المجموع : 31
ما بالُ قوَّادي وعلقي
ما بالُ قوَّادي وعلقي / قد علقا أبوابَ رزقي
وتعاهدا وتعاقد / وتحالفا أيمان صدقَ
إن تتركاني تائباً / من فاتحتي عن كل فسقِ
وتخلياني مُثُلَةَ / للناسِ في غربٍ وشرقِ
قد صرتُ صوفيا لِفَق / ري منهما والجلدُ دلقي
وعمامتي رأسي وجمجم / تي الثرى والكبرُ خُلقي
فأنا النذير لمن غدا / متعرضاً يوماً لعشقِ
كم ليلةٍ ضَيَّعتُ فيه / ا حُرمتي وأضعت ورقي
وُصفعت حين سكرتُ من / كأسٍ بها المحبُوبُ يَسقى
وإذا سكرت فإنني / مُستَهلِكٌ مالي وعتقي
مولاي هب نظراً لعبدك
مولاي هب نظراً لعبدك / وأفضِ عليه سَحابَ رفدِك
فلقد أقرَّ بعجزِهِ / وقصورهِ عن بعض حَمدَك
وقَفَت نجومُ الأُفقِ في / رتَب العلا من دون جَهدك
والدهرُ أصبحَ يَقتدي / إما بحلك أو بعقدك
أمُدَبِّرَ المُلكِ المُقيم / أرى الليالي بَعضَ جُندِك
ولقد ختمت صيامَ ه / ذا الشهرِ مَقبُولا بحَمدك
شهرٌ تعاطَمَ قدرُهُ / وغدا له سَعدٌ كسَعدك
لم لا يكونُ معظَّماً / في الدهر وهوَ سَمِيُّ جَدِّك
حَتَّامَ تَخدَع عزمي الآمالُ
حَتَّامَ تَخدَع عزمي الآمالُ / وتَصُدُّني عن فعليَ الأقوالُ
وإلامَ يُصبحُ ظاهري مُتَفَرِّغاً / ولباطني بهمومه أشغالُ
ولقد عجبتُ لِهِمَّتي كيف اهتَدَت / لسبيلها اللُّوَّامُ والعُذَّالُ
ما العُذرُ عن إدراك آمالي وقد / صَحَّ الزمانُ وأمكن التِّرحالُ
غيري تَشُقُّ عليه حادثَةُ النَّوَى / وتَرُدُّهُ عن قَصده الأهوالُ
ولقد وثقتُ من الزمان بعادةٍ / ما إن يفَيلُ لديَّ منها الفالُ
إنَّ الدُّنوَّ نتيجةُ البُعدِ بعادةٍ / ما إن يفيلُ لديَّ منها الفالُ
ولكم فقير صار من أهل الغنى / ولكم غنى مالَ عنه المالُ
وكذا الليالي قد جرَت عاداتُها / ألا يدومَ لنا عليها حالُ
وبقاؤها لا يُستطَاعُ لطالبٍ / وطلابُ ما لا يُستطاعُ محالُ
حَسبُ الفتى حُسنُ الثناءِ فإنَّهُ / لا يَعتريه مدى الزمان زَوَالُ
دعني على خُلقي فقد أكثرتَ في / عذل امرئٍ يحلو لهُ الإقلالُ
بحوادث الأيَّام عند ذوي النُّهى / تَتَبيَّنُ الكرماءُ والبُخَّالُ
ولقلما يخشى الحوادث من غدا / وله إلى آل الزبيرِ مآل
قومٌ يُضئ الليلُ من أنوارهم / فيهم تدُلُّ عليهمُ السؤال
أعراضُهم ووجوههم وجفانهم / بيضٌ فلم لا تهتدي الضّلالُ
بيراعهم وسُيُوفهم بين الورى / تتقسَّمُ الأرزاقُ والآجالُ
لا بُوسعُون نفوسهم عُذراً إذا / لم يفعلواأضعافَ ما قد نالوا
فهمُ بحارٌ إن أتاهم واردٌ / وهُم إذا خَفَّ الحليمُ جِبَالُ
نالوا المعالي بالنَّدى والبَأس في / كَيد الحسود وحَسبُهُم ما نالوا
