المجموع : 25
ربُّ الجلال تحيّة
ربُّ الجلال تحيّة / يهديكها ربُّ القَوافي
آمالُ يعرب كلّها / من حول ركبك في طوافِ
عادَ النَجاحُ لَها إِذا / عادَ التدارك وَالتَلافي
وافَت وفودُ العربِ كَي / تَسعى إِلى البطل الموافي
أَما لقاءَكَ في المَدا / ئنِ أَو لِقاءَكَ في الفَيافي
فَإِذا أَبيت فَقَد أَبوا / غير التَباغض وَالتَجافي
وَإِذا رضيتَ فَقَد رضوا / من أَجل سعيك بالتَصافي
ساداتُ يعرب جانبوا / طرق التَنائي وَالتنافي
إِنّ اِعتِراف الناس لا / يُغنيكم عَنه اِعتِرافي
هَذي وفودهموا وَخا / في القصد منها غير خافِ
إِنّي أَخاف عليهم / يَهفو بهم في الأَمر هافِ
أَخشى عَلى اِستقلالهم / يُمسي وَيُصبِح في العَوافي
وَأَخافُ إِن طالَ المطا / ل سفت عَلى الأَمل السَوافي
وَتَلا اِنصرافهمو عَلى / رَغمي وَرغمهمُ اِنصرافي
إنّ اِئتلاف القَلب لا / يبنى عَلى غيرِ اِئتلافِ
لَم يَستَقِم نهج الوِفا / قِ عَلى تَعاريج الخلافِ
لَيتَ الَّذي أَضنى هدى ال / مضني إِلى طرق التصافي
إِنّي اِنتَشيت وطاسَتي / قلمي وَذكركمو سلافي
وَمقاصر قصر التَخيْ
وَمقاصر قصر التَخيْ / يُل أَن يقارِب سمتها
أَعيَت فَصيح الخافقيْ / نِ إِذا تكلّف نعتها
البَدرُ يشرقُ فَوقها / وَالماءُ يَجري تَحتَها
هذا بها يَبكي قواهُ / وَتلك تندب بختها
أَعَلِمت من راض الجماح فأسلسا
أَعَلِمت من راض الجماح فأسلسا / أَرأَيت صبح البشر كَيف تنفّسا
ما ريض ممتنع وبشّر شارِق / إِلّا لمطلق عزمة لَن تحبسا
عد للمهنَّد مجملاً وَمفصّلاً / وَدَع اليراع مرصّعاً وَمجنّسا
وَاِظهر ظهور النيّرات وَلا تَخَف / عند الخطوب وَلا تَكُن متوجّسا
أَوَ لَم تَرَ الشطب الوَهيف مجرّداً / أَحلى وَأَعذَب في العيون وَأسلسا
كالرَوضة الغَنّاء دبّجها النَدى / وَمَشى بغصنيها الصبا فتميّسا
تَشتَدّ ليّنة الشفار تمنّعاً / وَالعود يسهل قصفه إِمّا عَسا
إِن الكميّ مَتى اِستهلّ بعضبه / يَزداد فَخراً في العلا وَتَحَمُّسا
وَاللَيث أَصحر إِن أَمسّ بنبأة / وَالظَبي إِن خَشي الشراك تكنّسا
للروع مدّخر الرجال فإِن سَطا / خطب وَلم تنكص فللأمن النسا
لا يعقدنَّ بك الطلاب عَن العلا / فرض عَلى المقدام أَن يتلمّسا
وَلَئن يفت قود الصِعاب مضعناً / نَكساً فَما فاتَ الأبيّ الهندسا
لا خير في عَيش إِذا هوَ لَم يَنَل / مَجداً سَماويّاً وَعِزّاً أَقعسا
العَزم أَفضَل ما ينيل وَإِنَّما / بالعزم تَعلو لا بليت وَلا عَسى
من واصل العزمات أَدرك قصده / منها وَمن خوّى أَرمَّ وَأَوكَسا
وَالخلق أَدعى للعلا من فاته / خلق فَما شمّ العلاء وَلا اِحتَسى
وَالعلم أَسماه تواضع أَهلهِ / وَالجهل آفة من طغى وَتغطرسا
شاور نهاكَ وَعد لسيفك تَستَشِر / لبقاً بِتَصريف الأُمور وَكيّسا
السَيف أَوفى صاحبيك بموقف / أَو مجلس إن موقفاً أَو مَجلِسا
أَتَعيش في أَمل النَعيم وَضوئه / وَتَكاد في حلك الشَقا أَن ترمسا
كدنا وَكادَ الدهر يبطش بطشه / بالرَغمِ من آمالنا أَن نيئَسا
كَم باتَ ذو الكمد اللَئيم مؤمّلاً / نيل المُنى مترقّباً متحسّسا
يَرجو اللَيالي أَن تنيل وَربّما / جادَ البَخيل وَقيلَ أحسن من أَسا
يخفي السُؤال لِكَي تردّ له الهَنا / وَتعيد موحشها عليه مؤنسا
بأشدّ ما عانيت من جرع الضَنى / دَهراً وَما قاسيت في مضض الأَسى
حَتّى اِستَوى الزَمنان في عيني مَعاً / لا فرق بَينَ الصبح عندي وَالمَسا
