القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دانِيال المَوْصِلي الكل
المجموع : 51
العيدُ عيدٌ والصيام صيامُ
العيدُ عيدٌ والصيام صيامُ / والشّهرُ شَهْرٌ كُلُّهُ أيّامُ
والفطرُ من بعْدِ الغروبِ مُحَلّلٌ / لكَنّهُ بَعدَ الشُّروقِ حرامُ
وإذا دَنى وَقتُ السّحورِ فكُل إذا / ما كانَ عنَدكَ للسّحورِ طعامُ
والشّمسُ تَطْلُعُ بالنّهارِ وإنّما ال / ليلُ البَهيمُ إذا دنى الإظلامُ
وإذا رأيتَ الناسَ فوقَ رِحالهم / هَجَعوا فإنّهُمُ كَذاكَ نيامُ
وإذا سَعَيْتَ إلى الصّلاة فإنّما / ذاكَ المقدَّمُ في الصّلاةِ إمامُ
واعلَمْ بأنَّ الدَّسْتَ مَجلسُ سيِّدٍ / يُرعى ومن فَرَشَ البساطَ غُلامُ
وكذا العبيدُ إذا اعتبرتَ فَمنهُمُ / تلكَ الفحولُ ومنْهُمُ الخّدامُ
وإذا لَقيتَ مُخاطباً بتحية / عندَ اللقاء فإنَّ ذاكَ سلامُ
وَلَقَد يكونُ البُخُل ِشحّاً في الورى / والمفضلونَ على الأنام كرامُ
ورأيتُ مجدَ الدينِ في بَذْلِ النّدى / والجودِ والمعروفِ ليسَ يُلامُ
يَهَبُ الدَّراهِم كاللُّجَينِ كأنّما / أشعارُ مادحهِ لَدّيهِ كَلامُ
وإذا أشارَ إلى الغُلامِ بِطَرفِهِ / أعطِ الحكيمَ فذلكَ الإنعامُ
ومتى وَصَفنا بالسّحائبِ كفّهُ / كَرَماً وَجوداً فالسّحابُ غَمامُ
مُتَبَسِّماً كفَتىً يَهشُّ طَلاقةً / في ضحكهِ والضّاحِكُ البسّامُ
يأوي إليهِ البائسونُ وَكُلّهُمْ / كالسّائلينَ لَهُمَ هُناكَ زِحامُ
في مَنْزلٍ كالبيتِ إلاَّ أنّه / في أرضهِ عِوَضَ البلاط رُخامُ
ولهُ سِماطٌ كالخِوانِ إذا بَدا / قُلنا عَلَيهِ في العشاءِ حسامُ
وَلَرُّبما الصّينيُّ كلُّ صحافهِ / مِن غيرِ شَكً والقدورُ بُرامُ
وَلَدَيهِ أَصحابٌ أخلاَّءٌ لهُ / والواقِفونَ منَ العَبيدِ قِيامُ
بَلَدي الجزيرةُ والمواطنُ تُربةٌ / لكنَّ أكثرَ أهلهِا أقوامُ
وبأرضِنا قومٌ إذا قالوا بِيا / أنجا عَلمِنا أنّهم أعجامُ
وَرأيتُ أخوالي لأُمّي إخوةً / لكنَّ إخوةَ والدي أعمامُ
هذا هُوَ الصِّدقُ الصريحُ وغيرُهُ / فيهِ التّحرُّضُ والنِّظامُ نظامُ
خَمرٌ بِثَغرِكَ مُورَدُ
خَمرٌ بِثَغرِكَ مُورَدُ / والخدُّ منكَ مُوَرَّدُ
ولأَنتَ يا ريمَ النّقا / كالنّومِ فيكَ مُشَرَّدُ
لا تُنكِرَنْ قَتلي فإنَّ / دَمي بِخَدِّكَ يَشْهَدُ
