المجموع : 35
لو أن قلبينا استقاما في الهوى
لو أن قلبينا استقاما في الهوى / مابت شاكية ولا أنا شاكيا
ماذا دهاك وما دهاني في النوى / حسبي وحسبك في الفراق دواهيا
ما كنت أحسب أن سنصبح هكذا / بعد التصافي نستزيد تجافيا
إن كان لا يكفيك ما كابدته / فلقد كفاني بعضه وكفانيا
عودي أعداد في الشبيبة فضلة / لا تحسبي عهد الشبيبة باقيا
لا تشتكي من شاعر هفواته / فلكم شكايات تصير مراثيا
واستحفظي بدموعه فدموعه / من روحه أن تفن يصبح فانيا
تتناوح الشعراء في عهد الصبا / مثل البلابل في الربيع شواديا
أشكو إليك صبابتي لترق لي
أشكو إليك صبابتي لترق لي / ولها ولكن ليس قلبك يفهم
أنزلت روحي من غرامك جنة / وإذا بها للعاشقين جهنم
قدم المدى وأرى الهوى يتجدد
قدم المدى وأرى الهوى يتجدد / ما اليوم يأتيني بما يأتي غد
يا نظرة ما كنت أقصد شرها / أكذاك انت فكيف بي لو أقصد
ظرف الهوى ما بيننا وحلا به / هذا السهاد فخاب من لا يسهد
إن كنت تطلب شاهداً بمحبتي / فاسأل فؤادك إنه لي يشهد
طال البعاد وطوله لا ينقضي / فكأننا في كل يوم نبعد
أهفو إذا هتفت عليّ نسائم / من مصر أو أشفى علي الفرقد
ويزيد عن وجدي عليك تحسري / فأكاد لا أدري بأني موجد
وأصون صبري أن يبدده الأسى / أمد النوى لكنه يتبدد
من كان مثلك مفرداً في عصره / لا غرو أن يصبو إليه المفرد
يا من دعاني في المحبة أوحداً / لم لا ينال رضاك هذا الأوحد
تتوقد النيران بين جوانحي / ويسر قلبي أنها تتوقد
إني أبثك ما أجن على النوى / حتى كأنك ههنا لي مسعد
وإذا الدجى حكمت علي طباقه / وانحط فوق الأفق ظل أسود
أشكو إلى الرحمن فيك ظلامتي / والعرش دان والملائك سجد
خلق الغرام لنا ونحن له فهل / لسوى الغرام هنا وليد يولد
الدهر صب والطبيعة صبة / والعشق بينهما يشب ويخمد
أفروق لي كبد لديك عهدتها / لا تشتفي وقد أشتفت بك أكبد
أنا فيك مشتاق إليك ومن رأى / شوقاً إذا نفد الهوى لا ينفد
تدنيي مما به تقصينني / فاسر في الحالين مما أكمدُ
لا تجحدي ماضي الوفاء فإنهُ / قامت دلائلهُ بما لا يجحد
ما للحوادث جندت لي جندها / أمع الهدون لها تظل تجنّدُ
عاد لها أن لا تنام عن الوغى / والوقت سلم والعزائم هجّدُ
قد كنت ألقاها وسيفي مصلت / فاليوم ألقاها وسيفي مغمدُ
وإذا الفتى اضطربت جوانب عيشه / وبدا لهُ في الحظ وجه أربد
قامت متون الناقلات بأمره / وجرى بهِ فيما يريد الفرقدُ
والله لا أرضى الهوان من امرئ / والموت فيه لكل حر موردُ
هي همة هوجاء يبعث بعضها / بعضاً وتفتأ دهرها تتجدّدُ
يا مجد قومي لم أفدك زيادة / قد مُجّدوا في عصرهم ما مُجدوا
أعطيت مقودي الصبا فجرى به / وسواي في يده يكون المقودُ
فأطال تفنيدي عليه مفنّد / ولكل صب في صباه مفندُ
أرمي وترميني شبيهات المها / فسهامها تصمي وسهمي يصردُ
يا رب ما للغانيات ولامرئ / تفنى تجلّدُه إذا يتجلّدُ
وارحمتا لأُلي الهوى وارحمتا / كم شُرّدوا بيد الغرام بُدّدوا
همُ والحمائم أهل شأن واحد / إن غرّدت فوق الأراكة غرّدوا