أَتفرّس المَرء الأَنيق وَإِنَّما / من فاته الخير اليَقين تفرّسا
قنط المقرّ عَلى إِساءة محسن / وَنَوى وآن لمحسن ألا يُسا
أَدرى الزَمان وَقَد طَغى طغيانه / قَد حانَ في صحف البقا أَن يطلسا
هَل يَستَقيم إِلى مَدى من ظهره / قَد عادَ من طول الشرور مقوّسا
وَلربّ نجم في المَعالي أَسعَد / عادَت به سود اللَيالي أَنحسا
غالَت مَطامعهم وَتلك قضيّة / ضمنت بوادرها لهم أَن تعكسا
من يوقظ اليوم الضروس طماعة / فَهوَ الحريّ بناره أَن يضرسا
قُل للعدى فيئوا إِلى أَصلابكم / تَنمو غراساً ما أَخسّ وَأَنجسا
فيئوا إِلى تلك الَّتي ما أَنتَجَت / إِذ أَنتجت إِلّا العقور الأَبخسا
هَل فيكم إِلّا الَّذي من خسّةٍ / أَقوى ومن شرف المَكارِم أَفلسا
أَينَ المفلّق برده من عرضه / ممّن تردّى بالفَضائِل واِكتَسى
جهلوا لباس المكرمات فعاذر / إِن أَنكَروا غير المَخازي ملبسا
وَلَو اِنَّهم قَذَفوا بأطهر خيمهم / في زامر مُتَلاطِم لتنَجَّسا
ظَلَموا وَلَو اِنَّهم ذاقوا الرشاد لأَبصَروا / يَوماً عَلى الجانين أشأم أتعسا
يَوم كأنّ عجاجه وَسبوحه / بحرٌ طمى وَأَبو قبيس قَد رَسا
ما إِن تنقّل فارِس في حندس / من نقعه إِلّا وَصادف حندسا
إِمّا اِختفت أَقماره وَشموسه / فَفضاه أَقمر بالصفاح وَأَشمَسا
حَكَمَ الحُسامُ عَلى الأَعادي حكمه / وَقَضى عَلى آثارهم أَن تطمسا
وَالسَيف إِن يَغضَب تَعاظم حدّه / فأَذلّ عرنيناً وَأَرغم معطسا
إِن يَرجعوا فالعَفو أَقرب عندنا / أَو يطمَعوا فالنَجم أَقرَب ملمسا
وَالوَيل للباغي إِذا ما اِستَيقَظَت / أَسيافنا واِستنكفت أَن تنعسا
أَينَ المَفلّق برده من عرضه / مِمَّن تردّى بالفَضائِل واِكتَسا
نَحن الأُلى إِمّا تنض برودهم / أَلفيت أَبيض في نجار أَملسا
اِنظر إِلى سوح المَعالي تلقنا / طبنا بها مجنىً وَطبنا مغرسا
إِنّا غرسنا المجد قبل أَوانه / ولربَّ حارثة وَنت أَن تغرسا
نحن الأُلى إِمّا تشدّ رحالهم / تَرَكوا لهم فَوقَ السماك معرّسا
تعنو الوجوه لشيخنا وَوَليدنا / وَنعيذ أَوجهنا لَها إِن تَعبسا
تُرجى مَواهبنا وَيُخشى بأسنا / إِن قيلَ لَيل لِلحَوادِث عَسعَسا
هَذي خَلائِقنا وَتِلكَ أُصولنا / تأبى البَوازِل أَن تَكون العنّسا
نَحن الأُلى حفظوا ببذل نفوسهم / حَقّاً أَضاعته الغَواصِب أَقدسا
نَحنُ الأُلى تَرَكوا الحَياة وَغَلَّسوا / إِن قيلَ ركب للمنيّة غلَّسا
يَتَهافَتونَ عَلى الحمام كَأَنَّه / كأسُ الرَحيق تبلَّ غلّة من حسا
وَإِذا تَكَدَّست الخطوب وَجَلجَلَت / أمروا العتاق القبَّ أَن تَتَكَدّسا
إِمّا إِلى الفردوس أَو لذرى العلا / سَوّى كتائبنا البَشير وَكردسا
إِن كانَت الأولى فأَجر يُقتَنى / أَو كانَت الأُخرى ففخر يكتسا
أَو بَعدَ ما ضاق الخِناق وَأَطبقت / عصب الضلال عَلى الهداة المنفسا
تَبقى سيوف بَني لؤيّ قوّماً / وَتظلّ أَعلام الهداية نكّسا
وَهم الألى إِمّا قضوا لَم يَسمَحوا / في الأَرض للأذناب أَن تَترأسا
يَتَباعَد الإِذلال عَن وَقفاتهم / أَبَداً وَلا يَرنو إِلَيهِم حلّسا
قَوم إِذا خَطَبوا لمجد وَليدهم / غرر المَعالي أمهروها الأَنفُسا
وَإِذا همو زفّوا له أَبكارها / جَعَلوا النشار لَها الطلى وَالأرؤسا
نَشوى القُلوب من القراع كَأَنَّهم / يحسون ثَغراً مِن أميمة أَلعسا
فهم المَعاذ إِذا تَهَوَّر ظالِم / أَو إِن غوى شَيطانه أَو وَسوَسا
وَهم الملاذ إِذا تنكّر حادِث / وَأَهرَّ أَن يهري النُفوس وَيهرسا
