القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشابّ الظّريف الكل
المجموع : 103
عُودي إِلَى حُسْنِ التأتي
عُودي إِلَى حُسْنِ التأتي / فَلَقَدْ جَهِلْتِ مَنِ اجْتَنَبتِ
كَمْ تُظْهرين مُحجبّاً / مَهْلاً فما هي عَيْنُ بِنْتِ
فلَقدْ عَلِمْنا بِالَّذي / قَدْ كانَ مِنْكِ وقَدْ عَلمْتِ
قالتْ ألستُ مِنَ الحرائِرِ / قُلْتُ بل يا سِتّي كُنْتِ
ما أَنْتِ ذَاكَ السَّمْهَرِيِّ / قوامُهُ فلمَ احْتَجبْتِ
وَجْهٌ إِذَا مَا لاَحَ قُلْ / تُ لِقُبْحِهِ ما بُلْتُ تَحْتي
يَا نَاتِفاً شَعْرَاتِ عَا
يَا نَاتِفاً شَعْرَاتِ عَا / رِضِهِ الَّتي سَاقَتْ وشَقَّتْ
أَخَشِيتَ طُولَ حَدِيثها / فَقطَعْتَها مِنْ حَيْثُ رَقَّتْ
قَلْبِي بِحُبِّ سِوَاكُمُ لاَ يَعْبَثُ
قَلْبِي بِحُبِّ سِوَاكُمُ لاَ يَعْبَثُ / وَفَمِي بِغَيْرِ الحُبِّ لَيْسَ يُحدِّثُ
وَحَياتِكُمْ لا حُلْتُ عَنْكُمْ فِي الهَوَى / وَإِذَا حَلَفْتُ بِحَقكُمْ لَا أَحْنُثُ
يَا نَازِحينَ ونَازِلينَ بِمُهْجَتِي / لِهواكُمُ سِحْرٌ بِقَلْبِيَ يَنْفُثُ
إِنْ لَمْ تَجُودُوا بِالوِصَالِ فَعلِّلُوا / بِالوَعْدِ قَلْبِي ثُمّ مِنْ بَعْدِ انْكُثُوا
لامَ العَذُولُ عَلى هَواكُمْ جَاهِلاً / ما طابَ سَمْعِي بالَّذي يتحدَّثُ
وَأَعَرْتُه أُذْنِي لِلذَّةِ ذِكْركُمْ / لا لِلّذي بِالصَّدِّ فِيهِ يَبْحَثُ
أَنْتُمْ أَحِبّائي وَأَنْتُمْ غَايَتِي / إِنْ شِئْتُمُ حُثُّوا الرّكَابَ أَوِ الْبثوا
مَوْلَايَ إِنَّا في جِوَارِكَ خَمْسَةٌ
مَوْلَايَ إِنَّا في جِوَارِكَ خَمْسَةٌ / بِتْنَا بِبَيْتٍ ما بِهِ مِصْباحُ
مَا فِيهِ لا لَحْمٌ وَلا خُبْزٌ وَلَا / مَاءٌ وَلاَ شَيْءٌ لَهُ نَرْتَاحُ
كُلٌّ تراهُ مِنَ الكآبةِ والطَّوَى / شَبَحاً فَنَحْنُ الخَمْسةُ الأَشْباحُ
مَا فَاتَنَا إِلَّا التَّجَلُّلَ بِالعَبا / فَجُسُومُنَا لَعِبَتْ بِهَا الأَرْيَاحُ
صَاحِي الجَوانحِ لَسْتُ مِنْهُ بِصَاحي
صَاحِي الجَوانحِ لَسْتُ مِنْهُ بِصَاحي / سَلَبَ الجُسُومَ وهَمَّ بِالأَرْوَاحِ
يَا بَدْرُ قَدْ سَدَّ العَزامُ مَسالِكي / فأَنِرْ بِوَجْهِكَ مَسْرَحِي ومَرَاحِي
قَدْ حِرْتُ فِيكَ بِمَنْ أَرُومُ تَشفّعاً / حَتَّى تَفُوزَ مَقاصِدِي بِنَجَاحِ
بِفُؤَادِي المُرْتَاحِ أم بِسُهَادِيَ ال / فَضَّاحِ أَمْ بِودَادِيَ الوَضَّاحِ
