المجموع : 37
قامَ النبيُّ يومَ خُمِّ خاطِباً
قامَ النبيُّ يومَ خُمِّ خاطِباً / بجانبِ الدَّوْحاتِ أو حِيالَها
فقالَ من كنتُ له مولىً فذا / مَولاه رَبّي اشهدْ مِراراً قالَها
قالوا سَمِعنا وأطعنا كلُّنا / وأسرعوا بالأَلسنِ اشتغالَها
وجاءهم مشيخةٌ يَقْدَمْهُمُ / شيخٌ يُهنِّي حَيدراً مِثالَها
قال له بخٍ بخٍ من مِثلكا / أصبحتَ مولى المؤمنينَ يا لها
يا عجباً وللزمانِ عَجَبٌ / يَلقى ذوو الفكرِ به ضُلاَّلَها
إن رِجالاً بايَعَتْهُ إنّما / بايَعتِ اللهَ فما بَدا لَها
وكيف لم تشهدْ رجالٌ عندما / أشهدَ في خُطبته رِجالَها
وناشدَ الشيخَ فقالَ إنّني / كَبُرتُ حتى لم أجد أمثالَها
فقال والكاذبُ يُرمى بالتي / ليس تُواري عَمّةً تَنالُها
بعثَ الإلهُ إلى ثمودٍ صالحِاً
بعثَ الإلهُ إلى ثمودٍ صالحِاً / منه بنورٍ سلامةٍ لا يُشْكِلُ
قالوا له أَخرِجْ لنا من صَخْرَةِ / عشراءَ نَحلِبُها إذا ما نَنْزِلُ
فتصدَّعَتْ عن ناقةٍ فُتنوا بها / وقضاءُ ربّك ليس عنه مَرْحَلُ
في حفلِ دِرَّتِها لِقاحٌ خلفَها / سَقبٌ ويَقدُمها هناكَ ويَنزِلُ
لما رَأَوْها حافِلاً حَفُّوا بها / ودَعوا بأوعيةٍ وقالوا احمِلوا
حتى عَتوا وتمرّدوا وسطَوْا بها / بَطَراً فأسرَعَ في شَواها المُنْصُلُ
خَضبوا فَراسِنَها بقانٍ مُعْجَلٍ / فرغا هنالكَ بَكرُها فاستُؤصِلوا
قبلَ الصباح بصيحةٍ أخذتهم / بعد الرُّقادِ سَرى إليهم مَنْهَلُ
أينَ الجهادُ وأينَ فضلُ قَرابةٍ
أينَ الجهادُ وأينَ فضلُ قَرابةٍ / والعلمً بالشُّبُهاتِ والتَفصيلُ
أينَ التَقدّمُ بالصلاةِ وكُلُّهم / لِلاّتَ يَعبد جَهرةً ويَحولُ
أين الوَصِيّةُ والقِيامُ بِوَعْدِه / وبِدينِهِ إنْ غرَّك المحصولُ
أين الجِوازُ بمسجدٍ لا غيرُه / جُنُباً يَمُرُّ بهِ فأينَ تَحولُ
هل كان فيهم إن نظرتَ مُناصحاً / لأبي الحسينِ مُقاسِطٌ وعَديلُ
امدَح أبا عبدِ الإل
امدَح أبا عبدِ الإل / هِ فتى البريّةِ في احتمالِهْ
سبطُ النبيِّ محمدٍ / حبلُ تَفرَّعَ من حِبالِهْ
تَغشى العيونُ الناظراتُ / إذا سمونَ إلى جَلالِهْ
عذبُ المواردِ بحرُه / يُروي الخلائقَ من سِجالِهْ
بحرُ أَطلّ على البَحور / يُمدّهن نَدى بِلالِهْ
سَقتِ العبادَ يمينُه / وسقى البلادَ ندى شِمالِهْ
يَحكي السحابَ يمينُه / والودقُ يَخرج من خِلالِهْ
الأرضُ ميراثٌ له / والناسُ طُرّاً في عِيالِهْ
