المجموع : 125
اِعدِل عَنِ الطَلَلِ المُحيلِ وَعَن هَوى
اِعدِل عَنِ الطَلَلِ المُحيلِ وَعَن هَوى / نَعتِ الدِيارِ وَوَصفِ قَدحِ الأَزنُدِ
وَدَعِ العَريبَ وَخَلِّها مَعَ بُؤسِها / لِمُحارِفٍ أَلِفَ الشَقاءَ مُزَنَّدِ
وَاِقصِد إِلى شَطِّ الفُراتِ وَعاطِني / قَبلَ الصَباحِ وَعاصِ كُلَّ مُفَنَّدِ
صَفراءَ تَحكي التِبرَ في حافاتِها / عُقَدُ الحَبابِ كَلُؤلُؤٍ مُتَبَدِّدِ
فَلَأَشرَبَنَّ بِطارِفٍ وَبِتالِدٍ / بِنتَ الكُرومِ بِرَغمِ أَنفِ الحُسَّدِ
كَرخِيَّةً كَصَفاءِ وَجهِ مَشوقَةٍ / مَرهاءَ تَرغَبُ عَن سَوادِ الإِثمِدِ
حَنَّت مُكاتَمَةً فَبَينَ جُفونِها / رَقراقُ دَمعٍ فاضَ أَو فَكَأَن قَدِ
وَتَخافُ تَهدُرُهُ فَتَرفَعُ جَفنَها / فَالدَمعُ بَينَ تَحَدُّرٍ وَتَصَعُّدِ
دَعَتِ الهُمومُ إِلى شِغافِ فُؤادي
دَعَتِ الهُمومُ إِلى شِغافِ فُؤادي / وَحَمَت جَوانِبَ مُقلَتَيَّ رُقادي
وُرقٌ بِتَفجِعَةٍ تَنوحُ أَليفَها / غَلَسَ الدُجُنَّةِ في ذُرى الأَعوادِ
وَلَقَد أُزيحَ الهَمُّ حينَ يَنوبُني / وَالشَوقُ يَقدَحُ في الحَشا بِزِنادِ
بِمُدامَةٍ وَرِثَ الزَمانُ لُبابَها / عَن ذي الأَوائِلِ مِن أَكابِرِ عادِ
زادَت عَلى طولِ التَقادُمِ عِزَّةً / وَدَعَت لِآخِرِ عَهدِها بِنَفادِ
حَتّى تَطَلَّعَها الزَمانُ وَقَد فَرَت / حُجُبَ الدِنانِ بِناظِرٍ حَدّادِ
فَكَأَنَّما صَبَغَ التَقادُمُ ثَوبَها / وَالكَأسُ في عُرسِ المُدامِ بِجادِ
تَسعى إِلَيَّ بِكَأسِها كَرخِيَّةً / يَختَصُّها نَدمانُها بِوَدادِ
ناطَت بِعاتِقِها الوِشاحَ كَما تَرى / بَطَلاً يُحاوِلُ نَجدَةً بِنِجادِ
فَرَأَت عُقودُ الراحِ دُرَّ وِشاحِها / فَحَكَينَهُنَّ وَهُنَّ غَيرُ جَمادِ
فَتَلَألَأَ النورانِ نورٌ ساطِعٌ / وَمُنَظَّمٌ أَرِجٌ عَلى الأَجيادِ
وَمُرِنَّةٍ جَمَعَت إِلى نُدمانِها / بِدَعَ السُرورِ يَقُدنَ كُلَّ مَقادِ
لَمّا تَغَنَّت وَالسُرورُ يَحُثُّها / رَحَلَ الخَليطُ جِمالَهُم بِسَوادِ
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها / مَن مَلَّ مَحبوباً فَلا رَقَدا
فَكَتَبتُ في فَصٍّ لِيَبلُغَها / مَن نامَ لَم يَعقِل كَمَن سَهِدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت لِيَبلُغَني / لا نامَ مَن يَهوى وَلا هَجَدا
فَمَحَيتُهُ ثُمَّ اِكتَتَبتُ أَنا / وَاللَهِ أَوَّلُ مَيِّتٍ كَمَدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت تُعارِضُني / وَاللَهِ لا كَلَّمتُهُ أَبَدا
يا تارِكي جَسَداً بِغَيرِ فُؤادِ
