القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الزَّقّاق البَلَنْسِي الكل
المجموع : 40
طَرَقَتْ على عِلل الكرى أَسماءُ
طَرَقَتْ على عِلل الكرى أَسماءُ / وَهْنَاً وما شَعَرَتْ بها الرُّقَباءُ
سَكْرَى ترنَّح عِطفُها فتعلمتْ / مِنْ معطفيها البانةُ الغنَّاءُ
يَثْنِي الصِّبا والرّاحُ قامَتها كما / تثني الأراكةَ زعْزعٌ نكباءُ
زارَتْ على شَحْطِ المزارِ متيَّماً / بالرّقْمَتيْنِ وَدارُها تَيماءُ
في ليلةٍ كَشَفَتْ ذوائبَها بها / فتَضاعفتْ بعَقاصِها الظَّلْماءُ
والطيفُ يخفي في الظلامِ كما اختفى / في وجنة الزَّنجيِّ منه حَياءُ
ما زال يُمتِعُني الخيالُ بوَصْلِها / حتى انزوى عن مُقْلتي الإغفاءُ
بَرَدَ الحُليّ فنافرتْ عَضُدي وقد / هبَّ الصباحُ ونامَتِ الجَوْزاءُ
وَدَعَتْ برحلتها النَّوى فتحمَّلتْ / في الرّكبِ منها ظبية أدماءُ
ماتت بدفتها الشمائل والصبا / ومدامعي والمزنة الوطفاء
فلَتؤخذَنَّ بمُهجتي لحَظَاتُها / وَبِعَرْصَتَيْها الريحُ والأنواءُ
طَلَعَت بحيثُ الباتراتُ بوارقٌ / والرزق شهب والقتام سماء
في كلمة حمراء يخفق دونها / بينَ الفوارس رايةٌ حمراءُ
والجوُّ لابسُ قسطلٍ مُتراكِمٍ / فلهُ من النَّقْعِ الأحمِّ رداءُ
سَطَعَتْ من الغبراءِ فيه عَجاجةٌ / مركومةٌ فاغبرَّتِ الخضراءُ
دَعْ ظبيةَ الوعساءِ واعنِ لهذه / فلكلِّ أَرضٍ يَمَّمَتْ وَعْساءُ
قطعتْ بها أيدي الركاب تنوفة / قد أُلهبت في جوِّها الرَّمضاءُ
هل تُبلغنَّ الظاعنينَ تحيةً / ريحٌ تهبُّ مع الأصيلِ رُخاءُ
كَسْلَى تجرُّ على الحديقةِ ذَيْلَها / فالعَرْفُ منها مَنْدَلٌ وَكبَاءُ
تُعْزى أبا عبدِ المليكِ إليكَ أو / يُعزَى إليها من عُلاكَ ثناءُ
يا كوكبا بهرَ الكواكبَ نورُهُ / ومحا دُجى الجرمان منه ضياءُ
لكَ همةٌ علويةٌ كرميَّةٌ / وسجيةٌ معسولةٌ لَمْيَاءُ
ومكانةٌ في المجدِ أنتَ عَمَرْتَها / بعُلاكَ وهيَ من الأنامِ خَلاءُ
فَتَّقْتَ أكمامَ البلاغةِ والنُّهى / عن حكمةٍ لم تُؤْتَها الحُكَماءُ
ولربَّما جاشَ اعتزامُكَ أو طمى / عن أَبْحُرٍ شَرِقَتْ بها الأعداءُ
ما زالَ يَفْرِي الخطبَ منه مهنَّدٌ / للعزمِ منه صولةٌ ومضاءُ
شُبَّتْ قريحتُهُ وهُذِّب خَلْقُه / فلم أَدْرِ هل هو جَذْوَةٌ أم ماءُ
تجري اليراعةُ في بنانِ يمينهِ / وكأنها يَزَنِيَّةٌ سمراءُ
ويفوقُ محتدُهُ الكواكبَ مرتقىً / فكأنَّهُ فوقَ السماءِ سماءُ
ذَرِبُ اللسانِ إذا تدفَّقَ نُطْقُهُ / خَرِسَتْ بسحرِ خِطابهِ الخُطَباءُ
لو نابَ عنه سواهُ في يَقَظاتِهِ / نابَتْ منابَ الجَوْهَرِ الحصباءُ
ركنَ الأنامُ به إلى ذي عزَّةٍ / قعساءَ ليس كمثلِها قعساءُ
لم يَخْصُصوه بشكرهم إلا وقد / عمَّت جميعَهُمُ به النَّعماءُ
لو أنَّ ألسُنَهُم جَحَدْنَ صنيعهُ / نَطَقَتْ بذاك عليهمُ الأعضاءُ
كثُرتْ أياديه الجسامُ فآخذٌ / من قبلها أنفاسَهُ الإحصاءُ
طاب الزمانُ بها كطيبِ ثنائِهِ / وتضوَّعَ الإصباحُ والإمساءُ
