القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ زَمرَك الأَندَلُسي الكل
المجموع : 46
أخذت قلوبَ الكافرين مهابةٌ
أخذت قلوبَ الكافرين مهابةٌ / فعقولهم من خوفها لا تعقلُ
حسبوا البروق صوارماً مسلولةً / أرواحهم من بأسها تتسلّلُ
وترى النجوم مناصلاً مرهوبةٌ / فيفرُّ منها الخائف المتنصّلُ
يا ابن الألى إجمالهم وجمالهم / شمسُ الضحى والعارض المتهلّلُ
مولايّ لا أحصي مآثرك التي / بجهادها يتوصّلُ المتوسِّلُ
أصبحتُ في ظل امتداحك ساجعاً / ظلُّ المنى من فوقهِ يتهدّلُ
طوّقته طوق الحمائم أنعماً / فغدا بشكرك في المحافل يهدلُ
فإليك من صون العقول عقيلةً / أهداكها صَنَعٌ أغرُّ محجَّلُ
عذراء راق الصنعَ رونقُ حسنها / فغدا بنظم حُليّها يتكلَّلُ
خيرتها بين المنى فوجدتها / أقصى مُناها أَنّها تُتَقَبَّلُ
لا زلت شمساً في سماء خلافة / وهلالك الأسمى يتم ويكملُ
يا وارث الأنصار وهي مَزِيَّةٌ
يا وارث الأنصار وهي مَزِيَّةٌ / بفخارها أثنى الكتابُ المنزلُ
أهديتني الباكورَ وهي بشارة / ببواكر الفتح الذي يستقبلُ
وولادة لهلال تِمِّ طالع / وجهُ الزمان بوجهه يتهلّلُ
هو أول الأنوار في أفق الهدى / وترى الأهلة بعدها تسترسلُ
مولايَ صِدقُ الفال قد جَرَّبْتَهُ / من لفظ عبدك والعواقب أجملُ
ما للحُمول تحنُّ للأطلال
ما للحُمول تحنُّ للأطلال / ويشوقُها ذكرُ الزمان الخالي
يثني أزمّة هِيمها شوق إلى / ظل الأراك وأزرق سَلْسالِ
ذكرت بها الحيّ الجميع كعهدها / والربعُ منها أخضر السِّرْبالِ
والدار حاليةٌ المعاطف والربا / ومَرَادها بالروضة المخضالِ
أيَّانَ ما لعبت بها أيدي النوى / وتراهنت في الحل والتَّرْحالِ
وجَرَتْ بسدتها الحداة كأنها / قطعُ السفائن خضن بحر ليالِ
دَعْني أطارحْها الحنين فإنني / لا أنثني لمقالة العُذَّالِ
وهي المنازل أشبهت سكانها / أعمارها تفضي إلى الآجالِ
بلِيَتْ محاسنها وخَفَّ أَنيسُها / والشوق والتذكار ليس ببالي
ولقد أقولُ وما يُعنَّف ذو الهوى / ذهب الغرام بحيلة المحتالِ
أَحَشّى تذوب صبابة ومدامعٌ / تغري جفون المزن باستهلالِ
ووراء مطَلع الخدور جآذر / تُجلى شموساً في غمام حجالِ
يا ساكني نجدٍ وما نَجْد سوى / نادي الهدى ومخيّم الآمالِ
ما للظباء الآنساتِ بربعكم / عُطُلاً وهنَّ من الجمال خوالي
أو للرياح تهبُّ وهي بليلةٌ / فتهيجُ من وجدي ونم بَلْبالي
هي شيمة عذرية عوّدتُها / قلباً شَعاعاً ما يُرى بالسالي
يا بنتَ من غَمَرَ العفاةَ نوالُهُ / هلاَّ سمحتِ ولو بطيفِ خَيَالِ
فلكم بعثتُ مع النسيم تحيَّتي / عوّدْتُ ساري البرق من أرسالي
بالله يا ريح النُّعامى جرِّري / فوق الخُزامى عاطر الأذيالِ
وإذا مررتَ على الكثيب برامةٍ / صافِحْ محيّا الروضة المخضالِ