أَمُقَلِّداً سيفَ الفُتو / رِ دَمي الذي تتقلّدُ
يا جَنّةً سَكَنَ الفُؤا / دَ ونارُهُ تَتَوَقدُ
مالي سَكَرْتُ صبابةً / وهوىً وأَنتَ مُعَرْبِدُ
وَبَلَوْتُ أبناءَ الزَّما
وَبَلَوْتُ أبناءَ الزَّما / ن سِواكَ حينَ أُعَدَّدُ
فَوَجدتُ عِرضي أَبيضاً / لكنَّ حَظِّيَ أَسودُ
جاءَ العَفيفُ مُبَشِّراً
جاءَ العَفيفُ مُبَشِّراً / وَهُوَ الدَّليلُ المرشِدُ
والسُّحْبُ تَبرُقُ قبل أنْ / تهبَ الغُيوثَ وترعدُ
فَلِذاكَ أُنشدُهُ وأبْ / ناءُ الأماني تُنْشِدُ
اليومَ عَهدُكُمُ وذا / مَثَلٌ فأينَ الموعدُ
وَلِكُلِّ يومٍِ كالذي / أَعددتموهُ لي غدُ
لم يَبْقَ عِندِيَ ما يُباعُ فَيُشترَى
لم يَبْقَ عِندِيَ ما يُباعُ فَيُشترَى / إلا حَصيرٌ قَدْ تَساوى بالثّرَى
وَبَقيّةُ النّطعِ الذي وَلِعَتْ بهِ / أيدي البِلى حتى تَمَزَّقَ وانبَرى
نَطْعٌ تُرٍيقُ دَمي عَلَيهِ بَقّةٌ / حتّى تَراهُ وهو أسودُ أحمرا
في منزلٍ كالقَبرِ كَمْ قَدْ شاهَدَتْ / فيه نَكيراً مُقلتاي وَمُنكرا
لو لم يَكُنْ قبراً لَما أمسيتُ نسِياً / فيهِ حتى أنّني لم أذكرا
والقبرُ أهنا مَسكناً إذْ لم أكنْ / مَعْ ضيقِِ سُكناهُ أُطالبُ بالكرى
لا فَرقَ بينَ ذوي القبورِ وبينَ مَن / لا رِزقَ يُرزَقُه سوى العيش الخرا
أفٍّ لِعُمْرٍ صارَ في رَيَعانهِ / مثلي يَوَدُّ بأنْ يَموتَ فَيُقْبرا
ولَرُبَّ قائلةٍ أما من رحلةٍ / تُمسي وَقَدْ أعَسرت منها مُوسِرا
سِر فالهِلالُ كمالُهُ في سَيْرِهِ / والماءُ أَطيَبُ ما يكونُ إذا جرى
كم مُدْبرٍ لمّا تحرَّكَ عَدَّهُ / بعَد السُّكونِ ذوو العقولِ مُدبِّرا
فأجبتُها سَيري وَمَكثي واحدٌ / النّحسُ نَحسٌ مُنجِداً وَمُغَوِّرا
إنَّ المدائِنَ وَهيَ أوسعُ بقعة / ضاقَتْ عَلَيَّ فكيف أرحَلُ للقرى
تاللهِ قَد أقوى السّماحُ وأصبَحَتْ / منهُ عِراصُ البِرِّ برَّاً مُقْفِرا
وَلَقَد سألتُ عنِ الكرامِ فلم أجد / في الناس عن تلكَ الكرامِ مُخَبِّرا
حتّى كنَّ حديثَ كُل أخي نَدَى / عَن كُلِّ مَنْ يَروي حديثاً مفتَرى
إنْ كانَ حقّاً ما يُقالُ فإنّهم / كانوا وما ولّى الزَّمانُ القهقرى
لم يبقَ عندَهُم حَديثٌ طيِّبٌ / للطّارِقينَ ولا مُناخٌ في الذُّرى
واليومَ أبناءُ الزَّمانِ أشَحُّهم / يدعى المُدَبِّرَ والسّخِيُّ مُبَذِّرا
