المجموع : 27
لك ذروةُ المجد الذي لا يرتقى
لك ذروةُ المجد الذي لا يرتقى / ومكارم جازت مدى أن تلحقا
يا من تغرّد بالعلى فكأنما / سلك الورى طرق المجاز وحقّقا
أطلقت مأمور العطايا للورى / وأسرت من عزر الفضائل مطلقا
أوريت زند الفضل بعد صلوده / وأعدت عود الحق نظرا مورقا
أجريت عزمك والبرية في مدى / للمكرمات فكنت منهم أسبقا
شيم خصصت بها فكنت وفاقها / فذا فحق أن دعوك موفقا
للّه فضلك ما أدقّ فنونه / علما وقولك ما أحقّ وأصدقا
أنت الذي أوليتني نعما على / مر الزمان جديد هالن يخلقا
أرعبتني روض الكرامة بعدما / قد صرت لي حدبا وبرا مشفقا
لم يرضني فضل أمرء من ذا الورى / إلا علومك أن تقول وتنطقا
أنى صلتّ يراعة للكتابة / تثني الكتائب هاربا أو مصعقا
قلم يفلّ شبا السيوف إذ غدا / فوق الطروس مرقشا ومخقا
في فيه أنواع المنية والمنى / ضربا يشاربه وسما أزرقا
كم ثلّ عرشا للعدى ولكم بنى / مجداً به ولكم أجد وأخلقا
مهلا يعيش يعيش عندك آمل / وجد الزلال يحفّ روضا مونقا
ما زال طرفك للفضائل طامحا / أبدا وقلبك للعطايا شيقا
ظفرت يداي بصاحب أنا واثق / منه بكل عجيبة أن يخلقا
ولقد غفرت إساءة الزمن الذي / أصبحت من حسناته متحققا
قد كان جيد الدهر قلبك عاطلا / فاليوم أصبح من نداك مطوقا
ولقد غدا ورد الفضائل منكم / حصبا بفضلكم وكان مرنّقا
ان كان قبلك كان أرباب الندى / فلقد أعدت زمانهم فلك البقا
ما إن سمعت ولا رأيت ولن أرى
ما إن سمعت ولا رأيت ولن أرى / لوما يماثل لوم عبد الباقي
هو جاهل واهي العزيمة أحمق / صعب العريكة ضيّق الأخلاق
فلو أنّ رجليه بخفّة راسه / لغدا يفوت ناظر الأحداق
قالوا أثمت من الهجا
قالوا أثمت من الهجا / ء فقلت إثمي في المديح
مدحي لهم زور وهج / وي فيهم عين الصحيح
ناحت صباح على الغصون حمامة
ناحت صباح على الغصون حمامة / فتحّدرت عبرات كل حزين
فالفضل نقض إن شدت ولم أبكها / بدم ترقرقه شؤون جفوني
أشفيت حر جوى ودمعك يهمل
أشفيت حر جوى ودمعك يهمل / يوم استقل فريقها المتحمّل
أم ظلت تسأل سالفا بسويقة / رفقاً وليس يجيب عما نسأل
مستخيراً بين المشقر واللوى / أين اطمأنت دارها والمنزل
افتلكم الأوطان أم أوطانها / درست معالمها الصبا والشمأل
سأطيع داعية الغرام بربعها / كلفا وأعصي من يلوم ويعذل
وأفيض عارض مدمعي في عرضها / إن ضنّ عنها العارض المتهلّل
كم قلتُ إني قد سلوت سفاهة / إن المحبّ يقول ما لا يفعل
كيف السلو وقد تملّك مهجتي / قاضٍ بفصل قضائه لا يعدل
لجّ العواذلُ في هواه وإنما / أصلى الهوى ما لجّ فيه العذّل
والحبّ فيه حلاوة ومرارة / وكذاك فيه تعزّز وتذلّل
كم لي أسائل دمع عين سائل / فيجيبني إن التصبّر أجمل
مالي وللظبي الغرير كأنّه / مفرىً بقتل العاشقين موكّل
ويلاه من نزقاته ومقاته / فلها ضرام في الأضالع تشعل
فيعزّ إذ لي في هواه تذلّل / وأدلّ حين له عليّ تدلّل
ما بحت لولا الدمع يظهر بعض ما / أخفيته لو أن ذلك يجمل
بأبي غزال كلما غازلته / أحيى بناظره العليل وأقتلُ
مشت الرسائل بيننا بلواحظ / مافي الضمائر والقلوب تحمل
أيام داعية الفراق خليّة / عنا ووجه وداده لي مقبل
واليوم أفضلُ كل شيء حبّه / عندي ولكن المعظّم أفضلُ
ملك له العلياء يت شادهُ / ربّ السماء وما بني لا ينقل
متسربل حلل المناقب محتب / للمكرمات فحبوة ما تحلل
