القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 78
ونواعمٍ بيض الوجوه سبَينَني
ونواعمٍ بيض الوجوه سبَينَني / بحديثهنَّ وقد هَدا السُّمّارُ
يخطرنَ في بيض الثياب وصُفرِها / خمصُ البطون نواهدٌ أبكارُ
حتى إذا انبلج الصباحُ لناظري / ودَّعنَني ودموعُهنَّ غزارُ
فسألتُهنَّ عن الزيارة قُلنَ لي / زُرنا فقد زرناك يا غَدّارُ
في القلب من حَرِّ الصبابة نارُ
في القلب من حَرِّ الصبابة نارُ / جَمرٌ عليه مَهابةٌ ووقارُ
لعب الهوى بجوارحي فَأَذابَها / فالقلب بين حشا الضلوع مُعَارُ
إن قلت قابله ماهون قبله / غُلِبَ العَزاءُ فما لَدَيَّ قَرارُ
قد كان في تلف المحبِّ بحبِّه / قبل الذي سلفت به الأشعارُ
اعلَم بأنَّ مسرَّتي
اعلَم بأنَّ مسرَّتي / لو كان فيها ما يَضرُّكْ
لَتَركتُ ذلك واتَّبَع / تُ مضرَّتي فيما يسرُّكْ
حَسَنٌ تكامل في المحاسن فاغتدى
حَسَنٌ تكامل في المحاسن فاغتدى / لكماله في الحسن أوحدَ عصرِهِ
واللَهِ ما أدري بأيِّ صفاته / أسَرَ القلوبَ فأُوثقت في أسرِهِ
أبوجهه أم شَعرِه أم نحرِهِ / أم قدِّه أم ردفه أم خصرِهِ
اللَهُ صيَّره خليفةَ شمسِه / فينا وأغنانا به عن بدرِهِ
خَلقٌ وخُلقٌ زيَّناه وذلَّلا / عزَّ النفوس لنهيه ولأمرِهِ
بصيانةٍ في أُنسه وتواضعٍ / في نيله وبشاشةٍ في كِبرِهِ
في طرفه سحرٌ يُشحِّطُنا به / فلذاك حُمرة خدِّه من قَطرِهِ
لو جاء ناظرُه ببابل لاعترت / هارُوتَ أو ماروتَ أُخذةُ سحرِهِ
لو أنَّ ذا القَرنَين في ظلماته / لاقاه يضحك لاستضاء بثغرِهِ
إني لأحسبني إذا استَنكَهتُه / ملكٌ تطلَّع في جِرابة عطرِهِ
قد ظَنَّ بي ظنّاً ولا وحياته / ما كان بل قد ظنَّه في سكرِهِ
إنَّ الوفاء ديانةٌ ولقد يُرى / غَدرُ الفَتى أخزى له من كُفرِهِ
أأمسُّه بنقيصةٍ لِم ذا ولو / مُلِّكتُ عمري زدتُه في عُمرِهِ
سيّان عندي نائمٌ في نومه / يُجنى عليه وميِّت في قَبرِهِ
إن كُنتُ رُمتُ خيانةً في وصله / جعل الإلهُ منيَّتي في هَجرِهِ
لو متُّ وجداً ما غدَرتُ بعهدِ مَن / أسَلُ الإلهَ كفايةً من غَدرِهِ
وإذا ابتذلتك يا مصون فكيف بي / بأخٍ أتِيهُ بصونه وبسترِهِ
إني أُجلُّك عن توهُّمك الخَنى / وأُجلُّ فاك بأن يفوه بذكرِهِ
من غير خُبرٍ تدَّعي ما تدَّعي / وتردُّ حجَّةَ مخبرٍ عن خُبرِهِ
ما كانَ ذا مقدارَ قدرك عنده / كلا ولا مقدارَه في قَدرِهِ
مُتَنَصِّرٌ صبغ الهوى جسمي به
مُتَنَصِّرٌ صبغ الهوى جسمي به / فأذابَ قلبي في الهوى تَذكارُهُ
فكأنَّني من صُفرةٍ غِسلينُه / وكأنَّني من دقَّةٍ زُنّارُهُ
وإذا جحدتُ هواه أو أنكرتُهُ / شهدت عَليَّ من الهوى آثارُهُ
لهفي على تلك المحا
لهفي على تلك المحا / سنِ والمحاجر في المَعاجرْ
وحواجبٍ كقوادم ال / خُطّافِ في حَلَق الأناجِر
أمضى وأنفذ في القلو / ب من الخناجر في الحناجر
