المجموع : 102
يومٌ تقضى بالصدودِ
يومٌ تقضى بالصدودِ / وبمحنةِ الواشي الحَسودِ
ما أولعَ النومَ المشو / مَ بكلِّ محزونٍ عميدِ
قد كنتُ أطمعُ أن أرى / حسنَ الخدودِ على الخدودِ
فاليومَ أقصى غايتي / في أن أراهُ من بعيدِ
في القلب نارٌ من صدودِك
في القلب نارٌ من صدودِك / فأعذ بوعدكَ من وعيدِك
يا واحِداً في حُسنهِ / ماذا أردتَ إلى وحيدِك
ألا بذلتَ لهُ الوصا / لَ فما يؤملُ من مزيدِك
بفتورِ لحظٍ راعَهُ / من مقلتيكَ وحسنِ جيدِك
ألبستَ قلبي ذلة الفكَرِ
ألبستَ قلبي ذلة الفكَرِ / وتركتهُ كلا على نصري
لا نلتُ منكَ منىً أسرُّ بها / وقضيتُ منكَ بحسرةِ النظرِ
إن لم أكن بهواكَ معترفاً / من طُولِ حبكَ غيرَ معتذِرِ
يا زَهرةَ الدنيا وبهجتها / ومملكَ اللحظاتِ للسرِّ
إلفانِ يكتحلانِ بالسهرِ
إلفانِ يكتحلانِ بالسهرِ / بليا من الرقباءِ بالحذَرِ
فتراهما في كلِّ ما التقيا / يتناجيانِ بالسن النظرِ
يشكو الضميرُ إلى الضميرِ كما / يشكو الفؤادُ عداوةَ البصرِ
لم تتركِ العذالُ لومَهما / إلا ووصلُهما على خَطَرِ
نفسُ الكئيبِ وذلةُ المهجورِ
نفسُ الكئيبِ وذلةُ المهجورِ / نطقا لعذالي بسرِّ ضميري
يا مَن نَعى جِسمي إليهِ بطرفهِ / نظرٌ يشوبُ سقامهُ بفتورِ
إن دامَ ما أضحى بطرفِكَ بي شكَت / عيني إلى بدني وقلَّ سروري
فبحُسنِ وجهكَ والضياءُ يمدهُ / ليسَ الوِصالُ لمثلهِ بنَكيرِ
نسبٌ إليهِ موكلٌ بالناظرِ
نسبٌ إليهِ موكلٌ بالناظرِ / فرسولُ لحظةِ كلّ طرفٍ فاترِ
قطعَ الزمان بي الهوى متلذذاً / متحيراً في ملكِ أحورَ قاصرِ
نورٌ أضاءَ به إليه مكملٌ / بالحسنِ ممزوجٌ بغصنٍ ناضرِ
لم يمتَنع قلبٌ دعاهُ بطرفهِ / مِن أن يكونَ كواقعٍ أو طائرِ
الشمسُ تقبس نورُها من نورهِ
الشمسُ تقبس نورُها من نورهِ / والبدرُ يَحكيهِ لعزِّ نظيرهِ
وله على خدّيهِ من أصداغه / حلق تتيه بمِسكه وعبيرهِ
يا من تكاملَ في جميعِ خصالهِ / صل من وصلتَ أنينَهُ بزفيرهِ
صَبا متَى اكتتَم الهَوى مِما بهِ / ولعَت مدامعُهُ بهَتكِ ستورهِ
يا قلبُ ليسَ بما تقاسي الصابرُ
يا قلبُ ليسَ بما تقاسي الصابرُ / فأخو الهوى إذ أنتَ فيهِ طائِرُ
يا طولَ بينكَ كيفَ ضاقَ بكَ الحَشَا / ذَرعاً وأنت على اكتئابِكَ ذاكِرُ
ترجو الخلاص من البليةِ بعدَما / ذقتَ الهوى وحواكَ أحورُ قاصِرُ
مَن ليسَ تمتنِعُ القلوبُ على الهوى / ما دامَ يدعوها إليهِ ناظِر
حملتني ما لا أُطي
حملتني ما لا أُطي / قُ من الهَوى فعدمت صبري
وكتمتُ ما ألقاه حتى / ضاقَ بالكِتمانِ صدري
هذا ونمت عبرةٌ / بدمي على خدِّي تجري
وإذا نأيت فإنَّ لي / إلفينِ من شوقٍ وذكرِ
كُن كيفَ شِئتَ فإنَّني لا أقصرُ
كُن كيفَ شِئتَ فإنَّني لا أقصرُ / لا قلبَ لي فبأيِّ شيٍ أصبرُ
أنا مَن تراهُ لغيرِ حسنِكَ خاضعا / يا أيُّها المتكبرُ المُتبخترُ
وبهاءُ وجهكَ أيُّها القمرُ الذي / بدرُ الدجى منه يغارُ ويُقمرُ