عزم يقرب ما نأى وبديهة / للمشكلات وحلّها يتكفّل
فإذا أراد منَ الأمور أجلّها / أعطاه صفحته فبان المفصل
وأنت له الأقدار فيما رامهُ / ومضى بذلكم القضاء المنزل
تحلو مذاقتهُ إذا لا تيته / وتمرّ إن عاززتهُ وتبدّل
وجهان وجه في الكريهة باسل / يخشى ووجه للذي يتهلّل
لم ينجُ من سطوات بأسك معقل / يرقى ذراه ولا الأشمّ الأطول
من رمنه أوركنه عن بسطة / أو فرّ يوما علقته الأحبل
وكم اشتغلت وما شغلت عن العلى / إنّ اللئيم عن المكارم يشغل
ولقد بنيت لآل أيوب الألى / بيتا بنا وجه السماك الأعزل
بيتاً دعائمه على حبل العلى / ورست فوارعه فليست توصل
قد سدتهم علما وجوداً بعدما / سادوا الأنام إذا يعدّ الأوّل
من كل أزهرَ في المحافل يبتني / بالسيف مجداً بالفخار يؤثّل
غلبوا بأنّهم الفوارس في الوغى / والأكثرون حصابها والأفضل
يا أيّها الملك المعظّم إنّني / عن قصد بابك دائما لا أعدِل
بشرت نفسي حين زرتك بالغنى / ووثقت أنّى من نوالك أفضل
ما قادني إلا مروءتك التي / هي عصمة للأئذين ومعقل
أأرود أملاك البلاد ورفدهم / سفها وربع الجود فيهم ممحل
ولقد نهتني الأربعون وأصرخت / شيبي ففضي عندهنّ مميل
وعلام أطلب من سواك صبابةً / تولى ولي من جود كفّك منهل
أنا والعشيرة عائدون ببابكم / وعليك بعد إلهنا نتوكّل
كم قد وردت خضمّ جودك والندى / حججاً وعدت وجود حالي مخضل
فاسعد بما خلّدتُ فيك فإنّني / أنا بحتريّ علاك يا متوكّل
صبح الجبين وليل شعرك قد غدا
صبح الجبين وليل شعرك قد غدا / تيها للناس بين الضلالة والهدى
وفيك خمر لم يذقها ذو هوىً / إلا وراح من الغرام معربدا
يا من على حبّيه أضحت أسرتي / مع ما أعاني في الهوى لي حسّدا
كم قد أطعت على هواك صبابتي / وعصيت فيك مغنّفا ومفنّدا
ما رحت من صدّ وتيهٍ متهماً / إلا ورحت من الصبابة منجدا
قد رشت من الخطات طرفك أسهما / وشهرت من بين الجفون مهنّدا
وهزَزتَ الدنا بالقوام لمهجتي / فتيقّنت أن قد أتيح لها الردى
كن كيف شئت فلا عدمتك مالكا / زني ولا فارقت فيك تجلّدا
ماذا أحاذرها فراقك والنوى / والسقم في جسدي وقد شمت العدى
ما زلت وعدل لي بوصلك في غد / فغدا الزمان ولم أجد فيه غدا
تروم قتلي في هواك تعمّدا / صدا ولم أنقع بوصلك من صدق
دعني أكابد فيك من برح الهوى / حرقاً شببت ضرامها فتوقّدا
إن كنت تجحدني دما أجريته / فسل الجفون فإنها لن تجحدا
لا تسكفنّ دمي بغير جنابة / وتروح من إثمي غدا متقلّدا
فمحلّتي تعلو السماك وهمتي / جازت علاء في المعالي الفرقدا
إنا بنوماء السماء سما بنا / سامي الذرى حسبا وطبنا مولدا
أيامنا مشهورة وحلومنا / وعلومنا وعطاؤنا يوم الندى
ولقد حلبت الدهر أشطرهُ وجر / ربت الأنام به ثنا وموحّدا
وبلوتهم طرا فما ظفرت يدي / بمحمّد حتى لقيت محمّدا
فإذا اظفرتَ به فحسبك سيّدا / وبمجدهِ العالي فدونك سوددا
نظرا لزمان فعاله فمقاله / هذا المدى من دونه قطع المدى
خلقت له في المكرمات خلائق / يهدي العفاة بها إلى سبل الهدى
اللّه عظّمه وشيّد مجدهُ / وبنى له بيت الفخار وشيّدا
ملك إذا آلتبت مذاهب سؤدد / كشفت العماية بالنوال وسدّدا
قد راح شمل المجد منه مجمدا / لما غدا شمل اللهى متبدّدا
يا أيها الملك الجواد ومن به / حادي الرفاق غدا الغداة مغرّدا
ما زال لي أملي اليك مناجياً / حتى أتيت نزال عن قلبي الصدا
قد طال عهدي بانتظاري منكمُ / فأعادهُ دهري لديك مجدّدا
