المجموع : 120
تب منك حين تقول يا فتاحُ
تب منك حين تقول يا فتاحُ / تلق المنى فالتوبة المفتاحُ
وانهض إلى عين الوجوه مجانباً / ذاك النهوض فلاح فيه فلاح
كم مشرق للشمس فيك ومغرب / منه مساءٌ دائماً وصباح
ولربما رمت القبول فلم تجد / فاسمح بنفسك فالسماح رباح
يا نهر طالوت الذي بليت به / أقوامه ما هذه الألواح
قل ليس مني كل من هو شارب / مني فإني فاتنٌ نصّاح
لعبت بك الأهواء في بحر القضا / فارسِ السفينةَ أيها الملاح
واقبل ولا تقبل وقم واقعد وقل / واسكت ففي إنصاتك الإفصاح
وافهم ولا تفهم وتب عن توبة / هذا مقامك ما عليك جناح
هو لا هو التواب بل هو أنت لا / أنت المتاب عليه يا مصباح
ومتى أحبك حين تبت فإنما / محبوبه بك وجهه الوضاح
والكائنات بسر توبتك اهتدت / فهي الجسوم وذاتك الأرواح
فاحذر فمكر الله توبة عبده / إن تبت تب أن لا تتوب تراح
من قام بي قامت به الأشيا ومن / بالنفس قام تقيمه الأشباح
كأس صفت بيد المدير فأسكرت / ألباب أهل الله منه الراح
فتمايلت شم الحبال وعربدت / في النشأتين وطرفها طماح
أحزاننا بلقائكم أفراحُ
أحزاننا بلقائكم أفراحُ /
وزماننا قدح وأنتم راحُ /
يا سادة من ذكرهم نرتاحُ /
أبداً تحن إليكم الأرواحُ / ووصالكم ريحانها والراحُ
هذا الوجود جميعه إشراقكم /
وجميع من في الكون هم عشاقكم /
ما هكذا يا سادتي أخلاقكم /
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم / وإلى لذيذ لقائكم ترتاح
من ذا ترى يدري بكم من يعرف /
أنتم حقيقة كل شيء يوصف /
غلب الهوى أين المعين المسعف /
وارحمتا للعاشقين تكلفوا / ستر المحبة والهوى فضاح
قوم صفا عما يغاير ماؤهم /
وإليك من دون السوى إيماؤهم /
كتموك حتى أنكرت أحشاؤهم /
بالسر إن باحوا تباح دماؤهم / وكذا دماء البائحين تباح
عَرْف الوصال يفوح فينا منهمُ /
وسواهم المستحقرون فمن هم /
قوم لهم حال شريف مبهم /
فإذا همو كتموا تحدث عنهم / عند الوشاة المدمع السفاح
أوصافهم يسمو بها من يفهمُ /
وهم الدواء من الردى والمرهم /
كل المعارف والعلوم لديهم /
وكذا شواهد للسقام عليهم / فيها لمشكل أمرهم إيضاح
يا سادتي مني السلام إليكمُ /
فأنا هو المطروح بين يديكم /
ومن الجميع على البعاد لديكم /
خفض الجناح لكم وليس عليكم / للصب في خفض الجناح جناح
لجمالكم في كل قلب ساحة /
وزهورنا بنسيمكم فواحة /
هل للمتيم من جفاكم راحة /
فإلى لقاكم نفسه مرتاحة / وإلى رضاكم طرفه طماح
كدر الحوادث زال عن عين الصفا /
وبدا جمال أحبتي بعد الخفا /
فبحق ذاك العهد يا أهل الوفا /
عودوا بنور الوصل من غسق الجفا / فالهجر ليل والوصال صباح
قد راق في حان الوفا مشروبهم /
ولهم أباح وصاله محبوبهم /
صوفية تبدي الشهود غيوبهم /
صافاهم فصفوا له فقلوبهم / في نوره المشكاة والمصباح
يا قومنا أنا زائد وجدي بكم /
والصبر مني قد مضى في حبكم /
فاهنوا بما فزتم بهم من شربكم /
وتمتعوا فالوقت طاب بقربكم / راق الشراب وراقت الأقداح
