المجموع : 46
أخذت قلوبَ الكافرين مهابةٌ
أخذت قلوبَ الكافرين مهابةٌ / فعقولهم من خوفها لا تعقلُ
حسبوا البروق صوارماً مسلولةً / أرواحهم من بأسها تتسلّلُ
وترى النجوم مناصلاً مرهوبةٌ / فيفرُّ منها الخائف المتنصّلُ
يا ابن الألى إجمالهم وجمالهم / شمسُ الضحى والعارض المتهلّلُ
مولايّ لا أحصي مآثرك التي / بجهادها يتوصّلُ المتوسِّلُ
أصبحتُ في ظل امتداحك ساجعاً / ظلُّ المنى من فوقهِ يتهدّلُ
طوّقته طوق الحمائم أنعماً / فغدا بشكرك في المحافل يهدلُ
فإليك من صون العقول عقيلةً / أهداكها صَنَعٌ أغرُّ محجَّلُ
عذراء راق الصنعَ رونقُ حسنها / فغدا بنظم حُليّها يتكلَّلُ
خيرتها بين المنى فوجدتها / أقصى مُناها أَنّها تُتَقَبَّلُ
لا زلت شمساً في سماء خلافة / وهلالك الأسمى يتم ويكملُ
يا وارث الأنصار وهي مَزِيَّةٌ
يا وارث الأنصار وهي مَزِيَّةٌ / بفخارها أثنى الكتابُ المنزلُ
أهديتني الباكورَ وهي بشارة / ببواكر الفتح الذي يستقبلُ
وولادة لهلال تِمِّ طالع / وجهُ الزمان بوجهه يتهلّلُ
هو أول الأنوار في أفق الهدى / وترى الأهلة بعدها تسترسلُ
مولايَ صِدقُ الفال قد جَرَّبْتَهُ / من لفظ عبدك والعواقب أجملُ
ما للحُمول تحنُّ للأطلال
ما للحُمول تحنُّ للأطلال / ويشوقُها ذكرُ الزمان الخالي
يثني أزمّة هِيمها شوق إلى / ظل الأراك وأزرق سَلْسالِ
ذكرت بها الحيّ الجميع كعهدها / والربعُ منها أخضر السِّرْبالِ
والدار حاليةٌ المعاطف والربا / ومَرَادها بالروضة المخضالِ
أيَّانَ ما لعبت بها أيدي النوى / وتراهنت في الحل والتَّرْحالِ
وجَرَتْ بسدتها الحداة كأنها / قطعُ السفائن خضن بحر ليالِ
دَعْني أطارحْها الحنين فإنني / لا أنثني لمقالة العُذَّالِ
وهي المنازل أشبهت سكانها / أعمارها تفضي إلى الآجالِ
بلِيَتْ محاسنها وخَفَّ أَنيسُها / والشوق والتذكار ليس ببالي
ولقد أقولُ وما يُعنَّف ذو الهوى / ذهب الغرام بحيلة المحتالِ
أَحَشّى تذوب صبابة ومدامعٌ / تغري جفون المزن باستهلالِ
ووراء مطَلع الخدور جآذر / تُجلى شموساً في غمام حجالِ
يا ساكني نجدٍ وما نَجْد سوى / نادي الهدى ومخيّم الآمالِ
ما للظباء الآنساتِ بربعكم / عُطُلاً وهنَّ من الجمال خوالي
أو للرياح تهبُّ وهي بليلةٌ / فتهيجُ من وجدي ونم بَلْبالي
هي شيمة عذرية عوّدتُها / قلباً شَعاعاً ما يُرى بالسالي
يا بنتَ من غَمَرَ العفاةَ نوالُهُ / هلاَّ سمحتِ ولو بطيفِ خَيَالِ
فلكم بعثتُ مع النسيم تحيَّتي / عوّدْتُ ساري البرق من أرسالي
بالله يا ريح النُّعامى جرِّري / فوق الخُزامى عاطر الأذيالِ
وإذا مررتَ على الكثيب برامةٍ / صافِحْ محيّا الروضة المخضالِ
