المجموع : 45
جادَ الزَّمانُ وكانَ ذا بُخلٍ بها
جادَ الزَّمانُ وكانَ ذا بُخلٍ بها / وأَطاعَني فيها وقدماً ما عصى
حتّى تصالحنا ومازجَ ريقَها / رِيقي ونازعنْا هوىً مُستْخلَصا
واللثمُ أنشأ بالتقاءِ شفاهنا / صوتاً كما دَحرجتَ في الماءِ الحَصى
والدَّهرُ رامٍ ليسَ يأمنُ عاقلٌ
والدَّهرُ رامٍ ليسَ يأمنُ عاقلٌ / من قوسه التّوتيرَ مَهْما أنْبضا
وا حَسْرتا لرّداهُ لولا أنّه / حكمُ الإلهِ ولا مَردَّ لما قضى
قاضٍ مَضى لسبيلهِ لمّا قَضى
قاضٍ مَضى لسبيلهِ لمّا قَضى / ما كانَ أوّلَ مَن قَضى ثمَّ انْقَضى
ودهشتُ حتى لستُ أدْري أنّهُ / ماضٍ قضى أو أنّه قاضٍ مَضى
ضَرَبوا بمُنْعرَجِ اللواءِ سرادِقا
ضَرَبوا بمُنْعرَجِ اللواءِ سرادِقا / فسقاهم جَفْني سحاباً وادِقا
لم أدعُ مُدْ نَزلوا العُذَيْبَ وبارِقا / إلاّ سَقَى اللهُ العُذَيبَ وبارِقا
بَخلوا على عَيني بحُسنِ لقائهم / فظلتُ للنظرِ الخَفيِّ مُسارِقا
إحدى النّوائبِ في الصّبابةِ أنّني / كنتُ الأمينَ فصرتُ فيها سارِقا
ولكَمْ خدودٍ في الخدورِ نواضرٍ / لنواظرِ الحَدَقاتِ لُحْنَ حَدائقا
ما زالتِ العَبَراتُ يمطرُ نَوْؤُها / حتى زَرعنَ على الخُدودِ شَقائقا
أينَ الفُؤادُ وكانَ عبدَ وِدادِهم / هلْ نلتُمُ يا قومِ عَبداً آبقا
كم قلتُ إذ طلعتْ شموسُ وجوههم / سُبحانَ مَنْ جَعلَ الجيُوبَ مَشارِقا
وأزجِّ قوسِ الحاجبينِ وجدْتُهُ / يَرمي بسهمِ الشفرِ نَحوي اشِقا
والحسنُ أخرسُ ناطقٌ بكمالِهِ / في وجههِ أَفديهِ أخرَس ناطِقا
خصرٌ يقولُ العاشقونَ لحُبِّهِ / يا لَيتَنا كُنا عليهِ مَناطقا
سقياً لليلٍ ما تُذُوكرَ عَهْدُهُ / إلا شققتُ من القَميصِ بنَائقا
لمّا بَدا الكفُّ الخَضيبُ رأيتَني / جَذْلانَ للعَنمِ الخَصيبِ مُرافِقا
عانقتُ بدراً دونَهُ بدرُ الدُّجى / أَرأيتَ للدرِ المُنيرِ مُعانقا
ولثمتُ مَبسمَهُ اللذيذَ وراقَني / رَشْفُ الرُّضابِ فذقتُ رِيقاً رائِقا
لم يلتمس ماءَ الحياةِ بجَهْدِهِ / لو كانَ ذُو القَرنينِ منهُ ذائقا
حتّى استْبَاحَ سَنا الصباحِ حمى الدجى / وابْتَزَّ منهُ الضّوءُ جُنْحاً غاسِقا
ورأيتُ هاماتِ الظَّلامِ كأنّها / قد شِبنَ من هَول الصَّباحِ مَفارِقا
أيقنتُ أنَّ الدهرَ يسلبُ ما كسا / ظلماً ويظهرُ للسُّرورِ عَوائقا
أَمِنَ الفَساد أذى الكسادِ فلن ترى / إلا نفاقاً في البريّةِ نافِقا
يا نفسُ جُوبي القَفرَ واجْتابي الدُّجى / وَهَبي أحاديثَ النُّفوسِ مَخارِقا
فلسوفَ تُسفِرُ سفرةٌ عن طائلٍ / ويُوافقُ الأملُ القَضاءَ السابِقا
ما لينُ مالينٍ إذا أنا لم أجدْ / عيشاً غضيضاً في ذَرَاهُ مُوافقا
لولا التمسُّكُ بالإمامِ وحبلِهِ / لغَدَوتُ في حَلْقِ المنيّةِ زالِقا