منْ كُلِّ مَن قد ساءَ خَلقاً مثلما / قد ساءَ خُلقاً في النُّهى وَتَصّورا
قَرَنَ الفضيّلةَ بالرَّذيلةِ جاهلاً / وكفاهُ جَهلاً أنّه لَن يَشْعُرا
وَمِنَ المصيبةِ أَنَّ رِزقيَ فيهم / نَزْر وَرُبّتما غداً متعذِّرا
فَلَئِنْ ذَمَمْتُ ذَمَمْتُ مَن لا يَرْعَوي / ولئن شَكَرتُ شكرتُ من لم يشكرا
فلأصبِرَنَّ على الزَّمانِ وإنّني / لأخو الشّقاءِ صبرتُ أو لنْ أصبِرا
أَصبّحتُ أَفقَرَ مَن يَروحُ وَيغتدي
أَصبّحتُ أَفقَرَ مَن يَروحُ وَيغتدي / ما في يَدي من فاقتي إلاَ يَدي
في مَنزِلٍ لم يحَوِ غَيريَ قاعداً / فمتى رَقَدتُ رَقَدتُ غيرَ مُمَدَّد
لَمْ يبقَ فيهِ سِوى رسومِ حَصيرةٍ / ومخدَّةٍ كانَتْ لأُمِّ المهتَدي
تُلقى على طُرَّاحةٍ في حَشْوها / قملٌ شبيهُ السمسمِ المُتَبَدِّدِ
والبقُّ أَمثالُ الصّراصِرِ خِلقةً / مِن مُتْهمٍ في حَشوِها أو مُنْجدِ
يَجْعَلْنَ جِلْدي وارِماً فَتَخالُه / من قَرْصِهِنَّ به يذوبُ الجلمدُ
وترى بَراغيثاً بجسمي عُلِّقَتْ / مثلَ المحاجمِ في المساءِ وفي الغَدِ
وكذا البعوضُ يطيرُ وهو بِريشهِ / فمتى تمكّنَ فوقَ عرقٍ يفصُدِ
وَتَرى الخنافِس كالزنوجِ تصفّفَتْ / منْ كُلِّ سوداءِ الأَديمِ وأَسودِ
وَلَرُبّما قُرِنَتْ بِجَمْعِ عَقَاربٍ / قتالةٍ قدرَ الحمامِ الرُّكّدِ
وَتقيمُ لي عندَ المساءِ زبانَها / فأراهُ وهو كإصبع المتشهدِّ
هذا وَكَمْ من ناشرٍ طاوي الحشا / يبدو شبيهَ الفتكِ المتَسرِّدِ
يُبدي إذا ما انسابَ صفحةَ جَدولٍ / عَبَثَتْ بهِ ريحُ الصّبا مُتَجعِّدِ
والفارُ يَرْكضُ كالخيولِ تَسابُقاً / من كُلِّ جَرداءِ الأَديمِ وأجرَدِ
يأكُلنَ أَخشابَ السّقوفِ كمثلِ فا / راتِ النِّجارةِ إذْ تُحَكُّ بمِبْرَدِ
وكأنَّ نسجَ العنكبوتِ وَبَيْتَه / شَعْرِيّةٌ من فَوْقِ مُقْلَةِ أرمَدِ
وكذاكَ للحِرذَونِ صَوْتٌ مثلُهُ / في مَسْمَعي صوتُ الزِّنادِ المُصْلَدِ
وإذا رأى الخُفّاشُ ضوءَ ذُبالةِ / عندي أَضرَّ بِضَوئها المتَوَقِّدِ
وكأنّما الزنبورُ أُلبِسَ حُلّةً / مُوشِيّةً أعلامُها بالعَسْجدِ
مُتَرَنِّمٌ بينَ الذُّبابِ مُغَرِّدٌ / لا كانَ منْ مُتَرَنِّمٍ وَمُغَرِّدِ
حَشَراتُ بيتٍ لو تَلَقّتْ عَسْكراً / ولّى على الأَعقابِ غيرَ مُرَدَّدِ
