المجموع : 103
عُودي إِلَى حُسْنِ التأتي
عُودي إِلَى حُسْنِ التأتي / فَلَقَدْ جَهِلْتِ مَنِ اجْتَنَبتِ
كَمْ تُظْهرين مُحجبّاً / مَهْلاً فما هي عَيْنُ بِنْتِ
فلَقدْ عَلِمْنا بِالَّذي / قَدْ كانَ مِنْكِ وقَدْ عَلمْتِ
قالتْ ألستُ مِنَ الحرائِرِ / قُلْتُ بل يا سِتّي كُنْتِ
ما أَنْتِ ذَاكَ السَّمْهَرِيِّ / قوامُهُ فلمَ احْتَجبْتِ
وَجْهٌ إِذَا مَا لاَحَ قُلْ / تُ لِقُبْحِهِ ما بُلْتُ تَحْتي
يَا نَاتِفاً شَعْرَاتِ عَا
يَا نَاتِفاً شَعْرَاتِ عَا / رِضِهِ الَّتي سَاقَتْ وشَقَّتْ
أَخَشِيتَ طُولَ حَدِيثها / فَقطَعْتَها مِنْ حَيْثُ رَقَّتْ
قَلْبِي بِحُبِّ سِوَاكُمُ لاَ يَعْبَثُ
قَلْبِي بِحُبِّ سِوَاكُمُ لاَ يَعْبَثُ / وَفَمِي بِغَيْرِ الحُبِّ لَيْسَ يُحدِّثُ
وَحَياتِكُمْ لا حُلْتُ عَنْكُمْ فِي الهَوَى / وَإِذَا حَلَفْتُ بِحَقكُمْ لَا أَحْنُثُ
يَا نَازِحينَ ونَازِلينَ بِمُهْجَتِي / لِهواكُمُ سِحْرٌ بِقَلْبِيَ يَنْفُثُ
إِنْ لَمْ تَجُودُوا بِالوِصَالِ فَعلِّلُوا / بِالوَعْدِ قَلْبِي ثُمّ مِنْ بَعْدِ انْكُثُوا
لامَ العَذُولُ عَلى هَواكُمْ جَاهِلاً / ما طابَ سَمْعِي بالَّذي يتحدَّثُ
وَأَعَرْتُه أُذْنِي لِلذَّةِ ذِكْركُمْ / لا لِلّذي بِالصَّدِّ فِيهِ يَبْحَثُ
أَنْتُمْ أَحِبّائي وَأَنْتُمْ غَايَتِي / إِنْ شِئْتُمُ حُثُّوا الرّكَابَ أَوِ الْبثوا
مَوْلَايَ إِنَّا في جِوَارِكَ خَمْسَةٌ
مَوْلَايَ إِنَّا في جِوَارِكَ خَمْسَةٌ / بِتْنَا بِبَيْتٍ ما بِهِ مِصْباحُ
مَا فِيهِ لا لَحْمٌ وَلا خُبْزٌ وَلَا / مَاءٌ وَلاَ شَيْءٌ لَهُ نَرْتَاحُ
كُلٌّ تراهُ مِنَ الكآبةِ والطَّوَى / شَبَحاً فَنَحْنُ الخَمْسةُ الأَشْباحُ
مَا فَاتَنَا إِلَّا التَّجَلُّلَ بِالعَبا / فَجُسُومُنَا لَعِبَتْ بِهَا الأَرْيَاحُ
صَاحِي الجَوانحِ لَسْتُ مِنْهُ بِصَاحي
صَاحِي الجَوانحِ لَسْتُ مِنْهُ بِصَاحي / سَلَبَ الجُسُومَ وهَمَّ بِالأَرْوَاحِ
يَا بَدْرُ قَدْ سَدَّ العَزامُ مَسالِكي / فأَنِرْ بِوَجْهِكَ مَسْرَحِي ومَرَاحِي
قَدْ حِرْتُ فِيكَ بِمَنْ أَرُومُ تَشفّعاً / حَتَّى تَفُوزَ مَقاصِدِي بِنَجَاحِ
بِفُؤَادِي المُرْتَاحِ أم بِسُهَادِيَ ال / فَضَّاحِ أَمْ بِودَادِيَ الوَضَّاحِ
فَبِعَرْفِكَ الفَيَّاحِ أو فَبِطرْفِكِ ال / سَفّاحِ أَوْ فبِعطْفِكَ الرَّمَّاحِ
