القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 125
اِعدِل عَنِ الطَلَلِ المُحيلِ وَعَن هَوى
اِعدِل عَنِ الطَلَلِ المُحيلِ وَعَن هَوى / نَعتِ الدِيارِ وَوَصفِ قَدحِ الأَزنُدِ
وَدَعِ العَريبَ وَخَلِّها مَعَ بُؤسِها / لِمُحارِفٍ أَلِفَ الشَقاءَ مُزَنَّدِ
وَاِقصِد إِلى شَطِّ الفُراتِ وَعاطِني / قَبلَ الصَباحِ وَعاصِ كُلَّ مُفَنَّدِ
صَفراءَ تَحكي التِبرَ في حافاتِها / عُقَدُ الحَبابِ كَلُؤلُؤٍ مُتَبَدِّدِ
فَلَأَشرَبَنَّ بِطارِفٍ وَبِتالِدٍ / بِنتَ الكُرومِ بِرَغمِ أَنفِ الحُسَّدِ
كَرخِيَّةً كَصَفاءِ وَجهِ مَشوقَةٍ / مَرهاءَ تَرغَبُ عَن سَوادِ الإِثمِدِ
حَنَّت مُكاتَمَةً فَبَينَ جُفونِها / رَقراقُ دَمعٍ فاضَ أَو فَكَأَن قَدِ
وَتَخافُ تَهدُرُهُ فَتَرفَعُ جَفنَها / فَالدَمعُ بَينَ تَحَدُّرٍ وَتَصَعُّدِ
دَعَتِ الهُمومُ إِلى شِغافِ فُؤادي
دَعَتِ الهُمومُ إِلى شِغافِ فُؤادي / وَحَمَت جَوانِبَ مُقلَتَيَّ رُقادي
وُرقٌ بِتَفجِعَةٍ تَنوحُ أَليفَها / غَلَسَ الدُجُنَّةِ في ذُرى الأَعوادِ
وَلَقَد أُزيحَ الهَمُّ حينَ يَنوبُني / وَالشَوقُ يَقدَحُ في الحَشا بِزِنادِ
بِمُدامَةٍ وَرِثَ الزَمانُ لُبابَها / عَن ذي الأَوائِلِ مِن أَكابِرِ عادِ
زادَت عَلى طولِ التَقادُمِ عِزَّةً / وَدَعَت لِآخِرِ عَهدِها بِنَفادِ
حَتّى تَطَلَّعَها الزَمانُ وَقَد فَرَت / حُجُبَ الدِنانِ بِناظِرٍ حَدّادِ
فَكَأَنَّما صَبَغَ التَقادُمُ ثَوبَها / وَالكَأسُ في عُرسِ المُدامِ بِجادِ
تَسعى إِلَيَّ بِكَأسِها كَرخِيَّةً / يَختَصُّها نَدمانُها بِوَدادِ
ناطَت بِعاتِقِها الوِشاحَ كَما تَرى / بَطَلاً يُحاوِلُ نَجدَةً بِنِجادِ
فَرَأَت عُقودُ الراحِ دُرَّ وِشاحِها / فَحَكَينَهُنَّ وَهُنَّ غَيرُ جَمادِ
فَتَلَألَأَ النورانِ نورٌ ساطِعٌ / وَمُنَظَّمٌ أَرِجٌ عَلى الأَجيادِ
وَمُرِنَّةٍ جَمَعَت إِلى نُدمانِها / بِدَعَ السُرورِ يَقُدنَ كُلَّ مَقادِ
لَمّا تَغَنَّت وَالسُرورُ يَحُثُّها / رَحَلَ الخَليطُ جِمالَهُم بِسَوادِ
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها / مَن مَلَّ مَحبوباً فَلا رَقَدا
فَكَتَبتُ في فَصٍّ لِيَبلُغَها / مَن نامَ لَم يَعقِل كَمَن سَهِدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت لِيَبلُغَني / لا نامَ مَن يَهوى وَلا هَجَدا
فَمَحَيتُهُ ثُمَّ اِكتَتَبتُ أَنا / وَاللَهِ أَوَّلُ مَيِّتٍ كَمَدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت تُعارِضُني / وَاللَهِ لا كَلَّمتُهُ أَبَدا