بأغرَّ ذي كرمٍ نَمَتْه من بني / عبدِ العزيزِ عصابةٌ كُرَماءُ
الموقدون على الثَّنيَّةِ نارَهُمْ / للطارقين إذا وَنَىَ السُّفَراءُ
والمالئون من السَّديفِ جفانَهُمْ / لهُمُ إذا شملتهُمُ اللأْواءُ
قومٌ ثناؤهمُ خلودُ نفوسِهُمْ / ومنَ الهَوامدِ في الثرى أَحياءُ
إن أخلفَتْ غرُّ السحابِ تهللوا / أو جَنَّ ليلُ الحادثاتِ أضاءوا
يا ابْنَ الذي علمَتْ مَعَدٌّ فضلَهُ / وسِوى مَعَدٍّ فيهِ وهي سَواءُ
وابْنَ الذي قد أُلحِقَتْ في حُكمه / من عدله بأُولي القُوى الضُّعَفاءُ
هذي القصائدُ قد أَتتكَ برُودُها / موشيةً وقريحتي صنعاءُ
فإليكَ منها شُرَّداً تصطادُها / بالعزِّ لا بالنائلِ الكرماءُ
ترجو نصيباً من عُلاكَ وما لها / فيما تُرَجِّيهِ العُفاةُ رجاءُ
فانْعَمْ أَبا عبدِ المليكِ بوصلها / أنتَ الكِفاءُ وهذه الحسناءُ
ومديحُ مثلِكَ مادحي ولربما / مُدحَتْ بمن تَتَمَدَّحُ الشعراءُ
فدَّيْتُها من نبعةٍ زَوْرَاءِ
فدَّيْتُها من نبعةٍ زَوْرَاءِ / مشغوفةٍ بمَقاتلِ الأعداءِ
أَلِفَتْ حَمامَ الأيكِ وهي نضيرةٌ / واليومَ تألفُها بكسر الحاءِ
قُمْ فاسْقِني ذَهَبِيَّةً
قُمْ فاسْقِني ذَهَبِيَّةً / إنَّ الأصيلَ مُذَهَّبُ
صفراءَ من زُهْرِ الكوا / كبِ للزجاجةِ كوكب
أوَمَا تَرى ذيل السَّحا / بِ على الحائقِ يُسْحَبُ
والروضُ يأرجُ والغدي / رُ مع الحمامِ يُصَخَّبُ
فإذا ترنَّمَ أوْرَقٌ / فيه تدفَّقَ مِذْنَب
والدمع طَلَّ سافحٌ / أو دُرُّ سِلْكٍ يُنْهَبُ
والبرقُ صفحةُ صارمٍ / أو مارجٌ يتَلَهَّبُ
ومهفهفٍ يصبو إلي / هِ الشادنُ المتربِّبُ
طابتْ حُمَيَّاهُ ور / يَّاهُ أَتَمُّ وأطيبُ
شربَ المدامَ وعلَّني / منْ ثَغره ما يَشْرَب
حتى إذا انبرتِ الشمو / لُ بمعطفيه تلعب
عانقتُ منه الصبحَ ح / تى لاح صُبْحٌ أشهب
فغدا اصطباحيَ منْ ثنا / ياهُ الرُّضابُ الأشنب
همٌّ سرى في أضلعي وسرى بي
همٌّ سرى في أضلعي وسرى بي / فالبرقُ سَوْطي والظلامُ ركابي
لأكَلِّفنَّ الليلَ عَزْماً طالعاً / في كلِّ مظلمةٍ طلوع شهاب
ولأعنينَّ الدهر أن يصمَ المنى / ولو انَّني أَنضبتُ ماء شبابي
بالهولِ أركبُهُ بكلِّ دُجُنَّةٍ / والسيرِ أُعملُهُ بكلِّ يباب
من مبلغُ الزهراء أَنِّيَ راتعٌ / منها بروضِ أزاهرِ الآداب
ومخبِّر البلقاء أنَّ خطيبها / ظَفِرتْ يدي من سجعه بخطاب
مهلاً أبا بكر فكلُّ مُسوَّمٍ / نازَعْتَهُ طَلَقَ الأعنَّةِ كابي
قسماً لَهَاتيكَ المحاسنُ أفصحت / بمثالب الشعراء والكتاب
يبني لك المجد المؤثَّلَ أخرسٌ / بَهَرَتْ فصاحتُهُ ذوي الألباب
قلم تمشَّى في طروسِكَ فانبرتْ / مثلَ الرياضِ وأيمِها المُنْساب
جاءت حلاها واضحاتٍ كلُّها / فكأنهن مباسم الأحباب
من كل محكمة كأن شذورها / حلي الترائب من دمىً أتراب
تركت حلاوةُ لفظها إذ نوزعتْ / أكوابُها كالصَّابِ لفظَ الصابي
تردُ العيونُ عيونَها في مُهْرَقٍ / رُقمتْ به وِردَ القطا الأسراب
فكأنما أُلِّفنَ من حدَقِ المها / أو من ثنيات لهن عذاب
أو من صفاء مودةٍ أدبيّةٍ / أَغْنَتْ غَنَاءَ تلاحُمِ الأنسابِ
