المجموع : 51
العيدُ عيدٌ والصيام صيامُ
العيدُ عيدٌ والصيام صيامُ / والشّهرُ شَهْرٌ كُلُّهُ أيّامُ
والفطرُ من بعْدِ الغروبِ مُحَلّلٌ / لكَنّهُ بَعدَ الشُّروقِ حرامُ
وإذا دَنى وَقتُ السّحورِ فكُل إذا / ما كانَ عنَدكَ للسّحورِ طعامُ
والشّمسُ تَطْلُعُ بالنّهارِ وإنّما ال / ليلُ البَهيمُ إذا دنى الإظلامُ
وإذا رأيتَ الناسَ فوقَ رِحالهم / هَجَعوا فإنّهُمُ كَذاكَ نيامُ
وإذا سَعَيْتَ إلى الصّلاة فإنّما / ذاكَ المقدَّمُ في الصّلاةِ إمامُ
واعلَمْ بأنَّ الدَّسْتَ مَجلسُ سيِّدٍ / يُرعى ومن فَرَشَ البساطَ غُلامُ
وكذا العبيدُ إذا اعتبرتَ فَمنهُمُ / تلكَ الفحولُ ومنْهُمُ الخّدامُ
وإذا لَقيتَ مُخاطباً بتحية / عندَ اللقاء فإنَّ ذاكَ سلامُ
وَلَقَد يكونُ البُخُل ِشحّاً في الورى / والمفضلونَ على الأنام كرامُ
ورأيتُ مجدَ الدينِ في بَذْلِ النّدى / والجودِ والمعروفِ ليسَ يُلامُ
يَهَبُ الدَّراهِم كاللُّجَينِ كأنّما / أشعارُ مادحهِ لَدّيهِ كَلامُ
وإذا أشارَ إلى الغُلامِ بِطَرفِهِ / أعطِ الحكيمَ فذلكَ الإنعامُ
ومتى وَصَفنا بالسّحائبِ كفّهُ / كَرَماً وَجوداً فالسّحابُ غَمامُ
مُتَبَسِّماً كفَتىً يَهشُّ طَلاقةً / في ضحكهِ والضّاحِكُ البسّامُ
يأوي إليهِ البائسونُ وَكُلّهُمْ / كالسّائلينَ لَهُمَ هُناكَ زِحامُ
في مَنْزلٍ كالبيتِ إلاَّ أنّه / في أرضهِ عِوَضَ البلاط رُخامُ
ولهُ سِماطٌ كالخِوانِ إذا بَدا / قُلنا عَلَيهِ في العشاءِ حسامُ
وَلَرُّبما الصّينيُّ كلُّ صحافهِ / مِن غيرِ شَكً والقدورُ بُرامُ
وَلَدَيهِ أَصحابٌ أخلاَّءٌ لهُ / والواقِفونَ منَ العَبيدِ قِيامُ
بَلَدي الجزيرةُ والمواطنُ تُربةٌ / لكنَّ أكثرَ أهلهِا أقوامُ
وبأرضِنا قومٌ إذا قالوا بِيا / أنجا عَلمِنا أنّهم أعجامُ
وَرأيتُ أخوالي لأُمّي إخوةً / لكنَّ إخوةَ والدي أعمامُ
هذا هُوَ الصِّدقُ الصريحُ وغيرُهُ / فيهِ التّحرُّضُ والنِّظامُ نظامُ
خَمرٌ بِثَغرِكَ مُورَدُ
خَمرٌ بِثَغرِكَ مُورَدُ / والخدُّ منكَ مُوَرَّدُ
ولأَنتَ يا ريمَ النّقا / كالنّومِ فيكَ مُشَرَّدُ
لا تُنكِرَنْ قَتلي فإنَّ / دَمي بِخَدِّكَ يَشْهَدُ
أَمُقَلِّداً سيفَ الفُتو / رِ دَمي الذي تتقلّدُ
