القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 79
فضْلُ الصَبُوح على الغَبُوق مُبَيِّنٌ
فضْلُ الصَبُوح على الغَبُوق مُبَيِّنٌ / يقضي بذاك شواهد اللينُوفَرِ
يبدو إذا انبسط النهارُ بأعين / زُرق وحُمْرٍ كاختلافِ الجوهر
ويغوص تحت الماء إن هَمَّ الدّجى / بورود خوفٍ للرقيب المبصر
الصدُّ أشبه بالظلام وسيفه / والوصلُ أشبهُ بالنهار الأنورِ
فاشرب على صبحين صبحِ مدامةٍ / وضحىً وإصباحِ الخدود الأزهر
لا استوحشت لكَ أرْبعٌ وقصورُ
لا استوحشت لكَ أرْبعٌ وقصورُ / وأقام ملكُكَ ما أَقام ثَبِيرُ
واستبهجت أُنْساً ديارك واكتسى / بك حسنَ حالٍ قصرُك المعمور
كادت لغيبة ليلةٍ أرجاؤه / إذ لم تَحُلَّ بها إليك تطير
وشكا كما يشكو المحبّ صبابة / وبدا عليك له أسىً وزفير
فقدتْ جميعَ كمالها الأرضُ التي / خلَّفتها فغدت تكاد تمور
بك تستضِئ الشمس في إشراقها / والبدرُ في أفُق السماء يُنِير
عجباً لحيّ لم تنله بلحظةٍ / عيناك كيف يروح وهو بصير
يأيُّها الملِك العزيز المصطفى / والقائم المستخلَف المنصور
سقياً لأرضٍ زرتها وحللتها / قد حلَّها التقديس والتطهير
نالت بفضلك في العلا سَرَدوسُ ما / قد نال من فضل لموسى الطورُ
لو أنها تدري وتعقِل لانبرت / شوقاً تحجُّك أرضُها وتزور
ولقد شكا القصر الذي خلَّفته / من ليلةٍ ما يشتكي المهجور
وتضاءلت أحجارُه وأقلُّ ما / شكتِ الفِراقَ جنادل وصخور
وشكا تغيّر قلبِه وفؤادِه / فيه صغير مخلص وكبير
وتوحَّشت لك نفسُ كلّ مناصح / يعتادها بك بهجةٌ وسرور
حسد العِنان على يديك يداهما / وعلى المعالي المجد فيك غيورُ
ولقد غدوت على الورى متأمِّراً / والجود غلاَّب عليك أمير
لا كَدَّر الرحمن صفوك إنها / ربّ على محياك فيه قدير
واسلم سلمِت لدولة أعزرتها / وأنرتها لا نالك المحذور
بك من بِعادك أستجِير
بك من بِعادك أستجِير / يا أيها الصمد الأمير
قد كِدتُ لَمَّا أن رحل / تُ إليك من شوقي أطير
إني وإن شطَّ المزا / ر ففي منامي قد أزور
ما البعد بالأجسامِ ل / كِن بالذي تُخفي الصدور
يا من به تُزْهَى الدهور
يا من به تُزْهَى الدهور / وبقربه يقوى السرور
وببعده تدنو الكآ / بة والصبابة والزفير
قد كان لي أُنس بقر / بك فيه للظلماء نور
وتطرُّب وتنعّم / يختال بينهما الحُبُور
حتى كأني في جِوا / رِك للورى طُرّاً سمير
وكأنّ كل الفاضِلي / نَ لديَّ أجمعَهم حُضُور
بل أنت أدناهم إذا أخ / تلفت على الناس الأمور
تعلوهُم فضلاً كما / يعلو رعيَّته الأمير
ثم انتقلتُ فعاد أُن / سِي وهو منتقِل نَفُور
وعلت طِباعيَ نَبْوةٌ / واعتاد أخلاقي فتور
حتى غدوتُ وناظري / عن كل مرأىً لي حَسِير
