القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَشْجَع السُّلَمي الكل
المجموع : 25
أَنعى فَتىً كُلَّ الفَتى
أَنعى فَتىً كُلَّ الفَتى / أَنعى أَبا موسى النَدى
أَنعى إِلى قَمَرِ السَما / ءِ وَشَمسِها شَمسَ العُلا
إِنَّ النُجومَ بَكَت لَهُ / وَلِمَجدِهِ فيمَن بَكى
وَبَكى لَهُ ما بَينَ مُن / خَرِقِ الدَبورِ إِلى الصِبا
أَبلى رِداءَ شَبابِهِ / في حينِ جِدَّته البلى
أَلبَستني ثَوبَ الرَدى / وَسَلَبتَني طيبَ الكَرى
وَمَحَوتَ مِن ضوءِ النَها / رِ وَزِدتَ في ظُلَمِ الدُجى
كادَت عَلَيكَ جَوانِحي / تَنقَدُّ مِن حَرِّ الأَسى
وَتَنَفُّسٌ تَستَلُّهُ ال / أَحزانُ مِن تَحتِ الحَشا
شَبِعَ الثَرى مِن حُسنِ وَج / هِكَ لا هنا الشَبَعُ الثَرى
فِئَتان طاغِيَةٌ وَباغِيَةٌ
فِئَتان طاغِيَةٌ وَباغِيَةٌ / جَلَّت أُمورُهُما عَنِ الخَطبِ
قَد جاءَكُم بِالخَيلِ شارِيَةً / يَنقُلنَ نَحوَكُم رَحى الحَربِ
لَم يَبقَ إِلّا أَن تَدورَ بِكُم / قَد قامَ هاديها عَلى قُطبِ
وَكَأَنَّ صَوتَ الماءِ في حافاتِهِ
وَكَأَنَّ صَوتَ الماءِ في حافاتِهِ / زَجلُ القيانِ تُطارِحُ الأَصواتا
أَعطَيتَ مَروانَ الثَلا
أَعطَيتَ مَروانَ الثَلا / ثينَ الَّتي حَلَّت رعاثَه
وَأَبا النَضير وَإِنَّما / أَعطَيتَني مَعهُم ثَلاثَه
ما خانَني حَوكُ القَصي / دِ وَما اِتَّهَمتُ سِوى الحَداثَه
حُمِدَ السُرى وَتَصَرَّمَ الإِدلاجُ
حُمِدَ السُرى وَتَصَرَّمَ الإِدلاجُ / وَلِكُلِّ ضيقٍ شَديدَةٍ إِفراجُ
مَلكٌ أَبوهُ وَأُمُّهُ مِن نَبعَةٍ / مِنها سِراجُ الأُمَّةِ الوَهّاجُ
شَربا بِمَكَّةَ في رُبى بَطحائِها / ماءَ النُبُوَّةِ لَيسَ فيهِ مِزاجُ
مَلكٌ عَلى أَموالِهِ لِنَوالِهِ / سَطوٌ يَكونُ لَها بِهِ إِزعاجُ
خَيرُ البَرِيَّةِ لِلبَرِيّةِ مَن بِهِ / وَضُحَ الهُدى لِلنّاسِ وَالمِنهاجُ
غَلَبَ الرُقادُ عَلى جُفونِ المُسهَدِ
غَلَبَ الرُقادُ عَلى جُفونِ المُسهَدِ / وَغَرِقتُ في سَهرٍ وَلَيلٍ سَرمَدِ
قَد جَدَّ بي سَهَرٌ فَلَم أَرقُد لَهُ / وَالنَومُ يَلعَبُ في جُفونِ الرُقَّدِ
وَلَطالَما سَهِرَت بِحُبّي أَعيُنٌ / أُهدي السُهادَ لَها وَلَمّا أَسهَدِ
أَيّامَ أَرعى في رِياضِ بَطالَةٍ / وَردَ الصِبا مِنها الَّذي لَم يورَدِ
لَهوٌ يُساعِدُهُ الشَبابُ وَلَم أَجِد / بَعدَ الشَبيبَةِ في الهَوى مِن مُسعِدِ
