المجموع : 62
رَفَّ النَّدَى وَتَنَفَّسَ النُوَّارُ
رَفَّ النَّدَى وَتَنَفَّسَ النُوَّارُ / وَتَكَلَّمَتْ بِلُغَاتِهَا الأَطْيَارُ
وَتَأَرَّجَتْ سُرَرُ الْبِطَاحِ كَأَنَّمَا / فِي بَطْنِ كُلِّ قَرَارَةٍ عَطَّارُ
زَهْرٌ يَرِفُّ عَلَى الْغُصُونِ وَطَائِرٌ / غَردُ الْهَدِيرِ وَجَدْوَلٌ زَخَّارُ
وَنَوَاسِمٌ أَنْفَاسُهُنَّ طَوِيلَةٌ / وَهَوَاجِرٌ أَعْمَارُهُنَّ قِصَارُ
وَالْبَاسِقَاتُ الْحَامِلاتُ كَأَنَّهَا / عُمُدٌ مُشَعَّبَةُ الذُّرَا وَمَنَارُ
عَقَدَتْ ذَلاذِلَ سُوقِهَا فِي جِيدِهَا / وَسَمَتْ فَلَيْسَ تَنَالُهَا الأَبْصَارُ
فَأُصُولُهَا لِلسَّابِحَاتِ مَلاعِبٌ / وَفُرُوعُهَا لِلنَّيِّراتِ مَطَارُ
يَبْدُو بِهَا زَهْوٌ تَخَالُ إِهَانَهُ / فُتُلاً تَمَشَّتْ في ذُرَاهَا النَّارُ
طَوْرَاً تَمِيلُ مَعَ الرِّيَاحِ وَتَارَةً / تَرْتَدُّ فَهْيَ تَحَرُّكٌ وَقَرَارُ
فَكَأَنَّمَا لَعِبَتْ بِهَا سِنَةُ الْكَرَى / فَتَمَايَلَتْ أَوْ بَيْنَهَا أَسْرَارُ
فَإِذَا رَأَيْتَ رَأَيْتَ أَحْسَنَ جَنَّةٍ / خَضْرَاءَ تَجْرِي بَيْنَهَا الأَنْهَارُ
يَتَرَنَّمُ الْعُصْفُورُ فِي عَذَبَاتِهَا / وَيَصِيحُ فِيهَا الْعَنْدَلُ الصَّفَّارُ
فَالتُّرْبُ مِسْكٌ وَالْجَدَاوِلُ فِضَّةٌ / وَالْقَطْرُ دُرٌّ وَالْبَهَارُ نُضَارُ
فَاشْرَبْ عَلَى وَجْهِ الرَّبِيعِ فَإِنَّهُ / زَمَنٌ دَمُ الآثَامِ فِيهِ جُبَارُ
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرءَ غَيْرُ مُخَلَّدٍ / وَالنَّاسُ بَعْدُ لِغَيْرِهِمْ أَخْبَارُ
إِنِّي وَإِن لَعِبَ الزَّمَانُ بِصَعْدَتِي / وَابْيَضَّ مِنِّي مَفْرِقٌ وَعِذَارُ
فَلَنِعْمَ ما بَقِيَتْ لَدَيَّ مَهَابَةٌ / تَقْذَى بِهَا عَيْنُ الْعِدَا وَوَقَارُ
وَسَعَى إِلَيَّ الْحِلْمُ فِي أَثْوَابِهِ / طَرِبَاً وَآنَ لِجَهْلِيَ الإِقْصَارُ
أَنَا لِلصَّدِيقِ كَمَا يُحِبُّ وَلِلْعِدَا / عِنْدَ الْكَرِيهَةِ ضَيْغَمٌ زَأَّرُ
خَيْلِي مُسَوَّمَةٌ وَرُمْحِي ذَابِلٌ / يَوْمَ الطِّعَانِ وَصَارِمِي بَتَّارُ
وَبِرَاحَتِي قَلَمٌ إِذَا حَرَّكْتُهُ / روِيَتْ بِهِ الأَفْهَامُ وَهْيَ حِرَارُ
تَرْتَدُّ عَنْهُ قَنَابِلٌ وَجَحَافِلٌ / وَتَكِلُّ عَنْهُ أَسِنَّةٌ وَشِفَارُ
غَردٌ إِذَا مَا جَالَ فَوْقَ صَحِيفَةٍ / سَجَدَتْ لِحُسْنِ صَرِيرِهِ الأَوْتَارُ
وَإِذَا امْتَطَى ظَهْرَ الْبَنَانِ لِغَايَةٍ / خَضَعتْ إِلَيْهِ قَوَارِحٌ وَمِهارُ
فَإِذَا رَكِبْتُ فَكُلُّ قِرْنٍ أَمْيَلٌ / وَإِذَا نَطَقْتُ فَكُلُّ نُطْقٍ رَارُ
أَلْقَى الْكَلامُ إِليَّ ثِنْيَ عِنَانِهِ / وَتَفَاخَرَتْ بِكَلامِيَ الأَشْعَارُ
أَيَا مَلِكَاً هَمَتْ كَفَّاهُ جُودَاً
أَيَا مَلِكَاً هَمَتْ كَفَّاهُ جُودَاً / عَلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ بَادِ وَقَارِي
عَرَاكَ النِّيلُ مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ / فَأَلْبِسْهُ الْكَرَامَةَ فَهْوَ عَارِي
رَجَعَ الْخِدِيو لِمِصْرِهِ
رَجَعَ الْخِدِيو لِمِصْرِهِ / وَأَتَتْ طَلائِعُ نَصْرِهِ
وَتَهَلَّلَتْ بِقُدُومِهِ / فَرَحاً أَسِرَّةُ عَصْرِهِ
فَلْتَبْتَهِجْ أَوْطَانُهُ / بِحُلُولِهِ فِي قَصْرِهِ
وَلْيَشْتَهِرْ تَارِيخُهُ / رَجَعَ الْخِديو لِمِصْرِهِ
يَا أَيُّهَا السَّرِفُ الْمُدِلُّ بِنَفْسِهِ
يَا أَيُّهَا السَّرِفُ الْمُدِلُّ بِنَفْسِهِ / كَسَفِينَةٍ فِي لُجِّ بَحْرٍ ماخِرَهْ
أَتَظُنُّ أَنَّ الْفَخْرَ ثَوْبٌ مُعْلَمٌ / تَزْهُو بِلِبْسَتِهِ وَقِدْرٌ باخِرَهْ
هَيْهَاتَ ظَنُّكَ فَالْعُلا أُمْنِيَةٌ / مِنْ دُونِ مَبْلَغِهَا بِحارٌ زَاخِرَهْ
أَتْلَفْتَ دُنْيَاكَ الَّتِي أُوتِيتَهَا / وَلَسَوْفَ تَهْلِكُ حَسْرَةً فِي الآخِرَهْ
تَاللَّهِ لَوْ رَاجَعْتَ نَفْسَكَ مَرَّةً / لَوَجَدْتَهَا مِنْ سُوءِ فِعْلِكَ سَاخِرَهْ
