المجموع : 32
بسط الهنا بك مستهل قصيدي
بسط الهنا بك مستهل قصيدي / فطوى رثاؤك أضلعي بنشيدي
واصخت للبشرى فأوقر مسمعي / ناعيك في نوح وفي تغريد
وأرتاح مبدي البشر منبسط الرجا / لو لم يفاجئك الردى بمعيد
واستبشرت لطلوع بدرك أربعي / فاسود جانبها لبدر مودي
غادرت أيامي عليك ليالياً / هل في شموسك من شموس سود
أميمم الوادي أعاذك ربه / من رقدة إذ ليس حين رقود
قد كان لبثك في تقاصر عهده / لبث المسرة في حشا المكمود
متشعشعاً من فطنة بمصابح / متجللا من عفة ببرود
حسد الردى ما زنت من جيد العلى / فلواك مغتبطاً بحيلة جيد
لم تضف أبراد الصبا فنزعتها / ولبست وشي صفائح ولحود
أوفى شبابك ريقاً فتطلعت / لك لهجة الأيام بالتوعيد
نزعت لك الأيام قوس صورفها / فرمت مسددة بلا تسديد
قد أمل الفضلاء أنك تغتدي / لو عشت للفضلاء خير عميد
وتوسمت فيك العيون مخائلاً / قد بشرت منك العلا بعقيد
أموسداً عبث الصفيح بجنبه / فرشت لك الأحداق للتوسيد
قد كان خلقك روضتي فتحولت / أعواد نعشك سوسني ووردي
قد كنت للعيد العديل وشاهدي / أن قام بعدك مأتم للعيد
فقضت لك الأكفان آخر سنة / للعيد مستنا بلبس جديد
وكفتك عن تحنيطهن خليقة / بالطيب تأرج لا ذكي العود
فلأتركن نعاك لهجة مقولي / ومحط قبرك رامتي وزرودي
هل أنت منطلق إذا انطلق الورى / أم حار ركبك موثقا بقيود
من ذا يخادع لوعتي فيقول لي / ليس الحسين بميت ملحود
من ذا يفند من نعاه فربما / ألهى حديث النفس بالتفنيد
ورد المنون فلو تكمش صادراً / لسمحت دون وروده بورودي
نفديك بالنفس الكريمة أنفساً / لو تقتدي في طارفٍ وتليد
زلزلت حين نزحت طوداً شامخاً / ولويته بالرزء لي العود
ولهان قد غص الندي معزياً / لأجل مفتقد أعز فقيد
ما خف من دهش المصاب وربما / خف الجليد لأنت أيد جليد
قرت به تقوى الإله وعلمه / أن ليست الدنيا بدار خلود
والموت موعد من تمادي عمره / والدهر منجز وعده الموعود
ولسوف يقتطف الثريا إذ غدت / تلتام في شبه من العنقود
ويدوس سنبلة السماء وينثني / من زرع أنجمها بكل حصيد
ويعيد نسر النجم من أوكاره / بشباك مقتنص وفخ مصيد
صبراً بني العلياء يحمد فيكم / إذ كان غير الصبر حميد
نجم هوى فعلت بدور طلع / وابتز شبل في عرين أسود
أعلى الجراثيم العظام غضاضة / جري الذبول بفرعها الأملود
أنهى الزمان إليكم أحكامه / ورقى إليكم ثم بالإقليد
لم تصلح الدنيا بغير رعاية / منكم لنجدة سيد ومسود
كشف الغطاء عن البصائر جدكم / فرأت سبيل العدل والتوحيد
ورويتم الأحكام ثم رفعتم / إسنادها لأب زكي وجدود
وشأوتم الشأو البعيد مرامه / وصعدتم حيث انتهاء صعود
فإلى ثنائكم انتهت جمل الثنا / إن فصلت بقلائد وعقود
ولقد تفيأنا أظلة مجدكم / لا حان لف رواقها الممدود
وأنست يا ضمن الضريح بمرقد / جاز الضراح وزان بطن صعيد
وقفوا بتربتك الهلال فأصبحت / برجاً لطالعه قران سعود
لافبها الوسمي يعرب عن ندى / كفي أبيك فذاك بحر الجود
لمحمد أبكي أم الأصحاب
لمحمد أبكي أم الأصحاب / قد مات فانقلبوا على الأعقاب
زجل لأكليل السما وقعا