طَابَت أصولٌ منهمُ فتشابَهَ ال / آباء والأعمامُ والأخوالُ
ولهم بيعقوبَ الفَخَارُ على الوَرى / فإليه يُعزى الفضلُ والأفضالُ
سَمحٌ إذا دجت الخطوبُ فبشرُهُ / بَرقٌ وغَيثُ نواله هَطَّالُ
ماضي العزيمة تُنصَفُ الأمداحُ في / نادي نَداه وتُظلَمُ الأمَوالُ
دَع ما سواه ومَن سواه وسر له / إن شئت تدري العِزُّ كيف يُنالُ
تلق الكريم على الحقيقة طالما / نابَت لنا عن قوله الأفعالُ
مُتَوَقَدُ العزمات لكن قد حوى / بأسٌ على طول المدا ونوالُ
حَسبُ المُعَادي والمُوالي عنده / بَأسٌ على طول المدَا ونوالُ
حبرٌ إذا هزَّ البراعَ بنانُهُ / شاهدت منه السِّحر وهوَ حلالُ
خَطّاً ولفظاً راق ذاك ورقَّ ذا / كالماء إِذ مُزِجت به الجريالُ
فبعلمه وبحلمه وبجوده / في كلّ حينٍ تُضربُ الأَمثالُ
مولايَ زينَ الدينِ كم لك من يَدٍ / شهدت بحُسن وفائها الآمالُ
أنتَ الذي لا يَعتَريه السَّهوُ في / حالِ كمثل سواك والإِغفَالُ
أشكو لعَدلك جَورَ دَهرٍ جاهلٍ / فَضَلَت به فضلاءَهُ الجُهَّالُ
مُنِعَت به عقلاؤه إذ قسِّمَت / بالجَورِ في أَنعامه الأَنفَالُ
علمي به لا ينَقضى وإذا بَدَت / حِيَلى عليه فدوني البَطَّالُ
يكفيك أني في الصيام رَغِبتُ عن / وطني وخَلفي معثَرُ وعِيَالُ
زمنٌ قد انعكست حَقائِقُ ذاته / فكأنما رمضانُه شَوَّالُ
والإِمَ أُصبِحُ مُنجِداً أو مُتهماً / سَئمَتني الأَعمال والعُمَّالُ
والأرضُ قد ثَقُلَت عليها وَطأَتي / إذ عَمَّها الإِدبارُ والإِقبَالُ
حتَّام أسبحُها فلولا أنَّ لي / عَينينِ قال الناسُ ذا الدجَّالُ
مولاي خذها مِدحَةً ببديعها / لِبَني الفَريض وللقريض جَمَالُ
حسُنَت بإنشادي لها ولرُبَّما / زان الحسامَ المَشرفي صقالُ
افعل معي ما أنت أَهلُه
افعل معي ما أنت أَهلُه / يا مَن لديه الفضلُ كلُّه
يا حاكماً عَمَّ البريَّة / بعد ظلمِ سواهُ عَدلُه
يا مَن تَشَرَّفَت المحلَّة / إذ غدا فيها مَحَلُّه
مولايَ لا تُبدِ أشتغا / لا عن محبّ أنت شُغلُه
ضاقت عليهِ يا رَحيبَ / الصَّدرِ منذ رَحَلتَ سُبله
كَفَرَت به الأصحابُ إذ / أوراقُه بالشعر رَسلُه
وتباعدت عن قُربه / إخوانُهُ وجَفَتهُ أهلُه
ما عَوَّضتكَ بهجرها عن وَصلها
ما عَوَّضتكَ بهجرها عن وَصلها / إلا وقد جادَت عليك ببخلها
فاطلب لمُقلَتك الهجوع تخيُّلاً / فعسا يُعلَلكَ الخيالُ يمثلها
هيهاتَ أن تحظى بزورَةِ طَيفها / ما دام طرفُكَ ساهراً من أجلها
حَمَّلتَ نفسك فوق ما اعتادته من / تَعَب الهوى فَتَعبتَ أنت بحمله
يا صاحبي باللَه إن جئتَ الحمى / قف بالربوع مُسائلا عن أهلها