حَتَّامَ تَفْخَرُ بِالْجُدُودِ وَلَمْ تَنَلْ / مَا أَحْرَزَتْ تِلْكَ الْجُدُودُ الْفَاخِرَهْ
فَاجْعَلْ لِنَفْسِكَ مِنْ فِعَالِكَ شَاهِدَاً / يُغْنِيكَ عَنْ ذِكْرِ الْعِظَامِ النَّاخِرَهْ
هَيْهَاتَ لَيْسَ لِحَافِظٍ مِنْ مُشْبِهٍ
هَيْهَاتَ لَيْسَ لِحَافِظٍ مِنْ مُشْبِهٍ / فِي الْقَوْلِ غَيْرُ سَمِيِّهِ الشِّيرَازِي
جَارَاهُ فِي حُسْنِ الْبَيَانِ وَفَاتَهُ / فِي الْمَنْطِقِ الْعَرَبِيِّ بِالإِعْجَازِ
لَبِقٌ بِتَصْرِيفِ الْكَلامِ يَسُوقُهُ / مَا شَاءَ بَيْنَ سُهُولَةٍ وَعَزَازِ
فَإِذَا تَغَزَّلَ فَالنُّفُوسُ نَوَازِعٌ / وَإِذَا تَحَمَّسَ فَالْقُلُوبُ نَوَازِي
كَالصَّارِمِ الْبَتَّارِ في إِفْرِنْدِهِ / وَصِقَالِهِ وَالْمَارِنِ الْهَزْهَازِ
حَاكَ الْقَرِيضَ بِلَهْجَةٍ عَرَبِيَّةٍ / أَغْنَتْ عَنِ الإِسْهَابِ بِالإِيْجَازِ
أَلْفَاظُهَا نَمَّتْ عَلَى مَا تَحْتَهَا / وَصُدُورُهَا دَلَّتْ عَلَى الأَعْجَازِ
فَإِذَا تَلاهَا قَارِئٌ لَمْ يَشْتَبِهْ / فِي الْقَوْلِ بَيْنَ حَقِيقَةٍ وَمَجَازِ
عَبِقَتْ كَأَنْفَاسِ النَّسِيمِ تَعَلَّقَتْ / بِالرَّوْضِ غِبَّ الْعَارِضِ الْمُجْتَازِ
قَدْ كَانَ جِيدُ الْقَوْلِ عُطْلاً قَبْلَهُ / فَحَبَاهُ أَحْسَنَ حِلْيَةٍ وَطِرازِ
مَلَكَتْ مَوَدَّتُهُ الْقُلُوبَ فَأَصْبَحَتْ / تَلْقَاهُ بالتَّوْقِيرِ وَالإِعْزَازِ
لا زَالَ يَبْلُغُ شَأْوَ كُلِّ فَضِيلَةِ / بِمَضَاءِ صَمْصَامٍ وَصَوْلَةِ بَازِ
هَلْ في الْخَلاعَةِ وَالصِّبَا مِنْ بَاسِ
هَلْ في الْخَلاعَةِ وَالصِّبَا مِنْ بَاسِ / بَيْنَ الْخَلِيجِ وَرَوضَةِ الْمِقْيَاسِ
أَرْضٌ كَسَاهَا النِّيلُ مِنْ إِبْدَاعِهِ / وَلِبَاسِهِ الْمَوْشِيِّ أَيَّ لِباسِ
فَكَأَنَّمَا هَوَتِ الْمَجَرَّةُ بَيْنَهَا / فَتَشَكَّلَتْ فِي جُمْلَةِ الأَغْرَاسِ
يَتَلَهَّبُ النُّوَّارُ فِي أَطْرَافِهَا / فَتَخَالُهُ قَبَساً مِنَ الأَقْبَاسِ
لَوْلا مِسَاسُ الطَّلِّ أَحْرَقَ ضَوْؤُهُ / ذَيْلَ الْخَمَائِل رَطْبِهَا وَالْعَاسِي
تَصْبُو الْعُيُونُ إِلَى سَنَاهُ فَتَرْتَمِي / مَهْوَى الْفَرَاشَةِ لامِعُ النَّبْرَاسِ
لَوْ شَامَ بَهْجَتَهَا وَحُسْنَ رُوَائِهَا / فِيمَا أَظُنُّ لَحَارَ عَقْلُ إِيَاسِ
مَلْهَى أَخِي طَرَبٍ وَمَلْعَبُ صَبْوَةٍ / وَثَرَى بُلَهْنِيَةٍ وَدَارُ أُنَاسِ
مَا كُنْتُ في عُمْرِي لأَغْدُوَ نَحْوَهَا / حَتَّى أَبِيتَ بِهَا صَرِيعَ الْكَاسِ
يا سَاقِيَيَّ تَنَبَّهَا فَلَقَدْ بَدَا / فَلَقُ الصَّبَاحِ وَلاتَ حِينَ نُعَاسِ
طُوفَا عَلَيَّ بِهَا فَقَدْ نَمَّ الصَّبَا / أَثْنَاءَ رَوْحَتِهِ بِسِرِّ الآسِ
مِنْ خَمْرَةٍ أَفْنَى الزَّمَانُ شَبَابَهَا / فِي مُخْدَعٍ بِقَرَارَةِ الدِّيمَاسِ
حُبِسَتْ عَنِ الأَبْصَارِ حَتَّى أَنَّهَا / لَمْ تَدْرِ غَيْرَ الدَّيْرِ وَالشَّمَّاسِ
يَنْزُو لِوَقْعِ الْمَاءِ دُرُّ حَبَابِهَا / نَزْوَ الْمَعابِلِ طِرْنَ عَنْ أَقْواسِ
فَإِذَا تَعَاوَرَهَا الْمِزَاجُ تَوَجَّسَتْ / حَذَرَ الْمَهَانَةِ أَيَّمَا إِيجَاسِ
تُشْتَفُّ مِنْ تَحْتِ الْحَبَابِ كَأَنَّهَا / ياقُوتَةٌ قَدْ رُصِّعَتْ بِالْمَاسِ
مَا حُلَّ بَيْنَ الْقَوْمِ عَقْدُ وِكائِها / لِلشُّرْبِ إِلَّا آذَنَتْ بِعُطَاسِ
لا يَخْدَعَنَّكَ في الْمُدَامَةِ جَاهِلٌ / إِنَّ الْمُدَامَةَ نُهْزَةُ الأَكْيَاسِ
إِنَّ الْمُدَامَ أَسَاسُ كُلِّ طَرِيفَةٍ / فَاجْعَلْ بِنَاءَ اللَّهْوِ فَوْقَ أَساسِ
لا تَجْمَعُ الأَيَّامُ كَيْفَ تَصَرَّفَتْ / فِي الْقَلْبِ بَيْنَ الْخَمْرِ وَالْوَسْوَاسِ
فَاسْتَوثِقَا أَخَوَيَّ مِنْ شَأْنَيْكُمَا / وَذَرَا الْمَطِيَّ تَمُورُ بِالأَحْلاسِ
إِنَّ الْفَلاةَ لَهَا رِجَالٌ غَيْرُنَا / يَبْغُونَ نَيْلَ الْيُسْرِ بِالإِفْلاسِ
