القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 92
بأبي وبي من زار سحرة
بأبي وبي من زار سحرة / فضمته ولثمت سحره
كالبدر وجها والديا / جي طرة والصبح غرة
ذو ناظر خنث الجفو / ن وقامة هيفاء نضرة
متغيب ما أن تزا / ل إلى الهجر ان هجره
يا ليته ألف الوصا / ل ومن جفوته وهجره
خصر لماه يخالني / من دقة ناحلت خصرةه
يا من حملت له الهوى / طوعا وفيه العدل مكره
أفدي فتور لواحظ / لك أعدت العضاء فتره
وشعاع حمرة وجنة / لك تحتها ماء وجمره
يا رب ليل غاب عن / ني بدره فخلفت بدره
ومزجت خمر الكأس لي / من ريقكَ الصافي بخمرة
فمتى أفيف ولي بكف / فكَ سكرة وبقيك سكرة
وإذا طمى بحر الهمو / م جعلت فيه الجسر جسرة
ووصلت كلّ عشيّة / خبببا وتقريبا ببكرة
أرجو وزيرا لم يزل / برا بمن يمتاح بره
ذو راحة هطالة / راحت لغر السحب ضره
وشجاعة تنسيك زي / دا في الوغى وتريك عمره
ليث ندى كفيه غي / ث يحمد الوراد أثره
ملك يجرر ذيل هم / ته على هام المجره
لا يعتريه سوا / لك لا وإن الححت ضجرة
يقري السديف بسدفة / ضيفانه والريح قره
بشرت طالب رفده / بالنجح حين رأيت بشره
مولاي عون الدين أن / ت لعين من يرجوك قره
لله كم ثغر فتح / ت رتاجه بعطفان ثغره
ولرب جيش كالكوا / كب والحص عددا وكثره
ناهدته بالمشرفي / ي وسابق نهد ونشره
وصدعته صدع الزجا / جة لا يرجي المرء جبره
فغدا يكرر منشدا / من صنته وضمنت نصره
ما يكشف الغماء خا / ئض غمرة إلا ابن حره
يا أيها الصدر الذي / لاملأ الأهوال صدره
يا من حلت أخلاقه / وغدت على الأعداء مرة
يا أحسن الكرما اح / سانا وأسرى الناس أسره
كم قد أزلت بشر كف / فك عن بني الآمال عسره
وغمرتهم بأنامل / معروفة بالعرف ثرة
فاستجل شعرا أنت تع / رف يا نبيه القدر قدرهخ
شعرا حجازيا له / غزل يقوم بعذر عذره
سهلا وجزلا فهوما / ء في تسلسله وصخره
وتهن بالعيد الشر / يف فقبله شرفت عشره
وانحر عدوَك حيث حل / ل فقد أحلّ الدين نحوه
لم يدر أن الدمع خير عتادِ
لم يدر أن الدمع خير عتادِ / حتى حدا بالعامريه حادي
شيّع غوادي الظعن يوم تحملت / من دمعك الجاري بصوب غوادي
فعلام ينتجع البوارق رائد / وسحاب جفنك نجعة الروادِ
ساروا فلا الجرعاء جرعاء الحمى / عندي ولا وادي الأراكة وادي
سقيا لأيام لبست جديدها / والأمر أمرى والمراد مرادي
مالي سوى الجمال من جمل كما / مالي سوى الإسعاد عند سعاد
تمسي تنازعني المدامه طفلة / ريا لاروادف بضة الأعضادِ
ترنو كما يرنو الغزال وتنثني / عن مثل خوط البانة الميَّادِ
وتكاد لولا خفة في قدّها / تنهال لي هيل النّقا المنقادِ
يا اهل نجد لطالب رفدكم / نيل وهل لأسيركم من فادي
ضنَّت بخيلتكم بوصل محبها / علقت أمالي به فتعلقت
لا عذر لي إن رمت نبل مبخل / وندى جمال الملك بالمرصادِ
علقت أمالي به فتعلقت / منه بمبدو النوال معادِ
بمهذب الأخلاق لولا جوده / ما بشرت أم الندى بجوادِ
مستقبل النعمى بعيد مدى العلى / عف الضمائر طاهر الأبرادِ
يغني ويفني حين يقسم دهره / يومين يوم ندى ويوم جلادِ
كوما يبخل حاتما وشجاعة / تزرى بباس الحارث بن عبادِ
غيث إذا بخل الحيا ليث إذا / غشي الوغى طود من الأطوادِ
طلق المحيا واليدين رباعة / مأوى العفاة وكعبة القصّادِ
من لا يقول الضيف في أبياته / ما قالت الأضياف في حمادِ
يا حاسدي علم الكفاة منيتم / منه بدى نقم على الحسادِ
ضحكت به الأيام بعد عبوسها / ضحك السيوف بدت من الأغاد
من لا يشف غباره في خطه / عبدالحميد ولا فتى عبادِ
وإذا جرى في الشعر مبتدهابه / في حالة فاكم بنقعر زيادِ
غالب ببكتمر العدا تغلب / ولو أن النجوم السائرات أعادي
بمعرف المعروف ما لعفاته / منه سوى الأرفاف والارفادِ
