المجموع : 37
أَوْ بَغْلَة سَفْوَاء تَعْرِضُ لِلْفَتى
أَوْ بَغْلَة سَفْوَاء تَعْرِضُ لِلْفَتى / فَتُخالُ تَحْتَ السَّرْجِ أُمَّ غَزَالِ
سَأَلتْ إِلى الامِّ النَّجابَةَ مِنْ أَبٍ / وَزَهَتْ على الأَعْمامِ وَالأَخْوالِ
وَكأَنَّها قَدْ أُفْرِغَتْ في قالَبٍ / لا انَّها خُلقَتْ على تِمْثالِ
ما أَغْرَبَتْ في زِيِّها
ما أَغْرَبَتْ في زِيِّها / إِلاَّ يَعاقيبُ الْحَجَلْ
جاءِتْكَ مُثْقَلَةَ التَّرا / ئِبِ بِالْحُلِيِّ وَبِالْحُلَل
صُفرُ الْجُفونِ كأَنَّما / باتَتْ بِتِبْرٍ تَكْتَحِلْ
مَشْوقَةٌ شَقَ الزُّجا / جِ لِمَن تأَمَّلَ أَوْ عَقَلْ
وَصَلَتْ مَذابِحُها الروُؤُ / سَ بِحُمْرَةٍ فيها شُعَلْ
لَوْلا اخْتِلافُ الْجِنْسِ وَالتَّرْ / كيبِ جَاءَتْ في المَثَلْ
كَلِحَى الثَّمانِينَ الَّتي / خُضِبَت وَمِنها ما نَصَل
أَو كاللِّثامِ أَزَالَهُ / فَرْطُ التَّلفُّتِ وَالعَجَل
وَتَخالُهُنَّ جَوَارياً / لا يُزدَرَيْنَ مِنَ العَطَل
رَمَتِ الثِّيابَ إِلى وَراءَ / عَنِ الْمَناكِبِ تَنْجدِلْ
وَبَدَتْ سَراويلاتُها / يَسْحَبْنَ وَشْياً مِن قُبُلْ
حُمرٌ مِنَ الرُّكُباتِ في / لَونِ الشَّقائِقِ أَو أَجَلّ
عَقَّدْتَها فَوقَ الصُّدورِ / مُخالِساتٍ لِلقُبَل
وشَدَدْنَ بالأَعضاءِ مِن / حَذَرٍ عَلَيها أَن تُحَلّْ
وكأَنَّما باتَتْ أَصا / بِعُها بِحِنَّاءٍ تُعَلّْ
مَنْ يَستَحِلُّ لِصَيْدِها / فأَنا امرُؤٌ لا أَسْتَحِلّْ
سَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ فأُوجِعَ قَلْبُهُ
سَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ فأُوجِعَ قَلْبُهُ / لِسُقوطِها وَجَرى عَليْهِ عظيمُ
فإِذا مَرَرْتَ بهِ فَسَلِّ فُؤَادَهُ / عَنْها وَقُلْ صَبْراً كَذاكَ الرِّيمُ
عَجَباً لِلُؤْلُؤَةٍ هَوَتْ مِن سِلْكِها / وَالسِّلْكُ لا واهٍ ولا مَفْصومُ
أَتعَدِّياً يا خَطبُ وَهْوَ مَصُوْنٌ / أَبَداً بِخاتَمِ رَبِّهِ مَخْتُومُ
إِنَّ الَّذي صاغَتْ يَدي وَفَمي
إِنَّ الَّذي صاغَتْ يَدي وَفَمي / وَجَرى لِساني فيهِ أَوْ قَلَمي
مِمَّا عُنِيتُ بِسَبْكِ خالِصِهِ / وَاخْتَرْتُهُ مِنْ جَوْهِر الكَلِمِ
لَمْ أُهْدِهِ إِلاَّ لِتَكْسُوَهُ / ذِكْراً يُجَدِّدُهُ على الْقِدَمِ
لَسْنا نَزيدُكَ فَضلَ مَعْرِفَةٍ / لَكِنَّهُنَّ مَصايِدُ الْكَرَمِ
فاقْبَلْ هَدِيَّةَ مَنْ أَشَدْتُ بِهِ / وَنَسَخْتُ عَنْهُ آيَةَ العَدَمِ
لا تُحْسِنُ الدُّنْيا أَبا حَسَنٍ / تأْتي بِمِثْلِكَ فائِقَ الْهِمَمِ
يا سالِكاً بَيْنَ الأَسِنَّةِ والظبُّا
