المجموع : 61
وإذَا جِيَادُ الخَيلِ ماطَلَها المَدى
وإذَا جِيَادُ الخَيلِ ماطَلَها المَدى / وتَقطَّعَتْ من شَأوِها المبْهُورِ
خَلُّوا عِنَاني في الرِّهانِ ومَسِّحوا / مِنِّي بِغُرَّةِ أبلق مَشْهُورِ
نَعَبَ الغُرابُ فقُلْتُ أَكذَبُ طائرٍ
نَعَبَ الغُرابُ فقُلْتُ أَكذَبُ طائرٍ / إنْ لَمْ يُصَدّقهُ رُغاءُ بَعيرِ
رِدُّ الجمالِ هُوَ المُحَقِّقُ لِلنَّوى / بَل شرُّ أحْلاسٍ لَهُنَّ وكُورِ
وصَحائحٍ مَرضى العُيونِ شَحائحٍ
وصَحائحٍ مَرضى العُيونِ شَحائحٍ / بِيضِ الوجُوهِ نَواعمِ الأَبْشارِ
أَضْنَينَني بِلواحِظٍ تَشكو الضَّنَى / وَكَسَوْنَني ما هُنَّ مِنْهُ عَوارِي
بِجَوىً حَوَتْهُ مُهْجَتي عَنْ مُقْلَتي / والجارُ قَدْ يَشْقَى بِذَنبِ الجارِ
حتى إذا ما الليلُ قَوْ
حتى إذا ما الليلُ قَوْ / وَضَ راحلاً عند الغَلسْ
وبدا الصباحُ كغُرَّةٍ / تَبدو على وجهِ الفَرسْ
لم يَبْقَ مِنْ جُثْمانِهِ
لم يَبْقَ مِنْ جُثْمانِهِ / إِلَّا حُشاشَةُ مُبْتَئِسْ
قَد رَقَّ حَتَّى ما يُرى / بل ذابَ حتَّى ما يُحَسْ
بِالمُنْذِرِ بْنِ مُحمَّدٍ
بِالمُنْذِرِ بْنِ مُحمَّدٍ / شَرُفتْ بِلاد الأندَلُسْ
فالطيرُ فِيها ساكِنٌ / والوحْشُ فِيها قد أنسْ
طَلَعَتْ لَهُ وَاللَّيلُ دامِسْ
طَلَعَتْ لَهُ وَاللَّيلُ دامِسْ / شَمْسٌ تَجلَّتْ في حَنادسْ
تَخْتالُ في لِينِ المجا / سِدِ بَينَ حارِسَةٍ وحارِسْ
يا مَنْ بِبَهْجَةِ وَجْهِهِ / يَسْتَأْسِرُ البَطَلُ المُمارِسْ
لم يَبْق مِنْ قَلبي سِوَى / رَسمٍ تَغَيَّرَ فَهْوَ دارِسْ
لمّا عدِمتُ مُؤَانِساً وَجَليسا
لمّا عدِمتُ مُؤَانِساً وَجَليسا / نَادَمتُ بُقراطاً وجالينوسا
وَجَعَلتُ كُتبَهُما شِفَاءَ تَفَرُّدي / وَهُما الشِّفاءُ لِكُلِّ جُرحٍ يُوسى
ووجَدتُ عِلمهُما إِذا حَصَّلتَهُ / يُذكي وَيُحيي لِلجُسومِ نُفوسا
اللّهُ جَرَّدَ للنَّدى والباسِ
اللّهُ جَرَّدَ للنَّدى والباسِ / سَيفاً فَقلَّدَهُ أَبا العَبَّاسِ
مَلِكٌ إِذا اسْتَقْبَلتَ غُرَّةَ وَجهِهِ / قَبضَ الرجاءُ إِليكَ روح الياسِ
وَجهٌ عليهِ مِنَ الحياءِ سَكينَةٌ / وَمَحَبَّةٌ تجري مَعَ الأنفاسِ
وإِذا أَحَبَّ اللَّهُ يوماً عَبْدَهُ / أَلقَى عَليهِ مَحَبَّةً لِلنَّاسِ
دَعْ قَولَ وَاشِيَةٍ وواشِ
دَعْ قَولَ وَاشِيَةٍ وواشِ / وَاجْعلهُما كلْبَيْ هِراشِ
واشْرَبْ مُعَتَّقَةً تَسَلْ / سَلُ في العِظامِ وفي المُشاشِ
حَتَّى تَرى العُودَ المُسن / نَ بِها أَرقَّ مِنَ الخَشاشِ
أَدعُو إِليكَ فلا دُعاءٌ يُسْمَعُ
أَدعُو إِليكَ فلا دُعاءٌ يُسْمَعُ / يا مَن يَضُرُّ بِناظِرَيهِ وَيَنْفَعُ
لِلْوَرْدِ حِينٌ ليسَ يطلعُ دُونَهُ / والوَردُ عِنْدَكَ كُلَّ حِينٍ يَطلُعُ
لم تَنْصَدِع كَبِدِي عَلَيْكَ لِضَعْفها / لكِنَّها ذابَتْ فما تَتَصَدَّعُ
مَن لي بأَحوَرَ ما يبينُ لسانُهُ / خَجلاً وسَيْفُ جُفُونِهِ ما يَقْطَعُ
مَنعَ الكلامَ سِوى إشارَةِ مُقْلَةٍ / فَبها يُكلِّمُني وَعَنها يَسمَعُ
أَوْمَتْ إِليكَ جُفونُها بِوَادعِ
أَوْمَتْ إِليكَ جُفونُها بِوَادعِ / خَوْدٌ بَدَتْ لكَ مِنْ وَراءِ قِناعِ
