القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الحاجّ النُّمَيْري الكل
المجموع : 30
قَدْ قَارَبَ العِشْرِينَ ظَبْيٌ لَمْ يَكُنْ
قَدْ قَارَبَ العِشْرِينَ ظَبْيٌ لَمْ يَكُنْ / لِيَرَى الوَرَى عَنْ حُبِّهِ سُلْوَانَا
وَبَدَا الرَّبِيعُ بِخَدِّهِ فَكَأَنَّمَا / وَافَى الرَّبِيعُ يُنَادِمُ النُّعْمَانَا
النَّوْمُ عَنْ إِنْسَانِ عَيْنِي نَافِرٌ
النَّوْمُ عَنْ إِنْسَانِ عَيْنِي نَافِرٌ / كَالوَحْشِ لَيْسَ يُقَارِبُ الانْسَانَا
والدَّمْعُ مِنْهَا طَافَ طَوفَاناً فَلاَ / عَجَبٌ إِذَا مَا غَرَّقَ الأَجْفَانَا
إِنَّ الخُمولَ تَلُوحُ بَيْنَ عِرَاصِ
إِنَّ الخُمولَ تَلُوحُ بَيْنَ عِرَاصِ / بِتَعَلُّلِ العُشَّاقِ ذَاتِ نَوَاصِ
وَفَوَارِسٍ ذَابَتْ هَوًى فِمِنَ الهَوَى / تَبْغِي المَنَاصَ وَلاَتَ حِينَ مَنَاصِ
وَعَشَائِرٍ رَحَلُوا ضُحًى وَقُلُوبُهُمْ / بَيْنَ الخِيَامِ ثَوَيْنَ وَالأَخْصَاصِ
كُحْلُ العُيُونِ رَمَتْ بِبِيضِ سُيُوفِهِمْ / وَالحَرْبُ آخِذَةٌ لَهُمْ بِنَوَاصِ
وَعَنَتْ عَلَى حُكْمِ الهَوَى خرْصَانُهُمْ / لِصَوَاحِبِ الأَسْلاَكِ وَالأَخْرَاصِ
وَلَقَدْ تَخِذْتُ كِرَامَهُمْ لِي أُسْوَةً / فِي الحُبِّ مَبْذُولٌ لَهُمْ إِخْلاَصِي
وَلَدَيْهِمُ دَمْعِي أَطَاعَ صَبَابَتِي / لَكِنَّهُ لِلْخَطْبِ يُطْرِقُ عَاصِي
وَبِصِدْقِ حُبِّي لاِبْنِ نَصْرٍ فِي المَلاَ / أَزْهَى عَلَى الدَّانِي بِهِ وَالقَاصِي
مَلِكُ المُلُوكِ وَمُحْرِزُ الشَّرَفِ الَّذِي / نَاصَى النُّجُومَ فَكَانَ خَيْرَ مُنَاصِ
وَالوَارِثُ المَجْدَ الَّذِي شَهِدَتْ بِهِ / فِي عَبْدِ شَمْسٍ سَادَةُ الأعْيَاصِ
مَجْدٌ كَقُرْصِ الشَّمْسِ بَادٍ فَضْلُهُ / أَبَداً عَلَى مَا عَنَّ مِنْ أَقْرَاصِ
مُتَدَفِّقٌ عِلْماً يُغَصُّ بِرِيقِهِ / مَنْ جَاءَ يَخْصِمُ أَعْظَمَ الإِغْصَاصِ
مِنْ خَائِضٍ بَحْرَ المَعَارِفِ سَابِحٍ / فِيهِ عَلَى دُرٍّ بِهِ غَوَّاصِ
وَإِذَا العُلُومُ عَلَى سِوَاهُ اسْتُعْوِصَتْ / طَاعَتْ لَهُ وَأَبَتْ عَلَى اسْتِعْوَاصِ
بَاكٍ لِذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ مُوَاصِلٌ / زَاكٍ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ مُوَاصِ
فِي الزُّهْدِ وَالعِلْمِ الإِلهِي اقْتَدَى / بِالشَّيْخِ بَرْهِيمَ الرِّضَى الخَوَّاصِ
وَالنَّفْسُ أَشْخَصَهَا لِتُدْرِكَ سِرَّهُ / أَكْرِمْ بِهِ وَبِذَلِكَ الإِشْخَاصِ
وَلِمُلْكِهِ العُلَمَاءُ صَارُوا شِيعَةً / كَالمَاكِنِي العَالِمِ الرَّقَّاصِ
وَمُحِبَّهُ فِي الكُتْبِ مَذْكُورٌ كَمَا / ذُكِرَ المُفَضَّلُ مِنْ بَنِي الجَصَّاصِ
وَبِمَدْحِهِ أَرْضَيْتُ أَنْدَلُساً كَمَا / أَرْضَى تُلِمْسَانَ بَنُو الرَّصَّاصِ
خَيْرُ المُلُوكِ تَفَاوَتُوا لَكِنَّهُمْ / شَهِدُوا لَهُ بِالفَضْلِ دُونَ تَعَاصِي
أَغْلَى مَعَالِيهِ وَأَرْخَصَ مَالَهُ / وَالفَضْلُ فِي الإِغْلاَءِ وَالإِرْخَاصِ
وَبِحَمْدِهِ قَدْ شَرَّفَ الحِبْرَ الَّذِي / يَغْشَاهُ لاَ بِالزَّاجِ وَالإِعْفَاصِ
غَرْنَاطَةٌ فَخَرَتْ بِبَحْرِ عُلُومِهِ / وَحَمَاةُ لَمْ تَفْخَرْ بِغَيْرِ العَاصِ
آوٍ إِلَى حَسَبٍ لَهُ فَضْلٌ عَلَى / ذَهَبٍ بِأَيْدِي النَّاقِدِينَ خَلاَصِ
مِنْ آلِ خَزْرَجَ فِي الذَّوَائِبِ عِيصُهُ / بَدْرُ المَفَاخِرِ أَكْرَمُ الأَعْيَاصِ