إِنَّ الْغِني وَالْفَقْرَ في هَذَا الْوَرَى / لَمُقَدَّرٌ وَاللَّهُ ذُو قِسْطَاسِ
فَعَلامَ يُبْلِي الْمَرْءُ جِدَّةَ عُمْرِهِ / مُتَقَلِّبَاً بَيْنَ الرَّجَا وَالْيَاسِ
أَوَ لَيْسَ أَنَّ الْعَيْشَ لُبْسُ عَبَاءَةٍ / وَسِدَادُ مَسْغَبَةٍ وَنَغْبَةُ حَاسِي
تَاللَّهِ لَوْ عَلِمَ الرِّجَالُ بِمَكْرِهَا / عِلْمِي لَبَاعُوهَا بِغَيْرِ مِكَاسِ
هِيَ سَاعَةٌ تَمْضِي وَتَأْتِي سَاعَةٌ / وَالدَّهْرُ ذُو غِيَرٍ بِهَذَا النَّاسِ
فَخُذَا مِنَ الأَيَّامِ مَا سَمَحَتْ بِهِ / لِلنَّفْسِ قَبْلَ تَعَذُّرٍ وَشِمَاسِ
وَإِذَا أَرَابَكُمَا الزَّمَانُ بِوَحْشَةٍ / فَاسْتَمْخِضَاهُ الْيُسْرَ بِالإِيْنَاسِ
إِنَّ الرَّوَائِمَ لا تَدُرُّ لَبُونُهَا / إِلَّا بِلِينِ الْمَسْحِ وَالإِبْسَاسِ
فَلَرُبَّ صَعْبٍ حَادَ سَهْلاً بَعْدَمَا / قُطِعَتْ عَلَيهِ مَرَائِرُ الأَنْفَاسِ
مَا كُلُّ مَا طَلَبَ الْفَتَى هُوَ مُدْرَكٌ / إِنَّ الأُمُورَ بِحِكْمَةٍ وَقِيَاسِ
خَلِّ الْمِرَاءَ لِفِتْيَةِ الدَّرْسِ
خَلِّ الْمِرَاءَ لِفِتْيَةِ الدَّرْسِ / وَاعْكُفْ عَلَى صَفْرَاءَ كَالْوَرْسِ
نُورٌ تَوَقَّدَ بَيْنَ آنِيَةٍ / كَبَيَاضِ صُبْحٍ شَفَّ عَنْ شَمْسِ
هِيَ جَوْهَرٌ كَالنَّفْسِ مَا بَرِحَتْ / تُهْدِي السُّرُورَ لِكُلِّ ذِي نَفْسِ
قَدْ شَاكَلَتْهَا فَهْيَ تَأْلَفُهَا / وَالْجِنْسُ يَأْلَفُ صُحْبَةَ الْجِنْسِ
رَقَّت وَدَقَّتْ فِي قَرَارَتِهَا / فَسَمَتْ عَنِ الإِدْرَاكِ بِالْحِسِّ
يَسْقِيكَهَا خَنِثٌ شَمَائِلُهُ / تَدْعُو إِلَى التَّقْبِيلِ وَاللَّمْسِ
فَاهْنَأْ بِعَيْشٍ لَيْسَ يُوْجَدُ فِي / غَيْرِ الكَرى أَوْ عَالَمِ الْحَدْسِ
أَحِمَى الْجَزِيرَةِ مَطْلَعُ الشَّمْسِ
أَحِمَى الْجَزِيرَةِ مَطْلَعُ الشَّمْسِ / أَمْ لاحَ ضَوْءُ غَزَالَةِ الإِنْسِ
خَرَجَتْ إِلَى الْبُسْتَانِ لاهِيَةً / تَخْتَالُ بَيْنَ كَواعِبٍ خَمْسِ
فَتَبِعْتُ مَسْرَاها عَلَى عَجَلٍ / حَتَّى ظَفِرْتُ بِنَظْرَةٍ خَلْسِ
فَسَتَرْنَهَا عَنِّي وَسِرْنَ بِهَا / فِي رَوْضَةٍ فَيْنَانَةِ الْغَرْسِ
فَوَقَفْتُ مَطْوِيَّاً عَلَى كَمَدٍ / وَمَضَتْ عَلَى آثَارِهَا نَفْسِي
تِلْكَ الَّتِي لَوْلا هَوَايَ بِهَا / مَا بِتُّ مِنْ أَمَلٍ عَلَى يَأْسِ
هَيْهَاتَ أَنْسَى حُسْنَ صُورَتِها / وَحَوَادِثُ الأَيَّامِ قَدْ تُنْسِي
سَكِرَتْ بِخَمْرِ حَدِيثِكِ الأَلْفَاظُ
سَكِرَتْ بِخَمْرِ حَدِيثِكِ الأَلْفَاظُ / وَتَكَلَّمَتْ بِضَمِيرِكِ الأَلْحَاظُ
يَا دُمْيَةً لَوْلا التَّقِيَّةُ لاسْتَوَتْ / فِي حُبِّهَا الْفُتَّاكُ والْوُعَّاظُ
مَا لِي مَنَحْتُكِ خُلَّتِي وَجَزَيْتِنِي / نَاراً لَهَا بَيْنَ الضُّلُوعِ شُوَاظُ
هَلَّا مَنَنْتِ إِذِ امْتَلَكْتِ فَطَالَمَا / مَنَّ الْكَرِيمُ وَقَلْبُهُ مُغْتَاظُ
فَلَقَدْ هَجَرْتُ إِلَيْكِ جُلَّ عَشِيرَتِي / فَقُلُوبُهُمْ أَبَداً عَلَيَّ غِلاظُ
وَنَفَيْتِ عَنْ عَيْنِي الْمَنَامَ فَمَا لَهَا / غَيْرَ الْمَدَامِعِ وَالسُّهَادِ لَمَاظُ
هَذَا وَمَا اخْتَضَبَتْ لِغَيْرِكِ أَسْهُمٌ / بِدَمِي وَلا احْتَكَمَتْ عَلَيَّ لِحَاظُ
فَعَلامَ تَسْتَمِعِينَ مَا يَأْتِي بِهِ / عَنِّي إِلَيْكِ الْحَاسِدُ الْجَوَّاظُ
فَصِلي مُحِبَّاً مَا أَصَابَ خَطِيئَةً / فِي دين حُبِّكِ وَالْغَرَامُ حِفَاظُ
يَهْوَاكِ حَتَّى لا يَمِيلُ بِطَبْعِهِ / فِي حُبِّكِ الإِيْذَاءُ وَالإِحْفَاظُ
نَابِي الْمَضَاجِعِ لا تَزُورُ جُفُونَهُ / سِنَةُ الْكَرَى وَأُولُو الْهَوَى أَيْقَاظُ
مُتَحَمِّلٌ مَا لَوْ تَحَمَّلَ بَعْضَهُ / أَهْلُ الْمَحَبَّةِ وَالْغَرَامِ لَفَاظُوا
فَإِذَا اسْتَهَلَّ تَرَبَّعُوا فِي ما جَرَى / مِنْ دَمْعِهِ وَإِذَا تَنَفَّسَ قَاظُوا
هَذَا هُوَ الْحُبُّ الَّذِي ضَاقَتْ بِهِ / تِلْكَ الصُّدُورُ وَقَلَّتِ الْحُفَّاظُ
