القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 48
يا قلبُ هل لك في السُّلُوِّ
يا قلبُ هل لك في السُّلُوِّ / فَقَد أراعَك مَنْ تحبُّ
وجفاك من نهوى فلا / منه إليك اليوم قربُ
ظَعَنَ الذين هَوَيْتَهم / وَحَدَتْ بهم نجبٌ ونجبُ
وتنافَرَتْ تلك الظِّباء / وريع منها ويك سرب
ساروا بصبرك حيث شاؤوا / فَقَد أراعَك من تحبُّ
فالقلبُ صَبٌّ في هواهم / مغرمٌ والدَّمع صَبُّ
طرفي بدمعي لا يجفُّ / ولا زفيرُ الوجد يخبو
يا طرفُ نَهْنِهْ من دُموعك / بعدهم فالوَجْدُ حَسب
فارَقْتُهم وتفرّق الأَحبا / ب بعد الجمع صعب
وذكرتُهم فكأنَّما / نارٌ بأحشائي تشبُّ
يا ليتَ قَومي يَعْلَمون / بما أُصابُ وما أَصُبُّ
أو إنَّهم رجعوا إليَّ / وضَمَّنا يا سعد شعبُ
ويلاه من هذا الزَّمان / فكم دهاني منه خطب
في كلّ يومٌ تُسْتَفاضُ / مدامعٌ ويُراعُ قلبُ
وللوعتي وتجلُّدي / في الحبّ إيجاب وسلبُ
لا موردي صَافي النّمير / ولا مذاق العيش عذب
وأُعاتِبُ الدَّهرَ المِشُتَّ / وهَلْ يفيد الدَّهر عتب
والذَّنبُ للأَحبابِ إذ / رَحَلوا وما للبَيْن ذَنْبُ
أتخيَّلُ المعنى البديعَ وأجتلي
أتخيَّلُ المعنى البديعَ وأجتلي / ما راقَ من كَلِمٍ ومن معنًى جلي
فلذاك إذ سَبق الوجيه تأمُّلي / حسن اطّرادِ جيادِ خَيْلِ تخيُّلي
في غور إطراءٍ عديم تناهي /
أبدعْتُ في مدحي وأعلى من مَدَحْ / دوني وكنت لكالزناد إذا قَدَحْ
وأتيتُ من فكري بهاتيك المُلَحْ / لأبي الثنا المولى شهاب الدِّين مَحْ
مودٍ أبي الباقي ابنِ عبد الله /
بُشرى بمولد نجلِكُم من مَوْلِدِ
بُشرى بمولد نجلِكُم من مَوْلِدِ / من صُلْب أكرمِ ماجدٍ ومُمَجَّدِ
كالسيف أصْلِتَ نصلُه من غمده / فبدا نظيرَ الكوكب المتوقد
يحيي مناقَب من مَضى من أهلِهِ / من ناصرٍ حزب العلى ومؤيّد
العاطسين بأنف كلّ أبيّة / والمرعفين بها أُنوف الحُسَّد
والباسطين على العُفاة أيادياً / كم من يدٍ بيضاء تولى من يد
لا تنكرُ الأعداءُ معروفاً لهم / بمكارم لأكارمٍ لم تجحد
حَدِّثْ ولا حرجٌ عليك بذكرهم / وأعِدْ حديثَك ما استطعت وردّد
فليهنكم ولدٌ بدا في وجهه / سيماء سَعْدٍ في الزمان الأسعد
فالله يحفظه ويرفع قدره / ويديمه في طيب عيش أرغد
سُرَّتْ به النجباء وافتخرت به / لا زال في فخر عظيم السؤدد
قد جاءَ تاريخي وَقَرَّ عيونهم / بالناصر بن القاسم بن محمد
يا قدوةَ العُلماء يا من عِلْمُه
يا قدوةَ العُلماء يا من عِلْمُه / بحرٌ ومنهلٌ فضلِه مَوْرودُ
يهنيك مولانا بمنصبك الَّذي / فازَ الوليَّ به وخاب حسود
فلقد حباك الله بالفضل الَّذي / يسمو على رغم العدى ويسود
في حالَتي عِلْمٍ وبذل مكارم / فعلى كلا الحالين أَنْتَ مفيد
وحَبَتْك ألطاف الوزير علي الرضا / مَن ذكره في الخافقين حميد
ملكٌ فأمَّا حِلْمُه فموقّرٌ / ضافٍ وأمَّا بطشه فشديد
ولاّك إفتاءَ الأنام محبّذا / رأيٌ لعَمري إنَّه لسديد
إنَّ الشريعة فيك لابس تاجها / قرمٌ وحامِلٌ سيفها صنديد
وتنوف في كلّ العلوم فأرِّخوا / نَوَّفْتَ في الإفتاء يا محمود
مولايَ قَد حان الوَداعُ
مولايَ قَد حان الوَداعُ / وقد عزَمْتُ على المَسيرِ