ما الدَهرُ إِلّا الناشِئانِ تَوالِيا / يَومٌ يَروحُ لَنا وَيَومٌ يَغتَدي
فَالأَمسُ لَيسَ بِراجِعٍ لَكَ عَهدُهُ / وَاليَومُ لَيسَ بِمُدرِكٍ ما في الغَدِ
وَخَفيفَةِ الأَحشاءِ غَيرَ خَفيفَةٍ / مَجدولَةٍ جَدلَ العنانِ الأَجرَدِ
غَضِبَت عَلى أَردافِها أَعطافُها / فَالحَربُ بَينَ إِزارِها وَالمَجسَدِ
خالَفتُ فيها عاذِلاً لي ناصِحاً / وَرَشَدتُ إِذ خالَفتُ قَولَ المُرشِدِ
لَأَحمِلَنَّ مَآرِبي عيدِيَّةً / حَملاً لِحاجاتِ الفَتى المُتَوَرِّدِ
يَنشُرنَ نَقعَ القاعِ حينَ يَطَأنَهُ / وَيُطِرن أَفراخَ الحَصا بِالغَرقَدِ
أَأُقيمُ مُحتَمِلاً لِضيمِ حَوادِثٍ / مَعَ هِمّةٍ مَوصولَةٍ بِالفَرقَدِ
وَأَرى مَخايِلَ لَيسَ يُخلِفُ بَرقُها / لِلفَضلِ إِن رَعَدَت وَإِن لَم تَرعَدِ
لِلفَضلِ أَموالٌ أَطافَ بِها النَدى / حَتّى جَهِدنَ وَجودُهُ لَم يَجهَدِ
يا اِبنَ الرَبيعِ حَسَرتَ شُكري بِالَّذي / أَولَيتَني في عودِ أَمرِكَ وَالبَدي
أَوصَلتَني وَرَفَدتَني وَكِلاهُما / شَرَفٌ فَقَأتُ بِهِ عُيونَ الحُسَّدِ
وَوَصَفتَني عِندَ الخَليفَةِ غائِباً / وَأَذِنتَ لي فَشَهِدتُ أَفخَرَ مَشهَدِ
وَكَفَيتَني مِنَنَ الرِجالِ بِنائِلٍ / أَغنى يَدي عَن أَن تُمَدَّ إِلى يَدِ
نَعَرَ الشَبابُ بِرَبّةِ البُردِ
نَعَرَ الشَبابُ بِرَبّةِ البُردِ / فَمَضَت مُخالِفَةً عَنِ القَصدِ
سَلَّمتُ فَاِلتَفَتَ الصُدودُ بِها / ما كانَ يَنقُصُها مِنَ الرَدِّ
فَإِذا وَصَفتُ لَها مُواصلَتي / فَزَعت حَداثَتُها إِلى الصَدِّ
وَإِذا مَحاسِنُ وَجهِها نَطَقَت / أَثنى لَها خَدٌّ عَلى خَدِّ
إِنّي رَأَيتُ لَها مُواصلَةً / كَالسُمِّ تُفرِغُهُ عَلى الشَهدِ
فَإِذا أَخَذتَ بِعَهدِ ذِمَّتِها / لَعِبَ الصُدودُ بِذلِكَ العَهدِ
يا حُفرَةَ المَلكِ المُؤَمّلِ رِفدُهُ
يا حُفرَةَ المَلكِ المُؤَمّلِ رِفدُهُ / ما في ثَراكِ مِنَ النَدى وَالخَيرِ
لا زِلتِ في ظِلَّينِ ظِلِّ سَحابَةٍ / وَطفاءَ دانِيَةٍ وَظِلِّ حبورِ
وَسَقى الوَلي عَلى العِهادِ عِراصَ ما / والاكَ مِن قَبرٍ وَمِن مَقبورِ
يا يَومَ مَنصورٍ أَبَحت حِمى النَدى / وَفَجَعتَهُ بِوَلِيّهِ المَذكورِ
يا يَومَهُ أَعرَيتَ راحِلَةَ النَدى / مِن رَبِّها وَحُرِمتَ كُلَّ فَقيرِ
يا يَومَهُ ماذا صَنَعتَ بِمُرمِلٍ / يَرجو الغِنى وَمُكَبَّلٍ مَأسورِ