يا من نأيت ولي حنين نحوه / أملي به للناشدات فتنشدُ
أأرى الزمان يعود يُبرد غلتي / بلقاك بعد اليوم أم لا يُبرد
هيهات ما للقائنا من موعدٍ / عزّ اللقاء وعزّ معه الموعدُ
قد كان يجهد في تفرقنا النوى / حتى استطاع فما له لا يجهدُ
إنا اقتسمنا الحمد فيما بيننا / فأنا محمده وأنت الأحمدُ
أبداً أجود بخلتي لك راضياً / وتجود إلا أن جودك أجودُ
هذا بناءٌ في الإخاء مشيدٌ / دام الإخاء ودام من هم شيّدوا
إني لأعهد فيك صون مودتي / يا ربّ صنها مثل ما أنا أعهد
عوّذ كمالك من عيون حُسّد / ترنو إلى أهل الكمال فتحسد
واستعبد الدنيا بعزم قاهر / قد ناله أسلافنا فاستعبدوا
فاليوم لا المرء النبيل معزّز / كلا ولا الرجل الأصيل مسوّدُ
الشرق أوشك أن يُهد بناؤهُ / إن الخطوب لنا بذاك تهدّد
كان الموطد قبل ذاك وإنما / ذهب الذين من المقاول وطدوا
لهفي على عيش حرمت بقاءهُ / ولي لعمري وهو عيش أرغد
أيام يلقاني ويلقاك الهوى / وله من الإخوين ثم تودّد
ونصول بالأقلام في الدّول التي / كبرت فلولا الله كادت تعبدُ
والعصر جافٍ والخطوب شديدة / والباب من دون السلامة موصدُ
تهنا زماناً في الشبيبة فانقضى / وسينقضي والخير أو نتزوّدُ
يا سيدي وأخي كفاني أن أرى / أن قد يهنئني أخ لي سيّدُ
هنأتني فلك الثناء من امرئ / لولاك لم يك بالسعادة يسعدُ
عوّدتني منك الوفا فشكرته / والمرء في الدنيا كما يتعودُ
فلتحي للعلياء نوراً ساطعاً / يفنى المدى وثناء فيك يخلّدُ
عمر الشباب لقد مضيت محببا
عمر الشباب لقد مضيت محببا / وتركت لي عمرا سواك بغيضا
أُمحى وتثبتني الشقاوة كارها / مثل الكتاب يكابد التبييضا
عُوّدتُ أمراضي وطولَ تألمي / حتى كأني قد ولدت مريضا
بالله من منا يصيب إذا اشتكى
بالله من منا يصيب إذا اشتكى / قولي اصيب كما أقول أصيب
قومي نسائل في السماء نجومها / فلقد اسائل بعضها فتجيب
أرنو إلى الآفاق وهي جوامد / ونثور أشجاني لها فتذوب
ركب الفراق متى يكون المرجع
ركب الفراق متى يكون المرجع / هذا الوداع فمن يطيق يودع
صبّان قد بلغ الهوى بهما المدى / لا الردع عاقهما ولا من يردع
وقفا بموقف جازع لو شامه / صرف الزمان لكان منه يجزع
يتعللان سويعة يدوي بها / صوت العناصر والطبيعة تسمع
لما تباسطت الفدافد في السرى / للذراعين وسار ركب يذرع
نزعوا بقلب قد تشبث بالأسى / وجفا السلو فليتهم لم ينزعوا
ما زلت أنقع غلتي من بعدهم / بصبا الحمى واذا بها لا تنفع
ما هذه العير التي في أثرهم / سارت أآلت حلفة لاتقلع
هم أودعوا القلب الكريم محبة / كرمت فليس يضيع ما هم أودعوا
هيهات ما راجي الغواية نائل / إرباً ولا داعي الغواية مسمع
عهدي بذاك الروض وهو مكلل / حسنا وذاك الجو وهو مرصع
ما للسواجع في الاراكة مالها / دأب لها يوم التفرق تسجع
قد أدمعت هذي الجفون بنوحها / وجفونها جفت فليست تدمع
والله لولا أن يؤاخذني العلا / ويقول قوم بالجآذر مولع
لرميت ثغرة بينها ببوادر / وربعت حيث لها يطيب المربع
