القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 32
بسط الهنا بك مستهل قصيدي
بسط الهنا بك مستهل قصيدي / فطوى رثاؤك أضلعي بنشيدي
واصخت للبشرى فأوقر مسمعي / ناعيك في نوح وفي تغريد
وأرتاح مبدي البشر منبسط الرجا / لو لم يفاجئك الردى بمعيد
واستبشرت لطلوع بدرك أربعي / فاسود جانبها لبدر مودي
غادرت أيامي عليك ليالياً / هل في شموسك من شموس سود
أميمم الوادي أعاذك ربه / من رقدة إذ ليس حين رقود
قد كان لبثك في تقاصر عهده / لبث المسرة في حشا المكمود
متشعشعاً من فطنة بمصابح / متجللا من عفة ببرود
حسد الردى ما زنت من جيد العلى / فلواك مغتبطاً بحيلة جيد
لم تضف أبراد الصبا فنزعتها / ولبست وشي صفائح ولحود
أوفى شبابك ريقاً فتطلعت / لك لهجة الأيام بالتوعيد
نزعت لك الأيام قوس صورفها / فرمت مسددة بلا تسديد
قد أمل الفضلاء أنك تغتدي / لو عشت للفضلاء خير عميد
وتوسمت فيك العيون مخائلاً / قد بشرت منك العلا بعقيد
أموسداً عبث الصفيح بجنبه / فرشت لك الأحداق للتوسيد
قد كان خلقك روضتي فتحولت / أعواد نعشك سوسني ووردي
قد كنت للعيد العديل وشاهدي / أن قام بعدك مأتم للعيد
فقضت لك الأكفان آخر سنة / للعيد مستنا بلبس جديد
وكفتك عن تحنيطهن خليقة / بالطيب تأرج لا ذكي العود
فلأتركن نعاك لهجة مقولي / ومحط قبرك رامتي وزرودي
هل أنت منطلق إذا انطلق الورى / أم حار ركبك موثقا بقيود
من ذا يخادع لوعتي فيقول لي / ليس الحسين بميت ملحود
من ذا يفند من نعاه فربما / ألهى حديث النفس بالتفنيد
ورد المنون فلو تكمش صادراً / لسمحت دون وروده بورودي
نفديك بالنفس الكريمة أنفساً / لو تقتدي في طارفٍ وتليد
زلزلت حين نزحت طوداً شامخاً / ولويته بالرزء لي العود
ولهان قد غص الندي معزياً / لأجل مفتقد أعز فقيد
ما خف من دهش المصاب وربما / خف الجليد لأنت أيد جليد
قرت به تقوى الإله وعلمه / أن ليست الدنيا بدار خلود
والموت موعد من تمادي عمره / والدهر منجز وعده الموعود
ولسوف يقتطف الثريا إذ غدت / تلتام في شبه من العنقود
ويدوس سنبلة السماء وينثني / من زرع أنجمها بكل حصيد
ويعيد نسر النجم من أوكاره / بشباك مقتنص وفخ مصيد
صبراً بني العلياء يحمد فيكم / إذ كان غير الصبر حميد
نجم هوى فعلت بدور طلع / وابتز شبل في عرين أسود
أعلى الجراثيم العظام غضاضة / جري الذبول بفرعها الأملود
أنهى الزمان إليكم أحكامه / ورقى إليكم ثم بالإقليد
لم تصلح الدنيا بغير رعاية / منكم لنجدة سيد ومسود
كشف الغطاء عن البصائر جدكم / فرأت سبيل العدل والتوحيد
ورويتم الأحكام ثم رفعتم / إسنادها لأب زكي وجدود
وشأوتم الشأو البعيد مرامه / وصعدتم حيث انتهاء صعود
فإلى ثنائكم انتهت جمل الثنا / إن فصلت بقلائد وعقود
ولقد تفيأنا أظلة مجدكم / لا حان لف رواقها الممدود
وأنست يا ضمن الضريح بمرقد / جاز الضراح وزان بطن صعيد
وقفوا بتربتك الهلال فأصبحت / برجاً لطالعه قران سعود
لافبها الوسمي يعرب عن ندى / كفي أبيك فذاك بحر الجود
لمحمد أبكي أم الأصحاب
لمحمد أبكي أم الأصحاب / قد مات فانقلبوا على الأعقاب
