القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الساعاتي الكل
المجموع : 47
قولوا لذا البَيت العَتيق وَحَدَثوا
قولوا لذا البَيت العَتيق وَحَدَثوا / عَن فَضل بانيه وَكانَ حَنيفا
يا مَظهَر الوَحي المُنيف وَقبلة ال / دين الحَنيف المُعتلى تَشريفا
إِن الوفود عَليك في تاريخَهُم / جاءوك بُشرى بِالحُسين شَريفا
يا واهب الآلاف لِلألاف
يا واهب الآلاف لِلألاف / مِن غَير تَقتير وَلا إِسرافِ
رفقاً بِأَهل المأزمين فَأنَّهُم / القوا الزَمام لآل عَبد مُناف
ما جيرة البَيت الشَريف أَولي التُقى / مَع ضَعفِهُم في قوة الأشراف
أَسلافَهُم كانتَ أَحلت ساعة / مِن بعدِها حرمت عَلى الأَسياف
خَلف قَد اِستَبقى النَبي جُدودَهُم / فهبوهم لِأولئك الأَسلاف
للسلم قَد جَنحوا فَمنوا وَأَصفَحوا / ما قتل نصفَهُم مِن الإِنصاف
أَحلاف قومكم فَكونوا مثلَهُم / وَتَآلفوا فَالخَير في الإِيلاف
هُم كَالعَبيد وَأَنتُم ساداتهم / بَل سادة الأَشراف وَالأَطراف
وَإِذا أَساؤوا أَحسَنوا لمسيئهم / وَارعوا ذِمام بَقية الأَحلاف
أَنتُم بَنو عَون بن مُحسن فَاِجعَلوا / عَون الرَفيق لَكُم مِن الأَوصاف
فَإِذا هُم اِقتَتَلوا وَشَذوا أَصلَحوا / ما بَينَهُم خَير مِن الإِجحاف
صَلى عَلَيكُم مِن هُدى بَأبيكُم / طَه وَأَنزَل سورة الأَعراف
كادَت تَزف بِنا الرِكاب السَبق
كادَت تَزف بِنا الرِكاب السَبق / فَإِذا الطَريق حَماه صل مطرق
أَرح المَطي فَقَد تَمَرَد مارد / صَعبت مَراقيه وَعَز الأَبلق
تَرجو المَعالي وَالعَوالي دونَها / الشَمس قَد غربت وَأَين المَشرق
فَاِضرب عَن الإِسراع صَفحاً وَاِعتَمد / ان السَريع بِغَير حَزم أَحمَق
وَاِصبر لَدَهرك لا تهبه فَرُبَما / قَطع المُحيط مَع السَلامة زَورَق
مَن لي بِأَصوات الحداة تَرنَمَت / وَالقود تَرقُص وَالبَيارق تَصفق
وَالجُند بِالروح الأَمين مُؤيد / وَالبند بِالنَصر المُبين مخلق
وَالملك بِالنَسَب الشَريف مُتَوَج / وَالدين بِالحَسَب المُنيف مُطَوق
وَالمَجد في بَيت النُبوة راسخ / شَرَفاً يَتيه بِهِ اللوى وَالأَبرق
وَإِذا النَدى يَوماً تَطابَق وَالنَدى / فَالبرّ عَبد اللَه بَحر مُطبق
ملك إِذا ملك زَها بِجدوده / وَجُدوده فَهُوَ الشَريف المعرق
تَلقاهُ بَدراً بِالجَلال مُسَربَلا / يَتلوه نَجم بِالدُروع مقرطق
في مَوكب سام يَحف بِكَوكَب / أفق العَجاج بِنوره يَتأَلَق
تَتَكَلَم الأَبطال قَبل لِقائِهِ / وََتَكاد أَلسِنَة الأَسنة تَنطق
فَإِذا طَغى بِهُم الوَغى وَتَجَرَدَت / بيض الظِبا احمرّ الحَديد الأَزرَق
يَرجو القُبول بِأَن يُسابق خَيله / وَالبَرق لَم يَلحَق سَناه فَيَسبق
