القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَبد الحَمِيد الرّافِعي الكل
المجموع : 24
قل لي بحقك أيهذا الساقي
قل لي بحقك أيهذا الساقي / ماذا فعلت بهذه العشاق
قد أصبحوا خرسا فهل أسكرتهم / عوضا عن الأقداح بالأحداق
قيدت ألسنهم عن الشكوى وقد / أطلقت أعينهم على الإطلاق
قدك اتئد فلقد جنيت وعهدنا / عند السقاة مكارم الأخلاق
قابل فديتك بالجميل وهاتها / ممزوجة برضابك الدرياق
قسما بمن جعل القلوب مراعيا / لهواك وهو مقسم الأرزاق
قلبي على ما فيه من جرح الأسى / متمسك بالعهد والميثاق
قالت عواذلنا فلان قد سلا / كذبوا وحقك إن وجدي باق
قد غرهم صبري فخالوا أنني / خالي الفؤاد وما دروا أشواقي
قل للمفند لو عشقت للمت من / لام المحب وملت للإشفاق
قضت الصبابة إننا أهل الهوى / تقضي علينا أسهم الآماق
قل الذي منا يموت بغيرها / إلا لهجر أو أليم مذاق
قم بي أخا الأشجان نجتاب العلا / فالوجد شب بنا عن الأطواق
قطع الفدافد من أهم مطالبي / وكذاك كل متيم مشتاق
قصدي بزجر العيس دار أحبتي / فلعل لي في العمر يوم تلاق
قسما إذا بلغت بنا من واسط / مثوى الرفاعي طاهر الأعراق
قبلت من أخفافها ومسحت من / أطرافها أثر الثرى بحداقي
قل للأولى جهلوا مكانة أحمد / هذا خليفة خيرة الخلاق
قداح زند المكرمات وربها ال / هامي نداه بوابل غيداق
قرم القروم من الأولى جازوا العلى / وتسنموا الغايات باستحقاق
قمر الولاية من أضاء بنوره / نهج الرشاد بسائر الآفاق
قدح الهداية من سلاف طريقه / أحيا القلوب وطاف في الأذواق
قصرت لعمرك عن مبادئ شوطه / غابات من ظفروا بكل سباق
قصمت ظهور دون مظهره الذي / ما بعد مركزه الرفيع مراق
قلدت من إحسانه بين الورى / متناهي الأطواق في الأعناق
قلمي بمدحته ازدهى وتمنت ال / أملاك أن لو كن من أوراقي
قارنت شعري بالنجوم ففاقها / في وصفه بالحسن والإشراق
قرت عيون قصائدي بثنائه / فلقد ظفرن بأنفس الأعلاق
قدري بها استعلى فلو قامت بنا / سوق التفاخر كنت في السباق
فضح الأراكة بالقوام الأهيف
فضح الأراكة بالقوام الأهيف / وسبى الغزالة بالجمال اليوسفي
فرد المحاسن ما تثنى أو رنا / إلا سطا بمهند ومثقف
في كل قلب من هواه لواعج / تجري اللهيب مع الدموع الذرف
فارقت صبري من تواصل هجره / يا غصن مالك لم تجد بتعطف
فارقتني من غير ذنب فاغتدى / قلبي يحدثني بأنك متلفي
فوحق حسنك لن أميل إلى السوى / ولقد علمت شمائلي وتعففي
فاسمح فديتك باللقا عطفا على / صب عثرت به على الخل الوفي
فلقد أذبت شغاف قلبي بالأسى / وتركت جسمي فوق حد المدنف
فإلى متى يا هاجري إن كنت قد / آليت أنك قاتلي فتلطف
فأنا الذي أهوى الشهادة في الهوى / لكنني أخشى شمات معنفي
فأودها بهوى الرفاعي حيث لا / لاح سوى من يغبطون تشرفي
فهو الذي تحيا قلوب قد قضت / في حبه فعلى الحياة تلهفي
فذ الفضائل بين أملاك العلى / شيخ العواجز ناصر المستضعف
فاضت مناهل جوده بين الورى / حتى هممنا أن نقول لها قفي
فلك الكمال زهى بزهر خلاله / فغدت عيون الشهب عنها تنكفي
في كل فج من أشعة رشده / نور به عن كل ضوء نكتفي
فاق الورى عزا بنعمة لثمه / يمنى الرسول ونال ما لم يوصف
فغدا لعقد الأولياء يتيمة / واحتل في الأغواث أعلى رفرف
فالكل نحو علائه بتطلع / لكن تقاصر عنه شوط المقتفي
فرض التواضع في سلوك طريقه / فرض التطهر قصد مس المصحف
فزنا بكأس من سلافتها فلا / عاشت سلاف بعد هذي القرقف
فهي التي تشفي صدور أولي التقى / وأخو الجهالة في ضناه فلا شفي
فيها يلذ العيش في الدنيا لنا / وبها نوقي هول يوم الموقف
فإليك يا شيخ الوجود يطيب لي / إهداء در ثنائي المترصف
فلأنت أكرم من أجاز وخير من / جازى بخير يا غياث المعتفي
فلذاك قد هنأت فيك قصائدي / وهززت في برد التفاخر معطفي
فامنن بحقك بالقبول لمخلص / في حبكم طبعا بغير تكلف
قفزت به الآمال نحوك تبتغي / نيل الوعود وأنت أوفى من يفي
فأنل وزدني من نداك فإن لي / طمعا به فبنذره لن أكتفي
يا دهر لو تدري بمن فجعتني
يا دهر لو تدري بمن فجعتني / لرحمتني مهما تكن جبارا
