المجموع : 46
وَلَرُبَّما سَلَّت لَنا مِن مائِها
وَلَرُبَّما سَلَّت لَنا مِن مائِها / سَيفاً وَكانَ عَنِ النَواظِر مُغمَدا
طَبَعتهُ لُجِّيّا فَذابَت صَفحَةٌ / مِنهُ وَلَو جَمُدَت لَكانَ مُهَنَّدا
جاءَتكَ لَيلاً في ثياب نَهارِ
جاءَتكَ لَيلاً في ثياب نَهارِ / مِن نورها وَغِلالَة البُلّارِ
كالمُشتَري قَد لَفّ مِن مريخِهِ / إِذ لَفَّهُ في الماءِ جَذوَةَ نارِ
لَطُفَ الجُمودُ لِذا وَذا فَتآلَفا / لَم يَلقَ ضِدٌّ ضدّهُ بِنِفارِ
يَتَحَيَّرُ الراؤُونَ في نَعتَيهِما / أَصفاءُ ماءٍ أم صَفاءُ دَرارِ
امنُن عَلى عَبدٍ رَجاكَ ساعَةً
امنُن عَلى عَبدٍ رَجاكَ ساعَةً / يَرتاحُ فيها باِصطيادِ أَرانِبِ
حَتّى يَصيدَ بِسَعدِكَ الأَبطالُ في / يَومِ الوَغى بِأَسِنَّةٍ وَقَواضِبِ
يا أَيُّها المَلِك الَّذي
يا أَيُّها المَلِك الَّذي / كَفّاه بخَّلتا السَحابْ
أَنعَمتَ بالبيض الكَعا / ب عَليّ وَالخَيل العِرابْ
وَغدَوتَ تُخشى لِلعِقا / بِ كما تُرجّى الثَوابْ
بِرضاكَ أُبصِرُ نائيَ ال / آلام مِنّي ذا اِقتِرابْ
وَبطيب أَيّامي لَدي / كَ عَرفتُ أَيّامَ الشَبابْ
فَشَكَرتُ ما أَولَيتَه / مِن أَياديكَ العِذاب
بِشَبا سِناني في الطَعا / ن وَحَدّ سَيفي في الضرابْ
وَشَبا لِساني في المَحا / فِل بِالتَعَثُّر لا يُشابْ
لا زِلتَ تَنتَعِل النُجو / مَ وَخَدُّ قِتلك في التُرابْ
الشَمسُ تَخجَلُ مِن جمالِك
الشَمسُ تَخجَلُ مِن جمالِك / فَتَغيبُ مُسرِعَةً لذلكْ
وَالغَيثُ يَحيا أَن يُصو / بَ لِما يَراهُ مِن نَوالِكْ
وَالبَدرُ يَطلع ناقِصاً / حَتّى يُتَمِّمَ مِن كَمالِكْ
لِلَّهِ دَرّ أَبي السنان
لِلَّهِ دَرّ أَبي السنان / مِن فارِس شهم الجَنانْ
تَخشاهُ آسادُ الرِجا / لِ كَما تَهيمُ بِهِ القيانْ
فَبِبَأسِهِ يُشقي العِدى / وَبِحُسنِهِ يُصبي الحيانْ
يا مَن تَعَرَّض لي يُريدُ مَساءَتي
يا مَن تَعَرَّض لي يُريدُ مَساءَتي / لا تَعرضَنَّ فَقَد نُصِحتَ لمندمِ
مَن غَرّهُ مِنّي خَلائقُ سَهلَةٌ / فالسمّ تَحتَ ليان مَسّ الأَرقَمِ
يا سَيّدي الأَعلى وَمَن
يا سَيّدي الأَعلى وَمَن / عَدَّدتُهُ أَقوى العُدَدْ
حَلَّت طُيورُكَ بي وَقَد / قَرّبتَ مِنها ما بُعدْ
كاشَفتَنا عَن سرِّها / فَوَشى إِليّ بِها الصُرَدْ
بَيتا يَدُلُّ عَلى اِعتقا / دِك يا جَميلَ المُعتَقَدْ
