المجموع : 106
مولايَ أكرمُ من ألوذُ بظلِّه
مولايَ أكرمُ من ألوذُ بظلِّه / وأَعُدُّهُ وأُعِدُّهُ لصلاحِي
سكنِي إِذا ما الأمْنُ قَرَّ مِهَادُهُ / ولدَى المخافةِ معقِلي وسِلاحي
لِوَسائلِ الآداب فيما بينَنا / ذِمَمٌ وصلنَ جناحَهُ بجَنَاحِي
إنِّي أبثُّكَ كُنْهَ حالي مُجمِلاً / ما بينَ تعريضٍ إِلى إفْصَاحِ
أنا عند مخدومي بأفضلِ حالةٍ / في خيرِ مغدىً عندَهُ ومَرَاحِ
حَسُنَتْ بهِ حالي وطابتْ عِيشتي / واشتطَّ آمالي وفازَ قِداحي
أهوى اللَّحاقَ به وأخشى أنَّني / من بعدِه أمشي بأجْرَدَ ضَاحي
ويصدُّنِي حُبُّ المقامِ وأفرُخٌ / زُغْبٌ تَرُدُّ إِذا عزمتُ طِماحِي
هل أنتَ متّخِذٌ لديَّ صَنيعةً / غَرَّاءَ غيرَ بهيمةِ الأوضاحِ
وممهِّدٌ لي إنْ أقمتُ لديكُمُ / جاهاً عريضاً يُتَّقَى بالرَّاحِ
ومقايضٌ شكري ببرِّكَ راغِبٌ / من متجري في أوفرِ الأرباحِ
حتى أكونَ بشكرِ بِرِّك كافلاً / ويكون بِرُّك كافلاً بنجاحي
يا مَنْ يُسِيءُ إِلى الأنا
يا مَنْ يُسِيءُ إِلى الأنا / مِ وعُذْرُه الوَجْهُ الصبيحُ
حاشا لوجهكَ أنْ يَشي / نَ جمالَهُ الخُلقُ القبيحُ
حتَّامَ يحتملُ الأذى / في حبِّكَ القلبُ القريحُ
متعلِّلاً بالوَعْدِ لا / نُجْحٌ ولا رَدٌّ صَرِيحُ
لا سلوةٌ فيطيبُ عن / كَ ولا حِمامُ فيستريحُ
وأرُدُّ فيكَ النُّصْحَ عن / علمٍ بأنْ صَدَقَ النصيحُ
وأغالِطُ الواشينَ في / كَ وقولُهم عندي صحيحُ
حَصِراً يترجمُ عن ضمي / رِ فؤادِيَ الدمعُ الفصيحُ
ولقد تَشَاكينَا على عَجَلٍ
ولقد تَشَاكينَا على عَجَلٍ / بالسَّفْحِ والعَبراتُ تَنْسَفِحُ
فَلَوَ اَنَّ شكوانا هناك بدتْ / لرأيتَ منها النارَ تنقدحُ
ما لي وللعُذَّالِ ليتَهُمُ / ماتوا بغيظهمُ إِذا نصحُوا
قالوا افتضحتَ وليتهمْ صدقُوا / من لي بأني فيكَ أفتضِحُ
بارزتُ دهري وهو قَرْنِي فانتضَى
بارزتُ دهري وهو قَرْنِي فانتضَى / في السُّودِ من فَوْدَيَّ بيضَ صفائحِ
وجرتْ وقائعُ بيننا مشهورةٌ / فاغْبَرَّ من نقعِ الطِّرادِ مسابحي
ناهبتُه شوطَ الجِراءِ ففاتَنِي / جَذَعاً وقَصَّر عنه جَرْيُ القارحِ
ونزلتُ عن أحوى جَمومٍ سابحٍ / وحملتُ بَزِّي فوقَ أشهبَ رازحِ
يكبو بصاحبهِ ويُسلمُهُ إِذا / دُعِيَتْ نَزَالِ إِلى العدوِّ الكاشحِ