وَيل لِقَحطان إِذا غَضِبَت بَنو / عَدنان وَانتَشَر اللوا وَالصَنجق
وَرَمتهم تلك البَنادق وَاِنثَنوا / وَقُلوبَهُم مَثل البَيارق تَخفق
وَالخَيل مثل السَيل في أَعقابِهم / فَالسَيل يَغرق وَالصَواعق تَحرق
وَعلى الكَميت مِن الكُماة غَضَنفر / تَفري براثنه العِدى وَتمزق
يَبدو فتبتسم الصَوارم وَالقَنا / تَبكي دَماً وَالحَي مِنهُم يَصعق
مِن آل محسن عَون كُل مُؤمل / جوداً يَكاد إِذا تَدَفَق يَغرَق
أَمسى لِناديهم نَداهُم داعياً / زَمراً يَقيدها النَوال المُطلَق
يا ابن الَّذي لَولا قَضاءٌ سابق / جاءَت لآمله العُلا تَتَمَلَق
كَم حاول المَنطيق حَصر صِفاته / بِالشعر فَاِنبَهَر البَليغ المفلق
وَلَطالَما دَلَت مَعاليه عَلى / نَهج البَلاغة فَاِستَقامَ المَنطق
أَخفى مَواهبه فَباحَ بِسره / شكر عَلَيها وَالوَفاء مصدق
لَكنه بَدر مَضى بِتَمامه / وَالبَدر يَأخذ في الكَمال فَيَمحَق
وَأَراك تَحذو حَذوه في فَضله / كَرَماً فَتَسبقه لَما لا يَلحَق
وَاِلَيكَها بَدوية في وَسمِها / يَجري عَلَيها مِن صِفاتك رَونَق
مَدَت إِلى عَلياك باعاً طائِلاً / وَأَراك كُفؤاً وَالسَعيد مُوَفَق
جاءَتكَ تَرفل في غَلائل حُسنِها / وَصداقها وَهُوَ القُبول مُحَقق
فَاسلم وَدُم أَبَداً وَباعد وَاقتَرب / إِني بَغَيرك قَد لا أَتَعَلَق
تَرنو النُجوم بِلَحظِها البرّاق
تَرنو النُجوم بِلَحظِها البرّاق / وَالجَوّ في الإِرعاد وَالإِبراق
فَإِذا تَبَسَمَت البُروق لِغبطة / بَكَت السَماء بَدمعها المهراق
وَكَذَلك الأَرَضون في أَكنافِها / جَدب يشاب بِوابل غيداق
مَن كانَ سالم دَهره فَليعتَبر / بِتَعانق الأَسياف وَالأَعناق
لَولا الإِساءَة ما تَميز محسن / تَبدي السُموم فَضائل الترياق
وَلَقَد حَبست النَفس عَن شَهواتها / وَجَمعت أَجفاني عَلى الأَحداق
وَمَنعت ما انضمّت عَلَيهِ جَوانِحي / وَجَعَلت شُكرَكُم عَلى الإِطلاق
لا تَقطَعوا أَمَلي الَّذي أَملتهُ / ملق الكِرام يَزيد في الإِملاق
وَتَخلقوا بِالمُكرَمات تَلطفاً / فَالكُل مُفتَقر إِلى الخلاق
لا تَجعَلوا مَدحي لمدحكم جزاً / وَصل الممنع منية المُشتاق
لا تَحسَبوا أَني عَجزت وَإِنَّما / جَف المداد لِجَفوة الأَوراق
قسماً بِمَن جَعَل البَديع مِن الثَنا / ذخر المُنافق خشية الإِنفاق
إِني عَلى العَهد القَديم وَإِنَّما / حَظ الأَديب عَداوة الأَرزاق
لَكن أَتيت مُؤَخراً مِن بَعد ما / لَدغ الزَمان وَما لَهُ مِن راق
وَأَرى كَثيراً في النُجوم ثَوابِتاً / وَالبَدر ذا كلف حَليف محاق
عاملتموني بِالجَفاء رويدَكُم / الوَرد ذو أَرج بِلا إِحراق
مالي أَراكُم تُنكِرون مَكانَتي / الشَمس لا تَخفي مَع الإِشراق