فيها المعاهد قد طلعن بأفقها / زمناً ولم أَجنحْ لوقت زوالِ
أمذكري عهدَ الشبيبة جادَهُ / صوبُ العهاد بواكف هَطَالِ
عاطيتني عنه الحديثَ كأنّما / عاطيتَني منه ابنهَ الجريالِ
هذا على أني نزعتُ عن الصِّبا / وصرمتُ من حبِّ الحسان حِبالي
حسبي وقاراً في النديِّ إذا احتبى / وتجادلوا في الفخر كل مجالِ
أني ألوذ بدولة نصْريةٍ / حليَتْ محاسنها بكل كمالِ
حيث الوجوهُ صبيحة والمكرما / تُ صريحة والعزُّ غيرُ مُزالِ
حيث المكارم سنها أعلامُها / من كل فياض الندى مفضالِ
بيض الأيادي والوجوهِ أَعِزَّةٌ / قد شيّدوا العليا بسمر عوالي
هم آل نصر ناصرو دين الهدى / والمصطفَوْن لخيرة الأرسالِ
ما شئتَ من مجد قديم شاده / أبناءُ قيلةَ أشرف الأقيالِ
ما منهم إلا أغرُّ محجّلٌ / يلقى العظائم وهو غير مبالِ
مُتَبَسِّمٌ واليوم أكلحُ عابسٌ / والحربُ تدعو بالكُماةَ نَزَالِ
قد عُوَّدوا النصر العزيز وخوَّلوا / الفتح المبين بملتقى الأبطالِ
بذلوا لدى الهيجا كرائمَ أنفسٍ / قد أرخصت في الله خير منالِ
أصبحتَ وارث مجدهم وفخارهم / ومُشرّفَ الأمصار والأبطالِ
وطلعت في أفُقِ الخلافة نَيِّراً / تجلو ظلامَ الظلم والإضلالِ
فُقت الملوك جلالة وبسالة / وشأوْتَهُم في الحِلم والإجمالِ
أَعْدَتْ محاسنُك المحاسنَ كلَّها / فجمالُها يُزري بكل جمالِ
فالشمسُ تأخذ عن جبينك نورَها / والروض ينفح عن كريم خِلالِ
والريحُ تحمل عن ثنائك طيبها / في ملتقاها من ضباً وشَمَالِ
والغيثُ إلا من نداك مبُخَلٌ / فالغيثُ يُقلعُ والندى مُتَوَالِ
تعطي الذي لا فوقَهُ لمؤمِّلٍ / وتجود بالإحسان قبلَ سؤالِ
طاولتَ عُلويَّ النجوم بهمةٍ / لا فاقداً عزماً ولا مكسالِ
وبلغتَ من رُتب السعادة مبلغاً / أبعدتَ فيه مرتقاك العالي
وقياسُ سعدك في مرامك كلَّه / يقضي مُقَدَّمُهُ بصدق التالي
لمن الجيادُ الصافناتُ كأنها / في الوِرْدِ أسرابُ القطا الأرسالِ
من كل ملموم القُوى عبل الشَّوى / مُرخي العنان مُحَفَّز جَوَّالِ
لمن القباب الحمر تُشرَع للندى / فتفيض للعافين فيض سجالِ
لمن الخيام البيض تحسب أنها / زُهْرُ الكواكب أَطلِعَتْ بِحِلالِ
منداحةُ الأرجاء عاليةُ الذرى / فكأنها في الوهد شمُّ جبَالِ
هو مظهرُ الملك العلي ومطلع ال / نور الجلي بمرقب متعالِ
آثار مولانا الإمام محمّدٍ / بدر الهدى لا زال حِلفَ كمالِ
للهِ وجهتك التي نلنا بها / أَجرَ الجهاد وبغيةَ الآمالِ
ما شئت من حسن يفوق كمالُهُ / ويروق منظره الجميل الحالي
كم من عجائبَ جمةٍ أظهرْتَها / ما كان يخطرُ وصفهُنَّ ببالي
أَمَّتْ وفود الناس منك مملّكاً / قد خُصَّ بالتعظيم والإجلالِ
جاءُوا مواقيتَ اللقاء كأنهم / وفدُ الحجيج برامةٍ وألالِ