يا يَومَهُ لَو كُنتَ جِئتَ بِصَيحَةٍ / فَجَمَعتَ بَينَ الحَيِّ وَالمَقبورِ
لِلَّهِ أَوصالٌ تَقَسَّمُها البلى / في اللَحدِ بَينَ صَفائِحٍ وَصُخورِ
عَجَباً لِخَمسَةِ أَذرُعٍ في خَمسَةٍ / غَطَّت عَلى جَبَلٍ أَشَمَّ كَبيرِ
مَن كانَ يَملَأُ عَرضَ كُلِّ تَنوفَةٍ / وَأراهُ جولُ مُلَحَّدٍ مَخبورِ
ذَلَّت بِمَصرَعِهِ المَكارِمُ وَالنَدى / وَذُبابُ كُلِّ مُهَنَّدٍ مَأثورِ
أَفِلَت نُجومُ بَني زِيادٍ بَعدَما / طَلَعَت بِنورِ أَهلَّةٍ وَبُدورِ
لَولا بَقاءُ مُحَمَّدٍ لَتَصَدَّعَت / أَكبادُنا أَسَفاً عَلى مَنصورِ
أَبقى مَكارِمَ لا تَبيدُ صِفاتُها / وَمَضى لِوَقتِ حَمامِهِ المَقدورِ
أَصبَحتَ مَهجوراً بِحُفرَتِكَ الَّتي / بُدِّلتَها مِن قَصرِكَ المَعمورِ
بَلِيَت عِظامُكَ وَالصِفاحُ جَديدَةٌ / لَيسَ البِلى لِفِعالِكَ المَشهورِ
إِن كُنتَ ساكِنَ حُفرَةً فَلَقَد ترى / سَكناً لِعودَي مِنبَرٍ وَسَريرِ
يا راكِبَ العيسِ الَّتي
يا راكِبَ العيسِ الَّتي / أَفنى عَريكَتَها اِبتِكارُه
اِرحَل إِلى يَحيى وَأَي / قِن إِنَّ دارَ الجودِ دارُه
يَحيى اِمرُؤٌ تُرجى مَنا / فِعُه وَلا يُخشى ضرارُه
يَعفو عَنِ الذَنبِ العَظي / مِ وَلَيسَ يُعجِزُهُ اِنتِصارُه
صَفحاً عَنِ الباغي عَلَي / هِ وَقَد أَحاطَ بِهِ اِقتِدارُه
الخَيرُ يُبطئُ ذِكرهُ / وَالشَرُّ يَسبِقُهُ شَنارُهُ
أَصبَحتَ جارَ البَرمَكي / يِ وَلَيسَ يَخشى الدَهرَ جارُه
بَدرٌ يُشابِهُ لَيلهُ / في ضوءِ جَدواهُ نَهارُه
وَمَحاذِر لِلبَينِ قَد / وَقَعَ الَّذي يُخشى حِذارُه
ذَهَبَت مكارِمُ جَعفَرٍ وَفِعالُهُ
ذَهَبَت مكارِمُ جَعفَرٍ وَفِعالُهُ / في الناسِ مِثلَ مَذاهِبِ الشَمسِ
مَلِكٌ تَسوسُ لَهُ المَعالِي نَفسهُ / وَالعَقلُ خَيرُ سِياسَةِ النَفسِ
وَتَرى المُلوكَ إِذا رَأَيتَهُم / كُلٌّ بَعيدُ الصَوتِ وَالجَرسِ
فَإِذا تَراءاهُ المُلوكُ تَراجَعوا / جَهرَ الكَلامِ بِمَنطِقٍ هَمسِ
سادَ البَرامِكَ جَعفَرٌ وَهُمُ الأُلى / بَعدَ الخَليفَةِ سادَةُ الأُنسِ
ما ضَرَّ مَن قَصَد اِبنَ يَحيى راغِباً / بِالسَعدِ حَلَّ بِهِ أَمِ النَحسِ
وَغَريبَةٍ تَبكي غَريبَ مَحلَّةٍ
وَغَريبَةٍ تَبكي غَريبَ مَحلَّةٍ / وَقَفَت بِجانِبِ قَبرِهِ تَتفَجّعُ
وَتَقولُ وا ضرَّ الحَياةِ مَضى الَّذي / كُنّا نَضُرُّ بِهِ وَكُنّا نَنفَعُ