يا تارِكي جَسَداً بِغَيرِ فُؤادِ / أَسرَفتَ في هَجري وَفي إِبعادي
إِن كانَ يَمنَعُكَ الزِيارَةَ أَعيُنٌ / فَاِدخُل عَلَيَّ بِعِلَّةِ العُوّادِ
إِنَّ القُلوبَ مَعَ العُيونِ إِذا جَنَت / جاءَت بَلِيَّتُها عَلى الأَجسادِ
أَشكو إِلَيكَ جَفاءَ أَهلِكَ إِنَّهُم / ضَرَبوا عَلَيَّ الأَرضَ بِالأَسدادِ
قالَ الطَبيبُ وَقَد تَأَمَّلَ سِحنَتي
قالَ الطَبيبُ وَقَد تَأَمَّلَ سِحنَتي / إِنَّ الَّذي أَضناكَ فيكَ لَبادِ
وَزَوالِ ما بِكَ لَيسَ فيهِ مَرِيَّةٌ / إِن عادَكَ اللَهَبيُّ في العُوّادِ
يا مَن بِمُقلَتِهِ يَصيدُ
يا مَن بِمُقلَتِهِ يَصيدُ / وَعَنِ الصِيادَةِ لا يَحيدُ
بِاللَهِ في حَقِّ الهَوى / أَن لا تُصادَ وَقَد تَصيدُ
تَسبي القُلوبَ بِمُقلَةٍ / أَلحاظُها فيها شُهودُ
غادِ الهَوى بِالكَأسِ بَردا
غادِ الهَوى بِالكَأسِ بَردا / وَأَطِع إِمارَةَ مَن تَبَدّى
وَاِشرَب بِكَفَّي شادِنٍ / جازَ المُنى هَيفاً وَقَدّا
ظَبيٌ كَأَنَّ اللَهَ أَل / بَسَهُ قُشورَ الدُرِّ جِلدا
وَتَرى عَلى وَجناتِهِ / في أَيِّ حينٍ شِئتَ وَردا
طابَ الهَوى لِعَميدِه
طابَ الهَوى لِعَميدِه / لَولا اِعتِراضُ صُدودِه
وَقادَني حُبُّ ريمٍ / مُهَفهَفِ الكَشحِ رودِه
كَالبَدرِ لَيلَةَ عَشرٍ / وَأَربَعٍ لِسُعودِه
بَدا يُدِلُّ عَلَينا / بِمُقلَتَيهِ وَجيدِه
فَاِصطادَني لِحِمامي / تَخطارُهُ في بُرودِه
فَقُمتُ نُصبَ عَدُوٍّ / قاسي الفُؤادِ كَنودِه
لا أَستَطيعُ فِراراً / مِن بَرقِهِ وَرُعودِه
وَعَسكَرُ الحُبِّ حَولي / بِخَيلِهِ وَجُنودِه
فَإِن عَدَلتُ يَميناً / خَشيتُ وَقعَ وُعودِه
وَإِن شَمالاً فَمَوتٌ / لا بُدَّ لي مِن وُرودِه
وَإِن رَجَعتُ وَرائي / خَشيتُ زَأرَ أُسودِه
وَنُصبَ عَينَيَ طَودٌ / فَكَيفَ لي بِصُعودِه
وَتَحتَ رِجلِيَ بَحرٌ / يَجري الهَوى بِمُدودِه
وَفَوقَ رَأسِيَ كَمِيٌّ / مُقَنَّعٌ في حَديدِه
مُجَرَّدٌ لِيَ سَيفاً / وَيلاهُ مِن تَجريدِه
فَلَستُ أَرفَعُ طَرفي / حِذارَ ماضِ حَديدِه
وَلي خُشوعُ المُصَلّي / في دَيرِهِ يَومَ عيدِه
كَأَنَّني مُستَهامٌ / ضَلَّ الطَريقَ بِبيدِه
لَو لاحَ لي مِنهُ نَهجٌ / رَكِبتُ نَهجَ صَعيدِه
فَالوَيلُ لي كَيفَ أَنجو / مِن حُمرِ مَوتٍ وَسودِه
لا شَيءَ إِلّا اِشتِغالي / بِيُمنِ موسى وَجودِه
فَكَم شَديدٍ بِهِ قَد / دَفَعتُ خَوفَ شَديدِه
لا مَرَّةً بَعدَ أُخرى / أَكِلُّ عَن تَعديدِه
أَيّامَ أَنفُ حَسودي / دامٍ وَأَنفُ حَسودِه
غَنّى السَماحُ بِموسى / في هَزجِهِ وَنَشيدِه