زجل لأكليل السما وقعا / أم صاح باسمك صائح ونعى
قصفت بمثل الرعد صرختك / حتى استشاط له الفضا فزعا
هل رجت الأرضون فانتثرت / أعلامها وتجاورت قطعا
خفقت بمشرقها ومغربها / سوداء تكسو الخافقين معا
ما بال وجه ضحاك ما نصعا / أم حال لون الصبح إذ طلعا
أم هذه النكبات إذ ثقلت / شدت بخيط الفجر فانقطعا
وأرى دراري الأفق خاوية / أهي الأقاح بها الردى رتعا
ما كنت أخشى وقعه وقعا / فليصنعن الدهر ما صنعا
لا بدع في حكم الردى ولقد / يردي الردى فتخاله ابتدعا
متخمطاً قسوته / كالسيف لا يرثي لما قطعا
ماخلت أن الحتف يدرك من / قد جاوز الأفلاك مطلعا
أو يستزل الدهر رجل فتى / فيها مساعي المجد حين سعى
عودت جسمك أن تحطمه / سقطات دهر باسمك ارتفعا
عثر الزمان وفيك عثرته / فلعاً لذياك الزمان لعا
أن تمض منخلع المثالب يا / قلب الوجود فقلبه انخلعا
لم ينصدع تاللَه جانبه / إذ خر منعفراً ولا اتضعا
ذابت حشاك تقى فما انصدعت / أرأيت جسماً ذاب فانصدعا
غشيتك للأنوار غاشية / شقت حجاب القلب فانخشعا
قد خر موسى قبل ذا صعقا / وهو الكلمي وطوره انخشعا
ودعيت من واديه دعوته / فأجبت داعي الحق حين دعا
إن كان يومك شمسه غربت / فهلال عاشور به طلعا
فالحزن يقفو الحزن متصلا / والدمع يقفو الدمع متبعا
اليوم أوعدني بكاء غد / واعبرتا للمأتمين معا
حنت لصومك كل هاجرة / لم تعطها رياً ولا شبعا
وحنت إليك محارب ذكرت / منك الركوع فسقفها ركعا
يا رافعي نعش الحسين لقد / رفعت قباب المجد إذ رفعا
لو كوشفت عين تشيعه / رأت الملائك خلفه تبعا
فجعت بجامع شملها مضر / فتقرقت من بعده شيعا
فجعت بمفعمها الخضم فلم / تملك بغير أجوانه جرعا
فجعت بسيدها وسؤددها / وبدافع الجلي إذ دفعا
فجعت بمسمعها وناظرها / وكبيرها مرأى ومستمعا
يا خير من عفت شبيبته / حتى بلغت الشيب والصلعا
فت الكرام وكنت سابقهم / ولقد يفوت القارح الجذعا
إن لم يكن ثانيك واحدهم / فبهم تفرق ما بك اجتمعا
علماً على حزماً حجى شرفا / هدياً هدى فضلاً تقى ورعا
خلفتها هملاً مسرحة / أبدا تعاني اليأس والطمعا
وشببت مصطاف الجوى شعلا / وأسلت سيل الدمع مرتبعا
وبمحسن بعد الحسين حمى / لجازع الباكي فلا جزعا
حجب الحسين وذي محاسنه / لم تحتجب مرأى ومستمعا
علم تفيأت العلوم به / ورعى عهود قديمه ورعا
في كل لفظ صدق لهجته / وبكل معنى حسنه انطبعا
وكفاك إبراهيم فهو فتى / إن قال أصغى الدهر واستمعا
جوالة في المجد سبقته / إن ضاق ميدان لها اتسعا
متيقظ للعز ناظره / يخشى ويرجى ضر أو نفعا
بيت العلى فيه قواعده / رفعت ولولاه لما رفعا
ومحمد جلت محامده / عن حصرها فتلوتها لمعا
أمحمد الحسن الخصال أليةً
أمحمد الحسن الخصال أليةً / بنداك لا بالعارض السفاح
إن عشوت إليك عن كل الورى / والشمس مغينة عن المصباح
وعقلت عيسي في ذراك معرسا / في ذروة الشرف الرحيب الساح
راحت إليه واغتدت بذميلها / فأراحها مغتدىً ورواح
القيت إقليدي إليه ولم أكن / ألقي إلى أحد يد الممتاح
هل غير كرفك صارم
هل غير كرفك صارم / في الكحل قد صقلوا فرنده