يا تارِكي جَسَداً بِغَيرِ فُؤادِ
يا تارِكي جَسَداً بِغَيرِ فُؤادِ / أَسرَفتَ في هَجري وَفي إِبعادي
إِن كانَ يَمنَعُكَ الزِيارَةَ أَعيُنٌ / فَاِدخُل عَلَيَّ بِعِلَّةِ العُوّادِ
إِنَّ القُلوبَ مَعَ العُيونِ إِذا جَنَت / جاءَت بَلِيَّتُها عَلى الأَجسادِ
أَشكو إِلَيكَ جَفاءَ أَهلِكَ إِنَّهُم / ضَرَبوا عَلَيَّ الأَرضَ بِالأَسدادِ
قالَ الطَبيبُ وَقَد تَأَمَّلَ سِحنَتي
قالَ الطَبيبُ وَقَد تَأَمَّلَ سِحنَتي / إِنَّ الَّذي أَضناكَ فيكَ لَبادِ
وَزَوالِ ما بِكَ لَيسَ فيهِ مَرِيَّةٌ / إِن عادَكَ اللَهَبيُّ في العُوّادِ
يا مَن بِمُقلَتِهِ يَصيدُ
يا مَن بِمُقلَتِهِ يَصيدُ / وَعَنِ الصِيادَةِ لا يَحيدُ
بِاللَهِ في حَقِّ الهَوى / أَن لا تُصادَ وَقَد تَصيدُ
تَسبي القُلوبَ بِمُقلَةٍ / أَلحاظُها فيها شُهودُ
غادِ الهَوى بِالكَأسِ بَردا
غادِ الهَوى بِالكَأسِ بَردا / وَأَطِع إِمارَةَ مَن تَبَدّى
وَاِشرَب بِكَفَّي شادِنٍ / جازَ المُنى هَيفاً وَقَدّا
ظَبيٌ كَأَنَّ اللَهَ أَل / بَسَهُ قُشورَ الدُرِّ جِلدا
وَتَرى عَلى وَجناتِهِ / في أَيِّ حينٍ شِئتَ وَردا
طابَ الهَوى لِعَميدِه
طابَ الهَوى لِعَميدِه / لَولا اِعتِراضُ صُدودِه
وَقادَني حُبُّ ريمٍ / مُهَفهَفِ الكَشحِ رودِه
كَالبَدرِ لَيلَةَ عَشرٍ / وَأَربَعٍ لِسُعودِه
بَدا يُدِلُّ عَلَينا / بِمُقلَتَيهِ وَجيدِه
فَاِصطادَني لِحِمامي / تَخطارُهُ في بُرودِه
فَقُمتُ نُصبَ عَدُوٍّ / قاسي الفُؤادِ كَنودِه
لا أَستَطيعُ فِراراً / مِن بَرقِهِ وَرُعودِه
وَعَسكَرُ الحُبِّ حَولي / بِخَيلِهِ وَجُنودِه
فَإِن عَدَلتُ يَميناً / خَشيتُ وَقعَ وُعودِه
وَإِن شَمالاً فَمَوتٌ / لا بُدَّ لي مِن وُرودِه
وَإِن رَجَعتُ وَرائي / خَشيتُ زَأرَ أُسودِه
وَنُصبَ عَينَيَ طَودٌ / فَكَيفَ لي بِصُعودِه
وَتَحتَ رِجلِيَ بَحرٌ / يَجري الهَوى بِمُدودِه
وَفَوقَ رَأسِيَ كَمِيٌّ / مُقَنَّعٌ في حَديدِه
مُجَرَّدٌ لِيَ سَيفاً / وَيلاهُ مِن تَجريدِه
فَلَستُ أَرفَعُ طَرفي / حِذارَ ماضِ حَديدِه
وَلي خُشوعُ المُصَلّي / في دَيرِهِ يَومَ عيدِه
كَأَنَّني مُستَهامٌ / ضَلَّ الطَريقَ بِبيدِه
لَو لاحَ لي مِنهُ نَهجٌ / رَكِبتُ نَهجَ صَعيدِه
فَالوَيلُ لي كَيفَ أَنجو / مِن حُمرِ مَوتٍ وَسودِه
لا شَيءَ إِلّا اِشتِغالي / بِيُمنِ موسى وَجودِه
فَكَم شَديدٍ بِهِ قَد / دَفَعتُ خَوفَ شَديدِه
لا مَرَّةً بَعدَ أُخرى / أَكِلُّ عَن تَعديدِه
أَيّامَ أَنفُ حَسودي / دامٍ وَأَنفُ حَسودِه
غَنّى السَماحُ بِموسى / في هَزجِهِ وَنَشيدِه
