المجموع : 71
الداخليّة إن غَدَت بك تفخرُ
الداخليّة إن غَدَت بك تفخرُ / فَلأنت حقّاً بالمفاخر أجدرُ
يا ذا المَعالي فيكَ زادَ سُرورنا / وَرُبوعنا بكَ أصبحت تَتَعطّرُ
أَصبحتَ في دستِ الوزارة حاكماً / تنهى بحكم العدل منك وتأمرُ
وَطلعتَ في أفقِ المعالي طالعاً / تَحكي الهلال وأنتَ بدر نيّرُ
بكَ حفّ أرباب الولاء ببهجةٍ / والكلُّ مِنهم ضاحك مستبشرُ
قد رَحّبت بكَ أمّة عربيّة / بالحبِّ قد أضحَت تسرّ وتجهرُ
ترجو البلاد لك البقا ولعرشهِ / ويُديمه ربّ السماء وينصرُ
وَيعيش كي تَحيا البلاد بظلّهِ / وعلى مفارِقنا لواهُ يُنشرُ
يا ضَيفنا المحبوب يا حلفَ الندى / يا مَن لِساني عن علاه يقصرُ
الطفُّ فيك زَهَت وزادَت بهجةً / لمّا بدى فيها جبينك يزهرُ
وإليكَ مدّ يد السلام مُصافحاً / حلف المكارمِ والمعالي جعفرُ
فلهُ بكَ البُشرى وفينا لم تزل / أعماله الحُسنى تحبّ وتشكرُ
بانوا فبانَ الحلمُ والصبرُ
بانوا فبانَ الحلمُ والصبرُ / عنّي فأدمع ناظِري حمرُ
والعينُ ترعى الركبَ ناظرة / أنّى يريد أولئك الغرُّ
القلبُ شطر قد سرى مَعهم / ولِما أكابدُ من جوى شطرُ
ما ضرّهم لو أنّهم عَطفوا / وعلى رَهين هواهمُ مرّوا
سهران ما غمضت مَحاجرُهُ / فكأنّ على أجفانهِ حجرُ
أَأحبّتي إنّي أسير هوى / فمتى يفكّ لصبّكم أسرُ
أهل الوفا منّوا بوصلكم / مِن قبل أن يبلينيَ الهجرُ
أنا لا أُطيق فراقكم أبداً / وعلى التباعد ليس لي صبرُ
زالَ اِصطباريَ يوم سعد قضى / ومنَ الرَدى لا ينفع الحذرُ
راعٍ رَعى مصراً بفكرتهِ / ولفكرها منه جرى الفكرُ
رجلٌ له هممٌ وإن كَبُرت / ما كان مِن أخلاقه الكرُّ
والشعبُ إن طرقته طارقة / فإليه يُعزى النهيُ والأمرُ
قد جدّ في اِستقلال أُمّته / فَسما لها بين العلى قدرُ
مَن ذا يُسدّد رأي حوزتها / مِن بعدِ فقد زعيمها مصرُ
هل بعدَ سعدٍ مَن يُحافظها / ويكون فيه لكسرِها جبرُ
أَضحَت تحنُّ لفقد موئلها / مَن فيه يُجلى البؤس والضرُّ
تَنعي أباها الندب كافلها / وغياثها وهو الأب البرُّ
كانَت به مصر محصّنة / تَزهو وروض مقامِها نظرُ
روحُ الحميّة فيه قد برزت / فاِمتازَ عمّا دونه التبرُ
أبقى له بين الورى أثر / فالمرءُ مَن يُقفى له أثرُ
فدِيار مصر بعد غيبتهِ / تَبكي فكلّ في الأسى مصرُ
كانَت به تُحمى الثغور فهل / يُحمى لها من بعده ثغرُ
إن يمضِ عنهم شخصهُ بَقِيَت / ما بينهم أمثاله الغرُّ
تَجري على مجراه طائفة / فوق السهى أذيالهم جرّوا
خطَبوا بعزمهم لشعبهم / وَنفوسهم لفدائه مهرُ
نَشَروا لواء الحقّ تحملهُ / قومٌ كرام سادة غرُّ
فليحيَ عصرُ النور مشرقةً / بينَ الورى أيّامه الزهرُ
وتعيشُ أقوام تؤيّده / وَلها يدومُ العزّ والنصرُ
كانَ اللِواءُ بنور وجهك يزهرُ
كانَ اللِواءُ بنور وجهك يزهرُ / وبِطيبِ نشرك ربعه يتعطّرُ