لا تَرْقُدَنْ عَنْ ساهرٍ في لَيْلةٍ / مُذْ غَابَ وَجْهُكَ لم يَفُزْ بِصَباحِ
كَتَبَ الجمالُ بِخَدِّهِ نُسَخَا
كَتَبَ الجمالُ بِخَدِّهِ نُسَخَا / بِمُحَقِّقٍ حُسْنَ الوَرَىَ نَسَخَا
لَوْ عَايَنَتْهُ العَابِداتُ صَبَتْ / أَوْ باخِلٌ صانَ اللُّهى لَسَخَا
دَمْعٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ
دَمْعٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ / وهَوَىً تَحكَّم عَقْدُهُ
يا للْهَوى مِنْ مُعْرِضٍ / يَصِلُ التَّعتُّب صَدُّهُ
لَوْلَا مُدامَةَ رِيقِهِ / مَا مَالَ سُكْراً قَدُّهُ
ثَغْرٌ يُبَاحُ شَهيدُهُ / فَعلامُ يُحْمَى شَهْدُهُ
لَمْ يَكْسِني بُرْد الضَّنَا / وَأَبيكَ إِلَّا بَرْدُهُ
إِنّي لأشْكُو في الهَوَى / مَا رَاحَ يَفْعَلُ خَدُّهُ
مَا كَانَ يَعْرِفُ مَا الجَفَا / حَتَّى تَفَتَّحَ وَرْدُهُ
حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ
حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ / مِنْ مُغْرَمٍ دَنِفِ الحَشَا مَعْمُودِ
يا نُزْهَتِي الكُبْرى ومَعُدِن لذَّتِي / ومَحَلَّ أَهْلِ مَوَدَّتِي وعُهُودِي
عُوجُوا عليهِ فَلَسْتُ أُبْرِدُ غُلَّةً / حَتّى أُعَفِّر في ثَراهُ خُدُودي
لَوْ كُنْتُ إِذْ أَدْعو أُجَابُ لَقُلْتُ يا / أَيّامَ وَصْلي بالأَحِبَّةِ عُودِي
أَيّامُ ذاتِ الخالِ لَيْسَ تَخِلّ في / وَعْدٍ وَذاتِ الجيدِ ذاتِ الجُودِ
وَرَشِيقَةُ الأَعْطَافِ ذاتُ مُقبَّلٍ / يَفْتَرُّ عَنْ عَذْبِ الرّضَابِ بَرُودِ
نَادَيْتُهَا والرَّكْبُ بَيْنَ مُوَدَّعٍ / يَهْدي الجَوَى وَمُودِّعٍ مَكْمُودِ
يا ظَبْيةَ الوَعْسَاءِ ما ضَرَّ الهَوَى / لَوْ كُنْتِ مِنْ قَنْصِي وبَعْضِ صُيُودِي
قَالُوا الشَّبَابُ إِلى الغَواني شَافِعٌ / مَا لي رَجَعْتُ بِشَافِعٍ مَرْدُودِ
قَالُوا الثَّرَاءُ يَزِينُهُ فَاعْمدْ إِلى / ظِلِّ ابنِ عَبْدِ الظَّاهِرِ المَمْدُودِ
فَخَرجتُ أُظْهِرُ هِمَّتي ومحبَّتي / وَمَطِيَّتي ومَقاصِدِي وقَصِيدي
وَسَريتُ مُدَّلِجاً إِليه ومُدْلِحاً / وَالشّوْقُ يُدْني مِنْهُ كُلَّ بَعِيدِ
لا وَعْرُ أَهْلِ الشّام يُبْعِدني وَلَا ال / رَمْلُ المدِيدُ ولا اتِّسَاعُ البيدِ
حَتَّى أَنَخْتُ بِمَنْ بِهِ اتَّضَحَتْ لَنَا / طُرُقُ الهُدَى وأَدلَّةُ التَّوْحِيدِ