فارقتُ حضرتَهُ وعدتُ مُراجعاً / لمّا بلوتُ من اللثامِ خَلائقا
كيفَ التخلُّفُ عن جوادٍ أَجتلى / في كلِّ عضوٍ من نَداهُ شائقا
خفتُ الفَناءَ عليَّ يومَ هجرتُهُ / ونزلتُ صحنَ فِنائيَ المُتَضائقا
فتركتُ أوطاني إليهِ خارجاً / عَنْها كما قمّصْتَ سَهماً مارقا
هبةُ الإلهِ أبو محمدٍ الذي / راعى منَ الخُلُقِ الحَميدِ حَقائقا
أَسدى إلي منَ العَطاءِ جلائلاً / تذرُ المَعاني في الثّناءِ دَقائقا
تستل همته العلية دائباً / سيفاً لهامهات الأعادي فالقا
نعم تشد على العفاة عقودها / وتُعِدُّ أطواقاً لهم ومَخانِقا
ما قَولُهُ في خادمٍ كًهلٍ الحجى / يلفيهِ في عددِ السِّنينَ مُراهقا
خلّى أباهُ وقومَه مُتَرحِّلاً / عنهم وخلّفَ في الخدورِ عَواتِقا
وغّدا بخدمتِهِ الشّريفةِ لاحِقاً / لا كانَ قطُّ بمَنْ سِواهُ لاحِقا
هَل يستحقُّ لدى الإمامِ المُرْتَجى / عزاً يسكنُ منهُ قلباً خافِقا
إن فاتَكَ الشرفُ الرفي
إن فاتَكَ الشرفُ الرفي / عُ وما استطعتَ بهِ لِحاقا
فابْخلُ بمائِكَ أنْ يُرا / قَ وجُدْ بخُبزكَ أنْ يُذاقا
يا لائمي عنّفتَ بي فترفَّقِ
يا لائمي عنّفتَ بي فترفَّقِ / ونطقتّ في عرضي فاصغِ لمنطقي
لا تُغلقنَّ السمعَ عن عُذري إذا / نَهْنَهْتُ سْؤّالي ببابٍ مُغلقِ
فمتى أجودُ ولستُ أملك بُلغَةً / والغصنُ كيفَ يُظِلُّ ما لم يُورِقِ
أنتَ الذي أَوْليتَني منناً
أنتَ الذي أَوْليتَني منناً / أنا كالحمامِ وهنَّ أطواقي
وتمسّكتْ بعُرا نداكَ يدي / وتماسكتْ بعُلاكَ أرماقي
وبِضاعتي نفقتْ لديكَ وكَمْ / كسدتْ لدى الجُهّالِ أَسواقي
فنشرتُ مدحَكَ حسبَ مقدرتي / وعَلَكْتُ شُكركَ ملءَ أشْداقي
قالوا الْتحى ومَحا الإلهُ جَمالَهُ
قالوا الْتحى ومَحا الإلهُ جَمالَهُ / وكَساهُ ثوبَ مذلّةٍ ومَحاقِ
كتبَ الزمانُ على محاسِنِ خَدِّهِ / هَذا جَزاءُ مُعذِّبِ العُشّاقِ
فترتْ لواحظُكَ المراضُ ولم تَزَلْ
فترتْ لواحظُكَ المراضُ ولم تَزَلْ / تلكَ الفَواترُ بالقُلوبِ فَواتكا
فالآنَ أَجهرُ بالعتابِ فكَم وكَمْ / أَسبلتُ أَذيالي على هَفَواتكا
وإذا التفتّ إلى هواكَ أفادَني / بردَ السُّلُوِّ تذكُّري جفواتكا
يا مَنْ وَفاتي في فواتِ وِصالهِ / فُتَّ الحسانَ فَواتِ قبلَ فَواتِكا
لم يبكِ مَخلوقٌ لمقتلِ أَحمدٍ
لم يبكِ مَخلوقٌ لمقتلِ أَحمدٍ / لا غَروَ منهُ فذاكَ أَحمدُ مَقْتَلِ
أظهرتُ بعدَ مماتِهِ مَقْتي لَهُ / إذْ كانَ يُضمرُ في الحياةِ المقْتَ لي
يا صاحبيَّ سَلا فُؤادي هل سَلا
يا صاحبيَّ سَلا فُؤادي هل سَلا / عمّن كلفْتُ بحبِّه ليجيبَ لا
يا ربِّ إن يكُ لا يجودُ بسلوةٍ / تَحيا بِها نفسُ المَشوقِ المُبتْلى
فانفِ الحَلاوةَ عن مجاجَةِ ريقِه / واؤمُرْ بنفسجَ صُدغِهِ أنْ يَذْبُلا