وتعطّلت فينا الصِّغا / رُ عن الندامى والكبير
وشَكَت لِمثْلِثها البُمُو / مُ تعجَماً وشكاه زِير
وتفجَّع المختار حتْ / تى زُلزِلت منه الصخور
فلوَ أنّ شعرك لم يُزِل / بَثِّي سنا المستطير
لتطايرت منا النفو / س ولم تحصّنها الصدور
رفّت معانيك اللوا / تي ما له فيها نظير
مستحكمات تحت لف / ظٍ أشرقت منه السطور
عذْباً كأنّ بيانه / للسامعين له سَحُور
وكأنّ نظم فُصولِه / دُرّ على سَبَج نَثِير
تصبو لرقَّته الخوا / طِرُ حين يبدو والضمير
وكأن أسطُرَه الدُجَى / وكأنه فيها بُدور
لله أنت فقد شَعَر / ت وزِدتَ حتى لا نظِير
وعلمتَ حتى إنك ال / علاَّمة الفَرْد الخطير
عيِّ الفَرزْدق عن قري / ضك وانْثَنَى عنه جَريرُ
ولقد طرِبتُ عليه حتْ / تى كِدتُ من طربٍ أطير
فاسلم سلمِت ممتَّعاً / ما دام رَضْوى أو ثَبِيرُ
وصلَتْ هديَّتُك التي هذَّبتها
وصلَتْ هديَّتُك التي هذَّبتها / تهذِيبها في الوزن والمنثورِ
دُرّية الآداب إلاّ أنّها / معشوقةُ التطويل والتقصير
هي كالرياض إذا تَضاحَكَ نَوْرُها / وصفاء ودّك فيه كالكافور
يا يوم أسعفنا بكل سرور
يا يوم أسعفنا بكل سرور / طِيباً فِنلنا منه كل حبور
ظِلْنا نُسَقَّي جوهراً من قهوة / قد عُتِّقت في جوهر البَلُّور
في جنَّة قد ذُللّت ثمراتُها / وتسربلتْ بغَلائلٍ من نورِ
وجرى النسيمُ على ثمارِ غُصونها / فتضوعّتْ بالمسك والكافور
ينساب في الأكناف منها جدولٌ / كالنَّصْل أو كالحيّة المذعور
ما بين أُترجّ يلوح كأنه / كبرى الثُّدِيّ الصّفِر فوق صدور
وكأنّ نَرْجِسَه إذا استقبلتَه / يرنو بأجفانِ العيون الحُور
وكأنّما النارَنْج في أغصانه / أُكَرٌ تَرَوَّتْ من دم اليَعْفُور
وكأنما نَشَر الربيعُ مَلاحِفاً / فيها مُرَيَّشَة من المنثور
وكأنّ سَوْسَنَها خدودٌ قد بدت / للَّثم فيها زُرْقَةُ التأثِير
ويَزيدها حسناً على تَحْسينها / مُلْك العزيز لها أبي المنصور
مَلِكٌ تزيد طباعُه كَرماً على / خُلُق المُعز وشيمة المنصور
أنا عبدك المخلوقُ منك وإنني / لجِميلِ ما أوليتَ أَلفُ شَكور
وضعيفةِ الألحاظ ساحرةٍ
وضعيفةِ الألحاظ ساحرةٍ / زادت لواحظُها على السحر
صفراء يحسبها محدِّثُها / ذَهَباً يكاد بَضَاضَةً يجري
فكأنما خَفَرُ الحياءِ بها / سُقْمٌ غدت منه على سكر
وكأنّ رقَةَ لفظها جمعت / طِيبَ الوصال ولذّةَ البِشر
فحديثُها كالبُرء أو كَرِضا الْ / مَحْبُوب بعد السُّخْط والهجر
إن قلّ أدّته بلا لَبَثٍ / أو طال نَصَّته بلا هَذْر
ترتجّ من ثِقَلِ روادفُها / حتّى تنوءَ بدقّة الخَصْر
فكأنها قمر على غُصُنٍ / قد لاح في ليلٍ من الشَّعْر
في صفرة كالخمر شاهدةٍ / أنّ الجمالَ المحضَ للصُّفْر