وَرَحلتَ عنه فأهله تُثني على / أعمالك الحُسنى وفضلك تشكرُ
يا اِبن المكارمِ من بني عمرو العلى / مَن شرّفوا بين الأنام وطهّروا
والمُرتدي ثوب المفاخر طيّب ال / أَعراقِ قدماً طاب منه العنصرُ
مِن آل هاشم سادة العرب الأُلى / بين البريّة فضلهم لا ينكرُ
هُم معشرٌ نطَقَ الكتاب بفضلهم / وَلَهُم مناقب جمّة لا تخصرُ
لك يا أبا محيي المبجّل موقع / وَمكانة مَهما حَييت تقدّرُ
قد كنتَ بالإصلاح فينا قائماً / وَلأنت حقّاً مُصلح ومعمّرُ
مَن مثل جعفر في الإدارة حازمٌ / قد عادَ دست الحكم فيه يفخرُ
ذي حفلة التوديعِ قد عُقِدَت له / ولمدحهِ هذي الصحائف تنشرُ
وَبِكلّ نادٍ حين يُتلى ذكرهُ / هو طيّبٌ مثل العبير يكرّرُ
هذي بنو العلياءِ أبنا يعرب / تُبدي لك الحبّ الصميم وتضمرُ
جاءَت تودّع شخصَك العالي وفي / نادي الأمير بكلّ شوق تحضرُ
ولك اِحتراماً أن تمدّ أكفّها / فلأنت أهلٌ بالحفاءِ وأجدرُ
وَتَرى على هامِ العلى العلم الّذي / أهل العراق غَدَت به تستبشرُ
إن قيلَ مِن حلفِ المعالي والندا / قُلنا أخو العلياء هذا جعفرُ
الحازم الشهم الإداريّ الّذي / قد شدّ منهُ على المكارمِ ميزرُ
أَمحمّد جئتَ العراقَ فأصبحت
أَمحمّد جئتَ العراقَ فأصبحت / تزهو بِطَلعتكَ البلادُ سُرورا
وَتَباشَرت بلقاكَ أرباب العلى / لمّا قَدِمتَ مؤيّداً مَنصورا
أهلاً بمقدمك السعيد فإنّه / يَستوجبُ التعظيمَ والتكبيرا
ما بلدة إلّا ومنكَ قد اِكتَست / طيباً وشمّت مِن شَذاك عَبيرا
إذ أنتَ مِن أمجادِ قومٍ قد زكوا / أصلاً وطابوا أبطناً وظهورا
ترجو العروبةُ منكَ توثيق العُرى / ليعودَ طرف المجدِ فيك قَريرا
يا سادة العرب الكرامِ ومَن لهم / غررٌ تجلّت أنجماً وبدورا
مَن لِلعُروبةِ غيركم يرجى لها / أنتُم ذَووها أوّلاً وأخيرا
فبظلّ يحيى العرب تُحيي مجدَها / بعدَ التفتّح أَعصُراً ودُهورا
وبهمّةِ الغازي تجدّد نهضة / منها يعودُ لِواؤها مَنصورا
فكِلاهُما فرعا سلالة هاشمٍ / وكِلاهما للعربِ صارَ أميرا
ذا لِلعراقِ وذاك لليمن اِستوى / ملكاً فكان أَخاً له وظهيرا
أنتُم بني عمرو العلى مِن سالفٍ / للعربِ شدتُم بيتَها المعمورا
ما جدّكم في الناس إلّا واحد / مِن أهلِ بيت طهّروا تطهيرا
واليوم مِن توحيدِ راياتٍ لكم / يا آل هاشم نأملُ التَعميرا
يا سيّداً ملأَ القلوب مسرّة / بِلقاكَ قَد نِلنا هناً وحبورا
جئتَ العراق لآل أحمد زائراً / حيّاك ربّي زائراً ومزورا
هبة لدين اللّه مُذ وافيته / وافيت مولىً سيّداً وحصورا
هو لَم يَزَل باِسمِ العروبة ناهضاً / عن ساعديهِ مُشمّراً تشميرا
للعلمِ والإصلاحِ يَسعى ناشراً / فَضلاً فأصبحَ سعيهُ مشكورا
أوَزير يحيى أنت أكرم سيّد / أضحى لسيّدنا الحميد وزيرا
آمالُنا بكَ علّقت وسواك لم / نرَ في الرجال بما أتيتَ جديرا