فيها المعاهد قد طلعن بأفقها / زمناً ولم أَجنحْ لوقت زوالِ
أمذكري عهدَ الشبيبة جادَهُ / صوبُ العهاد بواكف هَطَالِ
عاطيتني عنه الحديثَ كأنّما / عاطيتَني منه ابنهَ الجريالِ
هذا على أني نزعتُ عن الصِّبا / وصرمتُ من حبِّ الحسان حِبالي
حسبي وقاراً في النديِّ إذا احتبى / وتجادلوا في الفخر كل مجالِ
أني ألوذ بدولة نصْريةٍ / حليَتْ محاسنها بكل كمالِ
حيث الوجوهُ صبيحة والمكرما / تُ صريحة والعزُّ غيرُ مُزالِ
حيث المكارم سنها أعلامُها / من كل فياض الندى مفضالِ
بيض الأيادي والوجوهِ أَعِزَّةٌ / قد شيّدوا العليا بسمر عوالي
هم آل نصر ناصرو دين الهدى / والمصطفَوْن لخيرة الأرسالِ
ما شئتَ من مجد قديم شاده / أبناءُ قيلةَ أشرف الأقيالِ
ما منهم إلا أغرُّ محجّلٌ / يلقى العظائم وهو غير مبالِ
مُتَبَسِّمٌ واليوم أكلحُ عابسٌ / والحربُ تدعو بالكُماةَ نَزَالِ
قد عُوَّدوا النصر العزيز وخوَّلوا / الفتح المبين بملتقى الأبطالِ
بذلوا لدى الهيجا كرائمَ أنفسٍ / قد أرخصت في الله خير منالِ
أصبحتَ وارث مجدهم وفخارهم / ومُشرّفَ الأمصار والأبطالِ
وطلعت في أفُقِ الخلافة نَيِّراً / تجلو ظلامَ الظلم والإضلالِ
فُقت الملوك جلالة وبسالة / وشأوْتَهُم في الحِلم والإجمالِ
أَعْدَتْ محاسنُك المحاسنَ كلَّها / فجمالُها يُزري بكل جمالِ
فالشمسُ تأخذ عن جبينك نورَها / والروض ينفح عن كريم خِلالِ
والريحُ تحمل عن ثنائك طيبها / في ملتقاها من ضباً وشَمَالِ
والغيثُ إلا من نداك مبُخَلٌ / فالغيثُ يُقلعُ والندى مُتَوَالِ
تعطي الذي لا فوقَهُ لمؤمِّلٍ / وتجود بالإحسان قبلَ سؤالِ
طاولتَ عُلويَّ النجوم بهمةٍ / لا فاقداً عزماً ولا مكسالِ
وبلغتَ من رُتب السعادة مبلغاً / أبعدتَ فيه مرتقاك العالي
وقياسُ سعدك في مرامك كلَّه / يقضي مُقَدَّمُهُ بصدق التالي
لمن الجيادُ الصافناتُ كأنها / في الوِرْدِ أسرابُ القطا الأرسالِ
من كل ملموم القُوى عبل الشَّوى / مُرخي العنان مُحَفَّز جَوَّالِ
لمن القباب الحمر تُشرَع للندى / فتفيض للعافين فيض سجالِ
لمن الخيام البيض تحسب أنها / زُهْرُ الكواكب أَطلِعَتْ بِحِلالِ
منداحةُ الأرجاء عاليةُ الذرى / فكأنها في الوهد شمُّ جبَالِ
هو مظهرُ الملك العلي ومطلع ال / نور الجلي بمرقب متعالِ
آثار مولانا الإمام محمّدٍ / بدر الهدى لا زال حِلفَ كمالِ
للهِ وجهتك التي نلنا بها / أَجرَ الجهاد وبغيةَ الآمالِ
ما شئت من حسن يفوق كمالُهُ / ويروق منظره الجميل الحالي
كم من عجائبَ جمةٍ أظهرْتَها / ما كان يخطرُ وصفهُنَّ ببالي
أَمَّتْ وفود الناس منك مملّكاً / قد خُصَّ بالتعظيم والإجلالِ
جاءُوا مواقيتَ اللقاء كأنهم / وفدُ الحجيج برامةٍ وألالِ