لله عينا من رأى ملك العُلا / حَفَّ الوقارُ جمالَه بجَلالِ
في موكبِ لبسوا الخلوصَ شعارهُ / وتميزوا منه بزِيِّ جمالِ
بلغوا به العددَ الكثيرَ وكلُّهم / أرضاهُمُ إحسانُك المتوالي
يهني المريَّةَ نعمة سوغتها / جادت بها الأيامُ بعد مِطالِ
قدست واديها وزرت خلالَها / فلها الفخار بها على الآصالِ
وكسوتَها بُرد الشباب مُفوّقاً / وشفيتَ ما تشكو من الأوجالِ
مولايَ لا أحصي ثناءك إنه / أربى على التفصيل والإجمالِ
أعليتَ في أفق العناية مَظهري / وخصصته بعوارف الإفضالِ
ظفرت يدايَ بكلّ ما أمّلتُه / في النفس أو في الجاه أو في المالِ
لم تُبق ليل أملاً وما بُلِّغتُهُ / بُلّغتَ ما ترجو من الآمالِ
أللمحةٍ من بارقٍ مُتَبَسِّمِ
أللمحةٍ من بارقٍ مُتَبَسِّمِ / أرسلتَهُ دمعاً تضرَّجَ بالدمِ
وللمحة تهفو ببانات اللوىَ / يهفو فؤادك عن جوانح مغرمِ
هي عادة عذرية من يوم أن / خُلِقَ الهوى تعتاد كلَّ مُتَيَّمِ
قد كنتُ أعذل ذا الهوى من قبل أن / أدري الهوى واليوم أعذلُ لُوَّمي
كم زفرة بين الجوانح ما ارتقت / حَذَرَ الرقيب ومدمع لم يُسجمِ
إن كان واشي الدمع قد كتم الهوى / هيهات واشي السقم لما يكتمِ
ولقد أجدْ هوايَ رسمٌ دارسٌ / قد كان يَخْفَى عن خفيِّ توهُمِ
وذكرت عهداً في حماه قد انقضى / فأطلت فيه تردّدي وتلوُّمي
ولربما أشجى فؤادي عنده / ورقاءُ تَنْفُثُ شجوها بترنُمِ
لا أجدَبَ الله الطلولَ فطالما / أشجى الفصيحَ بها بكاءُ الأعجمِ
يا زاجر الأظعان يحفزها السُّرى / قف بي عليها وقفة المتلوِّمِ
لترى دموع العاشقين برسمها / حمراً كحاشية الرداء المعْلَمِ
دِمَنٌ عهدتُ بها الشبيبة والهوى / سقياً لها ولعهدها المتقدِّمِ
وكتيبةٍ للشوق قد جهزتها / أغزو بها السلوانَ غزوَ مُصمِّم
ورفعت فيها القلبَ بنداً خافقاً / وأريت للعشاق فضلَ تهمّمي
فأنا الذي شاب الحماسة بالهوى / لكنَّ من أهواه ضايق مقدمي
فطُعنتُ من قدِّ القوامِ بأَسمرٍ / ورُميتُ من غنج اللحاظِ بأَسْهُم
يا قاتلَ الله الجفونَ فإنها / مهما رمتْ لم تُخْطِ شاكلةَ الرمي
ظلَمَتْ قتيلَ الحب ثم تَبيَّنتْ / للسقم فيها فترة المتظلّمِ
يا ظبيةٌ سنحت بأكناف الحمى / سُقي الحمى صوبَ الغمام المسجم
ما ضرَّ إذ أرسلت نظرة فاتكٍ / أن لو عطفت بنظرة المترحِّمِ
فرأيت جسماً قد أصيب فؤادُه / من مقلتيك وأنت لم تتأثّمي
ولقد خشيتِ بأن يقادَ بجرحه / فوهبت لحظك ما أحلَّك من دمي
كم خضتُ دونك من غمار مفازةٍ / لا تهتدي فيها الليوث لمجْثَمِ
والنجمُ يسري من دجاه بأدهمٍ / رحب المقلّدِ بالثريا مُلجمِ
والبدرُ في صفح السماء كأنّه / مرآة هندٍ وسط لُجِّ ترتمي
والزُّهرُ زَهُرٌ والسَّماءُ حديقةٌ / فتقتْ كمائمُ جنحها عن أَنجُمِ