الحاجِبُ الأَعلى العضدْ / قرةُ عين المعتمدْ
لَمّا نأيتَ نأى الكرى عَن ناظِري
لَمّا نأيتَ نأى الكرى عَن ناظِري / وَصرفته لَمّا انصرفتَ عَلَيهِ
طلبَ البَشيرُ بِشارَةً يُجزى بِها / فوَهَبتُ قَلبي واِعتَذَرتُ إِلَيهِ
لا بُدَّ مِن فرَجٍ قَريبْ
لا بُدَّ مِن فرَجٍ قَريبْ / يأتيك بالعجب العَجيبْ
غَزوٌ عَلَيكَ مُبارَكٌ / في طَيِّهِ الفَتحُ القَريبْ
لِلَّهِ سَيفُك إِنَّهُ / سُخطٌ عَلى دينِ الصَليبْ
لا بُدَّ مِن يَومٍ يَكو / نُ لَهُ أَخٌ يَومَ القَليبْ
الملكُ في طيّ الدَفاتِرْ
الملكُ في طيّ الدَفاتِرْ / فَتخلّ عَن قَود العَساكِرْ
طُف بِالسَرير مسلِّماً / واِرجع لِتَوديعِ المَنابِرْ
واِزحَفْ إِلى جَيش المَعا /
رِف تَقهَر الحِبرَ المُقامِرْ /
واِطعَن بِأَطراف اليَرا / ع نُصرتَ في ثَغر المَحابِرْ
واِضرب بِسكين الدَوا / ة مَكانَ ماضي الحَدّ باتِرْ
أَوَ لَستَ رُسطاليس إِن / ذُكِرَ الفَلاسِفَةُ الأَكابِرْ
وَكَذَلِكَ إِن ذُكر الخَلي / لُ فَأَنتَ نَحويّ وَشاعِرْ
وَأَبو حَنيفَةَ ساقِطٌ / في الرأي حينَ تَكونُ حاضِرْ
من هُرمُسُ من سيبَوي / هِ من ابن فورَك إِن تُناظِرْ
هَذي المَكارِمُ قَد حَوَي / ت فَكُن لِمَن حاباك شاكِرْ
واِقعُد فَإِنَّك طاعِمٌ / كاسٍ وَقُل هَل مِن مُفاخِرْ
فَحُجبتَ وَجهَ رِضايَ عَن / كَ وَكُنتَ قَد تَلقاهُ سافِرْ
أَوَ لَستَ تَذكُرُ وَقتَ لَو / رقة وَقَلبُك ثَمَّ طائِرْ
لا يَستَقِرُّ مَكانَهُ / وَأَبوكَ كالضِرغام خادِرْ
هَلّا اِقتَدَيتَ بِفِعلِهِ / وَأَطَعتَه إِذ ذاكَ آمِرْ
قَد كانَ أَبصَرَ بِالعَوا / قِبِ وَالمَوارِد وَالمَصادِرْ
كَذبَت مُناكُم صَرّحوا أَو جَمجِموا
كَذبَت مُناكُم صَرّحوا أَو جَمجِموا / الدين أَمتَنُ وَالسَجيَّةُ أَكرَمُ
خُنتُم وَرُمتُم أن أَخون وَرُبَّما / حاوَلتُمُ أَن يُستَخَفَّ يَلَملَمُ
وَأرَدتُمُ تَضييقَ صَدرٍ لَم يَضِق / وَالسُمرُ في ثُغَر النحورِ تُحَطَّمُ
وَزَحَفتُمُ بِمَحالِكُم لِمُجَرّبٍ / ما زالَ يَثبُتُ لِلمَحال فَيَهزِمُ
أَنّى رَجَوتم غَدرَ من جَرَّبتمُ / مِنهُ الوَفاءَ وَظُلمَ مَن لا يَظلِمُ
أَنا ذَلِكُم لا البَغيُ يُثمِرُ غَرسُهُ / عِندي وَلا مَبنى الصَنيعَة يُهدَمُ
كُفّو وَإِلّا فاِرقُبوا ليَ بَطشَةً / يُلقى السَفيهُ بِمِثلِها فَيُحلَّمُ
