القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ زَمرَك الأَندَلُسي الكل
المجموع : 46
كم من لطائف للهدى أوضحتها
كم من لطائف للهدى أوضحتها / خَفِيَتْ لطائفها على الأفكارِ
كم من جرائم قد غفرت عظيمها / مستنزلاً من رحمة الغفارِ
علمت ملوك الأرض أنك فخرها / فتسابقت لرضاك في مضمارِ
سالت به تحت العَجاج سفينة
سالت به تحت العَجاج سفينة / لقحت بريح العزم من أنصارِ
أرستْ بجودي الجود في يوم الندى / وجرت بيوم الحرب في تيارِ
ألقى بأيدي الريح فضل عنانه
ألقى بأيدي الريح فضل عنانه / فيكاد يسبق لمحة الأبصار
فهي العرابُ متى انبرت يوم الوغى
فهي العرابُ متى انبرت يوم الوغى / قد أعربت عن لطف صنع الباري
إن خاض في ليل العجاج رأيته
إن خاض في ليل العجاج رأيته / يجلو دجُنَّته بوجه نهارِ
كم فيهم من قارِ ضيفٍ طارقِ
كم فيهم من قارِ ضيفٍ طارقِ / وضحت شواهدُ فضله للقارِ
يا أيها الملك الذي أيامُهُ
يا أيها الملك الذي أيامُهُ / غُرَرٌ تلوح بأوجه الأعصارِ
قد زارك العيد السعيد مبشْراً / فاسمح لألف منهم بمزارِ
لما ازدَهته عواطفٌ ألطفتها / عطف الإله عليك عطف سوارِ
فأتى يؤمم منك هدْياً صالحاً / كي يستمدْ النور بعد سرارِ
وأتاك بسحب ذيل سُحب أغدقت / تُغري جفون المزن باستعبارِ
جادتْ بجاري الدمع من قطر الندى / فرعى الربيع لها حقوق الجارِ
فأعاد وَجْه الأرض طلقاً مشرقاً / متضاحكاً بمباسم النوّارِ
لما دعاك إلى القيام بسنة / حكَّمْتَ داعي الجود والإيثارِ
فأقضت فينا من نداك مَواهباً / حسنت مواقعها على التكرارِ
فاهنأ بعيد عاد يشتمل الرضى / جذلان يرفلُ في حلى استبشارِ
لا عذر لي أَنْ كنتُ فيه مقصِّراً
لا عذر لي أَنْ كنتُ فيه مقصِّراً / سدَّت صفاتك أوجهَ الأعذار
فإذا نظمتُ من المناقب دُرَّها / شرفتني منها بنظم داري
فلذاك أنظمها قلائد لؤلؤ / لألاؤهْا قد شف بالأنوار
هي نفحةٌ هبت من الأنصارِ
هي نفحةٌ هبت من الأنصارِ / أهدتك فتحَ ممالك الأمصارِ
في بشرها وبشارة الدنيا بها / مستمتع الأسماع والأبصارِ
هبَت على قطر الجهاد فروّضت / أرجاءه بالنفحة المعطارِ
وسرت وأمر الله طيَّ برودها / يهدي البرية صنع لطف الباري
مرّت بأرواح المنابر فانبرت / خطباؤها مفتنّة الأطيارِ
حنّت معارجها إلى أعشارها / لما سمعن بها حنين عِشارِ
لو أنصَفَتْكَ لكلَّلت أدواحها / تلك البشائرُ يانع الأزهارِ
فتح الفتوح أتاك في حلل الرضى / بعجائب الأزمان والأعصارِ
فتح الفتوح جنيت من أفنانه / ما شئت من نصر ومن أنصارِ
كم آيةٍ لك في السعود جليةٍ / خلّدتَ منها عبرة استبصارِ
كم حكمةٍ لك في النفوس خفيةٍ / خفيت مداركها عن الأفكارِ
كم من أمير أمَّ بابكَ فانثنى / يُدعى الخليفةَ دعوة الإكبارِ
أعطيتَ أحمد رايةً منصورةً / بركاتها تسري من الأنصارِ
أركبتَه في المنشآت كأنما / جهزته في وجهة لمزارِ
من كل خافقة الشراع مصفّقٍ / مها الجناحُ تطير كل مطارِ
ألقت بأيدي الريح فضلَ عِنانها / فتكاد تسبق لمحة الأبصارِ
مثل الجياد تدافعت وتسابقت / من طافح الأمواج في مضمارِ
للهِ منها في المجاز سوابحٌ / وقفت عليك الفخر وهي جواري
لما قصدت لها مراسِيَ سبتةٍ / عطفت على الأسوار عطف سوارِ
لما رأت من صبح عزمك غُرةً / محفوفة بأشعة الأنوارِ
ورأت جبيناً دونه شمس الضحى / لَبَّتْكَ بالإِجلال والإِكبارِ
فأقضت فيها من نداك مواهباً / حسنت مواقعها على التكرارِ
وأريتَ أهل الغرب عزم مُغَرَّب / قد ساعدته غرائب الأقدارِ
وخطبت من فاسَ الجديدِ عقيلةً / لَبَّتْكَ طوع تسرّع وبدارِ
ما صدّقوا مَتْنَ الحديث بفتحها / حتى رأوه في متون شِفارِ
وتسمّعوا الأخبار باستفتاحها / والخُبْرُ قد أغنى عن الأخبارِ
قولوا لقردِ في الوزارة غرَّهُ / حلم مَنَنْتَ به على مقدارِ
أسكنتَه من فاسَ جنَّة ملكها / متنعماً منها بدار قرارِ
حتى إذا كفر الصَّنيعةَ وازدرى / بحقوقها ألحقته بالنارِ
جرَعتَ نَجْلَ الكاس كأساً مُرْةً / دَسَّتْ إليه الحتف في الإسكارِ
كفر الذي أوليته من نعمة / لا تأنْسُ النَّعماء بالكفّارِ
فطرحتَه طرح النواة فلم يَفُزْ / من عزِّ مغربِهِ بغير فرارِ
لم يتفق لخليفة مثلُ الذي / أعطى الإلهُ خليفةَ الأنصارِ
لم أدرِ والأيام ذات عجائبِ / تردادها يحلو على التذكارِ
ألِواءُ صبحٍ في ثنيّة مشرق / أمْ رايةٌ في جحفل جرَّارِ
وشهاب أفق أم سنانٌ لامع / ينقضُّ نجْماً في سماء غبارِ
ومناقب المولى الإمام محمدٍ / قد أشرقت أمْ هنَّ زُهرُ درَاري
فاق الملوك بهِمة عُلويّةٍ / من دونها نجم السماء الساري
لو صافح الكفَّ الخضيبَ بكفه / فخرت بنهر للمجرة جاري
والشهب تطمع في مطالع أفقها / لو أحرزت منه منيع جوارِ
سلْ بالمشارق صبحَها عن وجهه / يفتر منه عن جبين نهارِ