فَبِعَرْفِكَ الفَيَّاحِ أو فَبِطرْفِكِ ال / سَفّاحِ أَوْ فبِعطْفِكَ الرَّمَّاحِ
لا تَرْقُدَنْ عَنْ ساهرٍ في لَيْلةٍ / مُذْ غَابَ وَجْهُكَ لم يَفُزْ بِصَباحِ
كَتَبَ الجمالُ بِخَدِّهِ نُسَخَا
كَتَبَ الجمالُ بِخَدِّهِ نُسَخَا / بِمُحَقِّقٍ حُسْنَ الوَرَىَ نَسَخَا
لَوْ عَايَنَتْهُ العَابِداتُ صَبَتْ / أَوْ باخِلٌ صانَ اللُّهى لَسَخَا
دَمْعٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ
دَمْعٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ / وهَوَىً تَحكَّم عَقْدُهُ
يا للْهَوى مِنْ مُعْرِضٍ / يَصِلُ التَّعتُّب صَدُّهُ
لَوْلَا مُدامَةَ رِيقِهِ / مَا مَالَ سُكْراً قَدُّهُ
ثَغْرٌ يُبَاحُ شَهيدُهُ / فَعلامُ يُحْمَى شَهْدُهُ
لَمْ يَكْسِني بُرْد الضَّنَا / وَأَبيكَ إِلَّا بَرْدُهُ
إِنّي لأشْكُو في الهَوَى / مَا رَاحَ يَفْعَلُ خَدُّهُ
مَا كَانَ يَعْرِفُ مَا الجَفَا / حَتَّى تَفَتَّحَ وَرْدُهُ
حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ
حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ / مِنْ مُغْرَمٍ دَنِفِ الحَشَا مَعْمُودِ
يا نُزْهَتِي الكُبْرى ومَعُدِن لذَّتِي / ومَحَلَّ أَهْلِ مَوَدَّتِي وعُهُودِي
عُوجُوا عليهِ فَلَسْتُ أُبْرِدُ غُلَّةً / حَتّى أُعَفِّر في ثَراهُ خُدُودي
لَوْ كُنْتُ إِذْ أَدْعو أُجَابُ لَقُلْتُ يا / أَيّامَ وَصْلي بالأَحِبَّةِ عُودِي
أَيّامُ ذاتِ الخالِ لَيْسَ تَخِلّ في / وَعْدٍ وَذاتِ الجيدِ ذاتِ الجُودِ
وَرَشِيقَةُ الأَعْطَافِ ذاتُ مُقبَّلٍ / يَفْتَرُّ عَنْ عَذْبِ الرّضَابِ بَرُودِ
نَادَيْتُهَا والرَّكْبُ بَيْنَ مُوَدَّعٍ / يَهْدي الجَوَى وَمُودِّعٍ مَكْمُودِ
يا ظَبْيةَ الوَعْسَاءِ ما ضَرَّ الهَوَى / لَوْ كُنْتِ مِنْ قَنْصِي وبَعْضِ صُيُودِي
قَالُوا الشَّبَابُ إِلى الغَواني شَافِعٌ / مَا لي رَجَعْتُ بِشَافِعٍ مَرْدُودِ
قَالُوا الثَّرَاءُ يَزِينُهُ فَاعْمدْ إِلى / ظِلِّ ابنِ عَبْدِ الظَّاهِرِ المَمْدُودِ
فَخَرجتُ أُظْهِرُ هِمَّتي ومحبَّتي / وَمَطِيَّتي ومَقاصِدِي وقَصِيدي
وَسَريتُ مُدَّلِجاً إِليه ومُدْلِحاً / وَالشّوْقُ يُدْني مِنْهُ كُلَّ بَعِيدِ
لا وَعْرُ أَهْلِ الشّام يُبْعِدني وَلَا ال / رَمْلُ المدِيدُ ولا اتِّسَاعُ البيدِ