بَيضاءُ أَنماها النَّعيمُ بِصُفْرَةٍ / فَكَأَنَّها شَمْسٌ بِغَيرِ شُعاعِ
أَمَّا الشَّبابُ فوُدِّعتْ أَيّامُهُ / ووَداعُهُنَّ مُوَكَّلٌ بِوَادعي
للَّهِ أَيَّامُ الصَّبا لو أَنَّها / كرَّت عَليَّ بِلَذَّةٍ وسَماعِ
أصغَى إليكَ بِكأسهِ مُصغِي
أصغَى إليكَ بِكأسهِ مُصغِي / صَلْتُ الجبينِ مُعَقْرَبُ الصّدغِ
كأسٌ تؤلّفُ بِالمَحَبَّةِ بَيْنَنا / طَوراً وتَنْزغُ أَيَّما نَزْغِ
في روضةٍ دَرَجت بزَهرَتِها الصَّبا / والشَّمسُ في دَرجٍ منَ الفَرعِ
فَاشْرَبْ بِكَفِّ أَغَنَّ عَقْرَبُ صُدْغِهِ / لِلقلبِ مِنْكَ مُمِيتَةُ اللَّدغِ
يا دُمْيَةً نُصِبَت لِمعْتكِفِ
يا دُمْيَةً نُصِبَت لِمعْتكِفِ / بل ظَبيَةً أَوفَتْ عَلى شَرَفِ
بَل دُرَّةً زهراءَ ما سَكَنَتْ / بحراً ولا اكْتَنفتْ ذَرى صَدفِ
أَسْرَفْتِ في قَتْلي بِلا تِرَةٍ / وسَمِعْتِ قَولَ اللَّهِ في السَّرَفِ
إنِّي أتوبُ إليكَ مُعْترِفاً / إِنْ كُنْتَ تَقْبَلُ تَوْبَ مُعْتَرفِ
يا لؤلؤاً يَسْبي العقولَ أَنِيقا
يا لؤلؤاً يَسْبي العقولَ أَنِيقا / وَرَشاً بَتقطيعِ القُلوبِ رَفيقا
ما إِنْ رأَيْتُ وَلا سَمْعتُ بِمِثلهِ / دُرّاً يعودُ مِنَ الحياءِ عَقيقا
وإذا نَظرتَ إِلى محاسنِ وجههِ / أبصَرْتَ وجْهَكَ في سَناهُ غَريقا
يَا منْ تَقَطعَ خَصْرُهُ مِنْ رقَّةٍ / مَا بالُ قَلْبِكَ لا يَكُونُ رَقِيقا
يا كاتِباً نَقشَتْ أَنامِلُ كَفِّهِ
يا كاتِباً نَقشَتْ أَنامِلُ كَفِّهِ / سِحرَ البَيانِ بِلا لِسانٍ يَنْطِقُ
إلّا صَقيلَ المتْنِ مَلمومَ القُوَى / حُدَّتْ لَهازِمُهُ وشُقَّ المَفْرِقُ
فإذا تكلَّمَ رَغْبةً أو رهْبَةً / في مَغْربٍ أصغَى إليهِ المَشرِقُ
يَجْري بِريقَةِ أَرْيِهِ أَو شَرْيِهِ / يَبْكي وَيضْحَكُ مِنْ سُراهُ المُهْرَقُ
يا فِتْنةً بُعثتْ على الخَلقِ
يا فِتْنةً بُعثتْ على الخَلقِ / ما بينَها والموت من فَرْقِ
شَمسٌ بَدَتْ لكَ من مَغاربها / يَفْترُّ مبْسِمُها عنِ البَرْقِ
ما كنتُ أَدري قبلَ رُؤيتها / للشَّمسِ مُطَّلعاً سِوى الشَّرقِ
يا مَنْ يَضِنُّ بفضلِ نائِلِهِ / لو في يَدَيه مَفاتِحُ الرِّزقِ
والدارُ بعدَهُمُ مقسَّمةٌ
والدارُ بعدَهُمُ مقسَّمةٌ / بينَ الرياحِ وهاتِفِ الوَدْقِ
درجَ الزمانُ على معارِفها / كمدارجِ الأقلام في الرقِّ
لم يبقَ منها غيرُ أرمِدَةٍ / لُبِّدْنَ بينَ خوالدٍ وُرْقِ
وسطورِ آناءٍ بعَقْوتِها / مَحْنوَّةٍ كأهلَّةِ المَحْقِ
حالَ الزَّمانُ فَبَدلَ الآمالا
حالَ الزَّمانُ فَبَدلَ الآمالا / وكسا المشيبُ مَفارِقاً وقَذالا
غَنِيتْ غَواني الحيِّ عنكَ ورُبَّما / طَلعتْ عَليْك أَكِلَّةً وحِجالا
أَضْحَى عليكَ حَلالُهُنَّ مُحَرَّماً / ولقد يكونُ حَرامُهُنَّ حَلالا
إنَّ الكواعِبَ إنْ رأَيْنكَ طاوِياً / وصْلَ الشبابِ طَويْنَ عنكَ وِصالا
وإذا دعَوْنَكَ عمَّهُنَّ فإنَّهُ / نَسَبٌ يَزيدُكَ عِنْدَهُنَّ خَيالا
يا ذا الذي خطَّ الجمالُ بخَدِّهِ
يا ذا الذي خطَّ الجمالُ بخَدِّهِ / خَطَّينِ هاجا لوعةً وبَلابِلا
ما صَحَّ عِندي أنَّ لحظَكَ صارمٌ / حتّى لَبِسْتَ بِعارِضَيكَ حَمائلا