أَتُرَى الْحَمَامَ يَنُوحُ مِنْ طَرَبٍ مَعِي
أَتُرَى الْحَمَامَ يَنُوحُ مِنْ طَرَبٍ مَعِي / وَنَدَى الْغَمَامَةِ يَسْتَهِلُّ لِمَدْمَعِي
مَا لِلنَّسِيمِ بَلِيلَةً أَذْيَالُهُ / أَتُرَاهُ مَرَّ عَلَى جَدَاوِلِ أَدْمُعِي
بَلْ مَا لِهَذا الْبَرْقِ مُلْتَهِبَ الحَشَا / أَسَمَتْ إِلَيْهِ شَرَارةٌ مِنْ أَضْلُعِي
لَمْ أَدْرِ هَلْ شَعَرَ الزَّمَانُ بِلَوْعَتِي / فَرَثَى لَهَا أَمْ هَاجَتِ الدُّنْيَا مَعِي
فَالْغَيْثُ يَهْمِي رِقَّةً لِصَبَابَتِي / وَالطَّيْرُ تَبْكِي رَحْمَةً لِتَوَجُّعِي
خَطَرَاتُ شَوْقٍ أَلْهَبَتْ بِجَوَانِحِي / نَاراً يَدِبُّ أَزِيزُهَا فِي مسْمَعِي
وَجَوىً كَأَطْرَافِ الأَسِنَّةِ لَمْ يَدَعْ / لِلصَّبْرِ بَيْنَ مَقِيلِهِ مِنْ مَفْزَعِ
يَا أَهْلَ ذَا النَّادِي أَلَيْسَ بِكُمْ فَتَىً / يَرْثِي لِوَيلاتِ الْمَشُوقِ الْمُولَعِ
أَبْكِي فَيَرْحَمُنِي الْجَمَادُ وَلا أَرَى / خِلاً يَرِقُّ إِلَى شَكَاتِي أَوْ يَعِي
فَإِذَا دَعَوْتُ بِصَاحِبٍ لَمْ يَلْتَفِتْ / وَإِذَا لَجَأْتُ إِلَى أَخٍ لَمْ يَنْفَعِ
وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّنِي أَشْكُو الْهَوَى / وَالذَّنْبُ لِي فِي كُلِّ مَا أَنَا مُدَّعِي
قَدْ طَالَمَا يَا قَلْبُ قُلْتُ لَكَ احْتَرِسْ / أَرَأَيْتَ كَيْفَ يَخِيبُ مَنْ لَمْ يَسْمَعِ
أَوْقَعْتَ نَفْسَكَ فِي حَبَائِلِ خُدْعَةٍ / لا تُسْتَقَالُ فَخُذ لِنَفْسِكَ أَوْ دَعِ
يَا ظَبْيَةَ الْمِقْيَاسِ هَذَا مَدْمَعِي / فَرِدِي وَهَذَا رَوْضُ قَلْبِي فَارْتَعِي
إِنْ كَانَ لا يُرْضِيكِ إِلَّا شِقْوَتِي / فَلَقَدْ بَلَغْتِ مُنَاكِ مِنْهَا فَاقْنَعِي
أَنَا مِنْكِ بَيْنَ صَبَابَةٍ لا تَنْقَضِي / أَيَّامُهَا وَغَوايَةٍ لَمْ تُقْلِعِ
فَثِقِي بِمَا تُمْلِيهِ أَلْسِنَةُ الْهَوَى / وَهْيَ الدُّمُوعُ فَحَقُّهَا لَمْ يُدْفَعِ
لا تَحْسَبِي قَوْلِي خَدِيعَةَ مَاكِرٍ / إِنَّ الْوَفِيَّ بِعَهْدِهِ لَمْ يَخْدَعِ
إِنِّي لأَقْنَعُ مِنْ هَوَاكِ بِنَظْرَةٍ / وَأَعُدُّهَا صِلَةً إِذَا لَمْ تَمْنَعِي
هَذِي مُنَايَ وَحَبَّذَا لَوْ نِلْتُهَا / عَنْ طِيبِ نَفْسٍ فَهْيَ أَكْبَرُ مُقْنِعِ
إِنَّ النَّصِيحَةَ لا تَحُضْ
إِنَّ النَّصِيحَةَ لا تَحُضْ / ضُ عَلَى الأَذَى إِنْ لَمْ تَزَعْ
فَاسْمَعْ فَإِنْ خَيْرَاً أَصَبْ / تَ فَخُذْ وإِنْ شَرَّاً فَدَعْ
رُدِّي التَّحِيَّةَ يَا مَهَاةَ الأَجْرَعِ
رُدِّي التَّحِيَّةَ يَا مَهَاةَ الأَجْرَعِ / وَصِلِي بِحَبْلِكِ حَبْلَ مَنْ لَمْ يَقْطَعِ
وَتَرَفَّقِي بِمُتَيَّمٍ عَلِقَتْ بِهِ / نَارُ الصَّبَابَةِ فَهْوَ ذَاكِي الأَضْلُعِ
طَرِبِ الْفُؤَادِ يَكَادُ يَحْمِلُهُ الْهَوَى / شَوْقَاً إِلَيْكِ مَعَ الْبُرُوقِ اللُّمَّعِ
لا يَسْتَنِيمُ إِلَى الْعَزاءِ وَلا يَرَى / حَقَّاً لِصَبْوَتِهِ إِذَا لَمْ يَجْزَعِ
ضَمَّتْ جَوَانِحُهُ إِلَيْكِ رِسَالَةً / عُنْوَانُهَا فِي الْخَدِّ حُمْرُ الأَدْمُعِ
فَمَتَى يَبُوحُ بِمَا أَجَنَّ ضَمِيرُهُ / إِنْ كُنْتِ عَنْهُ بِنَجْوَةٍ لَمْ تَسْمَعِي
أَصْبَحْتُ بَعْدَكِ في دَيَاجِرِ غُرْبَةٍ / مَا لِلصَّبَاحِ بِلَيْلِهَا مِنْ مَطْلَعِ
لا يَهْتَدِي فِيهَا لِرَحْلِيَ طَارِقٌ / إِلَّا بِأَنَّةِ قَلْبِيَ الْمُتَوَجِّعِ
أَرْعَى الْكَوَاكِبَ فِي السَّمَاءِ كَأَنَّ لِي / عِنْدَ النُّجُومِ رَهِينَةً لَمْ تُدْفَعِ
زُهْرٌ تَأَلَّقُ بِالْفَضَاءِ كَأَنَّهَا / حَبَبٌ تَرَدَّدَ فِي غَدِيرٍ مُتْرَعِ
وَكَأَنَّهَا حَوْلَ الْمَجَرِّ حَمَائِمٌ / بِيضٌ عَكَفْنَ عَلَى جَوَانِبِ مَشْرَعِ
وَتَرَى الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ كَأَنَّهَا / حَلَقَاتُ قُرْطٍ بِالْجُمَانِ مُرَصَّعِ
بَيْضَاءُ نَاصِعَةٌ كَبَيْضِ نَعَامَةٍ / فِي جَوْفِ أُدْحِيٍّ بِأَرْضٍ بَلْقَعِ