كن حيث كنت فإنه / أبد الزمان يراك عنده
هو مطلق قبل الهوى / وعلقنه الأشراك بعده
هل غير خدك جمرة / تقد الجوانح وهي ورده
فانظر في قمر الدجى / يرياك طلعته وجعده
غنى النديم فأرقص الحبا
غنى النديم فأرقص الحبا / وتصفقت أكوابه طربا
عصرت زبيباً ثم ما زجها / سر الغرام فأرجت عنبا
ومن الكروم العصر جاء بها / فغدا النديم يديرها ذهبا
نار ولكن في يدي انسكبت / وطلاً ولكن مائها التهبا
برق تألق بالثوية لامعا
برق تألق بالثوية لامعا / فانهل دمعي هاملاً أو هامعا
بالغور حيث الغور منزل جيرة / نزلوا هناك أباطحاً وأجارعا
فترى الغوير بهم سماء محاسن / وتراهم فيه البدور طوالعا
فلهم حننت متى حننت صبابة / ولهم أرقت متى أرقت مدامعا
أسفي على زمن مضى في قربهم / لو عاد منه ما تقضي راجعا
فرض الغرام على المحب المدنف
فرض الغرام على المحب المدنف / حج المنازل مألفاً في مألف
فبكل مصقول الشبيبة مترف /
قف في ديارهم أعز الموقف / إن الديار محصبي ومعرفي
لهم مقام بالحطيم مدرس / مأوى الحجاج الديار ومحبس
عرس به يا سعد فهو معرس /
واخلع نعالك فالمقام مقدس / واسع بمنعرج اللواء وطوف
واحرم ولب واعتمر في جمعهم / اذكر ربارب سرحهم في جمعهم
واتل بذكرك آية في شرعهم /
واحجج بأبناء الغرام لربعهم / واربع على دمن الخليط وخيف
طف مثلثاً بالدراسات ومربعا / نبك مصيفاً للخليط ومربعا
فبأجرع الغورين بورك أجرعا /
قد رمت أن أرد الحمام وأجرعا / لما طربت لدى الحمام الهتف
يا صاحبي ترتلاً وترنما / وبمألف السر بين منا أن جزتما
عوجا صدور اليعملات وسلما /
فبمألف السر بين من قنن الحمى / بالغور حياه الحيا من مألف
قلب تعلق بالحمول وزمزما / إذ أم ركبهم الحطيم وزمزما
ترميه أقواس التفرق اسهما /
قلب توزعه الصبابة اسهماً / في كل خدر ظاعن أو نفنف
يشكو تتابع نبلة في نبلة / من قوس جائرة النوى أو مقلة
وقد استقلت عيسهم في رحلة /
ملكته ويح الشوق كل ربحلة / خصت بحسن للضياغم متلف
برزت أميراً في جيوش متونها / لو لم يفض بالحب غرب شؤنها
وتدرعت بالشعر فوق متونها /
تستل عضباً من مريض جفونها / ينبيك عن حد الحسام المرهف
أخذت سلاح الحب عن فتيانه / فتسل عضباً ريع من سطواته
أسد العرينة في ذرى هضباته /
وتهز لدنا قد شكت وخزاته / كبدي كهز الذابل المتقصف
ظلت قلوب العاشقين خلالها / تشكو سهام جفونها ونصالها
هل كيف زجرت بالقصي نبالها /
بيضاء قد صبغ الحياء جمالها / بمعصفر من لونها ومفوف
اللَه من أدما بسفح رباعها / برزت كضبية حاجرٍ بتلاعها
وقف الغراء بمنحني أضلاعها /
قد خد منها الخد يوم وداعها / بدموع طرفٍ للتفرق مطرف
للَه شاكية الفراق لدهرها / سجرت صباوتها الضلوع بجمرها
فإذا وجفن ضلوعها من سجرها /
جعلت يديها في جناجن صدرها / خوفاً على تلك الضلوع الريف
أدرت أميمة إذ حدا بنياقها / حاد حديت القلب خلف حقاقها
إني بعيد وداعها وعناقها /
لي غلة لا تنطفي لفراقها / أي والهوى لي غلة لا تنطفي
يوري بتذكار الترحل زندها / حرى يوجج نار حزن بعدها
بضلوع مضني لا يبارح وجدها /