الأَكثَرين مُسَوّداً وَمُملَّكا
الأَكثَرين مُسَوّداً وَمُملَّكا / وَمُتَوّجا في سالِف الأَعصارِ
المُكثِرينَ مِنَ البُكاء لِنارهم / لا يُوقِدونَ بِغَيره لِلساري
وَالمؤثرينَ عَلى العيالِ بزادهم / وَالضاربينَ لِهامَة الجَبّارِ
الناهِضينَ من المُهود إِلى العلى / وَالمُنهِضين الغارَ بَعدَ الغارِ
إِن كُثِّروا كانوا الحَصى أَو فاخَروا / فَمِنَ الأَكاسِر من بَني الأَحرارِ
يُضحي مُؤَمِّلهم يُؤَمَّل كسبه / وَيَبيتُ جارُهُم عَزيزَ الجارِ
تَبكي عَلَيهم شَنَّبوسُ بعبرَةٍ / كأتّيها المُتَدافِع التَيّارِ
يَبكي لَها القَصرُ المُنيفُ تلالأت / شُرَفاتُهُ في خُضرَةِ الأَشجارِ
ما ضاحَكَتهُ الشَمسُ إِلّا خِلتَه / نُضِحَت جَوانِبُهُ بِماء نُظارِ
تَبكي القيانُ تَجاوَبَت أَوتارُها / في ساحَتَيهِ تَجاوُبَ الأَطيارِ
يا شَمسَ ذاكَ القَصرِ كَيفَ تَخَلَّصَت / فيهِ إِلَيكَ طوارِقُ الأَقدارِ
لَمّا تَنَلكَ شُعوبٌ جاوَزَت / غُلبُ الرِجال وَساميَ الأَوسارِ
كَم كانَ من أسدٍ هُنالِك خادرِ / لَكَ حارِسٌ بِأَسِنَّة وَشِفارِ
مِن قَومِكَ الزُهرِ الوجوهِ إِذا الوَغى / كَسَتِ الوجوهَ الغُرَّ ثَوبَ القارِ
مِن كُل أشوسَ خائِضٍ في لُجَّةٍ / نَحوَ الكُماةِ بِشُعلَة مِن نارِ
لَمّا نَماهُم لِلعُلى عمّارُهُم / تَرَكوا قَصيرَةَ الأَعمارِ
أَرمدتَ أَمْ بِنَجومك الرمدُ
أَرمدتَ أَمْ بِنَجومك الرمدُ / فَقَد عادَ ضدّا كُلُّ ما تَعِدُ
هَل في حسابك ما تُؤَمِّلُهُ / أَم قَد تَصَرَّمَ عِندَك الأمدُ
قَد كُنتَ تَهمِسُ إِذ تُخاطبني / وَتخطّ كُرهاً إِن عصَتكَ يَدُ
فَالآن لا عَينٌ وَلا أَثَرٌ / أَتَراكَ غيَّبَ شخصكَ البَلَدُ
وتُراكَ بِالعَذراءِ في عُرسٍ / أَم إِذ كذبتَ سَطا بكَ الأَسَدُ
المُلكُ لا يُبقي عَلى أَحَدٍ / وَالمَوتُ لا يَبقى لَهُ أَحَدُ
لَمّا تَماسَكتِ الدُموعُ
لَمّا تَماسَكتِ الدُموعُ / وَتنبّهَ القَلبُ الصَديعُ
وَتَناكَرَت هِمَمي لَما / يَستامها الخَطبُ الفَظيعُ
قالوا الخُضوعُ سياسَةٌ / فليبدُ مِنك لَهُم خُضوعُ
وَأَلَذُّ مِن طَعم الخُضو / عِ عَلى فَمي السَمُّ النَقيعُ
إِن يسلب القَومُ العدى / مُلكي وتسلمني الجُموعُ
القَلبُ بَينَ ضُلوعِه / لَم تسلم القَلبَ الضُلوعُ
لَم أَستَلَب شرفَ الطبا / ع أيسلَبُ الشَرفُ الرَفيعُ