مِنْ عِلْيَةِ الأَنْصَارِ مِنْ صُيَّابَةٍ / صُبُرٍ عَلى نَصْرِ النَّبِي حِرَاصِ
مِنْ آلِ سَعْدِ الخَزْرَجِ بْنِ عُبَادَةِ / بْنِ دُلَيْمٍ المُوتَى لأَخْذِ قِصَاصِ
مِمَّنْ نَمَى قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ ذُو النَّدَى / وَعَلاَ مُصَاصٌ مُنْجِبٌ لِمُصَاصِ
مِنْ آلِ نَصْرٍ مِنْ مُلُوكٍ قَادَةٍ / يَحْمُونَ خَيْرَ مَنَازِلٍ وَعِرَاصِ
القَاتِلينَ المَحْلَ بِالجُودِ الَّذِي / أَزْرَى بِصَوْبِ الوَابِلِ العَرَّاصِ
وَهُمُ الأُلَى أَفْعَالُهُمْ قَدْ أَعْرَبَتْ / عَنْ خَيْرِ أَشْيَاخٍ لَهُمْ وَأَصَاصِ
لَبِسُوا قَمِيصَ البَأسِ أَحْمَرَ وَارْتَدُوا / بِرِدَائِهِ وَالخَيْلُ ذَاتُ قِمَاصِ
وَالرَّافِعُونَ النَّارَ فَوْقَ شَواهِقٍ / نَحْرُ القِلاَصِ بِهَا مُنَى القَلاَّصِ
وَالمُخْمِصُونَ رَوَاحِلَ المُدَّاحِ فِي / عَرْضِ الفَيَافِي أَحْمَدَ الإِخْمَاصِ
نَكَصَ العِدَى وَاسْتَنْكَصُوا وَهُمْ هُمُ / مَا مِنْهُمُ مَنْ عِيبَ بِاسْتِنْكَاصِ
وَتَشاغَلُوا بِالخَوْصِ فِي بَحْرِ الرَّدَى / كَتَشَاغُلِ البَحْرِيِّ بِالكَبَّاصِ
وَعَلَى مَعَانِي الفَضْلِ نَصُّوا وَالعُلاَ / فَالفَضْلُ كُلُّ الفَضْلِ لِلنَّصَّاصِ
وَحَدِيثُهُمْ قَصُّوا عَلَى كُلِّ امْرِىءٍ / أَصْغَى فَكَانُوا أَفْصَحَ القُصَّاصِ
وَهُمُ الأُلَى رَصُّوا مَبَانِي مَجْدِهِمْ / فَنَمَا وَدَامَ الفَضْلُ لِلرَّصَّاصِ
وَبِغِبْطَةٍ خَصُّوا الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ / مُلِئَتْ بِمَحْضِ الحُبِّ لِلْخُصَّاصِ
وَالكُفْرُ قَدْ حَصُّوا قَوَادِمَهُ الَّتِي / طَالَتْ فَكَانَ الفَخْرُ لِلْحَصَّاصِ
وَبِكُلِّ فَحْصِيٍّ هُمُ قَدْ أَفْصَحُوا / فَشُعُوبُ فَاحِصَةٌ عَنِ الإِفْحَاصِ
وَالجَامِعُونَ مِنَ العُلاَ وَالمَجْدِ مَا / قَدْ كَانَ مُفْتَرِقاً مِنَ الأَشْقَاصِ
وَسَلِيلُهُمْ هَذَا وَحَسْبُكَ مُنْزِلٌ / أَعْدَاءَهُمْ مِنْ مَانِعَاتِ صِيَاصِ
وَمَصِيرُهُمْ صَرْعَى عَلَى عُفْرِ الثَّرَى / بطعان لاَ نُكْسٍ وَلاَ نُكَّاصِ
وَلَقَدْ جَلاَ مِنْهُ عَرِينُ الحَرْبِ عَنْ / أَسَدٍ لآسَادِ الشَّرَى قَنَّاصِ
قَدْ حَاصَ عَنْهُ كُلُّ قِرْنٍ فِي الوَغَى / فَالمَوْتُ مِنْ قَصْدٍ لَهُ بِمَحَاصِ
أَسْمَى خَصِيصٍ لِلتكَرُّمِ وَالعُلاَ / كُلٌّ حَبَاهُ بِأَكْرَمِ الإِخْصَاصِ
وَالرُّومُ أَخْرَجَهُمْ مِنَ الدُّورِ الَّتِي / سَمَّوْا فَسَائِحَهَا العُلاَ بِبَصَاصِ
وَحَلاَ لَنَا مِنْهُمْ بِكُلِّ مُبَوَّءٍ / بَيْتٌ يُسَمَّى عِنْدَهُمْ بِبَلاَصِ
وَعدَتْ تَقُصُّ شُعُورَهُمْ بِيضُ الظُّبَا / حَتَّى رَمَتْ لَيْلَ الرَّدَى بِقَصَاصِ
يَشْكُو بِدَاءِ الطَّعْنِ مَنْ لاَقَى كَمَا / يَشْكُوا أَخُو ذَرٍّ بِدَاءِ قُعَاصِ
بِأَبِي عُبَيْدَةَ فِي الحُرُوبِ قَدْ اقْتَدَى / وَابْنِ الأَصِيلِ عَلَى أَبِي وَقَّاصِ
وَحَكَى مُعَاوِيَةَ نَدًى وَدَهَاؤُهُ / كَدَهَاءِ عَمْرٍو ذَلِكَ ابْنِ العَاصِ
وَأَمَاتَ بالإِقْعَادِ لِلأَرْضِ العِدَى / وَأَفَادَهُمْ بِالحَرْبِ بِالإِقْعَاصِ
وَأَدَاخَ أَرْضَهُمُ بِكُلِّ كَتِيبَةٍ / بِالضَّرْبِ وَالطَّعْنِ الدَّرَاكِ تُوَاصِي
وَبِزَحْفِهَا الأَنْهَارُ مَا مِنْ مَصَّةٍ / فِيهَا تُبَرِّدُ غُلَّةَ المَصَّاصِ