شمس الكتابه والخطابه والحجى / قمر الدجنَّة والندى والنادي
يا من بلغت به من الزمن المني / وسمحت للأيام بالحمادِ
خولتني النعى التي ملأت يدي / وملكت بالجود الجميل قبادي
وجمعت قسرا بين حظّي والغنى / فلأ دعونّك جامع الأصدادِ
وأرحت مدحي عن ندى من وعده / من شدة التتطيب كالايعادِ
وأظنني موسى القربض لأنني / مجربما جزتي أكف جمادِ
فلاء لبسنك ما بقيت مدائحا / محشوقة الإنشاء والإنشادِ
أبقى على الأيام فخرا شائعا / من مفخر الأعمام والأجدادِ
فتهن شهر الصوم وأنفده بقا / مستعسد الأعوام والأعيادِ
هذي الحدائق في غلائل سندس
هذي الحدائق في غلائل سندس / والغيم من باك بها ومعبس
والنرجس الخصل المحدق ناظر / نحو الشقيق الغضر نظره مبلسِ
والربح تحترق الرياض مريضة / سكرى المهب عليلة المتنفسِ
غلس آلى شرب المدام فأنة / لا يدرك اللذات غير مغلسِ
واشرب على وجنات معسول اللمى / فيه مني ومنية للأنفسِ
يقرا المتيم من صحيفه خده / في الهجر مثل صحيفة المتلمس
صبغت مدامته المورد لونها / في الكأس صبغة خجه المتورس
خلقت لخديه الملاحة مثل ما / خلقت لباغي الجود راحة يونس
المستضىء إذا الحوادث أظلمت / من رأيه بالمستنير المشمس
نبتت ارومته المؤثل مجدها / في مغرس أكرم به من مغرس
في دروة الشرف المنيف ومعدن ال / علياء والعز المنيع الأقعس
يا من تفرست الغنى في جوده / صدقت مني نظرة التفرس
أحييت ميت الجود بعد وفاته / وذكرت من دين المكارم ما نسي
نامت عيون الناس عن بذل الندى / وسهر فيه بمقلة لم تنعس
لله زين الدين من متواضع / مازال للجلساء زين المجلس
تاجرت فيه الشعر عند كساده / فرجعت عنه بصفقة لم توكس
رفعت له الأنصار راية سؤدد / عقدت يسارية النجوم الكنَّسِ
من كل ممطور الخلاف مقدم / في حومة الهجاء أروع أبوسِ
علقت يداي بحرمة موفورةٍ / منه وحيل في النوائب أمرسيِ
كان الندى مستوحشا حتى رأى / من بذلك المعروف أحسن مؤنس
لم يعد راجيك النجاح ولم يعد / عنه وقد صدته صدفة مؤنسِ
لا زلت تلبس كل يوم حلّة / للمدح مثل جديدها لم يلبسِ
ذنب العواذلِ ليس يغفر
ذنب العواذلِ ليس يغفر / والرفق بالعشاق أجدر
أقصر من العذلِ الطوي / ل فإن عمر الوصل أقصر
من لي بأسمر قدّه / عند التثني قد أسمر
خالي الضلوع من الغرا / م ينام عن ليلى وأسهر
دعني ووجد كثيّرٍ / وجدي به وعليه أكثر
ملك القلوب بأَسود / جعدٍ وخدٍ منه أخمر
وبأبيض كالأقحوان / وشارب كالأس أخضر
ريان ما يحمي الموز / زر منه ظمآن المخصر
يا حبذا سحر الريا / ض ومقلة حوراء تسحر
وسقيط طل حائر / أضحى على المنثور ينثر
وسحايب مسكيَّة / ونسيم ساريةٍ معنبر
والمشرفات على دجي / ل لاشرافَ ولا المثَفر
تلك المنازل لا خلت / ممن يجير بها وينحر
دمن لمولانا الوزي / ر أخي السماح أبي المظفر
ملك إذا جاء المدي / ح وجار فيه قبل قصر
إحسانه بين العفا / ة مردده فيهم مكرر
وسماحه ما لا يحد / دوجوده ما ليس يحصر
كم مغنم وماء جج / عن ذاك عف وذا نفر
يا قائد الخيل العتا / ق طوامح الأعراف ضُمّر
في كل يوم أيوم / لبس العجاجة فهو أكدر
يا قادما من سفرةٍ / طلع النجاح بها وأسفر
أفنيت أعداء الا ما / م بكل ماضي الحد مشهر
ونظمتهم بين القنا / نظما به الأرواح تنثر
قسما لأقبل من نجا / منهم بمهجته وأدبر
ولأنت أشجع في الوغى / والروع من أسد غضنفر
وأبر كفا في الندى / من صوب وكافٍ وأغزر
يفديك من معروفه / ياذاكر المعروف منكر
أبدا يقول بغير فع / ل فم وعريان منجر
ويظن جهلا أنه / بالمنع يريح وهو يخسر
ويريد مثلك أن يسو / د معاشرا ويقود عسكر
هيهات هم عبرس إذا / قيسوا البلو أنت جوهر
وإليك وشيء كلامهما / فيه يضاهي وشي عبقر