رفعت لقلبي في الغرام ظلامة /
لأمير حسن ما لديه جهالة /
انظر عذولي في الجمال جلالة /
يا صاح ليس على المحب ملامة / إن لاح في أفق الوصال ملاح
رفقا بنا يا أهل ذياك اللوى /
إن المتيم عن هواكم ما لوى /
والله حلفة مغرم يشكو النوى /
لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى / كتمانَهم فنما الغرام وباحوا
سلمى التي يا ويح مهجة صبها /
جرحت بمقلتها وأسهم هدبها /
لله در عصابة في حبها /
سمحوا بأنفسهم ما بخلوا بها / لما رأوا أن السماح رباح
شربوا كؤوس هوى الأحبة قهوةً /
ولهم غدت كل المكاره شهوةً /
طلبتهم الذات النزيهة نخوةً /
ودعاهمُ داعي الحقائق دعوةً / فغدوا بها مستأنسين وراحوا
هم سادة منهم بطيب خضوعهمْ /
للحب حيث به تنير ربوعهم /
لما تزايد بالفراق ولوعهم /
ركبوا على سفن الدجا فدموعهم / بحر وشدة خوفهم ملّاح
نزعوا الثياب فعوضوا بثيابه /
وعن الخطا قد ساقهم لصوابه /
وهو المعز لهم برفع حجابه /
والله ما طلبوا الوقوف ببابه / حتى دُعُوا وأتاهم المفتاح
هو إن نأى أو زاد في تقريبهم /
يشكو كما يشكون فرط نحيبهم /
وهم الذين تمتعوا بلبيهم /
لا يطربون لغير ذكر حبيبهم / أبداً فكل زمانهم أفراح
فيهم لقد دارت كؤس سقاتهم /
حتى بها زالت عقول صحاتهم /
وحبيبهم لما بدا بصفاتهم /
حضروا وقد غابت شواهد ذاتهم / فتهتكوا لما رأوه وصاحوا
نور التجلي الحق حيَّر عقلهمْ /
لفروعهم أخفى وأظهر أصلهم /
قوم جميع الفضل منتسب لهم /
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم / إن التشبه بالكرام فلاح
سكرت غصون الروض من نسماتها /
وترنمت أطياره بلغاتها /
والذات تجلى في بديع صفاتها /
قم يا نديم إلى المدام فهاتها / في كأسها قد دارت الأقداح
عرفت أهاليها بحفظ أمانةٍ /
وكمال عرفان ورفع مكانةٍ /
بكر أجل طلاً وخير مدامةٍ /
مِن كَرْمِ إكرامٍ بِدَنِّ ديانةٍ / لا خمرة قد داسها الفلاح
حملت بنا أمٌّ من الأرواحِ
حملت بنا أمٌّ من الأرواحِ / والوضع كان لهيكل الأشباحِ
قلم بِلَوحٍ إن أردت فقل وإن / قد شئت فالأقلام بالألواح
هي ما ترى لا ما رأيت فإنها / تجلى على الرائين كل صباح
فإذا رأو لا يعرفون لمن رأوا / حتى تقوم لهم عقود نكاح
حاء الحيا والحلم والحفظ احتوت / كل الجمال وسائر الأفراح
ولها من النور الشريف تشعشع / كتشعشع الصهباء في الأقداح
والحال يشهد والشهيد هو الذي / شهد الأمور على أتم صلاح
أوميض برق بالأبيرق لاحا
أوميض برق بالأبيرق لاحا / يستلُّ عن عمد السحاب صفاحا
أم نار أعلام الحجاز بدت لنا / أم في ربا نجد أرى مصباحا
أم تلك ليلى العامرية أسفرت / عن وجهها ففشا الجمال وباحا
أم تلك أنوار العذيب تشعشعت / ليلاً فصيرت المساء صباحا
يا راكب الوجناء وقيت الردى / قف بالمحصب واندب الملتاحا
واسأل فديتك عن فؤاد متيم / إن جئت حزناً أو طويت بطاحا
وسلكت نعمان الأراك فعج إلى / تلك الخيام ترى بهن فلاحا
وأنخ بتلعات العقيق فإنه / واد هناك عهدته فياحا
