القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 210
يا مصر فيك الشعر مات أميره
يا مصر فيك الشعر مات أميره / وانقض يصرخ تاجه وسريره
في الصدر منه لا عج صعب على / غير الدموع لشاعر تصويره
لا يستخف بما يعالج من أسى / إلا الذي قد مات منه ضميره
يا مصر حزنك سوف يبقى لاذعا / حتى يجيء إليك منك نظيره
قد كنت يا شوقي لمصر كوكبا / يهدي بنيها للسلامة نوره
وإذا تباطأ عن طلاب حقوقه / شعب فإنك أنت كنت تثيره
وإذا تكبل لم يعز عليك في / وقت بما لك من سنى تحريره
ما لي أراك قد انطفأت لغيرما / سبب بليل مطبق ديجوره
وإذا أراد الله أمرا لم يكن / في وسع عبد عاجز تأخيره
والمرء حين يروم نقض قضائه / لا عقله كاف ولا تدبيره
للناس من شعر تركت جمال
للناس من شعر تركت جمال / تشدو به من بعدك الأجيال
سيقام تمثال لشخصك رائع / فيكون شعرا ذلك التمثال
بالأمس كنت لعارفيك حقيقة / ملموسة واليوم أنت خيال
ولأنت مبق في زوالك عندهم / لك ذكريات ما لهن زوال
لو كانت الأوقات ذات ضمائر / لبكى الغدو عليك والاصال
بقيت من الآداب أو شال لنا / فوددت أن لا تذهب الأوشال
إن الحياة كمشكلات كلها / أما المنون فوحده الحلال
بعد المنية وهي غير بعيدة / لا مشكل يبقى ولا إشكال
لا ويل للميت الذي انفسحت له / من كل قلب روضة محال
الويل كل الويل للحي الذي / في نفسه قد ماتت الآمال
كثر الألى قد أبنوك دفنيا
كثر الألى قد أبنوك دفنيا / والباكيات عليك والباكونا
ما كنت تسمع يوم دفنك في الثرى / إلا نشيجا خانقا وأنينا
أكبر بيومك إنه يوم به / قد فجر الحزن العميق عيونا
يا راحلين لغير عود إننا / لا نستطيع فراقكم فخذونا
يا واردي حوض المنية قبلنا / ما أعذب الحوض الذي تردونا
سيروا خفافا إن أردتم أوقفوا / إنا على آثاركم آتونا
يا بيت آمالي انهدمت وإنما / قد كنت آمل أن تكون رصينا
ما كنت أعرف قدر شعرك قبلما / وفرت في تجديده التحسينا
لك في روايات نظمت فصولها / درجات فضل هن عليونا
قد كنت تقتحم الحساب مغامرا / حينا وتجنح للسلامة حينا
في قلب مصر وبالجزيرة بأس
في قلب مصر وبالجزيرة بأس / كادت به تتفطر الأنفاس
أهوى من الشعراء راس شامخ / والرأس فيه الفكر والإحساس
لا ويل من موت بعضو قد طحا / بل إنه في أن يموت الراس
في كل شبر قد توارى فاضل / يا ويح مصر كلها أرماس
ركب الأمير يجد صهوة نعشه / ودنا الرحيل ورنت الأجراس
ومشى يشيع نعشه متلهفا / من كل حزب أمة أجناس
في موكب ضخم قد اشتركت معا / فيه الملائك خشعا والناس
وضعوا أمير الشعر في ديماسه / فحنا عليه يضمه الديماس
لهفي عليه موسدا في حفرة / معزولة ما إن لها حراس
وعلى الذكاء فقد خبت نيرانه / أما الرماد فإنه أكداس
الزهر أكبر مصرع الصداح
الزهر أكبر مصرع الصداح / فبكت عليه شقائق وأقاح
في الروض للأحزان أصبح مشهدا / ما كان قبلا منه للأفراح
كم أصغت الأزهار فيه للحنه / في ليلة بيضاء ذات وشاح
طافت بكرمته الجميلة برهة / شعراء عن وجد بهم ملحاح
كانت علاقتهم به في ظلها / كعلاقة الأجساد بالأرواح
أطلعت صبحا من قريضك مسفرا / والصبح أعرفه من الأوضاح
قد كنت أول شاعر بث الهدى / للناس فيما جاء من ألواح
أما يراعك فهو معزو له / ما تم للآداب من إصلاح
يا كوكبا قد كان يمحو نوره / صدأ الدجى أحسن به من ماح
لقد انطفأت وما هنالك موجب / إلا نفاد الزيت في المصباح