قلدتمُ غَيري الجَميل وَقلتمُ / حَسب المُغَرّد زينة الأَطواق
أَسدَيتُمُ الجَدوى لَهُ وَسَددتُمُ / طُرق الرَجاء عَليَّ بِالإِطراق
إِن لَم يَكُن مثلي يُسيء وَمِثلَكُم / يُغضي فَأين مَكارم الأَخلاق
أَرجو وُجودَكُمُ وَجودَكُم مَعاً / وَالشارِدات كَحلبة بِسباق
قَد زادَكُم شَرَف الأُصول فَضائِلاً / فَأَضفتُم الأَخلاق لِلأَعراق
فَعَلَيكُم مني السَلام خِتامه / مسك زَكيّ النَشر في الآفاق
جادَت بِوَصل بَعد طول دَلالها
جادَت بِوَصل بَعد طول دَلالها / مَطبوعة جبلت عَلى ادلالها
وَسَرى بِطَيف خَيالها جنح الدُجى / مِن بَعد ما جَنحت إِلى عذالها
زارَت عَلى شَوق مُحبيها وَما / زالَت تَجر إَلَيهِ في أَذيالها
سَفرت فَقُلنا قَد تَأَلق بارق / يَزجي رشاش الطَل في أَطلالها
وَتَكَلَفَت صلة المتيم عِندَما / نَظرت كَمال البَدر دونَ كَمالها
غَيداء جادَت بِالزيارة بَعدَما / جارَت وَمل الدَهر طول ملالها
سَمَحت بِما أَسدت إِليّ وَإِنَّما / صلة المَعنى مِن تَمام وِصالها
حَسناء قَد تاهَت عَليّ كَأَنَّها / حَسنية وَالمَجد في سربالها
ما ضَرَها لَو أَنَّها قَد أَحسَنَت / بِالجَمع بَينَ جَميلها وَجَمالها
هَلا تَعَلمت المَكارم مِن بَني / حَسَن جَماهير الأَكارم آلها
إِن لَم تَصِلني فَالسلو وَلَيسَ لي / إِلا عَليّ وَالعُلى في فالها
ضراب أَمصال الحَديد بمثلها / بَأساً وَضَرب الناس في أَمثالِها
تَأبى العَوالي وَالمَعالي وَالنَدى / إِن قست يَوماً مثلها بِمِثالها
لَو أَملَت كُل البَرية بَعض ما / فيهِ لَأَمسى رُشدَها كَضِلالها
وَلَقَد أَجَل بَني نَمي في الورى / عَن أَن أَشبه أَسدها بِنمالها
وَإِذا الكَواكب في السَماء تَلألأت / فَالشَمس في الإِشراق فَوقَ هِلالها
يا ابن الَّذي نَظمت بِحُسن سُلوكه / زَهر النُجوم عَلى عُلو مَنالها
تَرك السَوالف كَالسَوالف وَاِكتَفى / بِالعادِيات فَعُد مِن ابطالها
جَر الجُيوش تَجر زرق أَسنة / وَالبيض عاكفة عَلى جريالها
قَد أَورَث المَجد المُؤثل نَسله / أَهل الكَمال فَكُنت مِن أَقيالها
لَكَ نسبة علوية نَبَوية / غَراء فَالعَلياء مِن أَحجالها
سَلت صَوارِمها العَزائم فَاِرتَوَت / وَدَم العِدا مُتلهب بِنِصالها
بيض عَلى الغَبراء حاكَت ظلة / خَضراء وَالجَنات تَحتَ ظِلالها
وَقَد اِختَرَطَت لفكرتي في وَصفكم / مِنها سُيوفاً مَن لَها بِصقالها
وَلَقَد علمت بِأَن مَدحي قاصر / وَعلالكم التَنزيل في إِجلالها
أَفَبَعد ما جاءَ الكتاب مفصلاً / تَتَفاضل البَلغاء في أَقوالها
هبني بَلَغت مِن العُلا أَسبابها / هَل أَبلغ الإِقبال مِن إِقبالها
وَأَرى الشَوارد مثل أَرزاق الوَرى / مَطرودة وَالعَقل مثل عقالها
