المجموع : 79
فضْلُ الصَبُوح على الغَبُوق مُبَيِّنٌ
فضْلُ الصَبُوح على الغَبُوق مُبَيِّنٌ / يقضي بذاك شواهد اللينُوفَرِ
يبدو إذا انبسط النهارُ بأعين / زُرق وحُمْرٍ كاختلافِ الجوهر
ويغوص تحت الماء إن هَمَّ الدّجى / بورود خوفٍ للرقيب المبصر
الصدُّ أشبه بالظلام وسيفه / والوصلُ أشبهُ بالنهار الأنورِ
فاشرب على صبحين صبحِ مدامةٍ / وضحىً وإصباحِ الخدود الأزهر
لا استوحشت لكَ أرْبعٌ وقصورُ
لا استوحشت لكَ أرْبعٌ وقصورُ / وأقام ملكُكَ ما أَقام ثَبِيرُ
واستبهجت أُنْساً ديارك واكتسى / بك حسنَ حالٍ قصرُك المعمور
كادت لغيبة ليلةٍ أرجاؤه / إذ لم تَحُلَّ بها إليك تطير
وشكا كما يشكو المحبّ صبابة / وبدا عليك له أسىً وزفير
فقدتْ جميعَ كمالها الأرضُ التي / خلَّفتها فغدت تكاد تمور
بك تستضِئ الشمس في إشراقها / والبدرُ في أفُق السماء يُنِير
عجباً لحيّ لم تنله بلحظةٍ / عيناك كيف يروح وهو بصير
يأيُّها الملِك العزيز المصطفى / والقائم المستخلَف المنصور
سقياً لأرضٍ زرتها وحللتها / قد حلَّها التقديس والتطهير
نالت بفضلك في العلا سَرَدوسُ ما / قد نال من فضل لموسى الطورُ
لو أنها تدري وتعقِل لانبرت / شوقاً تحجُّك أرضُها وتزور
ولقد شكا القصر الذي خلَّفته / من ليلةٍ ما يشتكي المهجور
وتضاءلت أحجارُه وأقلُّ ما / شكتِ الفِراقَ جنادل وصخور
وشكا تغيّر قلبِه وفؤادِه / فيه صغير مخلص وكبير
وتوحَّشت لك نفسُ كلّ مناصح / يعتادها بك بهجةٌ وسرور
حسد العِنان على يديك يداهما / وعلى المعالي المجد فيك غيورُ
ولقد غدوت على الورى متأمِّراً / والجود غلاَّب عليك أمير
لا كَدَّر الرحمن صفوك إنها / ربّ على محياك فيه قدير
واسلم سلمِت لدولة أعزرتها / وأنرتها لا نالك المحذور
بك من بِعادك أستجِير
بك من بِعادك أستجِير / يا أيها الصمد الأمير
قد كِدتُ لَمَّا أن رحل / تُ إليك من شوقي أطير
إني وإن شطَّ المزا / ر ففي منامي قد أزور
ما البعد بالأجسامِ ل / كِن بالذي تُخفي الصدور
يا من به تُزْهَى الدهور
يا من به تُزْهَى الدهور / وبقربه يقوى السرور
وببعده تدنو الكآ / بة والصبابة والزفير
قد كان لي أُنس بقر / بك فيه للظلماء نور
وتطرُّب وتنعّم / يختال بينهما الحُبُور
حتى كأني في جِوا / رِك للورى طُرّاً سمير
وكأنّ كل الفاضِلي / نَ لديَّ أجمعَهم حُضُور
بل أنت أدناهم إذا أخ / تلفت على الناس الأمور
تعلوهُم فضلاً كما / يعلو رعيَّته الأمير
ثم انتقلتُ فعاد أُن / سِي وهو منتقِل نَفُور
وعلت طِباعيَ نَبْوةٌ / واعتاد أخلاقي فتور
حتى غدوتُ وناظري / عن كل مرأىً لي حَسِير