لبَّيْكَ داعيَها وإني ضامنٌ / ألاّ تَزالَ وثيقةَ الأسباب
ناديتَ أسرعَ من يجيب لدعوةٍ / محمودةٍ فأجبتَ خيرَ مُجابِ
إن نشترك في الودِّ إنَّا والعلا / جرض لمشتركانِ في الأوصاب
إيهٍ دموعَكَ للفضائلِ أقلعتْ / والمجدُ صار إلى حصىً وتراب
ولتبكِ من جزعٍ فإنَّ بكاءَنا / لمصارعِ الأحلام والأحساب
أَفَلَتْ نجومُ العلم لا لتعاقبٍ / ومضت وفودُ الحلم لا لإياب
قد خِلْتُ والأيامُ تنتهبُ العلا / بنوائبٍ ما حدُّهنَّ بناب
وارحمتا للمجد أقوى رَبْعُهُ / من ماجدٍ محضِ النجارِ لباب
من ذي يدٍ حَبَتِ الزمانَ أيادياً / مُلِئَتْ بهنَّ حقائبُ الأحقاب
فضفاضُ درعِ الحمد مُشتملٌ بها / عفُّ الضمائر طاهرُ الأثواب
ولاَّجُ أبوابِ الأمورِ برأيهِ / طلاَّعُ أنجادٍ لها وهضاب
عِلقٌ أطال من الليالي فَقْدُهُ / فلبستُ ليلاً سابغَ الجلباب
متململاً أصِلُ الدموعَ بمثلها / صلةَ العِهادِ رَبابَها برباب
أردى شبيبته الرَّدى ومن المنى / لو يفتديها شرخُ كلِّ شباب
سلبَتْه دنياهُ ثيابَ حياتِهِ / فَلَتَعْصِبَنَّ عليه ثوبَ سِلاب
ولينكصنَّ الصبرُ بعد وفاته / من كلِّ مصطبرٍ على الأعقاب
أَنَّى خَبَتْ تلك العزائمُ ريثما / لم يخلُ من ضرَمٍ ومن إلهاب
أمست كنانةُ بعدهنَّ كِنانةً / مهجورةً صَفِرَتْ من النُشَّاب
وتضعضعت أركانها لِحُلاحِلٍ / قد كان منها في ذُرى الأَهضاب
وتكوَّرت شمسُ العَلاءِ وأُطْفِئَتْ / سُرُج العلومِ وأنوُرُ الآداب
واربدَّ وجهُ الحكم لمّا أن رأى / ذاك السَّنا متوارياً بحجاب
ولربَّ طَبٍّ بالزمان أهاب بي / وبه من الرزءِ المبرِّح ما بي
أأُخَيَّ إنَّ الدهرَ يَعجَبُ صَرفُه / من طول دأبكَ في البكاء ودابي
لا تصلح العبراتُ إلا لامرئٍ / لم يدرِ أنَّ العيشَ لمعُ سَرَاب
إنْ تبْكِهِ فمن الوفاءِ بكاؤُهُ / لكنْ ثوابُ الصبر خير ثواب
وقُصارُ أعيننا دموعٌ وكّفٌ / وقُصارُه طُوبى وحسن مآب
أرضٌ منَمْنَمَةٌ وظِلٌّ سَجْسَجُ
أرضٌ منَمْنَمَةٌ وظِلٌّ سَجْسَجُ / وصَباً بأنفاسِ الرُّبى تتأرَّجُ
ومذانبٌ زُرْقُ النطافِ تَرفُّ في / وَجناتهنَّ شقائقٌ وبنفسج
فالماءُ مصقولُ الأديمِ مُفَضَّضٌ / والروضُ مطلولُ النسيمِ مُدَبَّجُ
صيغَتْ أزاهِرُهُ دنانيراً بها / فترى دنانيرَ النُّضار تُبَهْرَج
قُمْ نَصْطَبِحْها والنجومُ جوانحٌ / والصبحُ في أعقابها مُتَبَلَّج
حمراءَ صافيةً كأنَّ شعاعَها / ضَرَمٌ بأيدي القابسين يُؤَجَّج
تحكي رُضابَ مُديرِها فكأنَّها / قد مجَّها في الكاسِ منه مفلَّج
قد راضَ مُصعَبَها المِزاجُ كأنما / بخلائقِ الملكِ الحُلاحِلِ تُمزَج
مَلِكٌ نمتْه من الملوك أكابرٌ / هُمْ أوضحوا سُبُلَ العَلاءِ وأَنهجوا
شَخْتُ الحواشي باسلٌ يومَ الوغى / ضَخم الجَدا طَلْقُ المحيَّا أَبلَج
غادٍ إلى كسب المعالي رائحٌ / ومهجّرٌ في مُرتضاها مُدلج
أمّا يدُ ابن عليٍّ العَليا فما / ينفكُّ بحرُ نَوالها يتموَّج
فَتَحَت ضروباً للمكارمِ أُبهِمَت / غَلْقاً فما للجودِ بابٌ مُرْتَج