حَتَّى أَنَخْتُ بِمَنْ بِهِ اتَّضَحَتْ لَنَا / طُرُقُ الهُدَى وأَدلَّةُ التَّوْحِيدِ
عَظِّمْ وَمَجِّدْ ما اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ / أَعْلى مِنَ التَّعْظِيمِ والتَّمْجِيدِ
لا تَنْقَضِي أَوْصَافُهُ الحُسْنَى وَلَا / أَوْصَافُ آباءٍ لَهُ وَجُدُودِ
خُلِقَ النَّدَى خَلْقاً لَهُ وكَذَا لَهُمْ / طِيبُ الثّمارِ دَليلُ طيبِ العُودِ
عَشِقَتْهُمُ العَلْيَاءُ إِلّا أَنَّها / أَمِنَتْ جِنَايَةَ هَجْرهِمْ وَصُدُودِ
رَفَعَتْهُمُ وَازْدَانَ مَنْظَرُهَا بِهِمْ / فَهِيَ السَّماءُ وَهُمْ بُدُورُ سُعُودِ
أَقْوالُهُمْ لِلصِّدْقِ وَالأَفْعَالِ لِل / تَأييدِ وَالآراءُ لِلتَّسْدِيدِ
أَأَخَافُ صَرْفَ الدَّهْرِ أَمْ حَدَثَانِهِ
أَأَخَافُ صَرْفَ الدَّهْرِ أَمْ حَدَثَانِهِ / وَالدَّهْرُ لِلْمَنْصورِ بَعْضُ عَبِيدِهِ
مَلِكٌ نَدَاهُ فَكَّنِي وَانْتَاشَنِي / مِنْ مِخْلَبيْهِ وَمِنْ أَسَارِ قُيُودِهِ
مَلِكٌ إِذَا حَدَّثْتَ عَنْ إِحْسَانِهِ / حَدَّثْتَ عَنْ مُبْدِي النَّدَى ومُعِيدِهِ
سَادَ المُلُوكَ بِفَضْلِهِ وَبِنَفْسِهِ / وَالغُرَّ مِنْ آبائِهِ وَجُدُودهِ
وَإذا تَرَنَّمَتِ الرُّواةُ بِمَدْحِهِ / وَثَنائِهِ اهْتَزَّتْ مَعَاطِفُ جُودِهِ
لأَبي المَعَالِي رَاحَةٌ وَكَّافَةٌ / كَالغَيْثِ يَوْمَ برُوقِهِ وَرُعُودِهِ
صَبٌّ بِتَحْصِيلِ الثَّنَاءِ وَجَمْعِهِ / كَلِفٌ بِبَذْلِ المالِ أَوْ تَبْديدِهِ
ما زَالَ يَشْمُلُ حَاسِديهِ نَوالُهُ / حَتَّى أَقرَّ بِهِ لِسانُ حَسْودِهِ
سَلْ عَفْوَهُ وحُسَامُهُ في غِمْدِهِ / وحَذَارِ ثُمَّ حَذَارِ مِنْ تَجْرِيدِهِ
يَغْشَى الوَغَى مُتَلفِّعاً بِرِدَائِهِ / وَيَخُوضُهَا مُتَسَرْبِلاً بِحَدِيدِهِ
فَتَرى الشُّجَاعَ يَفِرُّ مِنْهُ مَهابةً / وَالمَوْتُ بَيْنَ لُهَاتِهِ وَوَريدِهِ
يَتَقَهْقَرُ الجَيْشُ اللهامُ مَخَافَةً / مِنْهُ إِذَا وَافَى أَمامَ جُنُودِهِ
وَتعودُ مُخْفَقةَ الرَّجَاءِ عِدَاتُهُ / وقُلوبُهَا خَفَّاقةٌ كَبنُودِهِ
في مَعْرَكٍ إِنْ كُسِّرت فيهِ القَنا / وَصَلَ الحُسَامُ رُكُوعَهُ بِسُجودِهِ
جَارَى الغَمَامَ فَفاتَهُ بِنَوالِهِ / كَرماً وَفاقَ كَثيرَهُ بِزَهيدِهِ
وَالدِّينُ أَثَّلَهُ وَشَادَ مَنارَهُ / حِينَ اعْتَنَى بِحُقُوقِهِ وَحُدُودِهِ
وَالمُلْكُ لَمْ يَنْفَكّ يُعْمِلُ عَزْمَهُ / فِي نَصْرِ ظَاهِرِهِ ونُصْحِ سَعِيدِهِ