حُلَلُ المحاسن نزهة الأبصارِ
حُلَلُ المحاسن نزهة الأبصارِ / والعيشُ تحت معاقد الزُّنّارِ
وإذا تنزَّه ناظري في روضةٍ / حنَّ الفؤاد إلى جنى الأثمارِ
فلذاك صار اللحظُ في حكم الهوى / مستشهداً عن غامض الأسرارِ
قد يستَدلُّ بظاهرٍ عن باطنٍ / حيث الدّخَان فثَمَّ موقِد نارِ
سمجٌ بمثلك صحبة الأشرارِ / وإخاء كلِّ مُهتَّك الأستارِ
فتجنَّبِ الأشرارَ تَجنُب شرَّهم / واختر لنفسك صحبة الأخيارِ
مَن لاذ بالفُجّار يُدعى فاجراً / وكذاك بَرّاً لاذ بالأبرارِ
ولأهلِه شَرَطٌ أذاهُ وغَيُّه / مَن أعجبَته مذاهبُ الشطّارِ
بَهرَجتَ جسمك والظنون جهابذٌ / عُكفٌ عليك وأنت كالدينارِ
ما بال ذكرك بالمسامع مُكرَهاً / قبحاً ووجهك نزهة الأبصارِ
فبحسن وجهك كن لعرضك صائناً / عمَّن يعرِّض نفسَه للعارِ
إنَّ القرين هو النظير فإن تكن / حرّاً فدونك صحبة الأحرارِ
صنم تصوَّر أحسنَ التصويرِ
صنم تصوَّر أحسنَ التصويرِ / في الحسن قد أمسى بغير نظيرِ
اللَهُ صوَّره بديعَ محاسنٍ / كيما يكون نموذجاً للحورِ
فلذاكَ زخرف وجهَه بدقائقٍ / فتنت وكحَّلَ طرفَه بفتورِ
وكأنَّ عارضَه صفيحةُ جوهرٍ / متنمنماً فيها عِذارَ غَريرِ
قد خطَّ فيه الشَّكلُ خَطَّ لبَاقَةٍ / منقوشةٍ من ظلمةٍ في نورِ
فالآن يُعذرُ من يهيم بحبِّه / إذ حصَّنَته ملاحةُ التعذيرِ
ماء البشاشة ضاحك في وجههه / أبداً كوجهِ مبشِّرٍ بسرورِ
دَلُّ الملاحِ يهزُّه فكأنَّه / وردٌ يُقَبِّل غُرَّةَ المنثورِ
كلُّ المِلاح إذا تراه تحسَّروا / حسداً كحسرة عاشقٍ مهجورِ
إني لأحسب حُسنَه متفرِّداً / إذ كان منفرداً بغير نظيرِ
كم عاشقٍ بفناء عرصة دارِه / كركوع موسى في فناء الطورِ
فإذا بدا بلوائه فكأنهم / أسرى وقد بَصُروا بوجهِ أميرِ
فمن الحقائق والخصو
فمن الحقائق والخصو / رِ إلى الترائبِ والنحورِ
ومن الوجوه إلى العيو / نِ إلى الخدودِ إلى الثغورِ
يا شادناً بالله قفْ
يا شادناً بالله قفْ / أشكو الصبابةَ والكَلَفْ
ارحم فديتُك عاشقاً / قد صار للبلوى هَدَف
أنت الذي أدنفتَه / فكن الطبيبَ من الدَّنَف
يا واحداً في حسنه / صيَّرتَني نهب التلف
هل حان أن تتعطَّفا
هل حان أن تتعطَّفا / أم بَعدُ قلبُك ما اشتفى
أنت الطبيب فما يضر / رُكَ لو شَفيتَ المدنَفا
مَن في يديك تلافُه / لا تَلهُ عنه فيتلفا
ما ضرَّ مَن هو في القلو / ب مُحكَّمٌ لو أنصفا
ليت الحبيب بُلِي بمن / يجفو الحبيب إذا جفا
صنمٌ تسربل شكله من وَصفِهِ
صنمٌ تسربل شكله من وَصفِهِ / فسَبى القلوبَ بحسنه وبظَرفِهِ
جُمِعت محاسن يوسفٍ في وجهه / فجميع أرواح العباد بكفِّهِ
فالشمس تقبس نورها من نوره / والحور يؤخذ وصفُها من وصفِه
فإذا تَمَرَّضَ لحظُه فكأنَّما / هاروت يسرق سحره من طرفِهِ
عجباً له خداً توقَّد جمرةً / وعليه ماء بهائه لم يُطفِهِ