أُهدي لحضرتك التحيّة والثنا / نَظماً يُحاكي اللؤلؤ المنثورا
عُذراً إليك فذا لِساني قاصر / وأراكَ تصفحُ إن رأيت قصورا
وَتحيّتي لأبي المعالي طالب / مَن شقّ نور جبينه الديجورا
والشعبُ أصبحَ باسماً لمّا رأى / وَجهاً لمحيي الدين يَسطَعُ نورا
وشقائقُ النعمانِ تزهو بالّذي / نَثَرت له دار العلومِ زُهورا
هذي قَصيدتيَ الّتي قدّمتها / نَرجو قَبولا لا نُريدُ أُجورا
بُشرى لوائك يا اِبنَ حيدر
بُشرى لوائك يا اِبنَ حيدر / ويَحقّ فيك اليومَ يَفخَر
لكَ في بِلادي موقعٌ / سامٍ وفضلٌ ليس يُنكَر
لكَ في القلوبِ مَسرّة / وَعناية حقّا تُقدّر
فَلِذا لِواؤك والوزا / رة قدّمتكَ وأنتَ أجدَر
هنّأتُ فيك بني العلا / وأخا الفخارِ أخاك جَعفَر
بالنصرِ فُزتَ وبالسعادة والظفَر
بالنصرِ فُزتَ وبالسعادة والظفَر / وَجنيتَ مِن روحِ العلى أحلى ثمَر
وَسَبَقتَ أربابَ المفاخر لم تدَع / فَخراً لأبناء الفخارِ ولم تذَر
أخليل إسماعيل يا من فضلهُ / قد شاعَ ما بينَ البريّة واِشتَهَر
وَمدير أوقاف العراق ومَن له / مِن عزمهِ في كلّ مكرمةٍ أثَر
يهنيكَ مَنصبك الّذي قُلّدتهُ / فَلَقد زَها بك بالمسرّةِ واِزدَهر
ما أنت إلّا الحازم الشهم الّذي / لك كلّ مَعنىً بالفضائلِ مُبتَكَر
وَلكَ اليد البيضاء كم جلبَت لنا / خَيراً وعنّا قد أزالت كلَّ شَر
وَسَنا محيّاك المنير بأفقهِ / لمّا بدى منه قدِ اِحتَجَب القمَر
طالَت أرومة مجدك الزاكي فمِن / آثارِ طيبك حسن فِعلكَ قَد ظَهَر
لكَ مُحسنٌ يدعو ويهتفُ بالثنا / لِتعيشَ عزّاً للبلادِ ومُفتخَر
وَتَعيشَ بالنصر العزيز مُؤيّداً / وَيُصان جانبك الكريم مِنَ الخَطَر
سافِر فإنّ حليفك النصرُ
سافِر فإنّ حليفك النصرُ / واِرحَل لكي بكَ تبتهج مصرُ
يا طاهراً طهرت أرومتهُ / وَسَما لهُ بين الورى قدرُ
وَعَلى ذُرى العلياء ضَع قَدماً / فلكَ العلى والمجد والفخرُ
بكَ أصبَحَت تزهو البلادُ وتُزهر
بكَ أصبَحَت تزهو البلادُ وتُزهر / وَبطيبِ نشرك ربعها يتعطّرُ
وَغَدَت عيونُ بني الولاء قريرة / وتسرّ بالحبّ الصميم وتزهرُ
وَالشعبُ فيك لقد تكاملَ نشره / فالناس كلٌّ ضاحكٌ مستبشرُ
هذي ربوع الطفّ فيك تضوّعت / مُذ فاحَ طيب شذاك فيها ينشرُ
يا أيّها المولى الزعيم ومن له / شَرفٌ جميعُ الناس عنه تقصرُ
عنّا رَحَلت لتدرك الحجّ الذي / أمرَ الإله بهِ وفيه تؤجرُ
في البيتِ طُفتَ ببرد عزٍّ رافلاً / وَعَلى المكارمِ شدّ فيك المئزرُ
وَسَعيت ما بين الصفا سبعاً وفي / تلكَ البقاع الطيّبات تقصرُ
نلتَ المُنى بمِنى وفي عرَفاتها / لكَ موقف عندَ الملا لا ينكرُ
تلكَ المنازلُ مَن يكُن مُستخبراً / عَنها ففي علياك حقّا تخبرُ
وَالخيف ينبئُ عن مزاياك الّتي / مثلاً سَقَتك حطيمها والمشعرُ
وَبطيبة قد زُرتَ خير الرسل من / طه الهدى والدين كلّ يحصرُ