زجل لأكليل السما وقعا
زجل لأكليل السما وقعا / أم صاح باسمك صائح ونعى
قصفت بمثل الرعد صرختك / حتى استشاط له الفضا فزعا
هل رجت الأرضون فانتثرت / أعلامها وتجاورت قطعا
خفقت بمشرقها ومغربها / سوداء تكسو الخافقين معا
ما بال وجه ضحاك ما نصعا / أم حال لون الصبح إذ طلعا
أم هذه النكبات إذ ثقلت / شدت بخيط الفجر فانقطعا
وأرى دراري الأفق خاوية / أهي الأقاح بها الردى رتعا
ما كنت أخشى وقعه وقعا / فليصنعن الدهر ما صنعا
لا بدع في حكم الردى ولقد / يردي الردى فتخاله ابتدعا
متخمطاً قسوته / كالسيف لا يرثي لما قطعا
ماخلت أن الحتف يدرك من / قد جاوز الأفلاك مطلعا
أو يستزل الدهر رجل فتى / فيها مساعي المجد حين سعى
عودت جسمك أن تحطمه / سقطات دهر باسمك ارتفعا
عثر الزمان وفيك عثرته / فلعاً لذياك الزمان لعا
أن تمض منخلع المثالب يا / قلب الوجود فقلبه انخلعا
لم ينصدع تاللَه جانبه / إذ خر منعفراً ولا اتضعا
ذابت حشاك تقى فما انصدعت / أرأيت جسماً ذاب فانصدعا
غشيتك للأنوار غاشية / شقت حجاب القلب فانخشعا
قد خر موسى قبل ذا صعقا / وهو الكلمي وطوره انخشعا
ودعيت من واديه دعوته / فأجبت داعي الحق حين دعا
إن كان يومك شمسه غربت / فهلال عاشور به طلعا
فالحزن يقفو الحزن متصلا / والدمع يقفو الدمع متبعا
اليوم أوعدني بكاء غد / واعبرتا للمأتمين معا
حنت لصومك كل هاجرة / لم تعطها رياً ولا شبعا
وحنت إليك محارب ذكرت / منك الركوع فسقفها ركعا
يا رافعي نعش الحسين لقد / رفعت قباب المجد إذ رفعا
لو كوشفت عين تشيعه / رأت الملائك خلفه تبعا
فجعت بجامع شملها مضر / فتقرقت من بعده شيعا
فجعت بمفعمها الخضم فلم / تملك بغير أجوانه جرعا
فجعت بسيدها وسؤددها / وبدافع الجلي إذ دفعا
فجعت بمسمعها وناظرها / وكبيرها مرأى ومستمعا
يا خير من عفت شبيبته / حتى بلغت الشيب والصلعا
فت الكرام وكنت سابقهم / ولقد يفوت القارح الجذعا
إن لم يكن ثانيك واحدهم / فبهم تفرق ما بك اجتمعا
علماً على حزماً حجى شرفا / هدياً هدى فضلاً تقى ورعا
خلفتها هملاً مسرحة / أبدا تعاني اليأس والطمعا
وشببت مصطاف الجوى شعلا / وأسلت سيل الدمع مرتبعا
وبمحسن بعد الحسين حمى / لجازع الباكي فلا جزعا
حجب الحسين وذي محاسنه / لم تحتجب مرأى ومستمعا
علم تفيأت العلوم به / ورعى عهود قديمه ورعا
في كل لفظ صدق لهجته / وبكل معنى حسنه انطبعا
وكفاك إبراهيم فهو فتى / إن قال أصغى الدهر واستمعا
جوالة في المجد سبقته / إن ضاق ميدان لها اتسعا
متيقظ للعز ناظره / يخشى ويرجى ضر أو نفعا
بيت العلى فيه قواعده / رفعت ولولاه لما رفعا
ومحمد جلت محامده / عن حصرها فتلوتها لمعا
أمحمد الحسن الخصال أليةً
أمحمد الحسن الخصال أليةً / بنداك لا بالعارض السفاح
إن عشوت إليك عن كل الورى / والشمس مغينة عن المصباح
وعقلت عيسي في ذراك معرسا / في ذروة الشرف الرحيب الساح
راحت إليه واغتدت بذميلها / فأراحها مغتدىً ورواح
القيت إقليدي إليه ولم أكن / ألقي إلى أحد يد الممتاح
هل غير كرفك صارم
هل غير كرفك صارم / في الكحل قد صقلوا فرنده