وَكَأَنَّهَا أُكَرٌ تَوَقَّدَ نُورُهَا / بِالكَهْرَبَاءَةِ فِي سَمَاوَةِ مَصْنَعِ
وَاللَّيْلُ مَرْهُوبُ الْحَمِيَّةِ قَائِمٌ / فِي مِسْحِهِ كَالرَّاهِبِ الْمُتَلَفِّعِ
مُتَوَشِّحٌ بِالنَّيِّرَاتِ كَبَاسِلٍ / مِنْ نَسْلِ حَامٍ بِاللُّجَيْنِ مُدَرَّعِ
حَسِبَ النُّجُومَ تَخَلَّفَتْ عَنْ أَمْرِهِ / فَوَحَى لَهُنَّ مِنَ الْهِلالِ بِإِصْبَعِ
مَا زِلْتُ أَرْقُبُ فَجْرَهُ حَتَّى انْجَلَى / عَنْ مِثْلِ شَادِخَةِ الْكُمَيْتِ الأَتْلَعِ
وَتَرَنَّمَتْ فَوْقَ الأَرَاكِ حَمَامَةٌ / تَصِفُ الْهَوَى بِلِسعانِ صَبٍّ مُولَعِ
تَدْعُو الْهَدِيلَ وَمَا رَأَتْهُ وَتِلْكَ مِنْ / شِيَمِ الْحَمَائِمِ بِدْعَةٌ لَمْ تُسْمَعِ
رَيَّا الْمَسَالِكِ حَيْثُ أَمَّتْ صَادَفَتْ / مَا تَشْتَهِي مِنْ مَجْثَمٍ أَوْ مَرْتَعِ
فَإِذَا عَلَتْ سَكَنَتْ مَظَلَّةَ أَيْكَةٍ / وَإِذَا هَوَتْ وَرَدَتْ قَرَارَةَ مَنْبَعِ
أَمْلَتْ عَلَيَّ قَصِيدَةً فَجَعَلْتُهَا / لِشَكِيبَ تُحْفَةَ صَادِقٍ لَمْ يَدَّعِ
هِيَ مِنْ أَهَازِيجِ الْحَمَامِ وَإِنَّمَا / ضَمَّنْتُهَا مَدْحَ الْهُمَامِ الأَرْوَعِ
هُوَ ذَلِكَ الشَّهْمُ الَّذِي بَلَغَتْ بِهِ / مَسْعَاتُهُ أَمَدَ السِّمَاكِ الأَرْفَعِ
نِبْرَاسُ دَاجِيَةٍ وَعُقْلَةُ شَارِدٍ / وَخَطِيبُ أَنْدِيَةٍ وَفَارِسُ مَجْمَعِ
صَدْقُ الْبَيَانِ أَعَضَّ جَرْوَلَ بِاسْمِهِ / وَثَنَى جَرِيرَاً بِالْجَرِيرِ الأَطْوَعِ
لَمْ يَتَّخِذْ بَدْرَ الْمُقَنَّعِ آيةً / بَلْ جَاءَ خَاطِرُهُ بِآيَةِ يُوشَعِ
أَحْيَا رَمِيمَ الشِّعْرِ بَعْدَ هُمُودِهِ / وَأَعَادَ لِلأَيَّامِ عَصْرَ الأَصْمَعِي
كَلِمٌ لَهَا فِي السَّمْعِ أَطْرَبُ نَغْمَةٍ / وَبِحُجْرَةِ الأَسْرَارِ أَحْسَنُ مَوْقِعِ
كَالزَّهْرِ خَامَرَهُ النَّدَى فَتَأَرَّجَتْ / أَنْفَاسُهُ بِالْعَنْبَرِ الْمُتَضَوِّعِ
يَعْنُو لَهَا الْخَصْمُ الأَلَدُّ وَيَغْتَذِي / بِلِبَانِهَا ذِهْنُ الْخَطِيبِ الْمِصْقَعِ
هِيَ نُجْعَةُ الأَدَبِ الَّتِي مَنْ أَمَّهَا / أَلْقَى مَرَاسِيَهُ بِوَادٍ مُمْرِعِ
مَلَكَتْ هَوَى نَفْسِي وَأَحْيَتْ خَاطِرِي / وَرَوَتْ صَدَى قَلْبِي وَلَذَّتْ مسْمَعِي
فَاسْلَمْ ِشَكِيبُ وَلا بَرِحْتَ بِنِعْمَةٍ / تَحْنُو عَلَيْكَ بِأَيْكِهَا الْمُتَفَرِّعِ
فَلأَنْتَ أَجْدَرُ بِالثَّنَاءِ لِمِنَّةٍ / أَوْلَيْتَهَا وَالْبِرُّ أَفْضَلُ مَا رُعِي
أَرْهَفْتَ حَدِّي فَهْوَ غَيْرُ مُفَلَّلٍ / وَرَعَيْتَ عَهْدِي فَهْوَم غَيْرُ مُضَيَّعِ
وَبَثَقْتَ لِي مِنْ فَيْضِ بَحْرِكَ جَدْوَلاً / غَمَرَ الْبِحَارَ بِسَيْلِهِ الْمُتَدَفِّعِ
عَذُبَتْ مَوَارِدُهُ فَلَوْ أَلْقَتْ بِهِ / هِيمُ السَّحَابِ دِلاءَهَا لَمْ تُقْلِعِ
وَزَهَتْ فَرَائِدُهُ فَصَارَتْ غُرَّةً / لِجَبِينِ كُلِّ مُتَوَّجٍ وَمُقَنَّعِ
هُوَ ذَلِكَ النَّظْمُ الَّذِي شَهِدَتْ لَهُ / أَهْلُ الْبَرَاعَةِ بِالْمَقَالِ الْمُبْدَعِ
أَبْصَرْتُ مِنْهُ أَخَا إِيَادٍ خَاطِبَاً / وَسَمِعْتُ عَنْتَرَةَ الْفَوَارِسِ يَدَّعِي
وَحَلَمْتُ أَنِّي فِي خَمَائِلِ جَنَّةٍ / وَمِنَ الْعَجَائِبِ حَالِمٌ لَمْ يَهْجَعِ
فَضْلٌ رَفَعْتَ بِهِ مَنَارَ كَرَامَةٍ / صَرَفَ الْعُيُونَ عَنِ الْمَنَارِ لِتُبَّعِ
فَمَتَى أَقُومُ بِشُكْرِ مَا أَوْلَيْتَنِي / وَالنَّجْمُ أَقْرَبُ غَايَةً مِنْ مَنْزِعِي
فَاعْذِرْ إِذَا قَصَرَ الثَّنَاءُ فَإِنِّنِي / رُزْتُ الْمَقَالَ فَلَمْ أَجِدْ مِنْ مَقْنَعِ
لا زِلْتَ تَرْفُلُ فِي وِشَاءِ سَعَادَةٍ / وَحَبِيرِ عَافِيَةٍ وَعَيْشٍ أَمْرَعِ
بَكَرَ النَّدَى وَتَرَفَّعَ السَّدَفُ
بَكَرَ النَّدَى وَتَرَفَّعَ السَّدَفُ / وَأَتَتْ وُفُودُ اللَّهْوِ تَخْتَلِفُ
وَدَعَتْ إِلَى شُرْبِ الصَّبُوحِ وَقَدْ / رَقَّ الظَّلامُ حَمَائِمٌ هُتُفُ