مَن شاءَ أَن يكسى العلا فلينتم / للخمسةِ الأعلينِ من أَهل الكسا
هَذا الحسين وَذاكَ أَوّل من دَعا / وَالرأس أَولى بالعلا أَن ترأسا
ذو عزمة جعل الإِله شباتها / نقماً تصبّ عَلى الطُغاة وَأَبؤسا
قَد شادَ فَوقَ ذرى الأشاوس مجده / من عضبة الجبّار ذاك الأَشوسا
عضب كطبعِ الصبّ رقّ فرنده / لكنّه يجتثّ مهجة من قسا
فَكأنَّما القهّار قال لحدّه / كُن عاصِفاً يذر الرِقاب وَمكبسا
وَكأَنَّما عزريل عاهد غرسه / أَن لا يغادِر فارِساً أَو يفرسا
ما شامَ بارقة المذرّب حالِماً / إِلّا اِنزَوى في فرشه وَتكرفسا
متوقّد يبدي السَنا وَيعيده / قبساً وَبغية حائِر أَن يقبسا
نيطت حراستنا عَلى رغم العدى / بك يا حُسَين وَسؤلنا أَن تحرسا
يفديكَ منّا كلّ أَغلب مدره / كانَ القَضاء إِذا قَضى وَتحمّسا
يَنقاد طوعك مسلساً لك قوده / صعب تمنّع أَن يقاد وَيسلسا
مِن كلّ أَروع كالسبنتي مصحراً / ضحك الجراز بكفّه إِن عبسا
إِمّا يَطير إِلى ذراك مُفاخِراً / أَن أَن يطان عَلى ذراه وَيكلسا
وَإِذا اِستقرّ له فُؤاد في حمىً / فاللَيث إِن أَمن الطَريق تخَيّسا
وَقف الهدى لك حيث شاد لك العدى / عَرشاً تدين له العُروش لتجلسا
لَم تَمتَلِك إِلّا وزدت تَواضعاً / وَلربّ ممتلك يَزيد تغطرسا
فأنف عَلى العرش الَّذي لَك قَد عَلا / وَاِشرف عَلى الملك الَّذي بك قَد رَسا
أَمطرت بالبيض الذكور مطهّراً / أَرضاً بها عاثَ الشرير ودنّسا
وَاللَه عونك يوم تنقذ للهدى / حرماً به هبط الأمين مقدّسا
فمن النَدى وإِلى النَدى وَعلى النَدى / رجع الحمى خضل الربى مُستأنِسا
وَنَجا بك البيت الحَرام وَللوَرى / أَمل بأن تنجي ظباك المقدسا
دم للهدى يا مَن وقيت لَنا الهدى / وَرعيته من أَن يراع وَيوجسا
يمتدّ طرف الرشد نحوك شاخِصاً / يرتدّ طرف الغيّ عنك منكسا
أهدي إِلَيك من المَقال فريدة / تَسمو وَيقصر طامِعٌ أَن يلمسا
طابَت بذكرك فَهي ترفع فخرها / علناً وَجازَ لمغلق أَن ينبسا
تأتيك بالقول الصَريح بحيث لا / يَسطيع أَن يومي الفَصيح وَيهمسا
تَصبو النُفوس لَها وأمّا سمتها / سمت الأَعزّ من العُقود الأَنفسا
كلم بجيد الدهر منه قلادة / وَبسمعه نغم ترنّ تحمّسا
كلم كشهب الأُفق أَسمَع وَقعه / في الأَرضِ ذا صمم وَأَنطق أَخرَسا
وَالقَول إِمّا راع وانٍ أَو صَغى / لسماعه الرعديد عادَ عرمّسا
أَدلى لديها السامِعون من الَّتي / يَلقى الفرَزدَق عندَها المتلمّسا
تِلك العُصور الحاليات تجمّعت / في خلّتي واِخضرّ منها ما عسا
تَبقى بَقاء النيّرات وَإِن تَكُن / درس الزَمان فَذكرها لَن يدرسا
ما نامَ عنكَ وَهوّما
ما نامَ عنكَ وَهوّما / إِلّا ليوقظ نوّما
يَوم إِذا نثر الكنا / نة كانَ يَوماً أَيوما
يَوم إِذا ما لاحَ قَد / دَ السمهريّ اللهذما
يَوم إِذا ما لاحَ فل / لَ المشرفيّ المخذما
يَوم يردّ إِلى الهبا / ءِ متالعاً وَيلملما
ماذا الَّذي ينجي إِذا / نزل البلاء وَخيّما
ماذا يقيك إِذا الرَدى / عصب الرؤوس وَعمّما
ينجيك من شرك الحما / م إِذا أَحدّ وَحمّما
يزري بمعتقد الحَكي / مِ بأن تظنّ وَتَزعما
وَالدهر يعبث بالمَزا / عمِ ساخِراً متهكّما
لَم يَبقَ معتَصِم وَلَو / تخذ الثريّا أعصما
لَم يَبقَ ذو نَفس إِذا / آل الغناء وَأَقسَما
يا آمِناً وَالدهر يَف / تك كَيفَ سارَ وَأَينما
ما إِن تغافل أَزلم / إِلّا ونبّه أَزلما
أَبداً يباغتُ بالنَوا / زلِ منجداً أَو متهما
يدلي بها في وهدةٍ / أَيداً وَيَعلو مخرما