سلْ بالغمائم صوبَها عن كفه / تُنْبئْكَ عن بحر بها زخّارِ
سلْ بالبروق صفاحها عن عزمه / تُخْبِرْكَ عن أمضى شباً وغِرارِ
قد أحرز الشيمَ الخطيرةَ عندما / أمطى العزائم صهوة الأخطارِ
إن يلق ذو الإجرام صفحة صفحِهِ / فسح القبول لهُ خُطا الأعمارِ
يا من إذا هبّت نواسمُ حمده / أزرتْ بعَرف الروضة المِعْطارِ
يا من إذا افترّت مباسم بِشرهِ / وهب النفوس وعاث في الإقتارِ
يا من إذا طلعت شموس سعوده / تُعشي أشعتها قُوى الإبصارِ
قسماً بوجهك في الضياء وإنه / شمسٌ تمدُّ الشمس بالأنوارِ
قسماً بعزمك في المضاء فإنه / سيفٌ تجرّده يدُ الأقدارِ
لسماح كفك كلما استوهبتُه / يُزري بغيث الديمة المدرارِ
للهِ حضرتك العليّة لم تزلْ / يُلقي الغريبُ بها عصا التسيارِ
كم من طريد نازحٍ قذفت به / أيدي النوى في القفر رَهُنَ سفارِ
بلّغتَه ما شاء من آماله / فَسَلا عن الأوطان بالأوطارِ
صيَّرت بالإحسانِ دارك دارَهُ / مُتّعتَ بالحسنى وعُقبى الدارِ
والخَلْقُ تعلم أنك الغوث الذي / يُضفي عليها وافيَ الأستارِ
كم دعوةٍ لك في المُحول مُجابةٍ / أَغْرَت جفون المزن باستعبارِ
جاءت مجاري الدمع من قطر الندى / فرعى الربيع لها حقوق الجارِ
فأعاد وجه الأرض طلقاً مُشرقاً / متضاحكاً بمباسم النوّارِ
يا من مآثره وفضل جهاده / تُحدي القطار بها إلى الأقطارِ
حُطتَ البلاد ومن حوته ثغورها / وكفى بسعدك حامياً لذمارِ
فلرب بكر للفتوح خطبتها / بالمشرفية والقنا الخطّارِ
وعقيلة للكفر لما رُعْتَها / أخرست من ناقوسها المهذارِ
أذهبت من صفح الوجود كيانَها / ومحوتَها إِلاَّ من التّذكارِ
عمروا بها جناتِ عدن زُخرفت / ثم انْثَنَوْا عنها ديار بَوارِ
صبَّحْتَ منها روضةً مطلولةً / فأعدتها للحين موقدَ نارِ
واسودْ وجه الكفر من خزي متى / ما احْمَرَّ وجه الأبيض البتّارِ
ولرُبَّ روضٍ للقنا متأوّدٍ / ناب الصهيل به عن الأطيارِ
مهما حكت زُهرُ الأسنةِ زَهرَهُ / حكتِ السيوف معاطف الأنهارِ
متوقِّدٌ لهب الحديد بجوه / تصلى به الأعداء لفح أوارِ
فبكلِّ ملتفت صقالٌ مشهرٌ / قدّاح زندٍ للحفيظة واري
في كف أوعَ فوق نهدٍ سابح / متموّج الأَعطاف في الإحضارِ
من كل منْحفز بلمحة بارق / حمل السلاح به على طيار
من أشهب كالصبح يطلع غرةً / في مستهل العسكر الجرّارِ
أو أدهمٍ كالليلِ إلاَّ أنه / لم يرضَ بالجوزاء حلي عِذارِ
أو أحمر كالجمر يذكي شعلةً / وقد ارتمى من بأسه بشرار
أو أشقرٍ حلَّى الجمالُ أديمَهُ / وكساهُ من زهو جلال نُضارِ
أو أشعلٍ راق العيون كأنه / غَلَسٌ يخالط سُدفةً بنهارِ
شهبٌ وشقرٌ في الطراد كأنها / روض تفتح عن شقيق بهارِ
عَوَّدْتَهَا أنْ ليس تقربُ منهلاً / حتى يُخالَطَ بالدم الموْارِ
يا أيّها الملك الذي أيامُهُ / غُررٌ تلوح بأوجه الأعصارِ
يهني لواءك أنّ جَدَّكَ زاحف / بلواء خير الخلق للكفارِ
لا غروَ أنْ فُقْتَ الملوكَ سيادةً / إِذْ كان جَدُّكَ سيِّدَ الأنصارِ
السابقون الأولون إلى الهدى / والمصطَفَوْنَ لنصرة المختارِ
متهللون إذا النزيل عراهم / سفروا له عن أوجه الأقمارِ
من كل وضاح الجبين إذا اجتبى / تلقاه معصوباً بتاج فخار
قد لاث صبحاً فوق بدر بعدما / لبس المكارمَ وارتدى بوقارِ
فاسألْ ببدرٍ عن مواقف بأسهم / فهم تَلافَوْا أمره ببدارِ
لهم العوالي عن معالي فخرها / نقلَ الرواةُ عواليَ الأخبارِ
وإذا كتاب اللهِ يتلو حمدهم / أودى القصور بمِنّةِ الأشعارِ
يا ابن الذين إذا تُذوكر فخرهم / فخروا بطيب أرومة ونجارِ
حقاً لقد أوضحتَ من آثارهم / لما أخذت لدينهم بالثارِ
أصبحت وارث مجدهم وفخارهم / ومشرْف الأعصار والأمصارِ
يا صادراً في الفتح عن وِردِ المنى / رِدْ ناجح الإيراد والإصدارِ
واهنأ بفتح جاء يشتمل الرضى / جذلان يرفل في حلى استبشار
وإليكها ملء العيون وسامةً / حَيَّتْكَ بالأبكار من أفكاري
تُجري حُداةُ العيس طيبَ حديثها / يتعلَّلون به على الأكوارِ
إن مسَّهم لفح الهجير أبلّهم / منه نسيم ثنائكَ المعطارِ
وتُميل من أصغى لها فكأنّني / عاطيته منها كؤوس عُقار
قذفت بحورُ الفكر منها جوهراً / لما وصفت أناملاً ببحارِ
لا زلت للإسلام ستراً كلما / أمّ الحجيج البيت ذا الأستار
ويقيت يا بدر الهدى تجري بما / شاءت علاك سَوابقُ الأقدار
يا بدرَ تِمٍّ في سماء خلافة
يا بدرَ تِمٍّ في سماء خلافة / حفَّتْ نجومَ السعد هالةَُ قصرِه
ألبست عبدكَ من ثيابك ملبَساً / قد قصّرت عنه مدارك شكره
ورضاك عنه خيرُ ما ألبسته / فلقد أشاد بجاهه وببرْه
ألبستني أركبتني شرّفتني / أهديتني ما لا أقوم بحصره
نظري بوجهك وهو أجمل نَيِّرٍ / يُزري على شمس الزمان وبدره
أعلى وأعظم مِنَّةً لا سيما / وأنا المنعّم في الحضور ببشرِهِ
لا زلتَ مولّى للملوكِ مؤملاً / وحلاك للإسلام مفخر دهرِهِ