يا جَنّةً سَكَنَ الفُؤا / دَ ونارُهُ تَتَوَقدُ
مالي سَكَرْتُ صبابةً / وهوىً وأَنتَ مُعَرْبِدُ
وَبَلَوْتُ أبناءَ الزَّما
وَبَلَوْتُ أبناءَ الزَّما / ن سِواكَ حينَ أُعَدَّدُ
فَوَجدتُ عِرضي أَبيضاً / لكنَّ حَظِّيَ أَسودُ
جاءَ العَفيفُ مُبَشِّراً
جاءَ العَفيفُ مُبَشِّراً / وَهُوَ الدَّليلُ المرشِدُ
والسُّحْبُ تَبرُقُ قبل أنْ / تهبَ الغُيوثَ وترعدُ
فَلِذاكَ أُنشدُهُ وأبْ / ناءُ الأماني تُنْشِدُ
اليومَ عَهدُكُمُ وذا / مَثَلٌ فأينَ الموعدُ
وَلِكُلِّ يومٍِ كالذي / أَعددتموهُ لي غدُ
لم يَبْقَ عِندِيَ ما يُباعُ فَيُشترَى
لم يَبْقَ عِندِيَ ما يُباعُ فَيُشترَى / إلا حَصيرٌ قَدْ تَساوى بالثّرَى
وَبَقيّةُ النّطعِ الذي وَلِعَتْ بهِ / أيدي البِلى حتى تَمَزَّقَ وانبَرى
نَطْعٌ تُرٍيقُ دَمي عَلَيهِ بَقّةٌ / حتّى تَراهُ وهو أسودُ أحمرا
في منزلٍ كالقَبرِ كَمْ قَدْ شاهَدَتْ / فيه نَكيراً مُقلتاي وَمُنكرا
لو لم يَكُنْ قبراً لَما أمسيتُ نسِياً / فيهِ حتى أنّني لم أذكرا
والقبرُ أهنا مَسكناً إذْ لم أكنْ / مَعْ ضيقِِ سُكناهُ أُطالبُ بالكرى
لا فَرقَ بينَ ذوي القبورِ وبينَ مَن / لا رِزقَ يُرزَقُه سوى العيش الخرا
أفٍّ لِعُمْرٍ صارَ في رَيَعانهِ / مثلي يَوَدُّ بأنْ يَموتَ فَيُقْبرا
ولَرُبَّ قائلةٍ أما من رحلةٍ / تُمسي وَقَدْ أعَسرت منها مُوسِرا
سِر فالهِلالُ كمالُهُ في سَيْرِهِ / والماءُ أَطيَبُ ما يكونُ إذا جرى
كم مُدْبرٍ لمّا تحرَّكَ عَدَّهُ / بعَد السُّكونِ ذوو العقولِ مُدبِّرا
فأجبتُها سَيري وَمَكثي واحدٌ / النّحسُ نَحسٌ مُنجِداً وَمُغَوِّرا
إنَّ المدائِنَ وَهيَ أوسعُ بقعة / ضاقَتْ عَلَيَّ فكيف أرحَلُ للقرى
تاللهِ قَد أقوى السّماحُ وأصبَحَتْ / منهُ عِراصُ البِرِّ برَّاً مُقْفِرا
وَلَقَد سألتُ عنِ الكرامِ فلم أجد / في الناس عن تلكَ الكرامِ مُخَبِّرا
حتّى كنَّ حديثَ كُل أخي نَدَى / عَن كُلِّ مَنْ يَروي حديثاً مفتَرى
إنْ كانَ حقّاً ما يُقالُ فإنّهم / كانوا وما ولّى الزَّمانُ القهقرى
لم يبقَ عندَهُم حَديثٌ طيِّبٌ / للطّارِقينَ ولا مُناخٌ في الذُّرى
واليومَ أبناءُ الزَّمانِ أشَحُّهم / يدعى المُدَبِّرَ والسّخِيُّ مُبَذِّرا