وإذا مشتْ من لينها اضطربت / مثلَ اضطراب الموجِ فِي البحر
وكأنها تخطو إذا نهضت / فوق المناصل أو على الجمر
لا تعذُلِوا فيها المحبَّ فقد / قامتْ له بجوامع العُذْر
أُنظر لتفويف الرياض وحسنِها
أُنظر لتفويف الرياض وحسنِها / قد نَمَّقَتْهُ يَدُ السّحاب الممطِر
بُسُطٌ تَخالَف صبغُها ونسِيجُها / ما بين أَصفَر كالعقيقِ وأخضِر
يَجْمَعْن حُسْنَ المنظَر الزاهي الذي / راقَ العيونَ إلى كريم المخبر
فكأنّ نرجِسه عيونٌ أبرزت / أجفانها لكنها لم تنظر
وشقائق كست الرُّبا نسجِها / حُلَلا كتضْريج الخدود الأحمر
مُتَبَرجِّات ناعمات أكملت / خَفَر الذليل ونخوة المتكبر
وغلائل زُرْق نشرن كأنها / آثار تَجْميش الصدور النُضَّر
ما بين مَوز قد بدا كمراودٍ / من عَسْجَد مملوءة من سُكر
فاشربْ على تلك الرياضِ ونشرِها / رَاحاً تُرِيح فؤادَ كُلِّ مفكّر
فَنَدى العزيزِ وجُودُه عُوْنٌ على / ما نَتَّقِيه من فساد الأعصر
أوَ ما تراه حاز ظَرْفَ عُطارد / وثَباتَ بَهْرامٍ وسعدَ المشترِي
متفرّع من هاشم في ذِروة / طابت لطيب فروعِها والعنصر
شهِدتْ عليه بقلَّة الصبرِ
شهِدتْ عليه بقلَّة الصبرِ / وعظيمِ ما يَلْقَى من الهجرِ
فوّارةٌ حسدتْ مدامعَه / وهمولَها فَجرَتْ كما تَجري
لكن بدت بمدامع يَقَقٍ / وبكيتُ قبلُ بأدمُعٍ حُمْر
نُوَبُ الزمان عجيبة الأمرِ
نُوَبُ الزمان عجيبة الأمرِ / فاصِرف ملامك عن شَبا الدهِر
كم جاد لي بلقاء مَن طفقت / فيه المدامع وُكّفاً تجري
فشفيتُ باستطلاع غُرَّته / قلباً أحرّ جوىً من الجمر
يا ساعة ما كان أسعدَها / ضحِك الوِصال بها من الهجر
وَسَعت خطوبُ الدهر تخدُمني / فيمن كَلِفْتُ به ولا أدري
لم تلمِس البدرَ المنيرَ يدٌ / ولقد ملأتُ يدي من البدر
إني غريمٌ والغريمُ مطالِبٌ
إني غريمٌ والغريمُ مطالِبٌ / كان المُداينُ موسِراً أو معسِرا
يا سيِّدي أدعوك دعوَةَ مُذْكِرٍ / مِن وعده ما خاف ألا يذكرا
شِعْر كأنّ جميع ألباب الورى / جُمِعتْ عليه فقصرنا أن يُشْهَرا
لفظ كأنّ الغانياتِ لفَظْنه / فنظمن منه في القلائد جوهرا
هو أوّلٌ في حسنه وكمالِه / وارى جميعَ الشعر بعدك آخِرا
كتباين الليلين ليلٍ مظلمٍ / وَحْشٍ وليلٍ قد أتانا مقمِرا
هو روضة أُنُفٌ تفيدك أخضرا / طَوْراً وطَوْراً أحمرا أو أصفرا
ومودّة مثل الأماني لذّةً / لو أدركتْ بالشمّ كانت عنبرا
أوليتها ندّاً وعوداً مثل ما / حُزْتَ الفضائلَ منظراً أو مخبرا
وكذاك من يَكُن العزيزُ أَخاً له / يَأْوِي إلى جبلٍ مِنيع أوعرا
صلّى عليه الله ما امتدّ الدجى / ورأت عيونُ الناس صبحاً أنورا