أُهدي أبا العباسِ
أُهدي أبا العباسِ / مَلِكَ الندى والباسِ
ثوب السماء لأنه / بدرٌ بدا للنّاسِ
فَلَقُ الصباح بوجهه / عوَّذْتُه بالناسِ
يكسو إماماً لم يزل / بحلى المحامد كاسِ
فيا له من مرتدٍ / ثوب التقى لبّاسِ
أذيالُهُ في حمده / مسكِيَّةُ الأنفاسِ
وبطرزه مدحٌ زَرَى / بالمدح في القرطاسِ
إن كنت في لون السما / ءِ بنسبة وقياسِ
فلأنت يا بدر العلا / شرّفْتَني بلباسِ
أنا منشد ما في وقو / فِكَ ساعةً من باسِ
لترى رياضاَ أَطلعت / زهراً على أجناسِ
أوراقها توريقها / بقضيبها الميّاسِ
ومن المديح مدامتي / ومن المحابر كاسي
فالله يمتع لابسي / بالبشر والإيناسِ
لك في الخلافة مظهرٌ لا يُفْرَعُ
لك في الخلافة مظهرٌ لا يُفْرَعُ / من دون مرقبِهِ النجومُ الطُلَّعُ
يا أيها الملك الذي أيامه / غرَرٌ بوجه الدهر لا تتقنعُ
سبحانَ من حَلاَّكَ بالخلق الرضا / وكساك منه حُلّةً لا تخلعُ
أما المدام فدمتَ تُطلع شمسَها / بين البدور وشمس وجهك تسطعُ
أغْنَيْتَني عنها بخمر بلاغة / فالطيبُ من نفحاتها يَتَضَوْعُ
بَوَّأَتَني من عزّ نظمك روضةٌ / طاب الجنى منها ولذّ المشْرَعُ
وأريتني جنح الدّجُنَّةِ غرةً / فالنور من قسماتها يتطلعُ
يعنو لها البدر المنير وقد علا / والبدر تاج بالنجوم مُرَصَّعُ
فاتحتني منها بخمس ولائدٍ / لتُعيذها من كل عين تلفَعُ
قَبّلتُها ألْفاً وبتُّ لربِّها / أدعو له حتّى الصباح وأضْرَعُ
أغرى سراةَ الحيّ بالإطراقِ
أغرى سراةَ الحيّ بالإطراقِ / نَبَأً أصمَّ مسامعَ الآفاقِ
أمسى به ليلُ الحوادث داجياً / والصبحُ أصبح كاسفَ الإشراقِ
فُجع الجميع بواحدٍ جمعت له / شتَّى العُلا ومكارم الأخلاقِ
هبوا لحكمِكُمُ الرصين فإِنّه / صرف القضاء فما له من واقِ
نقش الزمان بصرفه في صفحة / كلُّ اجتماع مؤذنٌ بفراقِ
ماذا ترجي من زمانك بعدما / عَلِقَ الفناءُ بأنفس الأعلاَقِ
من تحسدُ السّبعُ الطباقُ علاءهُ / عَالَوْا عليه من الثَّرى بطباقِ
إنّ المنايا للبرايا غاية / سبق الكرام لخصها بسباقِ
لمّا حسبنا أَنْ تُحَوَّلَ أَبْؤُساً / كشفت عوان حروبها عن ساقِ
ما كان إلا البدرَ طالَ سِرارُهُ / حتى رمتهُ يدُ الردى بمحَاقِ
أَنفَ المُقامَ مع الفناء نزاهةً / فنوى الرحيلَ إلى مَقام باقِ
عدِمَ الموافق في مرافقة الدنا / فنضى الركاب إلى الرفيق الباقي
أسفاً على ذاك الجلالِ تقلَّصَت / أفياؤه وعهدْنَ خيرَ رواقِ
يا آمري بالصبر عيلَ تَصَبُّري / دعْني فدَتْكَ لواعجُ الأشواقِ
وذَر اليراعَ تشي بدمع مدادِها / وشيَ القريض يروق في الأوراقِ
وا حسرتا للعلم أقفر ربعُه / والعدلُ جُرِّدَ أجمل الأطواقِ
ركدت رياح المعلوات لفقدها / كسَدَتْ به الآداب بعد نَفاقِ
كم من غوامضَ قد صَدّعْتَ بفهمها / خَفِيَتْ مداركُها على الحذّاقِ
كم قاعدٍ في البيد بعد قعوده / قعدت به الآمال دون لحاقِ
لمن الركائب بعد بعدك تُنتضى / ما بين شامٍ ترتمي وعراقِ
تفلي الفلا بمناسم مغلولة / تسم الحصى بنجيعها الرقراقِ
كانت إذا اشْتَكَتِ الوجى وتوقفت / يهفو نسيم ثنائك الخفاقِ
فإذا تنسمتِ الثناءَ أمامها / مدّت لها الأعناق في الإعناقِ
يا مُزْجيَ البُدن القلاص خوافقاً / رفقاً بها فالسعيُ في إخفاقِ
مات الذي ورث العلا عن معشر / ورثوا تراث المجد باستحقاقِ
رُفعت لهم راياتُ كل جلالة / فتميَّزوا في حلبة السُّبَّاقِ
عَلَمُ الهداة وقطب أعلام النهى / حَرَمُ العفاة المجتنى الأرزاقِ
رقّت سجاياه وراقت مجتلّى / كالشمس في بعد وفي إشراقِ
كالزَهر في لألائه والبدر في / عليائه والزُّهر في الإِبْراقِ
مهما مدحتُ سواهُ قَيَّدَ وصفَه / وصفاتهِ حمدٌ على الإطلاقِ
يا وارثاً نسب النبوة جامعاً / في العلم والأخلاق والأعراقِ
يا ابن الرسول وإنّها لوسيلة / يرقى بها أوجَ المصاعد راقي
ورد الكتاب بفضلكم وكمالكم / فكفى ثناء الواحد الخلاّقِ
مولاي إنّي في عُلاك مقصِّر / قد ضاق عن حصر النجوم نطاقي
ومن الذي يحصي مناقبَ مجدكم / عدُّ الحصى والرمل غير مُطاقِ
يهني قبوراً زرتها فلقد ثوتْ / منا مصونَ جوانحٍ وحِداقِ
خط الردى منها سطوراً نصها / لا بدّ أنك للفَناء مُلاقِ
ولحقت ترجمة الكتاب وصدرَه / وفوائد المكتوب في الإلحاقِ
كم من سَراةٍ في القبور كأنهم / في بطنها دُرٌّ ثوى بحقاقِ
قل للسحاب اسحب ذيولك نحوه / والعبْ بصارم برقك الخفَّاقِ
أودى الذي غيث العباد بكفه / يُزري بواكف غيثك الغيداقِ
إن كان صوتك بالمياه فدرُّها / دَرٌّ يُروْض ما حل الإملاقِ
بشرٌ كثير قد نُعوا لمَّا نُعِي / قاضيّ القضاة وغاب في الأطباقِ
ألبستهم ثوب الكرامة ضافياً / وأرحتَ من كدِّ ومن إرهاقِ
يتفيّأون ظلالَ جاهك كلما / لفحت سَموم الخطب بالإحراقِ
عدموا المرافق في فراقك وانطوى / عنهم بساط الرفق والإرفاقِ