كالماء رق ورقشته / يد الصبا والنبت نوو
أنفت من المعنى المعا / د ونافت اللفظ المكرر
جاءت مقيَّدة وإن / كانت من القمرين أسير
قل للعميد خذ الضرير ولا تكن
قل للعميد خذ الضرير ولا تكن / ممن يضيّع دخله مجانا
علقه إن جحد الصحيح بكعبه / واكتب عليه من مع الضمان ضمانا
فبفيه مدبغه إذا ضمَّنتها / فضلت قِحاباًُ عنده ودِنانا
إن دام هجركِ واستمرا
إن دام هجركِ واستمرا / ألفيتِ حلو العيش مرا
يا سلم منّي بالوصا / ل فما ينسوك أن أُسرّا
أضعفَت عن حمل الهوى / جسمي ضنى وضعفت خصرا
ما لحت في سر الدجى / للبدر إلا واستَسَرا
أودعت أثناء الجوا / نحِ ساعة التوديع جمرا
وبمهجتي سمراء تح / مبها رماح الخطَّمرا
نظرت بعيني مُغزِلٍ / وترنَّحت كالغصنِ نضرا
وأبي الهوى لولا وشا / ة ينظرون إلى شزوا
لوشفت خمرة ربقة / من لؤلؤ سموه ثغرا
وهصرت قد هزة / سكر الصبا فثملت سكرا
إني وما حجت إليه / أقاصدون الشعث غبرا
مغرى بحبك والوزي / ر يحبه للجود أغرى
ملك يرى في دسته / طودا وضرغاما وبحرا
غير ان مشبوح الذرا / ع مشيعا يقظا أغرا
أندى الورى ناد وأز / كاهم ثرى واد وأثرا
وأعز جار منهم / وإلى استباق المجد أجرى
يعطي إذا أعطى الندى / شفعا ويغشى الروع وترا
ومبدل عسر العفا / ءِ بما حوت يمناه يسرا
طلق المحيا كلما / كلح الزمان ازداد بشرا
مازال يفتح مرتجا / بسداده ويسد ثغرا
يفديك يا مسدى الوا / رف من يرى المعروف نكرا
مازال يبذل للقطوا / رض عرضه ويصونه وفرا
لا زلت عون الدين لي / عونا على دهري ونصرا
أعدتت للأعداء في / يوم الوفى بأسا وقهرا
وسوايقا قبّ الكُلى / وسوابغا يحسبن غدرا
يا أكثر الكرماء إِح / سانا وأحسنهنّ أثرا
حسبي ببشرك إن دجت / شيم الورق شما وبدرا
أطلقت بالمنّ العفا / ة فمن رأى طلقاء أسرى
أصبحت أكرم من يرى / فقرا نعم وأقل كبرا
لا زلت تولي من عطا / تك ثنيا وتفنر بكرا
من كل نظم ناثر / بالمدح في ناديك درا
تفني الزمان ولا تزا / ل مبقيا لعلاك ذكرا
فاسعد بعيدك وابق في / نعم عليك الدهر تترى
وانحر مع القوم الهجا / ن من العدو الغمر نحرا
أنت البلادة خلقةً
أنت البلادة خلقةً / مع ما حويت من البلاده
إن التي حملتك ما / طلقت ولا اشتكت الولادة
حتى رأتك معلَّقا / في بظرِها مِثلَ القُراده
ما زلت حتى بعثت دا / ركَ واتكلتَ على القياده
قولوا لزين الدين عِش
قولوا لزين الدين عِش / ت لخائف يرجوك أمنا
وبقيت كهفا للعفا / ة وموئلا لهم وحصنا
يلقون من يسراك مي / سرة ومن يمناك يمنا
لا زلت مسرورا ولا / عرفت الأحزان مغنى
خجلت بالإحسان حا / تم طيء وفضلت معنا
وسلكت طرى المكرما / ت وجبتها سهلا وحزنا
يا من بمن بوفره / كرما ويكره أن يمنا
يا خير من أسنى الندى / فينا والمعروف سنا
يفديك من يعطي ويق / رع إثر ما يعطيه سنا
أقمت يا مولاي يو / نريا لذي أغني وأقنى
لنداك أهنا ما أرى / والعذر بعد نداك أهنا
دعني من المثري المجم / مع ماله عدّاً ووزنا
إن الغني لنئى النفو / ص وأن نفس منك أغنى
مالي ومن في دارنا / شغل وحقك غير أنّا
نثني عليك ونسأل الر / رحمن يَعمر دور مَثنى
أدر المدامة بيننا يا ساقي
أدر المدامة بيننا يا ساقي / حتى تكل يدي ويضعف ساقي
واقرب إلى بخدّك الشرى الذي / يزري بضوء الشمس في الأشراقِ
أو ما ترى برد النسيم وقد ونى / سحرا وبرد الليل في أخلاقِ
والزهر سبط قد سقاه من الحيا / ماء تجعد في متون سواقي
والأقحوان ند يضاحك نرجسا / ساهي الجفون محدق الأحداقِ
فانهض إلى ذهبية لهبية / كالماء مشعلة بلا أحراقِ
لمعت وراء القارلي فحسبتها / شفقا ثوى غسقا من الأعغساقِ
يا سعد أسعد من تحمل ضعفه / ثقل الهوى فأطاق غير مطاقِ
لا تنشرن له المنزل فإنه / يطوى الضلوع على حشا خفلتاقِ