وَكَيفَ يَهزِجُ إِلّا / بِإِلفِهِ وَعَقيدِه
شَغَلَت خِداشاً عَن مَساعي مَخلَدِ
شَغَلَت خِداشاً عَن مَساعي مَخلَدِ / خَمرٌ تَوَقَّدُ في صِحافِ العَسجَدِ
فَلَيُصبِحَنَّ مِنَ الدَراهِمِ مُفلِساً / وَلِيُمسِيَنَّ مِنَ النَدى صِفرَ اليَدِ
قَد شَرَّدَت أَموالَهُ فَضِحاتُهُ / وَمَقالُهُ لِنَديمِهِ هاتِ اِنشُدِ
قُل لِلمَليحَةِ في الخِمارِ الأَسوَدِ / ماذا فَعَلتِ بِراهِبٍ مُتَعَبِّدِ
قَد كانَ شَمَّرَ لِلصَلاةِ إِزارَهُ / حَتّى وَقَفتِ لَهُ بِبابِ المَسجِدِ
وَالخَمرُ شاغِلَةٌ إِذا ما عوقِرَت / يا اِبنَ الزُبَيرِ عَنِ النَدى وَالسُؤدُدِ
ما يُثبِتُ الإِخوانُ حِليَةَ وَجهِهِ / مِمّا يَغيبُ فَلا يُرى في مَشهَدِ
هَذا وَلَيسَ مِنَ الخُمارِ بِعارِفٍ / سَمتَ الطَريقِ إِلى مُصَلّى المَسجِدِ
الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ
الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ / وَمَن لَهُ تَزكو المَحامِد
أَيَسُبُّني رَجُلٌ عَلَي / هِ مِنَ الخِزانَةِ أَلفُ شاهِد
هَذا أَبو الهِندِيِّ في / هِ مَشابِهٌ مِن غَيرِ واحِد
ماذا أَقولُ لِمَن لَهُ / في كُلِّ عُضوٍ مِنهُ والِد
أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ
أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ / وَالكاتِبُ المَحصي عَلَيكَ شَهيدُ
كَم قُلتَ لَستُ بِعائِدٍ في سَوأَةٍ / وَنَذَرتَ فيها ثُمَّ صِرتَ تَعودُ
حَتّى مَتى لا تَرعَوي عَن لَذَّةٍ / وَحِسابُها يَومَ الحِسابِ شَديدُ
وَكَأَنَّني بِكَ قَد أَتَتكَ مَنِيَّةٌ / لا شَكَّ أَنَّ سَبيلَها مَورودُ
أَلِفَ المُدامَةَ فَالزَمانُ قَصيرُ
أَلِفَ المُدامَةَ فَالزَمانُ قَصيرُ / صافٍ عَلَيهِ وَما بِهِ تَدبيرُ
وَلَهُ بِدَورِ الكَأسِ كُلَّ عَشِيَّةٍ / حالانِ مَوتٌ تارَةً وَنُشورُ
كَأسٌ مِنَ الراحِ العَتيقِ بِريحِها / قَبلَ المَذاقَةِ في الرُؤوسِ تَسورُ
صَفراءَ حَمراءَ التَرائِبِ رَأسُها / فيهِ لَما نَسَجَ المِزاجُ قَتيرُ
عَتَبَت عَلَيكَ مَحاسِنُ الخَمرِ
عَتَبَت عَلَيكَ مَحاسِنُ الخَمرِ / أَم غَيَّرَتكَ نَوائِبُ الدَهرِ
فَصَرَفتَ وَجهَكَ عَن مُعَتَّقَةٍ / تَفتَرُّ عَن دُرٍّ وَعَن شَذَرِ
يَسعى بِها ذو غُنَّةٍ غَنِجٌ / مُتَكَحِّلُ اللَحَظاتِ بِالسِحرِ
وَنَسيتَ قَولَكَ حينَ تَمزِجُها / فَتُريكَ مِثلَ كَواكِبِ النِسرِ
لا تَحسَبَنَّ عُقارَ خابِيَةٍ / وَالهَمَّ يَجتَمِعانِ في صَدرِ
قُل لِلعَذولِ بِحانَةِ الخَمّارِ
