القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبراهِيم طوقان الكل
المجموع : 29
عهدَ الجدود سقاك صوبُ عهادِ
عهدَ الجدود سقاك صوبُ عهادِ / ورجعت للأحفاد بالاسعادِ
ماضٍ تحصنت البلاد بظّله / من كيد منتدب وصولة عاد
المشرفية في الوغى خطباؤه / تعلو منابر من متون جياد
وشبا الأسنة فيه ألسنَةٌ إذا / نطقت فمنطق سؤددٍ وسداد
وطنية إن يكن عُرِف اسمُها / لم يَخفَ جوهرها على الأجدادِ
وتحرّجوا أن لا يمس حروفها / قلمُ الجبان يخطُّها بمداد
حمراء أوردها الدماءَ حفاظهم / كدراء لم تنفض غبار جهاد
سائل بها عزّون كيف تخضبت / بدم الفرنجة عند جوف الوادي
دعت الرجال ولم تكد حتى مشت / هِمم إلى الهيجاء كالأطواد
ثم التقوا تحت السيوف وبينهم / كأس الحتوف تقول هل من صاد
كسروا من النسر الكبير جناحه / ذي التاج والأَعلام والأجناد
تركوه يجمع في الشعاب فلوله / ويصب لعنته على القوادِ
رجع الأَباة الظافرون وليس من / متبجحٍ فيهم يصيح بلادي
هل أهلكت فروّخ الاَّ نخوة / منّا لعسف فيه واستبداد
لمَ يا دعاة السوء يطمس فضل من / أضحى غداة الظلم أول فادي
ثارت بصالح نخوة قذفت به / في وجه اقبح ظالم متمادِ
ومضت به صُعداً إلى كرسيه / والموت في يده وراء زناد
ألقى به وبظلمهَ من حالقٍ / متضرجين بحمرة الفرصاد
هل عهد إبراهيم غير صحيفة / قد أشرقت بالعِلْيَة الأَمجادِ
أهل الفعال الغر من انجاده / وذوي الحفاظ المر من أنداد
كرمت نحيزتهم فيهم نبلاء في / أهوائهم نبلاء في الأحقاد
قالوا أتمدح قلت أهل فضائل / وفواضل من آل عبد الهادي
أصفيتكم ودّي وأعلم أنه / ثقل على اللؤماء من حسّادي
لم يبتهج قلبي كبهجته بكم / لما تجمّع شمل هذا النادي
شمخت بطارف مجدكم أركانه / وتوطدت منكم بخير تلادِ
وَجه القَضية مِن جِهادك مُشرقُ
وَجه القَضية مِن جِهادك مُشرقُ / وَعَلى جِهادك مِن وقارك رَونَقُ
لِلّه قَلبك في الكُهولة إِنَّهُ / تَرك الشَبيبة في حَياءٍ تطرقُ
قَلب وَراء الشَيب مُتقد الصِبّا / كَالجَمر تَحتَ رَماده يَتَحَرَّقُ
أَقدَمتَ حَتّى ظلَّ يَعجب واجِماً / جَيش مِن الأَيام حَولك محدقُ
تِلكَ الثَمانون التي وَفّيتها / في نصفها عذرٌ لِمَن لا يَلحَقُ
لَكِن سَبقت بِها فَما لمقصّرٍ / سَبَب لمعذرة به يتعلّق
عَمّرتَها كَالدَوح ظاهر عَوده / صلب وَما يَنفك غَضاً يورقُ
وَطَني أَخاف عَلَيك قَوماً أَصبَحوا / يَتَساءلون مَن الزَعيم الأَليقُ
لا تَفتَحوا بابَ الشقاق فَإِنَّهُ / باب عَلى سود العَواقب مُغلَقُ
وَاللَه لا يُرجى الخَلاص وَأَمرَكُم / فَوضى وَشَمل العاملين ممزقُ
أَينَ الصُفوف تَنَسّقَت فَكَأَنَّما / هِيَ حائط دون الهَوان وَخَندقُ
أَينَ القُلوب تَأَلَّفَت فَتَدافَعَت / تَغشى اللَهيب وَكُل قَلب فَيلقُ
أَينَ الأَكُفُّ تَصافَحَت وَتَساجَلَت / تَبني وَتَصنع لِلخَلاص وَتنفقُ
أَما الزَعامةُ فَالحَوادث أُمُّها / تُعطى على قَدر الفِداء وَتُرزَقُ