وبأيمن العلمين من شرقيِّه / كم معهد قلبي إليه تلاحى
بلغت رشدك إن طلعت طويلعاً / عرِّج وأمَّ أرينَه الفواحا
وإذا وصلت إلى ثنيات اللوى / وقصدت نحو المأزمين رواحا
فاذكر عهودي إن قدمت على الحمى / فانشد فؤاداً بالأبيطح طاحا
واقرا السلام عُرَيبَهُ عني وقل / لهمو أَصِرتُمْ باللقاء شحاحا
أنتم كرام وهو صب وامق / غادرته لجنابكم ملتاحا
يا ساكني نجد أما من رحمة / صبري عليكم والتجلد راحا
ما ضركم لو تسمحون بنظرة / لا سير ألف لا يريد سراحا
هلا بعثتم للمشوق تحية / تهدي إليه مع النسيم صباحا
فهو الذي طويت إليكم روحه / في طي صافية الرياح رواحا
يحيى بها من كان يحسب هجركم / يردي الجسوم ويترك الأرواحا
ويظن نأيكمو إذا لذتم به / مزحاً ويعتقد المزاح مزاحا
يا عاذل المشتاق جهلا بالذي / سواك دعني واترك الإلحاحا
فأنا الذي من يختبرني في الهوى / يلقى مليّاً لا بلغت نجاحا
أتعبت نفسك في نصيحة من يرى / ترك الهوى ذنباً وليس مباحا
لم تدر أنت فشأن كل متيم / أن لا يرى الإقبال والإفلاحا
أقصر عدمتك واطرح من أثخنت / مقل الظباء فؤاده فتلاحى
إن رام ينظر ثانياً جرحته في / أحشائه النجل العيون جراحا
كنت الصديق قبيل نصحك مغرماً / والآن قلبك بالعداوة باحا
هب أنت لي يا ذا الملامة ناصح / أرأيت صباً يألف النصاحا
إن رمت إصلاحي فإني لم أرد / ما رمته لي بالملام كفاحا
فتشتُ قبلك في الزمان فلم أجد / لفساد قلبي في الهوى إصلاحا
ماذا يريد العاذلون بعذل من / لا يستطيع يرى الفلاح فلاحا
ألف التهتك والهيام وفي الورى / لبس الخلاعة واستراح وراحا
يا أهل ودي هل لراجي وصلكم / نيل فعندكم عهدت سماحا
إن المشوق إذا شجاه لنحوكم / طمع فينعم باله استرواحا
مذ غبتمو عن ناظري لي أنةٌ / من هولها صبري استقل وراحا
وجفون عين كلما نوت البكا / ملأت نواحي أرض مصر نواحا
وإذا ذكرتكمو أميل كأنني / غصن يقابل في الرياض رياحا
أو شارب ثمل القوام لأنني / من طيب ذكركمو شربت الراحا
وإذا دعيت إلى تناسي عهدكم / لا أستطيع وأنثني ملتاحا
لما طلبت الصبر عنكم في الهوى / ألفيت أحشائي بذاك شحاحا
سقياً لأيام مضت مع جيرة ال / جرعاء حيث بهم لقيت نجاحا
لم ندر ما برح البعاد وإنما / كانت ليالينا بهم أفراحا
واهاً على ذاك الزمان وطيبه / نهوى الطلا فنواصل الأقداحا
حيث السرور بنا ألمَّ معاوداً / أيام كنت من اللغوب مراحا
حيث الحمى وطني وسكان الغضى / لي جيرة عنهم تركت براحا
حيث العتيق منازلي وتلاعه / سكني ووردي الماء فيه مباحا
وأُهَيلُهُ أَرَبي وظلُّ نخيله / يا صاح منتزهي مسا وصباحا
ببروقه وجدي وفي نسماته / طربي ورملة وادييه مراحا
قسما بمكة المقام ومن أتى / تلك الأماكن في الحجيج وراحا
وسعى وطاف وجاء ملتمسا إلى ال / بيت الحرام ملبِّياً سياحا
ما رنحت ريح الصبا شيح الربا / إلا وقلبي بالحجاز تلاحى
أو شمت بارقة لمن قتل الهوى / إلا وأهدت منكمو أرواحا
لي كاتب يمحو السطور وينسخُ
