القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وَلِيّ الدِّين يَكَن الكل
المجموع : 35
لو أن قلبينا استقاما في الهوى
لو أن قلبينا استقاما في الهوى / مابت شاكية ولا أنا شاكيا
ماذا دهاك وما دهاني في النوى / حسبي وحسبك في الفراق دواهيا
ما كنت أحسب أن سنصبح هكذا / بعد التصافي نستزيد تجافيا
إن كان لا يكفيك ما كابدته / فلقد كفاني بعضه وكفانيا
عودي أعداد في الشبيبة فضلة / لا تحسبي عهد الشبيبة باقيا
لا تشتكي من شاعر هفواته / فلكم شكايات تصير مراثيا
واستحفظي بدموعه فدموعه / من روحه أن تفن يصبح فانيا
تتناوح الشعراء في عهد الصبا / مثل البلابل في الربيع شواديا
أشكو إليك صبابتي لترق لي
أشكو إليك صبابتي لترق لي / ولها ولكن ليس قلبك يفهم
أنزلت روحي من غرامك جنة / وإذا بها للعاشقين جهنم
قدم المدى وأرى الهوى يتجدد
قدم المدى وأرى الهوى يتجدد / ما اليوم يأتيني بما يأتي غد
يا نظرة ما كنت أقصد شرها / أكذاك انت فكيف بي لو أقصد
ظرف الهوى ما بيننا وحلا به / هذا السهاد فخاب من لا يسهد
إن كنت تطلب شاهداً بمحبتي / فاسأل فؤادك إنه لي يشهد
طال البعاد وطوله لا ينقضي / فكأننا في كل يوم نبعد
أهفو إذا هتفت عليّ نسائم / من مصر أو أشفى علي الفرقد
ويزيد عن وجدي عليك تحسري / فأكاد لا أدري بأني موجد
وأصون صبري أن يبدده الأسى / أمد النوى لكنه يتبدد
من كان مثلك مفرداً في عصره / لا غرو أن يصبو إليه المفرد
يا من دعاني في المحبة أوحداً / لم لا ينال رضاك هذا الأوحد
تتوقد النيران بين جوانحي / ويسر قلبي أنها تتوقد
إني أبثك ما أجن على النوى / حتى كأنك ههنا لي مسعد
وإذا الدجى حكمت علي طباقه / وانحط فوق الأفق ظل أسود
أشكو إلى الرحمن فيك ظلامتي / والعرش دان والملائك سجد
خلق الغرام لنا ونحن له فهل / لسوى الغرام هنا وليد يولد
الدهر صب والطبيعة صبة / والعشق بينهما يشب ويخمد
أفروق لي كبد لديك عهدتها / لا تشتفي وقد أشتفت بك أكبد
أنا فيك مشتاق إليك ومن رأى / شوقاً إذا نفد الهوى لا ينفد
تدنيي مما به تقصينني / فاسر في الحالين مما أكمدُ
لا تجحدي ماضي الوفاء فإنهُ / قامت دلائلهُ بما لا يجحد
ما للحوادث جندت لي جندها / أمع الهدون لها تظل تجنّدُ
عاد لها أن لا تنام عن الوغى / والوقت سلم والعزائم هجّدُ
قد كنت ألقاها وسيفي مصلت / فاليوم ألقاها وسيفي مغمدُ
وإذا الفتى اضطربت جوانب عيشه / وبدا لهُ في الحظ وجه أربد
قامت متون الناقلات بأمره / وجرى بهِ فيما يريد الفرقدُ
والله لا أرضى الهوان من امرئ / والموت فيه لكل حر موردُ
هي همة هوجاء يبعث بعضها / بعضاً وتفتأ دهرها تتجدّدُ
يا مجد قومي لم أفدك زيادة / قد مُجّدوا في عصرهم ما مُجدوا
أعطيت مقودي الصبا فجرى به / وسواي في يده يكون المقودُ
فأطال تفنيدي عليه مفنّد / ولكل صب في صباه مفندُ
أرمي وترميني شبيهات المها / فسهامها تصمي وسهمي يصردُ
يا رب ما للغانيات ولامرئ / تفنى تجلّدُه إذا يتجلّدُ
وارحمتا لأُلي الهوى وارحمتا / كم شُرّدوا بيد الغرام بُدّدوا