هيهاتَ يسلمُ من يبارِزُ قَرْنَهُ / يوم اللقاءِ على عَتُورٍ جامحِ
جاملْ عدوَّكَ ما استطعتَ فإنهُ
جاملْ عدوَّكَ ما استطعتَ فإنهُ / بالرِفْقِ يُطْمَعُ في صلاح الفاسدِ
واحذرْ حسودَك ما استطعتَ فإنه / إن نِمْتَ عنه فليسَ عنك براقدِ
إن الحسودَ وإن أراكَ توَدُّداً / منه أضرُّ من العدوِّ الحاقدِ
ولَربَّما رَضِيَ العدوُّ إِذا رأى / منك الجميلَ فصار غيرَ معاندِ
ورِضا الحسودِ زوالُ نعمتِكَ التي / أُوتِيتَها من طَارفٍ أو تالدِ
فاصْبِرْ على غَيظِ الحسودِ فنارُهُ / ترمي حشاهُ بالعذابِ الخالدِ
أوما رأيتَ النارَ تأكلُ نفسها / حتى تعودَ إِلى الرَّمادِ الهامدِ
تضفو على المحسود نعمة ربِّهِ / ويذوبُ من كَمَدٍ فُؤادُ الحاسدِ
قالوا وقد بكَرُوا لعذلِيَ إذْ رأَوا
قالوا وقد بكَرُوا لعذلِيَ إذْ رأَوا / أني بَقِيتُ بلا صديقٍ فارِدا
هلاّ اقتنيتَ صداقةً من صاحبٍ / يَغدو على نُوَبِ الزمان مُسَاعِدا
فأجَبْتُهم والحقُ ينصرُ نفسَه / والصِدقُ لا يبغي عليه شاهِدا
إن الصديقَ هو اسْمُ معنىً لم نجدْ / من طالبيهِ في البريةِ واجدا
من لي بهمْ واللّهُ لم يخلقْهُمُ / إن لم أقلْ حقاً فهاتُوا واحِدا
جامِلْ أخاك إِذا استربْتَ بوُدِّهِ
جامِلْ أخاك إِذا استربْتَ بوُدِّهِ / وانْظُرْ به عُقَبَ الزمان يعاودِ
وإنِ استَمَرَّ به الفَسادُ فخَلِّهِ / فالغُصْنُ يُقْطَعُ للفسادِ الزائدِ
كونُوا جميعَاً يا بَنِيَّ إِذا اعتَرى
كونُوا جميعَاً يا بَنِيَّ إِذا اعتَرى / خَطْبٌ ولا تتفرقُوا آحادَا
تأبَى القِداحُ إِذا اجتمعْنَ تكسُّراً / وإِذا افترقْنَ تكسَّرتْ أفرادَا
حُبُّ اليهودِ لآل موسى ظاهِرٌ
حُبُّ اليهودِ لآل موسى ظاهِرٌ / وولاؤُهم لبني أخيه بادي
وإمامهم من نسلِ هارونَ الأُلَى / بهِم اهتدَوا ولكلِّ قومٍ هادي
وأرى النصارى يُكرِمونَ محبَّةً / لنبيِّهم نَخِراً من الأعوادِ
وتمسكوا بولاءِ شمعونَ الصَّفَا / فصفتْ قلوبُهم مِنَ الأحقادِ
وإِذا تولَّى آلَ أحمدَ مسلمٌ / قتلوهُ أو وسموهُ بالإلحَادِ
هذا هو الدَّاءُ العياءُ بمثلِهِ / ضلَّتْ حلومُ حواضرٍ وبوادي
لم يحفَظوا حَقَّ النبيِّ محمَّدٍ / في آلِه واللّهُ بالمرصادِ
إني لأذكركمْ وقد بلغَ الظما
إني لأذكركمْ وقد بلغَ الظما / منّي فاشْرَقُ بالزُلالِ الباردِ