منْ كُلِّ مَن قد ساءَ خَلقاً مثلما / قد ساءَ خُلقاً في النُّهى وَتَصّورا
قَرَنَ الفضيّلةَ بالرَّذيلةِ جاهلاً / وكفاهُ جَهلاً أنّه لَن يَشْعُرا
وَمِنَ المصيبةِ أَنَّ رِزقيَ فيهم / نَزْر وَرُبّتما غداً متعذِّرا
فَلَئِنْ ذَمَمْتُ ذَمَمْتُ مَن لا يَرْعَوي / ولئن شَكَرتُ شكرتُ من لم يشكرا
فلأصبِرَنَّ على الزَّمانِ وإنّني / لأخو الشّقاءِ صبرتُ أو لنْ أصبِرا
أَصبّحتُ أَفقَرَ مَن يَروحُ وَيغتدي
أَصبّحتُ أَفقَرَ مَن يَروحُ وَيغتدي / ما في يَدي من فاقتي إلاَ يَدي
في مَنزِلٍ لم يحَوِ غَيريَ قاعداً / فمتى رَقَدتُ رَقَدتُ غيرَ مُمَدَّد
لَمْ يبقَ فيهِ سِوى رسومِ حَصيرةٍ / ومخدَّةٍ كانَتْ لأُمِّ المهتَدي
تُلقى على طُرَّاحةٍ في حَشْوها / قملٌ شبيهُ السمسمِ المُتَبَدِّدِ
والبقُّ أَمثالُ الصّراصِرِ خِلقةً / مِن مُتْهمٍ في حَشوِها أو مُنْجدِ
يَجْعَلْنَ جِلْدي وارِماً فَتَخالُه / من قَرْصِهِنَّ به يذوبُ الجلمدُ
وترى بَراغيثاً بجسمي عُلِّقَتْ / مثلَ المحاجمِ في المساءِ وفي الغَدِ
وكذا البعوضُ يطيرُ وهو بِريشهِ / فمتى تمكّنَ فوقَ عرقٍ يفصُدِ
وَتَرى الخنافِس كالزنوجِ تصفّفَتْ / منْ كُلِّ سوداءِ الأَديمِ وأَسودِ
وَلَرُبّما قُرِنَتْ بِجَمْعِ عَقَاربٍ / قتالةٍ قدرَ الحمامِ الرُّكّدِ
وَتقيمُ لي عندَ المساءِ زبانَها / فأراهُ وهو كإصبع المتشهدِّ
هذا وَكَمْ من ناشرٍ طاوي الحشا / يبدو شبيهَ الفتكِ المتَسرِّدِ
يُبدي إذا ما انسابَ صفحةَ جَدولٍ / عَبَثَتْ بهِ ريحُ الصّبا مُتَجعِّدِ
والفارُ يَرْكضُ كالخيولِ تَسابُقاً / من كُلِّ جَرداءِ الأَديمِ وأجرَدِ
يأكُلنَ أَخشابَ السّقوفِ كمثلِ فا / راتِ النِّجارةِ إذْ تُحَكُّ بمِبْرَدِ
وكأنَّ نسجَ العنكبوتِ وَبَيْتَه / شَعْرِيّةٌ من فَوْقِ مُقْلَةِ أرمَدِ
وكذاكَ للحِرذَونِ صَوْتٌ مثلُهُ / في مَسْمَعي صوتُ الزِّنادِ المُصْلَدِ
وإذا رأى الخُفّاشُ ضوءَ ذُبالةِ / عندي أَضرَّ بِضَوئها المتَوَقِّدِ
وكأنّما الزنبورُ أُلبِسَ حُلّةً / مُوشِيّةً أعلامُها بالعَسْجدِ
مُتَرَنِّمٌ بينَ الذُّبابِ مُغَرِّدٌ / لا كانَ منْ مُتَرَنِّمٍ وَمُغَرِّدِ
حَشَراتُ بيتٍ لو تَلَقّتْ عَسْكراً / ولّى على الأَعقابِ غيرَ مُرَدَّدِ