قُل لِلعَذولِ بِحانَةِ الخَمّارِ / وَالشُربُ عِندَ فَصاحَةِ الأَوتارِ
إِنّي قَصَدتُ إِلى فَقيهٍ عالِمٍ / مُتَنَسِّكٍ حَبرٍ مِنَ الأَحبارِ
مُتَعَمِّقٍ في دينِهِ مُتَفَقِّهٍ / مُتَبَصِّرٍ في العِلمِ وَالأَخبارِ
قُلتُ النَبيذُ تُحِلُّهُ فَأَجابَ لا / إِلّا عُقاراً تَرتَمي بِشَرارِ
قُلتُ الصَلاةُ فَقالَ فَرضٌ واجِبٌ / صَلِّ الصَلاةَ وَبِت حَليفَ عُقارِ
اِجمَع عَلَيكَ صَلاةَ حَولٍ كامِلٍ / مِن فَرضِ لَيلٍ فَاِقضِهِ بِنَهارِ
قُلتُ الصِيامَ فَقالَ لي لا تَنوِهِ / وَاِشدُد عُرى الإِفطارِ بِالإِفطارِ
قُلتُ التَصَدُّقُ وَالزَكاةُ فَقالَ لي / شَيءٌ يُعَدُّ لآلةِ الشُطّارِ
قُلتُ المَناسِكُ إِن حَجَجتُ فَقالَ لي / هَذا الفُضولُ وَغايَةُ الإِدبارِ
لا تَأتِيَنَّ بِلادَ مَكَّةَ مُحرِماً / وَلَوَ اَنَّ مَكَّةَ عِندَ بابِ الدارِ
قُلتُ الطُغاةُ فَقالَ لي لا تَغزُهُم / وَلَوَ اَنَّهُم قَرُبوا مِنَ الأَنبارِ
سالِمهُمُ وَاِقتَصَّ مِن أَولادِهِم / إِن كُنتَ ذا حَنَقٍ عَلى الكُفّارِ
وَاِطعَن بِرُمحِكَ بَطنَ تِلكَ وَظَهرَ ذا / هَذا الجِهادُ فَنِعمَ عُقبى الدارِ
قُلتُ الأَمانَةُ هَل تُرَدُّ فَقالَ لي / لا تَردُدِ القِطميرَ مِن قِنطارِ
لا هُمَّ إِلّا أَن تَكونَ مُضَمِّناً / دَيناً لِصاحِبِ حانَةٍ خَمّارِ
فَاِردُد أَمانَتَهُ عَلَيهِ وَدَينَهُ / وَاِحتَل لِذاكَ وَلَو بِبَيعِ إِزارِ
قُلتُ اِعتَزَمتُ فَما تَرى في عازِبٍ / مُتَغَرِّبٍ مُتَقارِبِ الأَسفارِ
فَأَجابَني لَكَ أَن تَلَذَّ بِزَنيَةٍ / مِن جارَةٍ وَتَلوطَ بِاِبنِ الجارِ
وَدَنا إِلَيَّ وَقالَ نُصحُكَ واجِبٌ / زَيِّن خِصالَكَ هَذِهِ بِقِمارِ
غَضِبَت عَلَيكَ ذَخيرَةُ الخَمّارِ
غَضِبَت عَلَيكَ ذَخيرَةُ الخَمّارِ / لَمّا بِها شَبَبتَ في الأَشعارِ
قالَت يُشَبِّهُني بِنارٍ أُجِّجَت / تَخبو إِذا نُضُحَت بِماءٍ جارِ
وَأَنا الَّتي أَزدادُ حُسناً كُلَّما / لاحَ المِزاجُ كَكَوكَبِ الأَسحارِ
فَلَئِن لَجَجتَ لَأَحرِمَنَّكَ دِرَّتي / حَتّى تَجَرَّعَ قَهوَةَ التَمّارِ
دَع عَنكَ يا صاحِ الفِكَر
دَع عَنكَ يا صاحِ الفِكَر / فيمَن تَغَيَّرَ أَو هَجَر
وَاِشرَب كُمَيتاً مُزَّةً / عَنَسَت وَأَقعَدَها الكِبَر
مِن كَفِّ ظَبيٍ ناعِمٍ / غَنِجٍ بِمُقلَتِهِ حَوَر
يَسبي القُلوبَ بِدَلِّهِ / وَالطَرفِ مِنهُ إِذا نَظَر
فَكَأَنَّها في كَفِّهِ / شَمسٌ وَراحَتُهُ قَمَر
لَم يَصطَبِح مِنها النَدي / مُ ثَلاثَةً إِلّا سَكِر
طَرَباً وَغَنّى مُعلِناً / وَالطَرفُ مِنهُ قَد نَكَر