رفعوا سريرك خافضين رؤوسَهم / ما منهُمُ إلا حليف سياقِ
لكنْ مصيرُك للنعيم مخلّداً / كان الذي أبقى على الأَرْماقِ
ومن العجائب أن يُرى بحرُ الندى / طودُ الهدى يسري على الأعناقِ
إن يحملوك على الكواهل طالما / قد كنت محمولاً على الأحداقِ
أو يرفعوك على العواتق طالما / رُفِّعْتَ ظهر منابر وعِتاقِ
ولئن رحلت إلى الجنان فإننا / نصلى بنار الوجد والأشواقِ
لو كنت تشهد حزنَ من خلّفته / لثنى عِنانك كثرة الإشفاقِ
إن جَنَّ ليل جُنَّ من فرط الأسى / وسوى كلامك ما له من راقِ
فابعث خيالك في الكرى يُبعثْ به / ميْتُ السّرور لثاكلٍ مشتاقِ
أغليتَ يا رُزْءُ التصبُّرَ مثلما / أَرْخصْتَ دُرَّ الدمعِ في الآماقِ
إن يخلُفِ الأرضَ الغمامُ فإِنّني / أَسقي الضريحَ بدمعيَ المُهَراقِ
يا خيرَ من ملك الملوكْ
يا خيرَ من ملك الملوكْ / أهديتني حبَّ الملوكْ
فكأنما ياقوتها / نظمت لنا نظم السٌّلوكْ
إن الملوك إذا لَحَوْا / فغياثهُم أَنْ أَمَّلوكْ
وكذا العفاة إذا شكوْا / فغناهمُ أَنْ يسألوكْ
فالله يقبل من دعا / لعلاك من أهل السلوكْ
لا زلتَ تطلع غُرَّةً / كالشمس في وقت الدلوكُ
يا خير من ملك الملوك بجوده
يا خير من ملك الملوك بجوده / ولفضله قد أشبهَ الأملاكا
واللهِ ما عرفَ الزمانُ وأهلُهُ / أمناً ويمناً دائماً لولاكا
وافَيتُ أهلي بالرياض عشيةً / في روض جاهك تحت ظل ذَراكا
فوجدتُه قد طلَّه صوب الندى / بسحائب تنهلُّ من يُمناكا
وسفائنِ مشحونةٍ ألقى بها / بحرُ السماح يجيش من نُعماكا
رُطَبٌ من الطَّلع النضيد كأنها / قد نُظِّمت من حسنها أسلاكا
من كل ما كان النّبيُّ يحبها / وأحبها الأنصار من أولاكا
وبدائع التحفِ التي قد أطلعت / مثلَ البدور أنارت الأحلاكا
نطف من النور المبين تجَسَّمتْ / حتى حسبنا َنَّهنَّ هداكا
يحلو على الأفواه طيبُ مذاقها / لولا التجسّدُ خلتُهنَّ ثناكا
طافت بها النَشأُ الصِّغارُ كأنَّها / سربُ القطا لمّا وَرَدْنَ نَدَاكَا
نَجْواهُمُ مهما سمعت كلامهم / ونداؤهم مولايَ أو مولاكا
بَلَّغْتَ في الأبناء عبْدَك سُؤُلَه / لا زلتَ تبلغ في بنيك مُناكا
يتدارسون من الدعاء صحائفاً / كيما يطيلُ الله في بُقياكا
فبقيتَ شمساً في سماء خلافةٍ / وهُمُ البدورُ أمدّهن سناكا
يا من له الوجه الجميل إذا بدا
يا من له الوجه الجميل إذا بدا / فاقت محاسنُه البدورَ كمالاَ
والمنتقى من جوهر الفخر الذي / فاق الخلائف عزةً وجمالا
ما أبصرت عيناي مثل هديةٍ / أبدت لنا صنع الإله تعالى
فيها من التفاح كلُّ عجيبةٍ / تذكي بريَّاها صَباً وشَمالا
تُهدي لنا نهدّ الحبيب وخدّهُ / وتُري من الورد الجنيِّ مثالا
وبها من الأَترجِّ شمسٌ أطلعت / من كل شطر للعيونِ هلالا
ويحفُّها وَرَقٌ يروقُ كأنّه / وَرَقُ النُّضار وقد أجاد نِبَالا
لون العشية ذهَّبَتْ صفحاتها / رقَّتْ وراقَتْ بهجةً وجمالا
وبها من النَّقْل الشَّهيِّ مذكَّرٌ / عهداً تولّى ليْتَهُ يتوالى
لله منها خضرة من حضرة / تُغني العُفَاةَ وتُحْسِبُ الآمالا
أذكرتني العهد القديم ومعهداً / كانت شموسُ الراح فيه تلالا
فأردتُ تجديدَ العهود وإنما / كتبَ المشيبٌ على عذاري لالا
فأدرتُ من ذكراك كأس مُدامة / وشربتُ من حبي لها جريالا
فبقيتَ شمساً في سماء خلافة / لا يستطيعُ لها الزمانُ زوالا
لو كنتُ أُعطي من لقائك سولا
لو كنتُ أُعطي من لقائك سولا / لم أتخذ برقَ الغمام رسولا
أو كنتُ أبلغ من قبولك مأملي / لم أودع الشكوى صَباً وقَبُولا
لكن معتل النسيم إذا سرى / ما زال يوسع ذا الهوى تعليلا
وبملتقى الأرواح دوحة أيكة / جاذبتها عند الغروب مميلا
عهدي بها سَدَلّتْ عليَّ ظلالها / فسدلتُ ظلاًّ للشباب ظليلا
رتعت به حولي الظباء أوانساً / فنعمت فيه معرْساً ومقيلا
وصقلت للحسناء صفح مودتي / لما اجتليتُ العارضَ المصقولا
ثم انتشَيْتُ وقد تعاطيت الهوى / ريماً أغرّ وجؤذراً مكحولا
كم فيه من مُلَح لمرتاد الهوى / تركَتْ فؤاد مُحِبِّهِ مَتُبُولا
لم تروِ لي عيناه حكمة بابل / إلا أخذت حديثها مقبولا
ولقد أجدَّ جوايَ لما زرتُهُ / رسماً كحاشية الرداء مُحِيْلا
قد أنكرته العين إلا لمحةً / عرفَتْ به آثارَهُ تخييلا
وإذا الطلولُ تعرضت لمتيم / غادَرْنَ دمع جفونه مطلولا
من ينجد الصبر الجميل فإنه / بعد الأحبة قد أجَدَّ رحيلا
كيف التجمّل بعدهم وأنا الذي / أَنْسَيْتُ قيساً في الهوى وجميلا
من عاذري والقلب أول عاذلٍ / فيمن أفنّد لائماً وعذولا
أَتْبَعْتُ في دين الصبابة أمّةً / ما بدّلوا في حبّهم تبديلا
يا مورداً حامت عليه قلوبُنا / لو نيلَ لم تجرِ المدامع نيلا
ما ضرَّ من رقَتْ غلائلُه ضحىً / لو باتَ ينقعُ للمحبِّ غليلا
كم ذا أُعَلِّل بالحديث وبالمنى / قلباً كما شاء الغرام عليلا