وتعطّلت فينا الصِّغا / رُ عن الندامى والكبير
وشَكَت لِمثْلِثها البُمُو / مُ تعجَماً وشكاه زِير
وتفجَّع المختار حتْ / تى زُلزِلت منه الصخور
فلوَ أنّ شعرك لم يُزِل / بَثِّي سنا المستطير
لتطايرت منا النفو / س ولم تحصّنها الصدور
رفّت معانيك اللوا / تي ما له فيها نظير
مستحكمات تحت لف / ظٍ أشرقت منه السطور
عذْباً كأنّ بيانه / للسامعين له سَحُور
وكأنّ نظم فُصولِه / دُرّ على سَبَج نَثِير
تصبو لرقَّته الخوا / طِرُ حين يبدو والضمير
وكأن أسطُرَه الدُجَى / وكأنه فيها بُدور
لله أنت فقد شَعَر / ت وزِدتَ حتى لا نظِير
وعلمتَ حتى إنك ال / علاَّمة الفَرْد الخطير
عيِّ الفَرزْدق عن قري / ضك وانْثَنَى عنه جَريرُ
ولقد طرِبتُ عليه حتْ / تى كِدتُ من طربٍ أطير
فاسلم سلمِت ممتَّعاً / ما دام رَضْوى أو ثَبِيرُ
وصلَتْ هديَّتُك التي هذَّبتها
وصلَتْ هديَّتُك التي هذَّبتها / تهذِيبها في الوزن والمنثورِ
دُرّية الآداب إلاّ أنّها / معشوقةُ التطويل والتقصير
هي كالرياض إذا تَضاحَكَ نَوْرُها / وصفاء ودّك فيه كالكافور
يا يوم أسعفنا بكل سرور
يا يوم أسعفنا بكل سرور / طِيباً فِنلنا منه كل حبور
ظِلْنا نُسَقَّي جوهراً من قهوة / قد عُتِّقت في جوهر البَلُّور
في جنَّة قد ذُللّت ثمراتُها / وتسربلتْ بغَلائلٍ من نورِ
وجرى النسيمُ على ثمارِ غُصونها / فتضوعّتْ بالمسك والكافور
ينساب في الأكناف منها جدولٌ / كالنَّصْل أو كالحيّة المذعور
ما بين أُترجّ يلوح كأنه / كبرى الثُّدِيّ الصّفِر فوق صدور
وكأنّ نَرْجِسَه إذا استقبلتَه / يرنو بأجفانِ العيون الحُور
وكأنّما النارَنْج في أغصانه / أُكَرٌ تَرَوَّتْ من دم اليَعْفُور
وكأنما نَشَر الربيعُ مَلاحِفاً / فيها مُرَيَّشَة من المنثور
وكأنّ سَوْسَنَها خدودٌ قد بدت / للَّثم فيها زُرْقَةُ التأثِير
ويَزيدها حسناً على تَحْسينها / مُلْك العزيز لها أبي المنصور
مَلِكٌ تزيد طباعُه كَرماً على / خُلُق المُعز وشيمة المنصور
أنا عبدك المخلوقُ منك وإنني / لجِميلِ ما أوليتَ أَلفُ شَكور
وضعيفةِ الألحاظ ساحرةٍ
وضعيفةِ الألحاظ ساحرةٍ / زادت لواحظُها على السحر
صفراء يحسبها محدِّثُها / ذَهَباً يكاد بَضَاضَةً يجري
فكأنما خَفَرُ الحياءِ بها / سُقْمٌ غدت منه على سكر
وكأنّ رقَةَ لفظها جمعت / طِيبَ الوصال ولذّةَ البِشر
فحديثُها كالبُرء أو كَرِضا الْ / مَحْبُوب بعد السُّخْط والهجر
إن قلّ أدّته بلا لَبَثٍ / أو طال نَصَّته بلا هَذْر
ترتجّ من ثِقَلِ روادفُها / حتّى تنوءَ بدقّة الخَصْر
فكأنها قمر على غُصُنٍ / قد لاح في ليلٍ من الشَّعْر
في صفرة كالخمر شاهدةٍ / أنّ الجمالَ المحضَ للصُّفْر