وأُرِي العِدَى أنَّ الاساءَةَ منكمُ / خَطأٌ وتلك سَجيَّةٌ من عامدِ
ويصِحُّ لي قولُ الوُشاةِ عليكُمُ / فأردُّهُ عنكمْ بظَنٍّ فاسدِ
وإِذا طويتُ هواكِ عنهم نَمَّ بي / وَجْدٌ يدلُّ على لسانٍ حامدِ
وإِذا سُئِلتُ عن السُّلوِّ أجبتُهم / بلسانِ معترفٍ ونيَّةِ جاحدِ
إنْ لم يكنْ سِحراً هواكِ فإنَّهُ / والسحرُ قُدَّاً من أدِيمٍ واحدِ
ما زلتُ أزهَدُ في مَودَّةِ راغبٍ / حتى ابْتُلِيْتُ برغبةٍ في زاهدِ
ولَربَّما نالَ المُرادَ مرفَّهٌ / لم يَسْعَ فيه وخابَ سَعْيُ الجاهدِ
هذا هو الدَّاءُ الذي ضاقتْ بهِ / حِيَلُ الطبيبِ وطالَ يَأْسُ العائِدِ
قالوا خَسِرْتَ القلبَ منذُ عَلِقْتَهُ
قالوا خَسِرْتَ القلبَ منذُ عَلِقْتَهُ / ورَبِحْتَ فيهِ شَماتَةَ الحُسَّادِ
فأجبتُهمْ لا تعذُلونِي إنَّنِي / صانعتُهمْ عن مُهْجتي بفؤادي
لو أنّ يومَ فراقِهم عن موعدٍ
لو أنّ يومَ فراقِهم عن موعدٍ / لم يَفْجِعوا قلبي بحُسْنِ تجلُّدِ
جَدَّ الرحيلُ وفي الفُؤادِ لُبانةٌ / بينَ الأهِلَّةِ والغُصونِ المُيَّدِ
وترى الثُّريَّا والهلال مُظاهِراً
وترى الثُّريَّا والهلال مُظاهِراً / بمعنبرٍ من حلتَيْهِ ومُجْسَدِ
كالدُّرِّ فُصِّلَ في وِشاحِ خَريدةٍ / حسناءَ تجلى من لثامٍ أسْوَدِ
وكأنهُ وكأنها في جَنْبِه / عنقودةٌ في زورقٍ من عَسْجَدِ
وبمهجتي مَنْ لا أريدُ لمهجتِي
وبمهجتي مَنْ لا أريدُ لمهجتِي / طِيْبَ الحياةِ وَروْحَهَا من بَعْدِهِ
وردَ النَّعِيُّ وكنتُ آمُل أنْ أرَى / وَجْهَ المبشِّرِ مقبِلاً من عندِهِ
لم يكفني أن عِشْتُ بعدَ فِراقهِ / حتى ابتُلِيتُ من الشَّقاءِ بفَقْدِهِ
فَلْتُظهرِ الأيامُ أقصى كيدِهَا / وليبْلُغِ المقدارُ غايةَ جُهْدِهِ
لم يبقَ لي شيءٌ أُسَرُّ بقربِه / من بعدِ يومِكَ أو أُسَاءُ لبُعْدِهِ
أفدي التي استودَعْتُها بَطْنَ الثَّرى
أفدي التي استودَعْتُها بَطْنَ الثَّرى / وأبَنْتُها عنِّي برغمي مجبَرا
تاللّهِ ما اخترتُ التوقُّفَ ساعةً / من بعدِ يومِكِ لو خُلِقْتُ مُخَيَّرا
يا ليتَ أنكِ بالضِيَا من ناظِري / وسوادُهُ لكِ موطِئٌ دونَ الثَّرى
غُصنانِ مؤتلفانِ أَفْرَدَ واحِداً / ريبُ المنيَّةِ منهما فتهصَّرا
ما ضرَّهُ فيما جَنَاهُ عليهما / لو كانَ قدَّم منهما ما أخَّرَا