فنكت به الأضداد نار أضرمت / في ماء خد مائر قران
وفاغر ثغر واسوداد غدائر / وموت خلخال ونطق نطاقِ
يا بائعي أشعارهم في سوقه / الشعر فيهم كسد الأسواقِ
صونوا وقلق وجوهكم عن أوجه / منقورة نقر الصخور صفاقِ
قوم إذا سيق المديح إليهم / ألفيتهم في كربة وسياقِ
خلقوا الجفاة فليتهم من يزدن / يتعلمون مكارم الأخلاقِ
ملتف أغصان الفخار إذا أنتمى / زاكي النجار مظهر لاأعراقِ
أسر العفاة المقترين جميله / فغدوا بذاك الأسر في إطلاقِ
في جود راحته ورونق بشره / روح القلوب ومسكة الأرماقِ
تحمر في يده إذا اسودّ الوغى / بيض السيوف من الدّم المهراقِ
ما زال يجعل ما بنا من سؤدد / درجا إلى تلك العلى ومراقي
لا زلت نجم الدين بدرا كاملا / وعدول الباغي هلال محاقِ
أنت الحياة فإن أُهِجتَ فحية / من ساورته فما له من راقِ
لك في ثرائك كل يوم وقعة / بكر تريك عشية التحلاقِ
إن ارتجت لؤما أكفّ معاشر / كانت يداك مفاتح الأرزاقِ
صدقت مدائحنا فأضحت عنده / ربات صدى عاليات صدافِ
لم تغلط الأيام في تسويده / لكن بحق ساد واستحقاقِ
أسد يخاف الليث سطوة بأسه / واليث طاو أهرت الأشداق
في بابل أضحى بجود سائر / متدفق في سائر الأفاقِ
فلذاك قد أضحى لبارق بشره / في كل شام شائم وعراقِ
يا شمس دوله هاشم خذ مدحة / يفنى الزمان وذوها لك باقِ
كالروض راضته السحائب ثرة / وسرت عليه بوابل غيداقِ
واسلم فقد أصبحت رب صنائع / ما إن تزال قلائد الأعناقِ
مولاي زين الدين انك نصر من
مولاي زين الدين انك نصر من / قصد الزمان به وكسف المعتفي
ان احلف القوم اللئام وعودهم / امسكت منك بموعد لم يخلفِ
كلفا رأيت سماح كفك باللهى / يا ذا المكارم لا سماح تكلفِ
يا من له خلق أرق من الصبا / ليعا واعذب من سلاف القرقفِ
يا من امنت العدم حين حين لقيته / لا زلت أمن القانط المتخوفِ
أليت انك لست تلفى سامعاً / في ذلك المعروف قول معنِّفِ
اعلم بأنك إن خرجَت ولم يصل / رسمي من البرِّ الغريب دخلت في
بدرٌ على غصن ترنَّح
بدرٌ على غصن ترنَّح / ام ظبية ادماء تسنح
والورد ام خد الحبي / ب وقد تضرح فهو املح
قبح الصدود بمثله / والعذل منكم فيه أقبح
برح الخفافي حبه / وإذا بني سقما وبرح
كم بت أغبق خمرة / من فيه صافية وأصبح
ولمقلتي في روضتي / وجناته مرعى ومسرح
يا لاهيا جد الغرا / م بعاشقيه وهو يمرح
أمسى زناد الشوق يق / دحه عذارك حسين قدح
ووشى به بعد اكتتا / م وشيء خديك الملوح
كم من دم قلدته / ذاك المقلد والموشح
ولقد وقفت مسائلا / سفح الغضا والعين تسفح
ونزحت جمة مائها / والدار بالأحباب تنزح
ولقد بعثت إلى البخي / ل شرارة للهجو تلفح
وارحت من تاميله / نفسي لأن اليأس اروح
وطفقت امتدح العلا / ء ومسلف الإحسان يمدح
صدر لصدر عفاته / بهباته مازال يشرح
جم الأيادي ذو يد / لمغالق الآمال تفتح
مستبسر بالوفد بس / سام إذا ما الدهر كلح
فل الصفاح برأيه / وغدا عن الجانبين بصفح
بحر يطم على البحو / ر بسيب نائله ويطفح
ويكاد من فرط الذكا / ء لمستسر الغيب يلمح
ولدته في حجر النبو / وة زينب فنما وأنجحُ
وتقابل الطرفان من / خال ومن عم ممدح
قوم بهم عرف الصفا / والبيت والركن الممسح
ولي القضاء وكان أو / لي من لمنصبه ترشحُ
فأنار نور العدل حي / ن دجت نواحيه وأصبح
يا واصلا قطع الفيا / في صَحصَحا من بعد صحصع
تحطو به عيرانة / كالهِقل أو جَرداء شرمح
طيّان يطرح نفسه / للعدم آية كلّ مطرح
يرجو الندى من أوجه / منها مياه اللوم تنضح
أترك هشيم النَّبت لل / رّواد حين ذَوَى وصوّح
وأربع بربع الزينبّ / ي متاجراً بالمدح تربح
واشك الهموم إليه وأط / رح ثقلها بفناه وأفرح
فهناك عذر ضيِّق / لمتوج ناديه أفيح
