القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 88
هذي المنازلُ والفؤادُ الساري
هذي المنازلُ والفؤادُ الساري / فيها بحكم تصرُّف الأقدار
دارت به الأفلاك في فسحاتها / والكون في الأدوار بالأكوار
فإذا تحل بمنزل تهفو له / شوقاً إليه مطارحُ الأنوار
فيمدّها بالفيض في غَسَقِِ الدُجى / حتى يشمِّر عسكرُ الأسحارِ
للانتقال من البسيطة قاصداً / جهة اليمينِ ومغربَ الأسرارِ
ويحل إدريس العليّ ببوحه / في أثر ذاك العسكرِ الجرارِ
يخفى على عين المشاهد نورُه / كالشمسِ تنفي سطوةَ الأقمار
فالزمهريرُ مع الأثير تحكما / بالابردِ والتسخين في الأطوار
الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ
الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ / أني إمامُ العالمين محمدُ
لكنْ لنا وقتٌ نراقبُ كونَه / فإذا أتى فالسلكُ فيه مهند
قلمي ولوحي في الوجودِ يمدُّه
قلمي ولوحي في الوجودِ يمدُّه / قلمُ الإله ولوحه المحفوظُ
ويدي يمين الله في ملكوته / ما شيئت أجري والرسومُ حظوظ
إن الذين يبايعونك إنهم
إن الذين يبايعونك إنهم / ليبايعون الله دونك فاعتبر
إنّ التحرك عن ضجر
إنّ التحرك عن ضجر / سخط على حكمِ القدرْ
الساكنون لحكمِنا / قومٌ أعزّاء صبُر
فهم لنا وأنا لهم / وهم المرادُ من البَشَر
لا تركُننَّ لغيرِنا / واصبِر تعشْ مع من صَبَر
إني لكل مسلمٍ / عرفَ الحقيقة فاعتبر
في كلِّ ما يجري علي / ه من المكارِه والضَّرر
قل للذين تحرَّكوا / من حكمنا أين المفر
ماثَمَّ إلاّ حكمنا / عند الإقامة والسفر
فاربحْ قعودَك تسترحْ / قتكونَ من أهل الظفر
فالله ليسَ بغائبٍ / وهو الكفيل لمن نظر
جاء المبشرُ بالرسالة يبتغي
جاء المبشرُ بالرسالة يبتغي / أجر السرور من الكريمِ المرسلِ
فأتى به ختم الولايةِ مثلما / ختم النبوة بالنبيّ المرسل
ولنا من الختمين حظٌ وافرٌ / ورثا أتانا في الكتاب المنزَّل
لبستْ صفيةُ خرقةَ الفقراءِ
لبستْ صفيةُ خرقةَ الفقراءِ / لمّا تحلتْ حِلية الأمناءِ
وأتتْ بكلِّ فضيلةِ وتنزَّهتْ / عن ضدّها فعلَتْ على النظراءِ
وتكالمت أخلاقها وتقدَّست / وتخلَّقتْ بجوامعِ الأسماء
جاءت لها الأرواح في محرابها / فهي البَتُول أُخيَّة العذراءِ
وهي الحَصانُ فما تزنُّ بريبته / وهي الرَّزانُ شقيقةُ الحمراءِ
نزلتْ تبشِّرها ملائكة السما / ليلاً بنيلِ وراثةِ النباء
ألبستُ أمَّ محمدٍ
ألبستُ أمَّ محمدٍ / ثوبَ التصوُّف معلما
بشروطها مستوثِقا / منها بذاك ومحكما
ما يقتضيه وسلمتُ / فمنحتُها مُستسلما
لله فيما قد فعلت / من اللباس ومنعما
لشفاعة الصفتين إذ / كان المهيمن أنعما
بهما على مملوكةٍ / وهما اللتان هما هما
خلقٌ وعلمٌ جامعٌ / أخذ التصوُّف عنهما
فالحمدُ لله الذي / قد كان ذلك منهما
والملكُ لله العليِّ / لباسُ شخصٍ منهما
في خِرقةٍ فرجيةٍ / قَلمُ الإله قد أُحكما