يا حجةَ اللهِ الجليل / لِ وعينَه وزعيمَ آلِهْ
وابنَ الوصيِ المُرْتَضى / وشبيهَ أحمدَ في كَمالِهْ
أنت ابن بنتِ محمدٍ / حَذواً خُلقتَ على مِثالِهْ
فضياءُ نُورِكَ نُورُه / وظلالُ رُوحِكَ من ظِلالِهْ
فيكَ الخلاصُ عن الرَّدى / وبكَ الهِدايةُ من ضَلالِهْ
أُثني ولستُ ببالِغٍ / عشرَ الفَريدةِ من خِصالِهْ
قُلْ لابن عبّاسٍ سمِّي محمدٍ
قُلْ لابن عبّاسٍ سمِّي محمدٍ / لا تعطينّ بني عديٍّ دِرهما
احرِمْ بني تيم بن مرّةَ إنّهم / شرُّ البَريَّةِ آخراً ومُقدَّما
إن تعطهم لا يَشكروا لكَ نعمةً / ويكافئوك بأنْ تُذمَّ وتُشتَما
وإن ائتمنتهمُ أو استعملتهمْ / خانوك واتّخذوا خَراجَكَ مَغنما
ولئن منعتهمُ لقد بَدأوكمُ / بالمنعِ إذ مَلكوا وكانوا أَظلما
مَنعوا تُراثَ محمدٍ أعمامَهُ / وابنَيه وابنَتَه عديلةَ مَريما
وتأَمَّروا من غير أن يُستَخلَفوا / وكفَى بما فعلوا هنالكَ مأَْتَما
لم يشكروا لمحمدٍ إنعامَهُ / أفيشكرونَ لغيرِهِ إن أنعما
والله منَّ عليهم بمحمدٍ / وهداهمُ وكسا الجُنوبَ وأطعَما
ثمّ انبروا لوصيّه وولِيِّهِ / بالمُنْكَراتِ فجرَّعوهُ العَلْقَما
وهو الذي يَسمُ الوجوهَ بِميسم
وهو الذي يَسمُ الوجوهَ بِميسم / حتى يُلاقي خَصمَهُ مَوسوما
ما زالَ مذ سلكَ السبيلَ محمدٌ / ومضى لغيرِ مَذلّةٍ مَظلوما
ضامَته أُمَته وضيمُهمُ له / قد كان أصغر ما يكونُ عَظيما
يا صاحبيَّ لدِمنتين عَفاهُما
يا صاحبيَّ لدِمنتين عَفاهُما / مَرُّ الرياحِ عليهما فمحاهُما
أبلاهما فقدُ الأنيس وهاطلٌ / حتى تَبَيَّنَ للبصيرِ بِلاهُما
جارٌ لجارَتِكَ النؤومِ وتِربِها / أيّامَ أنتَ هواهُما ومناهُما
وهما هواكَ وجارتاكَ فأمستا / ثانٍ بيثربَ عن هواكَ هَواهُما
كان الوصيُّ وكانت ابنةُ أحمدٍ
كان الوصيُّ وكانت ابنةُ أحمدٍ / خيرَ البريّةُ كلِّها وابناهُما
سِبطان باركَ ذو المعارجِ فيهِما / وحبَاهما وهَداهما بِهُداهُما
فَرعانٍ قد غُرسا بأكرمِ مَغْرَسٍ / طابت فُروعهما وطابَ ثَراهُما
إحداهُما نَمَّتْ عليه حَديثَه / وبغتْ عليه نفسَه إحداهُما
فهما اللتان سمعتُ ربَّ محمدٍ / في الذكرِ قصَّ على العبادِ نَباهما
كان المُسيمَ ولم يكنْ إلاّ لمن
كان المُسيمَ ولم يكنْ إلاّ لمن / لزمَ الطريقةَ واستقامَ مُسيما
ملكَ ابنُ هندٍ وابن أروى قبلَه
ملكَ ابنُ هندٍ وابن أروى قبلَه / مُلكاً أمّر بحَلِّهِ الإِبرامُ