وإذا مشتْ من لينها اضطربت / مثلَ اضطراب الموجِ فِي البحر
وكأنها تخطو إذا نهضت / فوق المناصل أو على الجمر
لا تعذُلِوا فيها المحبَّ فقد / قامتْ له بجوامع العُذْر
أُنظر لتفويف الرياض وحسنِها
أُنظر لتفويف الرياض وحسنِها / قد نَمَّقَتْهُ يَدُ السّحاب الممطِر
بُسُطٌ تَخالَف صبغُها ونسِيجُها / ما بين أَصفَر كالعقيقِ وأخضِر
يَجْمَعْن حُسْنَ المنظَر الزاهي الذي / راقَ العيونَ إلى كريم المخبر
فكأنّ نرجِسه عيونٌ أبرزت / أجفانها لكنها لم تنظر
وشقائق كست الرُّبا نسجِها / حُلَلا كتضْريج الخدود الأحمر
مُتَبَرجِّات ناعمات أكملت / خَفَر الذليل ونخوة المتكبر
وغلائل زُرْق نشرن كأنها / آثار تَجْميش الصدور النُضَّر
ما بين مَوز قد بدا كمراودٍ / من عَسْجَد مملوءة من سُكر
فاشربْ على تلك الرياضِ ونشرِها / رَاحاً تُرِيح فؤادَ كُلِّ مفكّر
فَنَدى العزيزِ وجُودُه عُوْنٌ على / ما نَتَّقِيه من فساد الأعصر
أوَ ما تراه حاز ظَرْفَ عُطارد / وثَباتَ بَهْرامٍ وسعدَ المشترِي
متفرّع من هاشم في ذِروة / طابت لطيب فروعِها والعنصر
شهِدتْ عليه بقلَّة الصبرِ
شهِدتْ عليه بقلَّة الصبرِ / وعظيمِ ما يَلْقَى من الهجرِ
فوّارةٌ حسدتْ مدامعَه / وهمولَها فَجرَتْ كما تَجري
لكن بدت بمدامع يَقَقٍ / وبكيتُ قبلُ بأدمُعٍ حُمْر
نُوَبُ الزمان عجيبة الأمرِ
نُوَبُ الزمان عجيبة الأمرِ / فاصِرف ملامك عن شَبا الدهِر
كم جاد لي بلقاء مَن طفقت / فيه المدامع وُكّفاً تجري
فشفيتُ باستطلاع غُرَّته / قلباً أحرّ جوىً من الجمر
يا ساعة ما كان أسعدَها / ضحِك الوِصال بها من الهجر
وَسَعت خطوبُ الدهر تخدُمني / فيمن كَلِفْتُ به ولا أدري
لم تلمِس البدرَ المنيرَ يدٌ / ولقد ملأتُ يدي من البدر
إني غريمٌ والغريمُ مطالِبٌ
إني غريمٌ والغريمُ مطالِبٌ / كان المُداينُ موسِراً أو معسِرا
يا سيِّدي أدعوك دعوَةَ مُذْكِرٍ / مِن وعده ما خاف ألا يذكرا
شِعْر كأنّ جميع ألباب الورى / جُمِعتْ عليه فقصرنا أن يُشْهَرا
لفظ كأنّ الغانياتِ لفَظْنه / فنظمن منه في القلائد جوهرا
هو أوّلٌ في حسنه وكمالِه / وارى جميعَ الشعر بعدك آخِرا
كتباين الليلين ليلٍ مظلمٍ / وَحْشٍ وليلٍ قد أتانا مقمِرا
هو روضة أُنُفٌ تفيدك أخضرا / طَوْراً وطَوْراً أحمرا أو أصفرا
ومودّة مثل الأماني لذّةً / لو أدركتْ بالشمّ كانت عنبرا
أوليتها ندّاً وعوداً مثل ما / حُزْتَ الفضائلَ منظراً أو مخبرا
وكذاك من يَكُن العزيزُ أَخاً له / يَأْوِي إلى جبلٍ مِنيع أوعرا
صلّى عليه الله ما امتدّ الدجى / ورأت عيونُ الناس صبحاً أنورا