فيها رُقومٌ نصُّها / الملك لله فما
عاينتُ رُقماً مثله / في العالمين منمنما
لبسُ التقى للنفس خيرُ لباس
لبسُ التقى للنفس خيرُ لباس / يزهو به المسعودُ بين الناسِ
إنّ الشريفَ هو التقيّ المرتضى / لا الهاشميّ ولا بنو العباسِ
إلا إذا اتَّقوا الإله فإنهم / أهلُ المكارمِ والندى والباس
إني لبستُ بحمصِ أندلسٍ وبال / حرَمِ الشريفَ ومكة وبفاس
من سادةٍ مثلِ الشموسِ أئمة / الله أكرمهم بخير لباسِ
بهدى هداتهم اهتديتُ لأنهم / في الليلة الظلماء كالنبراسِ
زمنٌ يمرّ بقوّتي وشبابي
زمنٌ يمرّ بقوّتي وشبابي / قصداً ليلحقني بدارِ تبابِ
فيحلُّ تركيبي ويفسد صورتي / بالفعلِ تحت جنادل وتراب
فاعجب لبعدٍ فيه قربُ مسافةٍ / قد حال ما بيني وبين صحابي
إني أقمتُ حبيسَبيتٍ مُوحشٍ / في غايةِ الشوقِ إلى الأحبابِ
مستنظراً متهيئاً للقاءِ من / يؤتى إليَّ به منَ الغيابِ
لكن على كرهٍ يكون مجيئهم / فهو همُ في رؤيتي بأيابِ
إني لأسمعهم وإن خَفَتُوا بما / نعطَقوا وما أستطيع ردَّ جوابِ
ويكون ما كتبتْ يداي وما به / نطقُ اللسانِ مقيداً بكتاب
حتى تُجازى كلُّ نفسٍ سعيها / يومَ الوقوفِ عليه يومَ حسابِ
فيُجازى بالإحسانُ حسناً والذي / هو سيءٌ يعفو وينظر ما بي
ظني به ظنٌ جميلٌ ما أنا / في الظنِّ بالرحمن بالمرتاب
إني رضيعٌ ما فطمت لجودِه / كيف الفِطام وما وقفتُ بباب
الجودُ أمي والرضاعة مسكني / وجميع ما عندي من الوهاب
إني أفدت من استفدت علوماً
إني أفدت من استفدت علوماً / منه ولم أكُ بالأمور عليما
فعلمت أن العلمًَ عين تعلق / إنَّ التعلقَ لا يكون قديما
بالذاتِ يعلم لا بأمرٍ زائد / إن كنتَ علاَّماً وكنتَ حليما
لا تنظرنَّ العلم أمراً زائداً / فتكن جهولاً بالأمور ظَلُوما
لايحجبنك ما ترى من فائتٍ / فالحقُّ كلمَ عبدَّه تكليما
يأتي بأمرٍ ثم ينسخُ حكمه / إتيانُ أمر محدثٍ تعليما
بلسانِ شخصٍ صادقٍ من رسْله / صلُّوا عليه وسلِّموا تسليما
قد قال في القرآنِ في مزبوره / إنَّ البلاء يولد المعلوما
والعلمُ يحدث من حدوثِ بلائه / وهو التعلق فافهموا التحكيما
انظر إلى الضدّين تماثلا / حتى يقال من اللديغ سليما
إني لأقسم بالذي تدريه
إني لأقسم بالذي تدريه / في كل ما أمضيه أو أجريه
لو بيع من منع المشرع بيعة / لحق الخسار ببائع يشريه
وإن اقتدى فيه بإخوة يوسفَ / فلذاك حكمٌ كلنا ندريه
إنا تعبدنا بشرع محمدٍ / وكفاك هذا القدر من تنبيه
أنا لا أفضل أمّة قد أخرجت / للناسِ في تنزيه أو تشبيه
إن الذي قال الزمان بفضله / حكمُ القضاءِ بما يرضيه
فتراه واحدَ عَصرِه في حاله / في كلِّ ما يبغيه أو يمضيه
إني اتبعت لكلِّ صاحبِ علةٍ / استحكمت منه التي تشفيه
فإذا الخطاب لربنا من سرِّنا / أني لما أُبديه ما أخفيه
من ليس يقدر قدر ما أعطيته / في نفسه مني فما أبغيه
جهلَ الحقائقَ من يخلط أمرها / والعالمُ المسعودُ من يلغيه