همُ والحمائم أهل شأن واحد / إن غرّدت فوق الأراكة غرّدوا
يا من نأيت ولي حنين نحوه / أملي به للناشدات فتنشدُ
أأرى الزمان يعود يُبرد غلتي / بلقاك بعد اليوم أم لا يُبرد
هيهات ما للقائنا من موعدٍ / عزّ اللقاء وعزّ معه الموعدُ
قد كان يجهد في تفرقنا النوى / حتى استطاع فما له لا يجهدُ
إنا اقتسمنا الحمد فيما بيننا / فأنا محمده وأنت الأحمدُ
أبداً أجود بخلتي لك راضياً / وتجود إلا أن جودك أجودُ
هذا بناءٌ في الإخاء مشيدٌ / دام الإخاء ودام من هم شيّدوا
إني لأعهد فيك صون مودتي / يا ربّ صنها مثل ما أنا أعهد
عوّذ كمالك من عيون حُسّد / ترنو إلى أهل الكمال فتحسد
واستعبد الدنيا بعزم قاهر / قد ناله أسلافنا فاستعبدوا
فاليوم لا المرء النبيل معزّز / كلا ولا الرجل الأصيل مسوّدُ
الشرق أوشك أن يُهد بناؤهُ / إن الخطوب لنا بذاك تهدّد
كان الموطد قبل ذاك وإنما / ذهب الذين من المقاول وطدوا
لهفي على عيش حرمت بقاءهُ / ولي لعمري وهو عيش أرغد
أيام يلقاني ويلقاك الهوى / وله من الإخوين ثم تودّد
ونصول بالأقلام في الدّول التي / كبرت فلولا الله كادت تعبدُ
والعصر جافٍ والخطوب شديدة / والباب من دون السلامة موصدُ
تهنا زماناً في الشبيبة فانقضى / وسينقضي والخير أو نتزوّدُ
يا سيدي وأخي كفاني أن أرى / أن قد يهنئني أخ لي سيّدُ
هنأتني فلك الثناء من امرئ / لولاك لم يك بالسعادة يسعدُ
عوّدتني منك الوفا فشكرته / والمرء في الدنيا كما يتعودُ
فلتحي للعلياء نوراً ساطعاً / يفنى المدى وثناء فيك يخلّدُ
عمر الشباب لقد مضيت محببا
عمر الشباب لقد مضيت محببا / وتركت لي عمرا سواك بغيضا
أُمحى وتثبتني الشقاوة كارها / مثل الكتاب يكابد التبييضا
عُوّدتُ أمراضي وطولَ تألمي / حتى كأني قد ولدت مريضا
بالله من منا يصيب إذا اشتكى
بالله من منا يصيب إذا اشتكى / قولي اصيب كما أقول أصيب
قومي نسائل في السماء نجومها / فلقد اسائل بعضها فتجيب
أرنو إلى الآفاق وهي جوامد / ونثور أشجاني لها فتذوب
ركب الفراق متى يكون المرجع
ركب الفراق متى يكون المرجع / هذا الوداع فمن يطيق يودع
صبّان قد بلغ الهوى بهما المدى / لا الردع عاقهما ولا من يردع
وقفا بموقف جازع لو شامه / صرف الزمان لكان منه يجزع
يتعللان سويعة يدوي بها / صوت العناصر والطبيعة تسمع
لما تباسطت الفدافد في السرى / للذراعين وسار ركب يذرع
نزعوا بقلب قد تشبث بالأسى / وجفا السلو فليتهم لم ينزعوا
ما زلت أنقع غلتي من بعدهم / بصبا الحمى واذا بها لا تنفع
ما هذه العير التي في أثرهم / سارت أآلت حلفة لاتقلع
هم أودعوا القلب الكريم محبة / كرمت فليس يضيع ما هم أودعوا
هيهات ما راجي الغواية نائل / إرباً ولا داعي الغواية مسمع
عهدي بذاك الروض وهو مكلل / حسنا وذاك الجو وهو مرصع
ما للسواجع في الاراكة مالها / دأب لها يوم التفرق تسجع
قد أدمعت هذي الجفون بنوحها / وجفونها جفت فليست تدمع
والله لولا أن يؤاخذني العلا / ويقول قوم بالجآذر مولع
لرميت ثغرة بينها ببوادر / وربعت حيث لها يطيب المربع