اِنزل عَلى حكم القضا / ء وَلا تَكُن متبرّما
كلٌّ يَصيرُ لربّه / إِن محسناً أَو مجرما
فَلجنّةٍ هَذا وَذا / يَلقى الجَزاء جهنّما
اِجهد لنفسك إِن تعز / ز إِذا اِستَهَلَّ وَتكرما
وَاِربأ بِها إِن تَشتَكي / عنتاً وأن تتألّما
وَاِجعل لَها الحسنى إِلى / نيل الأَماني سلّما
اِشتَدَّ واِقسُ وعُقَّها / إِمّا قست أَو ترأما
واِقذف بها في لجّةٍ / أَو تنقذ المُستَسلِما
وَاِقتصَّ منها إِن عصت / كَ وَلَم تَكُن لك مثلما
برح الخَفاء لحائر / يَقضي الحَياة توهّما
يَقضي الحَياة تعلّلا / بعسى وَليت وَربّما
وَطوارِق الحدثان تم / نع ماجِداً أَن ينعما
وَالدهر لا يَنفكّ يَع / ترض الرَجاء ليعقما
اِنظر إِلى الدنيا تَجِد / بؤسى تجدُّ وأَنعما
هَذا بِها يَشقى وَذا / فيها يَبيت منعّما
أَفرغتَ إِلّا مَن أَسىً / قَلباً بهمّك مفعما
طالَ اِنتظاري يا حما / م وَلَم أَشم لك مقدما
لِرَغيب جرحي لَم أَجِد / إِلّا قدومك مَرهما
أَترى أُبالي بالزَما / ن أَساءَني أَم أَكرما
لا يخدعنّك مبطنٌ / للشرّ يَوماً أَنعما
فلربّ غنم لَم يجئ / إِلّا ليعقب مغرما
وَلربّ غرم في الأَنا / مِ جَرى فجرّ المغنما
ناهيك أَن تلفى رَضي / تَ لجائِر أَن يحكما
تعطي القياد لمن إِذا / ملكَ القياد تحكّما
تَقضي المَدى ممّن قَسا / مُستَعطِفاً مُستَرحِما
وَمن الضلال تقرّب / من ظالِم لَن يَرحَما
وَمن العَدالَة أَت تَجو / ر عَلى المسيء وَتظلما
ما للمغير يَسوؤنا / وَيَسومنا أَن نكتما
إِن لَم يَجِد جرماً أَغا / ر عَلى الحَشا وَتجرّما
سلب الجفون رقادها / وَدَعا بنا أَن نحلما
لَيسَ الفَتى من لَم يَكُن / لأبي المَكارِم إِبنما
بئس المُنادي من إِذا / يدعى لخطب أَحجما
وَلنعم من إِما زقا / صوت المنادي أَقدما
ما العزّ إِلّا لاِمرئٍ / خاضَ الردى وَتقحّما
وَأَحقّ بالحسنى فَتىً / خزم المسيء وَأَرغما
باعَ الحَياة رَخيصَة / دونَ الضَعيف ليسلما
إِن عاشَ عاشَ معظّماً / أَو ماتَ ماتَ معظّما
المَجد وَقف عند من / أَسدى رِداه وَألحما
مَن كانَ صبّاً فَلَيكُن / بالمَجدِ صبّاً مُغرما
أَو كانَ تُمّم فَلَيكُن / بالصالِحات متيّما
شتّان صبّ بالعلا / كلف وَصبّ بالدمى
إِنَّ الَّذي رشف الطلا / غير الَّذي رشف اللمى
هَذا يتوج بالحَضيض / وَذاكَ يَنتَعِل السما
دَع عَنكَ ذكر الجود أَو / يغني الضَريك المعدما
وَدَع الشَهامَة أَو تَذو / دَ عَن الضَعيف الأَظلما
وَدَع العَزيمة أَو ترد / بِها الملمّ الصيلما
وَدَع الهدى وَضياءَه / أَو تَنجَلي ظلم العمى
وَدَع الكَرامَة أَو كَما / فعل الحسين تكرّما
فَلَيتَّبِع آثاره / من شاء أَن يترسّما
وَليتّخذه معلماً / من شاء أَن يَتَعلَّما
اِسلك محجّته إِذا / رمت الطَريق الأَقوما
فهم إِذا ما الأَمر أش / كل رمزه أَن يفهما
مُتَواضِع لَو شاءَ فا / ت النيّرين تعظّما
عبق العَفاف بجيبه / فاِنصاع أَنقى ملطما
أحسين يا عذب الروا / غادرت صحبك حوّما
ما كانَ أَبلج ناصِعاً / قَد عادَ أَسفع أَقتما
مَن ذا يَكون كَما تَكو / ن عَلى الشَباب القيّما
جارى شَبابك شيبها / فتأخّروا وَتقدّما
شيّدت بالصنع الجَمي / ل لَها البناء المحكما
ما كلّ بانٍ في الوَرى / شادَ البناء وَأحكما
يا بدر عاجلك الغرو / ب وَعادَ أفقك مظلما
يا بدر كَيفَ رَضيت من / ذاكَ السنا أَن نُحرما
متهلّلاً نَلقاكَ إِن / وَجه الخطوب تجهّما
يا غصن مال بك الذبو / ل وَراعه أَن تعظما
