ من بها بنزاهَةٍ / حلَّتكَ في سنِّ الصِبا بحُلاها
صَلّى عليكَ اللَهُ من مُستودَعٍ / في رَوضَةٍ ضمَّ الكمالَ ثَراها
وَتواتَرت رحماتُ ربِّك بُكرةً / وَعشيَّةً يَسقي ثَراك حَياها
ما حنَّ مُشتاقٌ إِلى أَحبابِه / وتذكّرت نفسٌ أهَيلَ هَواها
لِلَّه مهجةُ والهٍ لم يَثنِها
لِلَّه مهجةُ والهٍ لم يَثنِها / عَذلُ العواذل من لواعج حُزنها
ذكرت صبابَتها وَمَعهد فنِّها / وَمليحةً تَسبي الأَنام بحسنها
وَمهفهفاً عبثَ الدلالُ بقدِّهِ /
لَمّا رأَته من المحاسِن فردَها / أَورَت عليه من الصَبابة وقدها
حتّى إِذا ما جرَّعته صدَّها / أَهوى يقبِّلُها وَيلثم خدَّها
حنِقَت عليه وأَسرعت في ردِّهِ /
فاِزداد إِذ ردَّته عظمَ نِكايةٍ / فأَباحَ ما أَخفاه دون كناية
لَمّا رأَت لا يَنتَهي عن غايَةٍ / لطمت عوارضَه بغير جناية
منه فأَثَّر كفُّها في خَدِّهِ /
فبدت محاسنُ للجمال ببطشِها / وَفشت سرائرُ للهوى لم يُفشِها
إِذ أَثَّرت في وجنتيه بخدشِها / فاِخضرَّ آسُ عذاره من نقشِها
واِحمرَّ باطنُ كفِّها من وردِهِ /
وَلَقَد حَلَلتُ من المَنازِل وادياً
وَلَقَد حَلَلتُ من المَنازِل وادياً / مَحلَ الجوانب إسمُه البَيضاءُ
فرحلتُ عنه وَقُلتُ للركب اِرحَلوا / عنه عليه الرايةُ السَوداءُ
يا أَيُّها المولى الَّذي
يا أَيُّها المولى الَّذي / أَضحى بِمَجدٍ مُستَطابِ
ما كان ردّي للكتاب / وحقِّ فضلكَ وَالكتابِ
إلّا لعلمكَ أنَّه / قِشرٌ وسُمّيَ باللُبابِ
فاِصفَح بفضلك عَن فَتىً / قَد ضَلَّ في لَيلِ الشَبابِ
وَالشيخُ أولى من عَفا / عن ذَنبِ غِرٍّ في التَصابي
أَفديه من رَشأ تَبدّى واِختَفى
أَفديه من رَشأ تَبدّى واِختَفى / كالبَدرِ عند طُلوعه ومغيبهِ
يَجفو وَيهجرُ مُعرضاً متدلِّلاً / وَيصدُّ معتذراً بخوفِ رقيبهِ
نَفسي الفِداءُ له فقد حَسُن الهوى / فيه وطابَ بحسنه وبطيبهِ
ما شاءَ فَليصنَع فَقَلبيَ طوعُهُ / ودَع العذولَ يلجُّ في تأَنيبهِ
هُوَ طودُ عِلمٍ لا يُبارى رفعَةً
هُوَ طودُ عِلمٍ لا يُبارى رفعَةً / وَمحيطُ فَضلٍ لا يَزال مَديدا
عَلمٌ إِذا جارَت صوائبُ غيره / أَبدى لنا رأياً لَديه سَديدا
أَحيا رِباع المكرُمات بفَضله / مِن بعد أَن كانَت مَهامِهَ بيدا
وإليهِ أَلقى الفَضلُ صعبَ زِمامِه / وَدَنا له طوعاً وكانَ بَعيدا
كَم حجَّةٍ في الخَلق شادَ عِمادَها / كَرهاً وأَرضى العدلَ والتَوحيدا
من ذا الَّذي شَرع المحب
من ذا الَّذي شَرع المحب / بة والتواصلَ والوداد
فكأَنَّه لم يَدرِ ما / محنُ التفرُّقِ والبِعاد
أَمَعادُ هَل يُفضي إليكِ مَعادي
أَمَعادُ هَل يُفضي إليكِ مَعادي / يَوماً برغم مُعاندٍ ومُعادِ
فأَفوزَ منكِ بكلِّ ما أمّلتُه / ذُخراً لآخرتي ويوم معادي
يا حبَّذا الفيلُ الَّذي شاهَدتُه
يا حبَّذا الفيلُ الَّذي شاهَدتُه / وَشهدتُ منه ما نَمى لي ذِكرُهُ
فكأَنَّه وكأَنَّ أَبيضَ نابه / لَيلٌ تبلَّج للنواظِر فَجرُهُ
لا تحسبنَّ فرِندَ صارِمه به
لا تحسبنَّ فرِندَ صارِمه به / وَشياً أَجادَتهُ القيونُ وجَوهَرا
بل ذاكَ غَيلُ الماءِ أَزعجه الَّذي / كَسَر النَدى فجرى به مُتكسِّرا
إِن لَم تَفُز يَوماً بقرب مَزارِه
إِن لَم تَفُز يَوماً بقرب مَزارِه / فاِقنع بما شاهدتَ من آثارِهِ
واِكحل جُفونَك من مواطئِ نعله / واِسفح دموعَك في رسوم ديارِهِ
قسماً بخصركَ وهو واهٍ واهن
قسماً بخصركَ وهو واهٍ واهن / وبروضِ خدِّك وهو زاهٍ زاهرُ
إِنّي لأَهوى ما تحبُّ وإنَّما / أَنا فيه بينَ الناس شاكٍ شاكرُ
وَلَئن قَضيتَ لنا بشرب مدامة
وَلَئن قَضيتَ لنا بشرب مدامة / يا ربّ فلتَكُ من لَماهُ الأَلعَسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025