خذها تحيّة مخلص في ودّه / صافي الضمير إذا الوداد تنكّدا
يرمي عداتكمُ بحدّي مقصل / ذرب غدا عند القال مجرّدا
وإذا نظمت قلائدي في وجهةٍ / راح الزمان لما أنظّم منشدا
خذ من قياد الدهر خير زمام
خذ من قياد الدهر خير زمام / وابشر بنيل سعادة ومرام
وتهنّ ما أوليته من نعمة / ثبتت قواعدها بخير دعام
نعم حباك بها الإمام فيا لها / من نعمة موصولة بدوام
نشرت عليك من الثناء بروده / وأتت أمانا من ردى الأيّام
جمعت شتائمت كل مجد شارد / فرقت به ما بين كل حرام
نظمت عليك من المودّة ما غدا / عقد القلوب وذاك خير نظام
أهلا بما بعث الإمام ومرحبا / برسوله الآتي بعقد ذمام
حيا من الزوراء زور سعادةٍ / يكسو برونقه بلاد الشام
نور تألق بالعراق فكشّفت / بضيائه أستار كلّ ظلام
فكأنّه لما بدايولي الهدى / ذبرق تألق في متوب غمام
نصر بباب النصر جلل مثله / باب السلامة فادخلو بسلام
يا حسن ألطاف الإمام فإنّها / دبّب دبيب البرء في الأسقام
نعم تحقق شكرها من بعدما / وجب الثناء بها على الأيام
يا نعمة نفعت على طول المدى / من ظامىء الآمال خرّ أوام
بسط الإمام الطهر سابغ طولها / حتى تعيض جامح الإعدام
لله يوم في السعادة لم أطبق / وصفا له يوفي على الأعوام
لم يتضّح فيه النهار لأنّه / قد شيب رونقه بليل قتام
فرأيت آبات الرسالة أقبلت / برسالة من باب خير إمام
فرع زكا من هاشم في دوحة / نبوبّة وهيَ المحلّ السامي
فالسعد في أرجائها متضوّع / قد فضّ عنه لذاك خير ختام
فسيحدث شكرا للإله لنعمة / تولي المعظم غاية الإعظام
فعلى ابن عم محمد وسميته / أزكى صلاة أردفت بسلام
هو كوكب الخلفاء إذ هديت به / لمناهج الإنعام والإكرام
قرأوا صحائف من علاه ثبتت / في المجد وقع مواطىء الأقدام
ولّوا وجاءهم أخيرا بعد ما / قد فاز بالتقديم والإقدام
نفسي فداؤك من إمام عندهُ / إن التقى والدين خير إمام
مستشعر ثوبين يخطر فيها / هدي التقى وسكينة الإسلام
مصغ إلى حكم الندى ولقد غدا / حكم الورى ومسرّع الأحكام
بمآثر لو لم يوغر طرقها / لرأيت للساعين أيّ زحام
ومكارم كرمت أصولاً في العلى / ومناقب لمتوجبن كرام
صلى الإله على قبور ائمة / قد ضمنت منهم عظام عظام
أرباب ميراث النبي وبرده / وقضيبه ومهند صمصام
الدين يعلم انهم أصحابه / والقائمون له بكلّ مقام
أضحى أمير المؤمنين بسيرة / جازت مدى الأوهام والإفهام
ملك تصوّر في القلوب مثاله / فلذاك لا ينجلو من الأوهام
يمضي عزيمة أمره فإذا مضت / أخذت بسمع للعدى وكلام
قد عاد هذا الدهر محمودا به / إذ كان مذموما على الأوغام
شرّفت يا شرفَ الملوك بخلقة / حكمت على الأعداء بالإرغام
وزهابك العهد الذي أوتيتهُ / وتفاخرت بك ألسُنُ الأقلام
وكلت طرفك بالحوادث جاهدا / تأسو بجود يديك كل كلام
فاشحذ غرار عزيمة ما وطئت / إلا على الإسراج والألجام
وزر البلاد محاربا ومحاميا / ومضويا من سدفة الإظلام
اللّه ولاك الرعية بعدما / أولاك فضلاً أوفر الأقسام
قوّمت زائنهم بكلّ مقوّم / وحسمت ما رقهم بكل حسام
نغدوت مثل الدهر يأتي ال / يغظان أو يسري مع الأ
ورأى الخليفة فيك سيما ما رأى ال / آباء في الآباء والأعمام
إني أتشر من بديع ثنائكم / حللا يجلّبها بديع كلامي
وبأيّ وقتٍ لم أقم لك شاكراً / يفنى الزمان وطيب ذكرك نامي
فاسلم لدهر أنت من حسناتهِ / يا مجزل الإحسان والإنعام