عَظِّمْ وَمَجِّدْ ما اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ / أَعْلى مِنَ التَّعْظِيمِ والتَّمْجِيدِ
لا تَنْقَضِي أَوْصَافُهُ الحُسْنَى وَلَا / أَوْصَافُ آباءٍ لَهُ وَجُدُودِ
خُلِقَ النَّدَى خَلْقاً لَهُ وكَذَا لَهُمْ / طِيبُ الثّمارِ دَليلُ طيبِ العُودِ
عَشِقَتْهُمُ العَلْيَاءُ إِلّا أَنَّها / أَمِنَتْ جِنَايَةَ هَجْرهِمْ وَصُدُودِ
رَفَعَتْهُمُ وَازْدَانَ مَنْظَرُهَا بِهِمْ / فَهِيَ السَّماءُ وَهُمْ بُدُورُ سُعُودِ
أَقْوالُهُمْ لِلصِّدْقِ وَالأَفْعَالِ لِل / تَأييدِ وَالآراءُ لِلتَّسْدِيدِ
أَأَخَافُ صَرْفَ الدَّهْرِ أَمْ حَدَثَانِهِ
أَأَخَافُ صَرْفَ الدَّهْرِ أَمْ حَدَثَانِهِ / وَالدَّهْرُ لِلْمَنْصورِ بَعْضُ عَبِيدِهِ
مَلِكٌ نَدَاهُ فَكَّنِي وَانْتَاشَنِي / مِنْ مِخْلَبيْهِ وَمِنْ أَسَارِ قُيُودِهِ
مَلِكٌ إِذَا حَدَّثْتَ عَنْ إِحْسَانِهِ / حَدَّثْتَ عَنْ مُبْدِي النَّدَى ومُعِيدِهِ
سَادَ المُلُوكَ بِفَضْلِهِ وَبِنَفْسِهِ / وَالغُرَّ مِنْ آبائِهِ وَجُدُودهِ
وَإذا تَرَنَّمَتِ الرُّواةُ بِمَدْحِهِ / وَثَنائِهِ اهْتَزَّتْ مَعَاطِفُ جُودِهِ
لأَبي المَعَالِي رَاحَةٌ وَكَّافَةٌ / كَالغَيْثِ يَوْمَ برُوقِهِ وَرُعُودِهِ
صَبٌّ بِتَحْصِيلِ الثَّنَاءِ وَجَمْعِهِ / كَلِفٌ بِبَذْلِ المالِ أَوْ تَبْديدِهِ
ما زَالَ يَشْمُلُ حَاسِديهِ نَوالُهُ / حَتَّى أَقرَّ بِهِ لِسانُ حَسْودِهِ
سَلْ عَفْوَهُ وحُسَامُهُ في غِمْدِهِ / وحَذَارِ ثُمَّ حَذَارِ مِنْ تَجْرِيدِهِ
يَغْشَى الوَغَى مُتَلفِّعاً بِرِدَائِهِ / وَيَخُوضُهَا مُتَسَرْبِلاً بِحَدِيدِهِ
فَتَرى الشُّجَاعَ يَفِرُّ مِنْهُ مَهابةً / وَالمَوْتُ بَيْنَ لُهَاتِهِ وَوَريدِهِ
يَتَقَهْقَرُ الجَيْشُ اللهامُ مَخَافَةً / مِنْهُ إِذَا وَافَى أَمامَ جُنُودِهِ
وَتعودُ مُخْفَقةَ الرَّجَاءِ عِدَاتُهُ / وقُلوبُهَا خَفَّاقةٌ كَبنُودِهِ
في مَعْرَكٍ إِنْ كُسِّرت فيهِ القَنا / وَصَلَ الحُسَامُ رُكُوعَهُ بِسُجودِهِ
جَارَى الغَمَامَ فَفاتَهُ بِنَوالِهِ / كَرماً وَفاقَ كَثيرَهُ بِزَهيدِهِ
وَالدِّينُ أَثَّلَهُ وَشَادَ مَنارَهُ / حِينَ اعْتَنَى بِحُقُوقِهِ وَحُدُودِهِ
وَالمُلْكُ لَمْ يَنْفَكّ يُعْمِلُ عَزْمَهُ / فِي نَصْرِ ظَاهِرِهِ ونُصْحِ سَعِيدِهِ