قَد رُمتُ يَومَ نِزالِهم / أَلا تُحصّنَني الدُروعُ
وَبَرَزتُ لَيسَ سِوى القَمي / صِ عَن الحَشى شيءٌ دفوعُ
وَبَذَلتُ نَفسي كَي تَسي / لَ إِذا يَسيل بِها النَجيعُ
أَجَلي تَأَخَّرَ لَم يَكُن / بِهَوايَ ذُلّيَ وَالخُشوعُ
ما سرتُ قَطُّ إِلى القِتا / ل وَكان مِن أَمَلي الرُجوعُ
شِيَمُ الألى أَنا مِنهُمُ / وَالأَصلُ تَتبَعه الفُروعُ
شُعراءُ طَنجَةَ كلِّهم وَالمَغرِبِ
شُعراءُ طَنجَةَ كلِّهم وَالمَغرِبِ / ذَهَبوا مِن الاغراب أَبعَدَ مَذهَبِ
سألوا العسيرَ مِنَ الأَسير وَإِنَّهُ / بِسُؤالهم لأحَقُّ مِنهُم فاِعجَبِ
لَولا الحَياءُ وَعِزَّةٌ لَخيمةٌ / طَيَّ الحَشا لحكاهمُ في المَطلِبِ
قَد كانَ إِن سئل النَدى يُجزِل وَإِن / نادى الصَريحُ بِبابِهِ اِركَب يَركَبِ
خَرَجوا لِيَستَسقوا فَقُلتُ لَهُم
خَرَجوا لِيَستَسقوا فَقُلتُ لَهُم / دَمعي يَنوبُ لَكُم عَن الأَنواءِ
قالوا حقيق في دَمعِكَ مُقنِعٌ / لَكِنَّها مَمزوجَةٌ بِدماءِ
غَنتكَ أَغماتية الأَلحان
غَنتكَ أَغماتية الأَلحان / ثقَلَت عَلى الأَرواحِ وَالأَبدانِ
قَد كانَ كالثُعبان رُمحُكَ في الوَغى / فَغَدا عَلَيكَ القَيدُ كالثُعبانِ
مُتَمَدّداً يَحميكَ كُلّ تعدّدٍ / مُتَعَطِّفاً لا رَحمَةً لِلعاني
قَلبي إِلى الرَحمانِ يَشكو بَثَّهُ / ما خابَ مَن يَشكو إِلى الرَحمانِ
يا سائِلاً عَن شأنهِ وَمَكانهِ / ما كانَ أَغنى شأنَهُ عَن شاني
هاتيكَ قَينَتهُ وَذَلِكَ قصرُهُ / مِن بَعد أَيّ مَقاصرٍ وَقيّانِ
مِن بعدِ كُلِّ عَزيزةٍ روميَّةٍ / تَحكي الحَمائِم في ذرى الأَغصانِ
سَلَّت عَلَيَّ يَدُ الخُطوب سُيوفَها
سَلَّت عَلَيَّ يَدُ الخُطوب سُيوفَها / فَجذَذنَ مِن جِلَدي الخَطيفَ الأمتَنا
ضَرَبَت بِها أَيدي الخُطوبِ وَإِنَّما / ضَرَبَت رِقابَ الآمِلينَ بِها المُنى
يا آمَلي العادات مِن نَفَحاتِنا / كُفّوا فَإِنَّ الدَهرَ كَفّ أَكُفّنا
لِلَّهِ دَرُّ الحُبِّ ماذا يَصنَعُ
لِلَّهِ دَرُّ الحُبِّ ماذا يَصنَعُ / يَعنو لَهُ مَلِكُ الزَمانِ وَيَخضَعُ
لِلحُبِّ سُلطانٌ عَظيمٌ شانُهُ / مَهما يَقُل قَولاً فَقَلبي يَسمَعُ
إِن يغرِ بِالهِجرانِ مالِكُ مُهجَتي / أُقبِل إِلَيهِ بِحالَتي أَتَضَرَّعُ
ماذا اِنتَفَعتُ بِحالَتي عِندَ الهَوى / حالُ الهَوى أَبَداً أَجَلُّ وَأَرفَعُ