افقدت عيني نورها وحشاشتي / دمها وروحي روحها المعطارا
افقدت يومي انسه ودجتني / نبراسها وصباحي الاسفارا
افقدت قومي شيخها وعميدها / يوم النضال وليثها المغوارا
افقدت أوطاني اجل رجالها / علماً وحلماً واسعاً ونجارا
صنوى الكبير محمد من كان لي / من بعد فقد أبي أبا مغيارا
من جوهر الإحسان صيغ وكم له / في صنعه ما يعجب الابرارا
لِلّه كم لك يا محمد من يد / معروفها يجري وليس يجاري
يا كامل الأوصاف قد البستني / بنواك حزناً ينقص الأعمارا
أبكي شمائلك التي لو صورت / شخصاً لخالته الأنام نزارا
عربية تجد العروبة عندها / عزاً ومجداً باذخاً وفخارا
أبكي مكارمك التي قد علمت / عند الخصاصة قومك الإيثارا
أبكي صلاحك والتصوف منك عن / ذوق يفيض على الحجى أنوارا
أبكي شجاعتك التي كانت لنا / عند الشدائد عسكراً جرارا
أبكي ابتهاجك بالضيوف كأنما / قد ألبسوك من الحبور دثارا
أبكي اهتمامك بالصديق كأن له / حق الشقيق وان هفا أو جارا
أبكي مجالسك التي كنا بها / نستعذب الأبحاث والاسمارا
لهفي عليك أخي وما يجدي الفتى / طول التلهف والعيون حيارى
ترنو لتبصر من خيالك لمحة / متلفتات يمنة ويسارا
هي لمحة المذهول لا رؤيا الكرى / ليت الكرى من بعد فقدك زارا
لولا الخيال وفضله لرأيتني / كالجاهلين أعاتب الأقدارا
طوراً احاوله فيعجزني كمن / قد راح يرصد كوكباً غرارا
ويسرني طوراً بشخصك ماثلا / للعين اذ نتبادل الأنظارا
فأخال أني في حياتك ما نأى / عني سناك ولا بعدت مزارا
ويلاه من فقد الأحبة أنه / يوهي القوى ويضعضع الأفكارا
ماذا احرر في رثائك يا أخي / وقف الفؤاد على الرثاء فحارا
ادعو القريحة ان تعين عواطفي / لأعد في تأبينك الأسفارا
فأحسها جمدت كأن الحزن قد / أخنى على أقدارها وأغارا
فعذرتها ولعل عذري واضح / ولقد عهدتك تقبل الأعذار
حياك ما بكت الحمامة الفها / رب يكافيء مثلك الأخيارا
وحباك من رضوانه ونواله / ما ينعش الأرواح والأسرارا
خطرت بأم عبيدة الريح الرخا
خطرت بأم عبيدة الريح الرخا / وأتت بذيل بالعبير تضمخا
خلبت قلوب العاشقين فيا له / يوم بقتل العاشقين تأرخا
خاضت إليّ بحار دمع واكف / فرأت عيونا يا أميمة نضخا
خلت الحيا سرت إلى جسدي بها / روحي الفدا لك أيها الريح الرخا
خامرت منها خمرة الذكرى لذا / أصبحت سكران الفؤاد مرنخا
خالي الحشا بالله ربك خلني / فالصبر ولى ويك والعزم ارتخى
خذ بالمطى سبيل أم عبيدة / وأنخ بها إن رمت بي حفظ الاخا
خض بين هاتيك الظلال ونادلي / غوث الصريخ وليث أبطال النخا
خدن الخضوع ابن الرفاعي الذي / بالانكسار حوى العلاء الأشمخا
خفض الجناح لربه فسما به / عن شوط كل من اعتلى وتشيخا
خرقت له الحجب احتفالا فارتقى / من حضرة القرب المقام الأرسخا
خص الإله جنابه بخوارق / آياتها طول المدا لن تنسخا
خضعت لها الأعناق من أهل الحجا / أفلا يخاف مكابر أن يمسخا
خمدت لهيبة ذكره نار الغضا / والليث طأطأ والسلاح تدخدخا
خطب العلى فحظى بعليا اللثم من / يمنى الرسول المستفيضة بالسخا
خلعت عليه من الوراثة خلعة / علق الكمال بذيلها وترنخا
خفقت بسوح الكون راية رشده / ولكم أدار من الهداية فيلخا
خضلت بسر هداه أفئدة الورى / لما انتحى أرض القلوب ودوخا
خل السوى واقصد فسيح رحابه / فهو المرجى في الشدائد والرخا
خصب الجديب ويا غياث الملتجى / عطفا لعبد جاءكم مستصرخا
خفر الزمان حفاظ عهدي وابتنى / بيني وبين جميل صبري برزخا
خلت الليالي السود منه أساودا / ولكم أثاور منه ليثا أشدخا
خشنت نوائبه علي فأوهنت / جلدي وهمي في الفؤاد ترسخا
خذ سيدي بيدي كما عودتني / فلأنت أكرم من إذا دعي انتخى
خيل الأماني نحو بابك أرقلت / بي فرسخا تطوى الفلاة ففرسخا
خيرات جودك جمة كم أنعشت / رمما من الفقراء وراشت أفرخا
خذها أبا العلمين معلمة اللوا / بطراز حب ما أخال له أخا
خطبت فعطرت المشام بذكركم / طيبا وقد شفت الأصم الأصلخا
خجلانة ترجو القبول فجد به / يا خير من أسدى وأكرم من سخى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025