لَمْ يُبْقِ تَيناً لاَ وَلاَ عِنَباً بِهَا / كَلاَّ وَلاَ شَيْئاً مِنَ الإِجَّاصِ
وَأَصَارَهَا قَاعاً لَعَمْرِي صَفْصَفاً / لِمُرِيدِ سُقْيَاهَا السَّحَابُ عَوَاصِ
وَخَلَتْ مِنَ الرَّاعِي وَمِنْ ثَاغٍ بِهَا / فَالأُسْدُ لَمْ تَنْهَضْ إِلَى اسْتِفْرَاصِ
وَمِيَاهُهَا جَفَّتْ وَغَوْراً أَصْبَحَتْ / فَالمَوْتُ فِيهَا عَادِمٌ لِمَغَاصِ
والظِّلُّ ظِلُّ العَيْشِ أَقْلَصَ عَنْ بَنِي / يعضو وَلَكِنْ أَسْرَعَ الإِقْلاَصِ
وَأَتَى النَّصَارَى الغُلْفُ فِي جَيْشٍ غَدَا / يَسْطُو بِأَهْلِ مَآثِمٍ وَمَعَاصِي
جَيْشٌ خَصَاصُ السُّحْبِ سُدَّ بِنَقْعِهِ / فَالسُّحْبُ مَاثِلَةٌ بِغَيْرِ خَصَاصِ
وَلَقَدْ قَضَى فِي بَيْعِ آجَالِ العِدَى / لِلْمُشتَرِينَ بِرُخْصَةِ اسْتِرْخَاصِ
أَخَذَ الرِّدَا بِعِقاصِهِمْ وَأَرَى الرَّدَى / لَمْ يَرْضَ أَخْذَهُمُ بِغَيْرِ عِقَاصِ
وَلَرُبَّ قَوْمٍ مِنْهُمُ خَافُوا العِدَى / فَأَتَوْهُ بَعْدَ تَنَاصُبٍ وَتَنَاصِي
حَقَنُوا دِمَاءَهُمُ بِأَمْرٍ عَاجِلٍ / حَقْنَ البُحَيْرَةِ مَاءَهَا بِعِفَاصِ
وَلَهُ الكَمَالُ قَدِ اسْتُخِصَّ وَإِنَّمَا / سَرَّ الغَمَامُ الرَّوْضَ بِاسْتِخَصَاصِ
وَكَمِ اسْتَقَصَّ لِكُلِّ مَظْلُومٍ أَتَى / مِنْ ظَالِمِيهِ أَعْظَمَ اسْتِقْصَاصِ
يَعْنُو لَهُ فِي غَرْبِهِ مَنْ كَانَ مِنْ / صِنْهَاجَةٍ وَيَذِلُّ كُلُّ مَجَاصِ
وَيَخَافُهُ فِي شَرْقِهِ الكَعْبيُّ وال / قَرْفِيُّ وَالتَوْبِيُّ وَالدِّلْهَاصِ
وَتَخَافُهُ أَيْضاً رِيَاحٌ كُلُّهَا / رَهْطُ الَّذِي يُكْنى أَبَا عَصَّاصِ
وَلَهُ بِذَاكَ القُطْرِ حَيْثُ ظَمَا الرَّدَى / خَضَعَ الفَوَارِسُ جِيرَةُ الغَمَّاصِ
للجود والنعمى تَدَانٍ إِنْ دَنَا / إِيهٍ وَلِلْبُخْلِ المُلِيمِ تَقَاصِ
وَلِجَ المَسَامِعَ مَدْحُهُ الأَهْدَى كَمَا / وَلِجَ الكِتَابُ كِنَانَةَ الرَّقَّاصِ
مَا أَمَّلَ القَوْمُ العُتَاةُ خَلاَصَهُمْ / إِلاَّ وَعَاجَلَهُمْ بِغَيْرِ خَلاَصِ
وَلَّى وأَدْبَرَ عَنْ حِمَاهُ عَدُوُّهُ / وَالحَرْبُ تَدْعُوهُ إِلَى اسْتِقْصَاصِ
فَكَأَنَّهُ الشَّيْطَانُ مَدَّ مُؤَذِّنٌ / صَوْتاً فَأَدْبَرَ مُسْمِعاً لِحَصَاصِ
وَإِذَا تَزيِدُ عُدَاتُهُ فِي عَدِّهَا / لَمْ تُعْتَبَرْ كَالحُكْمِ فِي الأَوْقَاصِ
لَكِنَّهُمْ أَسْرَى بِلاَدِهِمُ إِلَى / أَنْ يَخْرُجُوا كَالطَّيْرِ فِي الأَقْفَاصِ
وَبِرُعْيِهِ قَدْ قَيَّدَ الأَسْرَى فَلَمْ / تَحْتَجْ لِمَنْ سَمَّوْهُ بِالقَلاَّصِ
يَا صَاحِ لُذْ بِجَنَابِهِ تُعْطَى المُنَى / وَالعَاذِلاَتُ عَلَى التَّغَرُّبِ عَاصِ
وَإِذَا مَثَلْتَ فَبَابُهُ قِبَلُ العُلاَ / وَجَمِيعُ أَمْلاَكِ البَسِيطَةِ خَاصِ
وَأُطِيعَ أَيّ إِطَاعَةٍ كَالشَّمْعِ لِلْ / مُجْرِي لَهُ وَالجِصِّ لِلْجَصَّاصِ
وَأَطَاعَهُ الشِّعْر الَّذِي أَرْبَى عَلَى / مُعْتادِهِ فِي الطُّولِ لِلْقَصَّاصِ
حَامِي الحَقِيقَةِ لِلْكُمَاةِ مُغَافِصٌ / بِضِرَابِهِ والطَّعْنِ أَيَّ غِفَاصِ
مَاضٍ كَسَيْفٍ أَخْلَصَتْهُ قُيُونُهُ / لِلْحَامِدِينَ مَعِيَّةَ الإِخْلاَصِ
حَسَدَتْهُ أَنْجُمُ أُفْقِهِ فَكَأَنَّمَا / بَطْنُ البَطِينِ أُصِيبَ بِالإِمْغَاصِ
عَنْ كُلِّ عِلْمٍ لَمْ يَزَلْ مُسْتَفْحِصاً / وَالجِدُّ جِدٌّ أَحْسَنَ اسْتِفْحَاصِ
وَلَدَيْهِ فِي المَعْقُولِ خَيْرُ إِمَامَةٍ / كَالشَّيْخِ نَجْمِ الدِّينِ ذَاكَ الخَاصِ