فكأنما هو بالسَّماح مُخَتَّمٌ / وكأنما هو بالعلاء مُتَوَّج
أسدٌ خضيبُ السيفِ من ماء الطلا / والليثُ دامي الظُّفرِ حينَ يهيَّج
شَيْحانُ يقتحمُ العجاجَ وثوبُهُ / ممّا تُمَزِّقُهُ الصَّوارمُ مُنْهَج
بأقبَّ ما طارتْ قوائمُهُ به / إلا اشتهى طَيَرانهنَّ التُّدْرج
من آلِ أعوجَ ما عَهدْنا قبْلَهُ / وقد انتمى بَرْقاً نماهُ أعوج
كم فتكةٍ بسيوفِهِ وَصِعادِهِ / يُمْضي بها العَزَماتِ منه مدجج
ووقائعٍ تُنسيكَ يومَ بُعاثَ إذ / نكصتْ أمامَ الأوْسِ فيه الخزرج
والحربُ قد نشَرَتْ مُلاءَ عَجاجةٍ / بسنابكِ الجُرْدِ الصَّلادم تُنْسَجُ
في حيثُ تلمعُ للسيوفِ بوارقٌ / تَهْفو وينشَأ للقَساطِلِ زِبْرِجُ
وتنير من أَسَلِ الرماحِ كواكبٌ / ما إن لها إلاّ العواملَ أَبْرُجُ
والسيفُ ذو ضدَّينِ فوقَ يمينه / طوراً يسيلُ وتارةً يتأجج
ماءٌ له جثَثُ الفوارسِ جَذْوَةٌ / نارٌ لها قممُ الأعادي عرفج
يَحْنيهِ طولُ ضِرابِهِ هامَ العِدا / حتى يُرَى بيديه منه صَوْلَجُ
لله منه حسامُ مُلكٍ مُرْتَدٍ / بحسامِ هندٍ والوغى تَتَوَهَّج
يَسْبيهِ طَرْفٌ للسِّنانِ وأجردٌ / طِرْفٌ ولا يسبيه طَرْفٌ أدعَج
والبيضُ تُذْهِلُهُ عن البيضِ الدُّمى / حتى لقد حَسَدَ القرابَ الدُّمْلَج
يَشْجوهُ مُعْتَرَكُ الأسودِ صَبابةً / مهما شَجا الركبَ الكثيبُ وَمَنْعِجُ
فَيَعوجُ من شَغَفٍ عليه كلَّما / عاجُوا على مَغنَى الخليطِ وَعَرَّجوا
يا من تَفرَّعَ من ذؤابةِ حميرٍ / وبحميرٍ نَشْرُ العُلا المتأرِّج
للهِ أنت إذا الفوارسُ أحجمت / واندقَّ في الثَّغرِ الوشيجُ الأعوج
والسابغاتُ على الكماةِ كأنها / غُدران ماءٍ بالنسيمِ تُدَرَّج
والبيضُ تَبْسِمُ والجيادُ عوابسٌ / والسُّمْرُ بالعَلَقِ المُمارِ تَضَرَّج
من كلِّ وقَّادِ السِّباقِ كأنما / في كلِّ ذابلةٍ ذُبالٌ مسرج
وإليكَها من واضحات قلائدي / مِدَحاً يرنُّ بها الحمامُ ويهْزج
كقطائعِ البُستانِ أينعَ زهرُها / أو كالعذارى البيضِ إذ تتبرَّج
وَافَتْكَ رائعةَ المحاسنِ طلقةً / غرَّاءَ تَعبَقُ بالثَّنا وتأرَّج
ومسَدِّدين إلى الطعانِ ذوابلاً
ومسَدِّدين إلى الطعانِ ذوابلاً / فازوا بها يومَ الهياجِ قِداحا
مُتسربلي قُمُصِ الحديدِ كأنها / غُدرانُ ماءٍ قد ملأنَ بطاحا
شبّوا ذبال الزرق في ليل الوغى / ناراً وكلَّ مُذرَّبٍ مصباحا
سُرُجٌ تَرى الأرواحَ تُطفي غيرها / عبثاً وهذي تطفئُ الأرواحا
لا فَرقَ بين النيراتِ وبينها / إلاّ بتسمية الوشيج رماحا
هبها تبدَّتْ في الظلام كواكباً / لمَ لا تغورُ معَ النجومِ صباحا
هُزَّتْ مُتونُ صِعادِها فاستيقظت / بأساً وضرَّجتِ الجسومَ جراحا
وجنى الكُماةُ النصرَ من أطرافها / لمّا انثنت بأكفِّها أدواحا
لا غَرْوَ أنْ راحتْ نَشاوى واغتدت / فلقد شَرِبْنَ دمَ الفوارسِ راحا
يا رُبَّ يومٍ واضحٍ نضَّرْتُهُ
يا رُبَّ يومٍ واضحٍ نضَّرْتُهُ / بمهفهفٍ طاوي الحَشا وَضَّاحِ
أومى إليَّ براحةٍ قامتْ لنا / فيها ثناياهُ مَقامَ الراح