إِنَّ المَنَايَا وَالأَمانِي لَمْ تَزَلْ / طَوْعاً لِسابِقِ وَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ
وَأَرَى الحَياةَ لَذِيذَةً بِحَياتِهِ / وَأَرَى الوُجُودَ مُشَرَّفاً بِوُجُودِهِ
هَاجَرْتُ نَحْوَ مُحمَّدٍ لَمَّا رَأَيْ / تُ العَالَمَ العُلْوِيَّ فِي تَأْييدِهِ
وَثَنيتُ أَعْنَاقَ القَوافِي نَحْوَهُ / وَنَظَمْتُ دُرَّ مَدائِحِي في جِيدِهِ
وَنَظَرْتُ نُورَ جَلاَلِهِ وَوَردْتُ بَحْ / رَ نَوالِهِ وَلَبِسْتُ وشيَ بُرُودِهِ
وَمَلأْتُ عَيْنِي مِنْ مَحَاسِنِه الَّتي / مَلأَتْ عُيُونَ عَدُوِّهِ وَحَسُودِهِ
وَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْ أَجلِّ زَمانِهِ / قَدْراً وَواحِدِ عَصْرِهِ وفَريدِهِ
وَأَفَدْتُ سَمْعِي مِنْ فُكَاهَةِ مُمْتِع ال / ألفَاظ مَقْبُولِ الكَلَام مُفِيدِهِ
فَصَدَرْتُ عَنْ صَدَقاتِ مَشْكُورِ النَدَى / وَالجُودِ مَشْكورِ الفِعَالِ حَمِيدِهِ
فَلَوَ اَنَّني خُيِّرتُ منْ دَهري المُنَى / لاخْتَرْتُ طُولَ بَقَائِهِ وَخُلُودِهِ
يا آلَ أَيُّوبٍ جَزَيْتُمْ صَالِحاً / عَنْ مُحْسِنٍ مَدحَ المُلُوكِ مُجيدهِ
وَنعمْتُمُ ما افْتَرّ عَنْ ثَغْرِ الضُّحَى / صُبْحٌ وَما فَضَحَ الدُّجَى بِعَمُودِهِ
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي حَازَ العُلَى / فَثَنى عِنانَ الفِكْرِ عَنْ تَحْدِيدِهِ
أَمّا الزَّمانُ فَأَنْتَ دُرَّةُ عِقْدِهِ / وَسِنَانُ صُعْدَتِهِ وَبَيتُ قَصِيدِهِ
والشِّعْرُ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ يَهْتَزُّ عِنْ / دَ سَماعِهِ وَيمِيلُ عِنْدَ نَشيدِهِ
فَاسْلَمْ لِمُلْكٍ بَلْ لِمَجْدٍ أَنْتَ في / تَأْسِيسِهِ وَاللَّهُ في تَأْيِيدِهِ
لَمَّا حَدَا بِالأَيْمَنِينَ يَسَارُ
لَمَّا حَدَا بِالأَيْمَنِينَ يَسَارُ / وَسَرى اليَمانُونَ العَشِيَّ وَسَارُوا
طَلَبَتْ عُيُونُكَ دَمْعَها فَأَجَابَهَا / قَانٍ وَلِلحُزْنِ الدِّمَاءُ تُعَارُ
وَدَمٌ وَدَمْعٌ حِينَ يَخْتَلِطَانِ في / إِثْرِ الخَلِيطِ فَجُرْحُهُنَّ جُبَارُ
وَتَغَيَّرَ الرَّسْمَانِ جِسْمُكَ والحِمَى / لا أَنْتَ أَنْتَ وَلا الدّيارُ دِيارُ
وَغَدوْتَ يُسْعِدُكَ الحَمامُ وَكَيْفَ لا / وَحَشَاكَ وَهْيَ كِلاهُما أَطْيارُ