اليوم يقطع كل حبل بيننا / بيد الفراق وعزماً قد يقطع
إلفان ألف يسجع
إلفان ألف يسجع / طرباً وألف يسمع
قلباهما متوافقا / ن فذا بذلك مولع
هو مثلها في حاله / فكلاهما متوجع
في مثل خطبك تدمع المقل
في مثل خطبك تدمع المقل / يا دولة رقت لها الدول
قست الخطوب الفادحات به / فإذا هو المستأسد الجلل
فلينشد الشعراء ما نظموا / أما أنا فاليوم أرتجل
من خاطري والدمع لي مدد / فكلاهما ينبوعه خضل
اليوم يبدي الود كاتمه / وتنم عن أسرارها المقل
ويظل قلب أخي الوفاء إذا / جد أدكار العهد يشتعل
سنتان لم تنثلثا قصراً / مضتا ولم يثقلهما مهل
عهد كأن نعيمه حلم / ما دام إلا ريث ينتقل
وكأن طيفاً قد ألم بنا / وارتد وهو مروع عجل
لما نعى الناعي الحسين نعى / أمل البلاد فقد ثوى الأمل
لكنها بفؤادها وثقت / أن البلاد عليه تتكل
أحسين يومك لم يدع جلداً / إن القلوب عليك تقتتل
يا ويحها بجسيم ما حملت / لا قلب إلا فوقه جبل
طال ابتهال الناس مذ علموا / بضناك والأبناء تبتهل
سألوا شفاء أبيهم فاتى / حكم القضاء بضد ما سألوا
لله احشاء معذبة / قد ساورتها في الدجى العلل
باتت على الأوجاع صابرة / حتى أتى فاراحها الأجل
حزن الملوك بأن قضى ملك / وبكى الرجال بأن قضى رجل
ستعيش آثار مخلدة / لك لم يخلف مثلها الأول
صلى الأله عليك ما ذكرت / تلك الصفات وصلت الرسل
لو كان يؤذن بالمقال أقول
لو كان يؤذن بالمقال أقول / عندي الكثير وما ترون قليل
يا أيها الشعراء إن أخاكم / لم يعي لكم المقام جليل
إن البدائه والقوافي لم تزل / طوعي أسيل معينها فيسيل
وأنا أخو الورقاء شجوي شجوها / فلها ولي طول الربيع هديل
تمسي لنا خضر الرياض مآلفاً / وتميل أغصان بنا فنميل
أنا والأزاهر أهل بيت واحد / هو نفحة فيها وفيّ غليل
حسنت علينا في الشبيبة نضرة / وزها علينا في المشيب ذبول
اسمو لملك النيرات بخاطري / وأجوب في آفاقه وأجول
متعجلاً منه هلال العيد في / إقباله ولمثله التعجيل
أهلاً بوجه العيد أقبل باسماً / إقبال مثلك حقه التأهيل
لو نستطيع لقبلتك شفاهنا / إن الأهلة حظها التقبيل
أقرأ لسلطان البلاد تحية / من شعبه فاليوم أنت رسول
خبره عن أخلاصنا ودعائنا / وعليهما القلب الكريم دليل
أحسين مجدك فوق غايات / النهى من دونه التشبيه والتمثيل
ما في الملوك السابقين مشابه / لك فليفاخر بابنه اسماعيل
تقضي العقائل والأوانس ليلها / لك بالدعاء فليلها ترتيل
تتعاقب الكتب الثلاث عندها ال / قرآن والتوراة والأنجيل
في كل خدر كوكب متضرع / قد شف عنه سجفه المسدول
هن الملائك بالدعاء تجاوبت / ونصيبهن لدى الأله قبول
أبداً ترامي غيرها وترادي
أبداً ترامي غيرها وترادي / أكذا أعادي الأكرمين تعادي
باتت بليل لا يرجى صبحه / والحق أبلج والأمور بواد
ثقلت عليها الفادحات فأصبحت / ذلل الكواهل رخوة الأعضاد
يا سنة قدح الحمام زنادها / من أي كف أم بأي زناد
لما أصبت فؤاد بطرس فادمى / ظلماً أصبت بمصر كل فؤاد
ألبستها من بعد فقد حبيبها / ثوب الحداد وأي ثوب حداد