وغذا تأجج بالأضالع وقدها / أرسلت منهمر الدموع الوكف
قد ضاق في عيني واسع رحبها / لما تجاوبت الحداة بركبها
فبحق هاتيك البطاح وسربها /
كن منصفي يا عاذلي في حبها / في حبها يا عاذلي كن مصفي
خفت رواتكها كراشق نصلها / تطوي الفلا من حزنها أو سهلها
فإذا تغنى سائق في رحالها /
رقصت أيادي الراتكات بأهلها / رقصات منهز المعاطف هيف
بأبي القلائص بالخليط نوازحا / تطوي القفار أهاضباً وصحاصحا
قد زج مهن الحداة طلائحاً /
ظعنت يجشمها الغرام أبطاحاً / من أهل عقد وقاع صعضف
لم يبق لي بعد الخليط تصبراً / ولتلك أعضائي مقطعة العرى
وأنا الفدا للظاعنين تنفرا /
خبت رواحلهم تهش إلى السرى / في كل مصقول الشبيبة مترف
فبقيت أبكي في لوى فلواتهم / أطلاهم من مهجتي وحياتهم
أدروا وقد طربو الرجع حداتهم /
أبقوا أسير الشوق في عرصاتهم / يكبي المنازل في عيون ذرف
ظعن الخليط وشب ورى زناده / بفؤاد من لعب الأسى بفؤاده
ومتى يمل الدمع من لبعاده /
يجد الدامع من هتون عهاده / أصفى شراباً من سلاف القرقف
يغني النهار بلوعة في لوعة / تذكو بسائل دمعة في دمعة
وإذا الكواكب قد سفرن بطلعة /
يرعى الكواكب لا يلذ بهجعة / بنواح ساجعة الحمام الهتف
لما غدوتم للتفرق مغنماً / عللت نفسي بالوصال لعلما
يشفي التعلل بالوصال متيما /
عرضت فيكم يا أحبة بعدما / صرحت خوفاً من ملام معنف
هام الفؤاد وناظري ما هو ما / خذ وصف حالي يا ابن ودي واعلما
لما أغار الدهر فيك واتهما /
شأني أبيت مرقرقاً شأني دما / أعرف شأني فيك أم لم تعرف
قد شط عن مضني هواك رقاده / إذ بات مفترشاً لديك قتاده
قلقاً لبين الظاغين وساده /
متلهفاً يشجي الخلي فؤاده / في طول ترجيع وطول تلهف
عبد الرضا ما رام سخطاً أو دنا / أأسر لاحي حبه أم أعلنا
يا من تحكم في الفؤاد وأفتنا /
قد رمت أمحضك الوداد وها أنا / لم يثنني عما أروم معنفي
أصبحت في غير الهوى لم أبتذل / أوصلت من بعد الجفا أم لم تصل
ينبيك عما قلت دمع منهمل /
فامنن وجد واسمح واعطف وصل / وارفق وبادر بالزيارة واسعف
جفت الجفون رقادها لما جفا / وصفا الوداد ووده ما إن صفا
أدعوك متبول الحشا متلهفا /
يا متلفي كن واصلي بعد الجفا / بعد الجفا كن واصلي يا متلفي
أعن الغوير أخذت قلبي مرتعا / لما غدا روض الصبابة ممرعا
وشربت من جفني المسهد أدمعا /
للَه ريم رام قلبي مرتعا / والورد من وجناته لم يقطف
ووضئ وجه إن ظلام أردنا / ما شاقه قمر تبلج موهنا
ألا تردى من حياه الديجنا /
وقضيب بان ما أنثني إلا انثنى / في طير قلب بالضلوع مرفرف
ألفت لاعج حبه بتردد / فذوت رياض تصبري وتجلدي
وانا الفداء لشادن متنهد /
بددت فيه الصبراي تبدد / لما غدوت بلاعج متألف
أني كلفت بحبه عن غيره / والحب لا يبقي قوادم طيره
اللَه من ظبي بسفح غويره /
لو شام منه الثغر راهب ديره / لقلى الصلاة بجنح ليل مسدف
وغدا أصماً لو رآك مشنفا / لم يصغ للاحي ألح وعنفا
واجتاز عن سبل النقا وتعسفا /
ورمى المدارع لو رآك مهفهفا / في برد حسن بالشباب مفوف