لَكِنَّني أَسعى لِأدركها وَهَل / تَجري الأَهلة في سِوى اِكمالها
تَعَزَزت إِجلالاً وَسَدَت جَلالا / تَعالَ كَما شاءَ العَزيز تَعالى
فَما عَن سُدى سَدَت الجَميع وَإِنَّما / كَمالكَ من فَضل بَلَغَت كَمالا
ظَلَلَت عَلى آثار مَن سارَ سابِقاً / فَكُنت إِلى اللاجي إِلَيك ظَلالا
وَهَل لَكَ مثل إِن تَعَمَدَت مَنطقاً / وَمَن ذا يَرى لابن العَميد مِثالا
بَلاغة لَفظ ذي مَعانٍ بَديعة / عَلَيها وَجدنا الفاضلين عيالا
وَاِنك أَهل للجَميل صَنعته / لِتَكسو المَعالي هَيبة وَجَمالا
وَما فيك عَيب غَير إِنجاز مَوعد / وَحُسن وَفاءٍ لا أَراه مَحالا
وَلما دَعوتَ الكُل حيّ عَلى النَدى / سَعيتُ كَأَني قَد سَمعت بلالا
وَأَدلَجت في أَنوار حَمد تَلألأت / كَمُستَخدَم في بَيت مَجدك لالا
أَهم إِلى نيل المَرام مُشَمِراً / لَدَيك وَإِن كانَ الجَميع كَسالى
وَأَرجع صُفر الكَف مِن كُل مَوعد / كَمَن يَبتَغي مِمَن أَحبَّ وِصالا
عَلى أَن في الدُنيا وَفي تلكَ كُلنا / يؤمل في فضل الإِله تَعالى
وَأَسأَل رَبي أَن يُديمك إِنَّهُ / كَريم رَحيم لا يرد سوآلا
آلى كَمالك وَالمَكارم وَالوَلا
آلى كَمالك وَالمَكارم وَالوَلا / وَعلاك إلّا أَن تَكون الأَولا
وَأَنَلت قُطر النيل مِن قَطر النَدى / صلة الخَصيب فَلا عدمنا الموصلا
لَفظ كَما اِنتَظَم الجمان مُسلسل / عَن أَحمد يَرويه أَحمَد مُرسَلا
أَبدى الثُريا في سَماء صَحيفة / بَدرٌ تَبَوأ كُلَّ قَلب مَنزِلا
وَأَتى بِأَجمَل مِن فَرائد لؤلؤ / نظماً وَفَصّل كَيفَ شاءَ وَأَجمَلا
مِن مُدرك مَعنى حلاه وَقَد سَمَت / مَعنا عُلاه بِما أَنال فَأَجزلا
رَوَت الوَرى عَن فَضلِهِ حَتى اِرتَوَت / مَصر فَجَنَّ النيل ثُم تَسَلسَلا
مَولىً يُكاتب أَوّلاً ليجيبه / مِنّا الرَقيق وَأَن يَكون لَهُ الوَلا
لَو كانَ في العَهد القَديم مُقدّماً / أَعي جَريراً أَن يَقول وَجَروَلا
ما أَهل هَذا القطر غَير سَحابة / بِالقطر جادَت منهُ بَحر قَد عَلا
شَمَلتَهُمُ نِعَمُ العَزيز فَسابَقوا / بِحلى شَمائله الصَبا وَالشَمأَلا
قَد علّم الأُدباء وَصف كَماله / نَظم البَديع فَطوّلوا وَتَطَوّلا
ملك عَلى ناديه ستر مَواهب / وَنَداه قَد فَضَح النَدى مُتَهَلّلا
مَهلاً فَأَيّ فَم يَفي بِمديحه / عَظم المُحيط فَمَن يَعدّ الجَدولا
جعل الوَفاء لِوَفده مِن رَفده / وَلِمَن عَتا جَعل الصِلات المُنصُلا
تَخشى الكَتائب مِن قَضاء كِتابه / في الحالتين معجّلاً وَمُؤَجَّلا
يتَميز المِرّيدُ قَبلَ وَروده / غَضَباً وَيَرضى مُدَبِراً إِن أَقبَلا
لا يَطمَع الأَعداء في إِمهاله / ما كُلّ مَن أَغضى وَأَمهَل أَهمَلا
لا يأَمنوا وَحَذارِ سَطوة بَأسِهِ / فَلَطالَما اِفتَرَس الهِزَبرُ الفُرعُلا