وَعَليَّ إنك بعد أن / تلقاه لا تكدى فتكدح
لك يا أبا نصر الوقو / رَ الثَّبت أن طود تزحزح
بشر يصرح بالغنى / واليسر إن راجيك لوح
وأبيك لو وزنوا وقا / رك بالجبال لكان أرجحَ
هذا ولو فاصحت قس / سا في عكاظ لكنت أفصح
والبيت لو ساجلته / والغيث سكب كنت أسمح
أسمع حييت مدائحا / كالنَّور غبَّ حيا تفتَّح
جاءت منقحة إلي / ك وأحسن الشعر المنقَّح
من مخلص لك في الولا / ء بجود غيرك ليس يفرح
لا زلت تأسو بالغنى / ما بات كف الفقر يجرح
وتبن عيدا مخبرا / بدوام عزٍ ليس يَبرحِ
لا زلت تروي كل ظام حائم
لا زلت تروي كل ظام حائم / بأنامل عشر كعشر غمائمِ
يا من كان عليه حتما واجبا / تخجيل كعب في السماح وحاتمِ
عرفت يمينكَ بالعوارف والندى / فهما عليهما الدهر ضربة لازم
لله منك عزائم مضاءة / يوم الوغى وصرائم كصوارم
بأبي آباؤك ذلك المر الذي / يابي لعودك إن يلبن لعاجم
ومواقف مزقت أعمار العدا / فيها بجمع المازق المتلاحمِ
يا مشمس الآراء يوم عجاجة / كدراء مظلمة ونقع عاتم
ومجيلها مثل القداح ضوامرا / من تحت اسد كالسهام سواهم
ومضيّق البر الفضاء بارعن / لجب كموج اللَّجة المتلاطم
من شام برق المعصرات فإنني / لبروق بشرِك جد راجٍ شائمِ
قسما لعون الدين يحي لم يزل / بفعاله محبي على مكارم
ملك إذا اسودت سماء عجاجة / صدم العدا في جوها بصلادمِ
وصوارم مثل الروق لوامع / وأسنة مثل النجوم نواجمِ
جهم إذا لقي العدا فإذا انتدى / لا بالجهام ندى ولا المتجاهمِ
يلقى العفاة إذا النوائب كلحت / أنيابها طلقا بثغر باسمِ
وإذا عفا والعفو منه سجية / لم يعف إلا قادر عن جارمِ
سَنَّ العطاء فليس يقرع بعده / فعل البخيل الغِرسِنَّ النادمكِ
يرعى رعيته بعفة زاهد / وعقاب جبار ورأفة راحمِ
فلذاك خائفهم بسرب آمن / يلهو وساهرهم بطرف نائمِ
أمذل دولة من تمرد واعندى / بحسامه ومعز دولة هاشمِ
أصبحت حرب محارب ومخالف / عادى خلافتها وسلم مسالم
كم كاسف بالا نعشت بأنعم / تترى فأصبح رب بال ناعمِ
يا من عدمت الفقر حين وجدته / ما واجد لندى يديك بعادمِ
واسلم على قدم الغلاء مخلطا / وتهن بالشهر الشريف القادمِ
واستوفِ أعمار الزمان ودم كذا / في دولتي مجد وعز ودائمِ
راحت عليك بكأس راع
راحت عليك بكأس راع / هيفاء جائلة الوشاحِ
حوراء طاوعت الهوى / فيها وعاصيت لالواحي
ترنو إليّ بنرجس / غضّ وتبسم عن إقاحِ
وتميل ميل الغصنِ حر / رك عطفه مَرّ الرياحِ
أشكو الضنى فيريده / طرف لها شاكي السلاح
ويلاه من ذاك المقل / لد كم تقلد من جناحِ
يا صاح عذرا لست من / سكر الهوى العذرى صاحِ
مذ جد بي جد الغرا / م عرفت آفات المراح
أنا من ينشط وجده / تفتير أحداق الملاحِ
ويهيج ساكن بثه / طرر على غرر صباحِ
سقت العهاد معاهدا / ما نوسة بلوى رماحِ
أطرافها ممنوعة / غني بأطراف الرماح
ولعي بساكنها ولو / ع أبي المعالي بالسماحِ
ذي العرض أصبح في حمى / جدواه والعرض المباحِ
طود الحجى حتف العدا / غيث الندى ليث الكفاح
خرق إذا سئل الندى / أربى على سيل البطاح
بعزائم مشحوذة / أمضى من القدر المتاع
وشمائل مثل الشمو / ل أذاعها نفس الصياحِ
غان بسود صحائف ال / إنشاء عن بيض الصفاح
وأما وبشر منه ما / لوف يبشر بالنجاح
أني امرؤ قد لاح لي / في قَصدِه سِمة الفلاحِ
ولسوف تطربني أيا / ديه ويطريه امتداحي
أحيا ابن حمدون المكا / رم فاسمه عيسى السماحِ
بك يا بهاء الدين أص / حبت المنى بعد الجماحِ
فازت بك الأعمال حي / ن وليتها فور القداحِ
حلت جنابك ثم قا / لت ليس عنه من براعِ
كم قد شقيت بمن لقي / ت وأنت خالصة اقتراحي
وأرى الرعايا بين مس / رور وآخر ذي ارتياحِ
علما بما آلت أمو / رهم إليه من الصلاحِ
