المجموع : 56
يا شادناً ترك الأراك بمعزل
يا شادناً ترك الأراك بمعزل / ورعى سويداء القلوب أراكا
حجبوك عن بصري فصرت برغمهم / بسجنجل الفكر الصقيل أراكا
قمر جعلت سواد قلبي برجه / وحنى أضلاعي له أفلاكا
ومهفهف يختال في أبراده
ومهفهف يختال في أبراده / مرج الغصون اللدن تحت البارح
أبصرت في مرآة فكري خده / فحكيت فعل جفونه بجوانحي
لا غرو أن جرح التوهم خده / فالسحر يعمل في البعيد النازح
قاسيت حبك بعد حول كامل
قاسيت حبك بعد حول كامل / وطيور آمالي عليك تحوم
فحرمت منك بلوغ ما أملته / أشقى البرية عاشق محروم
ومعذر رقت حواشي حسنه
ومعذر رقت حواشي حسنه / فقلوبنا وجداً عليه رقاق
لم يكس عارضه السواد وإنما / نفضت عليه صباغها الأحداق
يا من رمى غرضي بمقلة أشرس
يا من رمى غرضي بمقلة أشرس / وقد امتلأ صلفاً علي وريده
لا تعجبن بحسن وجهك إنه / وال بعزلته يحث بريده
كم قد رآت عيناي مثلك والياً / للحسن تنتهب القلوب جنوده
زحف العذار إليه في جيش له / ملآت أساوده الملا وأسوده
فرأيت رونق وجهه وجماله / بيد الشحوب طريفه وتليده
أكرم بجعفر اللبيب فإنه
أكرم بجعفر اللبيب فإنه / ما زال يوضح مشكل الإيضاح
ماء الجمال بخده مترقرق / فالشمس منه تعوم في ضحضاح
ما خده جرحته عيناي إنما / صبغت غلالته دماء جراحي
رشأ له خد البرى ولحظه / أبداً شريك الموت في الأرواح
ذو طرة سبجية ذو غرة / عاجية كالليل والإصباح
لله راء زبرجد في عسجد / في جوهر في كوثر في راح
أتراه يعلم أن قلبي عنده / رهن الهوى يهفو بغير جناح
مازحته ولم أدر ما جد الهوى / حتى قدحت زناده بمزاح
لولا العيون لكان من دون الهوى / وقلوبنا قفل بلا مفتاح
قامت علي شواهد من حبه / فأرى الكناية فيه كالإفصاح
نمت زجاجتها بها فحسبتها
نمت زجاجتها بها فحسبتها / ماء يحيط بجذوة من نار
رام المدير بأن يسكن فورها / فتقاذفت جنباتها بشرار
حتى إذا ما ابن الغمامة شجها / ثار الحباب مطالباً بالثار
في درع نضناض كان أديمه / يرنو بأحداق بلا أشفار
هو مفخري يوم الجدال ومنصلي
هو مفخري يوم الجدال ومنصلي / يوم النزال ورايتي في العسكر
وعدت سماؤك ساحتي بسحابها
وعدت سماؤك ساحتي بسحابها / فأنا أشيم بوارق الأنواء
فإذا مطلت مضت بشاشة منطقي / وذوى قضيب الروضة الغناء
اليوم أخمدت الضلالة نارها
اليوم أخمدت الضلالة نارها / واسترجعت دار الهدى عمارها
واستقبلت حدق الورى غرناطة / وهي الحديقة فوقت أزهارها
وكان تشريناً بها نيسان إذ / يكسو رباها وردها وبهارها
في غب سارية ترقرق أدمعاً / يحكي الجمان صغارها وكبارها
ما شئت من نهر كصدر عقيلة / شقت أناملها عليه صدارها
أو جدول كالنصل في يد ثائر / أنهى صحيفته وهز غرارها
ما بين أشجار تميد كأنها / شراب جريال يدير عقارها
مترنحون إذا لحاها عاذل / تركت سكون حلومها ووقارها
لله أروع من ذوائب حمير / راع العداة فما يقر قرارها
وافت به أرض الجزيرة عزمة / خلعت على حب الجهاد عذارها
ما هاله بيد تعسفها ولا / لجج كجنح الليل خاض غمارها
في فتية تسري إلى نصر الهدى / فتظنهم سدف الدجى أقمارها
خضبوا السواعد بالرقاق تفاؤلاً / أن سوف تخضب بالنجيع شفارها
وتلثموا صوناً لرقة أوجه / على السماح شعارها ودثارها
المنعمين على العفاة إذا شتوا / والناقضين على العدا أوتارها
غرسوا الأيادي في ثرى معروفهم / فجنوا بألسنة الثناء ثمارها
لم لا تراح شريعة التقوى بهم / وجفونها منهم ترى أنصارها
ضربوا سرادق بأسهم من دونها / وقد اشرأب الكفر يهدم دارها