هذا ولي ثوبٌ تَراهُ مُرَقّعاً / منْ كُلِّ لَونٍ مثل ريشِ الهُدْهدِ
لولا الشّقاوة ما وُلِدْتُ وَلَيتني / إذْ كانَ حظِّي هكذا لم أولَد
ولكيفَ أرضى بالحياة وَهمّتي / تسمو وَحَظِّي في الحضيضِ الأَوهدِ
وأرى السّعادةَ قد أُحِلّتْ مَعْشراً / رَبتَ العُلا لا بالنُّهى والسؤددِ
في وصْفِ حُسْنِكُمُ تَكِلُّ الألسُنُ
في وصْفِ حُسْنِكُمُ تَكِلُّ الألسُنُ / وَجَمالُكُمْ فَهُوَ الجَمالُ الأحسَنُ
يا سادةً غَابوا فَماتَ تَصَبُّري / وبكيتُهمْ حتّى بكاني المسْكَنُ
لي فيكُمُ ظَبْيٌ ذَكَرتُ لِحُسْنهِ / عينَ الجِنانَ أحمُّ أحوى أعَينُ
بادٍ وَلكنْ في الضّميرِ مُحَجّبٌ / سَهْلٌ ولكنْ بالرِّماحِ مُحَصّنُ
حَلَفوا بأنَّ الوردَ زهرةُ خَدِّهِ / صَدَقَ الوشاةُ وَعارضاهُ سَوْسَنُ
متلون الميثاق لكن وجهه / بِسوى الحياءِ الطّلْقِ لا يتلوّنُ
في خَطِّ عارِضهِ وَنُقْطَةِ خالهِ / شَكلٌ يُصَادِرُ في الهوى وَيُبَرهنُ
وَلَدي بأجُرَتكُمْ غداَ مُسْترهَنا
وَلَدي بأجُرَتكُمْ غداَ مُسْترهَنا / يبغي التّسَحُّبَ وهَو مِثليَ مُفْلسُ
إنْ تُطلِقوهُ فأنتُمُ أهلُ النّدى / أو تَحِسبوهُ فالخرا لا يُحْبَسُ
بَعَثَ الشِّتاء يقولُ لي ماذا الذي
بَعَثَ الشِّتاء يقولُ لي ماذا الذي / أعدَدْتَهُ للقائي في ذا العامِ
وبأيِّ شيءٍ تَلْتَقي جَيْشي أذا / قوسُ الغمامِ رمى الورى بِسهامِ
ورأيتَ أسياف البروق تروقها / كَوساتُ رَعدي في دُجى الإظلامِ
والريح تَصْفُرُ بالنفير وقد بَدَتْ / قِطَعُ السّحابِ الجونِ كالأعلام
وعَليك منْ حُلَلِ المصيفِ جُبَيْبةٌ / للنّقصِ قد هَرِئَتْ منَ الإبرامِ
فَهُناكَ تَرْجُفُ رعدةً وتودُّ لو / أمسيتَ في مُسْتَوْقَد الحمّامِ
فأجبتُه عندي كمينٌ للنّدى / ما زالَ يهزِمُ عَسْكر الإعدامِ
لا كانَ بقٌّ بِتُّ ذا أرَقٍ
لا كانَ بقٌّ بِتُّ ذا أرَقٍ / مِنهُ وَمِنْ مُتَسَعِّر الحُبِّ
وكأنّهُ في شَكْلِه شَرَرٌ / مُتَناثرٌ للّذْعِ من قَلبي
إنَّ السناجرَةَ الكرامَ لَمِثلنا
إنَّ السناجرَةَ الكرامَ لَمِثلنا / بِهِم إذَا جارَ الزَّمانُ أمانُ
لا تجَحدُ الأعداءُ ذاكَ أمانةً / فَلَنا على ما نَدَّعي البُرهانُ
قل لِلذَّينَ غَدَتْ جوائِزُ مدْحِهِمْ
قل لِلذَّينَ غَدَتْ جوائِزُ مدْحِهِمْ / رُقَعاً على ذي عُسْرَةٍ مُذَّاقِ