كم بت من حرم الغرام بجذوة / مضني الفؤاد بطعنى وبسطوة
أدعو فأشجي الساجعات بدعوتي /
يا مر جفي في حبه من جفوة / من جفوة في حبه يا مرجفي
أشكو الصبابة في تضرم وقدها / وبدا لعيني هولها في حدها
ومذ اغتذى قلبي بغاية جهدها /
ضعفت متوني عن تحمل بردها / والقلب عن حمل الهوى لم يضف
يا بارقاً بين الغوير وبارق / حييت من زور تلوح وبارق
قل للخليط عدتك أيدي طارق /
كن مسعفي بخيال طيف طارق / قد قل في حكم الصبابة مسعفي
نعم استقلوا ظاعنين عن اللوى / واشتاق قلبي في تشوقه الهوى
وطووا بساط البيد شوقاً فانطوى /
وقد استقل بركبه حادي النوى / وأغار في قلب اللهوف المدنف
حبسوا لدى التوديع في رمل النقا / خيلاً تخيلها الصبا أو أينقا
قد ضم شيقهم عناقاً شيقا /
كشح إلى كشح تقارب والتقى / بعد التباعد مرشفاً من مرشف
زموا ففاض الدمع مني راجسا / والواحد قد أورى لدى مقابسا
أدعو فأطمع بالتلاقي آيسا /
يا سائق الأظعان عرج حابساً / بالركب وارحم حسرتي وتلهفي
حكم الهوى بطليقهم وحبيسهم / من ظاعن مخلف بدريسهم
عند الوداع ومهجتي برسيسهم /
حبسوا كما شاء الوداع بعيسهم / والدمع يسفحه الحياء بمطرفي
هل ضمة لغصونهم هل ضمة / ام هل لنشر القرب منهم شمة
أدعو وأجفان البكا منهمة /
يا ليت شعري والحوادث جمة / تعدو علي بصارم ومثقف
ملكته يوم البين أجناد الجوى / وطوى الفؤاد الحب منه فانطوى
هل ينقذ المشتاق في أيدي الهوى /
أم ينصف المشتاق من بعد النوى / من كان من قبل النوى لم ينصف
أنجدت في صد وقلبي متهم / قد ضمه ليل لصدك مظلم
ولكم أقول ومهجتي تتضرم /
أني على الود المقيم مخيم / لم ألف عنه مساعة من مصرف
أغدو بدمع للتباعد دافق / وفؤاد مضني بالأضالع خافق
أصفيت حتى لست فيه بماذق /
دائي عضال من تجن صادق / في وده فعسى بقربي يشتفي
عاتبتني لما جنيت جناية / أسمعت مني في هواك حكاية
قد حدت عن طرق الوداد غواية /
أرأيت هل يبدي الوداد هداية / لمجانب عن طرقة متعسف
قسماً بما ضم الحمى من ديمة / تسبي الجآذر في تلفت ظبية
كلا وإن أبديت صدق آلية /
قسماً برب الراقصات وفتية / تخذت غواربها مصيف مصيف
وبمجرمين تطوفوا من شرعه / وبكل من لبى بواكف دمعه
وبحي ذياك المقام وجمعه /
وبذي المشاعر والمقام وجمعه / وبكل حبر بالحجيج مخيف
وبمن تطاوف للتطوف خطوه / وبمن سما أوج الكواكب شأوه
خير البرية والمعلى صنوه /
للود ما يرنق صفوه / في طول إعراض وطول تخلف
يا ريم رامة واللوى
يا ريم رامة واللوى / بك استجبر من النوى
يا من سلا عهد الهوى /
سل عن متيم هوى / في حب من يهواه أغيد
أحبب بذكرك بهجة / تعد الركائب نهجة
لرشا رمى لي مهجة /
فاق الغزالة بهجة / والخد منه لون عسجد
يبدي الجفا ويعيده / رشأ يحن عميده
فرد الجمال فريده /
جيد الجآذر جيده / والعين لم تكحل بأثمد
ضاع العذول ووعظه / بأغن در لفظه
حسب المشوق وحظه /
ساجي اللحاظ ولحظه / كالسيف للعشاق مرصد
فالوجه شع تلألؤاً / والقد مال تكفؤا
والجفن صارمه شأى /
إن سله سل الفؤا / د فيا لذا السيف المجرد
غصن النقا ما روحك / إلا النسيم فرنحك