أَلفاكَ ذا ثمر فَخا / فَ عَلَيكَ مِن أَن ترجما
أَنحى عَلى من يَجتَني / تلك الثمار فأَجرما
وَأبى عَلى من يَجتَلي / نور الهدى أَن ينعما
وَقَضى عَلى مَن يَعتَلي / بك أَنفه أَن يخطما
أَدرى الرَدى إِذ صمّما / أَيّ الهضاب تسنّما
وَسطا فوارى في الثَرى / ذاكَ الخضمّ العيلما
أَلوى بيعرب فاِلتَوى / بك عزّها وَتحطّما
واِحتلّ ذروة هاشِم / فَغَدا السنام المنسما
وَاِجتثّ فرع أَرومة / حوتِ الفخار الأَقدما
أَصلٌ بأَعماق الثَرى / راسٍ وَفَرعٌ في السَما
حاوَلت كتمان الأَسى / لَو لَم يَكُن دَمعي همى
جلداً وَقَلبي قَد غَدا / نهبَ الشجون مقسّما
أَضحى حَميد تجلّدي / بعد الحسين مذمّما
مَن كانَ يَطمَع أَن يَرا / ه رأى النعيّ المؤلما
سرعان ما طرق النعي / ي مطبّقاً وَمصمّما
طرق القلوب فَأَضرما / وَغَزا الضلوع فَحطّما
نبأ كدفّاع الحَري / قِ تَلا الحَريق المضرما
طرق المَسامِع نعي من / كان الأَعزّ الأَكرما
شجنٌ تغلغل في الجَوا / نِح برحهُ واِستَحكَما
وَجوىً كَما اِضطَرَم الجَوى / وَالوجد بالوجد اِرتَمى
فَلتقض حائمة الرَجى / أَسَفاً عَلى ريّ الظما
خلّي الحِمى وَحماته / وَبأيمن الوادي اِحتَمى
خطبٌ أَلَمَّ فَلَم يَدَع / طللاً يَروق وَمعلما
قَد كنت ألحي مَن بَكى / وَاليَوم ألحي اللوّما
خلّ الدموع وَشأنها / تَشأى الغمام المرزما
فالروض من فرط الأَسى / عدم الرَبيع المرهما
وَعَلى الأَسى وَربوعه / خلع الرِداء المعلما
حاكَ الأَسى برداً لَهُ / بِجوى القُلوب مسهّما
أَضحَت بحمر مَدامعي / كلّ الأَزاهر عَندَما
بَكَتِ العُيون لِفَقد من / بكت القُلوب له دَما
أَبَداً يُجاهِد ممصراً / جهد الشجاع وَمشئما
يدني إِلَيهِ من العلا / بكراً وَيبعد أَيّما
حَتّى هَوى فَهوى به / صرح العلا وَتهدّما
يا خاطِب العَلياء عر / سكَ عادَ فيها مأتما
أَمهرتها نفس الكَريم / فَما أَعزّ وَأَكرما
نفس أَحلّتها العلا / منها المحلّ الأَفخما
أَبكي عليك تحرّقاً / وَتلدّداً وَتألّما
أَبكيك للأدب الَّذي / أَوتيت منه الأَحشما
أَبكيك للقلم الَّذي / نثر العقود وَنظّما
زانَ الطروس بِما وَحى / بَينَ الطروس وَنمنما
أَبكيك للنطق الَّذي / تركَ المفوّه أَعجما
أَبكيك للخطب الَّتي / نظّمت فيها الأَنجما
دحض المدلّ بنورها / حجج الخصوم وَأَفحما
أَبكيك لِلعَيش الشهي / يِ يصير بعدك علقما
أَبكيك للأفق المُني / رِ إِذا دجا أَو أَظلما
أَبكيك للّاجي إِذا / ما الخطب همّ وَهمهما
أَبكيك للعاني إِذا / قصد الغناء وَيمّما
أَبكيك للأَخلاق أَث / كلَها نَواكَ وَأَيتما
ثَكلَتكَ مَطبوعاً لمع / وجّ الطباع مقوّما
أَبكي بك الرجل الطَري / رَ إِذا الشجاع تلعثما
أَبكي لكَ الفهم المبي / نَ منَ الحجا ما أَبهما
أَبكي لك الرائي الوَفا / فَرضاً عليه محتّما
لهج الزَمان بذكر آ / يك في الوَرى وَترنّما
أَبكيك للدنف الغَري / بِ إِذا شَكا وَتأَلَّما
أَبكيك للعاني الأَسي / رِ إِذا بَكى وَتظلّما
أَبكيك للمجد الَّذي / كافحت عنه الألْأَما
شرف أَبيت بأن يضا / م عَلى يديك وَيهضما
فحميته من أَن يدن / نسَ باللّئيم وَيثلما
آويته حَتّى نَجا / وَرَعيته حَتّى سَما
وَجَعلت نفسك دونهُ / هَدَفاً إِذا الرامي رَمى
أَكَذا الصَديق إِذا وَفا / وَكَذا الوَفاء إِذا نَما
وَكَذا الشَريف إِذا أَبى / وَكَذا الكَريم إِذا حَمى
قضت الشَهامة وَالمرو / ءَة أَن تفرّج بالدما