وَشَأَى الحَرِيرِيَّ الَّذِي بِبَيَانِهِ / أَغْرَى وَجَاءَ بِدُرَّةِ الغَوَّاصِ
وَهْوَ الجَوَادُ عَلَى الغِنَى مُسْتَحْرِصٌ / لِلْقَاصِدِيهِ أَيَّمَا اسْتِحْرَاصِ
وَلَهُ اسْتَرَصَّ الدِّينُ مَبْنَاهُ الَّذِي / مَا زَالَ يَعْلُو بَعْدُ بِاسْتِرْصَاصِ
وَلَقَدْ رَوَى الرُّهْبَانُ عَنْهُ لِلْوَرَى / قِصَصاً كَمَا يَرْوُونَ عَنْ مِقْلاَصِ
مَنْ ظَلَّ يَخْدِمُ غَيْرَهُ مِنْ بَعْدِهِ / حَاكَى مُعَاوِضَ فِضَّةٍ بِرَصَاصِ
مَا إِنْ تَقَلَّصَ ظِلُّ نُعْمَى كُلِّ مَنْ / وَافَى إِلَيْهِ مُنْصِفاً لِقلاَصِي
ذَاكَ ابْنُ يُوسُفَ ذُو الفَخَارِ مُحَمَّدٌ / ذُو الشَّخْصِ يَفْضُلُ سَائِرَ الأَشْخَاصِ
مَا زَالَ يُجْزِلُ فِي النَّوَالِ وَأَنْعُماً / لاَ عَنْ سُؤَالٍ مُوجِبِ اسْتِخْلاَصِ
فَكَأَنَّنِي وَفَّيْتُ حَقَّ تَوَكُّلٍ / فَرُزِقْتُ رِزْقاً جَلَّ عَنْ إِعْوَاصِ
كَالطَّيْرِ إِذْ تَغْدُو خِمَاصاً ثُمَّ مِنْ / بَعْدِ الغُدُوِّ تَرُوحُ غَيْرَ خِماصِ
وَلِمَدْحِهِ التَّيْسِيرُ دَامَ فَلَمْ يَكُنْ / مَعْنَاهُ لِلأَفْهَامِ بِالمُعْتَاصِ
وَبِهِ سَمَا مُهْدِيهِ فِي غَرْنَاطَةٍ / فَكَأَنَّهُ فِي سَبْتَةِ ابْنِ خَلاَصِ
مَا زَالَ يَبْلُغُ مِنْ مُنَاهُ أَقَاصِياً / تَقْضِي حُقُوقَ المَجْدِ بَعْدَ أَقَاصِ
عَنْ نَافِعٍ أَسْنِدْ حَدِيثَ أَحِبَّتِي
عَنْ نَافِعٍ أَسْنِدْ حَدِيثَ أَحِبَّتِي / يَا مَالِكاً رِقِّي بِحُسْنِ صَنَائِعِ
فَأَجَلُّ إِسْنَادٍ وَخَيْرُ رِوَايَةٍ / عِنْدِي رِوَايَةُ مَالِكٍ عَنْ نَافِعِ
طَابَ العُذَيْبُ بِطِيبِ ذِكْرِكَ وَانْثَنَى
طَابَ العُذَيْبُ بِطِيبِ ذِكْرِكَ وَانْثَنَى / فَكَأَنَّمَا مَاءُ العُذَيْبِ سُلاَفُهُ
وَاهْتَزَّ مِنْ طَرَبٍ لِلقْيَاكَ الحِمَى / فَكَأَنَّمَا بَانَاتُهُ أَعْطَافُهُ
أَشْفَقْتُ مِنْ مَرَضٍ أَتَاحَ تَخَلُّفِي
أَشْفَقْتُ مِنْ مَرَضٍ أَتَاحَ تَخَلُّفِي / يَوْمَ الرَّحِيلِ عَنِ الرِّكَابِ الأَشْرَفِ
وَطَفِقْتُ أُظْهِرُ عِبْرَةً مِنْ عَبْرَةٍ / وَأَشِبُّ نَارَيْ لَوْعَةٍ وَتَأَسُّفِ
وَالقَلْبُ فِي إِثْرِ الحمُولِ إِذَا اشْتَفَى / فَبِأَدْمُعِي وَمَثَارِ وَجْدِي يَشْتَفِي
وَعَلَيَّ لَثْمٌ لِلْمَوَاطِىءِ فِي الثَّرَى / بَعْدَ الَّذِينَ قَضَوْا بِذِلَّةِ مَوْقِفِي
وَالذَّنْبُ لِي يَوْمَ اسْتَقَلَّتْ عِيسُهُمْ / وَالخَيْلُ تَسْبَحُ فِي العَجَاجِ الأَكْثَفِ
سِرْبٌ تُقِلُّ مَتُونُهُنَّ فَوَارِساً / نَارُ الوَغَى بِسُيُوفِهِمْ لاَ تَنْطَفِي
لَكِنْ نَفَى هَمِّي حُضُورِي قَبْلَ ذَا / غَزْواً بِقُرْطُبَةٍ جَلاَ ذكْراً يَفِي
وَوَقَائِعاً بِكُمَاتِهَا قَدْ خَلَّدَتْ / شَرَفاً لِرُمْحِي وَالكُمَيْتِ المُشْرِفِ
وَرَأَيْتُ قَصْرَ بَنِي أُمَيَّة بَاكِياً / بِدُمُوعِ نَهْرٍ حَوْلَهُ مُتَلَهِّفِ
وَبَدَتْ لِعَيْنِي لاَ عَفَتْ آثَارُهُمْ / فَعَرَفْتُهَا وَكَأَنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ
لاَ يُبْعِدِ اللَّهُ الأَمِيرَ مُحَمَّداً / فَبِهِ أَزَالَ اللَّهُ كُلَّ تَخَوُّفِ
وَأَعَزَّ دِينَ الحَقِّ مِنْهُ خَلِيفَةٌ / هُوَ مَنْ عَلِمْتَ ابْنُ الخَلِيفَةِ يُوسُفِ
مَلِكُ المُلُوكِ المُخْتَلِي هَامَ العِدَى / وَالخَيْلُ تَعْثرُ فِي القَنَا المُتَقَصِّفِ