جِئناكُمُ بالكِذبِ في أوراقِنا / فأجَزتُمُ بالكذبِ في الأوراقِ
قالوا هَجَوْتَ أبا الحُسَيْ
قالوا هَجَوْتَ أبا الحُسَيْ / ن ِوَما هَجَوْتُ أبا الحُسيْن
إنْ كُنتُ رُمتُ هِجاءَهُ / يوماً أراهُ بِفردِ عَيْنِ
يا مالكي لا تَعجَبَنَّ لِمَنْزلي
يا مالكي لا تَعجَبَنَّ لِمَنْزلي / إنْ عادَ مسروقَ الأَثاثِ مَضيعا
أَعديتُه بالجودِ لمّا زُرتَهُ / كَرَماً فَجادَ بما حَواهُ جميعا
ألا مبلغٌ عنّي الوزيرَ مَقالتي / عساهُ على ضعفي بها يَتَعَطّفُ
بأنّي أَعطيتُ الأَمانةَ حَقَها / وَكلّفتُ صَحبي حَمْلَها فَتكلّفوا
ولَمّا رأوني من مَقَرِّكَ مُبدياً / لَهُمْ صحةً في الوَزنِ لا تَتَزيّفُ
صُرِفْتُ على رأيِ النُّحاةِ لأَنّني / بلا عِلّةٍ والجيّدُ النّقْدِ يُصرَفُ
يا قومُ أرضكًمُ الكريمة هذه
يا قومُ أرضكًمُ الكريمة هذه / قَد زُلزِلت عندَ الضحى زِلزالهَا
ولقد خَرَجَنا هاربينَ معَ الرَّدى / أو قيلَ عنّا أخرَجَتْ أَثقالها
أهوى لها بُنيانُ كل مُشَيّد / وارتاعَ ذُعراً منْ رأى أَهوالهَا
ما ذاكَ إلاّ أَنَّ ربّك بالذي / فيهِ الزواجِرُ للورى أَوحى لها
يومٌ تجلى فيه اللهُ فأشرَقَتْ / أَنَوارُ مَمْلَكةٍ تُريكَ جَلالَها
فَتَصَدَّعَتْ مصرُ مخافة مكرِهِ / وعبرى الرَّجيفُ رِمالَها وَجبالَها
خَشَعَتْ لهُ حتى المساجدُ سُجّداً / حتى المآذنُ للركوعِ أمالها
لولا شفاعةُ أحمدٍ خيرِ الورى / فينا لَقَطّعَ رَبُّنا أصالَها
يا ربّنا تُبنا إِليكَ فَوَقِّنا / برسولِكَ الهادي الشفيعِ نَكالَها
وافى النَفيسُ لنا بخمرٍ حامِضٍ
وافى النَفيسُ لنا بخمرٍ حامِضٍ / كالخلِّ إلاَّ أنّهُ مادَوَّدا
وأتى يُحَلّيهِ لنا بِقُطارَةٍ / لِنُسيغَه فَصَحوتُ فيهَ معربِدا
وَجَلاهُ والذُّبّانُ في كاساتهِ / عُقَداُ فشاهَدْنا حبُاباً أسودا
يا أيُّها الخِلُّ الودودُ بَعثْتَ لي / خَلاً ودودُ التّيْسِ يهدي للهُدى
قُل للبهاءِ يُطِلْ مِطالي جاهداً
قُل للبهاءِ يُطِلْ مِطالي جاهداً / وَيَصُدُّني مَهما أستطاعَ وَيَنْحس
فلأحبسنه متى ظَفرُت بحَبْسه / جَهدي وإنْ كانَ الخرا لا يُحبَسُ
يا سائلي عَن لَيْلَتي بالمَنْسرِ
يا سائلي عَن لَيْلَتي بالمَنْسرِ / يُغنيكَ شاهدُ مَنْظَري عَنْ مَخبري