لا تَنفَع الجاني النَدا / مة إِن رأى أَن يَندَما
هَيهات يسلم شامت / مَهما سَعى أَن يسلما
قلمون ما هَذا بأو / ول حادِث طرق الحِمى
قلمون أختك كربلا / رأت المصاب الأَعظما
رأت الحسين مضرّجاً / بدم الوَريد محطّما
رأت الحسين وَصحبه / يَقضونَ في الوادي ظما
وَيلٌ لِقَومٍ لَم يرا / عوا للشريعة محرما
بمحرّم قَد حلّلوا / ما كانَ ثمّ محرّما
حسب الحسين بجدّه الس / سبط الحسين إِذا اِنتَمى
نفذ القَضاء وَمن تَرى / نقض القَضاء المبرما
أَملا فَيا سهم الرَدى / هَلّا اِتّقيت الأَسهما
ماذا تحاوِل أَن تَرى / إِمّا فقدنا الضيغما
يهنيك أَن تَذكو القُلو / ب جوىً وَأَن تتضرّما
يعزز عليك بأن تَرى / كنف الطَريد مهدّما
يعزز عليك بأن تَرى / أنف المَعالي مخطما
يعزز عليك بأن تَرى / عضد الكَمال مفصّما
أَتعلّلاً بالبدر عن / كَ وَلَم يَكن لَك توأما
إِنّي خبرت النيري / نِ فكنتَ أَنفَع منهما
إِنَّ الَّذي يسلاك كا / نَ عَلى التسلّي مُرغما
مثل الَّذي فقد الطهو / رَ لفرضهِ فتيمّما
مَن لي وأنّى لي بأن / تَدنو إِليَّ وَتقدما
لِتَرى وَتَنظر ما أَصا / بَ بك القُلوب وَتعلما
لك في الوَرى آراء نط / س ما أَسدّ وَأَحكمَا
لَم يعط فضلك حقّه / أَو تَغتَدي الدنيا فَما
لاقيت ربّك ضاحِكاً / مِمّا دَها مُتَبَسّما
وَذَهبت لا أسفاً عَلى الد / دنيا وَلا متندّما
بدأت حَياتك بالعلا / وَبِها رأت أَن تختما
حكم القَضاء فَصَمّمي
حكم القَضاء فَصَمّمي / وَجرى المقدّر فاِحكمي
بمعجّلاتٍ بالمَني / ية بالمجلّ المعظمِ
بمجلجلاتٍ بالمغذ / ذِ مِن الخطوب المتئمِ
بِمؤللات من نيو / بك لا نيوب الأَرقمِ
بمحوّلات أَيمن الد / دنيا لأسوأ أشأمِ
بالراسِمات أَكفّها / بك لا بأَيدي الرسّمِ
بالعارِقات بك اللحو / م مرنّة في الأَعظمِ
بالغانماتِ من النُفو / سِ نَفائساً لَم تغنمِ
بالضارِبات عَلى الأُنو / فِ رواق ذلّ مرغمِ
بالراقيات كَأَنَّها / ترقى السَماء بسلّمِ
بالساطياتِ عَلى المَعا / لي سطوة المتعظّمِ
تَسطو بأسهمها فتن / فذ في حَشا المستلئمِ
تَسطو فَتقتَلِع الأصم / مَ بوهدة وَبمخرمِ
شيمي صفاحك واِدهمي / كلّ البريَّة واِصدمي
شيمي صفاحك واِرزمي / وَجه البَسيطَة بالدمِ
شيمي صفاحك وَاِلطمي / خدّ السَماء بمنسمِ
لَم يَبقَ وَجه لِلمَعا / لي خدّه لَم يلطمِ
لَم يَبقَ روض لِلمَعا / لي لَم يعد بمهشّمِ
لَم يَبقَ طرف لِلمَعا / لي دمعه لَم يسجمِ
لَم يَبقَ نادٍ لِلمَعا / لي حصنه لَم يهدمِ
لَم يَبقَ أفق لِلمَعا / لي جوّه لَم يظلمِ
لَم يَبقَ عضب لِلمَعا / لي لحده لَم يثلمِ
أَيّ الورى لا يَشتَكي / وَجداً وَلَم يتألّمِ
أَم أَيّ حيّ لِلفَضا / ئِل قلبه لَم يكلمِ
سيّان عِندي فاِعلمي / أَن تَجهَلي أَو تَحلمي
أَنوائب الدهر اِعلني / ما تضمرين أَو اِكتمي
خَلتِ العَرائِن فاِسرحي / وَتملّكي وَتَحكّمي
واِستَهدفي ما شئت من / مهج الوَرى وَتخرّمي
مِن منجدٍ أَو متهمٍ / أَو معرقٍ أَو مشئمِ
ذهب الألى أَخشى علي / هم سطوة المتهجّمِ
ذَهَبوا كَما ذَهب الصبا / تلو الصبا المُتَنَسم
ذَهَبوا وَلَم يبقوا سِوى / حرّ الجوى المتضرّمِ
مِثلَ النجوم تَناثَروا / خلل التراب المظلمِ
وَتَهافَتوا مثل الفرا / ش عَلى اِحتمال المغرمِ
مِن كلّ أَروع معلم / في إِثر أَروع معلمِ
نائين في البلد الغَري / ب عَن المحبّ المغرمِ
زفرت لهم أَحشاؤنا / زفر الوَطيس المضرمِ
نثر الدُموع عَلى الخدو / دِ وَقالَ يا حزن اِنظمِ
