المجموع : 129
قالُوا مَشيبُكَ قد تبسَّمَ ضاحِكاً
قالُوا مَشيبُكَ قد تبسَّمَ ضاحِكاً / وهْوَ النَّهار أتاكَ بالأنْوارِ
فاستوضِحِ القَصدَ اليمينَ ولا تَزُغْ / عَنهُ فإنَّكَ في ضياء نَهارِ
فأجبْتُهُمْ والحَقُّ بَدرٌ باهِرٌ / لا يَستسِرُّ ضياؤهُ بسِرارِ
إنَّ النَّهارَ وإنْ أضاءَ فإنَّها / يَهدي الضّياءَ إلى ذوي الأبصارِ
إنْ كنتَ تطلُب رتبَةَ الأحرارِ
إنْ كنتَ تطلُب رتبَةَ الأحرارِ / فأعْمَدْ لحِلْمٍ راجحٍ وَوَقارِ
وحَذارِ مِن سَفَهٍ يَشِينُكُ وَصمُهُ / إنَّ التَّسَفُّهَ بالمُروءةِ زارِ
وذَرِ السَّفيه إذا تَصدّى لامرِئٍ / مَتَحَلِّمٍ ونَحاهُ بالإضرار
فالماءُ يُطفي وهو لَيْنٌ مَسُّهُ / عَذْبٌ مَذاقَتُهُ لَهِيبَ النَّارِ
يا ناعماً بسُرورِ عَيشٍ زائلٍ
يا ناعماً بسُرورِ عَيشٍ زائلٍ / ستزولُ عنهُ طائعاً أو كارِها
إنَّ الحوادِثَ تنقُلُ الأحرارَ عن / أوطانِهِمْ والطَّيْرَ عن أوكارِها
ما إنْ سمِعْتُ بنُوّارٍ لهُ ثَمرٌ / في الوَقتِ يُمِتعُ سَمْعَ المَرءِ والبَصَرا
حتَّى أتاني كِتابٌ مِنكَ مُبتسِماً / عن كُلِّ لَفظٍ ومعنىً أشبَهَ الدُّرَرا
فكانَ لفظُكَ في آلائِه زَهَراً / وكانَ معناكَ في أثنائهِ ثَمَرا
تسابَقا فأصابا القَصْدَ في طَلقٍ / للهِ من ثَمَرٍ قد سابَقَ الزَّهَرا
لما تولَّيْتُ الأُمورَ وأظلَمَتْ
لما تولَّيْتُ الأُمورَ وأظلَمَتْ / في ناظِرَيَّ موارِدي ومصادِري
ويَئستُ مِمَّن كنتُ أرجو فضلَهُ / وأُعِدُّهُ عنوانَ صُحفِ ذخائري
وعلمتُ أنَّي قد أضعْتُ صنائعي / ووضعْتُها في غَيرِ حُرٍّ شاكِرِ
فأتى وفاؤكَ وهو أنسٌ ناضرٌ
فأتى وفاؤكَ وهو أنسٌ ناضرٌ / فأجارَني من صَرْفِ دَهرٍ جائرِ
فَلأشكُرَنَّكَ شكرَ رَوضٍ ناضرٍ / سمحَ الغَمامُ له بغَيْثٍ باكرِ
يا مَنْ أراهُ يَمتري بمَودَّتي
يا مَنْ أراهُ يَمتري بمَودَّتي / ما مُنصفٌ فيما يُحبُّ بمُمْتَري
إنْ كنتَ قد أُبلغِتَ عَنِّي سَيِّئاً / فالذَّنبُ فيهِ للكَذوبِ المُفتري
أو خَيَّلُوا لكَ أنَّ عهديَ أبترٌ / فالحُرُّ لا يرضى بعَهدٍ أبترِ
طَبعي كطبعِ المُشتَري ما فيهِ من / شَرٍّ فهلْ من مُشتَرٍ للمُشتري
لو أَنَّني أفنَيْتُ عُمري كُلَّهُ
لو أَنَّني أفنَيْتُ عُمري كُلَّهُ / في وصفِ شَوقي مُطنِباً مُسْحَنْفِرا
لَغدوْت فيه مُفرِّطاً لا مُفْرِطاً / ورجعتُ عنه مُعذِّراً لا مُعذِراً
إنْ كْنتَ تأنَسُ بالحبيبِ وقُربِهِ
إنْ كْنتَ تأنَسُ بالحبيبِ وقُربِهِ / فاصبِرْ على حُكمِ الرَّقيبِ ودارِهِ
إنَّ الرَّقيبَ إذا صبرتَ لحُكمِه / بوّاكَ في مَثوى الحَبيبِ ودارِهِ
أولى الذَّخائرِ بالسَّيا