إِني إِذا أَطنَبت في تَمجيده / أَبصرت إِجمال المقصّر أَجمَلا
سَل عَنه أَلسنة الجَوائب إِذ رَوَت / عَنها الوَقائع مُجمَلاً وَمُفَصّلا
يا أَحمَداً وافى بِمعجز أَحمَدٍ / وَأَبى عُلاه أَن يَكون لَنا العُلا
مَن ذا يُجاري فارِساً مِن بَعد ما / قَد أَوقَف الشُعراء قالَ لَها هَلا
قَصَبات سَبق حازَها بِبَلاغة / سارَ الزَمان بِها أَغَرَّ محجَّلا
لَو كانَ لي فَضل بَدَأت بِحَمدِهِ / وَمِن اِبتَدا بِالحَمد كانَ الأَفضَلا
يا خجلة الأُدباء مِنهُ إِذا تَلا / ما قالَهُ فيهُم وَقَولَهُم تَلا
هَذا الَّذي سَلَبَ العُقول بَيانه / مَن قالَ لَيسَ كَمَن هَذي وَتَقوّلا
وَمَن المكاثر بِالنِظام كَواكِباً / جَهد المُقَصّر لا يُباري الأَطوَلا
أَهدى بَنو الخَطّاب فَصل خطابهم / فَتَلَوت مِنهُ البَيّنات مرتّلا
فَعَليهُم مني السَلام مُصَليّاً / فَالسَبق كانَ لَهُم وَكانوا الأَكمَلا
أُنظُر إِلى الأَرض الَّتي قَد أَحرَزَت
أُنظُر إِلى الأَرض الَّتي قَد أَحرَزَت / شَرَفاً كَما قَد جاءَ في القُرآن
مَصر الَّتي نَسبت لَها الدُنيا وَفي / عَهد العَزيز عَنت ذوو التيجان
فَكأَنَّها الفَردوس أَو حَصباؤها / مِن لُؤلؤ رِطب وَمِن مُرجان
حَدث عَن البَحرين قَد وَفَدا عَلى / مَصر وَإِسماعيل ذو السُلطان
فَيَمينه وَيَساره مُذ أَرخا / عزاً بِمَصر تَدَفَق البَحران
إِن كُنتَ تَرغَب في العُلوم وَفضلِها
إِن كُنتَ تَرغَب في العُلوم وَفضلِها / هَذا مَحل قِراءة الفُرقان
أَسرع إَلَيهِ تَنَل بَفَضل مُحَمَد / فَضل الزَكي بِهِ عَلى الأَقران
وَبِفَضل بسم اللَه في تاريخه / إِبدأ مُحب تِلاوَة القُرآن
طف بِالسَلاف عَلى رَنين المُزهر
طف بِالسَلاف عَلى رَنين المُزهر / ما بَينَ أَزهار الرَبيع المُزهرِ
وَاِخطر بِها كَالغُصن يَحمل زَهرة / كَالتاج يُشرق فَوق هامة قَيصَر
وَاِنظُر إِلى الأَكمام كَيفَ تُشير لي / وَكَأَنَّها قَد ضَمَخَت في مسكر
في رَوضة كَالزَهر يُشرق زَهرُها / نوراً وَوَجهك مُسفر عَن نيّر
فَإِذا تَباهى الوَرد فيها جئته / مِن وَرد خَدك بِالشَقيق الأَحمَر
وَإِذا إِزدَهى ريحانها بِنَباتِهِ / جاءتهُ رَوضة عارضيك بِأَنضر
وَإِذا رأَتك الأُقحوانة أَبسَمَت / وَاِفتَر ثَغرَك عَن نَظيم الجَوهَر
وَعُيون نرجسها عَلَيك تَغامَزَت / فَأَريتها لَحظات عَين الجُؤذر
نَثَرت يَد المَنثور فيها لُؤلُؤاً / مِن دُرّ أَنديَة الصَباح المُسفر
وَتَرى الغُصون إِذا اِنثنينَ عَلى الرُبى / كَالعَين مسنَ عَلى بِساط أَخضَر
وَتَرى الخَميلة كَالخَريدة قلدت / بِالياسمين وَوَشحَت بِالعصفر
يا ناقل المصباح لا تمرر عَلى