مجد تجلله الضريح بليله / هذا بياض راح تحت سواد
لله أي دم أراق مغرر / رابي الضغائن كامن الأحقاد
أروى صوادي أنفس سبعية / تلك النفوس إلى الدماء صواد
تحيا على الأفساد في أشباحها / وتموت حين تموت بالافساد
تأوي إلى الأجساد لا لمساءة / وتسيء حين تحل في الأجساد
سكن الهوى فيها فليس يهيجه / إن ناح باك أو ترنم شاد
نادوا بألسنة الرثاء فأسمعوا
نادوا بألسنة الرثاء فأسمعوا / جهد الحزين تذكر وتوجع
يا ساهراً والليل يعثر بالكرى / عجباً هجعت وما عهدتك تهجع
بين المحابر والدفاتر مجلس / هو للمعارف والمعالي موضع
خسف الهلال به عشية تمه / من بعد ما قد كان منه يطلع
هو ضجعة ما أعقبتها نهضة / فقضى الضجيع كما أقض المضجع
لو أمهلتك لكي تودع معشراً / سبقت قلوبهم إليك تودع
إستودعوك مثابة مأمونة / لم يحسبوا فيها النفيس يضيع
وتطلبوك غداً فقابل جمعهم / هول الردى والمنزل المتخشع
ثم انثنوا واليأس ملء قلوبهم / هيهات من يمضي مضيك يرجع
زيدان فضلك ليس يحجبه الثرى / الفضل من تحت الجنادل يسطع
كالرديم الوهاج ألا إنه / أمضى شعاعاً في العيون وأبدع
ولك المآثر خالدات كلها / ذكراك من اثنائها تتضوع
كنت تضمنت الزمان وشرحه / فيها فصول كالوجود وأوسع
قصص وآداب وجمع معارف / وفعت بلادك للسهى وسترفع
أحييت ذكر السالفين أولي النهى / إن الكريم لمثله يتشيع
ليدم سليل شمائل حرة / يقتص إثرك للعلاء فيتبع
هو سلوة للثاكلين ومطمع / للآملين يدوم ذاك المطمع
إنا نسباً جله الدموع تحسراً / حتى تجف من العيون الأدمع
وتظل في الأكباد منا غلة / بالصبر ننقعها وليست تنقع
أكذاك تبكر في علاك وتمطر
أكذاك تبكر في علاك وتمطر / يا غيث ملكك كل ملكك مزهر
تسعى وجودك مثل ظلك تابع / لك والمواهب إثر خطوك تقطر
لم يبق في أم العواصم معهد / إلا وفيه من عهادك أنهر
فاليوم عطشاها بسيبك رية / واليوم مجدبها بريك مغمر
هش المقام الأحمدي لزائر / سبقت عوارفه إليه تبشر
جار على سنن الجدود كما بنوا / يبني وعما أقصروا لا يقصر
لو يستطيع مزوره من شوقه / لأطل يرتجل الثناء ويشكر
أوعي من دهش هناك خطيبه / لأقام يخطب في الحضور المنير
يستقبل المحراب منك مملكاً / هو مثله للملك بل هو أكبر
آثار أسماعيل في ريعانها / ملء الجفون إلى حسين تنظر
فكأنما هي السن لفعاله / أبداً تباهي في العصور وتفخر
حيتك آثار النبي محمد / وغدت تهلل باسمه وتكبر
فترو من بركاتها ورضائه / فلأنت أولى بالرضاء وأجدر
اليوم يصطنع الثنا لك مخلصاً / وغداً تظل به ترن الأعصر
لله طنطا ما أشد سرورها / لله أعين أهلها من تبصر
يطأ الحسين ترابها فيضوع من / خطواته في جانبها العنبر
سيبيت معهدها يسامي أفقها / ويبيت ملتفتاً إليه الأزهر
حسب الشبيبة أنها في روضه / قد نورت وكذاك سوف تنور
مولاي فضلك هاج منطق صامت / والفضل يقتدح اللسان فيذكر
علمتني صوغ الثنا فعلمته / ونهضت أنظم في ثناك وأنثر
أنا صادق في ما أقول وضامن / أن الزمان إذا أقول يكرر
في مثل عهدك يزهر الأمل