يومٌ رشَفْتُ فيه الحمَيّا واللمى / فشربتُ خمرَ زجاجةٍ وأقاح
ولثمتُ من خَدَّيْ أغرّ مهفهفٍ / شفَقين حُفَّ سَناهما بصباح
حتى إذا ما السُّكْرُ مال بعطفِهِ / مَيْلَ القضيبِ بمَدْرَجِ الأرواح
وَسَّدْتُهُ عَضُدي فظلْتُ كأنما / أَطْلَعْتُ في عَضُدي سَنا الإصباح
يا نازحاً بودادِهِ لمّا بدا
يا نازحاً بودادِهِ لمّا بدا / واشٍ وليس عن الفؤادِ بنازح
ما كانَ أحسنَ شَمْلَنا ونظامَهُ / لو كنتَ لا تصغي لِقَوْلِ الكاشح
إنّي لأعجبُ كيفَ يَعْزُبُ عنكَ ما / أضمرتُ فيك وأنت بين جوانحي
لنا ملكان حازا كلَّ فخرٍ
لنا ملكان حازا كلَّ فخرٍ / بما مَلكاهُ مِنْ رقِّ الأعاد
فيحيى للفوارسِ مَسْتَعِدُّ / وأنت أبا عليٍّ للجراد
وحدائقٍ خُضْرِ المعاطِفِ أُلْبِسَتْ
وحدائقٍ خُضْرِ المعاطِفِ أُلْبِسَتْ / منْ حُسْنِ بهجتها ثيابَ زبرجد
زَرَّتْ عليها الشمسُ فَضْلَ ردائها / فبدا زَبَرْجَدُهُنَّ تحتَ العسجد
لا مثلَ مجلسنا وقد نُظِمتْ به
لا مثلَ مجلسنا وقد نُظِمتْ به / في جيدِ أعناق السُّرور قلائدُ
وافى به القُرَشيُّ وهو كأنَّهُ / قمرٌ وأكواسُ المُدام فراقِد
ظبيٌ حماه الله بالحسنِ الذي / بذَّ المحاسِنَ فهو فيه واحد
أحوى أغَنُّ إذا ذكرتُ جلالهُ / قامتْ عليه من الجمال شواهد
كَمُلَ السرورُ به ولولا شخصُه / ما قادنا نحو المسرَّةِ قائد
ذَرْني ونجداً لا حملتُ نجادي
ذَرْني ونجداً لا حملتُ نجادي / إن لم أَخُطَّ صعيدَهُ بِصِعادِ
وأُخَضْخِضَنَّ حشا الظلامِ إلى الدُّمى / وَأُصَافِحنَّ سوالفَ الأجياد
حيثُ العبيرُ وشى تأرُّجُه على / مَسْرَى الظباءِ ومَسْرَحِ الأبراد
ولقد مررتُ على الكثيبِ فأرْزَمَتْ / إبلي ورجَّعتِ الصهيلَ جيادي
ما بينَ ساحاتٍ لهمْ ومعاهدٍ / سُقِيَتْ من العَبَراتِ صَوْبَ عِهاد
ضَرَبُوا ببطنِ الواديَيْنِ قِبابَهُمْ / بينَ الصوارمِ والقنا المنآد
والورقُ تهتفُ حولهمْ طرَباً بهمْ / فبكلِّ مَحْنِيَّةٍ ترنمُ شادي
يا بانةَ الوادي كفى حزنا بنا / ألاّ نطارحَ غيرَ بانةِ وادي
أين الظِّباءُ المشْرئبُّةُ بالضُّحى / في مُنحَناك وأينَ عَهْدُ سعاد
وردوا ومن بعضِ المناهلِ أدمعي / وَنَأَوا وبعضُ الظاعنينَ فؤادي
فسقتهمُ حيثُ ارتمتْ برحالهمْ / هوجُ الركابِ روائحٌ وغوادي
ينهلُّ وابلُها كما ينهلُّ مِنْ / يُمْنى أبي الفضلِ الكريمِ أيادي
الأريحيُّ إلى السماحةِ مثلما / يرتاحُ للماءِ المروَّقِ صادي
والمعتلي فوقَ السماكِ أرومةً / والمزدري في الحلم بالأطواد
قاضٍ إذا يمَّمْتُ عَدْلَ قضائهِ / لم أُعْطَ جَوْرَ الحادثاتِ قِيادي
متواضِعٌ واللهُ يَرْفَعُ قدرَهُ / عنْ أنْ يُقاسَ بسائرِ الأمجاد
ما قُلِّدَ الأحكامَ دونَ تُقىً وهلْ / يُتَقَلَّدُ الصَّمْصامُ دونَ نِجادِ
طلقُ المحيّا واليدينِ إذا احْتبى / وإذا حبا رَحْبُ النَّدى والنادي
لو أُلبِسَ الليلُ البهيمُ جَلالَهُ / لم تَشتمل أرجاؤُهُ بسَوادِ
طاب الثَّناءُ تضوُّعاً منهُ على / حَسَنِ الشمائلِ طيِّبِ الميلاد
