القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ عَمّار الأَندَلُسي الكل
المجموع : 27
خبر بلنسية وكانت جنة
خبر بلنسية وكانت جنة / أن قد تدلت في سواء النار
غدرت وفياً بالعهود وقلما / عثر الوفي سعي الى الغدار
يا أهلها من غائب أو حاضر / وقطينها من حاضر أو سار
جازوا بني عبد العزيز فانهم / جروا اليكم اسوأ الأقدار
ثوروا بهم متأولين وقلدوا / ملكاً يقوم على العدو بثار
هذا محمد أو فهذا احمد / وكلاهما أهل لتلك الدار
جاء الوزير بها يكشف ذيلها / عن سوأة سوأى وعار عار
نكث اليمين وحاد عن سنن التقى / وقضى على الاقبال بالادبار
آوى لينصر من نبا المثوى به / ودهاه خذلان من الأنصار
بر اليمين ولم يعرض نفسه / ونفوسكم لمصارع الفجار
ما كنتم الا كأمة صالح / فرماكم من طاهر بقدار
هذا وخصكم باشأم طائر / ورمى دياركم باسوأ جار
لابر من مسح الجبين فانما / لطمته غدراً غير ذات سوار
هيهات يطمع بالنجاة لطالب / ساع اذا ونت الكواكب سار
كيف التفلت بالخديعة من يدي / رجل الحقيقة من بني عمار
رجل تطعمه الزمان فجاءه / طرفين في الاحلاء والامرار
سلس القياد الى الجميل فان يهج / فدع العنان لهبة التيار
طبن باغراض الامور مجرب / فطن لاسرار المكائد دار
ماض اذا برزت اليه مصمم / هون اذا التفت عليه مدار
مازال مذ عقدت يداه إزاره / فادرك خمسة الاشبار
كشاف مظلمة وسائس أمة / نفاع أهل زمانه الضرار
عجباً لا شمط راضع ثدي الوغى / منه وطود في العنا الخطار
شراب أكواس المدام وتارة / شراب أكواس الدم الموار
جرار اذيال القنا ظنوا به / قد زاركم في الجحفل الجرار
وكأنكم بنجومه ورجومه / تهوى اليكم من سماء غبار
وأنا النصيح فان قبلتم فاتركوا / آثارها خبراً من الأخبار
قوموا الى الدار الخبيثة فانهوا / تلك الذخائر من خبايا الدار
وتعوضوا من صفرة خبثية / بأغر وضاح الجبين مدار
قل للوزير وليس رأي وزير
قل للوزير وليس رأي وزير / أن تتبع التدبير بالتندير
إن الوزارة مذ لبست رداءها / رفعت على التغيير والتزوير
إن الوزارة لو سلكت سبيلها / وقف على التعزير والتوقير
وأرى الفكاهة جل ما تأتى به / رحماك في التعجيز والتصدير
بلغت دعابتك التي أهديتها / في خاتم التأمين والتأمير
وأظنها للطاهري فان تكن / فجديرة التقديس والتطهير
ولعل يوماً أن يصير نفسه / في طيبة التطبيب والتنزير
فرسا رهان أنتما فتجاريا / لنقول في التقديم والتأخير
واذا سلكت سبيله فحقيقة / كي تتبع التطفير بالتصفير
وترى بلنسية وأنت قدارها / سينالها التدمير من تدمير
وهويته يسقي المدام كأنه
وهويته يسقي المدام كأنه / قمر يدور بكوكب في مجلس
متأرج الحركات تندى ريحه / كالغصن هزته الصبا بتنفس
يسعى بكأس من أنامل سوسن / ويدير أخرى من محاجر نرجس
يا حامل السيف الطويل نجاده / ومصرف الفرس القصير المحبس
إياك بادرة الوغى من فارس / خشن القناع على عذار أملس
جهم وإن حسر اللثام فانما / كشف الظلام عن النهار المشمس
يطغى ويلعب في دلال عذاره / كالمهر يمرح في اللجام المجرس
سلم فقد قصف الفنا غصن النقا / وسطا بليث الغاب ظبي المكنس
عنا بكأسك قد كفتنا مقلة / حوراء قائمة بسكر المجلس
أدرك أخاك ولو بقافية
