المجموع : 31
يا أيُّها المولى الرئيسُ ومَن لهُ
يا أيُّها المولى الرئيسُ ومَن لهُ / جودٌ يضاهي الغيثَ حَالَةَ سَكبهِ
أشكو لعَدلكَ جَورَ دَهر لم أزَل / طولَ المَدَا عَرَضاً لأَسهُم خَطبَه
وأشدُّ ما قاسيتُ منهُ أنه / عن شكر فضلك قد شغُلتُ بِعَتبهِ
فاغفر لعَبد قد أتاكَ وما له / حسناتُ أفعالٍ تَقُومُ بَذَنبهِ
باللَه يُقسِمُ والنبيِّ وآلهِ ال / أطهارِ أصحابِ العَبَا وبصَحبه
ما باتَ في ذا العيد يملك درهماً / وكفاك أنَّ الشَّعرَ أعظمُ كسبه
فَتَرَاهُ يُنشِدُ حَسرَةً وتأسُّفا / من هَمِّه لعدوِّه ومُحبِّهِ
ماذا يضرُّ الخَشكَنَانُ لو أنَّهُ / في العيدِ يُخبِرُني بما في قلبهِ
ولقد شكا لك من حوادث دَهرهِ / سُقماً وَلستُ بعاجزٍ عن طبِّهِ
لا زال بابُك للهَناء مُؤَهلا / أبدا على بُعدِ المَزَارِ وقُربِهِ
يا أيها المولى الذي لِنَدَى
يا أيها المولى الذي لِنَدَى / كَفَّيهِ كلُّ الجود منسوبُ
لا غرو أن أصبحتَ تأمُرُ بال / صَّبرِ الجميلِ فأنت يعقوب
ألقَت أَشعَتَها عليك الراحُ
ألقَت أَشعَتَها عليك الراحُ / وازداد نوراً وجهُها الوضَّاحُ
واخضرَّ في صُدغيه آس عذاره / واحمرَّ من وجناته التَّفاحُ
وسكرت من لحظاته وكؤوسه / فتسَاوت الأحداق والأقداحُ
ما كان أولاني برشف رضَابه / لو أن ذاك الثَغرَ منه مُبَاحُ
أرتاحُ إن ذكرَ العذيبُ وبارقٌ / شوقاً إليه وكيف لا أرتاحُ
قال العذولُ وقد ضنيتُ بحبِّهِ / همّ في هواهُ فما عليك جناحُ
يا اشعرَهُ وجبينه لولاكُما / لم يعرف الإمساءُ والإصباحُ
أمست قلوبُ العاشقين لديكُما / ولها غدُوُّ في الهوى ورواحُ
ظهرت على العشاق أسباب الهوى / سيَّانَ إن كَتَمُوا الهوى أو بامُوا
هاجت بلابلهم غراماً إذ بدا / للطَّير من فوق الغُصونِ صياحُ
يا من نلوذُ بماله وبجاهه
يا من نلوذُ بماله وبجاهه / فنفوز بالإسعافِ والإسعادِ
ما إن شكونا في الخطوب ضلالةً / إلا رأينا منك موسى الهادي
ما لي أراك أضعتَ وُدِّي
ما لي أراك أضعتَ وُدِّي / وغدرتَ بي وَنقَضتَ عَهدي
وأَذَبتَ قلبي في الهوى / ظُلماً بنار جَوىً ووَجد
وجَعَلتَ طَرفي بالأسى / وَقفاً على دَمعي وسُهدي
وأرى الإساءة منك ح / ين تُسِئُ كالإِحسانِ عندي
حَتَّامَ أُخفِي في هوا / ك صَبابَتي والدمع يُبدي
أنا قد أَتيتُكَ قاصِداً / فعساك تعرف حَقَّ قَصدي
عَلِقَت بذيلِ رجاك آ / مالي فَعَلَّلها بوَعدِ
شوقي إليك كما علم / تَ يَجِلُّ عن حَصرٍ وحَدِّ
يا ابن الأئمةِ دعوةً من مادحٍ
يا ابن الأئمةِ دعوةً من مادحٍ / نادى نَداك على مدى مُستبعدِ
أملي يُقرِّبني إليك مع النوى / يا من بذيل رجائه عَلقَت يَدي
أرجو نداك مع الخُمُول وربما / كان الحيا حظَّ الحضيضِ الأوهَدِ
واحسرتا لو أنَّ لي سبباً إلى / ذاك الحمى لأكون أوَّل مُنشدِ
ولأن أرى وجهي يُعَفَّرُ في ثرى / كالمسك مَبثُوثاً بِفَرقِ الفَرقَّدِ