لله عينا من رأى ملك العُلا / حَفَّ الوقارُ جمالَه بجَلالِ
في موكبِ لبسوا الخلوصَ شعارهُ / وتميزوا منه بزِيِّ جمالِ
بلغوا به العددَ الكثيرَ وكلُّهم / أرضاهُمُ إحسانُك المتوالي
يهني المريَّةَ نعمة سوغتها / جادت بها الأيامُ بعد مِطالِ
قدست واديها وزرت خلالَها / فلها الفخار بها على الآصالِ
وكسوتَها بُرد الشباب مُفوّقاً / وشفيتَ ما تشكو من الأوجالِ
مولايَ لا أحصي ثناءك إنه / أربى على التفصيل والإجمالِ
أعليتَ في أفق العناية مَظهري / وخصصته بعوارف الإفضالِ
ظفرت يدايَ بكلّ ما أمّلتُه / في النفس أو في الجاه أو في المالِ
لم تُبق ليل أملاً وما بُلِّغتُهُ / بُلّغتَ ما ترجو من الآمالِ
أللمحةٍ من بارقٍ مُتَبَسِّمِ
أللمحةٍ من بارقٍ مُتَبَسِّمِ / أرسلتَهُ دمعاً تضرَّجَ بالدمِ
وللمحة تهفو ببانات اللوىَ / يهفو فؤادك عن جوانح مغرمِ
هي عادة عذرية من يوم أن / خُلِقَ الهوى تعتاد كلَّ مُتَيَّمِ
قد كنتُ أعذل ذا الهوى من قبل أن / أدري الهوى واليوم أعذلُ لُوَّمي
كم زفرة بين الجوانح ما ارتقت / حَذَرَ الرقيب ومدمع لم يُسجمِ
إن كان واشي الدمع قد كتم الهوى / هيهات واشي السقم لما يكتمِ
ولقد أجدْ هوايَ رسمٌ دارسٌ / قد كان يَخْفَى عن خفيِّ توهُمِ
وذكرت عهداً في حماه قد انقضى / فأطلت فيه تردّدي وتلوُّمي
ولربما أشجى فؤادي عنده / ورقاءُ تَنْفُثُ شجوها بترنُمِ
لا أجدَبَ الله الطلولَ فطالما / أشجى الفصيحَ بها بكاءُ الأعجمِ
يا زاجر الأظعان يحفزها السُّرى / قف بي عليها وقفة المتلوِّمِ
لترى دموع العاشقين برسمها / حمراً كحاشية الرداء المعْلَمِ
دِمَنٌ عهدتُ بها الشبيبة والهوى / سقياً لها ولعهدها المتقدِّمِ
وكتيبةٍ للشوق قد جهزتها / أغزو بها السلوانَ غزوَ مُصمِّم
ورفعت فيها القلبَ بنداً خافقاً / وأريت للعشاق فضلَ تهمّمي
فأنا الذي شاب الحماسة بالهوى / لكنَّ من أهواه ضايق مقدمي
فطُعنتُ من قدِّ القوامِ بأَسمرٍ / ورُميتُ من غنج اللحاظِ بأَسْهُم
يا قاتلَ الله الجفونَ فإنها / مهما رمتْ لم تُخْطِ شاكلةَ الرمي
ظلَمَتْ قتيلَ الحب ثم تَبيَّنتْ / للسقم فيها فترة المتظلّمِ
يا ظبيةٌ سنحت بأكناف الحمى / سُقي الحمى صوبَ الغمام المسجم
ما ضرَّ إذ أرسلت نظرة فاتكٍ / أن لو عطفت بنظرة المترحِّمِ
فرأيت جسماً قد أصيب فؤادُه / من مقلتيك وأنت لم تتأثّمي
ولقد خشيتِ بأن يقادَ بجرحه / فوهبت لحظك ما أحلَّك من دمي
كم خضتُ دونك من غمار مفازةٍ / لا تهتدي فيها الليوث لمجْثَمِ
والنجمُ يسري من دجاه بأدهمٍ / رحب المقلّدِ بالثريا مُلجمِ
والبدرُ في صفح السماء كأنّه / مرآة هندٍ وسط لُجِّ ترتمي
والزُّهرُ زَهُرٌ والسَّماءُ حديقةٌ / فتقتْ كمائمُ جنحها عن أَنجُمِ