وإذا تورَّد خدُّه فكأنما / يُبدي جنيَّ الورد ساعة قطفِهِ
وإذا تبسَّم عن تلالي ثغره / أبصرتَ سمطَي لؤلؤٍ في رصفِهِ
وإذا مشى فتن الورى بتخفُّفٍ / من خصره وتثقُّلٍ من ردفِهِ
فتمايلت أغصانُه من فوقه / وترجرجت أمواجُه من خلفِهِ
فيكاد يدخل بعضُه في بعضِهِ / ليناً ويسقط نصفُه من نصفِهِ
جلَّت صفاتُ محمدٍ وتلاطفت / فقد ارتدى بجلاله وبلطفِهِ
حاشا حبيبي أن أُشبِّه وجهه / قمراً يُعاب بنقصه وبخسفِهِ
لا صبر لي عن أُنسه وحديثه / والإلف ليس بصابرٍ عن إلفِهِ
إني أموت ببُعده وبصدِّه / وكذا أعيش بقربه وبعطفِهِ
أشفقت من إخفاء ما لم تخفِهِ
أشفقت من إخفاء ما لم تخفِهِ / فكشفت ما تُخشى غوائلُ كشفِهِ
فمن تحيَّر فيه ماء شبابه / فتحيَّرت فِطَنُ الورى في وصفِهِ
من لا يُحاطُ بكنهه لجلالهِ / ويكاد يخطفه الهواءُ للطفِهِ
غصنٌ من الريحان بالَغ ربُّهُ / في غرسه فسموتَ أنتَ لقطفِهِ
هيهات تقصر عنه كفُّك أو ترى / أسبابُ روحك طاعةً في كفِّهِ
فتُعير قلبك بعضَ رقة خدِّه / وتعير جسمَك بعض علَّةِ طرفِهِ
حتى تصير من النحول كخصره / ويصير حملُك في هواه كردفِهِ
فهناك إن أطفا غليلَكَ زادَه / حتى تودَّ بأنه لم يُطفِهِ
حلو الشمائلِ ناعم الأعطافِ
حلو الشمائلِ ناعم الأعطافِ / عدل القوام وجائر الأردافِ
في وجهه أبداً ربيع محاسنٍ / في وجنتيه الزهر ورد قطافِ
من ثغره نور التبسم ضاحكٌ / بأديمه ماء البشاشة صافِ
تهدي محاسنه إلى أبصارنا / تحفَ المنى وغرائبَ الألطافِ
ويكاد يقطر منه في حركاته / ماء النعيم لرقَّةِ الأطرافِ
كانت حياةُ محبِّه لحبائه / في أُلفةٍ وتواصلٍ وتصافِ
إحسانُ ذاك وحُسن ذا متكافئٌ / لا ذا ملول هوىً ولا ذا جافِ
مزج الهوى رُوحَيهما فتمازجا / كزلال ماءٍ في رحيق سلافِ
جسمين قد قُسِما بروحٍ واحدٍ / كُلٌّ بكلٍّ مُسعَدٌ مُتَوافِ
فترى الحسودَ يقول حين يراهما / ما العيش إلا أُلفة الأُلّافِ
بيني وبينَك يا ظلومُ الموقفُ
بيني وبينَك يا ظلومُ الموقفُ / والحاكمُ العدل الجواد المنصفُ
فلقد خشيتُ بأن أموت بغصَّتي / أسفاً عليك وأنت لا تتعطَّفُ
لي مهجة تبكي وطرف ساهر / وجوارح تضنَى وقلب مدنفُ
أسفٌ يدوم وحسرة ما تنقضي / وجوىً يزيد وكُربةٌ ما تُكشَفُ
وكأنَّ لي في كلِّ عضوٍ واحدٍ / قلباً يحنُّ وناظراً ما يطرفُ
أشكوكَ أم أشكو إليك فإنني / في ذا وذا متحيِّرٌ متوقِّفُ
أخشاك بل أخشى عليك فتارةً / أرجو رضاك وتارةً أتخوَّفُ
أتلفتُ روحي في الهوى فإلى متى / تلهو وتترك مَن يحبُّك يَتلفُ
لا مت أو تُبلى بمثل بليَّتي / فعسى تَذوق كما تُذِيق فتنصفُ
لا تنكرنَّ تأسفي إن فاتني / روحُ الحياة فكيف لا أتأسفُ
لو أنَّ لقمان الحكيم رأى الذي / أبصرتُ منك رأيتَه يتلهَّفُ
شوقاً إلى من لو تجلَّى وجهُهُ / للبدر كادَ من التحيُّر يُكسَف
بل لو رأى يعقوبُ حُسنَ محمدٍ / ما كان يحزن إذ تغيَّب يوسفُ