والليلُ مربدُّ الجوانح قد بدا / فيه الصباح كغُرّة في أدهَمِ
فكأنما فلق الصباح وقد بدا / مرأى ابن نصر لاح للمتوسِّم
ملك أفاض على البسيطة عدلَهُ / فالشاةِ لا تخشى اعتداء الضَّيْغَمِ
هو منتهى آمال كلّ موفَقٍ / هو مورد الصادي وكنز المعدِم
لاحت مناقبُه كواكبَ أسعُدٍ / فرأت ملامحَ نوره عينُ العمي
ولقد تراءى بأسُهُ وسماحُه / فأتى الجلالُ من الجمال بتوْءَمِ
مثل الغمام وقد تضاحك برقه / فأفاد بين تجهْم وتبسّم
أنسى سماحة حاتم وكذاك في / يوم اللقاء ربيعةَ بن مكدّمِ
سيرٌ تسير النيِّراتُ بهديها / وتُعير عَرفَ الروض طيبَ تنسُّمِ
فالبدر دونك في عُلاّ وإنارةٍ / والبحر دونك في ندى وتكرمِ
ولك القباب الحمرُ تُرفع للندى / فترى العمائمَ تحتها كالأنجمِ
يذكي الكِباءُ بها كأن دخانَهُ / قطعُ السحاب بجوها المتغيّم
ولك العوالي السمرُ تُشرعُ للعدى / فتخرُّ صرعى لليدين وللفَمِ
ولك الأيادي البيضُ قد طوّقتها / صيدَ الملوك ذوي التلاد الأقدمِ
شِيَمٌ يُقرُّ الحاسدون بفضلها / والصبح ليس ضياؤُهُ بمكتّمِ
ورِثَ السماحة عن أبيه وجَدّهِ / فالأَكرمُ ابنُ الأكرم ابنِ الأكرمِ
نقلوا المعالي كابراً عن كابرٍ / كالرمح مطّردِ الكعوبِ مقوَّمِ
وتسنَّموا رُتَبَ العلاء بحقها / ما بين جدٍّ في الخلافة وابنمِ
يا آل نصر أنتم سُرُجُ الهدى / في كلّ خطب قد تجهم مظلم
الفاتحون لكل صعب مقفلٍ / والفارجون لكل خطب مبهم
والباسمون إذا الكماة عوابسٌ / والمقدمون على السوادِ الأعظمِ
أبناء أنصار النَّبيّ وحزبه / وذوي السوابق والحوار الأعصمِ
سلْ عنهمُ أُحُداً وبدراً تلقَهُمْ / أَهلَ الغَناء بها وأهلَ المغنمِ
وبفتح مكَّةَ كم لهم في يومه / بلواء خير الخلق من متقدّمِ
أقسمتُ بالحرم الأمين ومكةٍ / والركنِ والبيتِ العتيقِ وزمزمِ
لولا مآثرهم وفضلُ علاهمُ / ما كانََ يُعزى الفضلُ للمتقدِّمِ
ماذا عسى أثني وقد أثنت على / عليائهم آيُ الكتابِ المحكمِ
يا وارثاً عنها مآثرها التي / قد شيَّدَتْ للفخر أشرف معلم
يا فخر أندلسٍ لقد مدَّتْ إلى / عليك كفُّ اللاّئذ المستعصم
أما سعودك في الوغى فتكفَّلتْ / بسلامةِ الإسلامِ فاخلُدْ واسْلَمِ
وافَيْتَ هذا الثغرَ وهو على شفاً / فشفيْتَ معضلَ دائه المستحكمِ
ورعيتَه بسياسةٍ دارتْ على / مُخْتَطِّهِ دورَ السوار بمعصم
كم ليلةٍ قد بتَّ فيها ساهراً / تهدي الآمانَ إلى العيون النُّومِ
يا مظهر الألطاف وهي خفيّةٌ / ومُهِبَّ ريحِ النصر للمتنسِّم
لله دولتك التي آثارها / سِيَرُ الرِّكاب لمنجد أو مُتْهمِ
ما بعد يومك في المواسم بعدما / أَتْبَعْتَ عيد الفطر أكرمَ موسمِ
وافتك أشراف البلاد ليومه / من كل ندب للعلا مُتَسَنِّمِ