نَسَقَ الفُتُوحَ خَوَارِقاً عَادَاتُهَا / بِأَجَلِّ صُنْعٍ بَاهِرٍ وَمُكَيَّفِ
وَأَرَى عَجَائِبَ قَطُّ لَمْ يَسْمَعْ بِهَا / فِي كُلِّ تَارِيخٍ وَكُلِّ مُصَنَّفِ
وَكَأَنَّمَا النَّصْرُ العَزِيزُ وَرَأْيُهُ / خَلْفَانِ ذَا عَنْ ذَاكَ لَمْ يَتَخَلَّفِ
وَكَأَنَّمَا الفَتْحُ المُبِينُ وَسَيْفُهُ / خِلاَّنِ كُلٌّ مِنْهُمَا الخِلُّ الوَفِي
فَإِذَا الجُيُوشُ لأَرْضِ قُرْطَبَةٍ كَمَا / هَاجَ البِحَارَ هُبُوبُ رِيحٍ مَعْصِفِ
وَأَعَدَّهَا مِلْءَ الأَبَاطِحِ وَالرُّبَا / جَرَّارَةً أَذْيَالَ نَقْعٍ مُرْدِفِ
وَالحَرْبُ أَحْسَنُ مَا يَكُونُ إِذَا أَتَتْ / فِي بُرْدِ نَقْعٍ بِالدِّمَاءِ مُفَوَّفِ
فَاحْتَلَّ مِنْ أَرْجَائِهَا مُتَبَوَّأً / بِحُلولِهِ عَيْنُ الرَّدَى لَمْ تَطْرِفِ
وَسَدَدْتَ يَا مَلِكَ الزَّمَانِ فَضَاءَهَا / بِفَوارِسٍ كَالأُسْدِ مَهْمَا تُشْرِفِ
وَأَعَدْتَ بِالطَّعْنِ الدِّرَاكِ حُمَاتَهَا / جُزُرَ العَوَافِي مَا لَهَا مِنْ مَصْرِفِ
وَأَجَلَّ قَنْطَرَةٍ أَبَحْتَ عُبُورَهَا / لِعَصَائِبٍ مِثْلِ الذُّبَا إِنْ تَزْحَفِ
فَبَدَتْ شُمُوساً فِي البُرُوجِ وُجُوهُهُمْ / وَهِيَ الشُّمُوسُ إِذَا بَدَتْ لَمْ تُكْسَفِ
وَمَلَكْتَ مَعْقِلَهَا فَكُنْتَ كَمَالِكٍ / لِعِنَانِ طِرْفٍ بِالعِنَانِ مُصَرَّفِ
وَسَبَحْتَ فِي الوَادِي بِمِثْلِ سُيُولِهِ / خَيْلاً مَتعى يُرَمِ الرَّدَى تُسْتَهْدَفِ
وَسَطَوْتَ بِالأَعْدَاءِ سَطْوَةَ قَاهِرٍ / فِي قَتْلِهِمْ وَالجُود طَوْعاً مُسْرِفِ
وَمَلَكْتَ مِنْ أَسْوَارِهِمْ برجاله / بِالذَّاكِرِينَ اللَّهَ أَيَّ تَشَرُّفِ
وَتَرَكْتَ يَوْمَ النَّقْبِ فِيهَا مِثْلَمَا / يَشْكُونَ مِنْ صَدْعِ القُلُوبِ الرُّجَّفِ
وَعَدَتْ تَدُورُ بِهَا الجُيُوشُ وَإِنَّمَا / حُسْنُ الوِشَاحِ إِذَا يَدُورُ بِمِعْطَفِ
وَتَسَاقَطَتْ هَامُ العُدَاةِ كَأَنَّهَا / نَوْرٌ بِغَيْرِ يَدِ الرَّدَى لَمْ يُقْطَفِ
وَلَقَدْ دَعَاكَ الفَتْحُ دَعْوَةَ طَائِعٍ / لِلْقَتْلِ أَوْ لإسَارِهِمْ مُتَشَوِّفِ
لَكِنْ حَقَنْتَ دِمَاءَ قَوْمِكَ مُرْجِئاً / لِلْفَتْحِ إِرْجَاءً بِمَا تَرْجُو يَفِي
وَأَتَيْتَ فِي أَعْدَاءِ قَوْمِكَ بِالَّتِي / تَمْحُوهُمُ بِالسَّيْفِ مَحْوَ الأَحْرُفِ
وَتَرَكْتَهُمْ وَالتَّرْكُ أَخْذٌ عَاجِلٌ / لَهُمُ إِذَا مَا شِئْتَ دُونَ تَكَلُّفِ
فَأَذِقْهُمُ جُوعاً وَعَفْواً وَانْتَظِرْ / تَهْوِينَ أَمْرِهِمْ وَعُقْبَى المُتْرفِ
وَالكُلُّ مُعْتَقَلٌ هُنَاكَ مُثَقَّفٌ / مُتَوَقِّعٌ لِلْحَادِثِ المُتَخَوَّفِ
فَانْهَضْ بِمُعْتَقَلٍ لِمُعْتَقَلٍ وَلاَ / تَغْفَلْ طِعَانَ مُثَقَّفٍ بِمُثَقَّفِ
وَإِذَا بَدَا مِنهُمْ لِحَبْلِكَ صَارِمٌ / فَاشْدُدْ عَلَيْهِ بِصَارِمٍ لَكَ مُرْهَفِ
وَالسَّيْفُ أَمْضَى مَا يَكُونُ مُحَرَّفاً / فَتَوَلَّ كُلَّ مُحَرِّفٍ بِمُحَرَّفِ
وَلَقَدْ نَسِيتُ وَمَا نَسِيتُ مَوَاقِعاً / حَكَمَ الظُّهُورُ بِنُجْحِهَا المُتَعَرَّفِ
وَشَهِدْتُ طَاغِيَةَ النَّصَارَى خَادِماً / فِيهِنَّ بَيْنَ يَدَيْكَ خِدْمَةَ مُنْصِفِ
مُتَطَأْطِئاً لَكَ حَاسِراً عَنْ رَأْسِهِ / يَرْجُو وَيَأْمَلُ مِنْكَ نَيْلَ تَعَطُّفِ
وَالرُّومُ رَامَتْ أَنْ تَجُودَ بِرَأْفَةٍ / فَالوَيْلُ كُلُّ الوَيْلِ إِنْ لَمْ تَرْأَفِ