أَعْدَيْتُ واصلةَ الهديل بِسُحرةِ / شجواً وجانحَةَ الأصيل نحُولا
وسريتُ في طي النسيم لعلّني / احتلُّ حَيّاً بالعقيق حلولا
هذا ووجدي مثلُ وجدي عندما اس / تشعرتُ من ركب الحجاز رحيلا
قد سددوا الأنضاء ثم تتابعوا / يتلو رعيلٌ في الفلاة رعيلا
مثلُ القسيِّ ضوامرٌ قد أُرسلَتْ / يذرعن عرض البيد ميلاً ميلا
مترنحين على الرمال كأنما / عاطينُ من فرط الكلال شَمُولا
إن يلتبسُ عَلَمُ الطريق عليهم / جعلوا التشوّق للرسول دليلا
يا راحلين وما تحمّل ركبُهم / إلا قلوب العاشقين حُمولا
ناشدتكم عهدَ المودة بيننا / والعهد فينا لم يَزَلْ مسؤولا
مهما وصلتُمْ خيرَ من وطئ الثرى / أن توسعوا ذاك الثرى تقبيلا
يا ليت شعري هلْ أُعرّسُ ليلة / فأَشُمَّ حولي إذ خراً وجليلا
أو تُروِني يوماً مياه مجنّة / ويشيم طرفي شامَةٌ وطفيلا
وأَحُطُّ في مثوى الرسول ركائبي / وبيت للحرم الشريف نزيلا
بمنازل الوحي التي قد شُرّفَتْ / قد شافهت أعلامها التنزيلا
بمعاهد الإيمان والدين التي / قد صافحَتْ عرصاتُها جبريلا
ومُهاجرِ الدين الحنيف وأهلِهِ / حيث استقر به الأمان دخيلا
دارِ الرسول ومطلع القمر الذي / أبداؤه ما فارق التكميلا
يا حبّذا تلك المعالمُ والرُبا / يا حبذا تلك الطلول طلولا
حيث النبوةُ قد جلَتْ آفاقها / وجهاً من الحق المبين جميلا
حيث الرسالةُ فُصِّلت أحكامها / لِتُبَيِّنَ التحريم والتحليلا
حيث الشريعةُ قد رست أركانها / فالنَّصُّ منها يعضِدُ التأويلا
حيث الهدى والدين والحق الذي / محق الضلال وأذهب التضليلا
حيث الضريحُ يضم أكرمَ مرسلٍ / وأجلَّ خلق الله جيلا جيلا
إن الإله اختارها لمقامه / واختاره للعالمين رسولا
رحم الإله العالمين ببعثه / فيهم وفضَّل جنسَهُ تفضيلا
بدعائه انقشع الغمام وقبلها / والت بدعوته الغمام همولا
والشَّمْسُ قد رُدَّت له ولطالما / قد ظلَّلته سحابُها تظليلا
لِمَ لا يطاوعُه الوجودُ وقد غدا / من نوره في خلقه معلولا
يا نكتة الأكوان يا عَلَم الهدى / آياتُ فضلكَ رُتِّلتْ ترتيلا
لولاك لم يَكُ للكيان حقيقة / ولكان باب وجودها مقفولا
لولاك للزُّهر الكواكب لم تلُحْ / مثلَ الأزاهر ما عرفن ذبولا
لولاك لم تجلُ السماءُ شموسها / ولكان سَجْفُ ظلامها مسبولا
لولاك ما عُبدَ الإله وما غدا / ربعُ الجنانِ بأهلِه مأهولا
يا رحمة الله التي ألطافها / سحبت علينا للقبول ذيولا
يا حجة الله التي برهانها / ما كان يوماً صدقه مجهولا
كم آيةٍ لك قد صدعت بنورها / ليلَ الضلال وإفكّهُ المنحولا
أوضحتها كالشمس عند طلوعها / وعقلتَ عن إدراكهنَّ عقولا
وأتيت بالذكر الحكيم مُبيِّناً / قد فُصِّلت آياته تفصيلا
أثنى عليك بكتبه من أنزل ال / قرآن والتوراة والإنجيلا
فإذا البليغ يروم مدحك جاهداً / أضحى حُسام لسانه مفْلولا
يا شافع الرسل الكرام ومن به / يرجون في يوم الحساب قَبولا
رفقاً بمن مَلك القضاءُ زمامَهُ / فغدا بقيد ذنوبه معقولا
وا حسرتا ضيَّعتُ عمري في الهوى / والتَّوْبُ أضحى دَيْنُهُ ممطولا
وجريتُ في طَلَقِ البَطالةَ جامحاً / حتى انثنى طرف الشباب كليلا
وعثرتُ في طلب المفاز جهالةً / لكن وجدتُك للعثار مُقيلا
يا صفوة الله الأمين لوحيه / من أمَّ جاهك أَحْرَزَ التأميلا
واللهِ ما لي للخلاص وسليةٌ / إلا رضاك وعفوك المأمولا
إن كنتُ ما أعدَدْت زاداً نافعاً / أعدَدْتُ حبَّك شافعاً مقبولا
صلّى عليك الله ما ركبٌ سرى / فأجدَّ وخْداً في المفازة ميلا
وأعزَّ من ولاّه أمر عباده / فحباهُمُ إحسانَه الموصولا
وأقام مفروض الجهاد بعزمةٍ / تركت بأفئدة العداة فلولا
والله ما أدري وقد حضر الوغى / أحُسامُهُ أمْ عزمُهُ مصقولا
ملك إذا لَثَم الوجودُ يمينه / فالبحر عذباً والرياض بليلا
أو يُخلف الناسَ الغمامُ وأمحلوا / فنداه لا يَخْشَى العفاة محولا
من دوحة نصرية يمنيةٍ / وَشَجَتْ فروعاً في العلا وأصولا
فإذا سألت الكتب نقل فضيلةٍ / لَمْ تُلْفِ إلاّ فخرها منقولا
يا أيُّها الملك الذي أيامه / وَضحَتْ بأوجه دهرهنَّ حجولا
والله ما آثار هديك عندنا / إلاّ نجوماً ما عرفن أُفُولا
لم يعرف التركيبَ سيفُكَ في الوغى / فاعجبْ له قد أحكم التحليلا
كم صورةٍ لك في الفتوح وسورةٍ / تُجلى وتُتلى بكرة وأصيلا
لم تسرِ ساريةُ الرياحِ بطيبةٍ / إلا لتحملَ ذكرَهُ المعسولا
وكأنّ صفحَ البرق سيفُكَ ظلَّ من / غِمدِ الغمامة مرهفاً مسلولا
كم بلدةٍ للكفر قد عوّضت من / ناقوسها التكبيرَ والتهليلا
صَدّقتْ مقدمةُ الجيوش فصيَّرت / من حينها موضوعَها محمولا
كسروا تماثيل الصليب ومثّلوا / بمن انتمى لولائه تمثيلا
لما أحطْتَ بها وحان دمارُها / أخرجت مترفها الأعزَّ ذليلا
تجري الدموع وما تبلّ غليله / فمصفَّدٌ يبكي هناك قتيلا
