لَبِسَت معارفُها البِلى فَجديدُها / خَلِقٌ كَثوبِ المانِحِ المتعطِّطِ

أُغضي وَلَو أَنّي أَشاءُ كسوتُهُ / جَرَباً وكنتُ لَه كشوكِ العرفَطِ

وَلَقَد رأيتُ بِها أَوانسَ كالدُمى / يَنظُرنَ من حَدقِ الظِباءِ العِيَّطِ

ثَبتٌ إِذا كانَ الخَطيبُ كأَنَّهُ / شاكٍ يَخافُ بُكورَ وِردٍ مُغبطِ

وَمَتى تَدَع دارَ الهَوانِ وَأَهلَها / تَجدِ البِلادَ عَريضَةَ المُتَلَبَّطِ

كالدُهمِ وَالنعَمِ الهِجانِ يحوزُها / رَجُلانِ مِن نبهانَ أَو مِن ملقَطِ

وَدَوادياً وَأَداوياً لَم يَعفِها / ما مَرَّ مِن مَطَرٍ وَعامٍ مُقحِطِ

لثقاً تجفجفه الصِبا وَكأَنَّه / شاكٍ تَنَكَّر وَردهُ مَربوعُ

أَحَمامَةٌ حَلَبَت شؤونَكَ أَسجَما / تَدعو الهَديلَ بِذي الأَراكِ سُجوعُ
أَم مَنزِلٌ خَلَقٌ أَضَرَّ بِهِ البلى / وَالريحُ وَالأَنواءُ وَالتَوديعُ
بِلوى كُفافَةَ أَو بِبُرقَةَ أَخزَمٍ / خيمٌ عَلى آلاتِهنَّ وَشيعُ
عَجِبَت أُمامَةُ أَن رأَتني شاحِباً / ثَكَلَتكَ أُمُّكَ أَيُّ ذاكَ يَروعُ
قَد يُدرِكُ الشَرَفَ الفَتى وَرِداؤُهُ / خَلَقٌ وَجَيبُ قَميصِهِ مَرقوعُ
وَيَنالُ حاجَتَهُ الَّتي يَسمو لَها / وَيُطِلُّ وِترَ المَرءِ وَهوَ وَضيعُ
إِمّا تَرِيني شاحِباً مُتَبَذِّلاً / وَالسَيفُ يَخلقُ غِمدُهُ فَيَضيعُ
فَلَرُبَّ لَذَّةِ لَيلَةٍ قَد نِلتُها / وَحَرامُها بحَلالِها مَدفوعُ
بأوانِسٍ حورِ العُيونِ كَأَنَّها / آرامُ وَجرَةَ جادَهُنَّ رَبيعُ
صَيدُ الحَبائِلِ تَستَبين قُلوبَنا / وَدَلالَهُنَّ مُخَلَّقٌ مَمنوعُ

وَمُغَوّثٍ بَعدَ الهُدوِّ أَجَبتُهُ / وَلِسانُهُ وَعثُ اللَهاةِ قَطيعُ

مُتَتَبِّعٌ خَطأي يَودُّ لَوَ اَنَّني / هابٍ بِمدرَجَةِ الصِبا مَنسوعُ

إِنَّ ابنَ دأيَةَ ناحَ يَومَ سُوَيقَةٍ / بِفراقِ أَثلَة وَالخَليظُ جَميعُ

وَإِذا هَرَقتَ بِكُلِّ دارٍ عَبرَةً / نُزِفَ الشؤونُ وَدَمعُكَ اليَنبوعُ

لَم يَنسَ رَكبُكَ يَومَ زالَ مَطيُّهُم / مِن ذي الحُلَيفِ فَصَبَّحوا المَسلوقا

ما زلتُ مُفترطَ السِجالِ مِن العُلى / في حَوضِ أَبلجَ يمدرُ الترنوقا

لا عَيب يُعابُ فيكَ إِلّا أَنَّني / أُمسي عَلَيكَ مِن المَنونِ شَفيقا
إِنَّ القَرابَةَ مِنكَ يأمَلُ أَهلها / صلةً وَيأمن غلظَةً وَعقوقا
يجدون وَجهك يا ابنَ فَرعَي مالِكٍ / سَهلاً إِذا غُلظ الوجوهِ طَليقا

تشلي كبيرتَها فتحلب طالِقاً / وَيرمِّقونَ صغارَها تَرميقا

جَعَلَ الأُلى سَبَقوا اليكَ فَرِشتَهُم / لِلآخَرينَ مَعالِماً وَسَبيلا

إِحبِس عَلى طَلَلٍ ورَسمِ مَنازِلِ / أَقوَينَ بَينَ شَواحِطٍ وَخلائِلِ

وَكأَنَّما خُضِبَت بِحَمضٍ مورِسٍ / آباطُها مِن ذي قرونِ أَيايلِ