كن حيث كنت فإنه / أبد الزمان يراك عنده
هو مطلق قبل الهوى / وعلقنه الأشراك بعده
هل غير خدك جمرة / تقد الجوانح وهي ورده
فانظر في قمر الدجى / يرياك طلعته وجعده
غنى النديم فأرقص الحبا
غنى النديم فأرقص الحبا / وتصفقت أكوابه طربا
عصرت زبيباً ثم ما زجها / سر الغرام فأرجت عنبا
ومن الكروم العصر جاء بها / فغدا النديم يديرها ذهبا
نار ولكن في يدي انسكبت / وطلاً ولكن مائها التهبا
برق تألق بالثوية لامعا
برق تألق بالثوية لامعا / فانهل دمعي هاملاً أو هامعا
بالغور حيث الغور منزل جيرة / نزلوا هناك أباطحاً وأجارعا
فترى الغوير بهم سماء محاسن / وتراهم فيه البدور طوالعا
فلهم حننت متى حننت صبابة / ولهم أرقت متى أرقت مدامعا
أسفي على زمن مضى في قربهم / لو عاد منه ما تقضي راجعا
فرض الغرام على المحب المدنف
فرض الغرام على المحب المدنف / حج المنازل مألفاً في مألف
فبكل مصقول الشبيبة مترف /
قف في ديارهم أعز الموقف / إن الديار محصبي ومعرفي
لهم مقام بالحطيم مدرس / مأوى الحجاج الديار ومحبس
عرس به يا سعد فهو معرس /
واخلع نعالك فالمقام مقدس / واسع بمنعرج اللواء وطوف
واحرم ولب واعتمر في جمعهم / اذكر ربارب سرحهم في جمعهم
واتل بذكرك آية في شرعهم /
واحجج بأبناء الغرام لربعهم / واربع على دمن الخليط وخيف
طف مثلثاً بالدراسات ومربعا / نبك مصيفاً للخليط ومربعا
فبأجرع الغورين بورك أجرعا /
قد رمت أن أرد الحمام وأجرعا / لما طربت لدى الحمام الهتف
يا صاحبي ترتلاً وترنما / وبمألف السر بين منا أن جزتما
عوجا صدور اليعملات وسلما /
فبمألف السر بين من قنن الحمى / بالغور حياه الحيا من مألف
قلب تعلق بالحمول وزمزما / إذ أم ركبهم الحطيم وزمزما
ترميه أقواس التفرق اسهما /
قلب توزعه الصبابة اسهماً / في كل خدر ظاعن أو نفنف
يشكو تتابع نبلة في نبلة / من قوس جائرة النوى أو مقلة
وقد استقلت عيسهم في رحلة /
ملكته ويح الشوق كل ربحلة / خصت بحسن للضياغم متلف
برزت أميراً في جيوش متونها / لو لم يفض بالحب غرب شؤنها
وتدرعت بالشعر فوق متونها /
تستل عضباً من مريض جفونها / ينبيك عن حد الحسام المرهف
أخذت سلاح الحب عن فتيانه / فتسل عضباً ريع من سطواته
أسد العرينة في ذرى هضباته /
وتهز لدنا قد شكت وخزاته / كبدي كهز الذابل المتقصف
ظلت قلوب العاشقين خلالها / تشكو سهام جفونها ونصالها
هل كيف زجرت بالقصي نبالها /
بيضاء قد صبغ الحياء جمالها / بمعصفر من لونها ومفوف
اللَه من أدما بسفح رباعها / برزت كضبية حاجرٍ بتلاعها
وقف الغراء بمنحني أضلاعها /
قد خد منها الخد يوم وداعها / بدموع طرفٍ للتفرق مطرف
للَه شاكية الفراق لدهرها / سجرت صباوتها الضلوع بجمرها
فإذا وجفن ضلوعها من سجرها /
جعلت يديها في جناجن صدرها / خوفاً على تلك الضلوع الريف
أدرت أميمة إذ حدا بنياقها / حاد حديت القلب خلف حقاقها
إني بعيد وداعها وعناقها /
لي غلة لا تنطفي لفراقها / أي والهوى لي غلة لا تنطفي
يوري بتذكار الترحل زندها / حرى يوجج نار حزن بعدها
بضلوع مضني لا يبارح وجدها /