وأضاف ذاك إلى يزيدَ وملكُه / إثمٌ عليهِ في الوَرى وعُرامُ
أخزى الإلهُ بني أميّة إنّهم / ظلموا العبادَ بما أتوه وخاموا
نامت جدُودُهُمُ وأُسقِطَ نَجمُهم / والنجمُ يَسقُطُ والجدودُ تَنامُ
إيمت نساءُ بني أميّةَ منهمُ / وبَنوهم بمَضيعةٍ أَيتامُ
جزعتْ أميّةُ من ولايةِ هاشمٍ / وبكتْ ومنهم قد بكى الإسلامُ
إن يجزعوا فلقد أتتهم دولةٌ / وبها تَدول عليهمُ الأيّامُ
ولهم يكونُ بكلِّ شهرٍ أشهرُ / وبكلِّ عام واحدٍ أعوامُ
يا رهطَ أحَمد إنّ من أعطاكُمُ / ولكمْ لديهِ زيادةٌ وتَمامُ
رد الوراثة والخلافة فيكم / وبنو أمية صاغرون رغام
لمتمم لكم الذي أعطاكم / ولكم لديه زيارة وتمام
أنتم بنو عمِّ النبيِّ عليكمُ / من ذي الجلالِ تحيّةٌ وسلامُ
وورثتموه وكنتمُ أولى به / إن الولاءَ تَحوزُه الأرحامُ
ما زلت أعرف فضلَكم ويُحبّكمْ / قلبي عليهِ وإنّني لَغلامُ
أوذى وأُشتمُ فيكم ويُصيبني / من ذي القَرابة جَفوةٌ ومَلامُ
حتى بلغتُ مَدى المشيبِ وأَصبحتُ / مِني القرونُ كأنّهنَّ ثَغامُ
رجلٌ حوى إرثَ النبيِّ محمدٍ
رجلٌ حوى إرثَ النبيِّ محمدٍ / قِسماً له من مَنزلِ الأَقسامِ
بوصيّةٍ قُضيت له مخصوصةٍ / دونَ الأقاربِ من ذوي الأرحامِ
ولقد دعا العبّاسَ عند وفاتِهِ / بقَبولها فأضجّ بالإعدامِ
فحبا الوصيَّ بها فقامَ بحقَّها / لما حَباه بها على الأعمامِ
يا صاحبيَّ تَروَّحا وذَراني
يا صاحبيَّ تَروَّحا وذَراني / ليس الخليُّ كمُسْعَرِ الأحزانِ
أهمّ الذين غداة بدرٍ بارزوا / عند احتدامِ تبارزِ الأقرانِ
أم كان غيرُهُمُ الذي وَلوهُمُ / وهم بأبعدِ موقفِ ومَكانِ
إذ جاء عتبةُ الوليدُ وعمُّه / يَمشون في حَلَقٍ من الأَبدانِ
حتى إذا انقضتِ الأمورُ وصُرِّفَت / ومضى المباركُ صاحبُ العِرفانِ
أخذوا الخلافةَ بعد ذلك فَلتةً / واستبصرَوا من ليس ذا الإيمانِ
هل في وصيّةِ أحمدٍ أن يظفروا / إن جالت الأنصارُ بالسُّلطانِ
شهدت بالصلاة بنيه / لم تأت فيه بواضح البرهانِ
أما أبو ذرّ وسلمانٌ ومق / دادٌ وعمَّارٌ أبو اليَقْظانِ
لم يُحدثوا نسيانَ عهدِ محمدٍ / عَمْداً وما آلوا إلى كتمانِ
بل بيّنوا ما استودعوهُ وأحسنوا / فاللهُ يَجزِيهِم على الإحسانِ
أترى صَهاكاً وابنَها وابنَ ابنِها
أترى صَهاكاً وابنَها وابنَ ابنِها / وأبا قُحافةَ آكلَ الذُّبَّانِ
كانوا يَرون وفي الأمور عجائبٌ / يأتي بهنَّ تصرُّفُ الأَزمانِ