هذا ولي ثوبٌ تَراهُ مُرَقّعاً / منْ كُلِّ لَونٍ مثل ريشِ الهُدْهدِ
لولا الشّقاوة ما وُلِدْتُ وَلَيتني / إذْ كانَ حظِّي هكذا لم أولَد
ولكيفَ أرضى بالحياة وَهمّتي / تسمو وَحَظِّي في الحضيضِ الأَوهدِ
وأرى السّعادةَ قد أُحِلّتْ مَعْشراً / رَبتَ العُلا لا بالنُّهى والسؤددِ
في وصْفِ حُسْنِكُمُ تَكِلُّ الألسُنُ
في وصْفِ حُسْنِكُمُ تَكِلُّ الألسُنُ / وَجَمالُكُمْ فَهُوَ الجَمالُ الأحسَنُ
يا سادةً غَابوا فَماتَ تَصَبُّري / وبكيتُهمْ حتّى بكاني المسْكَنُ
لي فيكُمُ ظَبْيٌ ذَكَرتُ لِحُسْنهِ / عينَ الجِنانَ أحمُّ أحوى أعَينُ
بادٍ وَلكنْ في الضّميرِ مُحَجّبٌ / سَهْلٌ ولكنْ بالرِّماحِ مُحَصّنُ
حَلَفوا بأنَّ الوردَ زهرةُ خَدِّهِ / صَدَقَ الوشاةُ وَعارضاهُ سَوْسَنُ
متلون الميثاق لكن وجهه / بِسوى الحياءِ الطّلْقِ لا يتلوّنُ
في خَطِّ عارِضهِ وَنُقْطَةِ خالهِ / شَكلٌ يُصَادِرُ في الهوى وَيُبَرهنُ
وَلَدي بأجُرَتكُمْ غداَ مُسْترهَنا
وَلَدي بأجُرَتكُمْ غداَ مُسْترهَنا / يبغي التّسَحُّبَ وهَو مِثليَ مُفْلسُ
إنْ تُطلِقوهُ فأنتُمُ أهلُ النّدى / أو تَحِسبوهُ فالخرا لا يُحْبَسُ
بَعَثَ الشِّتاء يقولُ لي ماذا الذي
بَعَثَ الشِّتاء يقولُ لي ماذا الذي / أعدَدْتَهُ للقائي في ذا العامِ
وبأيِّ شيءٍ تَلْتَقي جَيْشي أذا / قوسُ الغمامِ رمى الورى بِسهامِ
ورأيتَ أسياف البروق تروقها / كَوساتُ رَعدي في دُجى الإظلامِ
والريح تَصْفُرُ بالنفير وقد بَدَتْ / قِطَعُ السّحابِ الجونِ كالأعلام
وعَليك منْ حُلَلِ المصيفِ جُبَيْبةٌ / للنّقصِ قد هَرِئَتْ منَ الإبرامِ
فَهُناكَ تَرْجُفُ رعدةً وتودُّ لو / أمسيتَ في مُسْتَوْقَد الحمّامِ
فأجبتُه عندي كمينٌ للنّدى / ما زالَ يهزِمُ عَسْكر الإعدامِ
لا كانَ بقٌّ بِتُّ ذا أرَقٍ
لا كانَ بقٌّ بِتُّ ذا أرَقٍ / مِنهُ وَمِنْ مُتَسَعِّر الحُبِّ
وكأنّهُ في شَكْلِه شَرَرٌ / مُتَناثرٌ للّذْعِ من قَلبي
إنَّ السناجرَةَ الكرامَ لَمِثلنا
إنَّ السناجرَةَ الكرامَ لَمِثلنا / بِهِم إذَا جارَ الزَّمانُ أمانُ
لا تجَحدُ الأعداءُ ذاكَ أمانةً / فَلَنا على ما نَدَّعي البُرهانُ
قل لِلذَّينَ غَدَتْ جوائِزُ مدْحِهِمْ
قل لِلذَّينَ غَدَتْ جوائِزُ مدْحِهِمْ / رُقَعاً على ذي عُسْرَةٍ مُذَّاقِ