وغذا تأجج بالأضالع وقدها / أرسلت منهمر الدموع الوكف
قد ضاق في عيني واسع رحبها / لما تجاوبت الحداة بركبها
فبحق هاتيك البطاح وسربها /
كن منصفي يا عاذلي في حبها / في حبها يا عاذلي كن مصفي
خفت رواتكها كراشق نصلها / تطوي الفلا من حزنها أو سهلها
فإذا تغنى سائق في رحالها /
رقصت أيادي الراتكات بأهلها / رقصات منهز المعاطف هيف
بأبي القلائص بالخليط نوازحا / تطوي القفار أهاضباً وصحاصحا
قد زج مهن الحداة طلائحاً /
ظعنت يجشمها الغرام أبطاحاً / من أهل عقد وقاع صعضف
لم يبق لي بعد الخليط تصبراً / ولتلك أعضائي مقطعة العرى
وأنا الفدا للظاعنين تنفرا /
خبت رواحلهم تهش إلى السرى / في كل مصقول الشبيبة مترف
فبقيت أبكي في لوى فلواتهم / أطلاهم من مهجتي وحياتهم
أدروا وقد طربو الرجع حداتهم /
أبقوا أسير الشوق في عرصاتهم / يكبي المنازل في عيون ذرف
ظعن الخليط وشب ورى زناده / بفؤاد من لعب الأسى بفؤاده
ومتى يمل الدمع من لبعاده /
يجد الدامع من هتون عهاده / أصفى شراباً من سلاف القرقف
يغني النهار بلوعة في لوعة / تذكو بسائل دمعة في دمعة
وإذا الكواكب قد سفرن بطلعة /
يرعى الكواكب لا يلذ بهجعة / بنواح ساجعة الحمام الهتف
لما غدوتم للتفرق مغنماً / عللت نفسي بالوصال لعلما
يشفي التعلل بالوصال متيما /
عرضت فيكم يا أحبة بعدما / صرحت خوفاً من ملام معنف
هام الفؤاد وناظري ما هو ما / خذ وصف حالي يا ابن ودي واعلما
لما أغار الدهر فيك واتهما /
شأني أبيت مرقرقاً شأني دما / أعرف شأني فيك أم لم تعرف
قد شط عن مضني هواك رقاده / إذ بات مفترشاً لديك قتاده
قلقاً لبين الظاغين وساده /
متلهفاً يشجي الخلي فؤاده / في طول ترجيع وطول تلهف
عبد الرضا ما رام سخطاً أو دنا / أأسر لاحي حبه أم أعلنا
يا من تحكم في الفؤاد وأفتنا /
قد رمت أمحضك الوداد وها أنا / لم يثنني عما أروم معنفي
أصبحت في غير الهوى لم أبتذل / أوصلت من بعد الجفا أم لم تصل
ينبيك عما قلت دمع منهمل /
فامنن وجد واسمح واعطف وصل / وارفق وبادر بالزيارة واسعف
جفت الجفون رقادها لما جفا / وصفا الوداد ووده ما إن صفا
أدعوك متبول الحشا متلهفا /
يا متلفي كن واصلي بعد الجفا / بعد الجفا كن واصلي يا متلفي
أعن الغوير أخذت قلبي مرتعا / لما غدا روض الصبابة ممرعا
وشربت من جفني المسهد أدمعا /
للَه ريم رام قلبي مرتعا / والورد من وجناته لم يقطف
ووضئ وجه إن ظلام أردنا / ما شاقه قمر تبلج موهنا
ألا تردى من حياه الديجنا /
وقضيب بان ما أنثني إلا انثنى / في طير قلب بالضلوع مرفرف
ألفت لاعج حبه بتردد / فذوت رياض تصبري وتجلدي
وانا الفداء لشادن متنهد /
بددت فيه الصبراي تبدد / لما غدوت بلاعج متألف
أني كلفت بحبه عن غيره / والحب لا يبقي قوادم طيره
اللَه من ظبي بسفح غويره /
لو شام منه الثغر راهب ديره / لقلى الصلاة بجنح ليل مسدف
وغدا أصماً لو رآك مشنفا / لم يصغ للاحي ألح وعنفا
واجتاز عن سبل النقا وتعسفا /
ورمى المدارع لو رآك مهفهفا / في برد حسن بالشباب مفوف
كم بت من حرم الغرام بجذوة / مضني الفؤاد بطعنى وبسطوة