اليوم يقطع كل حبل بيننا / بيد الفراق وعزماً قد يقطع
إلفان ألف يسجع
إلفان ألف يسجع / طرباً وألف يسمع
قلباهما متوافقا / ن فذا بذلك مولع
هو مثلها في حاله / فكلاهما متوجع
في مثل خطبك تدمع المقل
في مثل خطبك تدمع المقل / يا دولة رقت لها الدول
قست الخطوب الفادحات به / فإذا هو المستأسد الجلل
فلينشد الشعراء ما نظموا / أما أنا فاليوم أرتجل
من خاطري والدمع لي مدد / فكلاهما ينبوعه خضل
اليوم يبدي الود كاتمه / وتنم عن أسرارها المقل
ويظل قلب أخي الوفاء إذا / جد أدكار العهد يشتعل
سنتان لم تنثلثا قصراً / مضتا ولم يثقلهما مهل
عهد كأن نعيمه حلم / ما دام إلا ريث ينتقل
وكأن طيفاً قد ألم بنا / وارتد وهو مروع عجل
لما نعى الناعي الحسين نعى / أمل البلاد فقد ثوى الأمل
لكنها بفؤادها وثقت / أن البلاد عليه تتكل
أحسين يومك لم يدع جلداً / إن القلوب عليك تقتتل
يا ويحها بجسيم ما حملت / لا قلب إلا فوقه جبل
طال ابتهال الناس مذ علموا / بضناك والأبناء تبتهل
سألوا شفاء أبيهم فاتى / حكم القضاء بضد ما سألوا
لله احشاء معذبة / قد ساورتها في الدجى العلل
باتت على الأوجاع صابرة / حتى أتى فاراحها الأجل
حزن الملوك بأن قضى ملك / وبكى الرجال بأن قضى رجل
ستعيش آثار مخلدة / لك لم يخلف مثلها الأول
صلى الأله عليك ما ذكرت / تلك الصفات وصلت الرسل
لو كان يؤذن بالمقال أقول
لو كان يؤذن بالمقال أقول / عندي الكثير وما ترون قليل
يا أيها الشعراء إن أخاكم / لم يعي لكم المقام جليل
إن البدائه والقوافي لم تزل / طوعي أسيل معينها فيسيل
وأنا أخو الورقاء شجوي شجوها / فلها ولي طول الربيع هديل
تمسي لنا خضر الرياض مآلفاً / وتميل أغصان بنا فنميل
أنا والأزاهر أهل بيت واحد / هو نفحة فيها وفيّ غليل
حسنت علينا في الشبيبة نضرة / وزها علينا في المشيب ذبول
اسمو لملك النيرات بخاطري / وأجوب في آفاقه وأجول
متعجلاً منه هلال العيد في / إقباله ولمثله التعجيل
أهلاً بوجه العيد أقبل باسماً / إقبال مثلك حقه التأهيل
لو نستطيع لقبلتك شفاهنا / إن الأهلة حظها التقبيل
أقرأ لسلطان البلاد تحية / من شعبه فاليوم أنت رسول
خبره عن أخلاصنا ودعائنا / وعليهما القلب الكريم دليل
أحسين مجدك فوق غايات / النهى من دونه التشبيه والتمثيل
ما في الملوك السابقين مشابه / لك فليفاخر بابنه اسماعيل
تقضي العقائل والأوانس ليلها / لك بالدعاء فليلها ترتيل
تتعاقب الكتب الثلاث عندها ال / قرآن والتوراة والأنجيل
في كل خدر كوكب متضرع / قد شف عنه سجفه المسدول
هن الملائك بالدعاء تجاوبت / ونصيبهن لدى الأله قبول
أبداً ترامي غيرها وترادي
أبداً ترامي غيرها وترادي / أكذا أعادي الأكرمين تعادي
باتت بليل لا يرجى صبحه / والحق أبلج والأمور بواد
ثقلت عليها الفادحات فأصبحت / ذلل الكواهل رخوة الأعضاد
يا سنة قدح الحمام زنادها / من أي كف أم بأي زناد
لما أصبت فؤاد بطرس فادمى / ظلماً أصبت بمصر كل فؤاد
ألبستها من بعد فقد حبيبها / ثوب الحداد وأي ثوب حداد