وَلَقَدْ وَهَى مَا حَوْلَ قُرْطُبَةٍ فَلَمْ / تَتْرُكْ جُيُوشُكَ مِثْلَ قَاعٍ صَفْصَفِ
وَأَطَلْتَ إِحْرَاقِ الزُّرُوعِ وَقَدْ شَكَا / زُرَّاعُهَا أَزَمَاتِ دَهْرٍ مُجْحِفِ
فَكَأَنَّهَا أَجْسَادُهُمْ وَهِيَ الَّتِي / فِي غَيْرِ نَارِ جَهَنَّمٍ لَمْ تُقْذَفِ
وَتَرَكْتَ أَرْضَ الرُّومِ وَهيَ كَأَنَّهَا / قِطَعٌ مِنَ اللَّيْلِ البَهِيمِ المُغْدِفِ
وَقَدِمْتَ أَسْعَدَ مَقْدَمٍ يُرْضِي كَمَا / قَدِمَ الشِّفَاءُ عَلَى العَلِيلِ المُدْنِفِ
لَكِنْ كَرَرْتَ إِلَى النَّصَارَى رَاجِعاً / وَالحَزْمُ مِمَّا تَحْتَفِيهِ وَتَصْطَفِي
وَالمَجْدُ لَيْسَ يَنَالُهُ إِلاَّ امْرُؤٌ / عَنْ تَرْكِهِ اللَّذَّاتِ لَمْ يَتَوَقَّفِ
وَعَلَى العُلاَ أَنْ لاَ يُبِيحَ طِلاَبَهُ / إِلاَّ لأَرْوَعَ عَزْمُهُ لَمْ يَضْعُفِ
وَغَزَوْتَ قُرْطُبَةً فَأَنْسَيْتَ الَّذِي / قَدَّمْتَ مِنْ غَزْوٍ لَهَا مُتَخَطَّفِ
وَتَرَكْتَ جَمْعَ كُمَاتِهَا وَكَأَنَّهُمْ / أَعْجَازُ نَخْلٍ عُوجِلَتْ بِتَقَصُّفِ
وَغَدَوْا وَمَا لِبَنِي أَبِيهِمْ نَاصِرٌ / غَيْرُ الصَّبَابَةِ وَالدُّمُوعِ الذُّرَّفِ
وَطَفِقْتَ جَيَّاناً فَأَخْفَيْتَ الَّذِي / قَدْ كَانَ مِنْ آثَارِهَا لَمْ يَخْتَفِ
وَمَلأْتَ مُتَّسَعَ الفَضَاءِ غَنَائِماً / أَخَذَتْ بِهِنَّ الأَرْضُ أَعْظَمَ زُخْرُفِ
فَاهْنَأْ بِبُشْرَى إِثْرَ بُشْرَى أُنْجِزَتْ / وَالوَعْدُ وَعْدُ اللَّهِ لَيْسَ بِمُخْلَفِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّكَ المَلِكُ الَّذِي / لَوْلاَهُ مَا كَانَ الضَّلاَلُ بِمُنْتَفِ
مَلِكٌ تَخَلَّدَ فِي الطُّرُوسِ مَدِيحُهُ / وَالوَشْيُ أَطْرَفُ مَا يَكُونُ بِمُطْرَفِ
وَإِذَا تُجَازُ المَعْلُوَاتُ فَإِنَّهُ / أَبَداً لَهُ المِرْبَاعُ مِنْهَا وَالصَّفِي
جَمَعَ العُلاَ مِنْ مَالِهِ وَثَنَائِهِ / فَالحَفْلُ بَيْنَ مُفْرِّقٍ وَمُؤَلِّفِ
وَالنَّفْسُ وَالمَالُ النَّفِيسُ كِلاَهُمَا / يَشْكُو لَنَا مِنْهُ بِأَعْظَمِ مُتْلِفِ
مَلِكٌ يَمَانٍ بِاليَمَانِي مُصْلَتاً / كَشَفَ الخُطُوبَ وَنَفْعُهُ لَمْ يُكْشَفِ
أَعْدَتْ قُلُوبَ عُدَاتِهِ رَايَاتُهُ / بِخُفُوقِهَا أَعْدَاءَهَا غَيْر الخَفِي
وَبِسَيْفِهِ فِي الحَرْبِ أَصْبَحَ مُخْفِراً / ذِمَمَ الدُّرُوعِ عَلَى الكَمِيِّ المُرْجِفِ
وَكَأَنَّهَا وَالرُّمْحُ يُوْحِي هَتْكَهَا / نَهْرٌ بِهِ سَبْحٌ لِغُصْنٍ أَهْيَفِ
هُوَ فِي النَّدَى بَحْرٌ وَلَكِنْ لَفْظُهُ / دُرٌّ لأُذْنِ المَرْءِ خَيْرُ مُشَنِّفِ
وَلَدَتْ تَمَاماً لاَ خِدَاجاً سُعْدُهُ / أُمُّ السُّعُودِ وِلاَدَةً لَمْ تُخْلَفِ
وإِمَامُ وَزْنِ زَمَانِهِ المَلْكُ الَّذِي / لَمْ يَلْفَ خَطْباً طَارِقاً إِلاَّ كُفِي
وَلَقَدْ رَمَتْ مِنْهُ البِلاَدُ بِأَغْبَرٍ / لِرِكَابِهِ وَالخَيْل فِيهَا مُوجِفِ
وَاسْتَوْسَقَتْ مِنْهُ لأَرْوَعَ بَاسِلٍ / بِالذُّلِّ لِلنَّفْسِ النَّفِيسَةِ مُسْعِفِ
قَدْ أَرْعَفَ الأَقْلاَمَ مِسْكُ ثَنَائِهِ / وَالمِسْكُ إِنْ يَفْغَمْ أُنُوفاً تَرْعَفِ
لاَ زَالَ فِي المُلْكِ الرَّفِيعِ شِعَارُهُ / مَا عَزَّ مِنْ سَيْفٍ لَهُ أَوْ مُصْحَفِ
وَإِنْ كَانَ فِيهَا جَعْفَرٌ جَعْفَراً فَقَدْ
وَإِنْ كَانَ فِيهَا جَعْفَرٌ جَعْفَراً فَقَدْ / جَرَتْ أَنْمُلُ المَوْلَى بِهَا أَبْحُراً خَمْسَا