لي كاتب يمحو السطور وينسخُ / وتراه يحكم ما أراد وينسخُ
قرب له ما إن يزيل كماله / بعد وإن ميل أزيل وفرسخ
هو ذا وهذا في الظهور وهذه / جبل إذا اختلج المحقق يرسخ
خرف تركب في البسيط وإنه / أبدا بأرواح المحبة ينفخ
نور له السبع الكواكب أعين / والأرض أم والحكيم له أخ
إن الوجود الحق شيء واحدُ
إن الوجود الحق شيء واحدُ / يا سعد من يجلى له فيشاهدُ
وجمال علوة واضح متكتم / وعليه من حسن الملاح شواهد
قف ساعة حتى أعلمك الهوى / يا من يبيت وللهوى هو عابد
إن المحبة فيك كدَّر صفوها / جهل بمن تهوى لأنك جاحد
فلو انمحى عن عين ناظرك السوى / لعرفت من لهواه أنت القاصد
لكن عيونك عن مرادك في عمى / وتظل تنكر ذاته وتعاند
هو ظاهر في كل شيء باطن / أبداً إليه كل شيء ساجد
عود العلا ضربت به يده على / طبل الملا فالعالمون قصائد
ترك المراد له فكان مرادا
ترك المراد له فكان مرادا / وجرى بميدان الفناء جوادا
طلب الحبيب لأجله منه ولم / يطلب له من نفسه ليزادا
فهو الذي شرب الحقيقة صرفة / فاختال إطلاقاً وفك قيدا
وبدا بأفلاك الوجود على الورى / شمساً تنير خلائقاً وبلادا
لي رتبة العلامة الشهم الأَسَدّْ
لي رتبة العلامة الشهم الأَسَدّْ /
قد أنشبت بين العدا ناب الأسدْ /
والحب رغما عن أنوف أولى الحسدْ /
سكن الفؤاد فعش هنيئاً يا جسدْ / هذا النعيم هو المقيم إلى الأبدْ
يا نسوة الحظ الخسيس رويدكن /
يا ليتكن عرفتني يا ليتكن /
فأنا الذي نلت العلا من يوم كن /
أصبحت في كنف الحبيب ومن يكن / جار الحبيب فعيشه العيش الرغد
عرش الوجود أظلني بضيائه /
وحبا التجلي لي ثياب ولائه /
وأتى من الرحمن طيب ندائه /
عش في أمان الله تحت لوائه / لا خوف في هذا الجناب ولا نكد
يا هيكل الأنوار سرك ما اكتمن /
إن بعت ما تلقاه أنت هو الثمن /
أنت الحفيظ على الجميع المؤتمن /
لا تختشي فقداً فعندك بيت من / كل المنى لكَ من أياديه مدد
هي حضرة في الشام طاب بها اليمن /
وبعلمها والفضل أشرقت الدمن /
ذات بها قد جاد مولانا ومن /
رب الجمال ومرسل الجدوى ومن / هو في المحاسن كلها فرد أحد
أنا من أعز أولى النهى وأجلها /
وربيت في نهل العلوم وعلها /
ووقفت في الشجرات لا في ظلها /
قطب النهى غوث العوالم كلها / أعلى عليٍّ سار أحمد من حمد
يا من تثنى وهو عندي واحد /
حق له منه عليه شواهد /
إني الذي أبداً لوجهك ساجد /
روح الوجود حياة من هو واجد / لولاه ما تمّ الوجود لمن وجد
أنا من كبار لا يطاق رضيعهم /
وبصيرهم عين العلا وسميعهم /
هم نابتون عليه وهو ربيعهم /
عيسى وآدم والصدور جميعهم / هم أعين هو نورها لما ورد
عجزت عقول ذوي النهى عن كنهه /
وتولهت عين السوى في شبهه /
والكل عن كل لنا لم يلهه /
لو أبصر الشيطان طلعة وجهه / في وجه آدم كان أول من سجد
قمر تبدى في سماء كماله /
لو تبصر الأقمار نور هلاله /
غابت وذابت تحت ذيل ظلاله /
أو لو رأى النمرد نور جماله / عبد الجليل مع الخليل ولا عند