يا ابنَ البِلاد وَأَنتَ سيد أَرضِها / وَسَمائِها إِنّي عَليك لمشفقُ
انظر لِعيشك هَل يسرك أَنَّهُ / وِردٌ يَغيض وَهجرة تَتَدفقُ
ماذا يردّ الظلم عَنك أَحسرةٌ / أَم زَفرَةٌ أَم عَبرةٌ تَتَرقرقُ
أَم بثُّك الشَكوى تَظن بَيانَها / سحراً وَحجَّتها الضحى يَتَأَلَقُ
لا تَلجَأنَّ إِذا ظُلِمتَ لِمَنطق / فَهُناك أَضيع ما يَكون المَنطِقُ
أَفضى الرَئيس إِلى ظِلال نَعيمه / وَاِرتاحَ قَلبٌ بِالقَضية يَخفق
آثاره ملءُ العُيون وَروحه / ملءُ الصُدور وَذكره لا يَخلقُ
إخوانَنا أهل الوفاءِ
إخوانَنا أهل الوفاءِ / أهلَ المودَّةِ والولاءِ
منْ كلَّ قُطْرٍ بالعُرو / بَة ذي ازدهارٍ وازدهاءِ
أحبابَنا لا تُخدَعوا / عنا بظاهرةِ الرَّخاءِ
ليستْ فلسطينُ الرخيَّةُ / غيْرَ مهدٍ للشَّقاءِ
عُرِضَتْ لكم خلفَ الزُّجا / جِ تميسُ في حلل البهاءِ
هيهات ذلكَ إنَّ في / بَيْعِ الثَّرى فَقْدَ الثَّراءِ
فيهِ الرحيلُ عن الرُّبو / عِ غداً إلى وادي الفناءِ
فاليوم أمرحُ كاسياً / وغداً سأُنبذ بالعراءِ
وأضعْتُ صادقة الرجاءَ / فأينَ كاذبةُ الرجاءِ
مَن ذا ألومُ سوى بني / وطني على هذا البلاءِ
للحَقَّ سَطْرٌ في صحا / فتِنا وللتَّضْليلِ نهرُ
قلَّبْ صحائفَها يُطِل / لُ عليكَ بهتانٌ وهُجْرُ
للخاملين نباهة / فيها وللأغمارِ ذكرُ
هذا يُقالُ له الزّعيمُ / كما يُقالُ لذاكَ حُرُّ
وهناكَ سمْسارُ البلا / دِ فإنه الشَّهْمُ الأغرُّ
فالمدحُ مثلُ القدحِ تض / مَنُهُ لهم خُضْرٌ وحمر
تلكَ الصحافة كيميا / ءُ لها بخلق اللهِ سر
تدع الكرامة وهي هزل / والمروءة وهي سخر
أينَ الصحافيُّ الصريحُ ُ / تراهُ يعلن ما يُسر
صلْبٌ فلا قُرْبى تمي / لُ به ولا مالٌ يَغُرُّ
منذُ احتلال الغاصبين / ونحنُ نبحث في السياسهْ
شأنُ الضمير مع السياسة / كالرقيق مع النخاسهْ
مرّت علينا ستّ عش / رة كنَّ مجلبةَ التَّعاسهْ
فإلى متى يا ابنَ البلاد ْ / وأنتَ تُؤْخذُ بالحماسه
وإلى متى زعماءُ قوْ / مِكَ يخلبونك بالكياسه
ولَكَمْ أحَطْنا خائناً / منهم بهالات القَداسهْ
ولكَمْ أضاعَ حقوقَنا الر / رَجلُ الموكَّلُ بالحراسهْ
واللهِ ليس هناك إل / لا كُلُّ قَناصِ الرئاسهْ
تأتيه مِنْ بيْع البلادِ / وما إليه من الخساسه
وإذا اَّتقاك فبالجرا / ئِد والنجاسةُ للنجاسه
هَزلِتْ قضيَّتُكم فلا
هَزلِتْ قضيَّتُكم فلا / لحمٌ هناك ولا دم
حتى العظام فقد / تعرَّقَها الذئابُ وأُتخِموا
بَلِيَتْ قضيتكم فصا / رت هيكلاً يتهدَّم
ضَمَرتْ إلى بلديَّةٍ / فيها العدا تتحكَّم
أوضاعُها مجهولةٌ / ومصيرها لا يُعلمُ
يا قوم ليس عدوُّكم / ممَّن يلين ويرحمُ
يا قوم ليس أمامكم / إلاَّ الجلاء فحزِّموا
أُنظر لِماَ فعل المظفَّر إنه
أُنظر لِماَ فعل المظفَّر إنه / نَفَعَ القضيَّةَ غائباً لم يحضرِ
أحيى القلوب ودونهنَّ ودونَه / غرفُ الحديد وحامياتُ العسكرِ
عرضوا الكفالةَ والكرامةَ عندَه / عبثاً وهل عَرَضٌ يُقاس بجوهر