بُشْرَى الإِمَامِ بِفَتْحِ حَضْرَةِ فَاسِ / وَتَبَدُّلِ الإِيحَاشِ بِالإِينَاسِ
وَوُصُولِ مَنْ قَدْ كَانَ سُلْطَاناً بِهَا / لِبَسَاطِكَ المُزْهَى بِخَيْرِ أُنَاسِ
وَقُدُومِ أَمْلاَكٍ لِبَابِكَ قَدْ أَتَتْ / مَعَهُ تُرَجِّي مِنْكَ خَيْرَ مُوَاسِ
وَلَكَ الهَنَاءُ بِبَيْعَةٍ لَكَ طَهَّرَتْ / مَرَّاكُشَ الغَرَّاءَ مِنْ أَرْجَاسِ
وَمَنَالِ مُلْكِ العُدْوَتَيْنِ وَإِنَّهُ / مُلْكٌ تَسَنَّى بِالنَّدَا وَالبَاسِ
وَفَوَارِسٍ مِنْ أَرْضِ أَنْدَلُسٍ أَتَتْ / كَالأُسْدِ حَامِيَةٍ عَنِ الأَخْيَاسِ
وَرُمَاةِ حَرْبٍ أَنْفَذُوا بِسِهَامِهِمْ / مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ أَجَلَّ لِبَاسِ
وَأَتَوْا لِحَبَّاتِ القُلُوبِ بِذُرَّبٍ / بَلَغَتْ مَبَالِغَ صَفْوِ خَمْرِ الكَاسِ
فَاعْجَبْ لِجَيْشٍ إِثْرَ جَيْشٍ قَادِمٍ / بِبَوَارِقٍ لَكِنْ مِنَ الأَفْرَاسِ
أَبْدَى بِهِ مَلِكُ المُلُوكِ مُحَمَّدٌ / عِزًّا رَمَى الأَعْدَاءَ بِالاتْعَاسِ
وَعَلَى بِلاَدِ العُرْبِ أَمْضَى حُكْمَهُ / فَالعَدْلُ فِيهَا قَائِمُ القِسْطَاسِ
هَذِي عَجَائِبُ لَمْ تَخُطَّ بِمِثْلِهَا / أَقْلاَمُ أَهْلِ الأَرْضِ فِي الأَطْرَاسِ
هَذِي صَنَائِعُ بَلَّغَتْ كُلَّ المُنَى / فَلَهُنَّ كُلُّ النَّاسِ لَيْسَ بِنَاسِ
أَثَرُ التَّوَكُّلِ ذَاكَ وَالصِّدْقِ الَّذِي / وَافَى النُّفُوسَ مُعَطَّرَ الأَنْفَاسِ
وَلَسَوْفَ يَمْلِكُ مِصْرَ وَالشَّامَ الَّذِي / قَدْ لاَنَ فِيهِ كُلُّ قَلْبِ قَاسِ
وَتُقِيمُ مَنْآدَ العِرَاقِ بِدَوْلَةٍ / تُغْنِيكَ أَسْعُدُهَا عَنِ الحُرَّاسِ
أَخَلِيفَةَ اللَّهِ الَّذِي أَيَّامُهُ / أَرْبَتْ عَلَى الأَعْيَادِ وَالأَعْرَاسِ
وَأَجَلَّ سُلْطَانٍ لَهُ الفَضْلُ الَّذِي / ثَبَتَتْ مَبَانِيهِ عَلَى أَسَاسِ
وَأَعَزَّ مَنْ رَكِبَ الخُيُولَ وَقَادَهَا / مُعْتَاضَةً بِالنَّقْعِ عَنْ إِحْلاَسِ
قُبَّ البُطُونِ لَوَاحِقاً أَقْرَابُهَا / أَبَداً تُغَادِي حَرْبَهَا وَتُمَاسِي
أَقْسَمْتُ أَنَّكَ فِي الخَلاَئِفِ لَلَّذِي / أَنْسَى بَنِي مَرْوَانَ وَالعَبَّاسِ
وَحَوَى مَكَارِمَ أَعْجَزَتْ أَوْصَافُهَا / نَظْمَ الفُحُولِ العِلْيَةِ الأَكْيَاسِ
وَمَآثِراً مَأْثُورةً أَحْكَامُهَا / عَضَدَ المُحَقِّقُ نَصَّهَا بِقِيَاسِ
مِنْ آلِ نَصْرٍ مِنْ مَعَالِي خَزْرَجٍ / آوٍ إِلَى جَبَلٍ لَعَمْرِي رَاسِي
ابْنُ الخَلِيفَةِ يُوسُفَ المَلِكِ الَّذِي / لاَنَتْ بِهِ الأَيَّامُ بَعْدَ شِمَاسِ
مَوْلاَي إِنِّي عَبْدُكَ المُثْنِي عَلَى / نُعْمَاكَ مَا بَقِيَتْ قُوَى إِحْسَاسِي
وَأَنَا الَّذِي مَا زِلْتُ دَهْرِي شَاكِراً / لَكَ مِثْلَ قَوْمِي المُخْلِصِينَ وَنَاسِي
وَإِذَا دَعَوتَ لِخِدْمَةٍ فَأَنَا الَّذِي / آتِي عَلَى وَجْهِي إِلَيْكَ وَرَاسِي
عَبْدٌ وَحَقِّكَ نَاطِقٌ بِمَحَامِدٍ / مَرْضِيَّةِ الأَنْوَاعِ وَالأَجْنَاسِ
وَيَوَدُّ لَوْ أَهْدَى إِلَيْكَ فُؤَادَهُ / فِي طَيِّ مَا يُهْدِيهِ مِنْ قِرْطَاسِ
وَأَقرَّ إِذْ كَتَبَ المَدِيحَ سَوَادَهُ / فِي كَتْبِهِ عِوَضاً مِنَ الأَنْفَاسِ
وَلَدَيَّ حُبٌّ فِيكَ لِي فَخْرٌ بِهِ / آيَاتُهُ تُتْلَى عَلَى الجُلاَّسِ
وَتَشَيُّعٌ أَجْنِي بِهِ ثَمَرَاتِ مَا / أَوْدَعْتُ رَوْضَ مُنَايَ مِنْ إِغْرَاسِ