وَالسادة الأطهار خيرُ أئمّة / بهمُ غَدَت أرض المدينة تفخرُ
وَرَجعت والإقبالُ حلفك والعلى / والعزّ صِنوك واللوى والمفخرُ
وَتنال فيك بنو العلى آمالها / مَن قَد أتاك رجاؤه لا يخسرُ
وَمَواقف شَهِدَت بها أهل العلى / منها غَدَت أهل الولا تتشكّرُ
ماذا أقول بمَدحكم وقديمكم / إذ عن مديحكمُ لساني يقصرُ
فإليكم العلياء ألقت مِقوداً / طوعاً وحسن الرأيِ فيكم يصدرُ
أَفَهَل دَرى قبرٌ بهِ الهادي ثوى
أَفَهَل دَرى قبرٌ بهِ الهادي ثوى / مَن ذا الّذي بِضريحهِ مقبورُ
هو مُهجة الهادي بجنبِ المُرتضى / مثواهُ أرّخ طيّب مغفورُ
بالنصرِ والإقبال جاءَ وبالظفَر
بالنصرِ والإقبال جاءَ وبالظفَر / وأنارَ بلدَتنا أخو العليا عُمَر
فيهِ المدينةُ رحّبت وتَباشَرت / ولكلِّ قلبٍ من بني العلياءِ سَر
هذي القبورُ الدارساتُ بطيبة
هذي القبورُ الدارساتُ بطيبة / عفّت لها أهل الشفا آثارا
قُل للّذي أفتى بِهدمِ قُبورهم / يوم القيامة سوفَ تَصلى نارا
أَعَلمتَ أيّ مقابرٍ هدّمتها / هيَ للملائكِ لا تزالُ مَزارا
لا يمدح الحجّاجَ غير مُخنّث
لا يمدح الحجّاجَ غير مُخنّث / قد شدَّ منه على القبيح إزارُ
في مَدحهِ مدحُ الفسوق لأنّه / هو مثله بين الورى غدّارُ
إن صحّ شبهُ الشيء منجذب له / فبذاك قد هُتِكَت له أستارُ
يأبى النجيبُ مديح كلّ مخنّث / والعار لا يمدحه إلّا عارُ
وَأَماجد بَلغوا الفَخار بهمّةٍ
وَأَماجد بَلغوا الفَخار بهمّةٍ / فيها لقَد مَلَكوا العلى بأِزمّةٍ
وَهُمُ الغياث لدفعِ كلّ مهمّة / قوم إِذا نودوا لدَفعِ ملمّةٍ
والخيلُ بين مدعّس ومكردسِ /
ولطالَما نارُ الحرايب أشعلوا / وَلِخَيلهم هام الفوارسِ أنفلوا
فإذا دُعوا لكريهةٍ لم يسألوا / لَبِسوا القلوبَ على الدروع وأقبلوا
يَتهافَتون على ذهاب الأنفسِ /
أُهدي التحيّة والثناء لسيّد
أُهدي التحيّة والثناء لسيّد / بالفضلِ معروف أمينٌ خالصُ
قد حلّ فينا حاكماً متصرّفاً / وإليهِ طرف المجد شبراً شاخصُ
شهمٌ إلى نيلِ المفاخر مقدّم / وَسِواهُ عن نهج الحقيقة ناكصُ
وإذا تَسابَقَتِ الرجالُ وأحجمت / عَن قَصدِها فهو الكميّ القانصُ
فَسَمَت إلى طلبِ الفضائلِ نفسهُ / ولَها اِقتناءُ المَكرُمات خصائصُ
نَرجو ينال الطفُّ فيه تقدّماً / وَبِحُسنِ مسعاهُ يتمّ الناقصُ
وَيَعيشُ بالنصر العزيزِ مؤيّداً / يُهدى له منّي المديح الخالصُ
قِف بالطفوفِ ونادِ أينَ المُرتضى
قِف بالطفوفِ ونادِ أينَ المُرتضى / مَن كانَ ذا خلقٍ وطبعٍ مُرتضى
أينَ الهمامُ الماجدُ الشهم الّذي / كان الصلاح حليفه حتّى قَضى
منهُ الديارُ خلَت وفيه تباشَرَت / حور الجنانِ وربعها فيه أضا
بِحِمى أبي الفضل اِستقرّ مكانه / وَبغابِ ليث الغاب أدركَ مربضا
إنّي لأعجبُ كيف فاجأه الرَدى / أم كيفَ نال علاه محتوم القضا