إِنَّ المَنَايَا وَالأَمانِي لَمْ تَزَلْ / طَوْعاً لِسابِقِ وَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ
وَأَرَى الحَياةَ لَذِيذَةً بِحَياتِهِ / وَأَرَى الوُجُودَ مُشَرَّفاً بِوُجُودِهِ
هَاجَرْتُ نَحْوَ مُحمَّدٍ لَمَّا رَأَيْ / تُ العَالَمَ العُلْوِيَّ فِي تَأْييدِهِ
وَثَنيتُ أَعْنَاقَ القَوافِي نَحْوَهُ / وَنَظَمْتُ دُرَّ مَدائِحِي في جِيدِهِ
وَنَظَرْتُ نُورَ جَلاَلِهِ وَوَردْتُ بَحْ / رَ نَوالِهِ وَلَبِسْتُ وشيَ بُرُودِهِ
وَمَلأْتُ عَيْنِي مِنْ مَحَاسِنِه الَّتي / مَلأَتْ عُيُونَ عَدُوِّهِ وَحَسُودِهِ
وَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْ أَجلِّ زَمانِهِ / قَدْراً وَواحِدِ عَصْرِهِ وفَريدِهِ
وَأَفَدْتُ سَمْعِي مِنْ فُكَاهَةِ مُمْتِع ال / ألفَاظ مَقْبُولِ الكَلَام مُفِيدِهِ
فَصَدَرْتُ عَنْ صَدَقاتِ مَشْكُورِ النَدَى / وَالجُودِ مَشْكورِ الفِعَالِ حَمِيدِهِ
فَلَوَ اَنَّني خُيِّرتُ منْ دَهري المُنَى / لاخْتَرْتُ طُولَ بَقَائِهِ وَخُلُودِهِ
يا آلَ أَيُّوبٍ جَزَيْتُمْ صَالِحاً / عَنْ مُحْسِنٍ مَدحَ المُلُوكِ مُجيدهِ
وَنعمْتُمُ ما افْتَرّ عَنْ ثَغْرِ الضُّحَى / صُبْحٌ وَما فَضَحَ الدُّجَى بِعَمُودِهِ
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي حَازَ العُلَى / فَثَنى عِنانَ الفِكْرِ عَنْ تَحْدِيدِهِ
أَمّا الزَّمانُ فَأَنْتَ دُرَّةُ عِقْدِهِ / وَسِنَانُ صُعْدَتِهِ وَبَيتُ قَصِيدِهِ
والشِّعْرُ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ يَهْتَزُّ عِنْ / دَ سَماعِهِ وَيمِيلُ عِنْدَ نَشيدِهِ
فَاسْلَمْ لِمُلْكٍ بَلْ لِمَجْدٍ أَنْتَ في / تَأْسِيسِهِ وَاللَّهُ في تَأْيِيدِهِ
لَمَّا حَدَا بِالأَيْمَنِينَ يَسَارُ
لَمَّا حَدَا بِالأَيْمَنِينَ يَسَارُ / وَسَرى اليَمانُونَ العَشِيَّ وَسَارُوا
طَلَبَتْ عُيُونُكَ دَمْعَها فَأَجَابَهَا / قَانٍ وَلِلحُزْنِ الدِّمَاءُ تُعَارُ
وَدَمٌ وَدَمْعٌ حِينَ يَخْتَلِطَانِ في / إِثْرِ الخَلِيطِ فَجُرْحُهُنَّ جُبَارُ
وَتَغَيَّرَ الرَّسْمَانِ جِسْمُكَ والحِمَى / لا أَنْتَ أَنْتَ وَلا الدّيارُ دِيارُ
وَغَدوْتَ يُسْعِدُكَ الحَمامُ وَكَيْفَ لا / وَحَشَاكَ وَهْيَ كِلاهُما أَطْيارُ
وَعَجِبْتُ مِنْكَ بِكُلّ وَادٍ هَائمٍ / فِيهِمْ وَمَا مِنْ شأْنِكَ الإِشْعارُ
