القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ طَباطَبا العَلَوي الكل
المجموع : 39
يا مَن يُحاصر وَجده في نَفسِهِ
يا مَن يُحاصر وَجده في نَفسِهِ / وَيُحاذر الرَقباء أَن يتَنَفَسا
زَفرات همِّك قَد أَصابَت فُرصة / فَخَرَجنَ لَما أَن شَمَمنا النَرجِسا
وَتَنوفَةٍ مَد الضَمير قَطَعتها
وَتَنوفَةٍ مَد الضَمير قَطَعتها / وَاللَيل فَوقَ آكامها يَتَرَبع
لَيل يَمُدُّ دُجاه دونَ صَباحه / آمال ذي الحرص الَّذي لا يَقنَع
باتَت كَواكبه تَحوط بَقاءه / في كُلِ أُفق مِنهُ نجم يَلمَع
زَهرٌ يُثير عَلى الصَباح طَلائِعاً / حَولَ السَماء فَهُنَّ حَسرى ضلع
مُتَيَقِظات في المَسير كَأَنَّها / باتَت تُناجي بِالَّذي يَتَوَقع
وَالصُبح يَرقب مِن دُجاه غُرة / مُتَضائل مِن سحقه يَتَطَلَع
مُتَنَفِّساً فيهِ جِناناً واهِنا / في كُل لَحظة ساعة يَتَشَجَع
حَتّى اِنزَوى اللَيل البَهيم لِضوئِهِ / وَقد اِستَجابَ ظَلامه يَتَقَشَع
وَبَدَت كَواكبه حَيارى فيهِ لا / تَدري بِوَشك زيالها ما تَصنَع
مُتهادِلات النور في آفاقِها / مُستَعبِرات في الدُجى تَستَرجع
وَكَواكب الجَوزاء تَبسط باعَها / لِتُعانق الظَلماء وَهِيَ تَودع
وَكَأَنَّها في الجَو نَعش أَخي بِلى / يَبكي وَيوقف تارة وَيَشيع
وَكَأَنَّما الشعرى العبور وَراءَها / ثَكلى لَها دَمعٌ غَزير يهمع
وَبَنات نَعشٍ قَد بَرَزنَ حَواسِراً / قَدامها أَخواتهنّ الأَربع
عَبرى هَتَكنَ قِناعهن عَلى الدُجى / جَزَعاً وَآلت بَعدُ لا تَتَقنع
وَكانَ أفقاً مِن تَلألئ نَجمِهِ / عِندَ اِفتِقاد اللَيل عَينٌ تَدمَع
وَالفَجر في صَفوِ الهَواء مَورد / مَل المدامة في الزُجاج تَشَعشَع
يا لَيل ما لَكَ لا تَغيب كَواكِباً / زَفراتها وَجداً عَلَيكَ تَقطع
لَو أَنَّ لي بِضياء صُبحك طاقة / يا لَيل كُنتُ أَوده لا يَسطَع
حَذراً عَلَيك وَلَو قَدرت بِحيلَتي / جرعته الغصص الَّتي تَتَجَرع
يا صُبح هاكَ شَبيبتي فافتك بِها / وَدَع الدُجى بِسوادِهِ يَتَمَتع
أَفقدتَني أُنسي بِأَنجُمِها الَّتي / أَصبَحَت مِن فَقدي لَها أَتَوجَع
أَرقى لِبَرق لائح في جوِّهِ
أَرقى لِبَرق لائح في جوِّهِ / لألاؤه كمهندات تَلمَع
وَاللَيل قَد حَجَب الصَباح كَأَنَّهُ / مُتَرهِّبٌ بِمسوحه مُتَدَرع
وَتَرى الثُرَيا مثل كَفّ خَريدة / تومي بِها أَو عَقرَب تَتَسمع
وَكَأَنَّ ثَوب الجَو صَرح لائح / وَنُجومِهِ دُرٌّ عَلَيهِ تَرصع
أَو كَالدَراهم فَوقَ أَرض بَنَفسج / أَو نَرجس مِن سَوسَنٍ يَتَطَلع
المَوت أَهون مِن سوا
المَوت أَهون مِن سوا / د العارضين لِمَن عَرَف
عَجَباً لِشَمس أَشرَقَت في وَجهه
عَجَباً لِشَمس أَشرَقَت في وَجهه / لَم تمح مِنهُ دُجى الظَلام المطبق
وَإِذا تمطر في الرِهان رَأيته / يَجري أَمام الريح مثلُ مطرِّق
يا لَيلة حليت بِزَهر نُجومها
يا لَيلة حليت بِزَهر نُجومها / وَسهرتها حَتّى بَدَت لي عاطِلا
لَم يَرضَ لَيلي إِذ تَجَلى بَدرُهُ / حَتّى أَراني فيهِ مِنكَ مُخايِلا
وَطَفَقَت أَرمق مِنهُ بَدراً طالِعاً / وَطَفَقت أَذكر مِنكَ بَدراً آفِلا
وَإِذا اِنتَضى قَلَماً لِيَخطُب
وَإِذا اِنتَضى قَلَماً لِيَخطُب / خلتُ في يُمناه نَصلا
كَم رَدَّ عادية الخُطوب / وَكَم أَعَزّ وَكَم أَذّلا
يَجري فَيُؤمن خائِفاً / وَيَصب في الأَعداء نبلا
كفرا بعلمك يا ابن رُستُم كلِّه
كفرا بعلمك يا ابن رُستُم كلِّه / وَبِما حَفظت سِوى الكِتاب المُنزل
لَو كُنت يونس في دَوائر نَحوِهِ / أَو كنت قطرب في الغَريب المشكل
وَحَويت فقه أَبي حَنيفة كُلَّه / ثَم اِنتَمَيت لِرُستُم لَم تَنبل
