المجموع : 24
قل لي بحقك أيهذا الساقي
قل لي بحقك أيهذا الساقي / ماذا فعلت بهذه العشاق
قد أصبحوا خرسا فهل أسكرتهم / عوضا عن الأقداح بالأحداق
قيدت ألسنهم عن الشكوى وقد / أطلقت أعينهم على الإطلاق
قدك اتئد فلقد جنيت وعهدنا / عند السقاة مكارم الأخلاق
قابل فديتك بالجميل وهاتها / ممزوجة برضابك الدرياق
قسما بمن جعل القلوب مراعيا / لهواك وهو مقسم الأرزاق
قلبي على ما فيه من جرح الأسى / متمسك بالعهد والميثاق
قالت عواذلنا فلان قد سلا / كذبوا وحقك إن وجدي باق
قد غرهم صبري فخالوا أنني / خالي الفؤاد وما دروا أشواقي
قل للمفند لو عشقت للمت من / لام المحب وملت للإشفاق
قضت الصبابة إننا أهل الهوى / تقضي علينا أسهم الآماق
قل الذي منا يموت بغيرها / إلا لهجر أو أليم مذاق
قم بي أخا الأشجان نجتاب العلا / فالوجد شب بنا عن الأطواق
قطع الفدافد من أهم مطالبي / وكذاك كل متيم مشتاق
قصدي بزجر العيس دار أحبتي / فلعل لي في العمر يوم تلاق
قسما إذا بلغت بنا من واسط / مثوى الرفاعي طاهر الأعراق
قبلت من أخفافها ومسحت من / أطرافها أثر الثرى بحداقي
قل للأولى جهلوا مكانة أحمد / هذا خليفة خيرة الخلاق
قداح زند المكرمات وربها ال / هامي نداه بوابل غيداق
قرم القروم من الأولى جازوا العلى / وتسنموا الغايات باستحقاق
قمر الولاية من أضاء بنوره / نهج الرشاد بسائر الآفاق
قدح الهداية من سلاف طريقه / أحيا القلوب وطاف في الأذواق
قصرت لعمرك عن مبادئ شوطه / غابات من ظفروا بكل سباق
قصمت ظهور دون مظهره الذي / ما بعد مركزه الرفيع مراق
قلدت من إحسانه بين الورى / متناهي الأطواق في الأعناق
قلمي بمدحته ازدهى وتمنت ال / أملاك أن لو كن من أوراقي
قارنت شعري بالنجوم ففاقها / في وصفه بالحسن والإشراق
قرت عيون قصائدي بثنائه / فلقد ظفرن بأنفس الأعلاق
قدري بها استعلى فلو قامت بنا / سوق التفاخر كنت في السباق
فضح الأراكة بالقوام الأهيف
فضح الأراكة بالقوام الأهيف / وسبى الغزالة بالجمال اليوسفي
فرد المحاسن ما تثنى أو رنا / إلا سطا بمهند ومثقف
في كل قلب من هواه لواعج / تجري اللهيب مع الدموع الذرف
فارقت صبري من تواصل هجره / يا غصن مالك لم تجد بتعطف
فارقتني من غير ذنب فاغتدى / قلبي يحدثني بأنك متلفي
فوحق حسنك لن أميل إلى السوى / ولقد علمت شمائلي وتعففي
فاسمح فديتك باللقا عطفا على / صب عثرت به على الخل الوفي
فلقد أذبت شغاف قلبي بالأسى / وتركت جسمي فوق حد المدنف
فإلى متى يا هاجري إن كنت قد / آليت أنك قاتلي فتلطف
فأنا الذي أهوى الشهادة في الهوى / لكنني أخشى شمات معنفي
فأودها بهوى الرفاعي حيث لا / لاح سوى من يغبطون تشرفي
فهو الذي تحيا قلوب قد قضت / في حبه فعلى الحياة تلهفي
فذ الفضائل بين أملاك العلى / شيخ العواجز ناصر المستضعف
فاضت مناهل جوده بين الورى / حتى هممنا أن نقول لها قفي
فلك الكمال زهى بزهر خلاله / فغدت عيون الشهب عنها تنكفي
في كل فج من أشعة رشده / نور به عن كل ضوء نكتفي
فاق الورى عزا بنعمة لثمه / يمنى الرسول ونال ما لم يوصف
فغدا لعقد الأولياء يتيمة / واحتل في الأغواث أعلى رفرف
فالكل نحو علائه بتطلع / لكن تقاصر عنه شوط المقتفي
فرض التواضع في سلوك طريقه / فرض التطهر قصد مس المصحف
فزنا بكأس من سلافتها فلا / عاشت سلاف بعد هذي القرقف
فهي التي تشفي صدور أولي التقى / وأخو الجهالة في ضناه فلا شفي
فيها يلذ العيش في الدنيا لنا / وبها نوقي هول يوم الموقف
فإليك يا شيخ الوجود يطيب لي / إهداء در ثنائي المترصف
فلأنت أكرم من أجاز وخير من / جازى بخير يا غياث المعتفي
فلذاك قد هنأت فيك قصائدي / وهززت في برد التفاخر معطفي
فامنن بحقك بالقبول لمخلص / في حبكم طبعا بغير تكلف
قفزت به الآمال نحوك تبتغي / نيل الوعود وأنت أوفى من يفي
فأنل وزدني من نداك فإن لي / طمعا به فبنذره لن أكتفي
يا دهر لو تدري بمن فجعتني
يا دهر لو تدري بمن فجعتني / لرحمتني مهما تكن جبارا