تَضَعُ الخُدُودَ عَلَى مَوَاضِعَ قَدْسَقَتْ / ها العَينُ وَهِيَ جَميعُها آثارُ
وَيَرِقُّ جُنْحُ اللَّيْلِ مِنْكَ عَلَى فَتىً / فِي إِثْرِهَا يَقْسُو عَليْكَ نَهَارُ
إِنْ غِبْتَ وَجْداً لَا أَذىً هذا وَلَا / تَدْري بِرقّةِ ذَا فَمَا هُوَ عَارُ
ما فِيكَ بَعْدَهُمُ لِصَحْوٍ فَضْلةٌ / هَيْهَاتَ أَفْنَى صَحْوَكَ الإِسْكارُ
ما زِلْتَ تُلْقي ما تَقولُ عَواذِلٌ / حَتّى اسْتَوى الإِقْلالُ والإِكْثَارُ
عَابُوا مِنَ المَحْبُوبِ حُمْرَةَ شَعْرِهِ
عَابُوا مِنَ المَحْبُوبِ حُمْرَةَ شَعْرِهِ / وَأَظُنُّهُمْ بِدَليلِهِ لَمْ يَشْعُرُوا
لاَ تُنْكِرُوا مَا اِحمَرَّ مِنْهُ فَإِنَّهُ / بِدِماءِ أَرْبابِ الغَرَامِ مُضَفَّرُ
ومُؤَذِّنٍ في حُبِّهِ
ومُؤَذِّنٍ في حُبِّهِ / أَنَا مُغْرَمٌ لاَ أَصْبِرُ
لَمّا طَلَبْتُ وِصَالَهُ / أَضْحَى عَليَّ يُكَبِّرُ
دَمْعِي وَقَلْبِي مُطْلَقٌ وأَسيرُ
دَمْعِي وَقَلْبِي مُطْلَقٌ وأَسيرُ / وَعَظِيمُ مَطْلُوبي عَلَيْكَ يَسِيرُ
يَا مَنْ لَهُ فِي الحُسْنِ غُرَّة عِزَّة / شَوْقي وَحَقِّكَ في هَوَاكَ كَثِيرُ
قالَ الحَبيبُ مُعاتِباً لِي في الهَوَى
قالَ الحَبيبُ مُعاتِباً لِي في الهَوَى / صَبّرت قَلْبَكَ إِذْ صَدُّوا وإِذْ هَجَرُوا
فأَجَبْتُهُ قَلْبِي بِحُبِّكَ مَيِّتٌ / وَلِذاكَ بَعْضُ المَيِّتينَ يُصَبَّرُ
جَادَتْ عَلَيْكَ مِنَ السَّحَابِ سَوارِي
جَادَتْ عَلَيْكَ مِنَ السَّحَابِ سَوارِي / بِمَدامِعٍ تَرْوِي حِمَاكَ غِزَارِ
يا مَرْبَعَ الأطراب والأَتْرابِ بَلْ / يَا مَرْبَعَ الأَنْواءِ وَالأَنْوَارِ
رَبْعٌ قَطَعْتُ به اللَّيالي وَاصِلاً / خَمْرَ اللذاذةِ والهَوَى بِخُمارِ
حَتَّى كَأَنِّي لِلْخَلاَعَةِ آخِذٌ / بِيدِ الصِّبَا مِنْ صَرْفِهنَّ بِثَارِ
حَيْثُ التَّغَزُّلُ لا التَّعَزُّلُ شِيمَتي / وَوِصَالُ رَبَّاتِ الشُّعُورِ شِعَارِي
إذْ لا يَعُوجُ إلى الدِّيارِ مُسائِلاً / شِعْري ولا أَشْكُو فِراقَ قِفَارِ
وَإِذَا جَنَحْتُ إلى الحِسَانِ تَعَشُّقاً / شَفَعتْ شَبِيبتي الهَوْى بِيَسارِ
وَلَّتْ فَلَيْسَ سِوى الشَّبابِ مُصَاحِبي / مِنْهَا وَلَيْسَ سِوَى الرَّجَاءِ بِجَارِي
وكِلَاهُما عِنْدِي تَعِلَّةُ رَاقِدٍ / مُتَرقِّبٍ طَيْفَ الخيالِ السَّاري