من كل زهر قد جمعت قليلا
من كل زهر قد جمعت قليلا / وجعلت منه لقبره إكليلا
أجملته في باقة خلابة / من بعد ما فصلته تفصيلا
فتظن أبيضها أشعة كوكب / وتخال أحمرها دما مطلولا
كنا سيوفا للقراع ثلاثة / نحمي فكنت الثالث المفلولا
يا نفس أوري من أساك ذبالة / فأخاف ليلك أن يكون طويلا
حملوه من قصر له فخم إلى / ملحودة ما أعظم المحمولا
ولقد شجت خلف الظغائن نسوة / بملأن أجواز الفضاء عويلا
يا دافن السيف المذرب إنني / لأراك عما جئته مسؤولا
ماذا ليوم الروع عنه اعتضته / لما غمدت الصارم المصقولا
لا والذي أعطى القليل شجاعة / ما كنت خوارا ولا إجفيلا
ما الروض بعد البلبل المترنم
ما الروض بعد البلبل المترنم / للناظرين إليه بالمتبسم
فكأنما نسرينه وشقيقه / وخزامه وبهاره في مأتم
إن الحياة وغي وليس بظافر / في خوضها غير الكمي المعلم
إني لقد طاشت سهامي كلها / فرميت قوسي من يدي واسهمي
الموت ينظرني ويبسم كاشرا / عن نابه كالمارد المتهكم
وإذا نظرت إلى القبور وجدتها / كفلول جيش في العراء مخيم
واسأل ذويها لو أجابوا سائلا / واجعل مدادك يا يراعي من دمي
سلهم أهم في سلوة من عيشهم / أم إنهم في ضجرة المتبرم
أسعد بأرواح نجون من الردى / فطلعن في عرض السماء كأنجم
علمت نواميس الحياة جميعها / أما الحياة فإنها لم تعلم
قد سرت بين نواظر ودموع
قد سرت بين نواظر ودموع / تجتاز ينبوعا إلى ينبوع
كانت أحايين الفراق شديدة / وأشد منها ساعة التوديع
والشعب خلف النعش يمشي صامتا / في رعشة تنتابه وخشوع
فيدٌ على عين له ذرافة / ويد على قلب له مصدوع
أما الكلام فكان همسا كله / لا شيء فيهم كان بالمسموع
من كان منهم قد تأخر خطوة / سبقته أدمعه إلى التشييع
سيظل قلبي في الجوانح مزعجي / حتى تسيل مع الركاب دموعي
رجع الألى قد شيعوه كلهم / إلا دموع الثاكل المفجوع
لم أدر ساعة لي نعاه نعيه / ماذا أصاب القلب تحت ضلوعي
القلب يأمر يا عيوني بالبكا / من بعد كل عشية فأطيعي
أبكي بليل حف بالظلمات
أبكي بليل حف بالظلمات / مستعبرا والليل للعبرات
أبكي إذا استذكرت شعرك مجهشا / بعد الهدوء ووقفة الحركات
أبكي حياتك آسفا لذهابها / قبلي وأبكي من بقاء حياتي
قد سار قبلك حافظ فتبعته / وبقيت وحدي اليوم للنكبات
يا صاحبي قفا قليلا إنني / عما قليل فانظراني آت
إن مت تحزن في العراق أحبتي / حينا وتفرح في العراق عداتي
وأود إن راموا انتقادي ميتا / أن لا يكون من العداة قضاتي
لم يبق من جيل تقضى عهده / إلا بقايا أعظم نخرات
يا قبر شوقي إنني من أدمعي / مهد إليك قصائدا عطرات
من ذا يسد على الرياض أنيقة / عند الصباح منافذ النسمات
خرت لعزة شعرك الشعراءُ
خرت لعزة شعرك الشعراءُ / فكأنهم أرض وأنت سماء
ما كنت إلا كوكبا متوقدا / قد خر منحدرا له ضوضاء
كنا نرى ما كان ضؤوك فاعلا / فلننتظر ما تفعل الظلماء
من بعد در كنت تنظم عقده / برزت تريد لتلمع الحصباء
لفظ جميل فيه معنى رائع / هو في المعاني وحده العذراء
اليوم باق للقريض بحوضه / ماء وأخشى أن يجف الماء
ولقد خفيت على ظهورك مدة / عن أعيني ومن الظهور خفاء
جل مصابك إنه اهتزت له / أعلام مصر وماجت الدأماء
عجلت في الترحال يا شوقي وقد / بقيت هنالك لم تقل أشياء
قالوا سينبغ عبقريّ مثله / قلنا بلى لو أنجب الآباء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025