أَو ما تَرى الأَيّام كَيفَ تَبَرَجت
أَو ما تَرى الأَيّام كَيفَ تَبَرَجت / وَرَبيعُها وَآل عَلَيها قيّم
لَبست بِهِ الأَرض الجَمال فَحُسنَها / مُتَأزر بِبُروده مُتعَمم
انظر إِلى زَهر الرِياض كَأَنَّهُ / وَشيٌ تَنشُره الأَكف منمنم
وَالنُور يَهوى كَالعُقود تَبَدَدت / وَالوَرد يَخجَل وَالأَقاحي تبسم
وَالطل ينظم فَوقَهنَّ لَألِئاً / قَد زانَ مِنهُنَّ الفَرادى التَوأم
وَيَكاد يَذرى الدَمع نَرجِسُها إِذا / أَضحى وَيَقطر مِن شَقائِقِها الدَم
أَرض تُناجيها السَماء إِذا دَجا / لَيل وَلاحَت في دُجاها الأَنجُم
وَلِخُضرة الجَو إِخضِرار رِياضها / وَلِزَهره زَهر وَنور ينجم
وَكَما يَشق سَنا المَجَرة جوه / وادٍ يَشق الأَرض طامَ منعم
لَم يَبقَ إِلا البَدر إِذ تاهَت بِهِ / وَحيا يَجود بِهِ مكب مُرهم
بانوا وَأَبقوا في حشاي لبينهم
بانوا وَأَبقوا في حشاي لبينهم / وَجداً إِذا ظعن الخَليط أَقاما
لِلّهِ أَيام السُرور كَأَنَّها / كانَت لِسُرعة مرها أَحلاما
لَو دامَ عَيش قبلها لأَخي الهَوى / لَأَقامَ لي ذاكَ السُرور وَداما
يا عَيشَنا المَفقود خُذ مِن عُمرِنا / عاماً وردَّ مِن الصِبا أَياما
يا لذّتي بِعِناق مَن
يا لذّتي بِعِناق مَن / رَوى فَمي رَشفاً وَلَثما
في لَيلة ضَمّت عَليَّ / جَناحِها الغَربيب ضَمّا
فَلَو اِستَطَعت جَعَلت بَينَ / ظَلامِها وَالصُبح رَدما
أَندمت حينَ صَفَحت عَمَن
أَندمت حينَ صَفَحت عَمَن / قَد أَساءَ وَقَد ظَلَم
لا تَندَمنَّ فشرنا / مَن أَتبَع الخَير الندم
لا تُنكرَن اِهداءنا لَكَ منطقا
لا تُنكرَن اِهداءنا لَكَ منطقا / مِنكَ اِستَفَدنا حُسنه وَنِظامه
فَاللَه عَزَّ وَجَل يَشكُر فِعلَ مَن / يَتلو عَلَيهِ وَحيه وَكَلامه
مثلي كَبائع طسته بِشَرابه
مثلي كَبائع طسته بِشَرابه / سراً لَئلا يعلم الجيران
لَما تملى ظَلَ في غَثَيانِهِ / يَشكو الصُداع فَعادَه الإِخوان
فَدَعوا بطست كَي يَقئ فَقال / مَه لَو كانَ طست لَم يَكُن غَثيان
يا رستمي لَقَد لَهَوت بِبركة
يا رستمي لَقَد لَهَوت بِبركة / أَصبَحَت تَحمي حُسنَها وَتَصون
وَالعِرس لاهِيَةٌ بِبركتها الَّتي / يَجري إِلَيها الماء آذريون
اللَهُ يَعلَم ما أَتيت خَنىً
اللَهُ يَعلَم ما أَتيت خَنىً / إَن لامَني العَذال أَو سفهوا
ماذا يَعيب الناس مَن رَجُلٍ / خَلَص العَفاف مِن الأَنام لَهُ
يَقَظاتُهُ وَمَنامه شَرَع / كُل بِكُل مِنهُ مُشتَبه
إِن هَمَّ في حُلم بِفاحشة / زجرته عفتُهُ فَيَنتَبِهُ
يا حُسنَ هَذا السَطح مِن مُتنّزه
يا حُسنَ هَذا السَطح مِن مُتنّزه / لِلعَين ما تَلتذ فيهِ وَتَشتَهي
مِن خُضرة نَضرت وَماء سائح / وَمدامة حضرت وَبَهجة أَوجه
وَعِصابة أُدباء كُل شاعر / وَالظَرف في الدُنيا إَلَيهُم يَنتَهي
تَهمي عُقود الشعر بَينَ عُقولَهُم / كَتَناثُر المُرجان مِن عَقد بَهي
يا فَرحة لَو كُنتُ بَينَ القَوم يا / مَن لا يَطيب لَنا المَقام سِوى بِهِ
فَهلمَّ نَجمَع شَملَنا وَنَظامَنا / يا زيننا وَأَمام كُل مُفَّوهِ
وَمَتى تَجب فَكَأَننا في رَوضَةٍ / وَمَتى تَغب فَكَأننا في مَهمَهِ
وَتَوائم لَم تَنشن في نَسَب
وَتَوائم لَم تَنشن في نَسَب / لَكِنَّها اِقتَنَصَت مِن القُضُب
صُفرِ الثِياب كَأَنَّما التحفت / بِغلائل نَسَجَت مِن الذَهَب
وَتَلوح لي الجَوزاء سكرى كُلَما
وَتَلوح لي الجَوزاء سكرى كُلَما / مالَت بِها الحرباء كادَت تَنثَني
وَنطاقها مُتَراصف في نَظمِهِ / فَكَأَنَّما اِنتَطَقَت بِقطعة جوشن

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025