المجموع : 29
عهدَ الجدود سقاك صوبُ عهادِ
عهدَ الجدود سقاك صوبُ عهادِ / ورجعت للأحفاد بالاسعادِ
ماضٍ تحصنت البلاد بظّله / من كيد منتدب وصولة عاد
المشرفية في الوغى خطباؤه / تعلو منابر من متون جياد
وشبا الأسنة فيه ألسنَةٌ إذا / نطقت فمنطق سؤددٍ وسداد
وطنية إن يكن عُرِف اسمُها / لم يَخفَ جوهرها على الأجدادِ
وتحرّجوا أن لا يمس حروفها / قلمُ الجبان يخطُّها بمداد
حمراء أوردها الدماءَ حفاظهم / كدراء لم تنفض غبار جهاد
سائل بها عزّون كيف تخضبت / بدم الفرنجة عند جوف الوادي
دعت الرجال ولم تكد حتى مشت / هِمم إلى الهيجاء كالأطواد
ثم التقوا تحت السيوف وبينهم / كأس الحتوف تقول هل من صاد
كسروا من النسر الكبير جناحه / ذي التاج والأَعلام والأجناد
تركوه يجمع في الشعاب فلوله / ويصب لعنته على القوادِ
رجع الأَباة الظافرون وليس من / متبجحٍ فيهم يصيح بلادي
هل أهلكت فروّخ الاَّ نخوة / منّا لعسف فيه واستبداد
لمَ يا دعاة السوء يطمس فضل من / أضحى غداة الظلم أول فادي
ثارت بصالح نخوة قذفت به / في وجه اقبح ظالم متمادِ
ومضت به صُعداً إلى كرسيه / والموت في يده وراء زناد
ألقى به وبظلمهَ من حالقٍ / متضرجين بحمرة الفرصاد
هل عهد إبراهيم غير صحيفة / قد أشرقت بالعِلْيَة الأَمجادِ
أهل الفعال الغر من انجاده / وذوي الحفاظ المر من أنداد
كرمت نحيزتهم فيهم نبلاء في / أهوائهم نبلاء في الأحقاد
قالوا أتمدح قلت أهل فضائل / وفواضل من آل عبد الهادي
أصفيتكم ودّي وأعلم أنه / ثقل على اللؤماء من حسّادي
لم يبتهج قلبي كبهجته بكم / لما تجمّع شمل هذا النادي
شمخت بطارف مجدكم أركانه / وتوطدت منكم بخير تلادِ
وَجه القَضية مِن جِهادك مُشرقُ
وَجه القَضية مِن جِهادك مُشرقُ / وَعَلى جِهادك مِن وقارك رَونَقُ
لِلّه قَلبك في الكُهولة إِنَّهُ / تَرك الشَبيبة في حَياءٍ تطرقُ
قَلب وَراء الشَيب مُتقد الصِبّا / كَالجَمر تَحتَ رَماده يَتَحَرَّقُ
أَقدَمتَ حَتّى ظلَّ يَعجب واجِماً / جَيش مِن الأَيام حَولك محدقُ
تِلكَ الثَمانون التي وَفّيتها / في نصفها عذرٌ لِمَن لا يَلحَقُ
لَكِن سَبقت بِها فَما لمقصّرٍ / سَبَب لمعذرة به يتعلّق
عَمّرتَها كَالدَوح ظاهر عَوده / صلب وَما يَنفك غَضاً يورقُ
وَطَني أَخاف عَلَيك قَوماً أَصبَحوا / يَتَساءلون مَن الزَعيم الأَليقُ
لا تَفتَحوا بابَ الشقاق فَإِنَّهُ / باب عَلى سود العَواقب مُغلَقُ
وَاللَه لا يُرجى الخَلاص وَأَمرَكُم / فَوضى وَشَمل العاملين ممزقُ
أَينَ الصُفوف تَنَسّقَت فَكَأَنَّما / هِيَ حائط دون الهَوان وَخَندقُ
أَينَ القُلوب تَأَلَّفَت فَتَدافَعَت / تَغشى اللَهيب وَكُل قَلب فَيلقُ
أَينَ الأَكُفُّ تَصافَحَت وَتَساجَلَت / تَبني وَتَصنع لِلخَلاص وَتنفقُ
أَما الزَعامةُ فَالحَوادث أُمُّها / تُعطى على قَدر الفِداء وَتُرزَقُ