فَانْهَضْ عَلَى قَدَمِ الرَّبِيعِ فَمَا / فِي نَيْلِ أَيَّامِ الصِّبَا سَرَفُ
وَانْظُرْ فَثَمَّ غَمَامَةٌ أُنُفٌ / تُولِي الْجَمِيلَ وَرَوْضَةٌ أُنُفُ
زَهْرٌ يَرفُّ عَلَى كَمَائِمِهِ / وَنَدَىً يَشِفُّ وَمُزْنَةٌ تَكِفُ
فَالطَّلُّ مُنْتَشِرٌ وَمُنْتَظِمٌ / وَالْغُصْنُ مُفْتَرِقٌ وَمُؤْتَلِفُ
وَالرَّوْضُ يَرْفُلُ فِي مُعَصْفَرَةٍ / بِالزَّهْرِ لِلأَبْصَارِ تَخْتَطِفُ
عُنِيَ الرَّبِيعُ بِنَسْجِ بُرْدَتِهَا / إِنَّ الرَّبِيعَ لَصَانِعٌ ثَقِفُ
لا شَيءَ أَحْسَنُ مِنْ بُلَهْنِيَةٍ / فِي الْعَيْشِ قَلَّدَ جِيدَهَا الشَّغَفُ
وَعِصَابَةٍ غَلَبَ الْكَمَالُ عَلَى / أَخْلاقِهِمْ وَغَذَاهُمُ التَّرَفُ
نَازَعْتُهُمْ طَرَفَ الْحَدِيثِ وَقَدْ / جَرَتِ الْكُؤُوسُ بِنَا فَمَا اخْتَلَفُوا
قَلْبِي بِهِمْ كَلِفٌ وَنَاظِرَتِي / عَنْ حُسْنِهِمْ تَاللَّهِ تَنْحَرِفُ
فَمَحَبَّتِي لَهُمُ كَمَا عَرَفُوا / صِدْقٌ وَوَجْدِي فَوْقَ مَا أَصِفُ
لِلَّهِ أَيَّامٌ بِهِمْ سَلَفَتْ / لَوْ أَنَّهَا بِالْوَصْلِ تُؤْتَنَفُ
إِذْ لِمَّتِي فَيْنَانَةٌ وَيَدِي / فَوْقَ الأَكُفِّ وَقَامَتِي أَلِفُ
أَجْرِي عَلَى إِثْرِ الشَّبَابِ وَلا / يَمْشِي إِلَى سَاحَاتِيَ الْجَنَفُ
ضَافي الْغَدِيرَةِ عَارِمٌ شَرِسٌ / صَعْبُ الْمَرِيرَةِ سَادِرٌ أَنِفُ
إِنْ سِرْتُ سَارَ النَّاسُ لِي تَبَعاً / وَإِذَا وَقَفْتُ لِحَاجَةٍ وَقَفُوا
فَالآنَ أُصْبِحُ طَائِرِي وَقِعٌ / بَعْدَ السُّمُوِّ وَصَبْوَتِي أَسَفُ
وَغَدَوْتُ بَعْدَ الْكِبْرِياءِ عَلَى / كُلِّ الْوَرَى بِالْعَجْزِ أَعْتَرِفُ
وَكَذَلِكَ الأَيَّامُ آخِرُهَا / بَعْدَ الشَّبَابِ الضَّعْفُ وَالْخَرَفُ
وَالْمَرْءُ مَهْمَا طَالَ طَائِلُهُ / يَوْماً لِصَائِبَةِ الرَّدَى هَدَفُ
فَلَبِئْسَ مَا قَدِمَ الْمَشِيبُ بِهِ / وَلَنِعْمَ مَا وَلَّى بِهِ السَّلَفُ
عَيْنِي لِبُعْدِكَ أَصْبَحَتْ
عَيْنِي لِبُعْدِكَ أَصْبَحَتْ / لا تَسْتَقِلُّ الْجَفْنَ ضُعْفَا
إِنْسَانُهَا فِي غَمْرَةٍ / مِنْ أَدْمُعِي يَبْدُو وَيَخْفَى
سَكَنَ الْفُؤَادُ وَجَفَّتِ الآمَاقُ
سَكَنَ الْفُؤَادُ وَجَفَّتِ الآمَاقُ / وَمَضَتْ عَلَى أَعْقَابِهَا الأَشْوَاقُ
وَنَزَعْتُ عَنْ نَزَقِ الشَّبِيبَةِ وَالصِّبَا / بَعْدَ الْمَشِيبِ وَلِلشَّبَابِ نِزَاقُ
لا الدَّارُ دَارٌ بَعْدَ مَا رَحَلَ الصِّبَا / عَنِّي وَلا تِلْكَ الرِّفَاقُ رِفَاقُ
وَلَقَدْ جَرَيْتُ مَعَ الْغَوَايَةِ وَالصِّبَا / جَرْيَ الْكُمَيْتِ وَلِلْغَرَامِ سِبَاقُ
وَلَبِسْتُ هَذَا الدَّهْرَ مِنْ أَطْرَافِهِ / وَنَزَعْتُهُ وَقَمِيصُهُ أَخْلاقُ
فَإِذَا الشَّبَابُ وَدِيعَةٌ وَإِذَا الْفَتَى / هَدْيٌّ لِفَاغِرَةِ الْمَنُونِ يُسَاقُ
لِلَّهِ أَيَّامٌ لَنَا مَعْرُوفَةٌ / سَبَقَتْ وَلَيْسَ لِسَبْقِهِنَّ لحَاقُ
حَيْثُ الصِّبَا نَهْبٌ وَسَلْسَالُ الْهَوَى / عَذْبٌ وَآنِيَةُ السُّرُورِ دِهَاقُ
فِي جَنَّةٍ خَضْرَاءَ وَرْدُ خُدُودِهَا / زَاهٍ وَغَيْثُ مُدَامِهَا غَيْدَاقُ
سَفَرَتْ بِهَا الأَقْمَارُ مِنْ أَطْوَاقِهَا / وَتَجَمَّعَتْ بِفِنَائِهَا الْعُشَّاقُ
فَالنُّطْقُ جَهْرٌ وَالتَّحِيَّةُ قُبْلَةٌ / بَيْنَ الأَحِبَّةِ وَالسَّلامُ عِنَاقُ
لا يَسْأَمُونَ اللَّهْوَ بَيْنَ مَلاعِبٍ / قَدْ قَامَ فِيهَا لِلْخَلاعَةِ سَاقُ
يَفْتَنُّ عَقْلُ الْمَرْءِ فِي تَصْوِيرِهَا / وَتَحَارُ فِي تَمْثِيلِهَا الأَحْدَاقُ
فَعَلَى الْمُرُوجِ مِنَ الْخَمَائِلِ رَفْرَفٌ / وَعَلَى الْخَمَائِلِ لِلْغُيُومِ رُوَاقُ
بَعَثَ الرَّبِيعُ لَهُنَّ مِنْ أَنْفَاسِهِ / فَسَمَتْ طِبَاقٌ فَوْقَهُنَّ طِبَاقُ
دُنْيَا نَعِيمٍ لا بَقَاءَ لِحُسْنِهَا / وَنَعِيمُ دُنْيَا مَا لَهَا مِيثَاقُ
فَلَقَدْ مَضَى ذَاكَ الزَّمَانُ بِحُسْنِهِ / وَسَمَا إِلَيَّ الْهَمُّ وَالإِيرَاقُ