أدعو فأشجي الساجعات بدعوتي /
يا مر جفي في حبه من جفوة / من جفوة في حبه يا مرجفي
أشكو الصبابة في تضرم وقدها / وبدا لعيني هولها في حدها
ومذ اغتذى قلبي بغاية جهدها /
ضعفت متوني عن تحمل بردها / والقلب عن حمل الهوى لم يضف
يا بارقاً بين الغوير وبارق / حييت من زور تلوح وبارق
قل للخليط عدتك أيدي طارق /
كن مسعفي بخيال طيف طارق / قد قل في حكم الصبابة مسعفي
نعم استقلوا ظاعنين عن اللوى / واشتاق قلبي في تشوقه الهوى
وطووا بساط البيد شوقاً فانطوى /
وقد استقل بركبه حادي النوى / وأغار في قلب اللهوف المدنف
حبسوا لدى التوديع في رمل النقا / خيلاً تخيلها الصبا أو أينقا
قد ضم شيقهم عناقاً شيقا /
كشح إلى كشح تقارب والتقى / بعد التباعد مرشفاً من مرشف
زموا ففاض الدمع مني راجسا / والواحد قد أورى لدى مقابسا
أدعو فأطمع بالتلاقي آيسا /
يا سائق الأظعان عرج حابساً / بالركب وارحم حسرتي وتلهفي
حكم الهوى بطليقهم وحبيسهم / من ظاعن مخلف بدريسهم
عند الوداع ومهجتي برسيسهم /
حبسوا كما شاء الوداع بعيسهم / والدمع يسفحه الحياء بمطرفي
هل ضمة لغصونهم هل ضمة / ام هل لنشر القرب منهم شمة
أدعو وأجفان البكا منهمة /
يا ليت شعري والحوادث جمة / تعدو علي بصارم ومثقف
ملكته يوم البين أجناد الجوى / وطوى الفؤاد الحب منه فانطوى
هل ينقذ المشتاق في أيدي الهوى /
أم ينصف المشتاق من بعد النوى / من كان من قبل النوى لم ينصف
أنجدت في صد وقلبي متهم / قد ضمه ليل لصدك مظلم
ولكم أقول ومهجتي تتضرم /
أني على الود المقيم مخيم / لم ألف عنه مساعة من مصرف
أغدو بدمع للتباعد دافق / وفؤاد مضني بالأضالع خافق
أصفيت حتى لست فيه بماذق /
دائي عضال من تجن صادق / في وده فعسى بقربي يشتفي
عاتبتني لما جنيت جناية / أسمعت مني في هواك حكاية
قد حدت عن طرق الوداد غواية /
أرأيت هل يبدي الوداد هداية / لمجانب عن طرقة متعسف
قسماً بما ضم الحمى من ديمة / تسبي الجآذر في تلفت ظبية
كلا وإن أبديت صدق آلية /
قسماً برب الراقصات وفتية / تخذت غواربها مصيف مصيف
وبمجرمين تطوفوا من شرعه / وبكل من لبى بواكف دمعه
وبحي ذياك المقام وجمعه /
وبذي المشاعر والمقام وجمعه / وبكل حبر بالحجيج مخيف
وبمن تطاوف للتطوف خطوه / وبمن سما أوج الكواكب شأوه
خير البرية والمعلى صنوه /
للود ما يرنق صفوه / في طول إعراض وطول تخلف
يا ريم رامة واللوى
يا ريم رامة واللوى / بك استجبر من النوى
يا من سلا عهد الهوى /
سل عن متيم هوى / في حب من يهواه أغيد
أحبب بذكرك بهجة / تعد الركائب نهجة
لرشا رمى لي مهجة /
فاق الغزالة بهجة / والخد منه لون عسجد
يبدي الجفا ويعيده / رشأ يحن عميده
فرد الجمال فريده /
جيد الجآذر جيده / والعين لم تكحل بأثمد
ضاع العذول ووعظه / بأغن در لفظه
حسب المشوق وحظه /
ساجي اللحاظ ولحظه / كالسيف للعشاق مرصد
فالوجه شع تلألؤاً / والقد مال تكفؤا
والجفن صارمه شأى /
إن سله سل الفؤا / د فيا لذا السيف المجرد
غصن النقا ما روحك / إلا النسيم فرنحك
يا قاتلي ما أملحك /