مَن ذا رأى ظلم القُبو / ر تَرى بروج الأَنجمِ
مَن ذا رأى فَوقَ السنا / م يَعود تَحتَ المنسمِ
تَحتَ الثَرى جُثمان مَن / نَعلاه فَوقَ المرزمِ
حفر لطمن بها الخُدو / د عَلى نقيّ الملطمِ
حفر تلاقي في ثَرا / ها كلّ حسب مكرمِ
حفر لَها تَحثو القُلو / ب لِمَن بِها من جُثّمِ
حفر أَراها خير مأ / وى للبدور وَمجثمِ
وأريت فيها كلّ بح / رٍ بالفَضائِل مفعمِ
وَوصلت هضب متالع / فيها بهضب يلملمِ
لَهفي لِمَحمود قَضى / وَالذكر غير مذمّمِ
لَهفي عَلى الأدب المرو / عِ بعده المتألّمِ
لَهفي عَلى الحسنين عا / دا في عداد النوّمِ
لَهفي لِعاصِم لَم يعد / إِن قيل خطب يعصمِ
لَهفي لعاصِم فتّ في / زند العلا وَالمعصمِ
لَهفي لِقاسِم لَم يَكُن / يَوم القَضا بمقسّمِ
لَهفي لِقاسِم لَيسَ يَق / ضي في الملمّ المبهمِ
لَهفي لَه لا يُستَشا / ر وَلا يُرى بمحكّمِ
لَهفي لأَحمَد وَهُوَ يَر / دم في الصَعيد المردمِ
لَهفي لسيما طلعةٍ / خفيت عَلى المتوسّمِ
لَهفي عَلى العلم المفا / رق فيهِ خير معلمِ
لَهفي عَلى الأَخلاق عا / دَ نسيمها لَم ينسمِ
لَهفي عَلى الآمالِ آ / ل بِها الرَدى للمعقمِ
لَهفي عَلى الأخياس تخ / لو من زَئير المرزمِ
قنطت فَلا لمهمهم / تَغدو وَلا لمزمزمِ
يا نفس عدِّ عَن السَلا / مَة بعدهم واِستَسلمي
هوني بغيضك واِنجمي / حرقاً بأعلى المنجمِ
ماتَ الإِمام فَلا حمى / يَلجا إِلَيهِ المحتمي
ماتَ الإِمام فَلا فم / يَعلو الخصوم بمفحمِ
ماتَ الإِمام فَلا يد / تُسدي النَوال لمعدمِ
ماتَ الإِمام فَلا مغي / ثٌ من صروف الأَزلمِ
ماتَ الإِمام فَقلت ما / تت عصمة المستعصمِ
ماتَ الإِمام فَلا عما / دٌ للبناء المدعمِ
ماتَ الإِمام فَهَل تَرى / لحمى الشَريعة من حمي
ماتَ الإِمام فأيّ قل / بٍ بعده لَم يضرمِ
ماتَ الإِمام فأيّ أن / فٍ بعده لَم يخرَمِ
من كانَ يَلقانا بِقَل / بِ الخائِف المتلعثمِ
قَد عادَ يرمقنا بطر / فِ الهازئ المتهكّمِ
ماتَ الَّذي ما من علا / إِلّا إِلَيهِ تَنتَمي
ماتَ الَّذي يَنفى عَن ال / إسلامِ كلّ مرجّمِ
فيصحّ كلّ أَخي علا / بِالمكرمات متيّمِ
ماتَ الَّذي إِن قيل أَح / جم ذو الجَراءة يقدمِ
ماتَ الَّذي يَهدي الأَنا / م إِلى الصراط الأَقومِ
ماتَ الَّذي ردّ الحَدي / ث إِلى الفخار الأَقدمِ
أَبكيهِ أَم أَبكي عَلى / آي الكِتاب المحكمِ
وَجمت فَلا لمفوّه / تَحلو وَلا لمترجمِ
حامَت عليه قلوبنا / يا للقلوب الحوّمِ
يا للحشا من نازِلٍ / بَينَ الضلوع مخيّمِ
وجد كأطراف الأَسِن / نةِ برحه لَم يرحمِ
يوهي حمى قلب بأك / ناف الحمى متقسّمِ
يومَ الإِمام بعدت من / يومٍ علينا أَيومِ
يَوم الإِمام بِك اِنطَوى / ظلّ الغمام المرزمِ
يَوم الإِمام بِكَ اِنمَحى / أثر الرَبيع المرهمِ
يَومَ الإِمام بِكَ اِنقَضى / عهد الإِمام الأَعظَمِ
يَومَ الإِمام قَد اِستَوى / فيكَ البَصير مَع العمي
أَقسمت لا أَسلو الإِما / م وَذاكَ جهد المقسمِ
أَصبحت بعدك يا مُحَم / مد بَينَ شدقي أَرقمِ
أَصبَحت من دَهري وَلا / أَدري بأيّ أَحتَمي
أَمن الظبى بمثلّمٍ / وَمن القنا بمحطّمِ
وَمن الأُنوف بأَجدعٍ / وَمن الأَكفّ بأَجذمِ
قَد كنت إِن عبس الزَما / ن أريه كَيفَ تبسّمي
وَاليَوم صرت أري الفُؤا / د عليك كَيفَ تألّمي
يا بَدر إِعوالي عَلي / ك غَدا مَكان ترنّمي
شَعبت شعوب بك القُلو / ب وَعزّ نيل المرهمِ
وَرمت بك الدُنيا فكل / ل أَخي علا فيها رمي