والليلُ مربدُّ الجوانح قد بدا / فيه الصباح كغُرّة في أدهَمِ
فكأنما فلق الصباح وقد بدا / مرأى ابن نصر لاح للمتوسِّم
ملك أفاض على البسيطة عدلَهُ / فالشاةِ لا تخشى اعتداء الضَّيْغَمِ
هو منتهى آمال كلّ موفَقٍ / هو مورد الصادي وكنز المعدِم
لاحت مناقبُه كواكبَ أسعُدٍ / فرأت ملامحَ نوره عينُ العمي
ولقد تراءى بأسُهُ وسماحُه / فأتى الجلالُ من الجمال بتوْءَمِ
مثل الغمام وقد تضاحك برقه / فأفاد بين تجهْم وتبسّم
أنسى سماحة حاتم وكذاك في / يوم اللقاء ربيعةَ بن مكدّمِ
سيرٌ تسير النيِّراتُ بهديها / وتُعير عَرفَ الروض طيبَ تنسُّمِ
فالبدر دونك في عُلاّ وإنارةٍ / والبحر دونك في ندى وتكرمِ
ولك القباب الحمرُ تُرفع للندى / فترى العمائمَ تحتها كالأنجمِ
يذكي الكِباءُ بها كأن دخانَهُ / قطعُ السحاب بجوها المتغيّم
ولك العوالي السمرُ تُشرعُ للعدى / فتخرُّ صرعى لليدين وللفَمِ
ولك الأيادي البيضُ قد طوّقتها / صيدَ الملوك ذوي التلاد الأقدمِ
شِيَمٌ يُقرُّ الحاسدون بفضلها / والصبح ليس ضياؤُهُ بمكتّمِ
ورِثَ السماحة عن أبيه وجَدّهِ / فالأَكرمُ ابنُ الأكرم ابنِ الأكرمِ
نقلوا المعالي كابراً عن كابرٍ / كالرمح مطّردِ الكعوبِ مقوَّمِ
وتسنَّموا رُتَبَ العلاء بحقها / ما بين جدٍّ في الخلافة وابنمِ
يا آل نصر أنتم سُرُجُ الهدى / في كلّ خطب قد تجهم مظلم
الفاتحون لكل صعب مقفلٍ / والفارجون لكل خطب مبهم
والباسمون إذا الكماة عوابسٌ / والمقدمون على السوادِ الأعظمِ
أبناء أنصار النَّبيّ وحزبه / وذوي السوابق والحوار الأعصمِ
سلْ عنهمُ أُحُداً وبدراً تلقَهُمْ / أَهلَ الغَناء بها وأهلَ المغنمِ
وبفتح مكَّةَ كم لهم في يومه / بلواء خير الخلق من متقدّمِ
أقسمتُ بالحرم الأمين ومكةٍ / والركنِ والبيتِ العتيقِ وزمزمِ
لولا مآثرهم وفضلُ علاهمُ / ما كانََ يُعزى الفضلُ للمتقدِّمِ
ماذا عسى أثني وقد أثنت على / عليائهم آيُ الكتابِ المحكمِ
يا وارثاً عنها مآثرها التي / قد شيَّدَتْ للفخر أشرف معلم
يا فخر أندلسٍ لقد مدَّتْ إلى / عليك كفُّ اللاّئذ المستعصم
أما سعودك في الوغى فتكفَّلتْ / بسلامةِ الإسلامِ فاخلُدْ واسْلَمِ
وافَيْتَ هذا الثغرَ وهو على شفاً / فشفيْتَ معضلَ دائه المستحكمِ
ورعيتَه بسياسةٍ دارتْ على / مُخْتَطِّهِ دورَ السوار بمعصم
كم ليلةٍ قد بتَّ فيها ساهراً / تهدي الآمانَ إلى العيون النُّومِ
يا مظهر الألطاف وهي خفيّةٌ / ومُهِبَّ ريحِ النصر للمتنسِّم
لله دولتك التي آثارها / سِيَرُ الرِّكاب لمنجد أو مُتْهمِ
ما بعد يومك في المواسم بعدما / أَتْبَعْتَ عيد الفطر أكرمَ موسمِ
وافتك أشراف البلاد ليومه / من كل ندب للعلا مُتَسَنِّمِ