خلّفتُ خَلفي ضيعةً ضاعَتْ سوى
خلّفتُ خَلفي ضيعةً ضاعَتْ سوى / دِمَنٍ تُعَرِّضُها العوارضُ للبلى
ما إنْ تيسّرَ لي دخولُ رِباعها / إلاّ تذكرتُ الدَّخولَ فحَوْمَلا
هَبّتْ عليَّ صَباً تكادُ تَقولُ
هَبّتْ عليَّ صَباً تكادُ تَقولُ / إنِّي إليكَ منَ الحَبيبِ رَسولُ
سَكْرى تَجشّمتِ الرُّبا لِتَزورَني / مِن عِلّتي وهُبوبُها تَعْليلُ
حَمْلُ العَصا للمُبْتلى
حَمْلُ العَصا للمُبْتلى / بِالشّيبِ عُنْوانُ البلى
وُصِفَ المُسافرُ أَنّهُ / أَلقى العَصا كي يَنزِلا
فَعَلى القِياسِ سَبيلُ مَنْ / حَمَلَ العَصا أنْ يَرْحَلا
طابَ العَميدُ الكندريُّ شَمائِلا
طابَ العَميدُ الكندريُّ شَمائِلا / حتى اسْتَعارَ الروضُ مِنْهُ مَخائِلا
يُدْعى أبا نصرٍ وصنعُ اللهِ نا / صرُهُ أَخَيّم أمْ توجّهَ راحِلا
طمِحَتْ إلى خوارَزْمَ همّتُهُ كما / سلكَ الهِزبرُ إلى العَرينِ مَداخلا
لما غَدا جَيحونُ طوعَ مُرادِهِ / كيفَ اقتْضاهُ جامداً أو سائِلا
واستحسنَتْ فيها الثّعالبُ لبسَهُ / لِفِرائِها فاخترْنَ حَتْفاً عاجِلا
شقَّ العَصا وعصى وظنَّ غَضاضةً / في أن يبيتَ مُهادناً ومجاملا
قالوا مَحا السُّلطانُ عنْهُ لا مَحا / سِمَةَ الفحولِ وكانَ قَرْماً صائِلا
قلتُ اسكُتوا فالآنَ زِيدَ فُحولةً / أُنْثى لذلِكَ جذَّهُ مُسْتأصِلا
ولربّما يُخصَى الجَوادُ فيكتسي / سِمَناً وقد رثّتْ قُواهُ ناحِلا
فيُغيرُ في الظّلماءِ غيرَ منبِّهٍ / جيشَ العدوِّ بأنْ يُحَمْحِمَ صاهِلا
يَهْنيهِ نفْيُ الأنْثَييْنِ فإنّهُ / نَقْصٌ يسوقُ إليهِ مَجْداً كامِلا
سِرنا ومرآةُ الزَّمانِ بحالها
سِرنا ومرآةُ الزَّمانِ بحالها / فالآنَ قد مُحقت وصرت مِنْجَلا
تَخِدُ الركابُ فلا تعوجُ بنا على / طَلَلِ الحبيب ولا تُحيي المنزلا
وتحرك الأعطاف تَشْميراً بِنا / وتُيمِّم الملكَ المظفّرَ طُغْرِلا
أَضنى الهوى جَسدي وأَكسفَ بالي
أَضنى الهوى جَسدي وأَكسفَ بالي / وحُرمتُ وصلَ الشادِنِ الطّبَّالِ
رمتُ الوِصالَ فقالَ خطبٌ هيِّنٌ / لكنَّ كيسَك مثلُ طَبلي خالِ
وافرحْ فما يُلقى لسدّك هادمٌ
وافرحْ فما يُلقى لسدّك هادمٌ / وامرحْ فما يُلفى لحدِّك ثالِمُ
فإذا سخَوتُ فإن سيبكَ عارضٌ / وإذا سطَوتَ فإنَّ سيفَك عارِمُ
فلِذاك تُخشى مِن قَناكَ مَطاعِنٌ / وكذاك تُغشى من قِراك مَطاعِمُ
للهِ أيُّ جذرٍ يومَ النّوى
للهِ أيُّ جذرٍ يومَ النّوى / أَودَعْنَ منِّي في الجَنانِ جُنونا
لو لم يكُنَّ جآذراً ما سُمِّيتْ / شَعَراتُهُنَّ على الرُّؤوسِ قُرونا
شربُ المحرمِ في المحرَّمِ سُنّةٌ
شربُ المحرمِ في المحرَّمِ سُنّةٌ / فانشَطْ لهُ وامسح عنِ العينِ السِّنَهْ
وإذا تلاسَنَ في ملامك حاسِدٌ / فالحَضْرميَّةُ في قَفاهُ مُلسّنَهْ