وَكَيفَ يَهزِجُ إِلّا / بِإِلفِهِ وَعَقيدِه
شَغَلَت خِداشاً عَن مَساعي مَخلَدِ
شَغَلَت خِداشاً عَن مَساعي مَخلَدِ / خَمرٌ تَوَقَّدُ في صِحافِ العَسجَدِ
فَلَيُصبِحَنَّ مِنَ الدَراهِمِ مُفلِساً / وَلِيُمسِيَنَّ مِنَ النَدى صِفرَ اليَدِ
قَد شَرَّدَت أَموالَهُ فَضِحاتُهُ / وَمَقالُهُ لِنَديمِهِ هاتِ اِنشُدِ
قُل لِلمَليحَةِ في الخِمارِ الأَسوَدِ / ماذا فَعَلتِ بِراهِبٍ مُتَعَبِّدِ
قَد كانَ شَمَّرَ لِلصَلاةِ إِزارَهُ / حَتّى وَقَفتِ لَهُ بِبابِ المَسجِدِ
وَالخَمرُ شاغِلَةٌ إِذا ما عوقِرَت / يا اِبنَ الزُبَيرِ عَنِ النَدى وَالسُؤدُدِ
ما يُثبِتُ الإِخوانُ حِليَةَ وَجهِهِ / مِمّا يَغيبُ فَلا يُرى في مَشهَدِ
هَذا وَلَيسَ مِنَ الخُمارِ بِعارِفٍ / سَمتَ الطَريقِ إِلى مُصَلّى المَسجِدِ
الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ
الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ / وَمَن لَهُ تَزكو المَحامِد
أَيَسُبُّني رَجُلٌ عَلَي / هِ مِنَ الخِزانَةِ أَلفُ شاهِد
هَذا أَبو الهِندِيِّ في / هِ مَشابِهٌ مِن غَيرِ واحِد
ماذا أَقولُ لِمَن لَهُ / في كُلِّ عُضوٍ مِنهُ والِد
أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ
أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ / وَالكاتِبُ المَحصي عَلَيكَ شَهيدُ
كَم قُلتَ لَستُ بِعائِدٍ في سَوأَةٍ / وَنَذَرتَ فيها ثُمَّ صِرتَ تَعودُ
حَتّى مَتى لا تَرعَوي عَن لَذَّةٍ / وَحِسابُها يَومَ الحِسابِ شَديدُ
وَكَأَنَّني بِكَ قَد أَتَتكَ مَنِيَّةٌ / لا شَكَّ أَنَّ سَبيلَها مَورودُ
أَلِفَ المُدامَةَ فَالزَمانُ قَصيرُ
أَلِفَ المُدامَةَ فَالزَمانُ قَصيرُ / صافٍ عَلَيهِ وَما بِهِ تَدبيرُ
وَلَهُ بِدَورِ الكَأسِ كُلَّ عَشِيَّةٍ / حالانِ مَوتٌ تارَةً وَنُشورُ
كَأسٌ مِنَ الراحِ العَتيقِ بِريحِها / قَبلَ المَذاقَةِ في الرُؤوسِ تَسورُ
صَفراءَ حَمراءَ التَرائِبِ رَأسُها / فيهِ لَما نَسَجَ المِزاجُ قَتيرُ
عَتَبَت عَلَيكَ مَحاسِنُ الخَمرِ
عَتَبَت عَلَيكَ مَحاسِنُ الخَمرِ / أَم غَيَّرَتكَ نَوائِبُ الدَهرِ
فَصَرَفتَ وَجهَكَ عَن مُعَتَّقَةٍ / تَفتَرُّ عَن دُرٍّ وَعَن شَذَرِ
يَسعى بِها ذو غُنَّةٍ غَنِجٌ / مُتَكَحِّلُ اللَحَظاتِ بِالسِحرِ
وَنَسيتَ قَولَكَ حينَ تَمزِجُها / فَتُريكَ مِثلَ كَواكِبِ النِسرِ
لا تَحسَبَنَّ عُقارَ خابِيَةٍ / وَالهَمَّ يَجتَمِعانِ في صَدرِ
قُل لِلعَذولِ بِحانَةِ الخَمّارِ