يا ناقل المصباح لا تمرر عَلى / دار بِها صُبح المَحاسن أَسفَرا
وَاِنظُر إِذا خَجلت بِدور التمّ من / وَجه الحَبيب وَقَد تَكحل بِالكَرى
أَخشى خَيال الهدب يَجرَح خَدّه / فَأَقيهِ مِن لَمع البُروق إِذا سَرى
وَأَخاف أَن تَسري سَحيرا نسمة / فَيَقوم مِن سنة الكَرى مُتَذَعِرا
لَما جَفاني مَن أحب وَأَعرَضا
لَما جَفاني مَن أحب وَأَعرَضا / وَمَضى بِأَيام كَبَرق أَومَضا
ناديت كَالحيران ضاقَ بِهِ الفَضا / أَحمامة الوادي بِشَرقيّ الغَضا
إَن كُنت مسعدة الكَئيب فَرجعي /
ما دامَ مَحجوب الجَمال مَصونَهُ / يَنَأى وَأَطراف الرِماح حَصونَهُ
نوحي فَكُل قَد كفتهُ شُجونهُ / إِنا تَقاسمنا الغَضا فَغصونَهُ
في ارحتيك وَجَمره في أَضلُعي /
وَرد الكِتاب فَلَم يَجد مِن بَعدكم
وَرد الكِتاب فَلَم يَجد مِن بَعدكم / إِلّا اِشتِياقاً بي وَصَبراً عيلا
وَرَأى بُكائي لائِمي في حُبِكُم / فَاِزدادَ قَلبي مِن أذاه عَويلا
روحي فِداك وَإِن بَعدت عَن الحِمى / مِن قَبل أَن يَشفي العَليل غَليلا
ماذا عَلى مَن لامَني لَو أَنَّني / صُرت الفِداء وَكُنت إِسماعيلا
عَبد إِلى الملك العَزيز أَنابا
عَبد إِلى الملك العَزيز أَنابا / قَد جاءَ مُتَخِذاً إَلَيهِ مَآبا
مُستمنحاً مِنهُ الرَضى وَلَعله / يَلقى الكَريم مسامحاً تَوابا
فَهُوَ الَّذي شَمل الوجود بِجوده / فَضلاً وَأَجزَل لِلجَميع ثَواباً
وَأَجله وَهُوَ الجَليل بِأَن أَرى / بَيني وَبَين العَفو مِنهُ حجِابا
يا أَيُّها الملك الَّذي إِحسانهُ / قَد أَوسَع الأَعجام وَالأَعرابا
أَنتَ الَّذي بِالمُكرَمات غَمَرتَني / وَتَرَكت أَيامي عَلَيكَ غضابا
إِن كُنتَ لا تَرضى عَليَّ مَن الَّذي / أَرضاه مِثلك مَنعِماً وَهابا
أَيَروم غَيرك مَن يَرى أَن الوَرى / لا يَملُكون لَما يَروم خِطابا
وَيَرى الأَنام مِن الأَمان بِجانب / مِن جاهِهِ وَهُوَ العَظيم جَنابا
وَلَقَد رَفَعت إِلى السَماء بِدَعوة / صَعدَت لَها فَتفَتَحَت أَبوابا
وَأَعادَك المَولى إَلَينا سالِماً / وَلما دَعَوت بِهِ اليك أَجابا
أَلقى البَشير إِليَّ ما أَحيي بِهِ / قَلبي فَحَياني وَقالَ صَوابا
قَدم الرِكاب الدَواري فَأَرخوا / بُشرى لِمَصر بِالسَعيد رِكابا
في مَوكب يَلقى النُجوم بِمثلها / غُرراً وَيَعقد بِالعَجاج سَحابا
مُترفع عَن أَن يَحل عَلى الثَرى / فَيَكاد يَضرب في السَماء قبابا
شَق البِحار إِلى بُلوغ مَرامِهِ / وَرَمى العُلا بِسهامه فَأَصابا
وَسع الحُكومة عَدله فَتَبَرَجَت / وَغَدا لَها الشَرف الرَفيع نِقابا
فَأَتيتَهُ مُستَوهِباً مِن فَضلِهِ / عَفواً عَن الجاني الَّذي قَد تابا
حاشاه يحرمه التَجاوز وَالرِضى / عَما مَضى إِذ قبَّل الأَعتابا