هو باطن حجب الجهول المنكرا /
بل ظاهر من نوره بهر الورى /
طمعت نفوسٌ فيه ملقاةٌ ورا /
لكن جمال الحق جل فلا يُرى / إلا بتخصيص من الله الصمد
في ظلمة الأكوان لاح لك الضيا /
فاسرع إلى لألائه متملِّيا /
وإذا رميت عليه جهدك والعيا /
فابشر بمن سكن الجوانح منك يا / أنا قد ملأت من المنى عيناً ويد
يا مؤمناً دع عنك طاغية الجفا /
متحيرين وكن بنا متعففا /
نحن الذين نرى جمال المصطفى /
عين الوفا معنى الصفا سر الوفا / نور الهدى بحر الندى جسد الرشد
حتى تجلى من سموات الرضى /
وبه على الأكوان قد سمح القضا /
لا شيء إلا بعد ظلمته أضا /
هو للصلاة مع السلام المرتضى / الجامع المخصوص ما دام الأبد
إن السيادة والريا
إن السيادة والريا / سة في الشقي وفي السعيد
ثوبان للمولى الذي / سُمِّي بأسماء العبيد
لهما الشقيّ قد ادعى / بنزاع خاطره العنيد
فنزاعه المذموم لا / ما ليس عنه من محيد
ولدا السعيد هما لقد / نُسبا إلى الرب المجيد
قد أسلمت أفهامه / فأبت عن الأمر الشديد
فغدت سيادته على / كل الوجود بلا مزيد
وله الرياسة دائماً / في دولة الكون الجديد
والسر فيه بأنه / قد زال من بيت القصيد
لا زال منه وصفه / وبقِيْ كأحوال المريد
إن المراد هو المري / د إذا حوى حكم الفريد
ومشى إليه القهقرى / ورأى البرية من بعيد
وجميع أبعاد السوى / قرب لذي الأمر الوحيد
والقرب ما قد كان في / أزل على الشان المديد
والوهم زال ولم يكن / من قبل في فهم البليد
والقوم قد دخلوا إلى / ذات لقاها يوم عيد
والكهف يأوي أهله / والكلب منهم بالوصيد
ودخولهم عين الخرو / ج بمقتضى القول السديد
والأمر أمر واحد / لكن بتكرار عديد
والقرب قرب الذات وه / و الأصل لا قرب الوريد
إن الوريد من الورو / د وما ورودك بالمفيد
أهل الحمى حرسوا الحمى / عمن يروم وصال غيد
لا عن محارمهم فهم / منهم كأمثال الوليد
فاظهر لهم منهم بهم / واشهدْ تكن عين الشهيد
إن الفروع من الأصو / ل صناعة المبدي المعيد
هذا الكثير الواحدُ
هذا الكثير الواحدُ / فافرح به يا واجدُ
فجميعنا منه له / طول الزمان محامد
ما الكل إلا راكع / أبداً إليه وساجد
ولنا معانيه التي / منه تلوح مساجد
إن السجود هو الفنا / فيه لمن هو قاصد
وكذا الركوع الموت عن / دعوى النفوس الوارد
فاعجب لأمر زائد / منه وما هو زائد
خلق تكثَّر عدُّهم / فتناسلوا وتوالدوا
وتفرقوا فرقاً وهم / محسودهم والحاسد
وجميعهم صور له / عادت بهن عوائد
وهم الشؤن لذاته / فطوارف وتوالد
وأمورنا انتظمت به / عنه فنحن قصائد
أيقظ فؤادك وانتبه / لظهوره يا راقد
واعلم بأنك واجد / فيه وأنك فاقد
فهو الذي بشؤنه / متقارب متباعد
والكل منه له به / في الحالتين فوائد
بحر يميد بسفنه / أبداً وما هو مائد
هو مطلق وقيوده / معدودة والعادد
فاسكن به في ظله / فهو الكريم الماجد
أيان تقصده تجد / منه تمد موائد
إن النصارى واليهود كلاهما
إن النصارى واليهود كلاهما / لا عقل فيهم والعقول شواهدُ