يا مَن أَضَرَّ بِهِ السَهَر / عِندي مِنَ الحُبِّ الخَبَر
تَركُ الصَبوحِ عَلامَةُ الإِدبارِ
تَركُ الصَبوحِ عَلامَةُ الإِدبارِ / فَاِجعَل قَرارَكَ مَنزِلَ الخَمّارِ
لا تُطلِعُ الشَمسُ المُنيرَةُ ضَوءَها / إِلّا وَأَنتَ فَضيحَةٌ في الدارِ
طابَ الزَمانُ وَأَورَقَ الأَشجارُ
طابَ الزَمانُ وَأَورَقَ الأَشجارُ / وَمَضى الشِتاءُ وَقَد أَتى آذارُ
وَكَسا الرَبيعُ الأَرضَ مِن أَنوارِهِ / وَشياً تَحارُ لِحُسنِهِ الأَبصارُ
فَاِنفِ الوِقارَ عَنِ المُجونِ بِقَهوَةٍ / حَمراءَ خالَطَ لَونَها إِقمارُ
فَاِستَنصِفِ الأَقدارَ مِن أَحداثِها / فَلَطالَما لَعِبَت بِكَ الأَقدارُ
مِن كَفِّ ذي غَنَجٍ كَأَنَّ جَبينَهُ / قَمَرٌ وَسائِرُ وَجهِهِ دينارُ
يُزهى بِعَينَي شادِنٍ وَجَبينُهُ / وَالخَصرُ فيهِ لِشِقوَتي زُنّارُ
يَسقيكَ كَأساً مِن عَصيرِ جُفونِهِ / وَتَدورُ أُخرى مِن يَدَيهِ عُقارُ
شَمطاءُ تَأبى أَن يَدوسَ أَديمَها / أَيدي الرِجالِ وَما بِها اِستِنكارُ
كَرخِيَّةٌ كَالروحِ دَبَّ بِشَربِها / حِلمٌ يُداخِلُهُ حَياً وَوِقارُ
في فِتيَةٍ فَطَموا الحَيا فَلِباسُهُم / حِلمٌ وَليسَ لِجَهلِهِم آثارُ
يا مَن بِمُقلَتِهِ العُقارُ
يا مَن بِمُقلَتِهِ العُقارُ / وَبِوَجنَتَيهِ الجُلَّنارُ
ماذا الصُدودُ مَتى فَطِن / تُ لَهُ لَكَ الرَحمَنُ جارُ
أَمّا الفُؤادُ فَفيهِ مُذ / فُطِّنتُ لِلهِجرانِ نارُ
لَم يَنتَهِ الحُسّادُ حَت / تى شَطَّ بي عَنكِ المَزارُ
مِنّي إِلى المُتَكَبِّر
مِنّي إِلى المُتَكَبِّر / وَالشامِخِ المُتَجَبِّر
وَشاتِمي حينَ يَخلو / وَلاعِني حينَ يَعثُر
رِلى المُعَرِّضِ بِالبُغ / ضِ لي وَإِن لَم يُفَسِّر
فَإِن شَكَوتُ إِلَيهِ / ما قَد جَرى مِنهُ أَنكَر
أَصابَ وِدَّكَ عَينٌ / يا سَيِّدي فَتَغَيَّر
فَصِرتَ قائِدَ خُلفٍ / تَسوقُ في الهَجرِ عَسكَر
فَإِن أَقُل قِف يَسِر أَو / أَقُل تَقَدَّم تَأَخَّر
كَطالِبٍ مَثَلاً قي / لَ خالِفِ القَومَ تُذكَر
إِن كَبَّرَ الناسُ غَنّى / وَإِن تَغَنَّوا يَكبَر
خِلافُ أَكشَفَ ذي دا / رَتَينِ في الناسِ أَعسَر
فَلَستُ أَنسى خِداعي / لَهُ وَإِن كانَ يُنكِر
إِذ قُلتُ مِن أَينَ لِلعَي / نِ يا فَدَيتُكَ أَصغَر
وَقُلتُ ما شَكَّ في ذا / سِواكَ عَينِيَ أَكبَر
وَقُلتُ ما قُلتُ شَيئاً / فَهاتِ حَتّى نُقَدِّر
حَتّى إِذا أَطبَقَ العَي / نَ فَوقَ خَدّي لِيَنظُر
خَلَستُ قُبلَةَ ظَبيٍ / قَد راحَ ماضِغُ سُكَّر
فَاِصفَرَّ مِن ذاكَ وَاِحمَر / رَ لَونُهُ وَتَمَعَّر