أَمُحَمَّد أَسَفي عَلي / ك عَلى الأبرّ الأَرحمِ
ما زالَ ذكرك غرّةً / زانَت جَبين الموسمِ
آيات فَضلِك رتّلت / بين الحَطيم وَزَمزَمِ
يا دار فاجأك الحما / م بمرمل وَبميتمِ
أَيّام عرسك قَد أَبا / دتها لَيالي المأتمِ
أَخلتك عادية الخطو / ب منَ المعزّ المكرمِ
وَمَحا مَراسِم عزك ال / حدثان محو الأَرسمِ
واقيكَ مِن سهم البَلا / ءِ غَدا دَريئة أَسهمِ
الصاحِب المِنَن الجِسا / م عَلى الزَمان الألْأمِ
يا دار لَيسَ بِنافِع / قَول المحبّ لك اِسلمي
برجاك قَد عصف الردى / فَعلى رَجائك سلّمي
من بعد ذيّاك السَنا / لدجى الفَضاء الأَقتَمِ
من مرتع خضل الجَمي / م لمرتعٍ متوخّمِ
كالجَنَّة الفَيحاء تُص / بِح من جوى كجهنّمِ
أَمن الفَصيح بك السَمي / ع إِلى الأَصمّ الأَعجَمِ
أَمن الأَشدّ بك الأَسد / د إِلى الأَشلّ المجذمِ
أَمن الجواد بك الكَري / م إِلى الأَشحّ المجذمِ
أَدنيت من وضح الضحى / وَمن الدجى المستبهمِ
داريت في يوميّ من / بؤسى تضير وأَنعمِ
وَكرعت في كاسيَّ من / حلو المَذاق وَعَلقمِ
فَعلمت من أَينَ البَلا / ءُ يجيء ما لَم تعلمِ
وَعرفت كَيفَ الخطب يب / لونا وَلَم أَتوهّمِ
أَأَقول كَيفَ أَرد ظا / لمتي وَلَم أَتَجَشَّمِ
بالحَزم تنكشف البلي / ية لا بِكَيف وَلا لمِ
للمَوت أَعذب مشرب / فينا وَأَطيَب مطعمِ
لَيت المَنيَّة أَسفَرَت / عَن وَجهها المتلثّمِ
لَو أَنّها جهرت بِما / تَنوي وَلَم تتكتّمِ
لَغَدت محلّات السَما / وَالأَرض كتلة سوّمِ
وَلطار كلّ شمردلٍ / بِجَناح كلّ عرمرمِ
من فَوق كلّ مسوّم / ضافي السَبيب مطهّمِ
من أَبيَض أَو أَحمَر / أَو أَشقَر أَو أَدهَمِ
متقحّم أَهوالها / وَالفَوز للمتقحّمِ
في حَيث ما البطل الكمي / ي تَراه بالبطل الكمي
يَتَسابَقون إِلى الرَدى / دون المحبّ المكرمِ
يَفدون خير أَبٍ لهم / في الصالِحات أَو اِبنمِ
هَيهات ما من ناقِض / حكم القَضاء المبرمِ
كلّ يقاد برغمهِ / طوع القَضا المتحتّمِ
في كلّ يوم حادِث / يسم الأُنوف بميسمِ
لا تَنتَهي من صيلم / إلّا لآخر صيلمِ
تَنتابنا بنيوبها / دهياء فاغرة الفمِ
وَتصكّ أَبواب المَسا / مِع بالنَعيّ المؤلمِ
وَمشحّط بدمائهِ / وَلّى وَلَم يتلوّمِ
عانى من الأَيّام ما / عانى وَلَم يَتَبَرَّمِ
لَم يَقتَرِف جرماً ولَ / كن رَدَّ كَيد المُجرِمِ
يأبى الوَفاء عليه إل / لا نصرة المتظلّمِ
فَقَضى وَلَم يَقضِ سِوى / فرض عليه محتّمِ
بَذل الحَياة بكفّه / كرماً وَلَمّا يندمِ
بينا نؤمّل أَن نَرى / للبشر أَوضح مبسمِ
وَإِذا بصاعقة تلف / ف مؤخّراً بمقدّمِ
تَغشى الأَنام وَطيّها / نعي الأَعزّ الأَكرَمِ
لِتَحول بَينَ منى النفو / سِ وَبَينَ ذاكَ المقدمِ
لِلَّه في قلمون قب / رٌ ضمّ أَطيَب أَعظمِ
ضمّ الحسين وَخير شه / مٍ في الأُمور مصمّمِ
لك نَفس برّ نكّبت / بك عَن طَريق المأثمِ
لَك بالشَهيد مدافِعاً / أَجر الشَهيد المحرمِ
شرف الأروم قَضى علي / ك بأن تشحّط بالدمِ
وَتذبّ عَن شرف تمد / د له يَد المتجرّمِ
بمحرم تَقضي كجد / دك إِذ قَضى بمحرّمِ
مَن ذا يَلومك في العلا / وَيَعود غير مَلوّمِ
إِنّي عَذرتك في لِقا / ء المَوت أَن لَم تحجمِ
مَن كانَ مثلك لَم يقل / يَوماً تضايق مقدمي
خاطرت كي تنجي الضَعي / ف ومن يخاطر يعظمِ
هَل بَعدَ هَذا المجد عن / د المجد من متردّمِ
قَد كنت لي عينا أَمي / ز بها البَصير من العمي
وَيَداً أردّ بها يَدَ ال / عادي عليَّ الأَظلمِ