جعل النصارى الرب جلَّ ثلاثةً / ثم ادعوا أن الثلاثة واحد
والعقل يأبى والتناقض واضحٌ / بين الورى وإن استراب الجاحد
وكذا اليهود وإن تكاثر عدُّهم / فيما مضى لم يبد منهم راشد
في أربعين من السنين تحيروا / في مَهمَهٍ ما قدرُه متزايد
لم يقدروا أن يخرجوا منه وهم / عدد كثير عن ألوف زائد
داروا وقد رجعوا لموضع بدئهم / وتناسلوا في تيههم وتوالدوا
وكذا الإله إذا أضل جماعة / خاب الرجا منهم وضل القاصد
حكَمٌ يحاربها اللبيب وإنها / لَأَحَقُّ فيها أن تقال قصائد
وملاك ذلك كلِّه فقدُ الحجا / ممن أضل له الإله الماجد
ومن اهتدى والله أكمل عقله / بعناية سبقت يرى فيشاهد
والعقل نور الله في ملكوته / وبه لنا التكليف وهو الشاهد
في الدال بالإهمال إعمالٌ بدا
في الدال بالإهمال إعمالٌ بدا / خبرٌ له عين الحقيقة مبتدا
وعليه من كل الجهات علائمٌ / دلَّت على التقوى وأنواع الهدى
صدق الذي هو كاذبٌ في طوره / طبق الإرادة في الشعار وفي الرِّدا
إن الذوات توهُّماتُ العقل في / أوصاف باريها كإرجاع الصدى
والحرف ينشأ بانحراف الطبع عن / سنن استقامته فتشهده العدا
طُوِيَ الطريق على انتشار جهاته / فانظر لمطلقه تراه مقيدا
يا ظاهراً في كل ما هو ظاهرٌ / يا باطناً نفسي لأنفسك الفدا
والسر في يوم القيامة قولهم / نفسي وقولك أمتي متقصدا
هذا هو النور المبين لعارفٍ / ولغارف من بحر شرعك جددا
هذا وهذا ثم هذا بعده
هذا وهذا ثم هذا بعده / هذا وهذا لم يزل معدودا
وهو الحساب ولا حساب سوى السوى / بالوهم صار له الجميع عمودا
فانظر إلى العدد الذي هو واحد / وهو الكثير مراتباً وقيودا
واعبر به في الهاء منحرفا إلى / سرِّ الأسامي واعتبره حدودا
هذا به طوراً يكون حضوره / فتراه قطباً قائماً مقصودا
كالشمس في الأفلاك تنزل رتبة / فيقال جاءت طالعاً مسعودا
إني كَشَفَت وما كشفت لأنني / بالإذن كنت له أقيم رقودا
طوران لي طور أنا
طوران لي طور أنا / والطور اِلآخرُ سيدي
وهما معاً لي تارة / جمعٌ يكون لمفرد
جمع قديم عهده / في مفرد متحد
والغير إما نفسه / أو نفس مولى الأعبد
شيءٌ خُصصتُ به ولا / تلقاه إلا في يدي
قد قال هذا قبلنا / قول الإمام المرشد
لي سكرتان وسكرة / هي للمريد المقتدي
فاسمع هديت ولا تكن / فيما تقول بمعتدي
صدق الطريق نجاة من / هو في المقام الأحمدي
هيهات ليس المنتهي / في الله مثل المبتدي
وإن استحال الإنتها / في الجامع المتوحد
واصمت ولا تنطق فما ال / هادي إليه المهتدي
واحذر خيالك أن يوس / وس بالمقال لك الردي
فيريك أنك صرت مث / ل أمامك المتجرد
بالفهم في أقواله / وبظنك المتردد
هذي علوم الذوق كال / محسوس بالحس الندي
لا بالتفهم والتوه / هم من إليها يهتدي
بل بالصفاء وبالوفا / وطهارة القلب الصدي
مالنفس إلا كدرة / في صفو روحك تغتدي
فامسح بأمر الله كد / رة روحك المتجسد
قلب المحقق واجدٌ بل فاقدُ
قلب المحقق واجدٌ بل فاقدُ / والكون أجمعه لديه قصائدُ