فإذا تنازعنا حديثَ عَلائِهِ / سَمَراً كَحَلْنا أَعْيُناً بسُهاد
تُحْدى به الأنضاءُ عندَ لُغوبِها / فتهيمُ بالتأويبِ والإسآدِ
وإذا الدُّجى أرخى السدولَ ورَنَّقَتْ / سِنَةُ النُّعاسِ بأعْيُنِ الهُجَّادِ
نَبّهْتُ للإدلاجِ صحبي فاهتَدَوْا / بضياءِ كوكبِ عَزمِهِ الوَقَّادِ
يا غُرَّةَ الزمنِ البهيمِ وعِصْمَةَ الرَّ / جُلِ الطَّريدِ ونُجْعَةَ المُرْتادِ
خُذْ منْ ثنائي ما يكادُ نظامُهُ / يُنسي فصاحةَ يَعْرُبٍ وإيادِ
أنا مَنْ تَمَنَّتْهُ الملوكُ فلم أُعجْ / منها على ذي طارفٍ وتِلاد
ورأتْ لساني كالسِّنانِ ذلاقةً / فتذكّرَتْهُ يومَ كلِّ جِلاد
لو لا تزهُّدُ هِمَّتي في نيْلها / لم تَخْشَ ذاتُ يدي صروفَ نفاد
كُنْ ناصري يا ناصرَ العَليا على / زَمَنٍ على أَهْلِ البلاغةِ عاد
الدهرُ لا تصفو مشاربه لنا / إلاّ إذا استشفعتَ لِلوُرَّادِ
وبنو الزمانِ وإن بدا مَلَقٌ بهمْ / أضغانُهم كالجمر تحتَ رماد
لا غَرْوَ أنك قد نشأتَ خلالَهُمْ / قد ينبتُ النُّوَّار بين قَتاد
عجباً لمن رامَ استباقكَ منهمُ / أنَّى يرومُ العَيْرُ سَبْقَ جواد
جَلَّ اعتلاؤكَ أنْ يُساجِلَهُ علاً / مَنْ ذا يُضاهي لجَّةً بثِماد
لا زلتَ ترفُلُ في سَوابغِ أَنْعُمٍ / فضفاضَةِ الأذيالِ والأبراد
وبقيتَ زيناً للبلادِ ورِفْعَةً / إنَّ الصوارمَ زينةُ الأغماد
سَفرَتْ وريعانُ التبلُّجِ مُسْفِرُ
سَفرَتْ وريعانُ التبلُّجِ مُسْفِرُ / لم أدرِ أيهما الصباحُ الأنورُ
وتنفستْ وقد استحرَّ تنفُّسي / فوَشى بذاكَ الندِّ هذا المجمر
مقصورةٌ بيضاءُ دونَ قِبابها / هنديَّةٌ وأسنَّةٌ وسَنَوَّر
وسوابحٌ خاضتْ بها البُهْمُ الوغى / لما طَمى بَحْرُ الحديدِ الأخضر
في مأزقٍ يلتاحُ فيه للظُّبا / بَرْقٌ وينشأُ للعجاج كنَهْوَر
يرمي الفوارسَ بالفوارسِ والقنا / تخفُو هنالكَ والقنابلُ ضُمَّرُ
يا ربةَ الخدرِ الممنَّعِ والتي / أَسْرَتْ فنَمَّ على سُراها العنبر
ما هذه الجردُ العِتاقُ وهذه الس / مرُ الرقاقُ وذا القنا المتأطِّر
أوما كفتكِ معاطفٌ ومراشفٌ / وسوالفٌ كلٌّ بهنَّ معَفَّر
لا تُشرِعي طَرْفَ السِّنان لمغرمٍ / مثلي فحسبكِ منه طَرْفٌ أحور
سأقيمُ عُذْرَ السمهريِّ فإنما / تُدْمي لحاظُكِ لا الوشيجُ الأسمر
ولئن حَشتْ زُرْقُ الأسنة بعدها / طَعْنَاً حشايَ فميتةٌ تتكرَّر
حالتْ خطوبُ الدهرِ دونكِ والهوى / وَقْفٌ عليه الحادثُ المتنمِّر
مهلاً سَتُضْرَحُ عن مَشارِبِهِ القذى / ويعودُ صَفْوَاً ماؤُهُ المتكدِّر
ليقوِّمَنَّ صَغا الحوادثِ منْ بني / عبد العزيزِ بها وسيم أَزْهَرُ
فكأنَّما تطأُ المطيُّ من الثرى / زَهْرَاءَ والظلماءُ مسكٌ أذفر
يُدْنيهِ من أَقصى المواضعِ ذكرُهُ / ولربَّما أدنى القصيَّ تَذَكُّر
يقظانُ مقتبلُ الشبابِ ورأيُهُ / عن بعضِ إبرامِ الكهولِ معبّر
لو كنتَ شاهدَ فَضْلِهِ لِمُلمَّةٍ / لم تدرِ هل يجلو ضحىً أمْ يُفْكِر
إنَّا نخافُ من العواقبِ ضَلَّةً / وبِعَدْلِهِ فيهنَّ سُرْجٌ تَزْهَرُ