فعجبت للأجل المحك / م للقضا هل كيف يقصد
أي الظبا لم يذعن / لك يا مريض الأعين
وجبينك البدر السني /
قد أذعن البدر المني / ر لوجنة الخد المورد
وورد الروا من أدمعي / ورعى الحشا من أضلعي
فعجبت ممن يدعي /
سكن الأراك ليرتعي / بزهروه في عيش أرغد
أنا من على الوجد انطوى / طي السجل وما ارعوى
ويلاه من كلف الهوى /
يا هل ترى يوم النوى / في ليله طرف مسهد
وسنان يبرق نحره / في الترب يسحب شعره
فضح الغوالي نشره /
وسبى اللئالي ثغره / باللؤلؤ الرطب المنضد
أكواكب طلعت من الأبراج
أكواكب طلعت من الأبراج / أم خرد بكرت على الأحداج
أم ذي معانٍ لا غوانٍ أقبلت / تختال بالألفاظ لا الديباج
وكأنها من لفظها بسلافةٍ / وكأنها من طرسها بزجاج
للَه درك رحلة مكية / أملت علي مناسك الحجاج
وليالي النفر الثر ورح / لة الركبان في بكر وفي إدلاج
وحكت لنا من مشعر ومخيف / ومعرج للنسك أو معراج
فهي السبيل إلى البلاغة كلها / وإلى الهداية واضح المنهاج
كاللؤلؤ ازدوجت بها أبياتها / وزهت على الأفراد والأزواج
للَه ألفت كفاه كل قضية / لرمى عقيم الشكل بالإنتاج
ويداه بحر قد تموج زاخرا / فانصاع يلقي الدر في الأمواج
هي بانة هيفاء رنحها
هي بانة هيفاء رنحها / مر الصبا والطل وشحها
أم روضة غناء باكرها / مطر فاغبقها وأصبحها
زان النسيم عيون نرجسها / لما استطار لها ففتحها
وسرى وفي أردانه عبق / من وفرة للآس سرحها
أو وجنة للورد ناصعة / عبث النسيم بها فجرحها
بمطارف للزهر قد نشرت / تكسو ربى نجد وأبطحها
أم كعبة قام البديع بها / عبداً فقدسها وسبحها
أم رحلة مكية زهرت / فجنى المسرة من تصفحها
ورأى بها النكت الحسان فما / أحلى إشارتها وأملحها
ورأى مصاريعاً بها ازدوجت / عقد البيان بها وألقحها
جمعت محاسن لم أحط عدداً / بمتون أدناها فاشرحها
هذا كتاب المجد مصحفه
هذا كتاب المجد مصحفه / ومآل وحي الفضل مألفه
فدلائل الأعجاز أسطره / وقلائد العقيان أحرفه
هذا المفضل باسم منشئه / وهو المفضل إذ تصحفه
كالفلك تشحنه غرائبه / فيشق لج الفكر مجدفه
متضوعاً كالروض باكره / صوب الغمام فراق زخرفه
كالماء بالرصف اصطبحت به / أو عقد غانية ترصفه
ودت عيوني لو تكون فما / تحسو سلافته وترشفه
ويود سمعي لو يكون يداً / لينال زهراً منه يقطفه
فاسأل به إن شئت ذا أدب / فميز الدينار صيرفه
وكأنه لعموم مادحه / سيان حاسده ومنصفه
يا أيها العلوي حزت علاً / ما استطاع حصراً من يوصفه
للَه من قلم كتبت به / وأنامل أخذت تصرفه
وبسحر بابل قد أتى ويرى / ثعبان موسى ليس يلقفه
يصل المحابر وهي تظمئه / ويصد عنها وهي ترشفه
متوقف ما لم يعل فما / فإذا أعل يقل موقفه
ظام فإن شرب المدام مشى / للطرس يلقيه ويقذفه
وكأنه لدقيق قامته / صب نحيف الجسم مدنفه
عادي المناكب لا يخاط له / برد ولا مما يفوفه
لا يعلم السر المصون وقد / ينبيك عن سر ويكشفه
جم اللغات لسانه ذرب / لا يختشي مما يحرفه
متكلم بالحق مؤتمن / ما صح عنه ما يصحفه
ومبين ما لا يبين له / ومعرف ما ليس يعرفه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025