لا شك عند العارفين جميعهم / أن الوجود الحق حق واحد
وسواه معدوم وموجود به / عقد عليه من النقول شواهد
والكل فان مستحيل ما عدا / من قد تجلى فيه وهو الماجد
فإذا امرؤ في الله كان لقلبه / عقد صحيح أو خيال فاسد
ذاك الوجود به تجلى ظاهراً / للعارفين يرونه فيشاهد
ويقول قائلهم لقد عقد الورى / عقداً وما اعتقدوه إني عاقد
يعني على حسب الذي أنا عارف / لا مقتضى ما يقتفيه الجاحد
والكفر كفر في الحقيقة مثل ما / هو في الشريعة عند من هو قاصد
أعني به عند الذي هو ناظر / في عقده الموجود فيه الواجد
لا عند من هو للوجود محقق / منا وإن ضجت عليه حواسد
هو كل شيء في الوجود الواحدِ
هو كل شيء في الوجود الواحدِ / هو كل موجود هناك وواجدِ
هو علم الأسماءَ آدمَ كلَّها / هو كل مولود يكون ووالدِ
ما قصدنا الشيء الذي هو هالك / بل قصدنا وجه الوجود القاصد
وهو الوجود الحق في غيب الورى / متنزه عن درك كل مشاهد
هو لم يلد أبداً ولم يولد ولا / كفء له أحد مقالة لاحِدِ
لا شيء يشبهه ولا هو مشبه / شيئاً تعالى عن دراية وارد
والكل صورهن من عدم له / وقايامهن به بأمر واحد
هو أمره القدر المقدر دائماً / في عين معترف بذاك وجاحد
متنزه هو عن مقادير الورى / بوجوده الحق المبين الشاهد
قمنا به بوجود أمر سائل / كاللمح من بصر إقامة عابد
والجاهلون بأمره أيضاً لهم / هذا ولكن بالوجود الجامد
الله أكبر لا سواه وإنما / يعطي ويمنع ليس بالمتباعد
عدم أحاط به الوجودْ
عدم أحاط به الوجودْ / هو صبغة الله الودودْ
صبغ العوالم كلها / بوجوده فهي الشهود
وهو المحب لها أما / بالنفس منه لها يجود
هي لم تكن شيئاً وقد / صارت به شيئاً يسود
وبدت به بيضاً وقد / كانت به من قبل سود
نفس الوجود محيطة / بالكائنات بلا نفود
هو مطلق لكن له / من كل معدوم قيود
وله ركوع الكائنا / ت جميعها وله السجود
وبه الشفاء لها على / حكم القضا وبه السعود
الله أكبر هذه / هي أحرف ولها مدود
كلماته قد خطها / في لوحه قلم الوجود
يمحو ويثبت دائماً / بالعلم من كرم وجود
وهي الحدود له فثق / بالحافظين على الحدود
إني أنا بك يا ودودْ
إني أنا بك يا ودودْ / عدم أحاط به الوجودْ
حق أحاط بباطلٍ / وله الركوع به السجودْ
وكذا العوالم كلها / مثلي ومثلك يا كنود
ما ثم غير إحاطة / بالكل من رب ودود
والظل أنت وعلمه / في نور طلعته العمود
يا ذا المحيط بنا كما / هو بالجميع له النفود
سور به ظهرت لها / صور بأنواع الحدود
قدم كمثل دوائر / أوساطها عدم يرود
والله قال بكل شي / ء قل محيط محض جود
بل ذاك قرآن مجي / د وهو في لوح الورود
يا من تحير فيه لم / يعرفه ما هذا الصدود
كم ذا التواني هذه / أكفان مثلك واللحود
فاطلب إلهك وحده / منه به ودع الجحود
واعلم بأنك إن طلب / ت سواه معه فلا يجود
هو واحد في ملكه / والخلق أجمعهم جنود
كن فيه يقظاناً له / ودع البرية في رقود
وانظر إليه به ولا / تنظر إليك عسى تسود
في قلبك السر الخفي / شمس لها منك القيود