وَعَجِبْتُ مِنْكَ بِكُلّ وَادٍ هَائمٍ / فِيهِمْ وَمَا مِنْ شأْنِكَ الإِشْعارُ
تَضَعُ الخُدُودَ عَلَى مَوَاضِعَ قَدْسَقَتْ / ها العَينُ وَهِيَ جَميعُها آثارُ
وَيَرِقُّ جُنْحُ اللَّيْلِ مِنْكَ عَلَى فَتىً / فِي إِثْرِهَا يَقْسُو عَليْكَ نَهَارُ
إِنْ غِبْتَ وَجْداً لَا أَذىً هذا وَلَا / تَدْري بِرقّةِ ذَا فَمَا هُوَ عَارُ
ما فِيكَ بَعْدَهُمُ لِصَحْوٍ فَضْلةٌ / هَيْهَاتَ أَفْنَى صَحْوَكَ الإِسْكارُ
ما زِلْتَ تُلْقي ما تَقولُ عَواذِلٌ / حَتّى اسْتَوى الإِقْلالُ والإِكْثَارُ
عَابُوا مِنَ المَحْبُوبِ حُمْرَةَ شَعْرِهِ
عَابُوا مِنَ المَحْبُوبِ حُمْرَةَ شَعْرِهِ / وَأَظُنُّهُمْ بِدَليلِهِ لَمْ يَشْعُرُوا
لاَ تُنْكِرُوا مَا اِحمَرَّ مِنْهُ فَإِنَّهُ / بِدِماءِ أَرْبابِ الغَرَامِ مُضَفَّرُ
ومُؤَذِّنٍ في حُبِّهِ
ومُؤَذِّنٍ في حُبِّهِ / أَنَا مُغْرَمٌ لاَ أَصْبِرُ
لَمّا طَلَبْتُ وِصَالَهُ / أَضْحَى عَليَّ يُكَبِّرُ
دَمْعِي وَقَلْبِي مُطْلَقٌ وأَسيرُ
دَمْعِي وَقَلْبِي مُطْلَقٌ وأَسيرُ / وَعَظِيمُ مَطْلُوبي عَلَيْكَ يَسِيرُ
يَا مَنْ لَهُ فِي الحُسْنِ غُرَّة عِزَّة / شَوْقي وَحَقِّكَ في هَوَاكَ كَثِيرُ
قالَ الحَبيبُ مُعاتِباً لِي في الهَوَى
قالَ الحَبيبُ مُعاتِباً لِي في الهَوَى / صَبّرت قَلْبَكَ إِذْ صَدُّوا وإِذْ هَجَرُوا
فأَجَبْتُهُ قَلْبِي بِحُبِّكَ مَيِّتٌ / وَلِذاكَ بَعْضُ المَيِّتينَ يُصَبَّرُ
جَادَتْ عَلَيْكَ مِنَ السَّحَابِ سَوارِي
جَادَتْ عَلَيْكَ مِنَ السَّحَابِ سَوارِي / بِمَدامِعٍ تَرْوِي حِمَاكَ غِزَارِ
يا مَرْبَعَ الأطراب والأَتْرابِ بَلْ / يَا مَرْبَعَ الأَنْواءِ وَالأَنْوَارِ
رَبْعٌ قَطَعْتُ به اللَّيالي وَاصِلاً / خَمْرَ اللذاذةِ والهَوَى بِخُمارِ
حَتَّى كَأَنِّي لِلْخَلاَعَةِ آخِذٌ / بِيدِ الصِّبَا مِنْ صَرْفِهنَّ بِثَارِ
حَيْثُ التَّغَزُّلُ لا التَّعَزُّلُ شِيمَتي / وَوِصَالُ رَبَّاتِ الشُّعُورِ شِعَارِي
إذْ لا يَعُوجُ إلى الدِّيارِ مُسائِلاً / شِعْري ولا أَشْكُو فِراقَ قِفَارِ
وَإِذَا جَنَحْتُ إلى الحِسَانِ تَعَشُّقاً / شَفَعتْ شَبِيبتي الهَوْى بِيَسارِ
وَلَّتْ فَلَيْسَ سِوى الشَّبابِ مُصَاحِبي / مِنْهَا وَلَيْسَ سِوَى الرَّجَاءِ بِجَارِي
وكِلَاهُما عِنْدِي تَعِلَّةُ رَاقِدٍ / مُتَرقِّبٍ طَيْفَ الخيالِ السَّاري