لا تَنْسَ ما أسلفته إني امرؤٌ / وَقْفٌ على شُكْرِيكَ حتى المحشرا
إني أخافُ إذا تركتَ تَغاضياً / عاداتِ مثلِكَ أن أكون مقصرا
بلغْت بلاغتُك البديعَ وأكثرا
بلغْت بلاغتُك البديعَ وأكثرا / فنظمْتَ في الآداب لفظَك جوهرا
وشعرتَ حتّى كِدتَ تمنع كلّ من / حاك القوافِي في الورى أن يشعرا
فَهْماً يكاد يريك ما تحتَ الدجَى / ويُبِين بالجَرْس الخفّي المضمرا
وفطانة عَلَوية قد فجَّرت / للناس من طُرُق البلاغة أبحرا
لو كان مرئِيّا كلامُك لم يكن / إلا صباحاً في العيون منوّرا
ما زلتُ أَجنِي حكمةً ولطافةً / غرّاء مذ عايَنْتُ تلك الأسطرا
إن أسكرتْ كأسُ المُدام فقد غدتْ / أقسام ذاك اللفظِ منها أَسكرا
أو أصبحت نُجْلُ العيون سواحرا / ففصولُ شعرِك رُحْن منها أَسْحَرا
حاشا للفظك أن يُقاسَ بمشبهٍ / ولفضل فهمك أن يُفاتَ إذا جرى
ولو أمرؤُ القيس اغتدى متعرَّضاً / لك في بديع لانثنى وتقهقرا
عِلْماً وطِئتَ به النجوم تشرُّفاً / وعُلاً وآدابا فَضَلْتَ بها الورى
أنا شاكرٌ لك في اقتضائك لي ومَنْ / لاقى الجميل بوده أن يشكرا
إني وإن حُزْتُ المَدَى حتَّى غدت / زُهْرُ الكواكب في العُلاَلِيَ مَعْشرا
وبلغتُ ما أعيا البرّية نَيْلُه / من كل فضل إذ دعا متخيرا
وجلبت حِذْقَ القول إذ لم يُجتَلَبْ / وقَطَفْتُ روضَ الفهمِ حتّى نوّرا
لأَرَى جميعَ الفاضلين كواكباً / وأراك وحدك بَدْرَ تمٍّ مقمِرا
أوهمتني من رِقَّة العُذْر
أوهمتني من رِقَّة العُذْر / أنّ الوفاء يكون بالغَدْرِ
يا من طَويتُ على محبَّته / كبدي مكافأةً على الهجر
وعصيتُ رُشْدي في غَوَايته / وأطعتُه في السر والجهر
إني أحبُّك حبَّ مجتهد / بلغ النهاية وهو لا يدري
لا حبَّ مضطر يكابِده / طلبُ الجزاءِ عليه والأجرِ
قِس بي سواي تجِد تفاضل ما / قد راح بين الخلّ والجمر
لا تجعل التالي كسابقه / ما الواو مثل الراء في عمرو
وكذا الإمام معدُّ أكرمُ مَنْ / تُرجى إغاثتُه على الدّهر
ملِك كأن الله أفرده / دون الورى بالمجد والفخر
قل للإمام معزّ دين محمدٍ
قل للإمام معزّ دين محمدٍ / بالسَمْهريَّة والحسام الباتر
إن كان قد عظُمتْ ذنوبي وانتهت / بي فوق مِقدار الذنوب جرائري
فأقلُّ ما تحويه عفوك واسِع / سعةً يحيط صغيرها بكبائري
والله ما بقيت خطايا تائبٍ / يوماً ولا حسنت عقوبة قادر
عذري على عمد وذنبي غفلةٌ / والذنب يُظهر فضل عفو القادر
إني التزمت خطيئة نُسِبت إلى / جهري ولم تسكن عقودَ سرائري
لا والذي أعلى محلِّك في العلا / وحباك بالشرف الرفيعِ الباهر
ما قاد عقلي نحوها فعلي ولا / خطرت بها قَدَم المُنَى في خاطري
ولو أنني لم أخش خُلْفك في الذي / ألزمتنيِه بلا شهادةِ ناظري