وَبِخِدْمَةٍ لَكَ لِي أَجَلُّ تَشَرُّفٍ / أَثْوَابُهُ جَلَّتْ عَنِ الأَدْنَاسِ
وَصِلِ الَّذِي عَوَّدْتَنِي مِنْ حُرْمَةٍ / تَنْظُرْ بِذَلِكَ مَا الحَسُودُ يُقَاسِي
وَاجْعَلْ مَكَانِي فِي الأُلى بِكَ عَرَّفُوا / صِدْقَ الرَّجَاءِ وَنَسْجَ حُكْمِ البَاسِ
لاَ زِلْتَ فِي السَّعْدِ المُجَدَّدِ مَا نَثَا / عَرْفُ الصَّبَا أَعْطَافَ قُضْبِ اليَاسِ
وَمُمَنَّعٍ رُفِعَتْ بِعُلْوِ هِضَابِهِ
وَمُمَنَّعٍ رُفِعَتْ بِعُلْوِ هِضَابِهِ / نَارٌ تُضِيءُ بِجُنْحِ لَيْلٍ دَامِسِ
إِنْ أَمَّ مِنْهُ القَابِسُونَ مُوَطَّأً /
أَضْحَى وَجِيهُ الدِّينِ أَسْبَقَ سَابِقٍ
أَضْحَى وَجِيهُ الدِّينِ أَسْبَقَ سَابِقٍ / فِي العِلْمِ وَالعَلْيَاءِ والخُلُقِ النَّزِيهْ
عَجِبَ الوَرَى مِنْ سَبْقِهِ وَتَعَجَّبُوا / فَأَجَبْتُهُمْ لاَ تُنْكِرُوا سَبْقَ الوَجِيه
مَا ضَرَّ طَيْفَكَ لَوْ أَقَامَ قَلِيلاَ
مَا ضَرَّ طَيْفَكَ لَوْ أَقَامَ قَلِيلاَ / وَلَعَلَّنِي أَشْفِي بِذَاكَ غَلِيلاَ
طَيْفٌ أَتَى لَيْلاً وَنَجْدٌ دَارُهُ / صَبًّا بِأَكْنَافِ الشَّآمِ نَزِيلاَ
لَكِنَّهُ لَمْ يُبْقِ غَيْرَ صَبَابَةٍ / تَسْرِي لَعَمْرِي بُكْرَةً وَأَصِيلاَ
وَغَدَا خَلِيلِي بَعْدَهُ بَرِحَ الأَسَى / يَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْهُ خَلِيلاَ
وَلَقَدْ أَرِقْتُ لِبَارِقٍ وَدَّ الدُّجَى / لَوْ كَانَ قَبَّلَ ثَغْرَهُ تَقْبِيلاَ
وَأَثَارَ شَوْقِي بِالغُوَيْرِ حَمَائِمٌ / تَبْكِي بِأَغْصَانِ الأرَاكِ هَدِيلاَ
وَنَوَاسِمٌ أَهْدَتْ إِلَيَّ تَحِيَّةً / مِنْ ظَاعِنٍ عَنِّي أَطَالَ رَحِيلاَ
وَنَأَى وَخَلَّفَ دُونَ أَكْثِبَةِ الحِمَى / رَبْعاً غَدَا بَعْدَ الفِرَاقِ مَحِيلاَ
كَالأَرْضِ أَرْضِ الكُفْرِ لَمَّا حَلَّهَا / جَيْشُ ابْنِ نَصْرٍ بُدِّلَتْ تَبْدِيلاَ
وَأَبَادَ أَهْلِيهَا الأَمِيرُ مُحَمَّدٌ / بِالسَّيْفِ أَسْمَعَهُمْ هُنَاكَ صَلِيلاَ
وَأَدَامَ وَطْأَهُمُ بِخَيْلٍ أَسْمَعَتْ / فِي الحَرْبِ حَمْحَمَةً لَهَا وَصَهِيلاَ
مَلِكُ المُلُوكِ وَنُخْبَةُ البَيْتِ الَّذِي / قَدْ طَابَ أَعْرَاقاً وَعَزَّ قَبِيلاَ
مِنْ ضِئْضِىءِ الأَنْصَارِ أَكْرَمِ أُسْرَةٍ / نَصَرُوا النَّبِيَّ فَفُضِّلُوا تَفْضِيلاَ
الفَائِزِينَ بِجَنَّةٍ طَابَتْ شَذًى / وَقُطُوفُهَا قَدْ ذُلِّلَتْ تَذْلِيلاَ
مِنْ آلِ سَعْدٍ ذَلِكَ بْنِ عُبَادَةٍ / مَوْلًى بِنَصْرِ الدِّينِ كَانَ كَفِيلاَ
وَعَلَى أَبِي قَيْسٍ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ / أَثْنَى وَكَمَّلَ بِرَّهُ تَكْمِيلاَ
وَمُحَمَّدٌ ذَاكَ ابْنُ يُوسُفَ وارثٌ / عَلْيَاءَهُمُ وَالتَّاجَ وَالإِكْلِيلاَ
ألمَاجِدُ ابْنُ المَاجِدِينَ فَفَخْرُهُ / فِي مَحْفَلِ الأَشْرَافِ أَقْوَمُ قِيلاَ
خَيْرُ السَّلاَطِينِ الَّذِينَ هُمُ هُمُ / وَالحَرْبُ تُوضِحُ لِلْحَمَامِ سَبِيلاَ
قَوْمٌ إِذَا دُعِيَتْ نَزَالِ رَأَيْتَهُمْ / كَالأسْدِ تَحْمِي عَنْ شُبُولٍ غِيلاَ
مَوْلاَيَ إِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ مَادِحاً / وَعَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ جِئْتُ دَخِيلاَ
فَاصْفَحْ وَكُنْ بي مِنْ قَبُولِكَ مُظْهِراً / يَا صَاحِبَ الوَجْهِ الجَمِيلِ جَمِيلاَ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025