يا ابنَ البِلاد وَأَنتَ سيد أَرضِها / وَسَمائِها إِنّي عَليك لمشفقُ
انظر لِعيشك هَل يسرك أَنَّهُ / وِردٌ يَغيض وَهجرة تَتَدفقُ
ماذا يردّ الظلم عَنك أَحسرةٌ / أَم زَفرَةٌ أَم عَبرةٌ تَتَرقرقُ
أَم بثُّك الشَكوى تَظن بَيانَها / سحراً وَحجَّتها الضحى يَتَأَلَقُ
لا تَلجَأنَّ إِذا ظُلِمتَ لِمَنطق / فَهُناك أَضيع ما يَكون المَنطِقُ
أَفضى الرَئيس إِلى ظِلال نَعيمه / وَاِرتاحَ قَلبٌ بِالقَضية يَخفق
آثاره ملءُ العُيون وَروحه / ملءُ الصُدور وَذكره لا يَخلقُ
إخوانَنا أهل الوفاءِ
إخوانَنا أهل الوفاءِ / أهلَ المودَّةِ والولاءِ
منْ كلَّ قُطْرٍ بالعُرو / بَة ذي ازدهارٍ وازدهاءِ
أحبابَنا لا تُخدَعوا / عنا بظاهرةِ الرَّخاءِ
ليستْ فلسطينُ الرخيَّةُ / غيْرَ مهدٍ للشَّقاءِ
عُرِضَتْ لكم خلفَ الزُّجا / جِ تميسُ في حلل البهاءِ
هيهات ذلكَ إنَّ في / بَيْعِ الثَّرى فَقْدَ الثَّراءِ
فيهِ الرحيلُ عن الرُّبو / عِ غداً إلى وادي الفناءِ
فاليوم أمرحُ كاسياً / وغداً سأُنبذ بالعراءِ
وأضعْتُ صادقة الرجاءَ / فأينَ كاذبةُ الرجاءِ
مَن ذا ألومُ سوى بني / وطني على هذا البلاءِ
للحَقَّ سَطْرٌ في صحا / فتِنا وللتَّضْليلِ نهرُ
قلَّبْ صحائفَها يُطِل / لُ عليكَ بهتانٌ وهُجْرُ
للخاملين نباهة / فيها وللأغمارِ ذكرُ
هذا يُقالُ له الزّعيمُ / كما يُقالُ لذاكَ حُرُّ
وهناكَ سمْسارُ البلا / دِ فإنه الشَّهْمُ الأغرُّ
فالمدحُ مثلُ القدحِ تض / مَنُهُ لهم خُضْرٌ وحمر
تلكَ الصحافة كيميا / ءُ لها بخلق اللهِ سر
تدع الكرامة وهي هزل / والمروءة وهي سخر
أينَ الصحافيُّ الصريحُ ُ / تراهُ يعلن ما يُسر
صلْبٌ فلا قُرْبى تمي / لُ به ولا مالٌ يَغُرُّ
منذُ احتلال الغاصبين / ونحنُ نبحث في السياسهْ
شأنُ الضمير مع السياسة / كالرقيق مع النخاسهْ
مرّت علينا ستّ عش / رة كنَّ مجلبةَ التَّعاسهْ
فإلى متى يا ابنَ البلاد ْ / وأنتَ تُؤْخذُ بالحماسه
وإلى متى زعماءُ قوْ / مِكَ يخلبونك بالكياسه
ولَكَمْ أحَطْنا خائناً / منهم بهالات القَداسهْ
ولكَمْ أضاعَ حقوقَنا الر / رَجلُ الموكَّلُ بالحراسهْ
واللهِ ليس هناك إل / لا كُلُّ قَناصِ الرئاسهْ
تأتيه مِنْ بيْع البلادِ / وما إليه من الخساسه
وإذا اَّتقاك فبالجرا / ئِد والنجاسةُ للنجاسه
هَزلِتْ قضيَّتُكم فلا
هَزلِتْ قضيَّتُكم فلا / لحمٌ هناك ولا دم
حتى العظام فقد / تعرَّقَها الذئابُ وأُتخِموا
بَلِيَتْ قضيتكم فصا / رت هيكلاً يتهدَّم
ضَمَرتْ إلى بلديَّةٍ / فيها العدا تتحكَّم
أوضاعُها مجهولةٌ / ومصيرها لا يُعلمُ
يا قوم ليس عدوُّكم / ممَّن يلين ويرحمُ
يا قوم ليس أمامكم / إلاَّ الجلاء فحزِّموا
أُنظر لِماَ فعل المظفَّر إنه
أُنظر لِماَ فعل المظفَّر إنه / نَفَعَ القضيَّةَ غائباً لم يحضرِ
أحيى القلوب ودونهنَّ ودونَه / غرفُ الحديد وحامياتُ العسكرِ