فَبرحمة مِنهُ يَنال مُراده / عَبد إلى الملك العَزيز أَنابا
قُل لِلأَمير وَقَد أَنَخت بِبابِهِ
قُل لِلأَمير وَقَد أَنَخت بِبابِهِ / ما كانَ ظَني فيكُم أَن أَهجُرا
فَلَكُم حَباني غَيث جودك عَسجَدا / وَأَعدتهُ مِن بَحر فِكري جَوهَرا
وَتَخذتُموني مِن زَرائع صُنعِكُم / في رَوض إِحسان بِشُكري أَثمَرا
أَنتُم سَماء المَجد مَجداً وَالعُلا / وَقَلائِدي تِلكَ النُجوم كَما تَرى
ما كُنتُ لَولا أَمرَكُم بِمُهاجر / لِدِيار قَسطَنطين مِن أُمّ القُرى
وَقَطَعت بَرّاً في تطلب برّكم / وَلورد بَحرَكُم اِقتَحَمت الأَبحُرا
وَتَرَكت فيها ماء زَمزم صافياً / وَوَرَدت ماءَ النيل حينَ تَكَدَرا
أَنتُم بَنيتُم لي مَحَلاً في العُلا / وَأَجلكم أَن تَهدموا مِنهُ الذرى
ما كانَ سَعيي غَير مَشكور لَكُم / لَكنما حَظي أَبى أَن يَشكُرا
ربع الأَماني عامر لكنه / مِن شقوتي أَضحى لَدَيكُم مقفرا
وَأَرى وَإِن عظمت عَلَيكُم قصّتي / جَدواكُم مِنها أَجل وَأَكبَرا
فَدَع الأَعادي أَن أَرَدت شَوامِتاً / وِيُقال إِني عُدت عَنكَ مُسفِرّا
فَإِذا مَنَحتُم كانَ شُكري وَاجِباً / وَإِذا مَنَعتُم كانَ لي أَن أَعذُرا
وَلَقد عَهَدت بِأَن فيكَ تَعَطفاً
وَلَقد عَهَدت بِأَن فيكَ تَعَطفاً / وَتَحب فعل الخَير بِالأَيتام
فَاِصبر عَلى فعل الجَميل وَأَنتُم / أَولى بِبَعض يا أَولى الأَرحام
إِني فَهمت وَقَد علمت مَقاصِدي / وَرَميت لَو أَني أَصَبت مَرامي
وَأَرى يَراعك في الأُمور إِذا مَضى / يِقضي بِكُل النَقض وَالإِبرام
لَم يَعصَ باريه بِأَمر شاءه / في رَسمه الأَحكام بالإِحكام
فَاِصدع بِما أَمر الإِله وَحَسِبنا / في القَول لَهجَةَ السن الأَقلام
وَاِختَر لِنَفسك ما نقول إِذا أَتَت / ذكراكُم عِندَ اِمتِداح كرام
إِني وَإِن صاحَبت قَبلك معشراً
إِني وَإِن صاحَبت قَبلك معشراً / حَفِظوا الوَلاء فَقَد عدَدتك أَوَلا
لَكن رَأَيتك لا تُراعي ذمتي / فَأَرَدت عَتبك مجملاً وَمُفَصَلا
قُل لي فَلَم تَجفو الَّذين تَراهُم / تَبعوا نَبيّك وَالكِتاب المُنزَلا
أَلتركهم خَلفي وَطاعَتك الَّتي / تَرث الحُقود مَنحتَهم هَذا القَلى
هُم في غِنى عَنكُم عَلى أَن الغِنى / لَم يَمنَع الأَخَوين إِن يَتجَمَلا
وَمِن العَجائب أَن أَخص بودكم / مَع أَنَّهُم أَولى بِإِخلاص الوَلا
وَأَرى جَميع المُؤمنين تَجَنَبوا / تَقطيع ما أَمَروا بِهِ أَن يوصَلا
وَلَكَ المَودّة إِن أَرَدت مَوَدَتي / وَإِذا أَرَدت أَنقدَّ في الجَوف السَلى
وَإِذا جَنَحت لَغَير ذَلِكَ عازِفاً / إِن لا تَكون كَما أَكون وَأَجمَلا
فَعَلَيك أَن تَأتي الَّذي أَنا كاره / ثُم اِعتَذَر وَعَليَّ أَن لا أَقبَلا