لا تَنْسَ ما أسلفته إني امرؤٌ / وَقْفٌ على شُكْرِيكَ حتى المحشرا
إني أخافُ إذا تركتَ تَغاضياً / عاداتِ مثلِكَ أن أكون مقصرا
بلغْت بلاغتُك البديعَ وأكثرا
بلغْت بلاغتُك البديعَ وأكثرا / فنظمْتَ في الآداب لفظَك جوهرا
وشعرتَ حتّى كِدتَ تمنع كلّ من / حاك القوافِي في الورى أن يشعرا
فَهْماً يكاد يريك ما تحتَ الدجَى / ويُبِين بالجَرْس الخفّي المضمرا
وفطانة عَلَوية قد فجَّرت / للناس من طُرُق البلاغة أبحرا
لو كان مرئِيّا كلامُك لم يكن / إلا صباحاً في العيون منوّرا
ما زلتُ أَجنِي حكمةً ولطافةً / غرّاء مذ عايَنْتُ تلك الأسطرا
إن أسكرتْ كأسُ المُدام فقد غدتْ / أقسام ذاك اللفظِ منها أَسكرا
أو أصبحت نُجْلُ العيون سواحرا / ففصولُ شعرِك رُحْن منها أَسْحَرا
حاشا للفظك أن يُقاسَ بمشبهٍ / ولفضل فهمك أن يُفاتَ إذا جرى
ولو أمرؤُ القيس اغتدى متعرَّضاً / لك في بديع لانثنى وتقهقرا
عِلْماً وطِئتَ به النجوم تشرُّفاً / وعُلاً وآدابا فَضَلْتَ بها الورى
أنا شاكرٌ لك في اقتضائك لي ومَنْ / لاقى الجميل بوده أن يشكرا
إني وإن حُزْتُ المَدَى حتَّى غدت / زُهْرُ الكواكب في العُلاَلِيَ مَعْشرا
وبلغتُ ما أعيا البرّية نَيْلُه / من كل فضل إذ دعا متخيرا
وجلبت حِذْقَ القول إذ لم يُجتَلَبْ / وقَطَفْتُ روضَ الفهمِ حتّى نوّرا
لأَرَى جميعَ الفاضلين كواكباً / وأراك وحدك بَدْرَ تمٍّ مقمِرا
أوهمتني من رِقَّة العُذْر
أوهمتني من رِقَّة العُذْر / أنّ الوفاء يكون بالغَدْرِ
يا من طَويتُ على محبَّته / كبدي مكافأةً على الهجر
وعصيتُ رُشْدي في غَوَايته / وأطعتُه في السر والجهر
إني أحبُّك حبَّ مجتهد / بلغ النهاية وهو لا يدري
لا حبَّ مضطر يكابِده / طلبُ الجزاءِ عليه والأجرِ
قِس بي سواي تجِد تفاضل ما / قد راح بين الخلّ والجمر
لا تجعل التالي كسابقه / ما الواو مثل الراء في عمرو
وكذا الإمام معدُّ أكرمُ مَنْ / تُرجى إغاثتُه على الدّهر
ملِك كأن الله أفرده / دون الورى بالمجد والفخر
قل للإمام معزّ دين محمدٍ
قل للإمام معزّ دين محمدٍ / بالسَمْهريَّة والحسام الباتر
إن كان قد عظُمتْ ذنوبي وانتهت / بي فوق مِقدار الذنوب جرائري
فأقلُّ ما تحويه عفوك واسِع / سعةً يحيط صغيرها بكبائري
والله ما بقيت خطايا تائبٍ / يوماً ولا حسنت عقوبة قادر
عذري على عمد وذنبي غفلةٌ / والذنب يُظهر فضل عفو القادر
إني التزمت خطيئة نُسِبت إلى / جهري ولم تسكن عقودَ سرائري
لا والذي أعلى محلِّك في العلا / وحباك بالشرف الرفيعِ الباهر
ما قاد عقلي نحوها فعلي ولا / خطرت بها قَدَم المُنَى في خاطري