عرضوا الكفالةَ والكرامةَ عندَه / عبثاً وهل عَرَضٌ يُقاس بجوهر
ورأى التحُّير في التخيُّرِ سُبَّةً / فَفَدى كرامته بستَّة أشهرِ
لم يخْل ميدانُ الجهاد بسَجْنه / فلقد رماه بقلبه المتسعّرِ
ولكم خلا بوجود جيشٍ زاخرٍ / يمشي إليه بِخَطْوِهِ المتعثّرِ
إنَّ المظفّر من حديدٍ جسمُه / فيما أرى وجسومُهم من سُكّرِ
أمَّا سماسرةُ البلاد فعصبة
أمَّا سماسرةُ البلاد فعصبة / عارٌ على أهل البلاد بقاؤها
إبليسُ أعلن صاغراً إفلاَسه / لمَّا تحقَّق عنده إغراؤها
يتنعَّمون مُكرَّمين كأنَّما / لنعيمهم عمَّ البلاد شقاؤها
همْ أهلُ نجدتها وإن أنكرتَهم / وهمو وأنفك راغم زعماؤها
وحماتُها وبهم يتم خرابُها / وعلى يديهمْ بَيْعُها وشراؤها
ومن العجائب إنْ كشفتَ قدورهم / أنَّ الجرائد بعضَهنًّ غطاؤها
كيف الخلاص إذا النفوس تزاحمت / أطماعُها وتدافعتْ أهواؤها
أرأيتَ مملكةَ الربي
أرأيتَ مملكةَ الربي / عِ يُعيدُ رونَقَها الربيع
ويُتَوَّجُ الراعي بها / ملِكاً رعيَّتُه القطيع
الذئبُ يَرْهبُه ويل / ثُم كفَّه الحمَلُ الوديع
آذار في رَحْبِ الفضا / ءِ سفيرُ دولته الرفيع
هاتيكَ ألوانٌ تشِع / عُ وتلكَ ألحانٌ تَشيع
لَمنْ الربيعُ وطيبُه / وهواه والزَّهَرُ البديع
فرحُ الربيعِ لمنْ له / أرضٌ وليس لمن يبيعُ
يا حسرتا ماذا دهى أهل الحمى
يا حسرتا ماذا دهى أهل الحمى / فالعيشُ ذل والمصير بَوار
أرأيتَ أيَّ كرامة كانت لهمْ / واليوم كيف إلى الاهانة صاروا
سَهُلَ الهوان على النفوس فلم يعد / للجرح من ألمٍ وخفَّ العارُ
همدتْ عزائُمهم فلو شبَّت لظى / لتثيرَها فيهم فليس تُثارُ
الظالمُ الباغي يسوس أُمورَهم / واللصُّ والجاسوسُ والسمسارُ
يا من تعلَّل بالسياسة ظنَّها / لَطُفَتْ وَلانَ عَصيُّها الجباَّرُ
ما لطفُها ما اللين ذاك وكلهم / مستعمرون وكلُّه استعمارُ
يومٌ بداجية الزَّمان ضياءُ
يومٌ بداجية الزَّمان ضياءُ / وبَهاؤه للخافقيْن بهاءُ
يُزجي النسيمَ به هجيرٌ لا فحٌ / عجباً وتبسط ظلّه الصحراءُ
ويرفُّ من شظف المعيشة لينها / ويسيل من وهج السَّراب الماءُ
وإذا الرشادُ من الضلالة والعمى / ومن الشَّقاق تآلف وإخاءُ
وإذا من الفوضى نظام معجز / وقيادة وسيادة ودهاءُ
وإذا الخيام قصور أملاك الورى / وإذا القفار دمشق والزوراءُ
وعلى ربوع الصين كبَّر فيلقٌ / وبأرض قسطنطين رفَّ لواءُ
تلك الخوارق إن طلبت أدلَّةً / ثبتَ البراقُ بهن والاسراءُ
نزل الكتاب على النبيّ محمدٍ / ما يصنع الخطباءُ والشعراءُ
لو لم يكن وحيَ السماءِ ونورَه / لمحته عارضةٌ له وذكاءُ
سَحَر القلوبَ فراحَ يقذفها على / نار الجهاد أولئك البسلاءُ
هيهات ما نكصوا على أعقابهم / حتى انجلت عنهم وهم شهداءُ
حرَّيَّةٌ آي الكتاب وسؤددٌ / وعزيمةٌ وكرامةٌ وإباءُ
ناديتُ قومي لا أخصّص مسلماً / أبناء يعرب في الخطوب سواءُ
إن الكتابَ شريعةُ استقلالكم / فتدَّبروه وأنتم الخلفاءُ