صرفوا إليكَ ركابَهم وتيمموا / من بابك المنتاب خير مُيّمَمِ
تَبَوَّأُوا منه بدار كرامةٍ / فالكل بين مقرّبٍ ومنعَّمِ
ودّتْ نجوم الأفق لو مثلت به / لتفوز فيه برتبة المستخدمِ
والروض مختالٌ بحلية سندسٍ / من كل مَوشيِّ الرقوم منمنَمِ
ورياحُهُ نسمت بنشر لطيمة / وأقاحُهُ بسمت بثغر ملثّمِ
وأَرَيْتَنا فيه عجائب جمةٌ / لم تجر في خَلّدٍ ولم تُتَوَهَّمِ
أرسلت سرعان الجياد كأنها / أسرابُ طيرٍ في التنوفة حُوَّمِ
من كل منحفز بخطفة بارق / قد كاد يسبق لمحة المتوهمِ
طرفٌ يشك الطَّرْفَ في استثباتهِ / فكأيْه ظنُّ بصدر مرجِّمِ
ومسافرٍ في الجو تحسبُ أنه / يرقى إلى أوج السماء بسلَّمِ
رام استراق السمع وهو ممنّع / فأصيب من قضب العصي بأسهمِ
رَجَمَتْهُ من شهب النِّصال حواصبٌ / لولا تعرضه لها لَمْ يُرجَمِ
ومدارة الأفلاك أعجز كُنْهُها / إبداعَ كلِّ مهندس ومهندمِ
يمشي الرجال بجوفها وجميعهم / عن مستوى قدميه لم يتقدمِ
ومنوّعِ الحركات قد ركب الهوا / يمشي على خط به متوهّمِ
فإذا هوى من جوّه ثم استوى / أبصرتَ طيراً حول صورة آدم
يمشي على فَنَنِ الرّشاء كأنه / فيه مساور ذابل أو أرقمِ
وإليك من صون العقول عقيلةً / وقفت بِبابِك وِقْفَةَ المسترحمِ
ترجو قَبولك وهو أكبر منحة / فاسمحْ به خُلَّدتَ من متكرْمِ
طاردتُ فيها وصف كل غريبةٍ / فنظمّتُ شاردَهُ الذي لم ينظم
ودعوتُ أرباب البيان أُريهمُ / كم غادرَ الشّعراء من متردِّمِ
ما ذاك إِلاّ بعض أنعُمك التي / قد عَلَّمَتُنا كيف شكر المُنْعِمِ
يا خير من ورث السماحَ عن الألى
يا خير من ورث السماحَ عن الألى / نصروا الألى وتبوّأوا الإيمانا
في كل يوم منك تحفة منعمٍ / وإلى الجميل وأجزل الإحسانا
قد أذكرت دار النعيم عبيدَهُ / وتضمنت من فضله رضوانا
تهدي مواليَّ الذين تفرعوا / عن روح فخرك في العلا أغصانا
لجلالك الأعلى قنيصاً أتعبوا / في صيده الأرواح والأبدانا
فتخصني منه بأوفر قسمة / فَسَحَتْ لعبدك في الرضى ميدانا
لله من مولى كريمٍ بالذي / تُهدي الموالي يُتحف العبدانا
تدعو بنيَّ إلى الغنيِّ بربه / يا ربنا أغنِ الّذي أغنانا
وعليك من قوس الإله تحية / تهديك منه الرَّوْحَ والرَّيْحانا
يا من به رُتب الإمارة تعتلي
يا من به رُتب الإمارة تعتلي / ومعالم الفخر المشيدة تبتني
أُزجُرْ بهذا الثلج فألاّ إنه / ثلج اليقين بنصر مولانا الغني
بسط البياض كرامةً لقدومه / وافترّ ثغراً عن كرامة معتني
فالأرض جوهرة تلوح لمجتلٍ / والدّوح مزهرةٌ تفوحُ لمجتني
سبحان من أعطى الوجودَ وجودَه / ليدل منه على الجواد المحسن
وبدائع الأكوان في إتقانها / أثر يشير إلى البديع المتقن