يا من أرى أخلاقه / كالأري والماء القراحِ
صرحت بالشكوى لاد / نك صفوة الكرم الصراحِ
فأفِض علي ملابسا / قشبا موشاة النّواحي
فلقد أنفتُ على اكتسا / ء العري من خلعِ الشّحاحِ
واسمع ببكر حرة / تزري على البكر الرداحِ
كتبت على حَب القلو / ب فليس تمحوها المواحي
واسلم لنا ما غرَدت / عُجم من الورق الفصِاحِ
يا مخجل السحب الغَوادي
يا مخجل السحب الغَوادي / لا زلت بدر ندى ونادي
أصبحت أثرى المنعمي / ن ثرىً وأجرى سيل وادِ
يا مبديَ الجودِ المعا / د لحاضر منا وبادي
يا ذائب الجدوى لمن / يرجوه في السنة الجمادِ
ومبلغ القصاد أق / صى السؤل من غير اقتصاد
أغنت أناملُك السبا / طُ يدي عن لاأيدي الجماد
كم قد نقصت بماء لبش / ر ما يغيض غليل صادِ
وفككت بالأصفاد من / ك أسير ففر من صفاد
وإذا الحروب استفحلت / وأتت بداهية نادِّ
أوردتها البيض التي / يصدرن في حلل ورادِ
وغدوت أهدى من يرى / فيها إلى ضرب الهوادي
يا ماجداً جسم السلا / هب والمواهب والرمادِ
لا زالت الأفراح في / ناديك معلنةً تنادي
أنا في جناب أبي سعي / يدٍ ذي الندى حتى التنادِ
القائد الجيش اللها / م يجيش بالجرد الجياد
والطاعن الطعن الدرا / ك يريك أفواه المزادِ
وإذا احتبى في دستهِ / يسدي المكارم والأيادي
أبصرت حاتم طيىء / وشهدت قسا في أيادِ
سهل الخلائق للولا / ة وللعدا صعب القيادِ
يُزهي بطولٍ ينجد ال / سعافي وطولٍ في النجادِ
ذو راحة معهودة / بالجود تهزأ بالعهادِ
معروفة بالعرف كا / فلة بأرزاق العباد
مولاي عز الدين را / يك مشرق واري الزنادِ
لله كم من سؤدد / في بردَتيك ومن سدادِ
جد لي باشقر ساطع / أو أدهم صافي السوادِ
كالليل لونا نجم غر / رته مضي الإنقيادِ
والسيل حطّته التلا / ع المشرمات إلى الوعادِ
فات الرياح الأربع اش / تدت بأربعة شدادِ
كَفِلاً بسبق البرق لي / في جريهِ كفَل وهادي
وانعم فقد أنصفت في / طلب الجواد من الجوادِ
واسمع بشعر رائق / حلو المعاني مستجادِ
شعر غدا زاد الرفا / قِ وتحفَتي شادٍ وحاد
واسحب ذيولَ سعادةٍ / ما أن تحول إلى نفاد
في دولةٍ ممتدةٍ ال / أطناب ثابتةِ العمادِ
أطلالَهم بلوى العقيقِ فحاجرِ
أطلالَهم بلوى العقيقِ فحاجرِ / لا عقّ نؤي حماك نوء محاجري
وحبتك من سحب الجفون بأدمع / تغنيك عن مسح الكبي الباكرِ
فلئن غدَوتِ من الأنيس خواليا / وحواليا من كلِّ ظبي نافرِ
فبما قصرت اللهو فيك بخرد / بيض كبيضات الظليم قواصرِ
ينظرنَ من خَلَلِ السجوف جآذرا / ويمسن في ورق الشباب الناضرِ
لما مررن على الغويرِ ونَثبِهِ / أزرت به منهن كثب مآزرِ
هنَّ الدمى لولا احمرار أنامل / ومنها الفلا لولا اسوداد غدائرِ
من كل ناضرة القوام غريرةٍ / هيفاء ناظرة بطرف فاترِ
ومعذر حلو الشمائل واللمى / كم لي على حبي له من عاذر
لم أنسه إذ زارني مثلثما / تحت الظلام على صباح سافرِ
بمناطق نطق وحجل صامت / وموزر عبل وكشح ضامرِ
يرنو بطرف ندى سقام ساحر / في رغده عن طرف صب ساهر
ويهز أعدل قامة فيها إذا / لعبت بها الخيلاء سيرة جائرِ
عاطيته صفراء ما خلت حشا / فرات لجيش همومه من صافرِ
برزت بروز الشمس بين شمامس / سجدوا لها إذ أخرجت من كافرش
بكر إذا مزجت رايت جبابها / متصاعدا كاللؤلؤ المتخادر
فكأنها من لطفها مخلوقة / في الكأس من خلق البهاء الاهرِ
بدريبادر جوده سؤاله / صدر نداه لوارد ولصادر
غيث يغيث المعتفين بسيبه / ليث له فتكات ليث خادر
قمن لراجيه بسد مفاقر / ولمن يداجيه بسود فواقر
سهل الخلائق والحجاب ممدح / رحب الجناب مرحب بالزائرِ
يبدو ندى يده ويحضر رفده / أبدا لباد يستحيح وحاضرِ
يلقى العِدا وترا وطلاَّب النّدى / بالشفع من إحسانه المتواترِ