جِئناكُمُ بالكِذبِ في أوراقِنا / فأجَزتُمُ بالكذبِ في الأوراقِ
قالوا هَجَوْتَ أبا الحُسَيْ
قالوا هَجَوْتَ أبا الحُسَيْ / ن ِوَما هَجَوْتُ أبا الحُسيْن
إنْ كُنتُ رُمتُ هِجاءَهُ / يوماً أراهُ بِفردِ عَيْنِ
يا مالكي لا تَعجَبَنَّ لِمَنْزلي
يا مالكي لا تَعجَبَنَّ لِمَنْزلي / إنْ عادَ مسروقَ الأَثاثِ مَضيعا
أَعديتُه بالجودِ لمّا زُرتَهُ / كَرَماً فَجادَ بما حَواهُ جميعا
ألا مبلغٌ عنّي الوزيرَ مَقالتي / عساهُ على ضعفي بها يَتَعَطّفُ
بأنّي أَعطيتُ الأَمانةَ حَقَها / وَكلّفتُ صَحبي حَمْلَها فَتكلّفوا
ولَمّا رأوني من مَقَرِّكَ مُبدياً / لَهُمْ صحةً في الوَزنِ لا تَتَزيّفُ
صُرِفْتُ على رأيِ النُّحاةِ لأَنّني / بلا عِلّةٍ والجيّدُ النّقْدِ يُصرَفُ
يا قومُ أرضكًمُ الكريمة هذه
يا قومُ أرضكًمُ الكريمة هذه / قَد زُلزِلت عندَ الضحى زِلزالهَا
ولقد خَرَجَنا هاربينَ معَ الرَّدى / أو قيلَ عنّا أخرَجَتْ أَثقالها
أهوى لها بُنيانُ كل مُشَيّد / وارتاعَ ذُعراً منْ رأى أَهوالهَا
ما ذاكَ إلاّ أَنَّ ربّك بالذي / فيهِ الزواجِرُ للورى أَوحى لها
يومٌ تجلى فيه اللهُ فأشرَقَتْ / أَنَوارُ مَمْلَكةٍ تُريكَ جَلالَها
فَتَصَدَّعَتْ مصرُ مخافة مكرِهِ / وعبرى الرَّجيفُ رِمالَها وَجبالَها
خَشَعَتْ لهُ حتى المساجدُ سُجّداً / حتى المآذنُ للركوعِ أمالها
لولا شفاعةُ أحمدٍ خيرِ الورى / فينا لَقَطّعَ رَبُّنا أصالَها
يا ربّنا تُبنا إِليكَ فَوَقِّنا / برسولِكَ الهادي الشفيعِ نَكالَها
وافى النَفيسُ لنا بخمرٍ حامِضٍ
وافى النَفيسُ لنا بخمرٍ حامِضٍ / كالخلِّ إلاَّ أنّهُ مادَوَّدا
وأتى يُحَلّيهِ لنا بِقُطارَةٍ / لِنُسيغَه فَصَحوتُ فيهَ معربِدا
وَجَلاهُ والذُّبّانُ في كاساتهِ / عُقَداُ فشاهَدْنا حبُاباً أسودا
يا أيُّها الخِلُّ الودودُ بَعثْتَ لي / خَلاً ودودُ التّيْسِ يهدي للهُدى
قُل للبهاءِ يُطِلْ مِطالي جاهداً
قُل للبهاءِ يُطِلْ مِطالي جاهداً / وَيَصُدُّني مَهما أستطاعَ وَيَنْحس
فلأحبسنه متى ظَفرُت بحَبْسه / جَهدي وإنْ كانَ الخرا لا يُحبَسُ
يا سائلي عَن لَيْلَتي بالمَنْسرِ
يا سائلي عَن لَيْلَتي بالمَنْسرِ / يُغنيكَ شاهدُ مَنْظَري عَنْ مَخبري