ولقد بَعثتُ بها قصيدا لَفظُها / كالدرِّ إذ وافى بسلك مُنضَّدِ
وجعلتُها يوم الحساب ذَخيرتي / فاشهَد بها عند ابن عمَّكَ في غَدِ
ويعودُ عاشوراءُ يُذكرُني
ويعودُ عاشوراءُ يُذكرُني / رُزءَ الحَسين فليت لَم يُعد
وليتَ عيناً فيه قد كحِلَت / بِمَسَّرةٍ لم تَخلُ من رَمَدِ
ويداً به لشماتَةٍ خُضبت / مقطوعةً من زَندِها بِيِدي
يَومُ سبيلي حين أذكُرُهَ / ألاَّ يَدورَ الصَّبرُ في خلدي
أما وقد قُتلَ الحُسَين به / فأبو الحسينِ أحقُ بالكَمَد
قالوا الفعيلُ وإن تَبَيَّنَ غَيُّهُ
قالوا الفعيلُ وإن تَبَيَّنَ غَيُّهُ / للعالمين وغاب عنهم رُشدُهُ
يَمشي وفي يده كِتابٌ قَلَّما / عَلِم امرؤٌ في جهله ما قَصدُهُ
فأجبتهم لا تعجبوا من فعلهِ / فأبوهُ من أهلِ الكتاب وجَدُّه
شَرُفَت بنَظم مَديحك الأشعارُ
شَرُفَت بنَظم مَديحك الأشعارُ / وتَحَيَّرَت في وصفك الأفكارُ
وأطاعك الذِّهنُ القَصيُّ ملبِّياً / وتصرَّفت بقضائك الأقدارُ
ما جن ليلُ الخطب إلا أشرقَت / وتَلألأَت من وجنك الأنوارُ
وهَمَت عَقَيبَ البَرقِ من بُشراكَ لل / عَافي سحائبُ جَوُدُهُنَّ نَضَارُ
أنتَ الكريمُ وخلِّ ما قد أنبأَت / عمن مضى في كُتبِها الأَخبَارُ
خلُقٌ كلينِ الماء راقَ لشاربِ / ظامٍ وعَزمٌ في التوقُّد نارُ
من ذا الذي يحكيك في مَجد وفي / شَرَف وجَدُّك جَعفَرُ الطَّيار
ولأنت من قومٍ يهونُ عليهمُ / يومَ الوغى أن تُبذَلَ الأعمَارُ
قومٌ قد اختاروا الثناءَ لأنَّهُ / أبداً يدومُ وحَبَّذا ما اختاروا
عَلِموا وقد علموا الصحيحَ بأنَّهُ / لا درهَمٌ يَبقى ولا دِينارُ
ما كلّ حينٍ تنجحُ الأسفارُ
ما كلّ حينٍ تنجحُ الأسفارُ / نفق الحمارُ وبارت الأشعارُ
خُرجي على كتفي وها أنا دائِرُ / بين البيوت كأنني عَطَّارُ
لم أدرِ عيباً فيه إلاَّ أنَّهُ / مع ذا الذكاءِ يُقال عنه حمارُ
ويلينُ في وقت المضيق ويلتوي / فكأنّما بيديكَ منه سوارُ
ولقد تحامته الكلابُ واحجمت / عنه وفيه كلُّ ما يُختارُ
فرعت لصاحبه عهوداً قد مضت / لما عَلِمنَ بأنه جزَّارُ
يمضي الزمانُ وأنتَ هاجر
يمضي الزمانُ وأنتَ هاجر / أو ما لهذا الهجر آخر
يا من تحكَّم في القلو / بَّ فإنه لهواك ذاكر
وإذا رَقَدت مُنعَّماً / فاذكر شَقيّاً فيكَ ساهر
شَتَّتَنَ ما بيني وبي / نك في الهوى لو كنت عاذر
النارُ في كبدي وظَل / مُك باردٌ والجَفنُ فاتر
حَتَّامَ تحكمُ في نفو / س العاشقين وأنتَ جائر
هلا اقتَدَيتَ بعَدل مو / لانا كمال الدين ظافر
بك يا بن نصرٍ جئتُ أر / جو نُصرَةً فانعم وبادِر
وأجر من الزمن الذي / دارت عليَّ به الدوائر
أصبحتُ في أمري ولا / أشكو لغير اللَه حائِر
ولكم يُذَكّرني الشتا / ءُ بأمره ولكم أكاسر
واللحمُ يَقبُحُ أن أعو / د لبَيعهِ والشعرُ بائر
يا ليتني لا كنت جَ / زَّاراً ولا أصبحتُ شاعِر
مَن مُنصفي من مَعشَرٍ