هذا مقام أولي النهى / تلك الجهابذة الأسود
فاسلك على منهاجهم / واحرص على حفظ العهود
ترفع إلى أوج العلا / وتكون من أهل الشهود
غنى لنا داعي السرور وغردا
غنى لنا داعي السرور وغردا / فسمتعه في الصبح يعلن بالنِدا
فأقمت في قلبي صلاة تحيتي / للوجه من ذاك الحبيب إذا بدا
وجه هو النور المبين لمن يرى / يا سعد من يهوى الحبيب تعبدا
نحن الدهان له بنا متلون / وهو الوجود الحق حيث تجردا
هي وردة قل كالدهان سماؤنا / كانت كما القرآن أفصح مشهدا
فنراه يصبغنا بمحض إرادة / أزلية كيف اقتضته على المدى
يمحو ويثبت ما يشا بوجوده / كالبحر بالأمواج لم يظهر سدى
وهو المنزه والمقدس دائماً / عن كل شيء كثرةً وتعددا
هي صبغة الله التي جاءت لنا / في الذكر نعرفها على رغم العدا
وهي الشؤن له التي قد جاءنا / نص الكتاب بها يلوح محددا
الله أكبر بعد هذا كله / يا عارفون تحققوا وخذوا الهدى
غلب الهوى واستحوذ استحواذا
غلب الهوى واستحوذ استحواذا / فمن الذي نلجا إليه عياذا
في طلعة شمسية قمرية / بجمالها صار الجميع جذاذا
يا هيكلاً ظهرت غيوب شؤونه / فينا فكان لكلنا أخّاذا
وجه تبرقع بالمحاسن والبها / فعنت له كل الوجوه لذاذا
وتمتعت أرواحنا بهلاكها / فيه ولاذت بالفناء لياذا
ونراه أقرب من نراه ولا نرى / شيئاً سواه ومن سواه أعاذا
فهو الذي لجمال طلعته يرى / وقلوبنا وعيوننا تتحاذى
إن الوجود يرى الوجود كما به / عدم يرى عدماً له جبّاذا
وممنَّعٍ بالعزِّ عنه عقولُنا / معقولةٌ لا تقتضيه نفاذا
وقلوبنا في بحر عشقته هوت / تبغي اللقا لا تعرف الإنقاذا
نزل النقا فاشتاقه أهل النقا / أوَ هل ترى بعد النزول لواذا
بالأمس كان مناخه بطويلعٍ / واليوم صار مخيماً بغداذا
لا عار إن خلع العذار محبُّه / في حبه ولجا إليه ولاذا
ظهرت ملاحته بديباج الورى / فينا وقد لبس اللطافة لاذا
وأقول زيداً قد رأيت وخالداً / لا ذاك في بصري رأيت ولاذا
ورآه في زيد بن حارثةٍ هنا / طه النبيُّ وحبَّ فيه معاذا
وبيوسف الصديق شاهد وجهَه / يعقوب حين له هواه آذى
وصفاتنا ظهرت لنا بصفاته / ورأى الجنيد به الورى ممشاذا
أما هواه فإنه هو ملّتي / وعليه كنت أعاهد الأستاذا
عجبي له وهو الكثير أضلنا / والواحد الهادي لنا استنقاذا
يُشقي ويسعد بالذي أشقى به / فتراه لاح صواعقا ورذاذا
بالله يا لحظاته لا تجرحي / قلبي فإن بسهمك الفولاذا
ولأنت يا خمر الرضاب محوتنا / سكراً وريحك لم يزل نبّاذا
من لي بمشهود المحاسن غائب / لام العذول على هواه وهاذا
هو حاضر لكن بغير إشارة / فإذا جهلت تقول عنه هذا
عشاقه بعيونه مفتونة / وقلوبهم صارت به أفلاذا
ويظل يهجرهم ويكثر صده / عنهم وما أحد يقول لماذا
ويرونه حسناً وفي أفعاله / لطفاً وفي تعذيبه استلذاذا
وبهم تجمعت القبائل في الهوى / وعلى البعاد تفرقوا أفخاذا
يأتي النسيم لهم بأخبار الحمى / للمسك فاوح في الهبوب وشاذى
وتهيجهم ورقاء فوق أراكة / تدني البعيد وتجمع الأفذاذا