وَلَقَدْ أَقُولُ لِصَاحِبيَّ بِرَمْلَةِ ال / جَرْعَاءِ ما بَيْنَ النَّقا والغَارِ
حَيْثُ النِّياقُ بنا تَسيرُ وَنَحْنُ في / قَلْبِ الدُّجَى أَخْفى مِنَ الأَسْرارِ
لا تَخْدَعنَّكُمَا المَعاطِفُ إِنِّها / قَد أَنَحلَتْ سُمْرَ القَنا الخطَّارِ
وَتوَّقَيا تِلْكَ المحاسِن إِنّها / نَارُ القُلوبُ وَجَنَّةُ الأَبْصَارِ
مَدْحُ الوَزيرِ أَحقُّ ما صُرِفَتْ لَهُ / عِنْدَ القَوافي أَعْيُنُ الأَبِكَارِ
أنا لِلْمَجَالِسِ وَالجَلِيسِ أَنيسةٌ
أنا لِلْمَجَالِسِ وَالجَلِيسِ أَنيسةٌ / أَزْهَى بِحُسْنٍ نَاظرٍ لِلنَّاظِرِ
أَصْفُو فأُظْهِرُ ما أُجِنُّ وَلَمْ يَكُنْ / في باطِني شَيْءٌ يخالفُ ظَاهِري
عَلِقَ الفُؤَادُ بِظَبْيَةٍ عَجَّانةٍ
عَلِقَ الفُؤَادُ بِظَبْيَةٍ عَجَّانةٍ / ما كُنْتُ يَوْماً آمِناً مِنْ هَجْرِها
عَجَنَتْ فُؤَادِي بِالغَرامِ فَماؤُهَا / مِنْ أَدْمُعي وَدَقِيقُها مِنْ خَصْرِهَا
مَنْ لي بِهِ كَالبَدْرِ في إِسْفارِهِ
مَنْ لي بِهِ كَالبَدْرِ في إِسْفارِهِ / نَفَرَ المُحِبُّ عَنِ الكَرَى بِنِفارِهِ
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو جَنَّةً بِمُحَمَّدٍ / وَاليَوْمَ أَخْشَى في الهَوَى مِنْ نَارِهِ
يَا نَجْمُ بَلْ يَا بَدْرُ بَل يا شَمْسُ بَلْ / كُلٌّ أَراهُ يَلُوح مِنْ أَزْرارِهِ
ما في صُدُودِكَ رَحْمةٌ لِمتيَّمٍ / إِلّا احْتِمالُكَ عَنْهُ مِنْ أَوْزارِهِ
فَارْفِقْ بِهِ واحْذَرْ فَدَيْتُكَ أَهْلَهُ / في الحُبِّ أَن يتطلَّبوكَ بِثارِهِ
وَافى هَواكَ فَلَمْ يُزِلْ عَنْ قَلْبِهِ / جَلَدٌ وَزَالَ الصَّوْنُ عَنْ أَسرارِهِ
هَيْهَاتَ يَطْمَعُ في لِقَاكَ وَدُونَهُ / خَطْرُ القَنا الميَّادِ مِنْ خُطَّارِهِ
حَاشاه يا أملَ النُّفُوسِ بأَنْ يُرَى / مُتَعدِّياً في الحُبِّ عَنْ مِقْدارِهِ
يا رُبَّ عَطَّارٍ بِسُكَّرِ ثَغْرِهِ
يا رُبَّ عَطَّارٍ بِسُكَّرِ ثَغْرِهِ / سَكِرَ المُحِبُّ وَلَمْ يَفِقْ مِنْ سُكْرِهِ
عَقَدَ الشَّرابَ لِذَي السَّقام وكَيْفَ مَا / عَقدَ الشَّراب لِجَفْنِهِ مِنْ ثَغْرِهِ
لِما عَتَبْتُ فُلاناً حِينَ وَليْتُه كذا
لِما عَتَبْتُ فُلاناً حِينَ وَليْتُه كذا / في أَحْشائِهِ مَدْسُوسُ
أَوْمَى بِمَبْعرِه وَقالَ بِنَفْرَةٍ / مِنْ هَهُنَا يَتَعَوَّجُ الفَقُّوسُ