مَن مُنصفي من مَعشَرٍ / كَثُروا عليَّ وكَثَّرُوا
صادفتُهم وأرى الخرو / جَ من الصداقة يَعسُرُ
كالخطِّ يسهل في الطُّرو / س ومَحوُهُ مُتَعَذِّرُ
وإذا أردتُ كَشَطتُه / لكنَّ ذاك يُؤَثَّرُ
أو ما ترى الإسكندري
أو ما ترى الإسكندري / ية إذ غَدت تُهجى وتُهجَر
وهي التي اتخذ الزما / نُ منارَها في الأُفقِ مِنبَر
لا يستطيع يرى رغي / فا عنده في البيت يُكسر
فلو أنه صلَّى وحا / شاهُ لقال الخُبزُ أكبَر
وله محلٌّ في البِغا / ء به تقدَّمَ مَن تأخَّر
سَل عنه مسعوداً ويا / قوتاً ورَيحاناً وعنبر
كم ليلةٍ قد بات وه / و يُمَدُّ بينهمُ ويُقصَر
والعَصر إنَّ عدَاك في العَصرِ
والعَصر إنَّ عدَاك في العَصرِ / وقد انتَهَوا لِهدَاية الخسرِ
ظلموا فما أبقوا لهم وَزَراً / يُنجى ولا سَلمُوا من الوِزرِ
ظهروا لنورك وهو شَمسُ ضُحىً / فتضاءلوا كتَضَاؤل الذَّرِّ
مكروا وقد مكرَ الإلهُ بهم / شَتَّانَ بين المَكرِ والمَكرِ
دَعهُم فلا بَرح التَّغَابُن من / حَسَد يُوَاصلهم إلى الحشرِ
وانشد إذا ما زرت تُربَتَهُم / مُتَهَكِّماً في السِّرِّ والجَهرِ
ماتوا بغيظهمُ وما ظَفرُوا / بمرادهم واضَيعَةَ العُمرِ
ومن العجائب كَونُهُم جهلوا / أن العلوم وديعهُ الصَّدرِ
لولا أخاف اللَه قلتُ لمن / يَروى مديحك اتلُ يا مُقرِي
حَجَّت لك العافونَ فازدحموا / كتزاحم الآمال في الفكرِ
نالوا المَنَى جنابك فاخ / تاروا المُقَامَ بها على النَّفرِ
أَغنيتني من بعد فقري
أَغنيتني من بعد فقري / ورَفَعتَ بعد الخَفضِ قَدري
وأَنلتَني منناص يَق / لُّ لكُترِها حمدي وشُكري
أصبحتُ يا مولاي من / نُعمَاك أسعَدَ أَهلِ عَصري
وغفرتُ لما أن وصل / تُ إلى جَنابك ذَنبَ دهري
وأَرحتَني من حِرفَةٍ / تُردى بصاحبها وتُزرى
ما بين قومٍ كلما / عايَنتُهم قد ضاقَ صدري
وكفاك أن كبيرَهُم / ورئيسهم في السوق صِهري
عَمٌّ يَعُرُّ أخاه وأب / نَ أخيه لو كان المَعَرِّي
وافي إليك بلهوه النيروزُ
وافي إليك بلهوه النيروزُ / فاستَجلِ بكرَ الدنِّ وهي عجوزُ
صفراءُ تبدو في لجين كؤوسها / بعد المزاجَ كأنها الإبريزُ
يُبدي المزاجُ لها حبَاباً طالعَّا / فأعجب لشمسٍ للنجوم تجوزُ
كم خاطرٍ أمسى يُقسِّم فكرهُ / فيها وغايةُ أمره التعجيزُ
فكأنما هي كلَّما تحتادُه / وتحيله التخييرُ والتَّمييزُ
يسعى بها ظبيٌ كأنَّ قوامَهُ / غُصنٌ بأنفاسِ الصَّبا مَهزُوزُ
ذو وجنة حمراءَ في ديباجَها / من خزِّ وشي عذارِه مَهزُوزُ
يرنُوا إليك بمقلة سَّمارةٍ / هاروتُ في أجفانِها مَركوزُ
فالوجد يفصل عنه منى مثلما / أني رأيت الصَّبر وَهو يَعُوزُ
ولكم أميل إليه وهو ممَّنعُ / ولكم أذل لديه وهو عزيزُ
واحسرتي لو أنَّ لي بوصالهِ / يوما به على رَغمِ الوشاة أفوز
لم يَبقَ غَيث سحابةٍ إلا وقد
لم يَبقَ غَيث سحابةٍ إلا وقد / فُرِضَت عليه زيارةُ ابن الفارضِ