وَغَدَوْتُ حَرَّانَ الْفُؤَادِ كَأَنَّمَا / ضَاقَتْ عَلَيَّ بِرُحْبِهَا الآفَاقُ
نَفِسَتْ عَلَيَّ بَنُو الزَّمَانِ شَمَائِلِي / فَلَهُمْ بِذَلِكَ خِفَّةٌ وَنِزَاقُ
حَسِبُوا التَّحَوُّلَ فِي الطِّبَاعِ خَلِيقَةً / وَتَحَوُّلُ الأَخْلاقِ لَيْسَ يُطَاقُ
تَاللَّهِ أَهْدَأُ أَوْ تَقُومُ قِيَامَةٌ / فِيهَا الدِّمَاءُ عَلَى الدِّمَاءِ تُرَاقُ
تَرْتَدُّ عَيْنُ الشَّمْسِ فِي سَتَرَاتِهَا / وَيَضِلُّ فِي هَبَوَاتِهَا الإِشْرَاقُ
شَعْوَاءُ تَلْتَهِمُ الْفَضَاءَ وَيَرْتَقِي / مِنْهَا عَلَى حُبُكِ السَّمَاءِ نِطَاقُ
أَنَا لا أَقَرُّ عَلَىالْقَبِيحِ مَهَابَةً / إِنَّ الْقَرَارَ عَلَى الْقَبِيحِ نِفَاقُ
قَلْبِي عَلَى ثِقَةٍ وَنَفْسِي حُرَّةٌ / تَأْبَى الدَّنِيَّ وَصَارِمِي ذَلَّاقُ
فَعَلامَ يَخْشَى الْمَرْءُ فُرْقَةَ رُوحِهِ / أَوَ لَيْسَ عَاقِبَةُ الْحَيَاةِ فِرَاقُ
فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ وَهْيَ فِي أَثْوابِهَا / إِنْ لَمْ تَكُنْ شَامٌ فَتِلْكَ عِرَاقُ
لا خَيْرَ فِي عَيْشِ الْجَبَانِ يَحُوطُهُ / مِنْ جَانِبَيهِ الذُّلُّ وَالإِمْلاقُ
عَابُوا عَلَيَّ حَمِيَّتِي وَنِكَايَتِي / وَالنَّارُ لَيْسَ يَعِيبُهَا الإِحْرَاقُ
فَاضْرَحْهُمُ ضَرْحَ الْعُيُونِ قَذَاتَهَا / وَحَذَارِ لا تَعْلَقْ بِكَ الْعُلَّاقُ
فَالنَّاسُ أَشْبَاهٌ وَشَتَّى بَيْنَهُمْ / تَدْنُو الْجُسُومُ وَتَبْعُدُ الأَخْلاقُ
فَاعْرِفْهُمُ وَاحْذَرْ تَشَابُهَ أَمْرِهِمْ / لا تَسْتَوِي الأَغْلالُ وَالأَطْوَاقُ
لا تَحْسَبَنَّ الرِّفْقَ يَنْزِعُ غِلَّهُمْ / الشَّرُّ دَاءٌ مَا لَهُ إِفْرَاقُ
شَرُوا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَاغْتَرَّهُمْ / لِينُ الْحَيَاةِ وَمَاؤُهَا الرَّقرَاقُ
فَتَرَى الْفَتَى مِنْهُمْ كَأَنَّ بِرَأْسِهِ / نَزْغَ الْجُنُونِ فَلَيْسَ فِيهِ لَيَاقُ
مُتَلَوِّنُ الأَخْلاقِ بَيْنَ عَشِيرِهِ / جَهْلاً كَمَا يَتَلَوَّنُ الشِّقْرَاقُ
لَهِجٌ بِعَارِيَةِ الْحَيَاةِ وَمَا دَرَى / أَنَّ الْحَيَاةَ إِلَى الْمَنُونِ مَسَاقُ
لَوْ كَانَ يَسْلَمُ فِي الزَّمَانِ مِنَ الرَّدَى / حَيٌّ لَعَاشَ بِجَوِّهِ السَّيْذَاقُ
أَرْبَى عَلَى شِمْرَاخِ أَرْعَنَ بَاذِخٍ / سَامٍ لَهُ فَوْقَ السَّحَائِبِ طَاقُ
نَهْمَانُ يَعْتَلِقُ الْقَطَا بِمَخَالِبٍ / حُجْنٍ لَهُنَّ بِوَقْعِهَا تَصْعَاقُ
لا يَسْتَقِرُّ بِهِ الْجَنَاحُ وَطَرْفُهُ / مُتَقَلِّبٌ يَسْمُو بِهِ الإِرْشَاقُ
بَيْنَا كَذَلِكَ إِذْ أَصَابَ عِصَابَةً / لِلطَّيْرِ أَرْسَلَهَا صَدَىً مِحْرَاقُ
فَسَمَا فَحَلَّقَ فَاسْتَدَارَ فَصَكَّهَا / بِمُذَرَّبٍ تَمْكُو لَهُ الأَعْنَاقُ
تَسْمُو فَيَتْبَعُهَا فَتَهْوِي وَهْوَ فِي / آثَارِهَا مَرَّ الشِّهَابِ حِرَاقُ
مَذْعُورَةٌ تَبْغِي الْفِرَارَ مِنَ الرَّدَى / إِنَّ الْفِرَارَ مِنَ الْمَنُونِ وَثَاقُ
حَتَّى إِذَا فَتَرَتْ وَحَطَّ بِهَا الْوَنَى / سَقَطَتْ فَلَيْسَ لِنَفْسِهَا أَرْمَاقُ
فَأَتَى فَمَزَّقَهَا كَمَا حَكَمَ الرَّدَى / وَلِكُلِّ نَفْسٍ مَرَّةً إِزْهَاقُ
أَفَذَاكَ أَمْ ضِرْغَامُ خِيسٍ مُدْهِسٌ / تَنْجَابُ عَنْ أَنْيَابِهِ الأَشْدَاقُ
مَنَعَ الطَّرِيقَ فَمَا تَجُوسُ خِلالَهُ / فِي سَيْرِهَا الطُّرَّاقُ وَالْمُرَّاقُ
غَضْبَانُ يَضْرِبُ ذَيْلَهُ وَيَلُفُّهُ / مِنْ جَانِبَيْهِ كَأَنَّهُ مِخْرَاقُ
عَصَفَتْ عَلَيْهِ النَّائِجَاتُ وَخَابَ مِنْ / هَامِ الْوُحُوشِ لَهُ حَشاً وَصِفَاقُ
فَسَمَا فَأَبْصَرَ رَاعِيَيْنِ تَخَلَّفَا / بِالْعِيرِ تَصْدَحُ بَيْنَهُنَّ نِيَاقُ
فَأَجَمَّ قُوَّتَهُ وَشَدَّ بِوَثْبَةٍ / صُمُّ الصُّخُورِ لِوَقْعِهَا أَفْلاقُ
حَتَّى إِذا اعْتَرَضَ الرِّحَالَ إِذَا بِهَا / يَقِظٌ تَلِينُ لِكَفِّهِ الأَرْزَاقُ