إنِّي لتشهدُ لي بحبكَ زفرةٌ / بَينَ الضلوعِ وعبرةٌ تتحدَّرُ
وسنٌ بطرفِكَ أم فتورُ
وسنٌ بطرفِكَ أم فتورُ / يا أيُّها الرشأ الغريرُ
يا من ينيرُ بنورِ بَه / جَةِ وجههِ القَمَر المُنيرُ
وبِحسنهِ وبديعِ حُس / نِ قوامهِ الغُصن النضيرُ
إنِّي بحسنكَ من جفا / ئِكَ أستعيذ وأستجيرُ
نامَ الخليُّ وليلُ طَرفِي ساهرُ
نامَ الخليُّ وليلُ طَرفِي ساهرُ / يا مُقلَتي أما لليلي آخِرُ
يا مَن نأى فنأى العزاءُ لفقدهِ / إن غِبتَ عَن عَيني فذكركَ حاضِرُ
مِن أين لي شمسٌ أعيشُ بنورِها / في الناس أو قمرٌ منيرٌ زاهِرُ
مِن أينَ في الأرضِ الأريضةِ روضةٌ / إن لم يكن أو غصنُ بانٍ ناضِرُ
لمَّا وقَفت بدأت بالهجرِ
لمَّا وقَفت بدأت بالهجرِ / ورَمَيتني من حيثُ لا أدري
ما كنتَ تدري كيفَ تقتلني / فهجرتَني وفطنتَ بالهجرِ
بشرٌ وليسَ كمثله بشر
بشرٌ وليسَ كمثله بشر / لدنٌ يكادُ يحلهُ النظرُ
إن يمش قلتُ الشمس طالعةٌ / لما بدا للعين أو قمرُ
تقفُ العيونُ على محاسنهِ / بجميعِ ما فيها لهُ وَطَرُ
فلهُ الهَوى مِنها وعلَّ له / ولهن منه الدمع والسهرُ
عينٌ مؤرقةٌ وأخرى تدمَعُ
عينٌ مؤرقةٌ وأخرى تدمَعُ / ومتيمٌ دنفٌ بذكركَ مولِعُ
يا مَن يدلُّ بِنورِ بهجتهِ ومن / أضحَت محاسنُهُ تضرُّ وتنفعُ
لو كنتَ ترحمُ موجعاً ومدنفاً / لرحمتني فأنا الكئيبُ المُوجعُ
طالَ الملامُ فلا أقول لِعاذلي / قُل ما تشاءُ فإنني لا أسمَعُ
يا من شكوت إلى محاسنِ وجههِ
يا من شكوت إلى محاسنِ وجههِ / دنفي وحسبي أن يكونَ شَفيعاً
ارحَم فَقد أبدعتَ عِز جوانِحي / شَوقاً إليك كما خُلقتَ بديعا
إنَّ الفؤادَ وجسمَ من ألِفَ الهَوَى / إن دامَ ذاكَ سَيَهلكانِ جميعا
يا زاهياً ببهائه وجمالهِ / زِدني أزدكَ ضَراعةً وخُضوعا
يا مَن تغصُّ جفونُهُ بدموعهِ
يا مَن تغصُّ جفونُهُ بدموعهِ / شوقاً إلى فردِ الجمالِ بَديعِهِ
أين المنامُ ولن ينامَ متيمٌ / وتوقدُ الزفراتِ بينَ ضلوعِهِ
هَجَعَ الحبيبُ هناهُ طعمُ رُقادِهِ / أبدا وقرَّت عينُهُ بِهُجوعِهِ
فلقد تمكن من محبٍّ لم ينَل / إلا ملالتَهُ وسوءَ صنيعِهِ
إن لم أمُت جزعاً على شجنٍ
إن لم أمُت جزعاً على شجنٍ / فارقته فعلى من الجزعُ
فيضُ الدموعِ عليهِ متصِلٌ / من حسرتي والصبرُ منقطعُ
وزفيرها بين يصعدها / نفسٌ تفرقُ ثم تجتمعُ
لم أدرِ يا قلبي ويا بصري / وهواهُ أن فِراقَهُ يقَعُ
لبيكَ من متخيّرٍ إلفا
لبيكَ من متخيّرٍ إلفا / أما هواكَ فكانَ لي حتفا
أخلو بطرفِكَ أن يُجرعني / كأس المنيةِ مترعاً صِرفا
وكتمتُ ما ألقاهُ محتسباً / متحملاً لا أظهِرُ اللهفا
فأبى السقامُ وعبرةٌ وكفت / إلا بما أسررتهُ كشفا
إن كنتَ تعلمُ أن قلبي مدنف
إن كنتَ تعلمُ أن قلبي مدنف / بهواك مرتهنٌ فلم لا تنصفُ
أما النهارُ ففيهِ وجدٌ غالبٌ / والليل فيه تسهدُ وتلهفُ
في كل جارحةٍ هوىً متحيزٌ / في كل جارحةٍ دموعٌ تذرفُ
يا من تعبدني بزهرةِ وجههِ / ما عندَ مثلكَ رقةٌ وتعطفُ