يا مَن بِغُرة وَجهِهِ قَد أَشرَقَت
يا مَن بِغُرة وَجهِهِ قَد أَشرَقَت / أَيام آمله عَلى الأَيام
وَزَها بِهِ أَوج المَفاخر وَالعُلى / وَسَما بِمنصبه السماك السامي
أَنتَ الَّذي لذنا بِساحة فَضلهِ / فَمَنحتنا بِالبر وَالاكرام
وَغَمرتنا بِمكارم ضمنت لَنا / رَد الحَياة عَلى ذَوي الاعدام
بكَ توّج الدين الحَنيف وَقَلَدت / بِجَميل إِسمك دَولة الإِسلام
وَسَموت بِالملك العَزيز مَراتِباً / بِالعز قَد شرفت عَلى بَهرام
وَلَقد وَفَدت عَلَيك أَشكو حالَتي / لِلّه ثُم إَلَيكَ باسترحام
كَم ذا أؤمل في الأَمير مُحَمَد / وَيَسومَني صَبراً عَلى الآلام
بِالوَعد لي في كُل يَوم رُتبة / أَسمو بِها في دَولة الأَحلام
بَدَني لي الأَمد البَعيد بِقَوله / في كُلِ يَوم طول أَلفي عام
ما زلت أَرقى في مَناصب وَعده / رتب العلى بِتَصور الأَوهام
وَأَبيت مِن فَرد التَخيّل نائَها / حَتّى تَساوَت يَقظَتي وَمَنامي
فَأَتيت نَحوكَ أَستَميحك همة / تَمحو بِها ما كانَ مِن إِيهامي
واسلم وَدم في نعمة أَبديّة / ما لاحَ في الآفاق بَدر تَمام
يا مَن لَهُ الكَرَم الَّذي ما أَحسَنا
يا مَن لَهُ الكَرَم الَّذي ما أَحسَنا / وَلِسوء حَظي عِندَهُ ما أَحسَنا
يا مَن يَفيض نَدى يَديه عَلى الوَرى / وَيعمّهم بِنَواله إِلّا أَنا
فَكَأَنَهُم عَدد جَمَعَت بِكَونِهِ / وَبَقيت صُفراً دونَهُ قَد دوّنا
أَو أَنَّهُم لَفظ إِذا أَعريتَهُ / بِالجود خفت عَلَيهِ بي أَن تلحنا
أَو أَنَّهُم بيت القَصيد نظمتهُ / فَحذفتني مِنهُ لِكَي لا يَخبنا
فَإِذا جَمَعتَهُم تَقصد غَلطة / تَرقيك مِن نَظر الحَسود إِذا رَنا
والحن فديتك لِلضَرورة مَرة / وَلَئن أَسَأت بِها عَدَدتك محسنا
وَإِذا نَظمت البَيت فَاِجعَل لي بِهِ / مِن غَير قافية بِبرك مَسكَنا
إِن كُنت تَجزم بانكِساري إِنَّني / بِالنَصب أَرفَع قصتي إِن أَمكَنا
مالي وَإِن أَقصَيتَني مِن مَلجإٍ / إِلّا جَنابك إِن تَباعد أَو دَنا
إِني ظَمئت وَلَم أَجد لي مَورِداً / إِلّاك يا بَحر الغَنائم وَالغِنى
فَاِبذر لَطَير اليَمن حُبّ وَفائكم / لِيَكون قَبل مَصاده مِن صَيدِنا
لا زلت يا حرم المَكارم مقصداً / نَسعى بظل حِماك في طَلب المُنى
خف العِتاب وَحينَ أَطلق فكرَتي
خف العِتاب وَحينَ أَطلق فكرَتي / ثَقل اللِسان وَقَيد النَطق الوَفي
إِن الجَواب عَن الخِطاب مقصر / لا سيما إِن كانَ مِن خلٍ وَفي
قالوا قَضى حسن المَناقب فارثه
قالوا قَضى حسن المَناقب فارثه / فَأَجبتهم وَمَدامِعي تَتَحدر
لا أَستَطيع رِثاء مَن لِمَصابِهِ / أَضحى لِساني في فَمي يَتَعَثَر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025