ولو أنني لم أخش خُلْفك في الذي / ألزمتنيِه بلا شهادةِ ناظري
لأَبنتُ تنميق الحسود لزُورها / ومقالةَ الواشي وغدرَ الغادر
يومٌ لنا بالنيل مختصرُ
يومٌ لنا بالنيل مختصرُ / ولكل يوم مسرّةٍ قِصَرُ
والسُفْنُ تَصعَد كالخيول بنا / في موجه والماء يَنحدر
فكأنما أمواجه عُكَنٌ / وكأنما داراته سُرَر
يا ذا الذي بكلامه
يا ذا الذي بكلامه / أَمسى يقبِّل نفسَه
إني أغار عليك من / ك فبسّ لفظك بَسَّه
واعدِل بلحظِك عنك لا / يشكو أدِيمُك مسَّه
فالليل خالَك بدرَه / الصبح ظنَّك شَمْسَه
واليومُ أصبح حاسداً / غدَه عليك وأَمسَه
يا هاجراً متعرِّضاً
يا هاجراً متعرِّضاً / لا تُسْمِتنّ بنا الرضا
تأتِي صدودَك عامداً / متعرِّضاً متمرِّضا
بَرِّد بلثمك قلبَ مَن / أسكنتَه جَمْرَ الغضا
بأبي أدِيمُك ما أغضْ / ضَ وما أرقَّ وأبيضا
لو أن خدّك كان وَرْ / دا للتّحايا ما انقضى
ولَو أن شَعْرك كان حس / ناءَ العذارَى ما نضا
يا حبَّذا تفّاحُ خدْ / دَك مُذْهَبا ومفضّضا
وقضيبُ قدِّك مائسا / وحسامُ طرفِك منتضى
خفقانُ قلبي مُمرِض
خفقانُ قلبي مُمرِض / فتأسُّفِي ما ينقضي
مِن ظالمٍ مُتَظلّمٍ / متعرِّض لي مُعْرِضِ
متجنبٍ لا يُستطا / ع ولا يجود إذا رضى
ويقول عند شكايتي / صبراً فإِنَّ كذا قضِي
أنا واهبٌ بإرادتي / قلبي لغير معوِّضِ
عهدُ المحبِّ المخلِص المتطوِّع
عهدُ المحبِّ المخلِص المتطوِّع / متجمِّع أبدا وإن لم يجمعِ
يُرجى الوفاءُ من المَلُول وإن نأَى / والحفظُ لا يرجى من المتصنّع
مالي عدِمتُ مكاتباتِك بُرْهَةً / لملالة ذا أم لخوف موجِعِ
إن كنتَ من تضييع سرِّك عندنا / تخشى فكيف تُضيع غيرَ مضيِّعِ
مكنونُ سرِّك في فؤادي ثابتٌ / بين الجوانِح والحشى والأضلُعِ
إني جعلت عليك أعدل شاهدٍ / يرعاك حسن ودادِك المتسرع
فاربَعْ مع الكرماءِ تحت وفائهم / حتى تقولَ لك العلا لا تربعِ
واصبِر لرَيْب الدهر صبر مجرّب / وادفع رزاياه بأحسنِ مَدْفعِ
فلعلّه يوماً يعود بعَطْفِهِ / يُحيي حُشاشات العطاشِ الجُوَّعِ
إن كنت تعلم أنني أهلٌ لما / تُسْدِي إليَّ من الوفاء فمَنْ معي
فَوَحقّ مَنْ أنا نجله مِن هاشم / قَسَماً يتمّ من الحسابِ لأربعِ
لأُمكِّنَنَّ البِيضَ من هامِ العِدَا / ولأقطعن أنامِلاً لم تقطعِ
ولأنزعن من التراقي غُصَّة / لم تنتزع بالبِيض إذْ لم تبلعِ
الراح أجمعُ للسرورِ وأنفعُ
الراح أجمعُ للسرورِ وأنفعُ / في مثلِ ذا اليومِ الذي يتلمَّع
صحوٌ وغَيم في سماءٍ أصبحت / وكأنّها بهما غراب أبقع
يوم كأنّ الريح في أرجائِهِ / لُحُفٌ مشقَّة تمرّ وترجِع
فاطرَبْ فذا وجهُ الرِّياضِ مرصَّعٌ / واشرب فذا ثوبُ السماءِ مجزّعِ