مجد تجلله الضريح بليله / هذا بياض راح تحت سواد
لله أي دم أراق مغرر / رابي الضغائن كامن الأحقاد
أروى صوادي أنفس سبعية / تلك النفوس إلى الدماء صواد
تحيا على الأفساد في أشباحها / وتموت حين تموت بالافساد
تأوي إلى الأجساد لا لمساءة / وتسيء حين تحل في الأجساد
سكن الهوى فيها فليس يهيجه / إن ناح باك أو ترنم شاد
نادوا بألسنة الرثاء فأسمعوا
نادوا بألسنة الرثاء فأسمعوا / جهد الحزين تذكر وتوجع
يا ساهراً والليل يعثر بالكرى / عجباً هجعت وما عهدتك تهجع
بين المحابر والدفاتر مجلس / هو للمعارف والمعالي موضع
خسف الهلال به عشية تمه / من بعد ما قد كان منه يطلع
هو ضجعة ما أعقبتها نهضة / فقضى الضجيع كما أقض المضجع
لو أمهلتك لكي تودع معشراً / سبقت قلوبهم إليك تودع
إستودعوك مثابة مأمونة / لم يحسبوا فيها النفيس يضيع
وتطلبوك غداً فقابل جمعهم / هول الردى والمنزل المتخشع
ثم انثنوا واليأس ملء قلوبهم / هيهات من يمضي مضيك يرجع
زيدان فضلك ليس يحجبه الثرى / الفضل من تحت الجنادل يسطع
كالرديم الوهاج ألا إنه / أمضى شعاعاً في العيون وأبدع
ولك المآثر خالدات كلها / ذكراك من اثنائها تتضوع
كنت تضمنت الزمان وشرحه / فيها فصول كالوجود وأوسع
قصص وآداب وجمع معارف / وفعت بلادك للسهى وسترفع
أحييت ذكر السالفين أولي النهى / إن الكريم لمثله يتشيع
ليدم سليل شمائل حرة / يقتص إثرك للعلاء فيتبع
هو سلوة للثاكلين ومطمع / للآملين يدوم ذاك المطمع
إنا نسباً جله الدموع تحسراً / حتى تجف من العيون الأدمع
وتظل في الأكباد منا غلة / بالصبر ننقعها وليست تنقع
أكذاك تبكر في علاك وتمطر
أكذاك تبكر في علاك وتمطر / يا غيث ملكك كل ملكك مزهر
تسعى وجودك مثل ظلك تابع / لك والمواهب إثر خطوك تقطر
لم يبق في أم العواصم معهد / إلا وفيه من عهادك أنهر
فاليوم عطشاها بسيبك رية / واليوم مجدبها بريك مغمر
هش المقام الأحمدي لزائر / سبقت عوارفه إليه تبشر
جار على سنن الجدود كما بنوا / يبني وعما أقصروا لا يقصر
لو يستطيع مزوره من شوقه / لأطل يرتجل الثناء ويشكر
أوعي من دهش هناك خطيبه / لأقام يخطب في الحضور المنير
يستقبل المحراب منك مملكاً / هو مثله للملك بل هو أكبر
آثار أسماعيل في ريعانها / ملء الجفون إلى حسين تنظر
فكأنما هي السن لفعاله / أبداً تباهي في العصور وتفخر
حيتك آثار النبي محمد / وغدت تهلل باسمه وتكبر
فترو من بركاتها ورضائه / فلأنت أولى بالرضاء وأجدر
اليوم يصطنع الثنا لك مخلصاً / وغداً تظل به ترن الأعصر
لله طنطا ما أشد سرورها / لله أعين أهلها من تبصر
يطأ الحسين ترابها فيضوع من / خطواته في جانبها العنبر
سيبيت معهدها يسامي أفقها / ويبيت ملتفتاً إليه الأزهر
حسب الشبيبة أنها في روضه / قد نورت وكذاك سوف تنور
مولاي فضلك هاج منطق صامت / والفضل يقتدح اللسان فيذكر
علمتني صوغ الثنا فعلمته / ونهضت أنظم في ثناك وأنثر
أنا صادق في ما أقول وضامن / أن الزمان إذا أقول يكرر
في مثل عهدك يزهر الأمل
في مثل عهدك يزهر الأمل / يا دولة شخصت لها الدول