إنّ الخلافة في ذؤابة هاشمٍ / فيهم تَصيرُ وهيبةُ السلطانِ
قد قالَ أحمدُ إنّ شتمَ وصيِّهِ
قد قالَ أحمدُ إنّ شتمَ وصيِّهِ / أو شَتمَه أبداً هما سِيَّانِ
وكذاكَ قد شُتم الإلهُ لشتمه / والذلُّ يَغشاهم بكلِّ مكانِ
أُمررْ على جدثِ الحسينِ
أُمررْ على جدثِ الحسينِ / وقل لأعظُمِه الزكيّهْ
يا أعظُماً لا زلتِ من / وَطفاءَ ساكبةٍ رويّهْ
ما لَذَّ عيشٌ بعد رضِّ / كِ بالجياد الأعْوَجِيّهْ
قبرٌ تضمّنَ طيّباً / آباؤه خيرُ البريّهْ
آباؤه أهلُ الريا / سةِ والخِلافةِ والوصيّهْ
والخيرِ والشّيمِ المهذّ / بةِ المطيَّبةِ الرضيّهْ
فإذا مررتَ بقبرهِ / فأطلْ به وقفَ المطيّهْ
وابكِ المطهَّرِ للمطهَّر / والمطهّرةِ الزكيّهْ
كبكاءِ مُعْوِلَة غَدت / يوماً بواحدِها المنيِّهْ
والعنْ صَدى عمرِ بن سع / دٍ والملمّعِ بالنقيّهْ
شمرِ بن جوشنٍ الذي / طاحتْ به نفسٌ شقيّهْ
جعلوا ابن بنتِ نبيّهم / غَرَضاً كما ترمى الدريِّهْ
لم يَدعهُمْ لقتالهِ / إلاّ الجُعالةُ والعطيّهْ
لما دَعوه لكي تُحكَّ / م فيه أولادُ البَغيّهْ
أولادُ أخبثِ من مشى / مَرحاً وأخبثِهم سجيّهْ
فعصاهمُ وأبت له / نفسٌ معزّزةٌ أبيَّهْ
فغدوا له بالسّابغا / تِ عليهمِ والمَشرفيّهْ
والبَيْضِ واليَلب اليما / ني والطوالِ السمهريّهْ
وهم ألوفٌ وهو في / سبعينَ نفساً هاشِميّهْ
فَلقوه في خلفٍ لأح / مدَ مقبلين من الثنِيّهْ
مستيقنينَ بأنّهم / سِيقوا لأسبابِ المنّيهْ
يا عين فابكِ ما حيي / تِ على ذوي الذممِ الوفيّهْ
لا عذرَ في تركِ البكا / ءِ دماً وأنتِ به حَريّهْ
واذكُر تحمُّلَه الديارَ ولا تكنْ
واذكُر تحمُّلَه الديارَ ولا تكنْ / ليهودِ خيبرَ لا تكونَ نَسيّا
حملَ الرتاجَ رتاجَ باب قَموصِها / فحسبتَه يَمشي بها بُختيّا
ما ردَّهُ سبعونُ حتى أُلهثوا / سبعونُ مؤتنفَ الشبابِ قويّا
ادخل إلى أحبّ الخلقِ كلّهم
ادخل إلى أحبّ الخلقِ كلّهم / حبّاً إليكَ وكان ذاك عليّا
لما بدت لأخيه سِحنةُ وجهِه / ودنا فسلَّمَ راضياً مرضِيّا
حيّا ورحّب مَرحباً بأحبِّهم / حُبّاً إلى مَلِك العُلى وإِليَا
أوَ لم يقلْ للمشركينَ وكذّبوا / بالوحيِ واتّخذوا الهُدى سُخريّا
قوموا بأنفُسِنا وأنفسِكم معاً / ونسائِنا وبَنيكمُ وبَنيّا
نَدعو فنجعلَ لعنةَ الله التي / تَغشى الظلومَ العاندَ المشْنِيّا
نصبَ الكساءَ فكان فيه خمسةٌ / خيرُ البريّةِ كلِّها إنْسِيّا