يا سالِكاً بَيْنَ الأَسِنَّةِ والظبُّا / إِنِّي أَشُمُّ عَلَيْكَ رائِحَةَ الدَّمِ
يا لَيْتَ شِعْري مَنْ رَقاكَ بِعُودِهِ / حَتَّى رَقيتَ إلى مَكانِ الأَرْقَم
وَكَأَنَّما راياتُهُ
وَكَأَنَّما راياتُهُ / مَشْهُورَةً يَوْمَ اقْتِحامِهْ
أَيْدٍ تُشيرُ إِلى الْعَدُ / وِّ بِسَلْمِهِ أَو بانْهِزامِهْ
وَكَأَنَّه مِنْ حُوَّةٍ وَلَمىً
وَكَأَنَّه مِنْ حُوَّةٍ وَلَمىً / قَدْ قَبَّلَتْهُ الشَّمْسُ في فمِهِ
قَسَماً بما لا قَيْتُ مِنْ مَضَضِ الْهوى
قَسَماً بما لا قَيْتُ مِنْ مَضَضِ الْهوى / إِني لأَسْرارِ الْهَوى لَكَتُومُ
أَمَّا المَحَبَّةُ في الْمَذَاقِ فإِنَّها / كالشَّهْدِ إِلاَّ أَنَّهُ مَسْمُومُ
أَرَغِبْتُمُ عَنِّي بِأُنْسِكُمُ
أَرَغِبْتُمُ عَنِّي بِأُنْسِكُمُ / وَحَرَمْتُموني طِيبَ أَمْسِكُمُ
إِنْ كُنْتُ لَمْ أَحْضُرُ لِعُرسْكُمُ / فَلَقَدْ حَضَرْتُ طلاقَ عِرْسكُمُ
وَلَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَطِيَّةٍ
وَلَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَطِيَّةٍ / فَسَمِعْتُ إِسْحاقَ بن إِبْراهِيمِ
حَتَّى كَأَنِّي في الْجَلالَةِ جَعْفَرٌ / وَكَأَنَّ هارُونَ الرَّشيدَ نَديمي
وَكأَنَّنا فرَحاً وَلَذَّةَ أَنْفُسٍ / نُسْقى بِعِلِّيِّيْنَ مِنْ تَسْنيمِ
فَكَّرْتُ لَيْلَةٍ وَصْلِها في صَدِّها
فَكَّرْتُ لَيْلَةٍ وَصْلِها في صَدِّها / فَجَرَتْ بَقايا أَدْمُعي كالْعَنْدَمِ
فَطَفِقْتُ أَمْسَحُ مُقْلَتي في نَحْرِها / إِذْ عادَةُ الكافُورِ امْساكُ الدَّمِ
كَمْ كانَ فِيها منْ كِرامٍ سادَة
كَمْ كانَ فِيها منْ كِرامٍ سادَة / بِيضِ الْوُجوهِ شَوامخِ الإِيمانِ
مُتَعاوِنينَ على الدِّيانَةِ والتّقى / للهِ في الإِسْرارِ والإِعْلان
وَمُهَذَّبٍ جَمِّ الفَضائِلِ باذِلٍ / لِنَوالِهِ وَلعِرْضِهِ صَوَّانِ
وَأَئِمَّةٍ جَمَعُوا الْعُلُومَ وَهَذَّبُوا / سنَنَ الْحَديثِ وَمُشْكِلَ الْقُرْآنِ
عُلَماءَ إِنْ سَاءَلْتَهُمْ كشَفُوا الْعَمَى / بِفَقاهةٍ وَفَصاحَةٍ وَبَيانِ
وَإِذا الأْمُورُ اسْتَبْهَمَتْ وَاسْتَغْلَقَتْ / أَبْوابُها وَتَنازَعَ الْخَصْمانِ
حَلُّوا غَوامِضَ كُلِّ أَمْرٍ مُشْكِلٍ / بِدليلِ حَقٍّ واضِحِ البُرْهانِ
هَجَروا المَضاجِعَ قانِتينَ لِرَبِّهِمْ / طَلباً لِخَيْرِ مُعَرَّسٍ وَمغانِ
وَإِذا دَجا اللَّيْلُ البَهيمُ رَأَيْتَهُمْ / مُتَبَتِّلينَ تَبَتَّلَ الرُّهْبانِ
في جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَكْرَمِ مَنْزِلٍ / بَيْنَ الْحِسانِ الْحُورِ وَالغِلْمانِ