افقدت عيني نورها وحشاشتي / دمها وروحي روحها المعطارا
افقدت يومي انسه ودجتني / نبراسها وصباحي الاسفارا
افقدت قومي شيخها وعميدها / يوم النضال وليثها المغوارا
افقدت أوطاني اجل رجالها / علماً وحلماً واسعاً ونجارا
صنوى الكبير محمد من كان لي / من بعد فقد أبي أبا مغيارا
من جوهر الإحسان صيغ وكم له / في صنعه ما يعجب الابرارا
لِلّه كم لك يا محمد من يد / معروفها يجري وليس يجاري
يا كامل الأوصاف قد البستني / بنواك حزناً ينقص الأعمارا
أبكي شمائلك التي لو صورت / شخصاً لخالته الأنام نزارا
عربية تجد العروبة عندها / عزاً ومجداً باذخاً وفخارا
أبكي مكارمك التي قد علمت / عند الخصاصة قومك الإيثارا
أبكي صلاحك والتصوف منك عن / ذوق يفيض على الحجى أنوارا
أبكي شجاعتك التي كانت لنا / عند الشدائد عسكراً جرارا
أبكي ابتهاجك بالضيوف كأنما / قد ألبسوك من الحبور دثارا
أبكي اهتمامك بالصديق كأن له / حق الشقيق وان هفا أو جارا
أبكي مجالسك التي كنا بها / نستعذب الأبحاث والاسمارا
لهفي عليك أخي وما يجدي الفتى / طول التلهف والعيون حيارى
ترنو لتبصر من خيالك لمحة / متلفتات يمنة ويسارا
هي لمحة المذهول لا رؤيا الكرى / ليت الكرى من بعد فقدك زارا
لولا الخيال وفضله لرأيتني / كالجاهلين أعاتب الأقدارا
طوراً احاوله فيعجزني كمن / قد راح يرصد كوكباً غرارا
ويسرني طوراً بشخصك ماثلا / للعين اذ نتبادل الأنظارا
فأخال أني في حياتك ما نأى / عني سناك ولا بعدت مزارا
ويلاه من فقد الأحبة أنه / يوهي القوى ويضعضع الأفكارا
ماذا احرر في رثائك يا أخي / وقف الفؤاد على الرثاء فحارا
ادعو القريحة ان تعين عواطفي / لأعد في تأبينك الأسفارا
فأحسها جمدت كأن الحزن قد / أخنى على أقدارها وأغارا
فعذرتها ولعل عذري واضح / ولقد عهدتك تقبل الأعذار
حياك ما بكت الحمامة الفها / رب يكافيء مثلك الأخيارا
وحباك من رضوانه ونواله / ما ينعش الأرواح والأسرارا
خطرت بأم عبيدة الريح الرخا
خطرت بأم عبيدة الريح الرخا / وأتت بذيل بالعبير تضمخا
خلبت قلوب العاشقين فيا له / يوم بقتل العاشقين تأرخا
خاضت إليّ بحار دمع واكف / فرأت عيونا يا أميمة نضخا
خلت الحيا سرت إلى جسدي بها / روحي الفدا لك أيها الريح الرخا
خامرت منها خمرة الذكرى لذا / أصبحت سكران الفؤاد مرنخا
خالي الحشا بالله ربك خلني / فالصبر ولى ويك والعزم ارتخى
خذ بالمطى سبيل أم عبيدة / وأنخ بها إن رمت بي حفظ الاخا
خض بين هاتيك الظلال ونادلي / غوث الصريخ وليث أبطال النخا
خدن الخضوع ابن الرفاعي الذي / بالانكسار حوى العلاء الأشمخا
خفض الجناح لربه فسما به / عن شوط كل من اعتلى وتشيخا
خرقت له الحجب احتفالا فارتقى / من حضرة القرب المقام الأرسخا
خص الإله جنابه بخوارق / آياتها طول المدا لن تنسخا
خضعت لها الأعناق من أهل الحجا / أفلا يخاف مكابر أن يمسخا
خمدت لهيبة ذكره نار الغضا / والليث طأطأ والسلاح تدخدخا
خطب العلى فحظى بعليا اللثم من / يمنى الرسول المستفيضة بالسخا
خلعت عليه من الوراثة خلعة / علق الكمال بذيلها وترنخا
خفقت بسوح الكون راية رشده / ولكم أدار من الهداية فيلخا
خضلت بسر هداه أفئدة الورى / لما انتحى أرض القلوب ودوخا
خل السوى واقصد فسيح رحابه / فهو المرجى في الشدائد والرخا
خصب الجديب ويا غياث الملتجى / عطفا لعبد جاءكم مستصرخا
خفر الزمان حفاظ عهدي وابتنى / بيني وبين جميل صبري برزخا
خلت الليالي السود منه أساودا / ولكم أثاور منه ليثا أشدخا
خشنت نوائبه علي فأوهنت / جلدي وهمي في الفؤاد ترسخا
خذ سيدي بيدي كما عودتني / فلأنت أكرم من إذا دعي انتخى
خيل الأماني نحو بابك أرقلت / بي فرسخا تطوى الفلاة ففرسخا
خيرات جودك جمة كم أنعشت / رمما من الفقراء وراشت أفرخا
خذها أبا العلمين معلمة اللوا / بطراز حب ما أخال له أخا
خطبت فعطرت المشام بذكركم / طيبا وقد شفت الأصم الأصلخا
خجلانة ترجو القبول فجد به / يا خير من أسدى وأكرم من سخى