لا غَروَ أن يُروى ثَرَاهُ وقبرهُ / باقٍ ليوم العَرضِ تحت العارضِ
زمنُ الغضَا في القلبِ بعدكَ لوعةُ
زمنُ الغضَا في القلبِ بعدكَ لوعةُ / تذكرى بنارِ الشَّوق لا نار الغَضَا
ما كانت اللذاتُ فيك ولا الهوى / إلا كبرقٍ في الدجنَّةِ أومضَا
وإذا صَبَوتُ لدارساتِ رُسومه / قال المعيد لدرسهِ هذا مَضَى
بانَت وقد كلَّفتُها تَوديعي
بانَت وقد كلَّفتُها تَوديعي / ما بين قَيظ جَوى وفَيضِ دُمُوعِ
وتجلَّدَت للبَينِ مثل تَجُلدي / والنارُ حَشَوُ ضلوعها وضلوعي
ولكم تُعَلَّلُها مواعيدُ المُنى / منى على المرئيِّ والمسموعِ
قالت ذَمَمت البَينَ قلتُ لها عَسَى / أن تشكري عُقبَاهُ عند رجوعي
يا هذه لولا وثوقي بالغنى / لغدا هُلُوعُك وهوَ دونَ هلوعي
تاللَه ما أمَّلت غيرَ مُؤَمَّلٍ / سَمح ولا ناديتُ غيرُ سميعِ
حَسبي رجاءٌ ابنِ الزُّبَيرِ فإنَّ لي / قَصداً أراهُ لديه خَيرَ شَفيعٍ
لأهاجرنَّ إلى نَدا من كفَّهِ / هامٍ وَرَوضٍ بالنَّوال مَريعٍ
ولأرفعنَّ بقصدِهِ النفسَ التي / هانت عليَّ بقصدٍ كلِّ وضيعِ
تاللَه ما اخترتُ الخمولَ وإنما / لله حكمٌ ليس بالمدفوع
مالي قَنِعتُ فصرتُ أُدعَى عاجزا / والعَجزُ منسوبٌ لكلِّ قَنُوعٍ
ما بين آمالي وبين بلوغها / بِرَجاء يعقوب سوى أُسبُوعٍ
نَدبٌ يحجُّ القاصدون لنائلٍ / يوم الرجاء ببشرِهِ مَشفُوع
سَل عنه وأرحَل نحوه تُنجِح ولا / تَسأل عن التَثليث والتربيعِ
هُوَ ناظرٌ هَجر الهجوعَ لعلمه / أنَّ المعالي لم تُنَل بهجُوعِ
قد قلتُ حين تَصَنَّعَت سُحُبُ الحَيَا / معناه في سَح وحُسن صَنيع
ياغيثُ حسبك ليسَ تحي جُودَهُ / فَضَحَ التَطبّثعَ شِيمَةُ المَطبُوعَ
يا من يهونُ ماله تفريقه / بخلاف مكرم ماله المجموعِ
بلغت بكل النفس التي شَرُفَت إلى / شأوٍ بعيدٍ في الفخار بديعِ
فغدوتَ ذا فضل بسيط كامل / يُلقى وجود وافر وسريع
وقفوت آثار العدا بمصارعٍ / فجمعت تقفيةً إلى تصريعِ
مولاي زين الدين دعوة من رجا / بنَدَاك جَبر فُؤاده المَصدُوع
ما إن تَغَيَّرَ بعد بينك وُدُّهُ / لكن تغيَّرَ دَمعُهُ بنجيعِ
يشكو لفضلك من يسلم عرضَهُ / للذمِّ رغبة ماله المجموعِ
ولقد كسوتكَ من قريضٍ حُلَّةً / جَلَّت عن التلفيقِ والترقيعِ
حَسنت برقمٍ من خلالك فاغتدت / كالروض في التسهيم والتوشيع
وِثقَت بخفضِ العيشِ عندك فاغتدت / تسمُو بقصد محلَّك المرفوعِ
تاللَه ما لَثمُ المَراشِف
تاللَه ما لَثمُ المَراشِف / كلا ولا ضَمُّ المعاطف
بألذَّ وَقعا في حَشا / ي من الكنافة والقَطَائف
بالصوم والإفلاس بِن / تُ عن السُّلافَةِ والسوالف
لم يَبقَ إلا الاعتكا / فُ فقد كَفَى ما كَنتُ عاكف
حَتَّامَ أمشى في طلا / ب معيشتي والرزقُ واقف
من منصفي من حَيفِ ده / رٍ لم يَزَل في الحُكم حائف
كم قد جَرَت بيني وَبي / نَ صروفه قدماً مَوَاقَف
وأجارَني موسى بما / أسدَاهُ من تِلكَ العَوارِف