إني جعلت لكلِّ حقِّ موطناً / يدري به الشخصُ الذي في فيه
دررُ البيانِ مسرَّحاً ومقيَّداً / فله التحكم من وجودي فيه
الحقُّ يعلمُ والحقائقُ تُجهل
الحقُّ يعلمُ والحقائقُ تُجهل / والحجبُ تُسدلُ والمهيمن يُمهلُ
لو تُرفع الأستار لا نهتك الذي / عظُمت مقالته فأصبح يهملُ
حجبَ العقولَ نزاهة لجلاله / حتى ترى نحو الطواغيتِ تسفل
طلباً له لما علت من أجله / حارت محيرة فعادت تنزل
حكمت عليها بالزمان رياحه / لما تجلى الدهر كشفاً يرفل
شال الستورَ عن العيونِ هبوبُها / مثلَ الجنوبِ إذا تهب وشمأل
ودَبور تأتي خلفه لتسوقه / لصبا القبول لكونها تستقبل
فإذا انتفى عنه الوجود فلم يجد / جاءته نكباءُ وتلك المعدل
فدرى بها أن الذي بالهه / من منزل النكباء أصبح يعدل
وهو الكفور لعلمه بظهوره / في كلِّ شيء وهو علمٌ مجملُ
يا موضع الكوماء مهلاً إن من
يا موضع الكوماء مهلاً إن من / تبغيه بالإيصاع خلفك قائم
فارجع إليه ولا تفارق سيركم / فله به وجهٌ عليكم حاكمُ
هو صاحبٌ لك في السرى وخليفةٌ / في الأهل بعدك فانتبه يا نائم
المصطفون ثلاثةٌ مذكورةٌ / أسماؤهم منهم إمامٌ ظالم
ثم الذي سموه مقتصداً وذا / ك التالِ في ورثِ الكتاب العالم
والثالث المذكور فيهم سابقٌ / بالباء لا أبالي وذاك الراحمُ
لولا التهمم بالسباق لما أتى / متأخراً من أجل من هو خاتم
ومن أجل مَنْ هو رابعٌ لثلاثةٍ / جار وذاك هو الإله القاسم
قل للذي نظم الوجودَ عقوداً
قل للذي نظم الوجودَ عقوداً / هلا اتخذت عليك فيه شُهودا
عدلاً من الأكوان من ساداته / المصطفين معالماً وحدودا
إنَّ الذين يبايعونك إنهم / ليبايعون الحاضر المفقودا
فإذا مضى زمن مضى لمروره / عقد فجدّد للإمام عقودا
اشهد عليه بها جوارح ذاته / وكفى بربِّ الوارداتِ شهودا
إنَّ الإمام هو الذي شهدت له / صُمّ الجبال بكونه معبودا
إن الذي فتح الخزائن جوده
إن الذي فتح الخزائن جوده / لم يبد للأبصار غير وجودِه
والحكم للأعيان ليس لذاته / إلا القبول له بحكم شهوده
هو مظهر أحكامهم في عينه / لما تعين مظهراً لعبيده
لا وجهّ أعظمُ من غنى في نعته / بغنى تقيَّد عندنا بحدودِه
وإذا يكون الأمر هذا لم يزل / سلكُ القلادَة ثابتاً في جيده
إنا لنبصره ونعلم أنه / حال بنا وحليّه من جوده
إنا جعلنا ما علينا زينة / لوجودِه بعقودِه وعقوده
فإذا أنا أوفيته ألزمته / ذاك الوفاء بعينه لعهوده
لما رأيتُ منازلَ الجوزاءِ
لما رأيتُ منازلَ الجوزاءِ / خفيتْ عليَّ حقائق الأنباء
وعلمتُ أنَّ الله يحجبُ عبدَه / عن ذاتِه لتحقق الأنساء
إن الدليلَ مقابلُ مدلولِه / حكم التقابلِ بنفسه الإنشاء
انظر إلى أسمائه الحسنى تجد / أعياننا من حضرةِ الأسماء
فإذا بدا بالوجه أظهرَ كوننا / بالنسخةِ المشهودة الغَرَّاء
زلنا عن الأمثالِ لا بل ضربها / لله إذ كنا من الجهلاء
أين الذراعُ وهقعةٌ وتحيةٌ / من فرضٍ قدر فوقهم مُتنائي