سلَّتْ يمين الملك منك على العدا / عَضْباً مهيب الشفرتين صقيلا
لم يرضَ سيفُك أن يُحَلَّى جوهراً / حتى يُحلّى عسجداً محلولا
لم ترضَ همّتُك القليلَ من التقى / حتى أتت بالصالحات قبيلا
فأقمت ميلادَ الرسول بليلة / أوضحت فيها للجهاد سبيلا
حيث القباب البيض جَلَّلتِ الرُبا / أزهارَ روض ما اكتَسَيِّنَ ذبولا
ومواقدُ النيران تُذكي حولَها / فينير مَشعَلُها رُباً وسُهُولا
والأفق فوقكَ قبةٌ محبوكةٌ / مَدَّتْ عليك طِرافَها المسدولا
ورمى إليك ببدره ونجومه / يُهديك منه التَاج والإكليلا
حيث الكتائبُ قد تلاطم موجُها / وتدفقت فيها الخيول سيولا
زخرَتْ بأمواجِ الحديد وربما / ضاق الفضاء فما وَجَدْنَ مسيلا
يتجاوب التكبير في جنباتها / فتُعيده غرُّ الجياد صهيلا
حملَتْ من الأبطال كلَّ مُشمِّر / لا يقتني سُمْرَ القنا ونصولا
آساد ملحمة إذا اشْتَجر الوغى / دخلوا من الأسل المثقف غيلا
إن شمَّروا يوم الحروب ذيولهم / سحبوا من الزرد المُفاض ذيولا
أو قَصَّروا يوم الطعان رماحَهم / وصَلُوا بها الخَطْوَ الوَسَاعَ طويلا
يا ليلةٌ ظفرت يداي بأجرها / وسهرتُ فيها بالرضا مشمولا
واللهِ لو عوِّضتُ عنك شبيبتي / ما كنتُ أرضى بالشباب بديلا
يا ناصر الإسلام يا ملك العُلا / الله يُؤتيك الجَزاء جزيلا
جهْزْ جيوشك للجهاد موفّقاً / وكفى بربك كافياً وكفيلا
ولتُبعدِ الغارات في أرض العدا / واللهُ حسبُك ناصراً ووكيلا
وإليك من سُمر الجهاد غريبةً / جاءت تقرّظُك الثناء جميلا
وأطلتُ لكنِّي أطبتُ وعادتي / أُلْفَى مُطيباً في المديح مُطيلا
لا زال نصرُك كلَّما استنجدتَهُ / لمهمّ دينك عائداً موصولا
لك غُرَّةٌ ودَّ الصّباحُ جمالَها
لك غُرَّةٌ ودَّ الصّباحُ جمالَها / ومحاسنٌ تهوى البدور كمالَها
وشمائلٌ تحكي الرياضَ خِلالُها / وأناملٌ ترجو الأنام خِلالَها
للمستعين خلافة نصريّةٌ / عرفت ملوكُ العالمين جَلالَها
وأنا الذي قد نال منك معالياً / تهدي النجومَ الزاهرات منالَها
تهديه ما قد نلته من بعضها / فالفخر كلُّ الفخر فيمن نالَها
في كل يوم منك مِنَّةُ مُنعمٍ / لو طاولت سمُكَ السما ما طالَها
بلغتَ آمالَ العبيد فبُلِّغَتْ / فيك العبيد من البقا آمالَها
بشرى كما وَضَحَ الزمانُ وأجملُ
بشرى كما وَضَحَ الزمانُ وأجملُ / يُغشي سَناها كلَّ من يتأمَّلُ
أبدى لها وجهُ النَّهار طلاقةً / وافترّ من ثغر الأقاح مُقبَّلُ
ومنابرُ الإٍسلام يا ملك الورى / بحلاك و بحليّها تتكلَّلُ
تجلو لنا الأكوان منك محاسناً / تُروى على مرِّ الزمان وتنقلُ
فالشمس تأخذ من جبينك نورَها / والبشر منك بوجهها يتهلَّلُ
والروضُ ينفحُ من ثنائك طِيبَهُ / والوُرْقُ فيه بالممادح تهدلُ
والبرق سيفٌ من سيوفك مُنْتَضَى / والسحبُ تهمي من يديك وتهمُلُ
يا أيها الملك الذي وصافه / درٌّ على جيد الزمان يُفَصَّلُ
الله أعطاك التي لا فوقها / وحباك بالفضل الذي لا يُجهلُ
وجهٌ كما حَسَرَ الصباحُ نِقابَهُ / لضيائه تعشو البدور الكُمَّلُ
تلقاه في يوم السماحة والوغى / والبشرُ في وجناتِهِ يتهلَّلُ
كفٌّ أبت ألاَّ تكفَّ عن النّدى / أبداً فإِنْ ضنَّ الحيا تسترسلُ
وشمائلٌ كالروض باكره الحيا / وسَرَتْ بريَّاهُ الصَّبا والشَّمأَلُ
خلُقُ ابن نصر في الجمال كخَلْقِهِ / ما بعدها من غاية تُستكمَلُ
نورٌ على نورٍ بأبهى منظرٍ / في حسنه لمؤمِّلٍ ما يأمُلُ
فاق الملوكَ بسيفه وبسَيْبه / فبعد له وبفضله يُتمثّلُ
وإذا تطاول للعميد عميدهم / فله عليه تطاولٌ وتطوُّلُ
يا آيةَ الله التي أنوارها / يُهدَى بها قصدَ الرشاد الضُّلَّلُ
قل للذي التبست معالم رشده / هيهات قد وضحَ الطريقُ الأمثلُ
قد ناصحَ الإسلامَ خيرُ خليفةٍ / وحمى عزيز الملك أغلبُ مُشبلُ
فلقد ظهرت من الكمال بمستوى / ما بعده لذوي الخلافة مَأْمَلُ
وعنايةُ الله اشتملتَ رواءها / وعلقت منها عروة لا تُفصلُ
فالجود إلاّ من يديك مُقتّر / والغيثُ إلاّ من نَداك مُبَخِّلُ
والعُمر إلا تحت ظلّك ضائعٌ / والعيش إلاّ في جنابك مُمحلُ
حيثُ الجهاد قد اعتلَتْ راياتُهُ / حيثُ المغانمُ للعفاة تُنَفَّلُ
حيثُ القبابُ الحمرُ تُرفعُ لِلقرى / قد عام في أرجائهنَّ المندلُ
يا حجَةَ الله التي برهانها / عز المحقُّ به وذَلَّ المبطلُ
قل للذي ناواك يرقُبُ يومَه / فوراءه ملك يقول ويفعلُ
واللهُ جَلَّ جلالُه إن أمْهَلت / أحكامُهُ مُستدرَجاً لا تُهملُ
يا ناصر الإسلام وهو فريسةٌ / أسدُ الفلا من حولها تَتَسَلَّلُ
يا فخر أندلس وعصمة أهلها / لك فيهم النعمى التي لا تُجهلُ
لا يُهمل اللهُ الذين رعيتَهم / فلأنت أكفى والعناية أكفلُ
لا يبعدُ النصرُ العزيزُ فإنه / آوى إليك وأنت نعم الموئلُ
لولا نَداك لها لما نفع الندى / ولجفَّ من وِرد الصنائع منهلُ