صرفوا إليكَ ركابَهم وتيمموا / من بابك المنتاب خير مُيّمَمِ
تَبَوَّأُوا منه بدار كرامةٍ / فالكل بين مقرّبٍ ومنعَّمِ
ودّتْ نجوم الأفق لو مثلت به / لتفوز فيه برتبة المستخدمِ
والروض مختالٌ بحلية سندسٍ / من كل مَوشيِّ الرقوم منمنَمِ
ورياحُهُ نسمت بنشر لطيمة / وأقاحُهُ بسمت بثغر ملثّمِ
وأَرَيْتَنا فيه عجائب جمةٌ / لم تجر في خَلّدٍ ولم تُتَوَهَّمِ
أرسلت سرعان الجياد كأنها / أسرابُ طيرٍ في التنوفة حُوَّمِ
من كل منحفز بخطفة بارق / قد كاد يسبق لمحة المتوهمِ
طرفٌ يشك الطَّرْفَ في استثباتهِ / فكأيْه ظنُّ بصدر مرجِّمِ
ومسافرٍ في الجو تحسبُ أنه / يرقى إلى أوج السماء بسلَّمِ
رام استراق السمع وهو ممنّع / فأصيب من قضب العصي بأسهمِ
رَجَمَتْهُ من شهب النِّصال حواصبٌ / لولا تعرضه لها لَمْ يُرجَمِ
ومدارة الأفلاك أعجز كُنْهُها / إبداعَ كلِّ مهندس ومهندمِ
يمشي الرجال بجوفها وجميعهم / عن مستوى قدميه لم يتقدمِ
ومنوّعِ الحركات قد ركب الهوا / يمشي على خط به متوهّمِ
فإذا هوى من جوّه ثم استوى / أبصرتَ طيراً حول صورة آدم
يمشي على فَنَنِ الرّشاء كأنه / فيه مساور ذابل أو أرقمِ
وإليك من صون العقول عقيلةً / وقفت بِبابِك وِقْفَةَ المسترحمِ
ترجو قَبولك وهو أكبر منحة / فاسمحْ به خُلَّدتَ من متكرْمِ
طاردتُ فيها وصف كل غريبةٍ / فنظمّتُ شاردَهُ الذي لم ينظم
ودعوتُ أرباب البيان أُريهمُ / كم غادرَ الشّعراء من متردِّمِ
ما ذاك إِلاّ بعض أنعُمك التي / قد عَلَّمَتُنا كيف شكر المُنْعِمِ
يا خير من ورث السماحَ عن الألى
يا خير من ورث السماحَ عن الألى / نصروا الألى وتبوّأوا الإيمانا
في كل يوم منك تحفة منعمٍ / وإلى الجميل وأجزل الإحسانا
قد أذكرت دار النعيم عبيدَهُ / وتضمنت من فضله رضوانا
تهدي مواليَّ الذين تفرعوا / عن روح فخرك في العلا أغصانا
لجلالك الأعلى قنيصاً أتعبوا / في صيده الأرواح والأبدانا
فتخصني منه بأوفر قسمة / فَسَحَتْ لعبدك في الرضى ميدانا
لله من مولى كريمٍ بالذي / تُهدي الموالي يُتحف العبدانا
تدعو بنيَّ إلى الغنيِّ بربه / يا ربنا أغنِ الّذي أغنانا
وعليك من قوس الإله تحية / تهديك منه الرَّوْحَ والرَّيْحانا
يا من به رُتب الإمارة تعتلي
يا من به رُتب الإمارة تعتلي / ومعالم الفخر المشيدة تبتني
أُزجُرْ بهذا الثلج فألاّ إنه / ثلج اليقين بنصر مولانا الغني
بسط البياض كرامةً لقدومه / وافترّ ثغراً عن كرامة معتني
فالأرض جوهرة تلوح لمجتلٍ / والدّوح مزهرةٌ تفوحُ لمجتني
سبحان من أعطى الوجودَ وجودَه / ليدل منه على الجواد المحسن
وبدائع الأكوان في إتقانها / أثر يشير إلى البديع المتقن

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025