أدرك أخاك ولو بقافية / كالطل يوقظ نائم الزهر
فلقد تقاذفت الركاب به / في غير موماة ولا بحر
طفحت صحابته بلا سنة / وتساقطوا سكرى بلا خمر
بمعارج أدت إلى جرد / حتى من الأنواء والقطر
عال كان الجن إذ مردت / جعلته مرقاة الى النسر
وحش تناكرت الوجوه به / حتى استربت بصفحة البدر
قصر تمهد بين خافقتي / نسرين من فلك ومن وكر
متحير سال الوقار على / عطفيه من كبر ومن كبر
ملكت عنان الريح راحته / فجيادها من تحته تجري
مأوى العزيز وقد نصحت فان / تهمل فقد أبليت في العذر
ووصلت خدمة قاطع سبي / وأطعت أمر مضيع أمرى
دع ذا وصلنا غير مؤتمر / مستأثراً بالحمد والشكر
واكتبت الينا نها ليد / تمحو الذي كتب يد الدهر
نفسي تحن الى فداء
نفسي تحن الى فداء / تفديك نفسي من شراء
فاسبق بنقدك وعدهم / مسترخضاً لي بالغلاء
ثم امض في على اختيا / رك من فناء او بقاء
واللَه ما أدرى إذا / قالوا غدا يوم اللقاء
ما أقتل الحالين لي / إن كان خوفي او حيائي
قالوا أتى الراضي فقلت لعلها
قالوا أتى الراضي فقلت لعلها / خلعت عليه من صفات أبيه
فأل جرى فعسى المؤيد واهباً / لي من رضاه ومن أمان أخيه
قالوا نعم فوضعت خدي في الثرى / شكراً له وتيمناً ببنيه
يا ايها الراضي وإن لم يلقني / من صفحة الراضي بما أدريه
هبك احتجبت لوجه عذر بين / بذل الشفاعة أي عذر فيه
سهل على يدك الكريمة أحرفاً / فيمن أسرت فتنثني تفديه
هلا سألت شفاعة المأمون
هلا سألت شفاعة المأمون / أو قلت ما في نفسه يكفيني
ماضر لو نبهته بتحية / يسرى النسيم بها على دارين
وهززت منه فقد يقلب سيفه / يوم الجلاد الحين بعد الحين
مالي أبنه ناظراً لم يغف عن / حظيه من دنياه أو من دين
وأهز من عطف ثناه عطفه / حتى خشيت عليه فرط اللين
بيدي من المأمون أوثق عصمة / لو أن أمري في يد المأمون
أمري الى مولى اليه أمره / وكفاه من فوق كفاه ودون
حيث استوى الخصمان حقاً والتقى / عز الغني بذلة المسكين
ملك طوى سر المهابة شخصه / لولا أسرة وجهه الميمون
جبل سما بذؤابتيه الى العلى / ورسا بهضبته على التمكين
متوقد الجنبات كلل دوحه / بجني وفجر صفحه بعيون
دانت لأيدي المجتنين قطوفا / ودنا اليهم من ظلال غصون
ونأى لأبصار العصاة فانما / يتوهمون نعيمه بظنون
بحر اذا ركب العفاة سكونه / وهب الغنى في عزة وسكون
واذا طمى للذنب لم يسمع به / الا الدعاء يعان بالتأمين
كم أسكب العذب الفرات على فمي / يرمي يدي باللؤلؤ المكنون
واليوم قد أصبحت في غمراته / إن لم تغثني رحمة تنجيني
بعدت سواحله علي وأدركت / امواجه فتلاعبت بسفيني
لا شك في أني غريق عبابه / إن لم يمد الفتح لي بيمين
يا فتح جردها عناية فارس / بطل على حرب الولي أمين
متقدم من جده بكتيبة / مستظهر من لفظه بمكين
واقرن شجاعتك الكريمة عنده / بتواضع عن عزة لا هون
في سكتة من هيبة وسكينة / وبضجة من رحمة وحنين
فأبوك من يغشي الملوك بساطه / شوسا فما يرمونه بعيون
ما يعرض الجبار من لحاجة / الا برفع يد ووضع جبين
يا فتح إن نازلته مستنزلا / فاهنأ بفتح من رضاه مبين
وليخلصن إليك من أعلاقه / علق يشد عليك كف ظنين

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025