لولاك كان الدينُ يُغمطُ حقُّه / ولكانَ دَيْنُ النصرِ فيه يُمطلُ
لكن جنَيِّتَ الفتح من شجر القنا / وجنى الفتوحِ لمن عداك مُؤمَّلُ
ولقبلُ ما استفتحت كلَّ ممنَّعٍ / من دونه بابُ المطامع مُقفلُ
ومتى نزلْتَ بمعقلٍ متأشِّبٍ / فالعُصْمُ من شعفاته تُسْتَنْزَلُ
وإذا غزوت فإن سعدك ضامنٌ / ألاَّ تخيبَ وأنّ قصدك يكملُ
فمن السعود أمامَ جيشكَ موكبٌ / وفي الملائك دون جُندِكَ جحفلُ
وكتيبةٍ أردفتها بكتيبةٍ / والخيل تمرحُ في الحديد وترفُلُ
من كل منحفز كلمحةِ بارقٍ / بالبدر يُسرجُ والأَهِلَّةِ يُنعلُ
أوفى بهادِ كالظليم وخلفه / كَفَلٌ كما ماجَ الكثيبُ الأهيلُ
حيٌّ إذا ملك الكَمِيُّ عِنانَهُ / يهوي كما يهوي بجوِّ أَجْدَلُ
حملتْ أسودَ كريهةٍ يوم الوغى / ما غابُها إلا الوشيجُ الذُّبَّلُ
لبسوا الدروع غدائراً مصقولةً / والسُّمرُ قضبٌ فوقها تَتَهَدَّلُ
من كل معتدل القوام مثقَّفٍ / لكنّهُ دون الضريبة يَعْسِلُ
أذكيت فيه شعلَةَ من نصلهِ / يهدي بها إن ضلَّ عنه المقتلُ
ولربَّ لمّاعِ الصّقال مشهّرٌ / ماضٍ ولنْ فعلُهُ مستقبلُ
رقَّتْ مضاربُهُ وراق فِرَنْدُهُ / فالحسن فيه مجمَلٌ ومفصَّلُ
فإذا الحروب تسعَّرتْ أجزالها / ينساب في يُمناك منها جدولُ
وإذا دجا ليل القتام رأيته / وكأنه فيه ذبالٌ مشعلُ
فاعجبْ لها من جذوةٍ لا تنطفي / في أبحر زخرت وهنّ الأنملُ
هي سنَّةٌ أَحْيَيْتَها وفريضةٌ / أَدَّيتَها قُرُبَاتُها تُتَقَبَّلُ
فإذا الملوك تفاخرت بجهادها / فأنت أحفى بالجهاد وأحفلُ
يا ابن الذين جمالهم ونوالهم / شمسُ الضحى والعارضُ المتهلَّلُ
يا ابن الإمام ابنِ الإمام ابنِ الإما / م ابن الإمام وقدرُها لا يُجهلُ
آباؤك الأنصار تلك شعارهم / فلِحَيِّهمْ آوى النَّبِيُّ المرسلُ
فهُمُ الألى نصروا الهدى بعَزائمٍ / مصقولةٍ وبصائر لا تخذلُ
ماذا يُحَبِّر شاعر في مدحهم / وبفضلهم أَثنى الكتَابُ المُنَّزَلُ
مولايَ لا أحكي مآثرك التي / بحديثها تُنْضَى المطيُّ الذُّلَّلُ
وذا الحقائق ليس يدرك كنهها / سيانِ فيها مكثر ومقلّلُ
فإليك من شوال غرّة وجهه / أهدَاكَها يومٌ أغرُّ محجّلُ
عذراء راق العيدَ رونقُ حسنها / فغدا بنظم حليّها يتجمّلُ
رضعت لبانَ العلم في حِجْرِ النُّهى / فوفَتْ لها فيه ضروعٌ حُفّلُ
سَلَكَ البيانُ بها سبيل إجادةٍ / لولا صفاتك كان عنها يعدلُ
جاءتْ تهنّي العيد أيمن قادمٍ / وافى بشهر صيامه يتوسَّلُ
وطوى الشهورَ مراحلاً معدودةً / كميا يُرى بفِناء جودك ينزلُ
وأتى وقد شفّ النحولُ هلالَه / ولشوقِهِ للقاء وجهك ينحلُ
عقدت بمرقبة العيون مسرّةً / فَمُكِبّرٌ لطلوعه ومهلِّلُ
فاسلم لألفٍ مثله في غبطةٍ / ظِلُّ المنى من فوقه يتهدّلُ
فإذا بقيتَ لنا فكلُّ سعادة / في الدين والدنيا بها تتكفَّلُ
طلع الهلالُ وأفقهُ متهلّلُ
طلع الهلالُ وأفقهُ متهلّلُ / فمكبِّرٌ لطلوعهِ ومهلُلُ
أوفى على وجه الصباح بغرّة / فغدا الصباح بنوره يتجمَلُ
شمس الخلافة قد أمدّت نوره / وبسعدها يرجو التمام ويكملُ
للهِ منه هلالُ سعد طالعٌ / لضيائه تعشو البدور الكُمّلُ
وألحت يا شمس الهداية كوكباً / يعشْي سناه كلَّ من يتأمّلُ
والتاج تاجُ البدر في أفق العلا / ما زال بالزُّهر النجومُ يُكَلَّلُ
ولئن حَوى كلَّ الجمال فإنه / بالشهب أبهى ما يكون وأجملْ
أطلعت يا بدرَ السماح هلالَه / والملكُ أفق والخلافة منزلُ
يبدو بهالاتِ السروج وإنه / من نور وجهك في العلا يستكملُ
قلَّدتَ عطف الملك منه صارماً / بغَنائِهِ ومضائه يُتَمثَّلُ
حلَّيتَه بحلى الكمال وجوهر الخُلقِ / النفيس وكلَّ خلق يجمُلُ
يغزو أمامك والسعود أمامه / وملائك السبع العلا تتنزّلُ
من مبلغ الأنصار منه بشارة / غرُّ البشائر بعدها تسترسلُ
أحيا جهادَهم وجدّد فخرهم / بعد المئين فملكهم يتأثّلُ
فيه إلى الأجر الجزيل توصلوا / وبهم إلى رب السما يتوسَّلُ
من مبلغ الأذواء من يمن وهُمْ / قد تُوِّجوا وتملّكوا وتَقَيَّلوا
أنّ الخلافة في بنيهم أطلعت / قمراً به سعدُ الخليقةِ يكملُ
من مبلغٌ قحطان آساد الشرى / ما غابُها إلا الوشيح الذُبَّلُ
أنّ الخلافة وهو شبل ليوثهم / قد حاط منها الدينَ ليث مُشبلُ
يهني بني الأنصار أن إمامهم / قد بلّغته سعودُهُ ما يأملُ
يهني البنودَ فإنها ستظله / وجناح جبريل الأمين يظلّلُ
يهني الجيادَ الصافنات فإنها / بفتوحه تحت الفوارس تهدلُ
يهني المذاكي والعوالي والظبى / فيها إلى نيل المنى يتوصّلُ
يهني المعالي والمفاخر أنّه / في مرتقى أوج العلا يَتَوَقَّلُ
سبقت مقدمةُ الفتوح قدومَهُ / وأتاك وهو الوادع المتمَهِّلُ
وبدتْ نجوم السعد قبلَ طلوعه / تجلو المطامع قبلَه وتُؤثَّلُ
وروتْ أحاديث الفتوح غرائباً / والنصر يملي والبشائرُ تنقلُ