كم زَرْتُ حضرتَك الَّتي / ما زلتُ منها في حبور
ورجَعْتُ عنك بنائلٍ / غمرٍ وبالخير الكثير
والله يعلَمُ أنّني / عن شكر فضلك في قصور
يا مفرَداً في عَصره / بالفضلِ معدوم النظير
يا يوسُفَ البدر الَّذي / يسمو على البدر المنير
ما لي بغيرك حاجةٌ / كغِنى الخطير عن الحقير
وسواك يا مولاي لا / والله يخطر في ضميري
ما كلُّ وَرّاد يفوز / بمورد العذب النمير
لا زلتَ أهلاً للجميل / مَدى الليالي والشهور
قُطْبٌ تدورُ عليه أفلاك الهدى
قُطْبٌ تدورُ عليه أفلاك الهدى / من كانَ يَرتَضِعُ الهدى في مَهْدِه
عرشٌ به عِلْمُ الشريعة ثابتٌ / إذ قام كرسي العلوم بحدّه
وسماءُ عرفانٍ كأنَّ نجومها / طَلَعَتْ علينا من مطالع برده
ظَفِرَتْ يدُ الأيام منه بجوهر / قَد حَيَّر الألباب جوهر فرده
نادته أعلام الأنام وصدقهم / يبدو كما تبدو طوالع سعده
يا سيّداً من حيدرٍ ومحمْدٍ / مَنْ مثلُ والده الإمام وجدّه
جَدَّدْتَ فينا دينَ جدِّك فارتقت / أضواؤه لما قَدَحْتَ بزنده
فَرَويت من أخباره ورَوَيت من / آثاره وخلفتنا من بعده
قد كنتَ في يوم الكساء ضميمةً / مخبوءةً في ظهر أكرم ولده
ما زال يعبق منك نشر عبيره / حتَّى شَمِمْنا منك ريحة نده
الله يَعْلَمُ والأنام شهودُ
الله يَعْلَمُ والأنام شهودُ / أنَّ الَّذي فَقَد الورى لفريدُ
كانَ الإمام به الأئمة تقتدي / فَلَه الهدى ولغيره التقليد
ظلاًّ على الإسلام كانَ وجوده / حتَّى تقلّص ظِلُّه الممدود
فَلِفَقْده في كلِّ قلب لوعة / ولذكره في حمده ترديد
فزوال ذاك الطود بعد ثباته / ينبيك أنَّ الراسيات تبيد
هَيْهات يُرفَعُ للمدارس بعده / عَلَمٌ ويورقُ بالمكارم عود
سِمْط الفضائل والفواضل كلّها / نُثِرَتْ عليه من الدموع عقود
أسدٌ من الآساد يصرعه الرّدى / ومن الرِّجال بهائمٌ وأُسودُ
عجباً لمن ضاق الفضاءُ بعلمه / أنّى حَوَتْهُ من القبور لحود
وإذا الملائك بُشّرت بقدومه / فَعَلام تنتحب الرِّجال الصيد
لا جاز قَبرَك صَوبُ غادته الحيا / تسقي ثراك بصوبها وتزيد
وجُزيت خيراً بعدها عن أُمَّةٍ / علماؤها مما أفَدْتَ تفيد
فمقامك المحمودُ فوقَ مقامهم / وعلى الجميع لِواؤك المعقود
أظهَرْتَ بالآيات ما بظهورها / يُخفى النفاق ويُعلن التوحيد
وكشَفْتَ غامضَ ما تشابه فانجلَتْ / شُبَهٌ على وجه الحقيقة سود
يا أيُّها الثاوي بأكرم تُربَةٍ / تالله أَنْتَ الصارم المغمود
يا شدَّ ما دهم العراق بساعة / خشناء يُصدعُ عندها الجلمود
إذ حان حَينُ أبي الثناء وجاءه / بين الأكارم يومُه الموعود
ونعماه ناعيه وقال مؤَرِّخاً / قد مات ويك أبو الثنا محمود
أسَفاً على تلك المحاسن
أسَفاً على تلك المحاسن / كيْفَ بدَّلَها الغبارُ
وبياضِ هاتيك الخدود / فكيف سوَّرها العذار
كانَ العزيزَ وقد بدا / وعليه للذل انكسار
كانت محاسنُ وجهِهِ / تزهو كما يزهو النضار
ويزين ذيّاك البياضَ / من الحياءِ الاحمرار
يهوى زيارَته المشوقَ / وإن يكن شَطَّ المزار
فَغَشاه ليلٌ ما له / من بعد غشيته نهار
وجَفاه من يَهواه حتَّى / لا يزورُ ولا يزار
إن كانَ فيه بقيَّةٌ / فلسَوْفَ يُدْرِكها البَوار

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025