والثُم ثراها كلَّه عَنِّى فلى / قَلبٌ أقام بِحَزنِها وبسَهلِها
ومتى بَدَت لك من فُتنتَ بحُبِّها / فاخرُس فؤادك أن تصابَ بنبلَها
وإذا ادَّعَت حُسنَ الحسانِ بأسره / سَلم فقد دلَّت عليه بدَلَّها
أَترى ليالي الوَصل ترجَعُ ليلةً / منها فيُقنع بعضُها عن كلّها
والإمَ في الدنيا أُوَسِّعُ رغبتي / وعليَّ قد ضاقَت مسالكُ سُبلها
لا ذَنبَ للأيام عندي في الذي / صَنَعَت ويَعذرها الحليم لجهلها
كم ذا أُعاتبها كأن لم يُنسني / إحسانُ صدرِ الدين سَيِّئَ فعلها
سَمَت الوزارةُ في حماه لأنها / من أهله ولأنه من أهلها
لا تَعتَرِر بالصَّفحِ من أخلاقهِ / وحذارِ تُطمِعُك السيوف بصَقلها
رزقُ العباد براحتيك مقسَّمُ
رزقُ العباد براحتيك مقسَّمُ / فلذاكَ ترزق من تشاء وتحرمُ
وإليك ترتدُّ الأمورُ بأسرها / ثقةً بعدل قضَاك فيما تحكُمُ
أُلبَستَ ثوب المجد ما بين الورى / وعلى عَواتقكَ الطرازُ المُعلَمُ
أصبحتَ بالإِحسان فينا مالكاً / أعناقنا وندا يديك مُتَمِّمُ
واعذر فتىً حَسَدَ المجوس لبرده / في دينهم وهوَ الحنيف المسلمُ
إذ يعبدون النارَ طول حياتهم / ومصيرهُم بعد الممات جهنَّمُ
حَمدَ النَّوَى إذ بَلَّغَتهُ مرامَهُ
حَمدَ النَّوَى إذ بَلَّغَتهُ مرامَهُ / وقَضَا المَسيرُ بأن يَذُمَّ مقامَهُ
ونهتهُ هِمَّتُهُ عن العَجز الذي / قد كان سَلَّمَ للخمول زِمامَهُ
فالآن لا يرجو النسيمُ إذ سرى / سَحَراً يُبَلِّغُ للحبيب سلامَهُ
كلا ولا يشتاقُ من أوطانه / ربعاً يذكِّرُهُ الهَوَى وهُيَامَهُ
فقد استراحَ من الغرام وأَسرِهِ / وأراحَ من تَعنيفِهِ لُوَّامَهُ
حَسبٌ المحبِّ من الهوى وهَوَانِهِ / أن يَستَلذَّ سهادَهُ وسقَامَهُ
ويرى بأنَّ الطَّيفَ أعظمُ مِنحَةٍ / إن صادف الجفنُ القريحُ منامَهُ
وَهمٌ يُسَمِّيهِ الجهولُ صَبَابةً / إن الجهولَ لتابعٌ أوهامَهُ
كم من محبٍ ذلَّ بعد تَعَزُّزٍ / جَهلاً فأقعَدَهُ الهوى وأقامه
لستُ الذي يَهتزُّ وجداً كلما / هَزَّ الحبيبُ من الدَّلال قوامَهُ
أو يَغتَدى كَلَفاً بلَثم عذاره / يَومَ الوداع وقد أماط لثَامَهُ
ما كان أغنى البين عن رمى امرئٍ / ما زال يرمى في الفؤاد سهامَهُ
ما ملَّني وطني لطول إقامتي / قل لي متى مَلَّ القِرابُ حُسامَهُ
لكنني جَرَّدتُ مني عَزمَةً / قطعت من الزمن البخيل لِثامَهُ
ورحَلتُ رِحلَةَ من يُعَلِّلُ بالمُنى / قَلباً وينقعُ بالرجاء أُوَامَهُ
وعَلِمت أنَّ الجَدبَ ليس يروعُ مَن / أَضحت يمينُ ابنِ الزُّبيرِ غمامَهُ
تتفاخر الكتَّابُ منه بسيدٍ / لا يَرتضي عَبدَ الحميد غلامَه