أَمْضَى نوافذَ حُكْمِهِ حتَّى على / صَرْفِ الحوادثِ فهي لا تتنكر
نكصتْ على أعقابها أعداؤُهُ / إذْ حارَبَتْهُمْ عن عُلاهُ الأدْهُر
فلهمْ به شَرَقٌ لميِّتهمْ شجىً / ولنا به القِدْحُ المعلَّى الأكبر
تُبْدي يمينُك عَرْفَ كلِّ براعةٍ / مهما نبا بيدِ الكميِّ مُفَقَّر
طَعَنَتْ عُداتَكَ دونَ طَعْنٍ فانبرى / كلُّ امرئٍ عاديتَ وهو مُفَطَّر
فكأن حبركَ أحمرٌ لا أسودٌ / ويراعُ كفِّكَ أسمرٌ لا أصفر
أُملي أبا حسنٍ بشكرٍ بعضَ ما / أوليتَ من حَسَنٍ فمثلك يُشكر
ولئن أكنْ قَصَّرْتُ عن ذاكَ المدى / فلقد أتتكَ مدائحي تَسْتَعْذِر
أمّا القريضُ فقد علمتَ بأنَّهُ / بُرْدٌ يُسَنُّ على الكرامِ مُحَبّر
فبعثتُ من حَوكي إليكَ بخلعةٍ / تَبْلَى الليالي دونها والأعْصُرُ
فلتلبسْن منها أجلَّ مُفاضَةٍ / لكنَّ لابسها أجلُّ وأخطر
ولترقَ في فَلَكِ السماءِ بحيثُ لا / يسطيع أَنْ يَرْقَى شهابٌ نيِّر
أُهْزُزْ معاطفَ رائحٍ ومُبَكِّرِ
أُهْزُزْ معاطفَ رائحٍ ومُبَكِّرِ / ما بينَ سارٍ في الدُّجى ومهجِّرِ
واطوِ الفلاةَ بِوَخْدِ كلِّ شِمِلَّةٍ / خرقاءَ تقطعُ كلَّ خَرقٍ مُقْفر
واصحبْ إذا اعتكرَ الظلامُ مصمّماً / سالتْ بصفحته دموعُ الجوهر
وإذا اعترتك ملمّةٌ فلتنتصرْ / بعلا الوزيرِ على الحوادثِ تُنْصَر
بحرُ الندى عَلَمُ الهدى شَرَفُ العدا / قُطْبُ السيادةِ والسناءِ الأبهر
سامٍ نماهُ منْ أبيهِ حُلاحِلٌ / عالي الذُّرى في المُنْتَمى والعُنْصُرِ
متهلِّلٌ مهما تَهَلَّلَ شيبُهُ / كوميضِ برقٍ في غمام ممطر
عَمِرَتْ به في الجودِ أنديةُ النَّدى / كَرَمَاً ولولا كفُّهُ لم تَعْمُرِ
وتأرَّجَتْ قِطَعُ القريضِ بذكره / في مجمرِ الأفكار قطعةَ عنبر
لا شيءَ أعطرُ منْ نسيمِ ثنائِهِ / إلا تَنَسُّمُ خُلْقِهِ المتعطر
يا ناسياً ذِكْري على شَحَطِ النَّوى / لم أنسَ ذكرَكَ إذ نسيتَ تذكري
أتنامُ عن أمَلي وتتركني سُدىً / والدهرُ يَلحظني بطرفٍ أَخْزَر
هلاَّ زجرتَ صُروفَهُ عنْ ساحتي / فتفلَّ غَرْبَ نوائبٍ لم تُزْجَر
اذكرْ مودَّتنا فمنْ حقِّ النهى / ألاَّ تشوبَ صفاءَها بتكدّر
هبكَ ادَّخَرْتَ لديَّ منكَ أيادياً / أترى حَبَوْتَ بهنَّ مضنْ لم يَشْكر
تَعْسَاً لجدِّي إنْ عَدَتْكَ مدائحي / أظَهَرتَ في نُعْماكَ أم لم تظهر
لا تَبْلَ عندي لو علمتَ أذمّةٌ / لم تُطَّرَحْ ومكارمٌ لم تُكْفَرِ
وصنائعٌ ألبستها منْ صَنْعَةٍ / حُللاً منمقةً كوشيٍ عَبقرِي
إيه أبا بكرٍ فما لي لا أرى / تلكَ الشمائلَ بعدُ لم تتغير
هل أنت إلا نور ذاك المجتلى / أم أنت إلا فرعُ ذاك العنصر
ما لي عهدتُ البشرَ شخصاً مائلاً / واليومَ أعهده خيالاً يَعتري
لا تمحوَنْ بما اقتنيت من العلا / والمجدِ رَسْمَ الودِّ مَحْوَ الأسطر
ولترعَ فيَّ وسيلةَ القبر الذي / أفعالُ ساكنِ قَعْرِهِ لم تُقْبر
وإليك مني رقعةً ضمَّنتُها / ريَّا نسيمٍ من ثنائكَ أَذْفَر
لأَهُزَّ منكَ بها كريماً أروعا / هزَّ المدَجَّجِ في الوغى للأسمر
فامددْ إليها بالقبولِ مصافحاً / كُمّاً لِيُقْبِلَ كلُّ حظٍّ مدبر