فوقوا بخرصان الرماح جنابها / حموا بقضبان الصفاح ذمارها
ومسومات شرب إن أحضرت / نفضت على ثوب السماء غبارها
شهب إذا أوفت على أفق الوغى / جعلت أبا يحيى الأمير مدارها
متلثم بالصبح فوق أسرة / تهدي إلى شمس الضحى أنوارها
أورت زناد المسلمين له يد / بالنجح تقدح مرخها وعفارها
حاشى لأزند شرعنا من كبوة / ويد ابن إبراهيم توري نارها
أضفى مواردها أزاح سقامها / أحيى خواطرها أقال عثارها
أو لي أمة أحمد أبهجتها / مذ صرت من جور الحوادث جارها
حلبت لك الأنعام ضرعاً حافلاً / وأرت على أفنانها أطيارها
وأرى زناد الرأي منذ قدحتها / أوريت في مقل النجوم شرارها
فحط الرعية في مريع جنابها / وأرأب ثآها واصطنع أحرارها
ورد الأكابر من بنيها خطة / واردد كباراً بالحياء صغارها
واقذف نحو المشركين بجحفل / يمحو معالم أرضها ومنارها
لجب تظن السابغات به أضاً / زرقاً ونقع السابحات بحارها
واحلل عرى تلك الجماجم إنها / عقدت على بغض الهدى زنارها
وكأنني بك قد ثللت عروشهم / وسلبت بيضة ملكه جبارها
وقتلت بين نجادها أنجادها / وصرعت في أغوارها أغوارها
لا ترضى منهم بالنفوس تحوزها / سمر القناص حتى تحوز ديارها
وترى بها عيناك ليل ضلالها / ويد الهدى فيها تشق زرارها
صمتت سيوفك في الغمود وجردت / يوم النزال فحدثت أخبارها
لما احتست خمر الهياج نصالها / أهدت إلى هام الطغاة خمارها
زارتك في قصر الإمارة كاعب / زانت محاسن جيدها تقصارها
وضعت من الآداب محصن لبانها / وتجنبت ممذوقها وسمارها
تثني الليالي هائمات كلما / نفثت على أسحارها أسحارها
فأجل جفون رضاك في أعطافها / كرماً وشرف بالقبول مزارها
المنعمين على العفاة إذا شتوا / والناقضين على العدا أوتارها
واحلل عرى تلك الجماجم إنها / عقدت على بعض الهدى زنارها
صمتت سيوفك في الغمود وجردت / يوم النزال فحدثت أخبارها
قدمت بين يدي مديحك هذه
قدمت بين يدي مديحك هذه / والوبل يبدأ أولاً برذاذه
والسهم يبدو في ترنم قوسه / مقدار غلوته كنه نفاذه
وكذا المهند يستبان مضاؤه / في صفحتيه ولم يقع بجذاذه
والذكر منك على لسان مودتي / أحلى من البرني أو آزاذه
في قلب ليل قطعته عزائمي / فبكت فراقده عل أفلاذه
أو في رداء ضحى تراه معصفراً / عند الأصيل بحمرة من ذاذه
وسراب كل ظهيرة مترقرق / يختال عطفى في ملاء لاذه
والركب من كأس الكرى مترنح / كالشرب في الماخور من كلواذه
والشمس في كف الهواء سنجنجل / يتوقد الهندي من فولاذه
إن قابلت مرآة رأيك أبصرت / منها شبيهاً في يدي نفاذه
لو أن عدلك يحتذيه زماننا / لم يلقنا بالجور في اسحتواذه
ولكان بالإسعاف يلقى ناظري / فيطوف منك بركنه وملاذه
أصبحت ليثاً في مخالب ثعلب / من مطلبي في روغه ولواذه
أستاذه الزمن الخبيث وللفتى / شيم تلوح عليه من أستاذه
للناس عيش درت الدنيا لهم / من دوننا بنعيمه ولذاذه
أخذوه موفوراً كما شاؤوا ولم / يؤذن لنا فنكون من أخاذه
حضروا وغبنا شذذاً ولربما / حرم الغنى من كان من شذاذه
وأراهم هذوا وأبطأنا وقد / يدنو بعيد الخطو من هذاذه
ليست تؤد أخا اقتضاء عيلة / مستظهراً فيها بخفة حاذه
هذا إذا زحف الزمان بجمعه / رفض الجميع وحل في أفذاذه
والمرء قد يجني الرضا من سخطه / كالليث يفرس وهو في أسفاذه
وقذ الزمان جوانحي ووقذته / فانظر إلى موقوذه ووقاذه
إن صد عن رمحي بثغرة نحره / فسنان رمحي واقع في كاذه
لما ذكرتك لاذ بين صروفه / يبغي النجاة ولات حين لياذه
إني منيت من الزمان بصاحب / قاسي الفؤاد خبيثه لواذه