لأَبنتُ تنميق الحسود لزُورها / ومقالةَ الواشي وغدرَ الغادر
يومٌ لنا بالنيل مختصرُ
يومٌ لنا بالنيل مختصرُ / ولكل يوم مسرّةٍ قِصَرُ
والسُفْنُ تَصعَد كالخيول بنا / في موجه والماء يَنحدر
فكأنما أمواجه عُكَنٌ / وكأنما داراته سُرَر
يا ذا الذي بكلامه
يا ذا الذي بكلامه / أَمسى يقبِّل نفسَه
إني أغار عليك من / ك فبسّ لفظك بَسَّه
واعدِل بلحظِك عنك لا / يشكو أدِيمُك مسَّه
فالليل خالَك بدرَه / الصبح ظنَّك شَمْسَه
واليومُ أصبح حاسداً / غدَه عليك وأَمسَه
يا هاجراً متعرِّضاً
يا هاجراً متعرِّضاً / لا تُسْمِتنّ بنا الرضا
تأتِي صدودَك عامداً / متعرِّضاً متمرِّضا
بَرِّد بلثمك قلبَ مَن / أسكنتَه جَمْرَ الغضا
بأبي أدِيمُك ما أغضْ / ضَ وما أرقَّ وأبيضا
لو أن خدّك كان وَرْ / دا للتّحايا ما انقضى
ولَو أن شَعْرك كان حس / ناءَ العذارَى ما نضا
يا حبَّذا تفّاحُ خدْ / دَك مُذْهَبا ومفضّضا
وقضيبُ قدِّك مائسا / وحسامُ طرفِك منتضى
خفقانُ قلبي مُمرِض
خفقانُ قلبي مُمرِض / فتأسُّفِي ما ينقضي
مِن ظالمٍ مُتَظلّمٍ / متعرِّض لي مُعْرِضِ
متجنبٍ لا يُستطا / ع ولا يجود إذا رضى
ويقول عند شكايتي / صبراً فإِنَّ كذا قضِي
أنا واهبٌ بإرادتي / قلبي لغير معوِّضِ
عهدُ المحبِّ المخلِص المتطوِّع
عهدُ المحبِّ المخلِص المتطوِّع / متجمِّع أبدا وإن لم يجمعِ
يُرجى الوفاءُ من المَلُول وإن نأَى / والحفظُ لا يرجى من المتصنّع
مالي عدِمتُ مكاتباتِك بُرْهَةً / لملالة ذا أم لخوف موجِعِ
إن كنتَ من تضييع سرِّك عندنا / تخشى فكيف تُضيع غيرَ مضيِّعِ
مكنونُ سرِّك في فؤادي ثابتٌ / بين الجوانِح والحشى والأضلُعِ
إني جعلت عليك أعدل شاهدٍ / يرعاك حسن ودادِك المتسرع
فاربَعْ مع الكرماءِ تحت وفائهم / حتى تقولَ لك العلا لا تربعِ
واصبِر لرَيْب الدهر صبر مجرّب / وادفع رزاياه بأحسنِ مَدْفعِ
فلعلّه يوماً يعود بعَطْفِهِ / يُحيي حُشاشات العطاشِ الجُوَّعِ
إن كنت تعلم أنني أهلٌ لما / تُسْدِي إليَّ من الوفاء فمَنْ معي
فَوَحقّ مَنْ أنا نجله مِن هاشم / قَسَماً يتمّ من الحسابِ لأربعِ
لأُمكِّنَنَّ البِيضَ من هامِ العِدَا / ولأقطعن أنامِلاً لم تقطعِ
ولأنزعن من التراقي غُصَّة / لم تنتزع بالبِيض إذْ لم تبلعِ
الراح أجمعُ للسرورِ وأنفعُ
الراح أجمعُ للسرورِ وأنفعُ / في مثلِ ذا اليومِ الذي يتلمَّع
صحوٌ وغَيم في سماءٍ أصبحت / وكأنّها بهما غراب أبقع
يوم كأنّ الريح في أرجائِهِ / لُحُفٌ مشقَّة تمرّ وترجِع
فاطرَبْ فذا وجهُ الرِّياضِ مرصَّعٌ / واشرب فذا ثوبُ السماءِ مجزّعِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025