وَلَقَدْ أَقُولُ لِصَاحِبيَّ بِرَمْلَةِ ال / جَرْعَاءِ ما بَيْنَ النَّقا والغَارِ
حَيْثُ النِّياقُ بنا تَسيرُ وَنَحْنُ في / قَلْبِ الدُّجَى أَخْفى مِنَ الأَسْرارِ
لا تَخْدَعنَّكُمَا المَعاطِفُ إِنِّها / قَد أَنَحلَتْ سُمْرَ القَنا الخطَّارِ
وَتوَّقَيا تِلْكَ المحاسِن إِنّها / نَارُ القُلوبُ وَجَنَّةُ الأَبْصَارِ
مَدْحُ الوَزيرِ أَحقُّ ما صُرِفَتْ لَهُ / عِنْدَ القَوافي أَعْيُنُ الأَبِكَارِ
أنا لِلْمَجَالِسِ وَالجَلِيسِ أَنيسةٌ
أنا لِلْمَجَالِسِ وَالجَلِيسِ أَنيسةٌ / أَزْهَى بِحُسْنٍ نَاظرٍ لِلنَّاظِرِ
أَصْفُو فأُظْهِرُ ما أُجِنُّ وَلَمْ يَكُنْ / في باطِني شَيْءٌ يخالفُ ظَاهِري
عَلِقَ الفُؤَادُ بِظَبْيَةٍ عَجَّانةٍ
عَلِقَ الفُؤَادُ بِظَبْيَةٍ عَجَّانةٍ / ما كُنْتُ يَوْماً آمِناً مِنْ هَجْرِها
عَجَنَتْ فُؤَادِي بِالغَرامِ فَماؤُهَا / مِنْ أَدْمُعي وَدَقِيقُها مِنْ خَصْرِهَا
مَنْ لي بِهِ كَالبَدْرِ في إِسْفارِهِ
مَنْ لي بِهِ كَالبَدْرِ في إِسْفارِهِ / نَفَرَ المُحِبُّ عَنِ الكَرَى بِنِفارِهِ
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو جَنَّةً بِمُحَمَّدٍ / وَاليَوْمَ أَخْشَى في الهَوَى مِنْ نَارِهِ
يَا نَجْمُ بَلْ يَا بَدْرُ بَل يا شَمْسُ بَلْ / كُلٌّ أَراهُ يَلُوح مِنْ أَزْرارِهِ
ما في صُدُودِكَ رَحْمةٌ لِمتيَّمٍ / إِلّا احْتِمالُكَ عَنْهُ مِنْ أَوْزارِهِ
فَارْفِقْ بِهِ واحْذَرْ فَدَيْتُكَ أَهْلَهُ / في الحُبِّ أَن يتطلَّبوكَ بِثارِهِ
وَافى هَواكَ فَلَمْ يُزِلْ عَنْ قَلْبِهِ / جَلَدٌ وَزَالَ الصَّوْنُ عَنْ أَسرارِهِ
هَيْهَاتَ يَطْمَعُ في لِقَاكَ وَدُونَهُ / خَطْرُ القَنا الميَّادِ مِنْ خُطَّارِهِ
حَاشاه يا أملَ النُّفُوسِ بأَنْ يُرَى / مُتَعدِّياً في الحُبِّ عَنْ مِقْدارِهِ
يا رُبَّ عَطَّارٍ بِسُكَّرِ ثَغْرِهِ
يا رُبَّ عَطَّارٍ بِسُكَّرِ ثَغْرِهِ / سَكِرَ المُحِبُّ وَلَمْ يَفِقْ مِنْ سُكْرِهِ
عَقَدَ الشَّرابَ لِذَي السَّقام وكَيْفَ مَا / عَقدَ الشَّراب لِجَفْنِهِ مِنْ ثَغْرِهِ
لِما عَتَبْتُ فُلاناً حِينَ وَليْتُه كذا
لِما عَتَبْتُ فُلاناً حِينَ وَليْتُه كذا / في أَحْشائِهِ مَدْسُوسُ
أَوْمَى بِمَبْعرِه وَقالَ بِنَفْرَةٍ / مِنْ هَهُنَا يَتَعَوَّجُ الفَقُّوسُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025