وَتَقولُ كَيفَ وَجَدتَ مَضجَعَكَ الَّذي / أَمسَيتَ فيهِ فَقَد نَبا بي المَضجَعُ
ما لي أَنيسٌ غَيرَ ذِكرِكَ ما خَلا / قَلباً يَئِنُّ وَشَأنُ عَينٍ تَدمَعُ
وَكَثيرَةُ العَبراتِ جلُّ بُكائِها / خطبٌ إِلَيهِ نَفسُها تَتَطَلَّعُ
وَتَرى شَواهِدها إِذا ما اِستَعبَرَت / تَصِفُ البُكاءَ وَعَينُها لا تَدمَعُ
ثَكلى ثَلاثاً ثُمَّ تَظهَرُ بَعدَها / عَينٌ مُكحَّلَةٌ وَجيدٌ أَتلَعُ
وَمَحاسِنٌ تَدعو إِلى اِستِطرافِها / مِنها السَوالِفُ وَالأَثيثُ الأَفرَعُ
فَإِذا نَظَرتَ إِلى اِستَجاعَةِ وُدِّها / أَيقَنتَ أَنَّ لَها هَوىً لا يَشبَعُ
تِلكَ الَّتي إِن أخرَت لا تُرتَجى / أَو أَقدَمَت فَلِمِثلِها لا يُفزَعُ
أَسعِد فُؤاداً دائِمَ الخَفقِ
أَسعِد فُؤاداً دائِمَ الخَفقِ / وَكَفاكَ ما أَلقى مِنَ العِشقِ
لا تَندُبَنَّ طُلولَ مَنزِلَةٍ / أَنحى عَلَيها الدَهرُ بِالمَحقِ
ضَحِكَت سُلَيمى عَن لَمى بَردٍ / مُتَهَلِّلٍ كَتَهَلُّلِ البَرقِ
يا مَن تُقَدِّمهُ المُلوكُ إِذا / رُفِعَت أَسِنَّتُها إِلى السَبقِ
كَم مِن يَدٍ لَكَ فَضلُ نِعمَتِها / مُتَقَسِّمٌ جارٍ عَلى الخَلقِ
لَم يَعرَ مِن مَعروفِها أَحَدٌ / يَبغي النَدى في الغَربِ وَالشَرقِ
أَصلَحتَ أَمرَ الشامَ مُحتَسِباً / وَرَتَقتَ ما فيها مِنَ الفَتقِ
ما كانَ يُدرَكُ بِالقِتالِ وَلا / بِالمالِ ما أَدرَكتَ بِالرِفقِ
ما زِلتَ تَدحَضُ كُلَّ باطِلَةٍ / حَتّى أَقَمتَهُم عَلى الحَقِّ
أَدرَكتَ ما فاتَ المُلوكَ فَما / بَلَغوكَ في فَتقٍ وَلا رَتقِ
كانوا أَرقّاءَ الطُغاةِ فَقَد / أَعتَقتَهُم مِن ذلِكَ الرِقِّ
يَغدو عَلَيهِم كُلَّ شارِقَةٍ / شَؤبوبُ مَوتٍ مُسبِلُ الوَدقِ
كَذبَت وِلايَتُهُم لِجِنسِهِم / وَفَضلتَ بِالأَقدامِ وَالصِدقِ
أَطفَأتَ نيرانَ الطُغاةِ وَقَد / ذَلَّ التَقِيُّ وَعَزَّ ذو الفِسقِ
مَنّى اِبنُ أَيلولٍ نَفيسَتَهُ / بَعدَ الأَمانِ أَماني الحُمقِ
جَعَلَ الظَلامَ دَليلَ غُدرَتِهِ / وَاِنتابَ فَوقَ مُوَثَّقِ الخَلقِ
فَخَرَقتَ رَأياً سدَّ مَذهَبُهُ / عَزمُ اِمرِئٍ ذي حِنكَةٍ خَرقِ
فَفَرى ذُبابَ السَيفِ مِن دَمِهِ / شَخباً يَجودُ بِهِ مِنَ الحَلقِ
ما بَينَ رَأيكَ إِذ تُقَسِّمُهُ / فَرقاً وَبَينَ المَوتِ مِن فَرقِ
يا بارِقاً حَلَبَ البَليخَ غَمامَهُ