وافيت مرسية فوافى قائلاً / بتصلف ما شئت ليست هذه
فمتى أصول عليه بابن عصامها / سياق ميدان العلى بذاذه
ومتى أرى سعيي بدهري هازلاً / وعلاه منه يجد في استنقاذه
يا ويح قلبي كم يضيق وكلمه / يسع الفجاج الفيح في إنقاذه
زادت عوائق دهره في برحه / إذ حان منها عوذه بمفاذه
قاض تقابلنا حبى أبراده / بأبي هريرة في التقى ومعاذه
ظمئت إلى ماء الفرات جوانحي / وأنا مقيم في ذرى بغذاذه
ناديت بدر التم إن شئت السنا / في غير نقص فالقه أو حاذه
فلا لقين به الزمان وأهله / في تيه قيصره وزهو قباذه
شأوت في سيري إليه عزيمة
شأوت في سيري إليه عزيمة / قرنت بسعي لا يخيب نجيح
لم أدر حين علوت متن براقه / أعلى البراق نزوت أم في اللوح
يجتاب أردية العجاج وتحته / أشلاء ذمر أو صفيح ضريح
شيحان لم يعرف دريس قميصه / عرف الكباء سوى دخان الشيح
وأنا الذي أخفيت جهد خصاصتي
وأنا الذي أخفيت جهد خصاصتي / من بعد ما ارتشفت بلالة روح
حتى بدا ماء الندى مترقرقاً / في صفحتي طلق اليدين صفوح
وأجلت منه نواظري في غرة / تستنطق الأفواه بالتسبيح
قاضي القضاة المجتبى من معشر / كسبي المديح بهم حلى مديح
أنا يا بن حمدين وتلك مقالة / برئت شهادتها من التجريح
ممن ترف له عليك جوانح / فيها صحيح مودة وجنوح
كم قلت إذ قالوا زمان قابض / منه الكريم على عنان جموح
إن طاف من حدثانه بي / فمكارم القاضي سفينة نوح
للرزق أسباب ومن أسبابه
للرزق أسباب ومن أسبابه / أعمال ناجية وشد حزام
حرق كأني فوق عوج ضلوعها / ألف أقيمت فوق عطفه لام
وكأن زورتها ربابة ياسر / لزت بأربعة من الأزلام
لم يبق منها نصها إلا سفا / كالريح تمسكه يدي بزمام
من نام عن حاجاته لم يلقها / إلا بواسطة من الأحلام
شيئان في الأسفار يكتنفانها / كسب الخطير وصحة الأجسام
لا أم لي إن لم أيمم مسلكاً / يهدي الحياة إلي فيه حمامي
فالعذب يأجن طعمه ما لم يكن / ينساب بين أباطح وآكام
والعضب يدركه الصدا ما لم يبل / في كل معركة بضرب الهام
خيمت من حنق بأرض مضيعة / والرأي خلفي والهوى قدامي
حتى رأيت العجز أودى بي كما / أودى الغرام بعروة بن حزام
أكل الخمول بها بنات خواطري / أكل الوصي ذخائر الأيتام
يا دهر دعوة من يؤمل أن يرى / بعلاك منتصفاً من الأيام
فأثيل مجدك نلته عن آدم / وسمو قدرك حزته عن سام
وإذا تغالى لحمها وتحسرت
وإذا تغالى لحمها وتحسرت / وتقطعت بعد الكلال خدامها
فلها هياب في الزمام كأنها / صهباء خف مع الجنوب جهامها
خلق الوزير أبي العلاء خوارج
خلق الوزير أبي العلاء خوارج / لكنها ليست ترى التحكيما
أهل الرياء لبستم ناموسكم
أهل الرياء لبستم ناموسكم / كالذئب يذبح في الظلام العاتم
فملكتم الدنيا بمذهب مالك / وقسمتم الأموال بابن القاسم
وركبتم شهب البغال بأشهب / وبأصبغ صبغت لكم في العالم
لفي بنانك بالرداء وسلمي
لفي بنانك بالرداء وسلمي / تكفي الكريم إشارة بالإصبع
ومن العجائب أن يكون الأبيض
ومن العجائب أن يكون الأبيض / بحماره وسط السوابق يركض
أنى له تقريبها أو خبها / ما العير إلا أن يحث فينهض
العير عير مذلة ما لم يهن / أولاً فما إن فيه عرق ينبض
جن ابن صارة والحوادث تعرض
جن ابن صارة والحوادث تعرض / والكلب في مهوى العصا يتعرض
أغروه أن قالوا شويعر قطعة / لا شاعر فحل يمر وينقض
ولقد نزوت على القوافي نزوة / كادت لها أبكارها تتمخض
والله لولا أن يقال تجاهلاً / أني صبوت وأن رأسي أبيض
لجعلت غرمول الحمار بكفه / حتى يرى هل فيه عرق ينبض