الآن ابدى الغيب أحسن ما / فيه وأنجز وعده الأزل
قد عاد مصر زمان سؤددها / وتجددت أيامها الأول
راقت فسامع طيرها طرب / وصفت فوارد نيلها ثمل
فلينشد الشعراء ما نظموا / أما أنا فاليوم أرتجل
يا مصر جاد لك الزمان بما / قد صده عن بذله البخل
هذا الربيع وأنت روضته / فتآلفا فكلاكما خضل
إن ينتقل عنك الهلال فلا / عجب فإن أخاه ينتقل
أو ترتضي من بعد بدلاً / فاليوم شمسك بعده بدل
أدنى العلاء إليك غايته / وتمهد منه لك السبل
نهج كحد السيف مطرد / ومدى كعود الرمح معتدل
لو أن نسل الشمس قد بعثوا / ورأوا مكانك في العلى ذهلوا
هذا الذي راموا فما قدروا / وسعوا لغايته فما وصلوا
ملك أقام على قواعده / كالدهر لا وهن ولا ميل
الشرق بعد بكاه مبتسم / قد ناب عن جزع به الجذل
لما أماد الظلم دولته / وتبينت في جسمها العلل
وتكاثرت فتن على فتن / وغدت بها كالنار تأتكل
وجفت من الأبناء من علموا / ورعت من الأبناء من جهلوا
وغدا بناء الملك منهدماً / وأقام عنه ذلك الطلل
بعث الزمان لها حوادثه / فأصابهم وأصابها الأجل
ما كان خالقهم ليظلمهم / لو أنهم في حكمهم عدلوا
أزكى السلام على الحسين إذا / دعت البلاد ولبت الملل
ملك جميل الرأي يصحبه / فكلاهما بأخيه متصل
الناس تحسب أنه ملك / والله يعلم أنه رجل
تملي مدائه مناقبه / ما تصنع الألفاظ والجمل
تقع العيون على أنامله / فكأنها من أهلها قبل
مولاي مصرك روضة أنف / وقطوفها للمجتني ذلل
فانهض بها بين الحوادث لا / وإن إذا جدت ولا وكل
إن كنت كهل السن لا حرج / إن العزائم ليس تكتهل
والراي تنميه تجاربه / ويبين في رأي الفتى الخطل
أنت المملك حكمه حكم / فحكم فإن الدهر ممتثل
ركب تيمم منزلاً قفراً
ركب تيمم منزلاً قفراً / جاز الربوع وشارف القبرا
متحير يمضي فيعطفه نعي / نعي يرن وعبرة تذرى
الآن أمضى الحين نائله / وسطت على الأولى يد الأخرى
كرت جياد كن كابية / وكبا جواد طالما كرا
افروق شأنك في الورى عجب / أكذاك أرضك بأكل الحرا
ثوت الفصاحة في ملحدة / إثر البلاغة فاندبوا الشعرا
قال النعاة طوى الردى حسناً / قلت طوى الدهرا
يا روع الله المحبة كم / سلبت نهى وكم استبت فكرا
تأوي قلوباً لا تفارقها / وتقودها لحمامها قسرا
فلها يد تسقى بها ضرباً / حتى اتقضت فرأيتها أمرا
ما زلت امتعن الامور بها / حتى انقضت فرأيتها أمراً
يا قبر عندي طية عرضت / لمن استفضت فزحزح السترا
قد كنت قل اليوم اقصده / أهدي إليه النظم والنثرا
لا تطرحن وإن ثوى حسن / بعد المدائح فوقه الصخرا
الآن لما اسعفت قسم / ووفى الزمان وغادر الغدرا
ابكيك ما ذكر الورى اثراً / ووعى الخلود لفاضل ذكرا
ابكيك ما جرت اليراعة في / ميدانها واستطردت سطرا
إياك أن تلج الظنو
إياك أن تلج الظنو / ن إلى فؤادك في وفائي
فيبيت يعرض عن أنيـ / ـني في البعاد وعن ندائي
ويزيد دائي في الفؤا / دِ فلا يزيل الوصلُ دائي
يا ليتَ حظي في غرا / مِكَ مثل حظّي في بكائي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025