خارَتْ لسُكنى الخورِ قُوَّتي التي / كانَتْ تفوقُ على شجاعةِ عَنْتَرِ
نزَلَتْ بداري عُصْبَةٌ فَتَاكةٌ / هَتَكَتْ حِجابي بعدَ طولِ تَستُّرِ
من كُلِّ مُنْقَفلِ اللِّثامِ مُفَتِّح / أقفالَها بشَبا الحديدِ الأَخضرِ
وافى يُّكَوِّرني ولولا أنْ عرى / شَمسي الكسوفُ لَكانَ غيرَ مُّكَوَّري
بمُلَثَمٍ وَمُكَمّمٍ وَمُعَمّمٍ / ومخرَّصٍ وَمُوَشّحِ وَمُوَزَّرِ
مزجوا القَساوةَ بالجهالةِ وانبرى / كلٌّ يُهَدِّدُني بلَفظٍ حوتري
في صورَةِ المرِّيخ إلا أنّه / زُحَلٌ لهُ في كُلِّ سوقٍ مُشتَري
طَرَقوا بساطي بالطّوارقِ والقنا / متلاعبينَ بأبيضٍ وبأسمرِ
لم أنْتَبهْ إلاَّ بكوزَةِ رامحٍ / منهم أقامتني إلى ألحالِ الزَّري
وَبضَربةٍ من ذي حُسامٍ منتضى / يَفري الفريسة من جهولٍ مُفترى
صَفحاً بلا صَفْح فليتَ تبدَّلتْ / بالعينِ حاءً بالأديمِ الأَحمرِ
في شَر نوروزِ بَدالِي نَطعُهُ / بالسّيْفِ مُقْتَرِناً يُلاحِظُ مَنْخري
فَجُرِرتُ بعدَ الرَّفعِ في أيديهِم / وَنُصِبتُ ذا نَصب بِحالِ مُسَمّرِ
هذا يقولُ المالُ أين خَبَأتَهُ / فأجبتُهُ خوفاً جوابَ مُحَيِّر
وأقولُ مالي غير برذَوني وأث / وابي وَجُزءٌ من صِحاحِ الجّوهَري
وَمُسَوِّداتُ الشّعرِ مَدْحُكُمُ بها / قالوا سَبَالُكَ في أمِّ البحتري
فَبَكَتْ صِغاري إذْ رأوني بينَهم / مثلَ الأسير وما أنا بالموسِرِ
قالوا اقتلوهُ واطرَحوهُ إنّهُ / عينُ الأمير ويا لَهُ منْ مُخْبرِ
أو فأعصروهُ كالخراء فإنه / جَلدٌ وليسَ يقرُّ ما لَمْ يُعْصَر
عصروا كِعابي بالبَلاطِ وَشَوَّطوا / رأسي بِطاساتٍ حُمينَ بِمجمَرِ
ناديتُهم في السّطح عندي تاجرٌ / مُتَمَوِّكٌ مثلَ الخواجا الصّرصري
فَرَمى إلى طَبْيانَ أطولِهْم يداً / بِشَبا الظُّباةِ وَكُلِّ رمح سَمْهَري
فَبَدا خيفةً من كيدِهم / وَلَرُبّما وَجَدوهُ خَوْفاً قد
مَنْ لا يُبالي بالمدي
مَنْ لا يُبالي بالمدي / حِ ولا الهجاء فما يُلامُ
ذاكَ استراحَ بجَهْلهِ / منْ حَيْثُ قد تَعبَ الكرامُ
مَنْ مُنْصِفي مِن مَعْشَرٍ ألبَستُهُم
مَنْ مُنْصِفي مِن مَعْشَرٍ ألبَستُهُم / مَدْحي وَظَنِّي أَنّهم كُبَراءُ
قالوا وما فعلوا لِبُخلٍ فيهم / فكأنّهمْ كانوا همُ الشُّعراءُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025