خارَتْ لسُكنى الخورِ قُوَّتي التي / كانَتْ تفوقُ على شجاعةِ عَنْتَرِ
نزَلَتْ بداري عُصْبَةٌ فَتَاكةٌ / هَتَكَتْ حِجابي بعدَ طولِ تَستُّرِ
من كُلِّ مُنْقَفلِ اللِّثامِ مُفَتِّح / أقفالَها بشَبا الحديدِ الأَخضرِ
وافى يُّكَوِّرني ولولا أنْ عرى / شَمسي الكسوفُ لَكانَ غيرَ مُّكَوَّري
بمُلَثَمٍ وَمُكَمّمٍ وَمُعَمّمٍ / ومخرَّصٍ وَمُوَشّحِ وَمُوَزَّرِ
مزجوا القَساوةَ بالجهالةِ وانبرى / كلٌّ يُهَدِّدُني بلَفظٍ حوتري
في صورَةِ المرِّيخ إلا أنّه / زُحَلٌ لهُ في كُلِّ سوقٍ مُشتَري
طَرَقوا بساطي بالطّوارقِ والقنا / متلاعبينَ بأبيضٍ وبأسمرِ
لم أنْتَبهْ إلاَّ بكوزَةِ رامحٍ / منهم أقامتني إلى ألحالِ الزَّري
وَبضَربةٍ من ذي حُسامٍ منتضى / يَفري الفريسة من جهولٍ مُفترى
صَفحاً بلا صَفْح فليتَ تبدَّلتْ / بالعينِ حاءً بالأديمِ الأَحمرِ
في شَر نوروزِ بَدالِي نَطعُهُ / بالسّيْفِ مُقْتَرِناً يُلاحِظُ مَنْخري
فَجُرِرتُ بعدَ الرَّفعِ في أيديهِم / وَنُصِبتُ ذا نَصب بِحالِ مُسَمّرِ
هذا يقولُ المالُ أين خَبَأتَهُ / فأجبتُهُ خوفاً جوابَ مُحَيِّر
وأقولُ مالي غير برذَوني وأث / وابي وَجُزءٌ من صِحاحِ الجّوهَري
وَمُسَوِّداتُ الشّعرِ مَدْحُكُمُ بها / قالوا سَبَالُكَ في أمِّ البحتري
فَبَكَتْ صِغاري إذْ رأوني بينَهم / مثلَ الأسير وما أنا بالموسِرِ
قالوا اقتلوهُ واطرَحوهُ إنّهُ / عينُ الأمير ويا لَهُ منْ مُخْبرِ
أو فأعصروهُ كالخراء فإنه / جَلدٌ وليسَ يقرُّ ما لَمْ يُعْصَر
عصروا كِعابي بالبَلاطِ وَشَوَّطوا / رأسي بِطاساتٍ حُمينَ بِمجمَرِ
ناديتُهم في السّطح عندي تاجرٌ / مُتَمَوِّكٌ مثلَ الخواجا الصّرصري
فَرَمى إلى طَبْيانَ أطولِهْم يداً / بِشَبا الظُّباةِ وَكُلِّ رمح سَمْهَري
فَبَدا خيفةً من كيدِهم / وَلَرُبّما وَجَدوهُ خَوْفاً قد
مَنْ لا يُبالي بالمدي
مَنْ لا يُبالي بالمدي / حِ ولا الهجاء فما يُلامُ
ذاكَ استراحَ بجَهْلهِ / منْ حَيْثُ قد تَعبَ الكرامُ
مَنْ مُنْصِفي مِن مَعْشَرٍ ألبَستُهُم
مَنْ مُنْصِفي مِن مَعْشَرٍ ألبَستُهُم / مَدْحي وَظَنِّي أَنّهم كُبَراءُ
قالوا وما فعلوا لِبُخلٍ فيهم / فكأنّهمْ كانوا همُ الشُّعراءُ