تَجِرُوا بِها الفِرْدَوْسَ مِنْ أَربْاحِهِمْ / نِعْمَ التِّجارَةُ طاعَةُ الرَّحْمانِ
المُتَّقينَ اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ / وَالعارِفينَ مَكايِدَ الشَّيْطانِ
وَتَرى جَبابِرَةَ المُلوكِ لَدَيْهِمُ / خُضُعَ الرِّقابِ نَواكِسَ الأَذْقانِ
لا يَسْتَطيعُونَ الكلامَ مَهابَةً / إلاَّ إِشارَةَ أَعْيُن وَبَنانِ
خافُوا الإِلهَ فَخافَهُمْ كُلُّ الْوَرَى / حَتَّى ضِراءُ الأُسْدِ في الْغِيلانِ
تُنْسيكَ هَيْبتُهُمْ شَماخَةَ كُلِّ ذي / مُلْكِ وَهَيْبَةَ كُلِّ ذي سُلْطانِ
أَحْلامُهُمْ تَزِنُ الْجِبِالَ وَفَضْلُهُمْ / كالشَّمْسِ لا تَخْفى بِكُلِّ مَكانِ
كانَتْ تُعَدُّ القَيْرَوَانُ بِهِمُ إِذا / عُدَّ المَنابِرُ زَهْرَةَ البُلْدانِ
وَزَهَتْ على مِصْرٍ وَحُقَّ لَها كَما / تَزْهُو بِهِمْ وَغَدتْ على بَغْدانِ
حَسُنَتْ فَلما أَنْ تَكامَلَ حُسْنُها / وَسَما إِلَيْها كُلُّ طَرْفٍ رانِ
وَتَجَمَّعَتْ فيها الفَضائلُ كُلَّها / وَغَدَتْ مَحَلَّ الأَمْنِ الإِيمانِ
نَظَرَتْ لها الأَيَّامُ نَظْرَةَ كاشِحٍ / تَرْنُو بِنَظْرَةِ كاشِحٍ مِعْيانِ
حَتَّى إِذا الأَقْدارُ حُمَّ وَقوعُها / وَدَنا القَضاءُ لِمُدَّةٍ وَأَوَانِ
أَهْدَتْ لَها فِتَاً كلَيْلٍ مُظْلِمِ / وَأَرادَها كالنَّاطِحِ العيدانِ
بِمَصائِبٍ مِنْ فادِعٍ وأَشائِبٍ / مَمَّنْ تَجَمَّعَ مِنْ بَني دَهْمانِ
فَتَكوا بأمَّةِ أَحْمَدِ أتُراهُمُ / أَمِنُوا عِقابَ اللهِ في رَمَضانِ
نَقَضُوا العُهُودَ المُبْرَماتِ وَأَخْفَرُوا / ذِمَمَ الإلهِ وَلَمْ يَفُوا بِضَمانِ
فاسْتَحْسنوا غَدْرَ الْجِوارِ وَآثَرُوا / سَبْيَ الْحَريمِ وَكَشْفَةَ النِّسْوانِ
سامُوهُمُ سُوءَ العَذابِ وَأَظْهَروا / مُتَعَسِّفينَ كَوَامِنَ الأَضْغانِ
وَالمُسْلِمونَ مُقَسَّمونَ تَنالُهُمْ / أَيْدِي العُصاةِ بِذِلَّةٍ وَهَوانِ
ما بَيْنَ مُضْطَرٍّ وَبَيْنَ مُعَذَّبٍ / وَمُقَتَّلٍ ظُلْماً وَآخَرَ عانِ
يَسْتَصْرِخُونَ فلا يُغاثُ صَريخُهُمْ / حَتَّى إِذا سَئِمُوا مِنَ الارْنانِ
بادوا نُفُوسَهُمُ فَلَّما أَنْفَذُوا / ما جَمَّعوا مِنْ صامتٍ وَصوانِ
وَاسْتَخْلَصوا مِنْ جَوْهَرٍ وَمَلابِسٍ / وَطرائِفٍ وَذَخائِرٍ وَأَوانِ
خَرَجُوا حُفاةً عائِذينَ بِرَبِّهِمْ / مِنْ خَوْفِهِمْ وَمَصائِبِ الأَلْوانِ
هَرَبُوا بِكُلِّ وَليدَةٍ وَفَطيمَةٍ / وَبِكُلِّ أَرْمَلَةٍ وَكُلِّ حَصانِ