هيهاتَ أنْ يبقى الحُطَامُ بِحَالِه / من بعدِما هصرَ الأغضَّ الأنضرا
أهْوِنْ بصرفِ الدهرِ أنَّ لهُ
أهْوِنْ بصرفِ الدهرِ أنَّ لهُ / حدَّاً إِذا قاومْتَهُ انْكَسرا
واشرحْ له صدراً فلا جَزَعاً / تُبْدِي لما يأتِي ولا بَطَرا
كَمْ قد جَزِعْتَ لوقعِ حادثةٍ / لم تلقَ عند حدوثِها ضَرَرا
ونظرتَ للميسورِ تُدْرِكُهُ / حتَّى إِذا أدْركتَهُ انْحَسَرا
والصفوَ خذهُ ما أتاكَ بهِ / واتْركْ على عِلّاتِه الكَدَرا
ودعِ الطِّباعَ وما يُوافِقُها / فالطبعُ إنْ قاهرتَهُ قَهَرا
والنارُ إنْ صوَّبْتَها صَعِدَتْ / والماءُ إن صَعَّدْتَهُ انحَدَرا
لا يزهدنَّكَ في الجميلِ مقابِلٌ
لا يزهدنَّكَ في الجميلِ مقابِلٌ / حُسْنَ الصنيعةِ منك بالكُفْرِ
فلربما أثنَى عليكَ بفعلهِ / من لستَ تعرفُ حين لا تدري
أَوَ ما سمعتَ مقالَ قائِلهمْ / اِفعلْ جميلاً وارمِ في البحرِ
جاريْتُ في مِضْمارِ عُمريَ عُصْبةً
جاريْتُ في مِضْمارِ عُمريَ عُصْبةً / سبقُوا وها أنا خلفَهُمْ أجرِي
طوراً على ظهرِ البهيمِ وتارةً / من فوقِ أشهبَ سابحٍ غَمْرِ
شَيْبٌ أُفِيضَ على الشبابِ كأنَّما / كشفَ الدياجي غُرَّةُ الفجرِ
صِبغانِ مُقْتَبَسانِ من صِبْغَيهما / طلعَا بلونهما على شَعْرِي
هذاكَ مركوبي وتلكَ جنيبتي / بهما قطعتُ مسافةَ العُمْرِ
أمّا الشبيبةُ والنعيمُ فإنَّني
أمّا الشبيبةُ والنعيمُ فإنَّني / لم أَدْرِ أيُّهما ألذُّ وأنضَرُ
حتَّى انقضَى عَصْرُ الشَّبابِ فبانَ لي / أنّ الشباب هو النعيمُ الأكبرُ
لا تُخْدَعَنْ عنه فبائعُ ساعةٍ / منهُ بدنيانا جميعاً يخسرُ
رشَأٌ فُتورُ لِحَاظِهِ
رشَأٌ فُتورُ لِحَاظِهِ / يروي عن المَلَكينِ سِحْرا
متلثِّمٌ ولِثَامُهُ / غَيْمٌ يُوارِي منه بَدْرا
إنْ خُصَّ حُسْنٌ بالصِّوا / نِ فحسنُه أولَى وأحْرَى
يُخفِي اللثامُ مباسِماً / منهُ مُفَدَّاةً وثَغْرا
ثغرٌ هو الإغريضُ قد / جُعِلَ اللثامُ عليه قِشْرَا
لمَّا اعتنقنا للوَدا / عِ وصارَ سِرُّ البَيْنِ جَهْرَا
وأحسَّ بالزفراتِ من / نَفَسِي وقد أُلهبْنَ جَمْرا
ردَّ اللِّثامَ على مبا / سِمَ ضُمِّنَتْ بَرَداً وخَمْرا
خوفاً عليهِ أنْ يذو / بَ بَحَرِّ أنفاسي وحِذْرا
وَلَوَ اَنَّنِي مُكِّنْتُ من / ها هِلْتُها دُرَّاً وعِطْرا