مُتَقَلِّدٌ سَيْفَاً تَرِفُّ مُتُونُهُ / رَفَّ الْمَصَابِحِ شَفَّهُنَّ لِيَاقُ
فَتَصَاوَلا حَتَّى إِذَا مَا اسْتَنْفَدَا / مَا كَانَ عِنْدَهُمَا وَضَاقَ خِنَاقُ
هَمَّا بِبَعْضِهِمَا فَمَاتَا مِيتَةً / لَهُمَا بِهَا حَتَّى الْمَعَادِ وِفَاقُ
أَمْ أَرْقَشٌ مَرِسٌ يَسِيلُ كَأَنَّهُ / بَيْنَ الْخَمَائِلِ جَدْوَلٌ دَفَّاقُ
يَتَنَاذَرُ الرَّاقُونَ سُمَّ لُعَابِهِ / رُعْباً فَلَيْسَ لِمَسِّهِ دِرْيَاقُ
تَسِمُ الظَّلامَ ذُبَالَتَانِ بِرَأْسِهِ / تَقِدَان لَيْسَ عَلَيْهِمَا أَطْبَاقُ
يَسْرِي فَيَقْتَحِمُ السِّرَارَ وَيَرْتَمِي / بِسَنَاهُمَا الْمُتَنَبِّلُ الْمِرْشَاقُ
تَرَكَ الْوُحُوشُ لَهُ الْفَلاةَ وَأَوْغَلَتْ / طَلَبَ النَّجَاةِ فَجَمْعُها أَحْذَاقُ
حَتَّى إِذَا ظَنَّ الظُّنُونَ بِنَفْسِهِ / تِيهاً بِهَا وَخَلَتْ لَهُ الأَعْمَاقُ
أَنْحَى فَأَقْصَدَهُ الزَّمَانُ بِسَهْمِهِ / إِنَّ الزَّمَانَ لَنَابِلٌ مِيفَاقُ
حِكَمٌ تَحَيَّرَتِ الْبَرِيَّةُ دُونَهَا / وَتَنَازَعَتْ أَسْبَابَهَا الْحُذَّاقُ
فَاسْمَعْ فَمَا كُلُّ الْكَلامِ بِطَيِّبٍ / وَلِكُلِّ قَوْلٍ فِي السَّمَاعِ مَذَاقُ
نَزَلَ الْكَلامُ إِلَيَّ مِنْ شُرُفَاتِهِ / وَتَمَثَّلَتْ بِحَدِيثِيَ الآفَاقُ
إِنَّ ابْنَ آدَمَ ذُو طَبَائِعَ أَرْبَعٍ
إِنَّ ابْنَ آدَمَ ذُو طَبَائِعَ أَرْبَعٍ / مَجْمُوعَةِ الأَجْزَاءِ فِي أَخْلاقِهِ
تَبْدُو فَوَاعِلُهَا عَلَى حَرَكَاتِهِ / فِي بَطْشِهِ وَسُكُونِهِ وَنِزَاقِهِ
فَإِذَا تَغَلَّبَ وَاحِدٌ مِنْهَا عَلَى / أَقْرَانِهِ أَدَّى إِلَى إِقْلاقِهِ
بَيْنَا تَرَاهُ كَالزُّلالِ لَطَافَةً / أَلْفَيْتَهُ كَالنَّارِ فِي إِحْرَاقِهِ
أَوْ كَالتُّرَابِ يَهِيلُ مِنْ عَقَدَاتِهِ / أَوْ كَالْهَوَاءِ يَجُولُ فِي آفَاقِهِ
فَإِذَا تَعَادَلَ جَمْعُهَا وَتَوَازَنَتْ / حَرَكَاتُهَا كَانَتْ دَلِيلَ وِفَاقِهِ
وَالْمَرْءُ مَهْمَا كَانَ فِي أَفْعَالِهِ / لا يَنْتَهِي إِلَّا إِلَى أَعْرَاقِهِ
اُكْتُمْ ضَمِيرَكَ مِنْ عَدُوِّكَ جَاهِداً
اُكْتُمْ ضَمِيرَكَ مِنْ عَدُوِّكَ جَاهِداً / وَحَذَارِ لا تُطْلِعْ عَلَيْهِ رَفِيقَا
فَلَرُبَّمَا انْقَلَبَ الصَّدِيقُ مُعَادِياً / وَلَرُبَّمَا رَجَعَ الْعَدُوُّ صَدِيقَا
تَاللَّهِ لَسْتَ بِهَالِكٍ جُوعاً وَلا
تَاللَّهِ لَسْتَ بِهَالِكٍ جُوعاً وَلا / لاقٍ وَإِنْ طَوَّفْتَ إِلَّا رِزْقَكَا
إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِالَّذِي خَلَقَ الْوَرَى / وَأَقَاتَهُ فَعَلامَ تَقْتُلُ نَفْسَكَا
يَا قَلْبُ مَا لَكَ لا تُفِي
يَا قَلْبُ مَا لَكَ لا تُفِي / قُ مِنَ الْهَوَى يَا قَلْبُ مَا لَكْ
أَوَ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَعُو / دَ عَنِ الصِّبَا أَوَ مَا بَدَا لَكْ
أَمْ خِلْتَ أَنَّ يَدَ الزَمَا / نِ قَصِيرَةٌ عَنْ أَنْ تَنَالَكْ
هَيْهَاتَ صَدَّ بِكَ الْهَوَى / عَنْ أَنْ تَرِيعَ وَلَنْ أَخَالَكْ
سَلِّمْ أُمُورَكَ لِلَّذِي / أَنْشَاكَ مِنْ عَدَمٍ وَعَالَكْ
وَدَعِ التَّعَلُّقَ بِالْمُحَا / لِ فَإِنَّهُ يَبْرِي مِحَالَكْ
فَعَسَاكَ تَنْزِعُ مِنْ يَدِ الْ / أَهْوَاءِ يَا قَلْبِي حِبَالَكْ
يَا بَانَةً مَنْ لِي بِضَمِّكْ
يَا بَانَةً مَنْ لِي بِضَمِّكْ / يَا زَهْرَةً مَنْ لِي بِشَمِّكْ
يَا بِنْتَ سَيِّدَةِ النِّسَا / ءِ تَرَفَّقِي بِحَيَاةِ أُمِّكْ
مَا فِيَّ مَنْبِتُ شَعْرَةٍ / إِلَّا بِهِ أَثَرٌ لِسَهْمِكْ
كَلا وَلا فِي مُهْجَتِي / مِنْ طُولِ صَدِّكِ غَيْرُ هَمِّكْ
أَصْبَحْتُ مُمْتَنِعَ الْكَرَى / لَمَّا جَفَانِي بَدْرُ تِمِّكْ
إِنْ لَمْ تَجُودِي بِاللِّقَا / ءِ عَلَى الْمُحِبِّ وَلا بِلَثْمِكْ
فَتَسَامَحِي لِيَ مَرَّةً / حَتَّى أَفُوزَ بِلَثْمِ كُمِّكْ