يا بارِقاً حَلَبَ البَليخَ غَمامَهُ / لا زالَ مِنكَ عَلى البَليخِ سِجالُ
كَم لَيلَةٍ بِكَ لا أُراعي نَجمَها / قَصُرَت وأَرِدِيَةُ الظَلامِ طِوالُ
زَهَرَت رِياضُك في فَسيحٍ زاهِرٍ / عِطِرُ العَشِيِّ مُمسَّكِ الأَذيالِ
فَكَأَنَّ فارَ المِسكِ يَفتِقُ ريحهُ / في رَوضِكَ الغَدَواتُ وَالآصالُ
وَلَرُبَّ لابِسَةٍ قِناعَ تَحِيَّةٍ / حَوراءَ تَخطُبُ حُسنَها الآمالُ
يَصِفُ القَضيبُ عَلى الكَثيبِ قَوامها / وَلَها مِنَ البَدرِ المُنيرِ مِثالُ
كَسَتِ الحَداثَةُ طَرفَها وَلِسانَها / خَمراً وَماءُ شَبابِها مُختالُ
وَتَسَرَّعَت فيها سُلافَةُ لذَّةٍ / قَد جالَ فيها البارِدُ السِلسالُ
كَشَفَت قِناعَ السِرِّ دونَ حَديثِها / وَتَكَلَّمَت بِلِسانِها الجِربالُ
دِمَنٌ تَرَحَّلَتِ الدِيارُ بِتُربِها / وَتَحَوَّلَت بِنُجومِها الأَحوالُ
سَبَقَ القَضاءُ بِكُلِّ ما هُوَ كائِنٌ / فَليَجهَد المُتَصَرِّفُ المُحتالُ
إِنَّ الجَنوبَ تَهيجُني نَفحاتُها / وَيَحِنُّ قَلبي أَن تَهُبَّ شَمالُ
لا تَطلُبَنَّ العُذرَ مِنّي ظالِماً / فَبُكاءُ مِثلي في الرُسومِ ضَلالُ
يا دارَ سُعدى ما لِرَبعِكِ خاشِعاً
يا دارَ سُعدى ما لِرَبعِكِ خاشِعاً / حَلَّ البِلى بِطُلولِها فَأَحالَها
لا زالَتِ الأَنواءُ وَهيَ غَزيرَةٌ / تَسقي بِلادَكِ سَهلَها وَجِبالَها
سَقياً لِسُعدى ما أَلَذَّ حَديثَها / وَأَجَلَّ مَجلِسَها وَأَنعَمَ بالَها
أَيّامَ أَجرى في عنانِ مَشيئَتي / مَرَحاً تَجرُّ غِوايَتي أَذيالُها
وَمُدَرَّعينَ عَداوَةً لا أَتّقي / إِدبارَ ظنته وَلا إِقبالَها
ما زالَ يَحرُسُ حَيَّةَ في حجرِها / صَمّاءَ لَو عَلِقَت بِهِ لَهَوى لَها
وَلَو أَنَّ نابَيها أَصابا كَفَّهُ / ما ذاقَ مِن طَعمِ الحَياةِ بِلالَها
لَو قُلتُ قافِيَةً تَرَكتُ عَلى اِستِهِ / وَسماً يَراهُ بارِزاً مِن خالَها
مِن عُصبَةٍ تَعِبَت لِكَسبِ مَثالِبٍ / في المُخزِياتِ فَأَكثَرَت أَعمالَها
لَو فَضَّ لُؤمُها بِكُلِّ قَبيلَةٍ / مَلَأَ البِلادَ حُزونَها وَرِمالَها
يا رُبَّ قافِيَةٍ عَلِقَت مُتونها / حَتّى إِذا اِطَّرَدَت حَلَلَت عِقالَها
فَمَضت كَأَنَّ مُتونَها هِندِيَّة / كَالبَرقِ أَخلَصَت القُيون صِقالَها
ما مَدَّ يَحيى كَفّهُ لِكَريمَةٍ / بَعُدَت عَلى الآمالِ إِلّا نالَها
مَلِكٌ لَوَ اَنَّ الراسِياتِ بِحِلمِهِ / وُزِنَت شَوامِخُها إِذاً لا شالَها