ورأى التحُّير في التخيُّرِ سُبَّةً / فَفَدى كرامته بستَّة أشهرِ
لم يخْل ميدانُ الجهاد بسَجْنه / فلقد رماه بقلبه المتسعّرِ
ولكم خلا بوجود جيشٍ زاخرٍ / يمشي إليه بِخَطْوِهِ المتعثّرِ
إنَّ المظفّر من حديدٍ جسمُه / فيما أرى وجسومُهم من سُكّرِ
أمَّا سماسرةُ البلاد فعصبة
أمَّا سماسرةُ البلاد فعصبة / عارٌ على أهل البلاد بقاؤها
إبليسُ أعلن صاغراً إفلاَسه / لمَّا تحقَّق عنده إغراؤها
يتنعَّمون مُكرَّمين كأنَّما / لنعيمهم عمَّ البلاد شقاؤها
همْ أهلُ نجدتها وإن أنكرتَهم / وهمو وأنفك راغم زعماؤها
وحماتُها وبهم يتم خرابُها / وعلى يديهمْ بَيْعُها وشراؤها
ومن العجائب إنْ كشفتَ قدورهم / أنَّ الجرائد بعضَهنًّ غطاؤها
كيف الخلاص إذا النفوس تزاحمت / أطماعُها وتدافعتْ أهواؤها
أرأيتَ مملكةَ الربي
أرأيتَ مملكةَ الربي / عِ يُعيدُ رونَقَها الربيع
ويُتَوَّجُ الراعي بها / ملِكاً رعيَّتُه القطيع
الذئبُ يَرْهبُه ويل / ثُم كفَّه الحمَلُ الوديع
آذار في رَحْبِ الفضا / ءِ سفيرُ دولته الرفيع
هاتيكَ ألوانٌ تشِع / عُ وتلكَ ألحانٌ تَشيع
لَمنْ الربيعُ وطيبُه / وهواه والزَّهَرُ البديع
فرحُ الربيعِ لمنْ له / أرضٌ وليس لمن يبيعُ
يا حسرتا ماذا دهى أهل الحمى
يا حسرتا ماذا دهى أهل الحمى / فالعيشُ ذل والمصير بَوار
أرأيتَ أيَّ كرامة كانت لهمْ / واليوم كيف إلى الاهانة صاروا
سَهُلَ الهوان على النفوس فلم يعد / للجرح من ألمٍ وخفَّ العارُ
همدتْ عزائُمهم فلو شبَّت لظى / لتثيرَها فيهم فليس تُثارُ
الظالمُ الباغي يسوس أُمورَهم / واللصُّ والجاسوسُ والسمسارُ
يا من تعلَّل بالسياسة ظنَّها / لَطُفَتْ وَلانَ عَصيُّها الجباَّرُ
ما لطفُها ما اللين ذاك وكلهم / مستعمرون وكلُّه استعمارُ
يومٌ بداجية الزَّمان ضياءُ
يومٌ بداجية الزَّمان ضياءُ / وبَهاؤه للخافقيْن بهاءُ
يُزجي النسيمَ به هجيرٌ لا فحٌ / عجباً وتبسط ظلّه الصحراءُ
ويرفُّ من شظف المعيشة لينها / ويسيل من وهج السَّراب الماءُ
وإذا الرشادُ من الضلالة والعمى / ومن الشَّقاق تآلف وإخاءُ
وإذا من الفوضى نظام معجز / وقيادة وسيادة ودهاءُ
وإذا الخيام قصور أملاك الورى / وإذا القفار دمشق والزوراءُ
وعلى ربوع الصين كبَّر فيلقٌ / وبأرض قسطنطين رفَّ لواءُ
تلك الخوارق إن طلبت أدلَّةً / ثبتَ البراقُ بهن والاسراءُ
نزل الكتاب على النبيّ محمدٍ / ما يصنع الخطباءُ والشعراءُ
لو لم يكن وحيَ السماءِ ونورَه / لمحته عارضةٌ له وذكاءُ
سَحَر القلوبَ فراحَ يقذفها على / نار الجهاد أولئك البسلاءُ
هيهات ما نكصوا على أعقابهم / حتى انجلت عنهم وهم شهداءُ
حرَّيَّةٌ آي الكتاب وسؤددٌ / وعزيمةٌ وكرامةٌ وإباءُ
ناديتُ قومي لا أخصّص مسلماً / أبناء يعرب في الخطوب سواءُ
إن الكتابَ شريعةُ استقلالكم / فتدَّبروه وأنتم الخلفاءُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025