في مثل عهدك يزهر الأمل / يا دولة شخصت لها الدول
الآن ابدى الغيب أحسن ما / فيه وأنجز وعده الأزل
قد عاد مصر زمان سؤددها / وتجددت أيامها الأول
راقت فسامع طيرها طرب / وصفت فوارد نيلها ثمل
فلينشد الشعراء ما نظموا / أما أنا فاليوم أرتجل
يا مصر جاد لك الزمان بما / قد صده عن بذله البخل
هذا الربيع وأنت روضته / فتآلفا فكلاكما خضل
إن ينتقل عنك الهلال فلا / عجب فإن أخاه ينتقل
أو ترتضي من بعد بدلاً / فاليوم شمسك بعده بدل
أدنى العلاء إليك غايته / وتمهد منه لك السبل
نهج كحد السيف مطرد / ومدى كعود الرمح معتدل
لو أن نسل الشمس قد بعثوا / ورأوا مكانك في العلى ذهلوا
هذا الذي راموا فما قدروا / وسعوا لغايته فما وصلوا
ملك أقام على قواعده / كالدهر لا وهن ولا ميل
الشرق بعد بكاه مبتسم / قد ناب عن جزع به الجذل
لما أماد الظلم دولته / وتبينت في جسمها العلل
وتكاثرت فتن على فتن / وغدت بها كالنار تأتكل
وجفت من الأبناء من علموا / ورعت من الأبناء من جهلوا
وغدا بناء الملك منهدماً / وأقام عنه ذلك الطلل
بعث الزمان لها حوادثه / فأصابهم وأصابها الأجل
ما كان خالقهم ليظلمهم / لو أنهم في حكمهم عدلوا
أزكى السلام على الحسين إذا / دعت البلاد ولبت الملل
ملك جميل الرأي يصحبه / فكلاهما بأخيه متصل
الناس تحسب أنه ملك / والله يعلم أنه رجل
تملي مدائه مناقبه / ما تصنع الألفاظ والجمل
تقع العيون على أنامله / فكأنها من أهلها قبل
مولاي مصرك روضة أنف / وقطوفها للمجتني ذلل
فانهض بها بين الحوادث لا / وإن إذا جدت ولا وكل
إن كنت كهل السن لا حرج / إن العزائم ليس تكتهل
والراي تنميه تجاربه / ويبين في رأي الفتى الخطل
أنت المملك حكمه حكم / فحكم فإن الدهر ممتثل
ركب تيمم منزلاً قفراً
ركب تيمم منزلاً قفراً / جاز الربوع وشارف القبرا
متحير يمضي فيعطفه نعي / نعي يرن وعبرة تذرى
الآن أمضى الحين نائله / وسطت على الأولى يد الأخرى
كرت جياد كن كابية / وكبا جواد طالما كرا
افروق شأنك في الورى عجب / أكذاك أرضك بأكل الحرا
ثوت الفصاحة في ملحدة / إثر البلاغة فاندبوا الشعرا
قال النعاة طوى الردى حسناً / قلت طوى الدهرا
يا روع الله المحبة كم / سلبت نهى وكم استبت فكرا
تأوي قلوباً لا تفارقها / وتقودها لحمامها قسرا
فلها يد تسقى بها ضرباً / حتى اتقضت فرأيتها أمرا
ما زلت امتعن الامور بها / حتى انقضت فرأيتها أمراً
يا قبر عندي طية عرضت / لمن استفضت فزحزح السترا
قد كنت قل اليوم اقصده / أهدي إليه النظم والنثرا
لا تطرحن وإن ثوى حسن / بعد المدائح فوقه الصخرا
الآن لما اسعفت قسم / ووفى الزمان وغادر الغدرا
ابكيك ما ذكر الورى اثراً / ووعى الخلود لفاضل ذكرا
ابكيك ما جرت اليراعة في / ميدانها واستطردت سطرا
إياك أن تلج الظنو
إياك أن تلج الظنو / ن إلى فؤادك في وفائي
فيبيت يعرض عن أنيـ / ـني في البعاد وعن ندائي
ويزيد دائي في الفؤا / دِ فلا يزيل الوصلُ دائي
يا ليتَ حظي في غرا / مِكَ مثل حظّي في بكائي