وَبِكُلِّ بكْرِ كالمَهاةِ عَزيزَةٍ / تَسْبي الْعُقولَ بِطَرْفِها الفَتَّانِ
خُودٍ مُبَتَّلةِ الوِشاحِ كأَنَّها / قَمَرٌ يَلوحُ على قَضيبِ الْبانِ
وَالمَسْجِدُ المَعْمُورُ جامِعُ عُقْبَةٍ / خَرِبُ المعاطِنِ مُظْلِمُ الأَرْكانِ
قَفْرٌ فَما تَغْشاهُ بَعْدُ جَماعَةٌ / لِصلاةِ خَمْسٍ لا ولا لأَذانِ
بَيْتٌ بِهِ عُبِدَ الإِلَهُ وَبُطِّلتْ / بَعْدَ الْغُلُوِّ عِبادَةُ الأَوْثانِ
بَيْتٌ بِوَحْي اللهِ كانَ بِناؤُهُ / نِعْمَ البِنا وَالمُبْتَنى وَالْباني
أَعْظِمْ بِتِلْكَ مُصيبَةً ما تَنْجَلي / حَسَراتُها أَوْ يَنْقضي المَلَوانِ
لَو أَنَّ ثَهْلاناً أُصيبَ بِعُشْرِها / لَتَدَكْدَكتْ مِنْها ذُرا ثَهلان
حَزِنَت لها كُوَرُ الْعِراقِ بأَسْرِها / وَقُرى الشَّآمِ وَمِصرُ والْخُرسانِ
وَنَزْعَزعَت لمصابها وَتَنَكَّدَتْ / أَسَفاً بلادُ الْهِنْدِ والسِّندانِ
وَعَفا مِنَ الأَقْطارِ بَعْدَ خَلائِها / ما بَيْنَ أَنْدَلُسٍ إِلى حُلْوانِ
وَأَرى النُّجومَ طَلَعْنَ غَيْرَ زَواهِرٍ / في أُفْقِهِنَّ وَأَظْلَمَ الْقَمَرانِ
وَأَرى الْجِبالَ الشُمَّ أَمْسَتْ حُشَّعا / لِمُصابِها وَتَزَعْزَعَ الثَّقلانِ
وَالأَرْضُ مِنْ وَلَهٍ بِها قَدْ أَصْبَحَتْ / بَعْدَ الْقَرارِ شَديدَةَ المَيَلانِ
أَتَرَى اللَّيالي بَعْدَ ما صَنَعَتْ بِنا / تَقْضي لَنا بِتَواصُلٍ وَتَدانِ
وَتُعيدُ أَرْضَ الْقَيْرَوانِ كَعَهْدِها / فيما مَضى مِنْ سالِفِ الأَزْمانِ
مِنْ بَعْدِ ما سَلَبَتْ نَضائِرَ حُسْنِها الْ / أَيْامُ وَاخْتَلَفَتْ بها فئَتانِ
وَغَدَتْ كأَنْ لَمْ تَغْنَ قَطُّ وَلم تَكُنْ / حَرَماً عَزيزَ النَّصْرِ غَيْرَ مُهانِ
أَمْسَتْ وَقَدْ لَعِبَ الزَّمانُ بأَهْلِها / وتَقَطَّعَتْ بِهِمُ عُرا الأَقْرانِ
فَتَفَرَّقُوا أَيْدي سَبا وَتَشَتَّتُوا / بَعْدَ اجْتِماعِهِمُ على الأَوْطان
غُلْفٌ تَمَنَّوا في الْبُيُوتِ أَمانِياً
غُلْفٌ تَمَنَّوا في الْبُيُوتِ أَمانِياً / وَجَميعُ أَعْمارِ اللِّئامِ أَماني
إِنَّي لأَعْجَبُ كَيْفَ يَحْسُنُ عِنُدَهُ
إِنَّي لأَعْجَبُ كَيْفَ يَحْسُنُ عِنُدَهُ / شِعْرٌ مِنَ الأَشْعارِ معْ إِحسانِهِ
ما ذاكَ إِلاَّ أَنَّهُ دُرُّ النّهى / يَفِدُ التِّجارُ بهِ عَلى دِهْقانِهِ
وشربتها من راحت
وشربتها من راحت / يه كأنها من وجنتيه
وكأنها من فعلها / تحكي الذي في ناظريه
يَا مَن يَتِيهُ بِعَارِضَي
يَا مَن يَتِيهُ بِعَارِضَي / هِ يُرِيدُ بِالعُشَّاقِ شَرَّا
مَأ كُنتَ تَصلُحُ في الجَدِي / دِ فَكَيفَ تَصلُحُ فَي المُطَرَّى