قُل لِلعَذولِ بِحانَةِ الخَمّارِ / وَالشُربُ عِندَ فَصاحَةِ الأَوتارِ
إِنّي قَصَدتُ إِلى فَقيهٍ عالِمٍ / مُتَنَسِّكٍ حَبرٍ مِنَ الأَحبارِ
مُتَعَمِّقٍ في دينِهِ مُتَفَقِّهٍ / مُتَبَصِّرٍ في العِلمِ وَالأَخبارِ
قُلتُ النَبيذُ تُحِلُّهُ فَأَجابَ لا / إِلّا عُقاراً تَرتَمي بِشَرارِ
قُلتُ الصَلاةُ فَقالَ فَرضٌ واجِبٌ / صَلِّ الصَلاةَ وَبِت حَليفَ عُقارِ
اِجمَع عَلَيكَ صَلاةَ حَولٍ كامِلٍ / مِن فَرضِ لَيلٍ فَاِقضِهِ بِنَهارِ
قُلتُ الصِيامَ فَقالَ لي لا تَنوِهِ / وَاِشدُد عُرى الإِفطارِ بِالإِفطارِ
قُلتُ التَصَدُّقُ وَالزَكاةُ فَقالَ لي / شَيءٌ يُعَدُّ لآلةِ الشُطّارِ
قُلتُ المَناسِكُ إِن حَجَجتُ فَقالَ لي / هَذا الفُضولُ وَغايَةُ الإِدبارِ
لا تَأتِيَنَّ بِلادَ مَكَّةَ مُحرِماً / وَلَوَ اَنَّ مَكَّةَ عِندَ بابِ الدارِ
قُلتُ الطُغاةُ فَقالَ لي لا تَغزُهُم / وَلَوَ اَنَّهُم قَرُبوا مِنَ الأَنبارِ
سالِمهُمُ وَاِقتَصَّ مِن أَولادِهِم / إِن كُنتَ ذا حَنَقٍ عَلى الكُفّارِ
وَاِطعَن بِرُمحِكَ بَطنَ تِلكَ وَظَهرَ ذا / هَذا الجِهادُ فَنِعمَ عُقبى الدارِ
قُلتُ الأَمانَةُ هَل تُرَدُّ فَقالَ لي / لا تَردُدِ القِطميرَ مِن قِنطارِ
لا هُمَّ إِلّا أَن تَكونَ مُضَمِّناً / دَيناً لِصاحِبِ حانَةٍ خَمّارِ
فَاِردُد أَمانَتَهُ عَلَيهِ وَدَينَهُ / وَاِحتَل لِذاكَ وَلَو بِبَيعِ إِزارِ
قُلتُ اِعتَزَمتُ فَما تَرى في عازِبٍ / مُتَغَرِّبٍ مُتَقارِبِ الأَسفارِ
فَأَجابَني لَكَ أَن تَلَذَّ بِزَنيَةٍ / مِن جارَةٍ وَتَلوطَ بِاِبنِ الجارِ
وَدَنا إِلَيَّ وَقالَ نُصحُكَ واجِبٌ / زَيِّن خِصالَكَ هَذِهِ بِقِمارِ
غَضِبَت عَلَيكَ ذَخيرَةُ الخَمّارِ
غَضِبَت عَلَيكَ ذَخيرَةُ الخَمّارِ / لَمّا بِها شَبَبتَ في الأَشعارِ
قالَت يُشَبِّهُني بِنارٍ أُجِّجَت / تَخبو إِذا نُضُحَت بِماءٍ جارِ
وَأَنا الَّتي أَزدادُ حُسناً كُلَّما / لاحَ المِزاجُ كَكَوكَبِ الأَسحارِ
فَلَئِن لَجَجتَ لَأَحرِمَنَّكَ دِرَّتي / حَتّى تَجَرَّعَ قَهوَةَ التَمّارِ
دَع عَنكَ يا صاحِ الفِكَر
دَع عَنكَ يا صاحِ الفِكَر / فيمَن تَغَيَّرَ أَو هَجَر
وَاِشرَب كُمَيتاً مُزَّةً / عَنَسَت وَأَقعَدَها الكِبَر
مِن كَفِّ ظَبيٍ ناعِمٍ / غَنِجٍ بِمُقلَتِهِ حَوَر
يَسبي القُلوبَ بِدَلِّهِ / وَالطَرفِ مِنهُ إِذا نَظَر
فَكَأَنَّها في كَفِّهِ / شَمسٌ وَراحَتُهُ قَمَر
لَم يَصطَبِح مِنها النَدي / مُ ثَلاثَةً إِلّا سَكِر
طَرَباً وَغَنّى مُعلِناً / وَالطَرفُ مِنهُ قَد نَكَر
يا مَن أَضَرَّ بِهِ السَهَر / عِندي مِنَ الحُبِّ الخَبَر