الحِلمُ يَملُكُهُ لَدى سَطَواتِهِ / وَالجودُ يَملِكُ كَفَّهُ وَنَوالَها
لا يَلتَوي صَدرُ الأُمورِ وَوردُها / أَبَداً إِذا ما البَرمَكيّ أَجالَها
وَسَليلُ يَحيى جَعفَرٍ وَشَبيهُهُ / كَالنَعلِ تَحذو كَيفَ شِئتَ مِثالَها
ما زالَ بِالبَلَدِ الشَآمِ يَسوسُهُ / حَتّى رَوى فِتيانَهُ وَأَزالَها
أَحيا سَبيلَ الحَقِّ في أَطرافِها / وَأَماتَ باطِلَ أَمرِها وَضَلالَها
بَخِلَت عَلَيكَ بِوَصلِها جُمَلُ
بَخِلَت عَلَيكَ بِوَصلِها جُمَلُ / فَكَذاكَ جملٌ شَأنُها البُخلُ
وَإِلى اِبنِ مَنصورٍ تَجاذُبُنا / أَعناقُها فَتكفُّها الجَدلُ
مَلِكٌ يَفيضُ سِجالُ نائِلِه / أَبَداً فَلَيسَ يَغبّهُ سَجلُ
بَذَلَ الرِجالُ بِقَدرِ ما مَلَكَت / وَبِجودِ جودِ يَمينِهُ البَذلُ
فَلِغَيرِهِ الأَموالُ صامِتَةً / وَلَنا التَوَسُّعُ وَالنَدى الجَزلُ
فَضَلَت يَداهُ الفاخِرينَ مَعاً / فَلَهُ عَلى مَن فاخَرَ الفَضلُ
آمَنَ الزَمانُ وَريبهُ رَجُلٌ / في ظِلِّ راحَتِهِ لَهُ رَحلُ
ثِنتانِ يَختَلِبانِ زائِرَهُ / كَرَمٌ وَوَجهٌ ضاحِكٌ سَهلُ
لا مَجدَ نَعرِفُهُ وَلا كَرَمٌ / إِلّا وَمَنصورٌ لَهُ أَهلُ
رَدَّ السِباخَ نَدى يَدَيهِ وَأَهلُها
رَدَّ السِباخَ نَدى يَدَيهِ وَأَهلُها / مِنها بِمَنزِلَةِ السِماكِ الأَعزَلِ
قَد أَيقَنوا بِذَهابِها وَهَلاكِهم / وَالدَهرُ يوعِدُهُم بِيَومٍ أَعضَلِ
فَاِفتَكها لَهُم وَهُم مِن دَهرِهِم / بَينَ الجِرانِ وَبَينَ حَدِّ الكَلكَلِ
ما كانَ يُرجى غَيرُهُ لِفَكاكِها / يُرجى الكَريمُ لِكُلِّ خَطبٍ مُعضِلِ
وَتَنالُ مِنكَ بِجِدِّ مُقلَتِها
وَتَنالُ مِنكَ بِجِدِّ مُقلَتِها / ما لا يُنالُ بِجِدِّهِ النَصلُ
فَإِذا نَظَرتَ إِلى مَحاسِنِها / فَلِكُلِّ مَوضِعِ نَظرَةٍ قَتلُ
لا تَعذِلوني في مَديحي مَعشَراً
لا تَعذِلوني في مَديحي مَعشَراً / خَطَبوا المَديحَ إِلَيَّ بِالأَموالِ
يَتَزَحزَحونَ إِذا رَأَوني مُقبِلاً / عَن كُلِّ مُتَّكئٍ مِنَ الإِجلالِ
أَقلِل عِتابَ مَن اِستَرَبتَ بِوُدِّهِ
أَقلِل عِتابَ مَن اِستَرَبتَ بِوُدِّهِ / ما إِن تُنالُ مَوَدَّةٌ بِقِتالِ
وَكَأَنَّما التَدريجُ في بَطناتِها
وَكَأَنَّما التَدريجُ في بَطناتِها / أَمواجُ دجلَة في هُبوبِ الشَمأَلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025