في أطلس ما فيه نجمٌ ثابتٌ / يبدو يشاهد نوره للرائي
وله الرطوبةُ والحرارة إذْ له / طبعُ الحياةِ وسرُّه في الماء
عصرُ الشبابِ له وليس لكونه / في الرتبة العلياءِ برجُ هواء
والدالي والميزانُ أمثالٌ له / فالحكمُ مختلفٌ بغيرِ مِراء
حكم المنازلِ قد تخالفُ طبعه / كيفَ الشفاءُ وفيه عينُ الداء
حار المكاشف في الدجى خياله / مثل المفكر إذ هما بسواء
الأمر أعظم أن يحاط بكنهه / ومع النَّزاهة جاء بالأنواء
حرنا وحار العقل في تحصيله / إذ ليس منحصراً على استيفاء
لولا ثبوتُ المنع قلتُ بجودِه / المنعُ يُذهبُ رتبةَ الكرماء
لا تفرحنَّ بما ترى من شَاهدٍ / يبدو لعينِك عند كشفِ غِطاء
من شانه المكر الذي قد قاله / في محكمِ الآياتِ والأنباء
القصد في علمِ الأمور كما جَرَتْ / ما القصد في حَمَل ولا جَوزاءِ
إن الطبيعة كالعروسِ إذا انجلتْ / والبعلُ من تدريه بالإيماء
عنها تولدتِ الجسومُ بأسرها / وتعاقبَ الإصباحُ والإمساء
فهي الأميمة للكثيفِ وروحُه / وهو لها للنشء كالأبناء
وهم الشقائقُ يُنسَبون إليهما / بالفعلِ لا بالتحامِ النائي
مَن دانَ بالإحصاء دانَ بكلِّ ما / دلَّت عليه حقائقُ الإحصاءِ
لا تلق ألواحاً تضمن رحمته / وادفع بهن شماتة الأعداء
واسلك بنا النهجَ القويمَ ملبياً / صوتَ المنادي عند كلِّ نهداء
هو حاجب البابِ الذي خضعتْ له / غلبُ الرقابِ وآمرُ الأمراء
ضم الكتاب إلى الوعاء فحازه
ضم الكتاب إلى الوعاء فحازه / ما كل من ضم الكتابُ يحوزُ
لولا ثبوتُ الحقِّ لم يجز الذي / قد كان لكن بالثبوتِ يجوز
بشرى من الله الكريم أتت بها
بشرى من الله الكريم أتت بها / أرواحُ أملاكٍ من الأمناءِ
لرجالٍ أهلِ ولايةٍ معلومة / معصومةِ الأنحاءِ والأرجاءِ
لعناية سبقت لهم من صدقهم / حصلوا بها في رتبةِ النبآء
بوراثةٍ مرعيةٍ محفوظة / لرجالٍ أهلِ رسالةٍ ووَلاءِ
نالوا بها حسناه من إحسانهم / في ساعةٍ مشهودةٍ غرَّاء
ورثوا النبيَّ تحققاً وتخلقاً / بمعالم الكلماتِ والأسماءِ
فهم الذين يقال فيهم إنهم / أبناؤهم وهمُ من الآباء
إنَّ النبوةَ يستمرُّ وجودُها / دنيا وآخرةً بلا استيفاء
ونبوّةُ التشريعِ أُغلق بابها / فلذاك حازوا رتبةَ السمراء
فهم الملوكُ من سواهم سوقة / لا يشهدون مواقعَ الأشياء
نظموا حديثَ سميرهم فأنالهم / نظمَ الحديثِ فصاحة البلغاء
فهم الضنائن في حفاظٍ مصاون / من حرّها جرم بدار بلاء
حتى إذا انقلبوا إلى الأخرى بدت / أعلامُهم بسَنا لهم وسَناءِ
أمر الإله من الإله تعلّق
أمر الإله من الإله تعلّق / ما أمره في العالمين محقَّق
إلا بواسطةِ الرسول فإنه / أمرٌ مطاع سِرُّه يتحقق
إنْ خالفت أمر الإله إرادة / منه تكادُ النفسُ منه تزهق
ولذاك شيبت النبيّ مقالة / هي فاستقم فيما أُمرتَ تُوفَّق
فإذا أراد نقيضَ ما أُمرتْ به / نفسُ المكلِّف فالوقوعُ محقق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025