وعن النواظر كيف غيّب شخصهُ / ولهُ حمامُ الموتِ كيف تعرّضا
لمّا دعاهُ اللّه راحَ مُلبّيا / وإِليه طوعاً أمرهُ قد فوّضا
فَمَضى إلى الفِردَوس يكسوهُ الثنا / برداً له نَسج المهيمن أبيَضا
قَد أورثَ الأحشاء في فقدانهِ / ناراً تزيد سناً على جمر الغضا
أبكى العيونَ مُصابُهُ لمّا سرى / وعَنِ الأحبّة رحله قد قوّضا
فَلتحتَفل أهل الفخارِ بذكرهِ / وَلتتّخذ ذكراه دوماً معرضا
ويحقّ أن تتلى مناقبهُ التي / مَلَأت بحُسنِ حديثها كلّ الفضا
للمُرتضى أعمال خير جمّة / وَبها الثواب من الإله تعوّضا
ساقي العِطاش من الفرات كعمّه / هذا السقيّ من النبيّ تقرّضا
نرجو بِأَن يُسقى غداً من كوثرٍ / مِن كفّ ساقيه عليّ المُرتضى
فلئن يَغِب عنّا أبو حسن فمن / سيما أبي بدريّ برق أوحضا
هو شبلهُ وله السدانة سلّمت / وإليه كلّ الأمرِ صار مفوّضا
ندب حَوى جمّ المفاخرِ لم يَخِب / مَن قد أتى بِجنابهِ مُستنهضا
وإذا بدى منه المحيّا طالعاً / فهو الضياءُ وفيه حقّا يُستضا
أخلاقهُ حَسُنت وكرمٌ طبعه / وعنِ المكارمِ ساعة ما أغمضا
تَلقاهُ يوم السلم خيرَ مُهذّب / عمّن يروم نواله ما أعرضا
أَبني ضياء الدين صبراً إنّما / بِكمُ العَزا لمحبّكم عمّن مضى
إن تَبكِ عَيني أو تدرّ مَدامِعي
إن تَبكِ عَيني أو تدرّ مَدامِعي / لكَ يا أبا الشهداء يوم السابعِ
فلأنتَ أفضل من لِغُربته بكى / مَن في الوجودِ بكلّ طرفٍ دامعِ
أحسين قَد عَظُم المُصاب وناره / لا تَنطفي وتشبّ بين أضالعي
أبكيكَ مَطروحاً عفيراً في الثرى / دامي الوريد مجرّداً ببلاقعِ
وَالرأس يُحملَ فوقَ مسلوب القنا / يتلو الكتاب بدى بنورٍ ساطعِ
ما كانَ ذَنبُكَ يا اِبن بنت محمّد / تقضي ولا مِن ناصرٍ أو دافعِ
شُلّت يَدا شمر غداةَ جَثا على / صدرِ اِبن فاطم بالحسام القاطعِ
يا صاحبَ الشرف الرفيعِ
يا صاحبَ الشرف الرفيعِ / والفخرِ والعزّ المنيعِ
يا مَن له من هاشمٍ / نَسبٌ إلى الهادي الشفيعِ
ألقى إليهِ الفخر أم / راً فهوَ كالعبد المُطيعِ
فيكَ الطفوف لقد زَهَت / كالروضِ أيّام الربيعِ
أنتَ المؤمّل للعفا / ةِ وَأَنت عزّ للجميعِ
بُشراكَ قد زُرتَ الرضا / اِنعم بذلك من صنيعِ
وَحليفك السامي أبو ال / مهديّ ذي الوجه اللميعِ
صنو الجواد كلاهُما / نَشَآ على خلق طبيعي
يروي حميدَ فِعالهِ / عن كلّ حاكٍ أو مذيعِ
روّى العدوّ بغيظهِ / بالرغمِ مِن أنف جديعِ
وَسَقى المُحبّ بجودهِ / مِن باردٍ عذب نقيعِ
مولىً كأنّ يمينهُ / في البذلِ كالغيث السريعِ
باعَت أناسٌ مجدَها / بالسوء والعمل الشنيعِ
وَلَقد ظفرتم بالسعا / دة مُذ رَبِحتم بالمبيعِ
يا مَن حَوى شرفاً فحا / زَ الفضلَ بالنوع البديعِ
أنا كلّما حاولت وص / فَكَ لم أكن بالمستطيعِ
لا زلتَ حِلفاً للعلا / ءِ برغمِ أفّاكٍ وكيعِ
والسعد غرّدَ طيرهُ / بفنائكِ الرحب الوسيعِ