أولى الذَّخائرِ بالسَّيا / سةِ والحِمايَة والحِراسَهْ
عُمرُ الفَتى فهو النِّها / يَةُ في النَّباهَةِ والنَّفاسَهْ
فحذَارِ من تَعطيلِه / إنْ كْنتَ من أهلِ الكِياسَهْ
وارضَ الخُمولَ معَ السَّلا / مةِ فالبَلاءُ معَ الرِّياسَهْ
قلْ لِلّذي يرجة ثَباتَ مَودَّتي
قلْ لِلّذي يرجة ثَباتَ مَودَّتي / ودوامَ ما أُعطيهِ من إخلاصي
أيدومُ إخلاصي بغَيرِ رِعايَةٍ / كَلاّ ومّنزِلِ سُورَةِ الإخلاصِ
مَنْ مَبِلغُ الأشرارِ عنَّي أنَّني
مَنْ مَبِلغُ الأشرارِ عنَّي أنَّني / مادامَ بي طَرفٌ وعِرقٌ ينبِض
أقليهُمُ طُرّاً لأنِّي ضِدُّهُمْ / والضِّدُّ للضِّدِّ المُنافِس يبغِضُ
وإذا رأوْني مُقبلاً فلْيعلَموا / أنِّي بوَجهِ الودِّ عنْهُم مُعرِض
احذَرْ صديقَكَ إنْ تَغَيَّر إنَّهُ
احذَرْ صديقَكَ إنْ تَغَيَّر إنَّهُ / ضِدُّ يُصيب الحُرَّ حينَ يعارضُ
فالخمرُ يمتَعُ ذوقُها ونَسيمُها / فإذا استحالَتْ فهْيَ خَلٌ حامِضُ
يُهدِى مواعِدَهُ أمامَ هِباتِهِ
يُهدِى مواعِدَهُ أمامَ هِباتِهِ / كالشَّمسِ تُهدي الضَّوءَ قبلَ طُلوعِها
ياشَيْبَتي دُومي ولا تترَحَّلي
ياشَيْبَتي دُومي ولا تترَحَّلي / وَتَيَقَّني أنِّي بوَصلِكِ مُولَعُ
قد كنتُ أجزَعُ من حُلولِكِ مرَّةً / واليومَ من خَوفِ التَّرحُّلِ أجزَعُ
يا مَن يُشاوِرُ في الأمورِ تَهُمُّهُ
يا مَن يُشاوِرُ في الأمورِ تَهُمُّهُ / نصحاءَهُ نصحَ الزَّمانُ وأسمَعا
فاقبَلْ إشارات الزَّمانِ فإنَّهُ / نِعمَ المُؤَدِّبُ والمُشيرُ لِمَنْ وعى
يا مَن يُخاطبُ قومَه لِيقودَهُمْ
يا مَن يُخاطبُ قومَه لِيقودَهُمْ / بخِطابِهِ نحوَ الأسَدَّ الأنفَعِ
قلْ ما تقولُ لُهم بوَزنِ عُقولِهِم / وبوَزنِ عقلِكَ ما يُقالُ لكَ اسمَعِ
يا قومُإنَّي جائعٌ
يا قومُإنَّي جائعٌ / والجوعُ مِن إحدى الفَجائِعْ
ولعلَّني فيما مضى / قد كنتُ أُشبِعُ ألفَ جائعْ
رأيُ الإمامِ أبي حَنِيفَة
رأيُ الإمامِ أبي حَنِيفَة / رأيٌ مسالِكُه لَطيفَهْ
لكِنَّ رأُيَ الشَّافِعِيِّ / نتائجُ السُّنَنِ الحَنيفَهْ
وكِلاهُما ذو حِكَمةٍ / وتُقىً وأخلاقٍ شَريفَهْ
جَهِدا لراحَتِنا وما / حذِر منَ الكُلَفِ العَنِيفَه
فجزاهُما رَبُّ الورى / في الخُلدِ بالدَّرَجِ المُنِيفَه
لا تيأسَنَّ لعُسرَةٍ فوراءَها
لا تيأسَنَّ لعُسرَةٍ فوراءَها / يُسرانِ وَعداً ليسَ فيهِ خِلافُ
كم عُسرةٍ قلِقَ الفَتى لنُزولِها / للهِ في إعسارِها ألطافُ
ثاني الحُروفِ من اسمِ مَن أنا عبدُهُ
ثاني الحُروفِ من اسمِ مَن أنا عبدُهُ / جذرٌ لأوَّلهِ بغَيرِ خِلافِ
وكذاكَ ثالثُها لضِعفِ أخيرِها / جذرُ وهذا في الدلالة كافي