حتم عليه بذل جود راتب / ما كن قط لحانم في النادرِ
بطل إذا غشي الحروب فبيضه / حمر تُمار من النجيع المائر
شيحان تحسبه عقابا نازلا / في متن أجرد كالعقاب الكاسرِ
ذو المكرمات السابقات وعودها / والعود لدن لا يلين لكاسر
جذلان يهزم جيش عسر عفاته / بميامن من جوده ومياسرِ
مازال يعمر بيت مدح واحد / فيه طوال السهر بيت الشاعرِ
فاعلق به تعلق بطود مانع / وانزل به تنزل ببحر زاخرِ
من رام حصر صفاته فقصاره / حصَر يغرّ بناظم وبنائرِ
من معشر وهبوا البدور وأصبحوا / حقا بدور أسرة ومنابرِ
أثروا من المجد التليد وآثروا / بطريفهم وحَووا كريم مآثرش
لك يا عبيد الله يا ابن محمد / فخر تقاعس عنه كل مفاخر
وتحلم عن قدرة وأجل ماء / وصف الرجال به تحلم قادر
يا من له أفلاك سعد لم تزل / أبدا تدور على العدا بدوائرِ
لا زلت تبهض آمليكَ بحمل ما / تسدى وتنهض كل جد عاثرِ
أسعد بعيد عائد لك بالمنى / في دولتي ملك وعز قاهرِ
وانحر عداك فإنهم أولى عدا / بالذَبحِ من بدنِ تَحل لناحرِ
أَقصِر فإنك غير عالم
أَقصِر فإنك غير عالم / وجد المتيَّم بالمعالم
شرط الصبابة أن تطي / ع هوى وأن تعصي اللوائم
ويهيج شوقك للحسى / وزمانه سَجع الحمائم
وترى البروق على الغضا / وهنا فتذكرك المباسم
أيام عود الهجر مأ / مون وعود الوصل ناعم
أيام جبل الود لم / تصرمه غزلان الصرائم
ولب ظمآن الحشا / والكشح ريان المعاصم
رشا بمعقد خصره / حلت مريرات العزائم
تقرأ عليك جفونه / في سحرها كنب الملاجم
نادمته ورقيبه ال / مغبون يقرع من نادم
ولثمت خمر ريقه / فيها الشفاء لكل لاثم
ومعنف لي إذا رآ / ني واجدا للفضل عادم
لا أمضي عزما على / امل ولا أنضي الرَّواسِم
أرجو السماع من اللئا / م وذاك طبع لا يلائم
آليت لا آسي على / شيء وللأرزاق قاسم
فالعجز في كد المنى / والعز في خد الصوارم
وأخو السلامة والغنى / من بات سلما لابن سالم
المستضاء برأيه / وروائه والخطب عاتم
ذو راحة راحت تُب / خِلُ دائما جود الغمائم
وحماسة وسماحة / تزري على عمرو وحاتم
بذَّ المساجل سابقا / وأقام ليس له مقاوم
متواضع ترك التكب / بُر في علاه من اللوازم
طلق المحيا حين تس / ال رفده جذلان باسمُ
سمح الخلائق ذكره / عطر بعرف العرف ناسم
رطب الصوارم من دما / ء عداته عضب الصرائم
بك يا نجيب الدين أَص / بح نجم حظي وهو ناجم
جهزت جيش اليسر لي / فغدا لجيش العسر هازم
كم صنت وجه مؤمل / منا ببذلك للمكارم
وقعت بالبشر المبش / شر بالنجاح غليل حائم
يفديك ذو عرىض له / عرض سليم غير سالم
حرفان فتشته / الفيته عبدالدراهم
فتهن صوما صمته / ففصلت فيه كل صائم
برا ونسكا يذكرا / ن وحل فعلك ذاك دائم
واسمع بها فكأنها / سلك وهي من كف ناظم
أضحى المولد ربها / فمن الوليد ومن كشاجم
غراء لا مثل لها / فبقيت ممتثل المراسم
من مبلغ عني السديد فإنه
من مبلغ عني السديد فإنه / قد سد بالجود المردد خَلَّتي
ما كنت إلا جنتي لا صوحت / وإذا رشقن الحادثات فجنتي
خففت أثقالي فرحت مبدلا / باليسر من نعماك مجحف عسرتي
كم مِنَّة لك لا أُقوم بشكرها / حلت عرى همي وشدت مُنتي
يا من له في كل يوم كريهة / عزم أحد من الحسام السلتِ
ما زلت أرغب عن نوال معاشر / إذ في ندى كفيك صحت رغبتي
فلاشكرنك ما ندوت بمجلس / وإذا خلوت مضت بذكرك خلوتي
قوتي عليك مدى مقامي لم يزل / فانعم وعجله لمدة سفرتي
لا زلت محمود الصنيع فإنما / أنت الربيع بكل عام مسنكِ
وبقيت يا عبداللطيف مؤلفا / من ضائع الآمال كل مشتتِ
وسلمت مارق النسيم وما شدت / أيكية ورقت أعالي إيكةِ
قل للسديد أخي السداد ومن أرى
قل للسديد أخي السداد ومن أرى / عيش العفاة بجودهِ عيشا رخي
يا من إذا نودي لكشف ملمة / لبى نداه دعوة المستمرخ