أرحامك الصيد الأما / جد مِن كبيرٍ أو رضيعِ
آل النقيب بسَعيِهِم / ساروا على النهج الشريعِ
شَهِدَ الأنام بفضلِهم / مِن كلِّ عالٍ أو وضيعِ
فَليحيَ سيّدنا الهما / م بحقّ سادات البقيعِ
بالعلمِ تَمتازُ الرِجال وتُرفَعُ
بالعلمِ تَمتازُ الرِجال وتُرفَعُ / وبهِ يكونُ لها المقام الأمنعُ
ما العلمُ إلّا منبت طوبى لمن / بالجهدِ فيه خير علم يزرعُ
وَإِذا تزيّنَتِ الرِجال بزينةٍ / فالعلمُ زينتها به تتلفّعُ
فهوَ السِلاحُ لمَن تقلّده ومن / أضحى بهِ مِن خصمه يتدرّعُ
طلبُ العلومِ على الأنام فريضةٌ / وأرى به أهلَ العلى تتولّعُ
قومٌ قدِ اِكتَسبوا العلومَ وحصّلوا / عِلماً لهم يوم القيامة ينفعُ
بالعلمِ قد فازوا وجلَّ مقامُهم / وسَما لهم بين البريّة موقعُ
نالوا بهِ الرضوان فهو لديهمُ / إن أدركوهُ شافع ومشفّعُ
فالعلمُ يرفعُ قدرَ صاحبهِ علا / فليَحيَ مَن بعلومه يتمتّعُ
ماذا أقولُ بمدحِ أقوامٍ على / هامِ السماكِ لهم مكان أرفعُ
مِنهم عليّ القدر أكرم فاضل / فيه المناقب والفضائل أجمعُ
أخلاقهُ بين الورى محمودة / مَرأى بها فاقَ الكرامَ ومسمعُ
وله فَضائلُ لا أُطيقُ عدادها / هيَ كالكواكب نورُها يتشعشَعُ
وَعليه مِن تلكَ العلوم جلالة / وَمهابة عَظُمَت فلا تتضعضعُ
إنّي لأعجزُ عن عداد صفاتهِ / إذ أنّه البطلُ الكميُّ الأنزعُ
وهو اِبن موسى شيخنا الماضي الّذي / في الزُهدِ والتقوى إمامٌ أروعُ
قد شابَهَ المَولى أباه بعلمهِ / وَالشبل والده تماماً يتبعُ
أرجو منَ الرحمن يُبقي ظلّه / ويديمهُ والشمل فيه يجمعُ
وعليه منّي لا تزال تحيّة / فيها يسرّ محبّه إذ يسمعُ
هذا أبو الفضلِ الّذي قد علّم الن
هذا أبو الفضلِ الّذي قد علّم الن / ناسَ الأخوّة والفتوّة والوفا
قد باعَ في يوم الطفوفِ يمينه / وشماله وفدى سليل المصطفى
أمحمّد الهادي البشير المصطفى
أمحمّد الهادي البشير المصطفى / قد جلّ مَن بجلالهِ سوّاكا
للعالمين بُعثتَ أكبر رحمة / كي تَهتدي كلّ الوَرى بهُداكا
وَبِأرض مكّة قد وُلِدتَ مُطهّرا / إذ إنّ أمّك قد زَكَت وأباكا
وَبنورِ وَجهك أشرَقَت أمّ القرى / فأضاءَ للأبصار نور سَناكا
والبشر قَد عمّ البسيطة كلّها / وَالروح فيك يبشّر الأملاكا
قَد أرضَعَتك حليمة مِن درّها / شَرَفاً وقد أضحى الفخار غذاكا
لكَ شقّ ربُّ العرشِ مِن أسمائهِ / اِسماً لذاك محمّد سمّاكا
وَحباكَ ربّك عزّة ومهابةً / وَجلالة وكرامة أعطاكا
يا خاتم الرُسلِ الّذين عليهم / ربُّ السماءِ بفضلهِ ولّاكا
يُهدى الثناء إليكَ منّي دائماً / لا أرتَجي يوم الجزاءِ سِواكا
يا ربّنا اِحرس دولةَ الإسلام بالن / نَصرِ العزيز ولَم تَزَل بِحِماكا
واِحفَظ لواءَ العربِ مَن أضحى لنا / كَهفاً وإنّ لنا الفخارَ بذاكا
أرجو الشفاعة منك يومَ المُلتقى / فَعَسى أروّح خاطِري بلِقاكا