ولتوسعنّي عذرَ تقصيرٍ فما / بَرِحَتْ خلالُكَ عارَ كلِّ مقصّر
ومُرِنّةٍ قَدَحَتْ زنادَ صبابتي
ومُرِنّةٍ قَدَحَتْ زنادَ صبابتي / والبرقُ يَقْدَحُ في الظلامِ شَرارَهُ
ورقاءُ تأرَقُ مقلتي لبكائها / ليلاً إذا ما هَوَّمتْ سمَّارُهُ
إيهٍ بعيشكِ يا حمامةُ خبِّري / كيف الكثيبُ ورَنْدُهُ وعَرارُهُ
أَتَنَفّسَت بتنفُّسي أَثْلاتُهُ / أم أَيْنَعَتْ بمدامعي أزهارُهُ
أم ذلك الخِشْفُ الذي بجوانحي / مثواهُ لكن بالمشقَّرِ داره
حَفِظَ العهودَ وأيّ عهدِ مُهفهفٍ / ما جُذَّ في حُكْمِ الغرام مُغاره
كيف العزاءُ ودونَ ذاك الظبي مِنْ / أدواتِ أُسْدِ الغيل ما يختاره
فمن الخيولِ جيادُها ومن السيو / فِ حدادُها ومن القنا خَطَّاره
أما الفوارسُ فاستداروا حَوْلَهُ / حيث استقلَّ كما استدار سواره
أنضَوْا شفارَهُمُ الصقيلة دونَهُ / حتى حَسِبْنا أنها أشفاره
ولربَّما هَزُّوا الذوابلَ مثلما / هَزَّ المعاطفَ لحظُه وعُقارُهُ
أحْبِبْ به منْ شادنٍ مُتربِّبٍ / دانٍ وإنْ ألوى وشطَّ مزاره
في وجنتيه من المهنّدِ ما اكتسي / يومَ الوغى وبمقلتيه غِراره
هو ميّتٌ لولا رجاءُ وصاله / والعيشُ لولا صدُّه ونفاره
حيّا الإلهُ مَراحَهُ ومقيله / ما قرَّ في مَثوى الضلوعِ قراره
مطلولُ أُملودِ الصِّبا ميّاسُهُ
مطلولُ أُملودِ الصِّبا ميّاسُهُ / خَلعَ الشبابُ عليه فهو لباسُه
قمرٌ وأكنافُ الحشا آفاقُهُ / ظبيٌ وأحناءُ الضلوعِ كِناسُه
لم ندرِ إذ جاءتْ بنكهته الصَّبا / أتضوَّعَ الكافورُ أم أنفاسه
ولقد عَيينا إذ توالى سُكرُنا / أَلحاظُه مالتْ بنا أم كاسه
للحسنِ مرقوماً على وجناته / سطرٌ وصفحةُ خدِّه قرطاسه
إن خالفتْ تلك المحاسنُ فعله / فالسيفُ يُطبَعُ منْ سِواه رئاسه
بأبي وغيرُ أبي أغنُّ مهفهفٌ
بأبي وغيرُ أبي أغنُّ مهفهفٌ / مهضومُ ما خلفَ الوشاح خميصُهُ
لبس الفؤادَ ومزّقته جُفونُهُ / فأتى كيوسفَ حينَ قُدَّ قميصه
يا كوكباً بهرَ الكواكبَ بهجة
يا كوكباً بهرَ الكواكبَ بهجة / والزهرَ نشْراً والصباحَ شروقاً
بالأمس ضَمَّتْنا وإياكَ المنى / يوماً أَضَفتَ إلى الصَّبوح غَبوقا
نازعتُ إخواني بعذر عاقني / دوني من العَذب الزلالِ رحيقا
فانعمْ بعودة ذلك الأنسِ الذي / ولَّى وقد تركَ الفؤادَ مَشُوقا
وعشيّةٍ لبستْ رداءَ شقيقِ
وعشيّةٍ لبستْ رداءَ شقيقِ / تُزْهى بلونٍ للخدود أَنيق
أبقتْ بها الشمسُ المنيرةُ مثلما / أبقى الحياءُ بوجنةِ المعشوقِ
لو أستطيعُ شربتُها كلفاً بها / وعدلتُ فيها عن كؤوس رحيق
قُل لِلتي نُظِمَ الفَريدُ بِجيدِها
قُل لِلتي نُظِمَ الفَريدُ بِجيدِها / مِن فَيضِ دَمعي مِنكِ فَوقَ تَراقِ
هانَت دُموعُ العَينِ أَن نُقِلَت إلى / تِلكَ السَواكِبُ مِن غُروبِ مَآقِ
أَتَرى مُخَصّرَها أُعيرَ سِوارَها / والجيدَ لؤلؤَ ثَغرِها البرّاقِ
فتطوَّقتْ مِنْ ثغرها بقلادةٍ / وتوشَّحَتْ مِنْ حَلْيِها بِنطاقِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025