طاووس حُسنٍ بل أتمُّ محاسناً / صنم الملاحة بل أجلُّ وألطفُ
بشمائلٍ أغصانُها تتعطَّفُ / وروادفٍ أردافُها تتردَّفُ
تتصلَّف الأرضُ التي هو فوقها / زهواً به وتراه لا يتصلَّفُ
متشرِّب ماءَ البشاشةِ وجهُهُ / فعليه ريحان القلوب يرفرفُ
متفرِّد في لونه فكأنَّه / ماءٌ زلالٌ فيه خمرٌ قَرقَفُ
وكأنَّه في سَرحِهِ ضرغامُهُ / صاف الى مُهَج الورى يتصرَّفُ
ما ضرَّه أن لا يكون مقلَّداً / سيفاً ففي عينيه سيفٌ مرهفُ
وكأنَّ قوس الحاجبين مقوّساً / سَهمٌ فويلٌ للذي يستهدفُ
قد صُبَّ في قُرمُوصِه بلياقةٍ / صَبّاً ففيه تمكُّنٌ وتخفُّفُ
إنّي لأحسدُ باشِقاً في كفِّه / أتراه يدري أيّ كفٍّ يألفُ
إن كان باشقُهُ يحلِّق طائراً / فمحمدٌ لقلوبنا يتخطَّفُ
مولاي لو وصفَتكَ أفواهُ الورى / طُرّاً لكنتَ تجلُّ عَمّا تُوصَفُ
قد ساعَفَتك محاسنٌ قد حيَّرت / فيك العقولَ وأنت لا تتسعف
سل ورد خدِّك أي حُسنٍ غرسُهُ / إنّا نراه يعود ساعةَ يُقطَف
لو لم تضاعف لي عذابي في الهوى / ما راح نرجُس ناظريك يضعِّفُ
علمت لواحظُك الضِّعاف تجلُّدي / ومن العجائب غالبٌ مستضعَفُ
لو لم تُرِد قلبي بغير جنايةٍ / ما كنت تنكر في الهوى ما تعرفُ
فرأيتَ في النَّوم الذي أنكرتَه / في يقظةٍ من هاتفٍ بك يهتفُ
فتألَّفَت أرواحُنا عند الكرى / إذ كانت الأجسامُ لا تتألَّفُ
فأتَتك روحي حين ذاك بقولها / بيني وبينك يا ظلومُ الموقفُ
يا مَن بكى عند العِتا
يا مَن بكى عند العِتا / بِ لفَزعِهِ من قارِفِه
غَطَّيتَ ذنبَك بالبُكا / عنّي فلستُ بعارِفِه
يا مَن تُنَزِّهُنا حدائقُ وجهِهِ
يا مَن تُنَزِّهُنا حدائقُ وجهِهِ / في روضةٍ محفوفةٍ بحدائقِ
فكأنَّه فلَكٌ يُدير عيونَنا / في الحُسن بين مغاربٍ ومشارِق
وكأنَّ عارضه صفيحةُ جوهرٍ / وكأنَّ حاجبَه مُطَرَّرُ باسِقِ
إنّي لأحسد مقلتيَّ عليكا
إنّي لأحسد مقلتيَّ عليكا / حتى أغضَّ إذا نظرتُ إليكا
وأراكَ تنظر في شمائلك التي / هي فتنتي فأغار منك عليكا
من لطف إشفاقي ورقة غيرتي / إني أغار عليك من عينيكا
ولو استطعت جرحتُ لفظك غيرةً / أني أراه مقبِّلاً شفتيكا
خلص الهوى لك واصطفتك مودَّتي / حتّى حذرتُ عليك من أبويكا
اعلم بأنَّ مسرَّتي
اعلم بأنَّ مسرَّتي / لو كانَ فيها ما يضرُّكْ
لتركتُ ذلك واتبع / تُ مضرَّتي فيما يسرُّكْ
قل لي بألسِنَة التَّنَف
قل لي بألسِنَة التَّنَف / فُسُ كيف أنت وكيف حالُكْ
واكتب بلحظِك في فؤا / دي ما يترجِمُه مقالُكْ
فمن المخافة لا خطا / بُكَ يستطاع ولا سؤالُكْ
إنَّ الرقيب مُنَغِّصٌ / عيشاً يُلذِّذُه وصالُكْ
وعلى مساعدةِ الهوى / طال احتمالي واحتمالُكْ
كن كيف شئت وحيث شئ / تَ فلن يفارقني خيالُكْ
ما غبتَ عنّي لحظةً / إلا تمثَّل لي مثالُكْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025