خَطّ كوشي الروض حَيَّاهُ الحَيَّا / فأدَارَ بالمعنى عليكَ مُدامَه
فتكاد تَدهش إن رَأيتَ بَنانَهُ / وتكاد تَسكرُ إن سَمعت كَلامَهُ
السَّطرُ يَحكى الغُصنَ إذ هو مُثمِرٌ / وإذا سَجَعتَ به حَكَّيت حَمَامَهُ
وافاكَ في شَهرِ الصِّيام وما أَتى / أو مَلَّ من شُحِّ النفوس صيامَهُ
وأبيك لولا ذاك لم يَرحَل ولم / يُظهر لحادثة النَّوى أقدامَهُ
أَيُقيمُ في أوطانه مُتَأَدِّبٌ / ما خلفَهُ مالٌ ولا قُدَّامهُ
شَرُفَت بك العلياءُ يا شرف العُلا
شَرُفَت بك العلياءُ يا شرف العُلا / لمَّا علوتَ بها جميعَ العالَمِ
والكاملُ الملكُ ارتضاكَ لعَزمةٍ / اغنتهُ عن سُمرٍ وبثيضٍ صَوَارِمِ
فاحرس برأيك مَجدَ دولته الذي / مُذ شدتهُ لا يستطاعُ لهادِمِ
واجمَع به شَملَ الفخارَ فإِنما / بمحمَّدٍ كَمُلَ الفَخَارُ لهاشِمِ
أثنِ عليه وقد تثنَّى البانُ
أثنِ عليه وقد تثنَّى البانُ / وكفاهُ ما شهدت به الأغصانُ
ورنا فقيل هو الغزالُ وأينَ من / لحظاته وفتورها الغزلانُ
رَشأٌ بديعٌ الحسن أما قدُّهُ / عصنٌ وأما وجهه بستانُ
فأقاحُهُ الثغر النظيمُ ووردهُ ال / خدُّ الرقيم وصدغُه الريحانُ
ورُضَابه خمرٌ حَوتهُ جفُونُه / فلأجل ذا يُحمى بها ويُصانُ
فاشرب بكأسِ الثغرِ خمرة ريقهِ / لكن إذا أذنت لك الأجفانُ
لا تَغترِر بفتورِ طرفٍ ناعِسٍ / فالسحرُ من لحظاته يقظانُ
كم قد هممت بقطفِ وردةِ خدّه / لو كانَ لي من مقلتيه أمانُ
وشقائقاً قبَّلتها من خدهِ / حتى رثى لذبُولها نَعمَانُ
سرُّ القلوب تُذيعهُ الأجفانُ
سرُّ القلوب تُذيعهُ الأجفانُ / هيهاتَ ينفع مُغرَماً كِتمَانُ
طَرفُ المحبِّ فَمٌ يُذاعُ به الجَوى / والدَّمعُ إن صَمَتَ اللِّسَنَ لسانُ
يا سائلي عما تُكابد مُهجَتي / إعراب طرفي بالدموع بيانُ
تبكي الجفونُ على الكَرَا فاعجب لمن / تبكي عليه إذ نَأى الأوطانُ
يا مُسقمي مهلاً على جسدي الذي / لم يَبقَ فيه للسقَّام مكانُ
أتلفتُ روحي في هواك وإنني / راضٍ بذلكَ أيها الغضبانُ
حاشا معانيك التي أنا عَبدُها / ألا يكونَ لحسنها إحسانُ
أو أن يكونَ الوَصلُ منك مُمَنَّعاً / يوماً وحَظذُ محبَّك الهجرانُ
أشكو إليك فأنت أعلمُ بالذي / أشكوه قد ولعت بي الأشجان
يا من يروحُ الرزقَ أو يسعى إلى / تحصيله فيَعُوقُهُ الحرمَانُ
عَوِّل على الرحمن وارض بعَبده / فبعبدهِ رَحِمَ الوَرى الرَّحمنُ
للّه في النارِ التي وقَعَت به
للّه في النارِ التي وقَعَت به / سرٌّ عن العقلاء لا تُخفيه
أن ليسَ يَبقى في فناهُ بقيةٌ / مما بَنَتهُ بنو أمَيَّةَ فيهِ