لك إن عفت أحلام قوم خفة / هضبات حلم كالجبال الرسخ
وندى به تدعى الغداة مبذّخا / إن العلاء لباس كل مبذخ
أصبحت صاحب ملة وشريعة / في المكرمات عريقة لم تنسخ
عزمي أسير إلى الجمال مجملا / في متن أجيد كالعقاب الأفتخ
فانعم بمعرقة وكنبوش أقل / هذا الجديد الميسخي من السخي
واثلث ميف مثل عزمك قاطع / ماض يلوح فرنده من فرسخ
واعلم بأني أن سالتك حاجة / نجحت لديك وكنت غير موبخ
يا رب يمّن طلعة المولودِ
يا رب يمّن طلعة المولودِ / واحفظ أباه أخا الندى والجودِ
سمحت به الأيام أبيض تنجلي / عنابه ظلم الخطوب السودِ
حكمت له الأفلاك بالسعد الذي / لا ينقضي وقضت به بخلودِ
قد قلت إذ كنوه كنية جده / بشرى فتلك علامة المجدودِ
ستراه مثلك صاعدا قلل العلا / عال على الحافظ كل حسودِ
قد جد في طلب المعالي يقتدى / بآباء آباء له وجدودِ
بك يا بهاء الدين يا ابن محمد / بلغ المقصد غاية المقصودِ
بوجود جودك لاعدمنا سيبه / غصن المنى لدن وريق العودِ
قسما بأنعمك اللواتي أطلقت / بالجود من أسر المطامع جيدي
لقد استندت إلى الفلاح ولاح لي / فيه دليل سعادة وسعودِ
فمدحته في المهد أشهد أنه / عيسى السماحة عاش في تمهيدِ
فبلغت فيه ما توصل ساحها / يا ابن الكرام ملاءة المحسودِ
ولقد أتيتك مادحا عن خبرة / لما مدحت سواك بالتقليدِ
لولا صدود أظهرت لبنى
لولا صدود أظهرت لبنى / لم يحك جسمي خصرها المضنى
لبيت فيها الشوق حين دعا / وسألت مغناها فما أغنى
نثرت عليه السحب أدمعها / وتنفست فيه الصبا وهنا
فلطال ما عانيت فيه هوى / فأجاب منقادا وما عنّى
أيام أصحب كل ساحبة / للحسن ذيلا والصبا ردنا
يا ريم سلعٍ هل يعود لنا / عود الوصال برامة لدنا
وأبيت أجني وردَ سالِفةٍ / ما خلته باللحظ أن يجني
يجلو عليَّ شمول ريقتِهِ / خنث الشمائل رائق المعنى
يرنو وما في طرفه سِنَةٌ / فتخال أنَّ جفونَهُ وَسنى
هز الصَّبا أعطافه مرحا / فكأنما هزَّ الصَّبا فصنا
بالحسن يعرف مثل ما عرفت / كفا بهاء الدين بالحسنى
ثق بالعطاء الجم منه ولا / تك في نداه مرجما ظنا
زرناه من ضيقٍ فأَوسعنا / كرما فيا لله إذ عُجنا
تثني حقائبنا على مَلك / بالعذل عن جدواه لا يثنى
متواضع مع نبل سؤددِهِ / لولا وجود نواله ضعنا
مسدي العوارف ليس يتبعها / مطلا يكدِّرها ولا منَّا
اليسر في يسراه مدخر / لعفاته واليُمن في اليمنى
أهنا غطاء ما يجود به / والعذر بعد عطائِه أهنا
كم صائل أفنى وكم حسن / أسنى وكم من عائلٍ أقنى
الغافر الهفوات مقتدرا / والعاقر البدرات لا البُدنا
يعطي فيجزل حين تسأله / ويعود مبتدِئا وما عدنا
يعني بجود سائر مثلا / في الناس ينسي ذكره معنا
شِمنا بوارقَ بِشرِه فهمي / وحيا البوارقِ دون ما شُمنا
في كفه قلم يكف به / عنا مخوف الخطب إن عنّا
قلم أعز من الرماح به / فل الصفاح وحطم اللّدنا
حر تصير حرنا يده / بنوالها عبدا له قُنّا
من معسر نال العفاة بهم / أقصى المنى واستوطنوا الأمنا
شاد الرفيل لهم بناء على / تسمو فزاد شوامخا تُبنى
جاروا على أموالهم وجروا / في فخرهم صرحاء لا هجنا
أعطوا فلا منا ولا بخلا / وسطوا فلا خورا ولا جبنا
إيها أبا الفضل الذي فضلت / يده بأدنى سحها المزنا
يا فارعا قلل العلاء فما / جاراه إلا قارعا سِنَّا
إن حاز مكرمة أخو كرم / فلك اقتفي وبجودك أستنَّا
يا ثيّب المعروف دونكها / بِكرا تريك الحسن مفتنّا
معقولة بنداكَ شاردةً / سهلُ عليها قطعها الحَزنا
كالروضة الغناء غب ندى / يطري ويطرب من بها غنى
لله ما أسنى نداك فعش / أبدا ومن عاداك لا أسنى
وتمل صومك وابق في نعم / عمر الليالي عامر المغني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025