أَلقت إليك به السعودُ زمامَها / فالسعدُ يُمضي ما تقول ويفعلُ
فالفتحُ بين معجّلٍ ومؤجلٍ / يُنسيك ماضيَه الذي يستقبلُ
أوليس في شأن المشير دلالةٌ / أن المقاصدَ من طلابك تكملُ
ناداهم داعي الضلال فأقبلوا / ودعاهم داعي المنون فجُدِّلوا
عَصَوُا الرسول إبايةً وتحكمت / فيهم سيوفك بعدها فاستمثلوا
كانوا جبالاً قد عَلتْ هضباتها / نسفتهُمُ ريحُ الجلاد فزُلْزلوا
كانوا بحاراً من حديد زاخر / أذكتهم نار الوغى فتَسيَّلُوا
ركَبت أرجلها الأداهمَ كلما / يتحركون إلى قيام تصهلُ
كان الحديدُ لباسهم وشعارهم / واليوم لم تلبسه إلاّ الأرجُلُ
الله أعطاك التي لا فوقها / فتحاً به دينُ الهدى يتأثَّلُ
جددت للأنصار حَلْيّ جهادها / فالدين والدنيا به تتجمّلُ
من يتحف البيت العتيق وزمزماً / والوفد وفدُ الله فيه ينزلُ
متسابقين إلى مثابة رحمةٍ / من كلّ ما حَدَبٍ إليه تنسلُ
هيماً كأفواج القطا قد ساقها / ظمأٌ شديدُ والمطافُ المنهلُ
من كل مرفوع الأكف ضراعةً / والقلبُ يخفقُ والمدامع تهملُ
حتى إذا روت الحديث مسلسلاً / بيضُ الصوارم والرماحُ العُسَّلُ
من فتحك الأسنى عن الجيش الذي / بثباته أهل الوغى تتمثّلُ
أهدتهم السَّرَّاءَ نصرةُ دينهم / واستبشروا بحديثها وتهللوا
وتناقلوا عنك الحديث مسرَّةً / بسماعه واهتزّ ذاك المحفلُ
ودعوّا بنصرك وهو أعظم مفخراً / أن الحجيج بنصر ملكك يحفلُ
فاهنأ بملك واعتمد شكراً به / لطفَ الإله وصنعَه تَتَخَوَّلُ
شرفتَ منه باسم والدك الرضى / يحيا به منه الكريمُ المفضلُ
أبديت من حسن الصنيع عجائباً / تُروي على مرِّ الزمان وتنقلُ
خفقت به أعلامُك الحمرُ التي / بخفوقها النصر العزيز موكّلُ
هَدَرَتْ طبول العزّ تحت ظلالها / عنوان فتح إثرها يستعجلُ
ودعوتَ أشرافَ البلاد وكلهم / يثني الجميلَ وصُنعُ جودك أجملُ
وردوا ورود الهيمِ أجهدها الظما / فَصَفَا لهم من وِردِ كفك منهلُ
وأثرت فيه للطراد فوارساً / مثل الشموس وجوهُهم تتهلّلُ
من كل وضاح الجبين كأنه / نجم وجنح النقع ليل مسبلُ
يردُ الطرادَ على أغرَّ محجّل / في سرجه بطلٌ أغرُّ محجِّلُ
قد عُوُدوا قنصَ الكماة كأنما / عقبانها ينقضُ منها أجْدَلُ
يستتبعون هوادجاً موشيَّةٌ / تنسي عُقول الناظرين وتُذهِلُ
وتضمنت جزل الوقود حمولها / والنصر في التحقيق ما هي تحملُ
والعاديات إذا تلت فرسانها / آيَ القتال صفوفها تترتلُ
لله خيلك إنها لَسَوَابح / بحر القتام وموجُه متهيّلُ
من كل برق بالثريا ملجمٍ / بالبدر يُسرج والأهلّةِ ينعلُ
أَوْف بهادِ كالظليم وخلفه / كفَلٌ كما ماج الكثيب الأهْيلُ
حتَّى البوارق غير أن جيادَها / عن سبق خيلك يا مؤيد تنكُلُ
من أشهب كالصبح يعلو سرجَهُ / صبحٌ به نجم الضلالة يأفلُ
أو أدهمٍ كالليل قَّدَ شُهبه / خاض الصباحَ فأثبتَتُه الأجلُ
أو أشقرٍ سال النُضار بعطفه / وكساه صبغة بهجةٍ لا تنصلُ
أو أحمرٍ كالجمر أضمر بأسه / بالركض في يوم الحفيظة يشعلُ
أو أصفرٍ لبس العشي ملاءةً / وبذيله لِلَّيل ذيل مسبلُ
أجملت في هذا الصنيع عوائداً / الجود فيها مجمل ومفصّلُ
أنشأت فيها من نداك غمائماً / بالفضل تنشأ والسماحة تهمِلُ
فجّرتَ من كفّيكِ عشرة أبحر / تزجي سحاب الجود وهي الأنمُلُ
من قاس كفك بالغمام فإنه / جهل القياس ومثلها لا يجهلُ
تسخو الغمام ووجهها متجهم / والوجه منه مع الندى يتهلّلُ
والسحب تسمح بالمياه وجودُهُ / ذهبٌ به هلُ الغنى تتموّلُ
من قاسَ بالشمس المنيرة وجههه / ألفَيْته في حكمه لا يعدلُ
من أين للشمس المنيرة منطق / ببيانه دُرُّ الكلام يُفصّلُ
من قاس بالبدر المنير كمالَه / فالبد ينقص والخليفةُ يكمُلُ
من أين للبدر المنير شمائلٌ / تسري بريّاها الصِّبا والشَّمالُ
من أين للبدر المنير مناقبٌ / بجهادها تُنضى المطيُّ الذُلَّلُ
يا من إذا نفحت نواسمُ حمده / فالمسك يعبق طيبُه والمندلُ
يا من إذا لُمحت محاسنُ وجهه / تعشو العيون ويُبهر المتأملُ
يا من إذا تُليت مفاخر قومه / آيُ الكتاب بذكرها تتنزّلُ
كفل الخلافة منك يا ملك العلا / واللهُ جلاَّ جلالهُ لكَ أكفلُ
مأمونُها وأمينُها ورشيدها / منصورها مهديُّها المتوكّلُ
حسبُ الخلافة أن تكون وَليَّها / ومجيرَها من كل من يتحيَّلُ
حسبُ الزمان بأن تكون إمامَهَ / فله بذلك عزة لا تُهملُ
حسبُ الملوك بأن تكون عميدَها / ترجو الندى من راحتيك وتأملُ
حسب المعالي أن تكون إمامها / فعليك أطناب المفاخر تُسدلُ
يا حجة الله التي برهانها / عزَّ المحقُّ به وذَلَّ المبطلُ
أنت الإمام ابنُ الإمام ابنِ الإما / م ابنِ الإمام وفخرها لا يُعدَلُ
علّمت حتّى لم تدعْ من جاهل / أَعطيت حتى لم تدعْ من يسألُ
وعنايةُ الله اشتملت رداءها / وعلقت منها عروةً لا تُفْصَلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025