يا قاتلي ما أملحك /
فعجبت للأجل المحك / م للقضا هل كيف يقصد
أي الظبا لم يذعن / لك يا مريض الأعين
وجبينك البدر السني /
قد أذعن البدر المني / ر لوجنة الخد المورد
وورد الروا من أدمعي / ورعى الحشا من أضلعي
فعجبت ممن يدعي /
سكن الأراك ليرتعي / بزهروه في عيش أرغد
أنا من على الوجد انطوى / طي السجل وما ارعوى
ويلاه من كلف الهوى /
يا هل ترى يوم النوى / في ليله طرف مسهد
وسنان يبرق نحره / في الترب يسحب شعره
فضح الغوالي نشره /
وسبى اللئالي ثغره / باللؤلؤ الرطب المنضد
أكواكب طلعت من الأبراج
أكواكب طلعت من الأبراج / أم خرد بكرت على الأحداج
أم ذي معانٍ لا غوانٍ أقبلت / تختال بالألفاظ لا الديباج
وكأنها من لفظها بسلافةٍ / وكأنها من طرسها بزجاج
للَه درك رحلة مكية / أملت علي مناسك الحجاج
وليالي النفر الثر ورح / لة الركبان في بكر وفي إدلاج
وحكت لنا من مشعر ومخيف / ومعرج للنسك أو معراج
فهي السبيل إلى البلاغة كلها / وإلى الهداية واضح المنهاج
كاللؤلؤ ازدوجت بها أبياتها / وزهت على الأفراد والأزواج
للَه ألفت كفاه كل قضية / لرمى عقيم الشكل بالإنتاج
ويداه بحر قد تموج زاخرا / فانصاع يلقي الدر في الأمواج
هي بانة هيفاء رنحها
هي بانة هيفاء رنحها / مر الصبا والطل وشحها
أم روضة غناء باكرها / مطر فاغبقها وأصبحها
زان النسيم عيون نرجسها / لما استطار لها ففتحها
وسرى وفي أردانه عبق / من وفرة للآس سرحها
أو وجنة للورد ناصعة / عبث النسيم بها فجرحها
بمطارف للزهر قد نشرت / تكسو ربى نجد وأبطحها
أم كعبة قام البديع بها / عبداً فقدسها وسبحها
أم رحلة مكية زهرت / فجنى المسرة من تصفحها
ورأى بها النكت الحسان فما / أحلى إشارتها وأملحها
ورأى مصاريعاً بها ازدوجت / عقد البيان بها وألقحها
جمعت محاسن لم أحط عدداً / بمتون أدناها فاشرحها
هذا كتاب المجد مصحفه
هذا كتاب المجد مصحفه / ومآل وحي الفضل مألفه
فدلائل الأعجاز أسطره / وقلائد العقيان أحرفه
هذا المفضل باسم منشئه / وهو المفضل إذ تصحفه
كالفلك تشحنه غرائبه / فيشق لج الفكر مجدفه
متضوعاً كالروض باكره / صوب الغمام فراق زخرفه
كالماء بالرصف اصطبحت به / أو عقد غانية ترصفه
ودت عيوني لو تكون فما / تحسو سلافته وترشفه
ويود سمعي لو يكون يداً / لينال زهراً منه يقطفه
فاسأل به إن شئت ذا أدب / فميز الدينار صيرفه
وكأنه لعموم مادحه / سيان حاسده ومنصفه
يا أيها العلوي حزت علاً / ما استطاع حصراً من يوصفه
للَه من قلم كتبت به / وأنامل أخذت تصرفه
وبسحر بابل قد أتى ويرى / ثعبان موسى ليس يلقفه
يصل المحابر وهي تظمئه / ويصد عنها وهي ترشفه
متوقف ما لم يعل فما / فإذا أعل يقل موقفه
ظام فإن شرب المدام مشى / للطرس يلقيه ويقذفه
وكأنه لدقيق قامته / صب نحيف الجسم مدنفه
عادي المناكب لا يخاط له / برد ولا مما يفوفه
لا يعلم السر المصون وقد / ينبيك عن سر ويكشفه
جم اللغات لسانه ذرب / لا يختشي مما يحرفه
متكلم بالحق مؤتمن / ما صح عنه ما يصحفه
ومبين ما لا يبين له / ومعرف ما ليس يعرفه