تَركُ الصَبوحِ عَلامَةُ الإِدبارِ
تَركُ الصَبوحِ عَلامَةُ الإِدبارِ / فَاِجعَل قَرارَكَ مَنزِلَ الخَمّارِ
لا تُطلِعُ الشَمسُ المُنيرَةُ ضَوءَها / إِلّا وَأَنتَ فَضيحَةٌ في الدارِ
طابَ الزَمانُ وَأَورَقَ الأَشجارُ
طابَ الزَمانُ وَأَورَقَ الأَشجارُ / وَمَضى الشِتاءُ وَقَد أَتى آذارُ
وَكَسا الرَبيعُ الأَرضَ مِن أَنوارِهِ / وَشياً تَحارُ لِحُسنِهِ الأَبصارُ
فَاِنفِ الوِقارَ عَنِ المُجونِ بِقَهوَةٍ / حَمراءَ خالَطَ لَونَها إِقمارُ
فَاِستَنصِفِ الأَقدارَ مِن أَحداثِها / فَلَطالَما لَعِبَت بِكَ الأَقدارُ
مِن كَفِّ ذي غَنَجٍ كَأَنَّ جَبينَهُ / قَمَرٌ وَسائِرُ وَجهِهِ دينارُ
يُزهى بِعَينَي شادِنٍ وَجَبينُهُ / وَالخَصرُ فيهِ لِشِقوَتي زُنّارُ
يَسقيكَ كَأساً مِن عَصيرِ جُفونِهِ / وَتَدورُ أُخرى مِن يَدَيهِ عُقارُ
شَمطاءُ تَأبى أَن يَدوسَ أَديمَها / أَيدي الرِجالِ وَما بِها اِستِنكارُ
كَرخِيَّةٌ كَالروحِ دَبَّ بِشَربِها / حِلمٌ يُداخِلُهُ حَياً وَوِقارُ
في فِتيَةٍ فَطَموا الحَيا فَلِباسُهُم / حِلمٌ وَليسَ لِجَهلِهِم آثارُ
يا مَن بِمُقلَتِهِ العُقارُ
يا مَن بِمُقلَتِهِ العُقارُ / وَبِوَجنَتَيهِ الجُلَّنارُ
ماذا الصُدودُ مَتى فَطِن / تُ لَهُ لَكَ الرَحمَنُ جارُ
أَمّا الفُؤادُ فَفيهِ مُذ / فُطِّنتُ لِلهِجرانِ نارُ
لَم يَنتَهِ الحُسّادُ حَت / تى شَطَّ بي عَنكِ المَزارُ
مِنّي إِلى المُتَكَبِّر
مِنّي إِلى المُتَكَبِّر / وَالشامِخِ المُتَجَبِّر
وَشاتِمي حينَ يَخلو / وَلاعِني حينَ يَعثُر
رِلى المُعَرِّضِ بِالبُغ / ضِ لي وَإِن لَم يُفَسِّر
فَإِن شَكَوتُ إِلَيهِ / ما قَد جَرى مِنهُ أَنكَر
أَصابَ وِدَّكَ عَينٌ / يا سَيِّدي فَتَغَيَّر
فَصِرتَ قائِدَ خُلفٍ / تَسوقُ في الهَجرِ عَسكَر
فَإِن أَقُل قِف يَسِر أَو / أَقُل تَقَدَّم تَأَخَّر
كَطالِبٍ مَثَلاً قي / لَ خالِفِ القَومَ تُذكَر
إِن كَبَّرَ الناسُ غَنّى / وَإِن تَغَنَّوا يَكبَر
خِلافُ أَكشَفَ ذي دا / رَتَينِ في الناسِ أَعسَر
فَلَستُ أَنسى خِداعي / لَهُ وَإِن كانَ يُنكِر
إِذ قُلتُ مِن أَينَ لِلعَي / نِ يا فَدَيتُكَ أَصغَر
وَقُلتُ ما شَكَّ في ذا / سِواكَ عَينِيَ أَكبَر
وَقُلتُ ما قُلتُ شَيئاً / فَهاتِ حَتّى نُقَدِّر
حَتّى إِذا أَطبَقَ العَي / نَ فَوقَ خَدّي لِيَنظُر
خَلَستُ قُبلَةَ ظَبيٍ / قَد راحَ ماضِغُ سُكَّر
فَاِصفَرَّ مِن ذاكَ وَاِحمَر / رَ لَونُهُ وَتَمَعَّر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025